مذكرة "حزب الله": المناورة الكيانية وما تستوجبه من استعدادات

تاريخ الإضافة الأربعاء 29 نيسان 2009 - 5:54 ص    عدد الزيارات 4579    التعليقات 0    القسم محلية

        


حصلت "النهار" على الدراسة التي قدمها النائب محمد رعد الى مؤتمر الحوار امس وعنوانها "المناورة الكيانية – نقطة تحول 3" وهنا نصها:
"تقديم: ما بين 31 ايار و4 حزيران 2009، من المقرر ان تقام في كيان العدو المناورة الاكبر في تاريخه تحت عنوان "نقطة تحول 3". المناورة المذكورة، التي بوشر التحضير لها نهاية العام الماضي، هي الحلقة الثالثة في سلسلة بدأت عام 2007 الذي شهد تنفيذ "نقطة تحول 1"، وتواصلت عام 2008 مع "نقطة تحول 2"، الغاية المعلنة لهذه المناورات التي توصف بالعملاقة هي رفع حالة الجهوزية القومية الاسرائيلية وتعزيزها استعداداً لحصول مواجهة عسكرية تكون فيها الجبهة الداخلية جزءا من ساحة القتال.
في معرض شرحه لأهمية المناورة، أوضح نائب وزير الحرب الاسرائيلي ورئيس هيئة الطوارئ القومية، الجنرال ماتان فلنائي، ان "الهدف منها هو ادخال الناس في ثقافة طوارئ، وكأن الحرب توشك ان تندلع صباح الغد". هذا الكلام، اذا أضفنا اليه ما قاله رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي، الجنرال غابي اشكينازي، في مؤتمر الجيش السنوي الذي انعقد منتصف شهر شباط الماضي، وشدد فيه على انه "خلال العام 2009 ستنضج تحديات أمنية معقدة ستلزمنا ان نكون على أهبة الاستعداد"، يوضح حيز الاهمية الذي تحتله هذه المناورة في خطط الجهوزية العسكرية الاسرائيلية.
•الجهات المشاركة في المناورة:
تختصر عبارة "دولة كاملة سوف تتدرب لمدة خمسة أيام" وهي عبارة تفوه بها فلنائي، الحجم الفعلي للمناورة الذي سوف يشمل الكيان الاسرائيلي بأكمله. وستكون الركيزة الاساسية للمناورة تدريب جميع سكان "اسرائيل" على ما يتوجب القيام به في حالة تعرض الجبهة الداخلية لهجمات صاروخية مكثفة ومفاجئة. وقد تم تحديد الجهات المشاركة في المناورة على الشكل التالي:
- سلطة حالات الطوارئ الواقعة تحت إمرة نائب وزير الحرب الاسرائيلي والتي تقع على عاتقها ادارة المناورة بكل عناصرها.
- الحكومة الاسرائيلية والمجلس الوزاري المصغر، اللذان سيعقدان اجتماعات متكررة لاتخاذ القرارات الحاسمة والمصيرية في سياق المناورة.
- الجيش الاسرائيلي بمعظم تشكيلاته وأسلحته وقواعده وعلى رأسها سلاح الجو (يذكر ان هذا السلاح نفذ خلال مناورة "نقطة تحول 2" العام الماضي مناورات جوية واسعة النطاق بمشاركة مئات الطائرات المقاتلة).
- الوزارات، الادارات العامة، المجالس المحلية (252 مجلسا) والمؤسسات التعليمية.
- وحدات الجبهة الداخلية التي وضعت خطة انذار جديدة قسمت فيها كيان العدو الى 27 منطقة مقارنة بـ 10 مناطق سابقا.
- قوات الشرطة، الدفاع المدني، نجمة داود الحمراء والاطفاء.
•سيناريوهات المناورة:
- مواجهة هجوم صاروخي واسع النطاق من ايران، سوريا ولبنان وقطاع غزة، بالتزامن مع تصعيد في الضفة الغربية.
- التعرض لهجمات بصواريخ غير تقليدية.
- انفجار مواد خطرة في خليج حيفا.
- حدث "ارهابي" كبير وغير تقليدي في مدينة ايلات.
- سلسلة من الحوادث المتنقلة وسقوط الصواريخ في العديد من المدن والمستوطنات على امتداد الكيان.
•أهداف المناورة:
- تحقيق الجهوزية الحربية الكاملة لسلطة حالات الطوارئ، والاجهزة المنضوية تحت اطارها في ظل سيناريو "الحرب الفجائية".
- اختبار منظومات الانذار الجديدة المرتبطة بشبكة الانذار والدفاع ضد الصواريخ التي يعكف العدو على تطويرها.
- اختبار أداء الجهات القيادية في الحكومة وقيادة الاركان في وضعية مواجهة حرب شاملة على جبهات عدة.
- الوقوف على مستوى التعاون والتنسيق بين الاجهزة المختلفة، بدءا من القيادة السياسية وصولا الى القوات الميدانية، فيما يتعلق بكيفية معالجة الجبهة الداخلية خلال الحرب الشاملة.
- تدريب السكان على كيفية مواجهة التهديد الصاروخي والوصول الى الملاجئ والغرف المحصنة في فترات زمنية قياسية تتراوح بين 15 ثانية للمدى القصير و3 دقائق للصواريخ البالستية بعيدة المدى.
- فحص قدرة المستشفيات على استيعاب ومعالجة أعداد كبيرة من المصابين.
• قراءة موجزة في الخلفيات والابعاد:
تستوقف المراقب للمناورة جملة من الامور التي تفيد في فهم خلفياتها وأبعادها، في ما يأتي أهم الملاحظات في هذا الاطار:
- أولا، تؤشر المناورة الى فرضية ينطلق منها الاسرائيلي في استشرافه لمآل الاحداث في البيئة الاستراتيجية التي يعيش فيها. وتتلخص هذه الفرضية بحتمية – أو بالحد الادنى أرجحية – انتهاء مسار التطورات الاقليمية الى صدام مسلح يعيد انتاج خريطة التوازنات على مستوى الفرص والتهديدات.
- ثانيا، تشي طبيعة المناورة، لجهة احاطة رقعتها بارجاء الكيان كافة، بالشمولية الجغرافية للمواجهة المفترضة التي تحاكيها. فهي تتعامل مع فرضيات عملانية تتحول فيها كل "اسرائيل" الى جبهة قتال تتلقى الصليات الصاروخية المعادية وتتفاعل مع تبعاتها المادية والمعنوية. وقد صرح فلنائي بهذا المعنى حين قال ان "كل دولة اسرائيل في مرمى صواريخ العدو، ويجب ان يعرف الجمهور الاسرائيلي هذا وأن تستعد السلطات بناء عليه".
- ثالثا، تفترض المناورة ان المقاومة في لبنان هي أحد الاطراف الاساسيين الذين تعد خطط الحرب لمواجهتهم. فصواريخ المقاومة، بحسب تصريحات سابقة لوزير حرب العدو ايهود باراك، "قادرة على اصابة كل نقطة في اسرائيل"، وتبعا لذلك تحاكي سيناريوهات المناورة هجمات صاروخية تنفذها المقاومة ضد العمق الاسرائيلي في اطار حرب قد تشمل اشتعال جبهات أخرى.
- رابعا، لا يمكن المرور بشكل عرضي أمام التركيز الاسرائيلي على عنصر المباغتة في سيناريوهات المناورة، فهي تتمحور على "إقناع السكان بأن الحرب المقبلة يمكن أن تقع دون سابق انذار"، متجاوزة المحاذير المترتبة على هذا الامر لجهة تداعياته السلبية المرتبطة ببث جو من تراجع الشعور بالامن الشخصي لدى السكان. ومن شأن هذا الامر ان يرجح فرضية سعي الاسرائيلي الى تحقيق جهوزية معينة تستوجبها أعمال "قد يبادر" اليها، وهي أعمال من النوع الذي يتوقع ان تستجلب ردا فوريا وسريعا وقويا من قبل الجهات المستهدفة. إن إدراك العدو ان المقاومة في لبنان، فضلا عن سوريا وايران، ليست في وارد شن هجمات صاروخية "ابتدائية" مفاجئة على اسرائيل، يجعل من تشديده على عنصر المفاجأة في سيناريوهات اندلاع الحرب التي يناور عليها أمرا باعثا على الريبة، لجهة كونه الجهة التي تبيت نية البدء في الحرب.
- ان اقتران المناورة بسلسلة مكثفة من التدريبات العسكرية ذات الطابع الهجومي، يؤكد أنها تأتي في سياق استكمال الجهوزية القتالية المستندة الى عبر حرب تموز وما ترتب عليها من تعاظم القدرات القتالية لدى المقاومة في لبنان على وجه التحديد.
• ما الذي يتوجب فعله في المقابل:
في ظل الحراك الحثيث الذي يظهره العدو الاسرائيلي على صعيد استعداده للحرب، وبلحظ حجم هذا الحراك وطبيعته، وما ينطوي عليه من مؤشرات، لا يمكن لبنان ان يقف مكتوفا متفرجا على ما يعد له. فاذا كان العدو لا يخفي وضعه لبنان في دائرة استهدافاته العدوانية على مستوى الخطط الحربية التي يعدها ويناور عليها جهارا، فان الواجب الوطني يقتضي ان يتم العمل على بلورة آليات لمواجهة التحدي الاسرائيلي الداهم بما يكفل ردع العدو من جهة، وتحقيق الجهوزية للأسوأ من جهة أخرى.
ومن الطبيعي ان تكون الاستعدادات اللبنانية متناسبة مع طبيعة التحدي، وان تكون شاملة لكل النواحي المطلوبة لمواجهة النيات والاستعدادات الاسرائيلية خصوصا ان أصل الاستعداد اللبناني وتظهيره الى العلن هي احدى الاجوبة المفترض بلبنان ان يوفرها ردا على الحراك الاسرائيلي.
ويمكن تقسيم الاستعدادات الواجب اتخاذها الى ثلاثة مستويات: مدني وعسكري وسياسي. مدنيا، ينبغي رفع مستوى الوعي لدى المؤسسات الاهلية كي يشكل ذلك حافزا لها للمبادرة الى سد الثغرات القائمة وتعزيز امكاناتها لمواجهة اي عدوان مفاجىء يبادر اليه العدو، خصوصا دورها المفترض خلال أي عدوان كبير وحيوي. ويشمل هذا الأمر القطاعات الصحية والانقاذية على وجه التحديد، كالمستشفيات وبنوك الدم والدفاع المدني، فضلا عن المؤسسات المعنية بتقديم خدمات البنى التحتية، كالمياه، والكهرباء والهاتف. كما يفترض ببقية الاجهزة الرسمية اللبنانية ان ترتفع الى مستوى التحدي وتضع خططا عملانية انطلاقا من وعي هذا الخطر وحجمه مع ما يترتب على ذلك من خطوات عملية من الواجب اتخاذها.
عسكريا، ينبغي العمل على انتاج صيغة لتنسيق الجهوزية القتالية الدفاعية بين المقاومة والجيش بحيث يتكامل الجانبان في بث رسالة ردع للعدو قوامها الاستعداد الكامل لتدفيعه ثمنا باهظا لأي مغامرة قد يقدم عليها.
سياسيا، يتوجب اطلاق حملة سياسية اعلامية وديبلوماسية في المحافل الدولية، تقدم فيها اسرائيل كجهة متوثبة للحرب وباعثة لأجواء التوتر في المنطقة، وتُحمل فيه مسؤولية عدم الاستقرار ودفع الاوضاع نحو التأزم والمزيد من السخونة".
 


المصدر: جريدة النهار

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,348,444

عدد الزوار: 6,887,846

المتواجدون الآن: 91