خبراء يستبعدون إشعال «حزب الله» الحرب في حال أدانه القرار الظني

تاريخ الإضافة السبت 11 كانون الأول 2010 - 5:59 ص    عدد الزيارات 2649    التعليقات 0    القسم دولية

        


خبراء يستبعدون إشعال «حزب الله» الحرب في حال أدانه القرار الظني

واشنطن - من حسين عبدالحسين

عقد «معهد الولايات المتحدة للسلام»، ندوة تباحث فيها خبراء حول ردود الفعل المتوقعة عند صدور القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وتحدثت رندة سليم عن عدد من اللقاءات اجرتها اخيرا مع عدد من المسؤولين الكبار في «حزب الله»، ونقلت عنهم مخاوفهم من امكانية اندلاع عنف اثر صدور القرار.
وقالت سليم ان الاشتباكات التي وقعت بين الحزب الشيعي وحلفائه في «جمعية المشاريع» السنية، في اغسطس الماضي، «جعلت مسؤولين في الحزب يتأملون في كمية الاحتقان بين صفوف السنة تجاههم». واضافت ان «حزب الله» يعتبر ان القرار الظني مشكلة وجودية، وانه المرحلة الخامسة في خطة عالمية للتخلص منه، «بدأت مع قرار مجلس الامن الرقم 1559، ثم الخروج السوري من لبنان، ثم حرب 2006، فاحداث مايو 2008، والان المحكمة الدولية».
ووافقت منى يعقوبيان زميلتها، وقالت ان الاحباط يسود في صفوف اللبنانيين السنة الذين يشعرون بأزمة وجودية ايضا، وتابعت انه «بالنسبة للطائفة السنية، الموضوع وجودي ايضا عندما تكون هناك امكانية في ان يكون زعيم سني قد تم اغتياله على ايدي منظمة شيعية، وهذا ما يضفي المزيد الى شعور السنة الحالي بالخوف».
واعتبرت يعقوبيان ان رئيس الحكومة سعد الحريري في موقف لا يحسد عليه، «فالطلب اليه التخلي عن المحكمة الدولية هو بمثابة الانتحار السياسي، اذ ان مؤيديه السنة لن يتفهموا هكذا موقف». وتابعت ان مؤيدي الحريري من السنة لم يتفهموا تصريحاته، الى احدى الصحف، التي اعتبر فيها ان ادانة سورية سياسيا كان خطأ، وقالت ان هؤلاء المؤيدين لا يعجبهم انفتاح الحريري على سورية اساسا.
وتوافقت سليم ويعقوبيان حول مصلحة «حزب الله» في عدم اشعال حرب اهلية على اثر صدور القرار الظني. وقالت سليم انه رغم ان الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله سبق ان اعطى وعودا بالتحرك ضد القرار الظني ورفضه، الا ان اي ردة فعل من الحزب ستأتي بناء على «حسابات الربح والخسارة فقط».
واضافت ان «حزب الله انتقل من مرحلة استراتيجية ما قبل القرار الظني الى مرحلة ادارة الازمة التي ستنجم عنه». وكجزء من ادارته ردة الفعل، اعتبرت سليم ان «حزب الله لن يسمح قطعا باعتقال او التحقيق مع اي من اعضائه، وهو ما قد يحول المحاكمة الى غيابية».
وتابعت: «انا تحدثت الى عدد من المتخصصين بشؤون المحاكم الدولية، وقالوا لي انه منذ محاكمات نورمبرغ، لم تكن هناك اي محاكمات دولية غيابية». واشارت الى بيان صادر عن المحكمة الخاصة بلبنان، في 2 ديسمبر، حددت فيه المحكمة خياراتها الثلاثة في حال عدم التعاون معها. هذه الخيارات هي «اولا، التشاور مع الحكومة اللبنانية، وثانيا الطلب الى الاجهزة الامنية، وثالثا احالة الموضوع الى مجلس الامن من اجل اتخاذ التدابير المناسبة».
الا ان سليم لفتت كذلك الى تصريح للسفير الصيني لدى لبنان قال فيه ان «حكومته على تواصل دائم مع حزب الله، وان سير المحكمة الدولية لا يعتبر تهديدا للسلم الدولي، مما يعني انه على مجلس الامن عدم التدخل، لان المسألة لبنانية فقط».
في مطلق الاحوال، حسب سليم، لا يناسب «حزب الله» الذهاب الى حرب اهلية، حتى في حال صدور قرار ظني يدينه. وقالت: «السيناريوات مرعبة، مثلا ان يقوم انتحاري بتفجير نفسه اثناء صلاة الجمعة في الضاحية الجنوبية لبيروت، سيكون هناك مئات القتلى».
اما يعقوبيان، فاستبعدت اندلاع حرب اهلية، لان ليس لدى احد من الاطراف المحلية او الاقليمية مصلحة في ذلك. وقالت: «ليس لحزب الله مصلحة في العنف، ولا الحريري مهتم بالعنف، ولا للسعودية مصلحة في العنف، ولا سورية ترغب في خسارة الورقة التي تحملها في يدها للمساومات الاقليمية (حزب الله)، ولا لايران مصلحة في العنف».
بدوره، تحدث اندرو تابلر، الباحث في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى»، فقال انه على اثر انتخاب الرئيس باراك اوباما، تراجع الدور الاميركي في لبنان وتقدم الدور السعودي. واعتبر ان للسعودية نفوذ كبير على اطراف لبنانية، وان «سورية كانت تأمل في ان تساهم السعودية في ترويض 14 مارس».
واضاف تابلر، الذي عاد اخيرا من جولة شملت لبنان واسرائيل، انه لم يشعر، اثر لقاءاته مع مسؤولين اسرائيليين، ان «تل ابيب تنوي الذهاب الى حرب مع حزب الله».
كما استبعد ان يقوم «حزب الله بالاستيلاء على السلطة في لبنان، اذ ان الحكومة اللبنانية تشكل نوعاً من الحزام العازل بين حزب الله واسرائيل»، وان في حال اصبح الحزب هو السلطة، فان ذلك «سيكشف حزب الله امام اسرائيل».
 

وثائق «ويكيليكس» تتوالى فصولاً وموقع «الأخبار» يتعرّض للقرصنة
 
فيلتمان حذّر من أخطار على «الوطنيين اللبنانيين»
 
بقيت وثائق «ويكيليكس» «على حضورها» القوي في المشهد اللبناني الذي لا يزال يعيش تداعيات نشر المراسلات بين السفارة الأميركية في بيروت وواشنطن ومحاضر اللقاءات مع قادة سياسيين لا سيما خلال حقبات بالغة الدقة عرفتها البلاد في الاعوام الخمسة الاخيرة.
وفي هذا الإطار، برزت ثلاثة تطورات متصلة بـ «صندوق باندورا» الذي فتحه موقع «ويكيليكس» على المحور اللبناني، وهي:
* تعرُّض صحيفة «الأخبار»، التي تتولى نشر عدد من الوثائق الحصرية التي حصلت عليها من «ويكيليكس»، لعملية قرصنة لصفحتها على الانترنت التي «احتلّها» موقع آخر بعنوان «سعودي انحراف».
ورأى ناشر «الأخبار» حسن خليل «ان مهووساً على الانترنت قد يكون وراء تعرض الصحيفة للقرصنة». لكنه سأل «هل الفاعل مهووس الكتروني او ان الامر يتصل بحرب مخابرات لها علاقة بويكيليكس». وقال: «هذا الامر يبحث فيه المسؤولون القانونيون لدينا»، مؤكداً «اننا سنستمر بنشر الوثائق».
في السياق نفسه، رفض رئيس صفحة العدل في الصحيفة عمر نشابة استباق التحقيق في عملية القرصنة وخلفياتها، مشيراً الى ان «الصحيفة نشرت حتى الآن اربع حلقات من وثائق ويكيليكس وتوجد 3 حلقات مقبلة وهناك معلومات حساسة نبحث نشرها من عدمه».
* إبداء مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان قلقه «العميق جداً» لان تسريبات «ويكيليكس» المتعلقة بلبنان، يجري استخدامها «والتلاعب بها داخل لبنان من أجل الدفع لتحقيق برنامج سياسي» معين من بعض القوى، محذراً من أن للتسريبات وقعاً خاصاً في لبنان لانها تستخدم «عن قصد من أجل زرع الخلافات وزعزعة الثقة داخلياً، ومن أجل الحاق الضرر بالعلاقات بين الولايات المتحدة ولبنان»، معرباً عن قلقه «بسبب الاخطار التي يمكن ان تلحق ببعض الوطنيين اللبنانيين الذين يعملون من أجل خدمة مصالح بلدهم، والذين كانوا يتحدثون معنا والذين يتعرضون الان للهجمات لانهم حاولوا العمل معنا لاقامة أسس قوية للعلاقات الاميركية ـ اللبنانية». لكنه أمل في بقاء المصالح المشتركة للبلدين مرتبطة ارتباطاً وثيقاً وتخطي الاثار السلبية لهذه التسريبات.
ورفض فيلتمان طروحات «المعارضة اللبنانية التي تدّعي ان التسريبات اظهرت ان عمل المحكمة الدولية صار مسيساً»، وقال «المشكلة في لبنان ليست في المحكمة الدولية بل في ما يحاول بعض الاطراف ان يفعلوه لجهة التهديد بالعنف لوقف العدالة». وذكر ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تطرقت الى هذه المسألة في خطابها الاخير في المنامة «وليس ثمة أي تبرير، سواء اذا كانت الذريعة «ويكيليكس» أم أي ذريعة اخرى، للتهديد بالعنف في ما يتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان والنشاطات القضائية فيه».
واذ لم يخف غضبه حيال تسريبات «ويكيليكس»، قائلاً إنه يشعر «بالغثيان»، ومعتبراً ان التسريبات تمثل «هجوماً على المجتمع الدولي» لانها تعطل العمل الديبلوماسي الهادف الى حل النزاعات والمشاكل، ولانها تقوض الثقة بضمان خصوصية الاتصالات الديبلوماسية، اشارالى انه خلال بعض الاجتماعات الاخيرة، قال مسؤولون اجانب: «لا نريد أي تدوين، او انهم طلبوا اخراج المسؤولين عن تسجيل المحاضر من الغرفة»، نافياً ضلوع أي مسؤولين حكوميين في التسريب، وموضحاً انه لا يشتبه في ضلوع أي اجهزة استخبارات دولية في العملية، ومشيراً الى تورط شخص واحد وفقا للتحقيق الذي تجريه السلطات الاميركية.
* اعلان رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد، في اول موقف للحزب من وثائق «ويكيليكس» أن «ثمة جهوداً تجري في المرحلة الراهنة لاستنقاذ أولئك الذين تورطوا في مأزق التآمر على المقاومة»، آملا في «أن تسفر هذه الجهود عن تسويات ونحن جاهزون لها، لكن إذا كابر الآخرون فحينئذ سندخل في مرحلة جديدة يكونون هم من يتحملون مسؤولية تداعياتها».
ولفت رعد إلى «أن من بين أسباب قيام موقع «ويكيليكس» بكشف وثائق وأسرار أدلى بها أصحابها في مجالسهم الخاصة وفي الكواليس، استشعار الأميركي بأن بعضاً ممن مدوا يدهم إليه في يوم من الأيام، يريدون أن يغيروا مواقفهم نتيجة اختلال موازين القوى، ولهذا يبدأ هذا الأميركي بفضح أسرارهم وابتزازهم بذلك في حال عودتهم عن مواقفهم السابقة». وحذر من أن «الظالم يقطع اليد التي تسلم عليه حين يستطيع وحين يتمكن».
 
 

 


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,375,502

عدد الزوار: 6,988,844

المتواجدون الآن: 76