الطفيلي لـ «الحياة»: كان بامكان «حزب الله» أن ينقذ لبنان بدل أن يكون مأزقه

تاريخ الإضافة الثلاثاء 28 نيسان 2009 - 1:35 م    عدد الزيارات 4682    التعليقات 0    القسم محلية

        


يعتبر الشيخ صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لـ «حزب الله» وأحد مناوئيه هذه الأيام من الوجوه البقاعية القليلة المعترضة على دور الحزب في منطقة البقاع الشرقي والشمالي. هنا حديث معه حول الوقائع الانتخابية والسياسية في البقاع وحول موقع الشيعة في المأزق اللبناني الراهن.

> لاحظنا أن المشهد الانتخابي في البقاع الشرقي هنا حيث تعيشون يشهد ارتخاء، وذلك خلافاً للمناطق اللبنانية الأخرى! فما هو تفسيرك لهذا الأمر؟

- قبل فترة كانت هناك أحاديث ونشاط توحي بأن هناك تحضيراً لمعركة انتخابية، لكن حينما جاء الوقت فوجئنا بعدم وجود متنافسين في البقاع الشرقي والشمالي، بل هناك لائحة واحدة لفريق «8 آذار»، الفريق الآخر كأنه انكفأ. حسابات الانكفاء مجهولة وتذكرنا، بالانكفاءة التي حصلت في انتخابات العام 2005 التي تبين انها كانت نتيجة تفاهم ما سمي بالملف الرباعي بين 8 و14 آذار. قد يكون شيء من هذا القبيل قائماً بخاصة ان هناك اشارات منها تفاهمات على بعض الدوائر في بيروت أو في الجبل. وربما يكون جماعة «14 آذار» استسلموا باكراً لإدراكهم أنهم لن يفوزوا. لكن هذا لا يبرر الانكفاء لأن اظهار حجم التأييد ضروري، وليس بالوصول الى البرلمان.

> الأحداث الأمنية التي شهدتها المنطقة أخيراً (مقتل 4 جنود للجيش اللبناني) هل برأيكم تتصل بالاستحقاق الانتخابي؟

- في موضوع الانتخابات أو أي موضوع آخر، كل انسان يسعى للكسب سواء بلغة العشائر أو بلغة المناطق، كأن يقال أن هذه المنطقة لم تمثل أو هذه العشيرة أو تلك الفئة، يمكنك أن تسمع كلاماً عن عدم التمثيل في أوساط العشائر والمناطق. أما في الموضوع الأمني، فإن لبنان الى الآن ليس دولة في ذهن السلطة. فالحكام ليسوا رجال دولة ولا هذا الشعب شعبهم. أي حاكم وصل الى السلطة من أي موقع يعتبر انه شريك ليخدم من يعتبرهم جماعته، أما الآخرون من أبناء الوطن فهم غرباء بالنسبة اليه. في هذا الأمر أنا لا أبالغ فعلاً. لبنان منذ أسس هو هكذا. طبعاً البقاع لا تشمله رعاية الدولة نهائياً. في البقاع ليس هناك من ينافس أحداً. البقاع ليس ممثلاً في السلطة. فالزعماء الشيعة الذين لهم الكلمة النافذة في السلطة، ومن المفترض أنهم يضعون يدهم على حصة الطائفة ليسوا من البقاع، وبطبيعة العقلية اللبنانية، يجب أن يخدموا جماعتهم. ولهذا البقاع محروم. البقاع مهمل تماماً متروك. طبعاً الناس مسؤولون عن ذلك وليس السياسيين لوحدهم.

أمر طبيعي أنه في منطقة السلطة فيها منكفئة والقانون غير مطبق وفيها فقر واهمال وتشجيع على الفلتان والفوضى، يقع فيها أسوأ مما يقع هنا. صورة الدولة فيها رجال على صلة بالأجهزة الأمنية والسلطوية. الحقيقة المرة اننا في الوقت الذي نحن بحاجة الى سلطة لرعاية الناس، السلطة في بلادنا رابضة على صدور الناس. وأنا أحمل المسؤولية الأساسية لممثلي الشيعة في السلطة لأنهم إذا أرادوا خيراً ونفعاً لاستطاعوا، وهم قادرون على انقاذ لبنان، كل لبنان. هم الأقدر اليوم، ولذلك هم يتحملون جريرة التقصير في كل لبنان.

> ولكن ربما ليست لديهم مصلحة لاستدراج الدولة الى الحضور الى المنطقة، وهم لديهم قنوات رديفة لخدمة الناس؟

- ما يحصل ليس بديلاً عن الدولة، ما يحصل هو عملية رشوة. مثلاً أنا أمسك من حولي الناس من خلال الراتب الشهري الذي أوزعه عليهم من خلال عملهم في مؤسساتي. هذه رشوة. وهم يستخدمون ذلك لانتخابهم وللمشاركة في أنشطتهم وتظاهراتهم، وهذه هي الرشوة بعينها. والمسألة الثانية بعض الخدمات العامة التي تحصل لا تدخل في دائرة بناء واعمار البلد. على سبيل المثال، اعمار بعض المناطق التي هدمها العدوان الاسرائيلي، ربما بطبيعة شعورهم بأنهم يتحملون مسؤولية ما جرى من قصف وخوفاً من غضب الناس، قدموا بعض الخدمات. أما انهم قاموا بأمور اعمارية أخرى، فهذا ما لم يفعلوه. أنا ذكرت لك أنهم قادرون على انقاذ لبنان ولم يفعلوا ذلك.

هم لم يفعلوا ذلك، لا بل ان نزولهم الى بيروت في أيار (مايو) الماضي خدم الأميركيين والإسرائيليين، واذا كانوا صادقين بادعائهم انهم ضد الأميركيين وأنا أشك بذلك، فقد قدموا خدمة كبيرة لهم.

أنا حتى أفوز بزعامة الشيعة أشطر اللبنانيين. أنا لا أتوقع من كثيرين اصلاح البلد، ولكن كنت أتوقع من ناس يدعون انهم متفانون وخرجوا من رحم المقاومة ولم تلوث أيديهم بالسرقات أتوقع منهم غير ما فعلوه في بيروت. وحتى اليوم، أتمنى منهم أن يعيدوا النظر بكل ما فعلوه. أن يعودوا الى ما عاهدنا الله أن نفعله فتصبح المقاومة في أعز موقع لها.

> أنت تخاطب «حزب الله»، وهذا الأخير جزء من تحالف اقليمي بحيث تصبح مناشدتك في غير محلها إذا كان أمر الحزب ليس بيده؟

- أريد أن ألفت نظرك الى مسألة، إذا أردنا أن نفكر بالموجود على الأرض، التيارات الأخرى القائمة حالياً أغلبها كان جزءاً من مصيبة البلد، الجهة الوحيدة التي تستطيع أن تقول انها لم تشارك في نهب ثروة البلد هي «حزب الله»، صحيح أنهم في الفترة بين 1992 و2005 يتحملون المسؤولية عن تغطية الانتهاكات من دون المشاركة المباشرة. يا سيدي قد يغفر لهم ذلك، ولكنهم الجهة الوحيدة التي تستطيع أن تقول انها لم تلوث يدها بالمال العام، ولها ماضٍ مشرق. وهم لهم امتداد شعبي وحضور أمني وعسكري يستطيع أن يستقطب.

اليوم ومن خلال أشخاص لم يلوثوا بالنزول الى رياض الصلح أو بصراعات الشوارع، يمكنهم أن يخرجوا الى الناس بشعار بناء الدولة والالتزام بالقانون، يستطيعون أن يفعلوا ذلك. صحيح أنهم ملتزمون بقرارات خارج لبنان. وهذا مؤكد وهم لا يستطيعون الدخول الى بيروت كما فعلوا في 7 أيار منفردين. هذا لم يكن قرارهم، ولكن أنا أخاطب من يقف وراءهم. ما هي مصلحة ايران في معركة سنية - شيعية في لبنان أو في خارج لبنان.

الشيعة في لبنان ليسوا ايران لكنّ هناك توجهاً سياسياً دولياً اقليمياً لدفع الشيعة كلهم نحو ايران. أنا ابن المنطقة هنا وأعرف جيداً الشيعة في العراق. من الصعب على شيعة العراق أن يدوروا في الفلك الإيراني لكنهم يدفعون دفعاً الى ذلك. وكأن هناك مصلحة لخلق مناخ مستفز سنّي - شيعي يؤدي الى هذا الفرز. من المستفيد اليوم من الأزمة بين الشيعة والسنّة. الأميركيون مستفيدون من دون شك. ولو أن الشيعة يملكون فسحة من خيارات لما اختاروا ايران.

أنا أعطيك مثالاً عن نفسي. أنا صبحي الطفيلي مؤسس «حزب الله» وكان لي موقعي في لبنان والعراق قبل أن أصبح أميناً عاماً لـ «حزب الله». أنا قضيتي مع القضاء اللبناني تتمثل في طلبي فتح الملف والنظر في مدى ادانتي من عدمها. حاولوا تطويعي فلم يتمكنوا فركبوا لي ملفاً للحد من حركتي. أنا ما أقوله أنني إذا كنت مداناً فأنا حاضر للإدانة وإذا كنت بريئاً فلتقل المحاكم ذلك. من اليوم الذي جاء هؤلاء الى السلطة لو أن ملفي عالجه القضاء من دون محاباة، فمن المؤكد أن هذه المنطقة لم تكن كما هي الآن، كنا بالتأكيد فعلنا الكثير ومنعنا الكثير من المآسي.


المصدر: جريدة الحياة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,148,612

عدد الزوار: 6,757,142

المتواجدون الآن: 123