خارطة طريق عربية لإدامة التهدئة ··· وسليمان يجدّد ثوابت الإستقرار أمام الفرانكوفونية

تقرير جديد من لاهاي: القرار الإتهامي يتضمن الأسماء والتهم والمزاعم ··· وقرينته البراءة حتى صدور الحكم

تاريخ الإضافة الثلاثاء 26 تشرين الأول 2010 - 7:28 ص    عدد الزيارات 2913    التعليقات 0    القسم محلية

        


خارطة طريق عربية لإدامة التهدئة ··· وسليمان يجدّد ثوابت الإستقرار أمام الفرانكوفونية
جنبلاط لـ <اللـــواء>: الأسد يكن مودة للحريري ورغبته صادقة بالتعاون معه
تقرير جديد من لاهاي: القرار الإتهامي يتضمن الأسماء والتهم والمزاعم ··· وقرينته البراءة حتى صدور الحكم

  الرئيس الاسد مستقبلاً النائب جنبلاط في دمشق (سانا)

مسار التهدئة الذي يحكم الوضع السياسي اللبناني مرشح للاستمرار، اقله حتى نهاية العام، إن لم يكن حتى الاشهر الاولى من السنة المقبلة.

وبقدر ما ترتبط التهدئة بملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، واستطراداً القرار الاتهامي المتوقع ان يصدر عن المدعي العام لديها القاضي دانيال بيلمار، فإن خارطة طريق عربية يجري العمل وفقها لربط التهدئة باستقرار داخلي، بعيداً عن الملفات الخلافية المرشحة ان تقفز الى الواجهة، وان تأخذ مكانها سواء موضوع الموازنة او الموازنات، او قضايا الاسعار واستجرار الكهرباء والغاز من تركيا ودول الحلف الاستراتيجي التي يشكل لبنان احد بلدانها، والتي من الضروري ان تحتل مكانها في المناقشات سواء في مجلس الوزراء او في مجلس النواب ضمن اصول العملية البرلمانية.

وفي هذا السياق، تحتل المحادثات التي يجريها الرئيس السوري بشار الاسد مع مسؤولين وشخصيات نيابية وسياسية لبنانية أهمية استثنائية لجهة حشد التأييد الداخلي لمقومات الاستقرار السياسي التي تنطلق من:

1- اعتبار الحفاظ على الهدوء مسؤولية كل الاطراف اللبنانية من دون استثناء، ولا حجة لأي طرف داخلي تحت اي اعتبار.

2- اعتبار حكومة الوحدة الوطنية هي التعبير الدستوري والسياسي والتمثيلي للوحدة الوطنية اللبنانية، وان احترام قواعد اللعبة داخل الحكومة من شأنه وحده ان يرسخ الاستقرار اللبناني ويحمي وحدة القرار الرسمي في البلد.

3- التشجيع على الحوار بين رافعتي الاستقرار الوطني: تيار <المستقبل> و<حزب الله> من زاوية دعم الحكومة التي يترأسها الرئيس سعد الحريري وتجنب كل ما من شأنه ان يضعف قوة لبنان المتمثلة بمعادلة: الجيش والشعب والمقاومة.

وإذا كان الرئيس عمر كرامي سيتوجه لمقابلة الرئيس الأسد اليوم في إطار الزيارات التي تدرجها دمشق تحت عنوان <تعزيز مسيرة الوفاق بين اللبنانيين، والمساعدة على حل المشاكل التي تُهدّد أمن لبنان واستقراره>، فان رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي عاد من دمشق، بعد الاجتماع إلى الرئيس السوري، أبلغ <اللواء> ليلاً أن الرئيس الأسد يكن كل مودة للرئيس سعد الحريري، كما لديه كامل الاستعداد وخالص الرغبة للتعاون الصادق معه، والعمل لما فيه مصالح البلدين الشقيقين.

وقد وصف جنبلاط، رداً على سؤال لـ <اللواء> ليلً المحادثات مع الرئيس الأسد <بالممتازة> وانها <اتسمت بالصراحة والارتياح، والابتعاد عن التشنج في سبيل حماية التهدئة في لبنان، وإبعاد شبح الانقسام أو التوتر عن الساحة الداخلية>.

ولم يخف جنبلاط، في رده على أسئلة <اللواء> تطابق القراءة المشتركة لما يجري في المنطقة، والحاجة إلى التنسيق مع دمشق لمواجهة كل ما من شأنه أن يضعف الموقف العربي أو يستهدف استقرار الدول العربية، مذكراً بالعمل المشترك مع دمشق لمجابهة ظروف مماثلة لما يستهدف لبنان والمنطقة العربية في هذه المرحلة.

وكان جنبلاط قد استبق وصوله إلى دمشق بإطلاق مجموعة مواقف في سياق تثبيت الاستقرار رابطاً اياه بالعدالة، باعتبار انهما يكملان بعضهما بعضاً، مشيراً إلى انه أبلغ هذا الموقف إلى مساعد وزيرة الخارجة الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان، وانه اختلف معه حول هذه النقطة، بالرغم من انه دعاه إلى النظر سوية في فرضيات أخرى، ومنها انه لا قيمة لمحكمة إذا ادت إلى فتنة أو دمار.

ولاحظ جنبلاط، الذي كان يتحدث في لقاء نظمته له وكالة داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في بلدة عانوت في اقليم الخروب، ان تأخر صدور القرار الظني الى آذار لا يحل المشكلة، وانه لا بد من معالجة هادئة، لافتا على ان هذه المعالجة هي قيد الدرس والمساعدة من قبل المملكة العربية السعودية وسوريا، مشددا على ان موضوع شهود الزور لا يعالج الا بالسياسة، من دون ان يجدد موقفا من الخلاف الحاصل في مجلس الوزراء بين احالته الى المجلس العدلي او القضاء العادي، الا انه تمنى ألا تلجأ الحكومة يوم الاربعاء المقبل الى التصويت، لان هذا الامر سيدخل البلاد في مأزق كبير وقد يجر الى ازمة وزارية، مكررا دعوته الى معالجة هذا الموضوع بالحوار الهادئ.

سليمان وبري وتزامنا مع محادثات دمشق، امس واليوم، يجري الرئيس نبيه بري محادثات في العاصمة الفرنسية ابتداء من الغد، والتي يصلها اليوم، ستشمل الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي الذي ذكرت معلومات انه سيستقبل رئيس المجلس في قصر الاليزيه يوم الاربعاء، انطلاقاً من موقع الاعتدال الذي يلعبه الرئيس بري، بعدما كان التقى على هامش القمة الفرانكوفونية، التي عقدت في مونترو في سويسرا رئيس الجمهورية ميشال سليمان ظهر السبت الماضي، وجرى البحث بينهما في وضع عملية السلام في الشرق الاوسط، والعلاقات الثنائية بين البلدين ومواصلة تعزيزها على كافة المستويات، في شتى المجالات، بحسب المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية.

وذكرت معلومات خاصة، ان الرئيس ساركوزي ابلغ سليمان استعداد فرنسا لاستضافة الزعماء اللبنانيين الذين يمكن ان يساعدوا في حل الازمة التي يعيشها لبنان، من دون الخوض في التفاصيل، مبديا قلقه من الوضع المحتقن السائد حالياً نتيجة مضمون القرار الاتهامي المتوقع صدوره عن المحكمة الدولية، مؤكداً تمسكه <لأن اللبنانيين طالبوا بها>.

وأكد الرئيس سليمان في كلمة خلال جلسة العمل المغلقة الأولى للقمة <ضرورة أن يكون أي حل دائم لمشكلة الشرق الأوسط عادلاً وشاملاً ويطاول مختلف أوجه الصراع والميادين>، ومشدداً على <أن لبنان لن يقبل أن يتم الحل على حسابه أو بصورة تتعارض ومصالحه الحيوية، ولا يجب في أي حال من الأحوال أن يجيء التوطين النهائي للاجئين الفلسطينيين على أرضنا الوطنية وبصورة تتناقض مع حقوقهم الطبيعية وأبرزها حقهم الشرعي بالعودة الى ديارهم>.

وجدد <تمسك لبنان بثوابته السياسية لا سيما لجهة سعيه لفرض تطبيق القرار 1701 بكافة مندرجاته ضمن إطار تمسكه بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة الضامنة لسيادته ولوحدة أراضيه، وذلك بالتزامن مع سعيه لتوحيد العناصر المكوّنة لقدراته الوطنية بوجه التحديات والتهديدات الاسرائيلية.

وأشار الى أنه بين الثوابت التي يواصل لبنان إبرازها ما يندرج في إطار سهره على تمتين مؤسساته الشرعية والحفاظ على استقراره الداخلي، وعلى مرتكزات الوفاق الوطني، والديمقراطية الميثاقية التي يقوم عليها النظام اللبناني، فضلاً عن سعيه لتأمين إطار ملائم للتطور الاقتصادي والاجتماعي>.

وكان تم التوافق في مستهل الجلسة على تشكيل هيئة مكتب القمة بانتخاب الرئيس سليمان نائباً لرئيسة القمة، بالإضافة الى ثلاثة نواب آخرين من مختلف المناطق الجغرافية للدول الأعضاء في المنظمة الفرنكوفونية.

ووقّع سليمان والأمين العام للمنظمة عبدو ضيوف الميثاق اللغوي الفرنسي الذي أطلقته المنظمة الفرنكوفونية لتشجيع اللغة الفرنسية ليكون بذلك لبنان أول دولة توقّع عليه.

ويعقد مجلس الوزراء جلسة عادية اليوم في السراي الكبير، حيث سيناقش التقرير التقني والمالي الذي اعده وزير الطاقة والمياه جبران باسيل حول استجرار الكهرباء من تركيا عبر البواخر او سوريا.

انتقاد العطري في غضون ذلك، أكدت مصادر في تيار <المستقبل> إصرارها على إستمرار العلاقة بين لبنان وسوريا، وعدم تأثرها بالإنتقاد العنيف الذي وجهه رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري لفريق 14 آذار، ووصفه <بالهيكل الكرتوني>، بالرغم من اعترافها بأن العلاقة بين <المستقبل> وسوريا، وصلت إلى نقطة معينة لم تتقدم بعدها، منذ الزيارة الأخيرة للرئيس الحريري إلى دمشق. إلا أنها استدركت بأن هذا لا يعني أن تقدم العلاقة متوقفة.

وحرصت مصادر نيابية في كتلة <المستقبل> على وصف كلام العطري بأنه <خطأ>، فيما لوحظ أن البيان الذي أصدره تيار <المستقبل> أمس الأول اكتفى بإبداء الأسف لصدور مثل هذا الكلام غير المناسب بحق حركة سياسية شعبية يعتبر التيار نفسه جزءاً لا يتجزأ منها، خصوصاً وأنه يشكل تدخلاً في شؤون لبنان الداخلية>.

غير أن بيان <المستقبل> الهادئ، لا يعني أن قوى 14 آذار غير مصدومة بكلام العطري، الذي تعتبره بأنه يتناقض مع ما اعلنه الرئيس السوري من سعي لتحسين العلاقات بين لبنان وسوريا، حيث رد رئيس الهيئة التنفيذية في <القوات اللبنانية> سمير جعجع من جهته مؤكداً أن <الهياكل الكرتونية هي التي أسقطت نظام الوصاية السورية وأخرجته من لبنان، فيما لاحظ منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد، بأن سوريا لم تع حتى اللحظة أن نفوذها أصبح بعد زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كرتونياً، وهي لم تهضم ما حصل في 14 آذار 2005.

وطالب سعيد وزير الخارجية علي الشامي باستدعاء السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي لإستضاحه حول مواقف رئيس وزرائه الأخيرة.

ووصفت مصادر مطلعة في الأكثرية كلام العطري، مضافاً اليه مذكرات التوقيف السورية في حق شخصيات مقربة من الرئيس الحريري، في إطار الضغط على رئيس الحكومة لتقديم المزيد من التنازلات، لكن هذه المصادر شددت على أن الحريري ليس لديه شيء ليتنازل عنه بعد الآن، مؤكدة تصميمه على إرساء أفضل العلاقات بين لبنان وسوريا، إنما يشكل ندي أي من دولة إلى دولة، بعيداً عن أساليب الضغط التي كانت تمارس زمن الوصاية.

تقرير جديد من لاهاي أما على صعيد استعدادات المحكمة الخاصة بلبنان، فقد حصلت <اللواء> على تقرير جديد مطول من لاهاي حول هذا الموضوع توجزه بالنقاط الآتية، نقلاً عن مسؤول بارز في المؤسسة العامة للإعلام الخارجي، في آخر لقاء مع البعثة الاعلامية اللبنانية قبل مغادرتها عائدة الى بيروت، مع الاشارة الى أن هذا المسؤول سبق وتولى تغطية محاكمات في يوغوسلافيا السابقة، وصاحب خبرة في مجال الاعلام القضائي:

1 - كشف المسؤول البارز في الاعلام الخارجي ان القرار الاتهامي سوف يتضمن اسماء المتهمين، والتهم الموجهة لهم والمزاعم.

2 - باستطاعة المتهم ان يدافع عن نفسه وتبقى قرينة البراءة قائمة حتى تدينه المحكمة.

3 - لن تدرج في القرار الاتهامي الادلة التي ستوجه ضد المتهم، انما ستبرز فقط في المحكمة.

ويروي المسؤول الاعلامي ما حصل معه خلال محاكمات يوغوسلافيا السابقة، وكيف ان عدداً من الاعلاميين والاكاديميين يشنون الحملات على المحاكمة، ويحاولون تقويض المحكمة من خلال اطلاق لقب <العاهرة> على المدعية العامة، واستخدام شتى الاوصاف ضدها، وكانوا يزعمون ان المحكمة هي اداة يد الدول العظمى ضد الدول الضعيفة لتقويض مرتكزاتها والسيطرة على مقدراتها.

ويعترف هذا المسؤول ان حملات التشويش على محكمة يوغوسلافيا ساهمت في البداية في خلق جو من البلبلة، ولكن في النهاية انشئت المحكمة وقامت بعملها في محاكمة ومعاقبة المجرمين الارهابيين في حين لم يكن احد يعتقد انه بالامكان القاء القبض عليهم في الظروف التي كانت عليها يوغوسلافيا السابقة.

ورداً على سؤال قال المسؤول الاعلامي انه من الطبيعي ان تتعرض المحكمة لحملات اعلامية وسياسية، لا سيما من الاطراف التي قد يكون لديها ضلع في الجرائم، او من المتضررين في هذه المحاكم بشكل مباشر او غير مباشر.

 


المصدر: جريدة اللواء

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,229,662

عدد الزوار: 6,941,364

المتواجدون الآن: 137