"إعلان طرابلس" يؤكد أهمية العلاقة الاستراتيجية بين إفريقيا وأوروبا

تعهد قادة أفريقيا وأوروبا الذين انهوا اعمال قمتهم أمس في العاصمة الليبية من خلال "إعلان طرابلس"، الذي أصدروه، على تعزيز الحوار السياسي الرفيع في ما بينهم بما يكفل تحقيق نهج "منسق ومواقف موحدة في المفاوضات الدولية" والعمل كذلك على "أصلاح" الأمم المتحدة وخصوصاً الجمعية العامة ومجلس الأمن.
كما تعهد المجتمعون بمواصلة العمل معا لمعالجة "الأزمات الإقليمية في أفريقيا وتحديدا في السودان والصومال" وببذل جهود خاصة لتعزيز "النمو الاقتصادي" في كل من أفريقيا وأوروبا مع تركيز خاص على "المصادر المتجددة"، ومضاعفة الجهود الرامية إلى "منع النزاعات في القارة وتحقيق العدالة وإعادة الأعمار في فترة ما بعد النزاعات لمصلحة السكان الذين يمرون بصراعات عنيفة".
وشدد "إعلان طرابلس"، على ضرورة تعزيز الجهود المشتركة خصوصاً في تشجيع نمو الاستثمار، وخلق فرص العمل لجيل الشباب الذي يدخل سوق العمالة وتحديدا في أفريقيا، وتعزيز دور القطاع الخاص كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي الشامل والمستدام وفي عملية التنمية الأكثر عدالة وتوازنا، ودفع جهود التعليم ونقل التكنولوجيا لتعزيز مجتمع قائم على المعرفة.
وأكد على ضرورة أن تدعم اتفاقات الشراكة الاقتصادية بين الجانبين جهود التنمية الاجتماعية الاقتصادية والتكامل الإقليمي، وإدماج أفريقيا في الاقتصاد العالمي، داعياً إلى تضافر الجهود لمنع النزاعات والمصالحة والعدالة وإعادة الإعمار في فترة ما بعد النزاعات والتنمية من أجل الشعوب التي تمر بالنزاعات.
ودعا إلى ضرورة أن تواجه الشراكة الإفريقية ـ الأوروبية التحولات التي يحتاجها العالم ومنها: معالجة آثار تغير المناخ، ومنع النزاعات، وإرساء الحكم الرشيد، وتوفير سوق الطاقة المستدامة، وتنمية البنية التحتية وتوفير الأمن الغذائى، وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، ومكافحة فيروس "الإيدز"، ومعالجة واقع وتحديات الهجرة وعلاقتها بالتنمية، وتعزيز المساواة بين الجنسين.
وأكد على أهمية العلاقة الاستراتيجية بين إفريقيا وأوروبا بإعتبارها تمثل إحدى العلاقات العالمية الأكثر دواما، داعياً إلى الاستفادة من الفرص المتوافرة لدى الجانبين من أجل تعزيز فرص التعاون، ومشيرا إلى أن إفريقيا تشهد أكثر من أي وقت مضى تطوراً جوهريا يتيح فرصا وآفاقا جديدة لتعزيز التكامل والتنمية المستدامة في إطار الاتحاد الأفريقي الذي يتطلع إلى قارة موحدة ومزدهرة.
ولفت إعلان طرابلس إلى أن العالم شهد عملية عولمة سريعة، وواجه أزمة مالية واقتصادية غير مسبوقة، الأمر الذي يتطلب من شراكتنا أن تكون أكثر تجاوبا، وتقوم بمشاركة متزايدة فى إصلاح نظام الحكم العالمى، بما فى ذلك توفير فرص أوسع لإفريقيا والإتحاد الأوروبي ليتم تمثيلهما بشكل عادل.
وكان قادة الاتحادين الافريقي والاوروبي قد واصلوا أمس اعمال قمتهم الثالثة في طرابلس، والتي خصصت وفق جدول الأعمال المعتمد لعرض مختصر من لقاء المجتمع المدني. ثم ناقشوا ثلاثة مواضيع تتعلق بالسلم والأمن والحكم وحقوق الإنسان والهجرة التنقل وخلق فرص عمل.
وكان القادة والزعماء من الجانبين قد تناولوا خلال جلستهم المسائية أول من أمس ثلاثة موضوعات ركزت على عرض نتائج اللقاءات الجانبية الخاصة بالشباب والقطاع من حيث التكامل الإقليمي والبنية التحتية وتقنية المعلومات والاتصالات والعلوم وتنمية القطاع الاشتراكي.
وتطرق القادة كذلك إلى مواضيع تتعلق بالطاقة وتغير المناخ والفضاء والأهداف الإنمائية للألفية الثالثة الزراعة والأمن الغذائي.
وقال رئيس لاتفيا فالتيس زاتيرس إن هناك فجوة ما بين ما يتم مناقشته على مستوى الأفكار وما يمكن أن يحصل عليه مواطنو البلدان من فوائد، مؤكدا في تصريح للتلفزيون الليبي أن هذا الأمر يتطلب مزيد من الوقت فالمسار مفتوح ولن يتحقق بين ليلة وضحاها. وأكد أن كل الزعماء المشاركين في القمة مصممين على الاعتراف بهذه الأشياء، وقال "نحن لسنا في عجلة من أمرنا على الرغم من أن المساهمات والمساعدات لتحسين جودة الحياة هي أشياء مطلوبة".

(يو بي اي، أش أ)