أخبار لبنان..توازن الحسابات يتحكّم بـ«جبهة الجنوب»..وغارات ليلاً على البقاع..المعارضة تستعد للتحرُّك بوجه بري..وقرارات مالية بعد تصنيفات الليرة..أربع غارات ليلية على بعلبك.."الحزب" يُهدّد: "العين بالعين".."القوات" تتّهم بري بـ"تسخيف" الحوار فيردّ: مبادرة "الإعتدال" في عزّ شبابها..محاكاةٌ إسرائيلية لحربٍ واسعة مع لبنان.. المساعي القطرية تتقدم رئاسياً وجنوباً..هوكشتين:عودة المستوطنين أولاً وأخيراً..منشورات إسرائيلية في جنوب لبنان تحمّل «حزب الله» مسؤولية التصعيد..المعارضة اللبنانية ترفض قرار بري ترؤس جلسة حوار «رئاسي»..«الخزانة الأميركية» تراقب لبنان وتحذره من تمويل «حماس»..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 12 آذار 2024 - 3:19 ص    عدد الزيارات 244    التعليقات 0    القسم محلية

        


توازن الحسابات يتحكّم بـ«جبهة الجنوب»..وغارات ليلاً على البقاع..

المعارضة تستعد للتحرُّك بوجه بري.. وقرارات مالية بعد تصنيفات الليرة

اللواء..فيما مضى بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الحرب في «دولة الاحتلال» إلى كيده الحربي ممنياً النفس بإكمال تحقيق بعض من أهدافه في إضعاف حركة «حماس» مسقطاً الآمال التي كانت معلقة على «هدنة رمضان» ، خرج المشهد اللبناني عن دائرة التبصير والتنجيم، ومضى حزب الله إلى رسم الخيارات بالمواجهة، إذا حدث ما حدث من تهديدات أي ان الحرب من نتنياهو إلى وزير الدفاع ورئيس الاركان، وقائد المنطقة الشمالية، في كشف ان «تل ابيب» تأخذ في الحسبان إمكان تعرض ميناء حيفا للقصف المدفعي والصاروخي ، فسعت إلى التفاهم مع قبرص لاستحداث مرفأ هناك يسمح لها بتصدير الطاقة. وفي السياق، أكد مصدر دبلوماسي مطلع أن توازن الحسابات، سواء لجهة المواجهة وكلفتها وتوقيتها بين اسرائيل وحزب الله تتحكم ربطاً بمجريات المواجهة، وليس فقط ما يجري على جبهة غزة. ومع المشهد الرمضاني، الذي سجّل أول أيامه بارتفاع غير مسبوق لأسعار الخضار والفواكه والدواجن واللحوم على اختلافها، سجلت لقاءات التهنئة بحلول الشهر الكريم تأكيدات على أهمية السعي الدؤوب لابعاد شبح الحرب واحتواء التوترات الداخلية. ومن دار الفتوى، أعلن الرئيس نجيب ميقاتي، بعد لقاء مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان:

المعنيين محليا ودوليا لإبعاد الحرب عن لبنان على الرغم من كل ما أصيب به وطننا حتى الآن ، لا سيما لجهة عدد الشهداء الذين نوجه التحية لارواحهم، وباذن الله فان الامور لن تتطور أكثر من ذلك». وعما إذا كان يتوقع انتخاب رئيس الجمهورية قريبا،أجاب الرئيس ميقاتي «أتمنى ان تجري الانتخابات في أسرع وقت، واليوم قبل الغد، لان الانتخاب ضروري لكي تستقيم المؤسسات الدستورية وتبدأ ورشة الإصلاح المطلوبة» وختم ميقاتي «انتخاب الرئيس ليس نهاية المطاف، بل هو بداية أمل من اجل الاصلاح والحل في البلد».

بري: لودريان يدعم الاعتدال»

رئاسياً، نقل عن الرئيس نبيه بري وصفه الاتصال الذي أجراه معه الوسيط الفرنسي جان ايف- لودريان بالجيد، وأنه أبلغه، بأن هناك مبادرة تكتل الاعتدال تحظى بدعمه ودعم الخماسية. وقال بري، حول ما إذا كانت المبادرة انتهت: لا بعدها بأول شبابها، وكشف أنه يوم السبت الماضي استعداده للمساعدة والتسهيل معتبراً أن كل شيء في هذه المرحلة يرتبط بما يجري في غزة، وأن هناك نقاطاً في القرار 1701 يمكن التفاهم حولها. وقالت مصادر مطلعة لـ «اللواء» أن موقف الرئيس نبيه بري بشأن ترؤسه الحوار من دون شروط مسبقة أعاد خلط الأمور بالنسبة إلى مسعى تكتل الاعتدال الوطني، واعتبرت أن هذا الموقف يستتبع ردود فعل ، ما قد يؤخر تقدم هذا المسعى. واوضحت أنه في المقابل لا يمكن الحديث عن انتهاء هذا المسعى، ومن هنا فإن الأيام النقبلة تحمل معها اجوبة بشأن ما قد يحصل حول تفاعلها ، معتبرة أن قوى المعارضة تتدارس الخطوة المقبلة ومن المرتقب أن يصدر عنها موقف ، لافتة إلى أن هناك إمكانية في أن يتم تجاوز كلام الرئيس بري بأعتبار ات الهدف انعقاد جلسة الأنتخاب، ولذلك لا بد مت انتظار الوقت لمعرفة ما يمكن أن يحل بهذا المسعى.

القوات ترد

ولم تتأخر «القوات اللبنانية» عن الرد على ما نقل عن الرئيس بري لجهة أن «الامانة العامة لمجلس النواب هي التي توجه الدعوة للكتل النيابية للمشاركة في «الحوار الذي سأترأسه شخصياً بلا شروط مسبقة» فصدر عن الدائرة الاعلامية في «الحزب» :اختلط على الرئيس نبيه بري، فاعتبر ان رئاسته لمجلس النواب تمنحه الحقّ بأن يكون ولي أمر النواب والكتل النيابية، وما يطرحه حول طاولة حوار رسمية تدعو إليها الأمانة العامة في مجلس النواب ويترأسها الرئيس بري يعني أنّ كل الاستحقاقات الدستورية، بدءًا برئاسة الجمهورية، مرورًا بتكليف رئيس حكومة، وصولا إلى تأليف الحكومة، تمرّ عن طريق طاولة الرئيس بري بالتحديد، وهذا مخالف للدستور، ويتناقض مع ميثاق العيش المشترك، وهذا ما لن يسير به أحد. وما يطرحه الرئيس بري يعني وكأن الكتل النيابية ليس لديها حرية الاجتماع بعضها مع بعض، الأمر غير الصحيح إطلاقًا، فيما مهمة الرئيس بري والأمانة العامة لمجلس النواب محصورة بالدعوات إلى جلسات الهيئة العامة والعمل المجلسي، ولا علاقة لهم بتلاقي الكتل النيابية أو عدمه بالحوارات الجانبية، أو التشاور في أي موضوع أو خطوة تراها الكتل النيابية مناسبة. لقد سخّف الرئيس بري ومزّق وتلاعب مئات لا بل آلاف المرات بمفهوم الحوار الذي يمكن ان يؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

ليزا في بنشعي

دبلوماسياً، وفي اطار جولاتها على الشخصيات النيابية، زارت السفيرة الاميركية ليزا جونسون المرشح الرئاسي سليمان فرنجية في دارته في بنشعي وناقشت معه المواضيع الراهنة، سواء في الجنوب أو في غزة، واستمعت إلى وجهة نظره إزاء ما يجري.

نفي..ومخاوف

مالياً، تعيش الاوساط المالية والمصرفية انتظارات محفوفة بالمخاطر من دول الارتكاز إلى خيارات قاطعة. ونفى وزير المالية تحديد سعر الصرف للسحوبات على الـ 2500 ليرة للدولار الواحد، وقال في بيان «البت في هذا الموضوع أصبح أمراً ملحاً لتفادي اتضليل والاستنسابية والاطاحة بحق المودعين». وفي السياق المالي، انشعلت الاوساط المالية والنقدية بتقدير وكالة بلومبورغ، حول الاداء الأسوأ لليرة اللبنانية، وتراجعها ازاء الدولار بأكثر من 83%، وانعكاسات ذلك على التعاملات أو على وضعية استقرار صرف الدولار في الاسواق الداخلية. في هذا الوقت، كانت المعلومات تتحدث عن أجواء وصفت بالإيجابية خلال لقاء وفد الخزانة الاميركية مع حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري لجهة ما تردد عن حرص بعدم إلمامها بتحويل أموال من لبنان إلى حماس.

قضية الراهبة

وتفاعلت قضية الراهبة «مايا زيادة» التي عوقبت بإبعادها عن المدرسة التي كانت تدرس فيها، لأنها طلبت من التلامذة أن يصلوا للجنوب ، رجاله ونسائه وأطفاله وشهدائه» وأعرب النائب جبران باسيل عن تقديره وتضامنه مع زيادة التي كانت تطبق بذلك تعاليم السيد المسيح.

وقف الدوريات المشتركة

ولم تنتهِ قضية استهداف اسرائيل دورية مشتركة من قبل يومين في منطقة عيتا الشعب، كانت تضم جنودا لبنانيين ومن اليونيفيل (قوات الطوارئ الدولية) ، فأبلغت قيادة منطقة جنوب الليطاني في الجيش بموجب رسالة إلى اليونيفيل وقف الجيش اللبناني الدوريات المشتركة جنوبي النهر.

استهدافات المقاومة

ميدانياً، استهدفت المقاومة الاسلامية مجموعة جنود الاحتلال عند قيامها بتركيب تجهيزات تجسسية جديدة، في موقع المرج بالاسلحة الصاروخية كما استهدفت المقاومة انتشاراً لجنود العدو الصهيوني في محيط موقع الراهب، كما قصفت المقاومة الاسلامية موقع جل العلام بالاسلحة المناسبة وتم تحقيق إصابات مباشرة.

وكانت بليدا شيعت شهداء الغارة المعادية على بلدة خربة سلم وأدت إلى استشهاد عائلة حسين مرجي، المؤلفة من أم وشابين، بموكب حاشد، على بعد أمتار قليلة من الحدود حيث جنود الاحتلال. بدوره، زعم الجيش الاسرائيلي في بيان له أنه قصف «بنية تحتية ومنشآت عسكرية لـ «حزب الله» في عيتا الشعب والناقورة». ونقل عن زعيم المعارضة في اسرائيل يائير لابيد قوله: إذا حصلت مصادمات في الشمال عند جبهة لبنان وفقاً لرئيس المعارضة، فإنه لن «يكون هناك ما يكفي من الجنود لخوضها مشيراً إلى أنه «الجيش صغير، والتحديات كبيرة». وفي محاولة مكشوفة رمت مسيرة اسرائيلية مناشير فوق منطقة الوزاني في الجنوب، تحرّض الاهالي على حزب الله.

البقاع

وليلاً استهدفت اربع غارات اسرائيلية ليلاً مدارس المهدي في شمسطار، ومخازن السجاد في جرود طاريا - بعلبك ومحطة دار الامل في بعلبك، وغارة رابعة على منطقة دوروس. وأدت الغارات إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى.

أربع غارات ليلية على بعلبك.. "الحزب" يُهدّد: "العين بالعين"

"القوات" تتّهم بري بـ"تسخيف" الحوار فيردّ: مبادرة "الإعتدال" في عزّ شبابها

نداء الوطن..سقطت هدنة حرب غزة واستمرت تالياً مشاغلة الجنوب، وكادت أن تسقط محاولة إنجاز الاستحقاق الرئاسي بعد كلام الرئيس نبيه بري الذي نعى مبادرة تكتل «الاعتدال» النيابي، وإعلانه تمسّكه بحصرية الدعوة الى الحوار، وذلك قبل أن يتراجع عن هذا الكلام بكلام مخالف له تماماً، عقب ردٍّ هو الأعنف تصدره «القوات اللبنانية « ضد رئيس البرلمان. وجاء في ردّ الدائرة الإعلامية في حزب «القوات اللبنانية»: «اختلط الأمر على الرئيس نبيه بري فاعتبر أن رئاسته لمجلس النواب تمنحه الحقّ في أن يكون ولي أمر النواب والكتل النيابية». وأضافت «القوات»: «هذا مخالف للدستور، ويتناقض وميثاق العيش المشترك، ولن يسير به أحد». وتابعت: «سخّف الرئيس بري ومزّق وتلاعب مئات، بل آلاف المرات بمفهوم الحوار». وختمت: «مرتا مرتا تطرحين أموراً كثيرة يميناً ويساراً، إنما المطلوب واحد: الدعوة إلى جلسة انتخابات رئاسيّة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية». ماذا في كلام بري الجديد؟ ففي حديث الى قناة «أو تي في» مساء أمس وصف الاتصال الذي تلقاه من المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان مساء الأحد بأنه كان «جيداً، وأبلغناه أنّ هناك مبادرة من تكتل «الاعتدال» ندعمها، وكذلك «الخماسية» وعندما يستجد جديد نعود للتهاتف». وهل انتهت مبادرة «الاعتدال»؟ أجاب: «بالعكس بعدا بعز شبابها» . وعن اتهامه باحباط المبادرة قال: انا كنت وراء المبادرة وطلبت منهم عدم ذكر اسمي بداية لئلا تفشّل، لكن في الجولة الثانية من لقاءاتهم أبديت استعدادي للمساعدة وترؤس «التشاور» بعدما نصحت بعدم استخدام مصطلح «حوار». وأضاف: «الدعوات للتشاور توجهها الأمانة العامة لمجلس النواب الى رؤساء الكتل. واقترحنا إمكان ان يختار كل رئيس كتلة نائباً ليكون موجوداً الى طاولة التشاور، وأبديت استعدادي لجلسات متتالية». و رداً على بيان «القوات»، قال: «هذا يعني أنهم لا يريدون انتخاب رئيس للجمهورية». وأضاف ممازحاً: «هلأ ناطر العونيين». وأشار الى أنّ «ملاحظات لبنان على الورقة الفرنسية سلّمها الرئيس ميقاتي للمعنيين وقد تخطاها الزمن». ولفت الى أنه في الطرح الأخير الذي قدمه هوكشتاين (الموفد الرئاسي الأميركي)، هناك نقاط ايجابية يمكن الاتفاق عليها في ما خص الـ1701 لكن كل شيء مرتبط بوقف العدوان على غزة». وبالنسبة الى موضوع التفاوض على الـ 1701، قال: «لا نفاوض باسم رئيس الجمهورية، بل كل ما يحكى هو تحت سقف تنفيذ الـ1701 لا 1701 جديداً». وفي قراءة لأوساط المعارضة عبر «نداء الوطن» لما يشهده الاستحقاق الرئاسي حالياً، قالت: «إنّ موقف بكركي مؤيد لمبادرة «الاعتدال» ، وأنّ المسيحيين بمرجعياتهم الروحية وكتلهم النيابية هم مع الخيار الثالث وضد ما يحصل من تشبيح على الدستور». ومن السياسة الداخلية الى الأحداث الجنوبية، وفي ردٍ على التهديدات الإسرائيلية بشن حرب موسعة على لبنان، قال نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، إنّ هذه التهديدات «إما من باب التهويل وهو الأرجح، وإما أنّ الإسرائيليين جادون، لكننا حاسمون بأننا على أتم الاستعداد. لو حصل أي توسع في العدوان جهوزيتنا عالية، ولن ينفع التهويل وليعلموا أن العين بالعين والسن بالسن». بدوره ، قال رئيس المجلس التنفيذي في «الحزب» أنّ «ردَّ المقاومة ‏على استهداف المدنيين في القرى الجنوبية سيكون وسيبقى في عمق المستعمرات». وحذر من «أنّ صواريخ بركان التي تزن 500 كلغ ستسقط بين ‏بيوت المستوطنين». وذكر أنَّ «المقاومة لم تستخدم (حتى) الآن عدداً كبيراً من صواريخها وهي جاهزة ‏وحاضرة». وليلاً، شن الطيران الحربي الاسرائيلي أربع غارات على شمسطار ودورس قرب بعلبك.

مقتل شخص وإصابة عدد آخر جراء غارات إسرائيلية على شرق لبنان

الجريدة..أفاد مصدران أمنيان لبنانيان ومحافظ بعلبك بشير خضر اليوم الإثنين بأن شخصاً واحداً على الأقل قتل وأصيب عدد آخر بعدما شنت إسرائيل أربع غارات على المدينة الواقعة في شرق لبنان. بحسب رويترز. وقال المصدران الأمنيان إن إحدى الغارات استهدفت المدخل الجنوبي لبعلبك، وكانت على بعد كيلومترين تقريباً عن معالم أثرية رومانية، فيما وقعت ثلاث غارات بين طاريا وشمسطار على بعد نحو 20 كيلومتراً من غربي المدينة. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن الطيران الحربي نفذ غارة استهدفت «مبنى سكنيا» في بلدة أنصار في منطقة البقاع جنوب مدينة بعلبك وقد تصاعدت النيران من المكان المستهدف. وفق «كونا». يذكر أن هذه هي المرة الثانية التي تستهدف فيها منطقة بعلبك في العمق اللبناني منذ بداية المواجهات العسكرية بين قوات الاحتلال و«المقاومة» في لبنان بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى في غزة في أكتوبر الماضي وقد استهدفت في الـ26 من الشهر الماضي.

«حزب الله» ضرب في الجولان بأربع «مسيّرات انقضاضية»

محاكاةٌ إسرائيلية لحربٍ واسعة مع لبنان

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |...... بسخونةٍ متوقَّعة على جبهة الجنوب تشي بمزيدٍ من تَدَحْرُجِ «كرةِ النار»، و«برودةٍ» غير مفاجئةٍ في الملف الرئاسي تعكس تمديداً لبقائه في «ثلاجة» التعطيل، انطلق رمضان اللبناني بما رَفَعَ المخاوف من شهرٍ قد يكون مفصلياً على صعيدِ تحديد منسوب التصعيد في الرياح اللاهبة التي وُضعت الحدود اللبنانية - الإسرائيلية في مهبّها منذ 8 أكتوبر وكان يُراهن على أن تستكين لو نجحت مساعي توفير «مظلة هبوط» لحرب غزة على متن هدنةٍ يُخشى أن يكون «فاتها القطار». فعلى وقع تكثيف إسرائيل «حربها النفسية» ومناوراتها وتدريباتها العسكرية تحت عنوان «الاستعداد للجبهة الشمالية» وفي محاكاةٍ لعمليةِ توغُّلٍ بري تُهَدِّد بها على قاعدة «ملتزمون بتغيير الوضع الأمني في الشمال من أجل إعادة السكان إلى منازلهم، ونعزز باستمرار الاستعداد لشنّ هجوم على لبنان»، وسّع «حزب الله» دائرةَ عملياته وزادَ من كثافة نيرانه الصاروخية في ما بدا ملاقاةً لـ «طبول المواجهة الأكبر» التي تقرعها تل أبيب وإعلان «تريدونها حرباً مفتوحة، فنحن لها».

«مناشير إسرائيلية»

وفيما كان الجيش الإسرائيلي يلقي، بواسطة مسيّرة، مناشير فوق منطقة الوزاني كُتب عليها «يا ابن الجنوب، حزب الله يخاطر في حياتكم وحياة عائلاتكم وبيوتكم، وعم بدخّل عناصره ومخازن السلاح لمناطق سكنكم. من ساحة بيتك عحساب عيلتك والله حرام»، نفّذ الحزب «هجوماً جوياً بأربع مسيّرات انقضاضية على مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع»، معلناً «أن المسيّرات أصابت أهدافها بدقة». وتقع ثكنة كيلع في الجولان السوري المحتلّ وتبعد عن الحدود اللبنانية ما بين 12 و14 كيلومتراً، وكان «حزب الله» استهدفها بالصواريخ في فبراير الماضي. وسبق بيان الحزب عن الهجوم عليها إعلان القناة 14 أنه «عقب دوي صفارات الإنذار شمال الجولان، تم رصد سقوط مسيّرتين انتحاريتين في المنطقة». وجاء هذا التطور، الذي تَرافق مع عمليات ضد مواقع عسكرية وتجمعات إسرائيلية - بينها في جل العلام وتلة الطيحات - ومع قصف وغارات إسرائيلية طاولت العديد من البلدات الجنوبية، غداة تنفيذ «حزب الله» 12 هجوماً وإطلاقه نحو 70 صاروخاً (بما فيها «بركان» ذات القوة التدميرية الكبيرة)، في حين كان بارزاً إعلان سقوط 3 عناصر من «قوات الفجر» - وهي الجناح العسكري لـ «الجماعة الإسلامية» في لبنان - في الغارة التي استهدفت (الأحد) «كرافان» عند أطراف بلدة الهبارية في منطقة العرقوب، وهي الحصيلة التي اعتُبرت الأثقل على «الجماعة» منذ إعلانها الانخراط في إسناد غزة وإن من خارج مسارٍ ثابت من العمليات التي كان آخِرها قصف صاروخي على كريات شمونة في يناير الماضي.

«الشغور»

وفي موازاة الميدان المشتعل والذي يُنْذِر بـ «تحمية إضافية» سواء تمهيداً لتوسيع إسرائيل الحرب أو لزيادة الضغط في سياق «التفاوض بالنار» على «اليوم التالي» لبنانياً، الذي تريده تل أبيب منفصلاً عن حرب غزة ومآلاتها ويصرّ «حزب الله» على الترابط بينهما «حرباً وتهدئة»، لم يَظْهَر في الأفق السياسي الداخلي ما يشي بتبديل اللاعبين الوازنين مقارباتهم للأزمة الرئاسية التي مازالت محكومة بمناوراتٍ وزرْع «كمائن» وإخراج «أرانب» وتقاذُف المسؤولية عن قفْل أي نافذة يمكن استيلاد مخرجٍ عبرها وإنهاء شغورٍ يتآكل المؤسسات منذ أكثر من 16 شهراً. وإذ كانت مبادرة «تكتل الاعتدال الوطني» التي أريد منها إمرار الاستحقاق الرئاسي عبر «غربال» تَشاوُرٍ بين النواب «بلا رأس أو رئيس» ويكون ممراً لجلسة انتخابٍ مفتوحة بدورات متتالية، تتلقى ما يشبه «رصاصة الرحمة» بإعلان الرئيس نبيه بري في حديث صحافي، أنّ «الأمانة العامة للمجلس هي مَن توجّه الدّعوة للكتل النيابية للمشاركة في الحوار، الّذي سأترأسه شخصياً بلا شروط مسبقة، لعلّ التّلاقي على طاولة مستديرة يؤدّي إلى التّوافق على اسم مرشّح معيَّن من شأنه أن يسهّل انتخابه»، فإن حظوظ ملاقاة الداخل، ولا سيما فريق الممانعة، محاولاتِ مجموعة الخمس حول لبنان توفير إطارٍ لتفاهُم لبناني بآليات الدستور على انتخاب رئيسٍ، لا تزال ضئيلةً ما يُنْذِر بأن هذا الاستحقاق قد ينتقل من «تعليق» إلى آخَر يُخشى أن يُربط حتى بما بعد الانتخابات الأميركية وفق ما يعبّر متشائمون.واذ استوقف هؤلاء إشاراتٍ بدأت تصدر عن قريبين من «الممانعة» وتحمّل الضغطَ الخارجي للإفراج عن الاستحقاق الرئاسي «أولا» نياتٍ بجعْله مدخلاً أو «وعاءً» لتنفيذ موجباتِ خريطة الطريق التي يعمل عليها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لجبهة الجنوب وصولاً إلى حلّ مستدام، رغم أنه لا يشتمل على بت إشكالية سلاح «حزب الله» ككل (وضعيته خارج الشرعية) إلا أنه قد يشكل خطوة إضافية في إطار نزع الذرائع" من أمامه، اعتبرتْ أوساط سياسية أن ارتفاع وتيرة الحركة اللبنانية في اتجاه الدوحة يرتبط في جوهره باستشعار الدوحة بحجم المخاطر التي تحوط بلبنان المسكون بفراغ رئاسي والذي تتدحرج في جنوبه كرة نار لا أحد يملك تقدير اتجاهاتها. وعلى وقع تسريباتٍ عن إمكان زيارة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل لقطر، وكذلك الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، نقلت تقارير في بيروت ان المعاون السياسي لبري، النائب علي حسن خليل سمع خلال محطته في قطر «تخوفاً كبيراً مما قد تؤول إليه الأوضاع». ونقلت صحيفة «الأخبار» أن «الدوحة تعمل على خط موازٍ مع الأميركيين في شأن التهدئة في الجنوب وفصل المسارات والجبهات، وتَصاعُد الخوف لديها مردّه إلى أنها لمست، كما الأميركيين وغيرهم، استحالة التوصل إلى أي اتفاق في ما خص الجبهة الجنوبية بمعزل عن الهدنة في غزة بسبب موقف المقاومة في لبنان»، وأن القطريين يعتبرون أن «المسار في غزة طويل وأن عملية التفاوض مستمرة، وهناك جهود من أجل التوصل الى هدنة، لكن لا شيء يؤكد أن الأمور ستكون متاحة في شهر رمضان»، مع التشديد على «ضرورة تجنب التصعيد في لبنان والعمل على ضبط النفس»...

لبنان: المساعي القطرية تتقدم رئاسياً وجنوباً

الجريدة.. بيروت - منير الربيع.. لم تعد توقعات اللبنانيين إزاء تحركات سفراء الدول الخمس المعنية بملف لبنان مرتفعة في نسبة التفاؤل. جزء كبير من المسؤولين بدأ يشعر بأن مساعي «الخماسية» للتوصل الى تسوية سياسية تُنهي الفراغ الرئاسي وتقر إصلاحات اقتصادية، لن تكون قادرة على إنتاج حل، في ظل التطورات الحاصلة في الجنوب، وارتباط هذا الملف بتطورات الأوضاع بقطاع غزة. لذلك هناك من يصل الى خلاصة أن كل الملفات اللبنانية باتت مرتبطة بمسار الحرب على غزة، وتداعياتها على الجنوب، وتحل أخيراً في الاهتمامات مسألة التسوية السياسية الداخلية الشاملة برعاية دولية. وفيما تضجّ الكواليس اللبنانية بالتسريبات عن الخلافات بين أعضاء «الخماسية» وآخرها التباين في الآراء حول كيفية استكمال جولة السفراء على القوى السياسية اللبنانية برز تطوران، أولهما هو الاتصال الذي أجراه المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، مساء الأحد، برئيس مجلس النواب نبيه بري. ووفق المعلومات، فقد سأل لودريان عن تحركات السفراء الخمس ومصير مبادرة كتلة الاعتدال، فأكد بري أنه لا يزال متجاوباً مع تحرّك «الاعتدال»، لكنه سيعود الى مبادرته الأساسية وهي أن يترأس الحوار بنفسه ووضع آلية واضحة وعملانية له. وقد جاء الاتصال في إطار مساعي لودريان الى تجميع المعطيات، رغم أن زيارته التي كانت متوقعة الى بيروت باتت بحكم المؤجلة، وهذا دليل سلبي الى أن لبنان قد يكون دخل في سبات سياسي. أما التطور الثاني، فهو اتساع مدى النشاط القطري من خلال استقبال المعاون السياسي لبري، النائب علي حسن خليل، الذي زار الدوحة قبل أيام، وعقد لقاءات مع كبار المسؤولين هناك. ووفق المعلومات، فإن المباحثات ركزت على الوضع السياسي الداخلي والوضع في الجنوب، وكيفية الخروج من المأزق ومنع حصول تطورات دراماتيكية على الجبهة من خلال منع التصعيد. كما جرى البحث في كيفية العمل على إعادة الاستقرار ربطاً بالوصول الى هدنة أو وقف إطلاق النار في قطاع غزة. في هذا السياق، تشير المعلومات إلى أن قطر بصدد العمل على الوصول الى تفاهمات، بينما هناك رهان لدى الثنائي الشيعي على دورها أيضاً في عملية إعادة الإعمار، لا سيما أنها هي التي تعهدت إعادة إعمار الجنوب بعد حرب 2006. في الموازاة، أجرى السفير القطري في بيروت، سعود بن فيصل، اجتماعا في بيروت مع رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، بعد معلومات عن زيارة أجراها باسيل قبل فترة الى الدوحة، وهذا يظهر قدرة قطر على التحرك بمختلف الاتجاهات في موازاة استمرار عملها الى جانب أعضاء اللجنة الخماسية. وتفيد معلومات بأن الدوحة وجّهت دعوات للعديد من السياسيين لزيارتها، والهدف هو خلق شبكة أمان سياسية تهيئ الأرضية للوصول الى تفاهمات، تكون قائمة على التوافق والتوازن بين اللبنانيين، ولا تؤدي إلى انكسار طرف لحساب آخر.

هوكشتين: عودة المستوطنين أولاً وأخيراً

هوكشتين: ممنوع الحديث عن مزارع شبعا

الاخبار..نقولا ناصيف.. جنوب لبنان تحت مظلة حرب غزة في كل حال. نجاح هدنة في شهر رمضان تفضي حكماً إلى تعميمها عليه، والوصول إلى تسوية لها لا تزال افتراضية وأقرب إلى مستعصية تقوده إلى استعادة الحدود الدولية استقرارها. حتى ذلك الحين، في كلتا الحالين، هو جزء لا يتجزأ مما يدور بين إسرائيل وحماس.. ما حمله الموفد الأميركي الخاص عاموس هوكشتين إلى بيروت أخيراً هو تأكيد الانتظار الطويل المدى. محاوره الفعلي رئيس البرلمان نبيه برّي الذي يعرف أيضاً - وهو ما يفصح عنه أمام زواره - أن زائره الأميركي ضابط سابق في الجيش الإسرائيلي كعدد وافر من الإسرائيليين يحمل جنسيتين. الأولى من مسقطه. خدم في لبنان خلال الاحتلال الإسرائيلي للجنوب بين عامي 1992 و1995 وكان في مطلع عقده الثاني، قبل أن يمسي في ما بعد ضابط احتياط فيه. لا يزور بيروت وهو الآن في العقد الخامس سوى لحمل وجهة نظر وزارة الدفاع الإسرائيلية، مصدر ولائه. مع ذلك في رحلاته الثلاث إلى هنا لا يستغني هوكشتين عن مقابلة برّي، وفي الغالب هي الأولى المُعوَّل عليها حيال ما يريد أن يدلي به أمامه، لكن أيضاً ما يتعيّن أن يسمعه بنفسه. في الزيارة الثالثة تحاورا ساعة ونصف ساعة. أما مؤدى ما ناقشاه فلا يعدو إلا استمرار التواصل بين الزائر الأميركي ورئيس البرلمان مباشرة، وبينه وبين حزب الله على نحو غير مباشر من خلال برّي الذي وضع أخيراً سقفاً عالياً لمسار التفاوض الدائر بشرطيْن متلازميْن: تبدأ مهمة هوكشتين في جنوب لبنان عندما تنجز تسوية حرب غزة، ولا اتفاق إلا شاملاً ومتكاملاً.في زيارته الأخيرة لبيروت قدّم هوكشتين أمام مفاوضه الجدّي عرضاً وحيداً هو توفير سبل إعادة المستوطنين الإسرائيليين إلى مستوطناتهم مقترناً بتراجع حزب الله بين سبعة وعشرة كيلومترات إلى شمال نهر الليطاني، للحؤول دون وصول صواريخه إلى شمال إسرائيل وضمان الأمان للعائدين وراء الحدود الدولية. بحسب حجج أدلى بها أمام أكثر من طرف لبناني اجتمع به، وطأة نزوح هؤلاء من حَمَلَة جنسيات أصقاع شتى على الاقتصاد الإسرائيلي. تكلفه إقامتهم في فنادق ومنتجعات بين 30 و40 مليون دولار أميركي يومياً. في ما راح يقول به أمام مسؤولين لبنانيين وأفرقاء، ربطه بين عودة أولئك وإغراءات اقتصادية ومالية مهمة تُعطى للبنان ثمن تجاوبه مع هذا المسعى، كأن يتحدث عن تأهيل منشآت الزهراني وتشجيع شركة «توتال» على العودة إلى العمل في لبنان. أما المهم في ما كان يضيفه عندما يحدّثه المسؤولون اللبنانيون عن تمسّكهم بحل شامل لأمن الحدود الدولية مع إسرائيل، فعبارته الآتية: «لا تحدّثوني أبداً عن مزارع شبعا». ثم يقول مجدداً: «ممنوع الإتيان على ذكرها». ما استخلصه المسؤولون اللبنانيون تشبّث هوكشتين بمسألتين اثنتين:

1 - التوصل إلى اتفاق جزئي يقتصر على ضمان أمان جانبَي الحدود بدعوى أن الطمأنينة للمستوطنين الإسرائيليين تجلب الطمأنينة إلى السكان اللبنانيين في الجنوب.

2 ـ استمرار السعي مع برّي خصوصاً بغية بلوغ اتفاق مبدئي على هذا الشق، على أن يُصار إلى تنفيذه لاحقاً بعد تكريسه كاتفاق مبدئي. وهو ما عناه بقوله لهم: «هذا ما نريده حتى الآن. إعادة المستوطنين».

على طرف نقيض من الموقف الرسمي اللبناني، المُعبَّر عنه من خلال رئيس البرلمان باسمه وباسم حزب الله، ليس في أجندة زيارات الموفد الأميركي في الوقت الحاضر أي تفكير في البنود الأساسية للحل الشامل: لا B1، ولا تثبيت الحدود البرية، ولا بتّ الخلاف على النقاط الـ13. في كل حال ليست مزارع شبعا في أي لحظة في بنود أي اتفاق. على أن الخطوات المؤجّلة يُنظر فيها في ما بعد دونما جدول زمني لمباشرتها.

رئيس المجلس لزائره: التواصل مستمر والتفاوض بعد حرب غزة والاتفاق شامل غير جزئي

لم يُعطِ هوكشتين أجوبة حيال ما كان تبقّى من النقاط الحدودية المختلف عليها بين لبنان وإسرائيل. الربيع الفائت، في نطاق اللجنة العسكرية الثلاثية الملتئمة في الناقورة برعاية الأمم المتحدة، طلب الوفد اللبناني معاودة البحث في ست نقاط من النقاط الـ13 بعدما كان اتُّفق، مبدئياً، على معالجة سبع نقاط منها دونما أن تشقّ طريقها إلى التنفيذ. عُزي السبب آنذاك إلى ضرورة اكتمال الاتفاق على البنود الـ13 كلها. الجواب الإسرائيلي حينذاك أنه توقّف عند النقاط السبع ولم يعد جاهزاً لمتابعة البحث في النقاط الست المختلفة لتكريس الاتفاق. في حسبان هوكشتين أن الأوان لم يحن بعد للخوض في تفاصيل كهذه قبل التوصل إلى تهدئة جانبَي الحدود والتحقق من العودة الآمنة للمستوطنين تسبق التفكير في الذهاب إلى الحلول التالية المكملة. في حصيلة ما استنتجه الزائر الأميركي من محاوره رئيس البرلمان أن عليه أن لا يتوقع أي تفاوض على وقف للنار في جنوب لبنان قبل وقف نهائي للنار في غزة.

التهويل مستمرّ: مناورات في الجولان على عمليات برية واسعة | إعلام العدوّ: ميناء في قبرص تحسّباً للحرب مع لبنان

الأخبار.. على هامش الوتيرة شبه العادية للمواجهات الدائرة بين المقاومة وقوات الاحتلال على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، صعّد العدو مواقفه وإجراءات جيشه بما يوحي بعمل عسكري كبير في حال لم تقبل المقاومة بالشروط الأميركية لهدنة تفصل جبهة لبنان عن جبهة قطاع غزة.وضخّت وسائل إعلام العدو مزيداً من المعلومات حول استعدادات جيش الاحتلال، آخرها ما كشف عنه أمس عن تنفيذ مناورات في الجولان السوري المحتل ووضع خطط للحرب، وتناقل فيديوهات حول المناورات الإسرائيلية، وتلميحات إلى أن اندلاع حرب شاملة بين لبنان وإسرائيل لم يعد احتمالاً مستبعداً. وأعربت جهات في إسرائيل وخارجها عن القلق من احتمال تفكير العدو بعمل كبير ضد ما يعتبره مواقع مهمة للحرس الثوري وحزب الله في سوريا. وزاد من القلق الإقليمي قرار إيران تعليق رحلاتها التجارية إلى دمشق، بما يؤكد المخاوف المتزايدة بشأن سلامة السفر الجوي إلى العاصمة السورية وسط الأنشطة العسكرية المستمرة. ولوحظ تركيز قوات الاحتلال على الاهتمام بمرتفعات الجولان السورية، في أعقاب تدريبات عسكرية كبيرة قام بها جيش الاحتلال على «مناورات توغّل مدرّعة واسعة، مدعومة بوحدات مشاة ميكانيكية ودعم جوي شامل بطائرات الهليكوبتر»، بحسب إعلام العدو، مشيرة إلى أن التدريبات «ركّزت خصوصاً على التغلب على العقبات الطبيعية، بما في ذلك الأنهار والخطوط الدفاعية المحصّنة، ما يدل على مستوى متطور من الاستعداد العسكري والقدرات الاستراتيجية». كما تضمّنت التدريبات العسكرية استخدام معدّات هندسية لمدّ الجسور وإزالة الألغام، ما قد يشير إلى «الاستعداد لعمليات عسكرية أوسع نطاقاً». وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه بدأ التحضير لعمليّة أُطلق عليها تسمية «المرساة الصلبة»، وأن قيادة جيش الاحتلال «طلبت تعزيزات للجنود الذين يقاتلون على الحدود مع لبنان، إضافة إلى إجراءات لحماية عشرات الآلاف من الإسرائيليين عبر تجهيز ملاجئ جماعيّة». وأشارت إلى أن الملاجئ «ستكون عبارة عن مواقف سيّارات تحت الأرض، مجهّزة بحوالى 80 ألف صندوق من المواد الغذائية وعبوات المياه، على أن تشرف قيادة الجبهة الداخليّة على نقل المدنيين إلى هذه الأماكن في الحالات الخطرة»، لافتة إلى أن فنادق إسرائيل ممتلئة بالنازحين من الشمال، وعدد غرف الفنادق الشاغرة لا يتجاوز 10 آلاف فقط، وهو رقم ضئيل جدّاً. وكتبت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنّ جيش الاحتلال «أطلق رسالة جديدة إلى الأمين العام لحزب الله (السيد حسن نصرالله)، من خلال المناورة على إمداد مُتعدد الأذرع تحت النيران، في إطار الاستعداد للحرب ضد حزب الله في لبنان. وجاءت المناورة بعد تصريحات لقائد القيادة الشمالية، اللواء أوري غوردين، بأن قواته «تعزز استعدادها لشن هجوم في لبنان». ولفتت الصحيفة إلى أن «التمرين شمل تحميل معدات حملتها طائرات سلاح الجو وإفراغها، وكذلك نقل المعدات بواسطة مركبات على الأرض». وأضافت أنه تمّ أيضاً تنفيذ آلاف العمليات الأخرى من الأرض باستخدام قوافل لوجستية، مشيرة إلى أنّ الجيش الإسرائيلي مستعدّ لتنفيذ عمليات مماثلة في القطاع الشمالي أيضاً، وبكثافة عالية، وتحت إطلاق النار إذا لزم الأمر».

لابيد يحذّر: عدد الجنود غير كافٍ لشنّ حرب ضد حزب الله

من جهة أخرى، نقل موقع «واللا» العبري عن مصادر عسكرية أن الأثمان التي تدفعها إسرائيل نتيجة المواجهة مع حزب الله «باهظة»، و«تتجلى في الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا أو أصيبوا، وكذلك في تشويش نسيج الحياة والضرر الاقتصادي وتدمير البنى التحتية المدنية والعسكرية والأمنية». وأشار الموقع إلى «البنى التحتية العسكرية التي تضرّرت، مثل قاعدة الجيش الإسرائيلي في ميرون، ومقر قيادة المنطقة الشمالية، وفي فرقة الجليل، وغيرها من المواقع على طول خط التماس». وأضاف أن «الثمن يشمل أيضاً عبئاً ثقيلاً على الجيش الإسرائيلي، إذ يُطلب منه نشر قوات نظامية واحتياطية في البحر والجو والبر، من أجل الاستعداد لمفاجآت وسيناريوهات محتملة، بما في ذلك مناورة كثيفة في وقت لا يزال فيه الجيش غارقاً في قطاع غزة ويستعد لعملية عسكرية في الجنوب». وفي خبر لافت نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن مصادر إسرائيلية أن وزيرة المواصلات ميري ريغيف أرسلت وفداً أمس إلى قبرص لإقامة ميناء إسرائيلي يحاكي سيناريوهات أمنية بكلفة تُقدّر بمئات ملايين الشواكل، وطلبت تنفيذ ذلك على الفور. وحسب الصحيفة، و«خلافاً لتقارير سابقة، فإن الهدف المركزي لإقامة هذا الميناء ليس نقل مساعدات إلى قطاع غزة، بل لمواجهة وضع يتعطّل فيه العمل في ميناء حيفا في حال وقوع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله. وإن إقامة الميناء الإسرائيلي في قبرص، هو استعداد إسرائيلي لنشوب حرب شاملة في الشمال، وهذا الميناء هو ضرورة ملحّة لمنع وضع يتوقف فيه وصول البضائع وإمدادات أخرى إلى إسرائيل خلال الحرب». إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس المعارضة في كيان الاحتلال يائير لابيد قوله: «إذا لم تجنّد إسرائيل الشبان الحريديم، فإنّه لا يحقّ لها إرسال مزيد من الأوامر إلى الاحتياط». وتعرّض لابيد إلى هذه النقطة في معرض حديثه عن احتمال حصول تصعيد مع لبنان بقوله: «إذا حصلت مصادمات في الشمال، فلن يكون هناك ما يكفي من الجنود لخوضها».

منشورات إسرائيلية في جنوب لبنان تحمّل «حزب الله» مسؤولية التصعيد

اتصالات دولية مع الحكومة..وتلويح إسرائيلي باجتياح بري

بيروت: «الشرق الأوسط».. تتابع الحكومة اللبنانية الاتصالات مع جميع المعنيين، محلياً ودولياً، لإبعاد الحرب عن لبنان، الذي يطالب بتطبيق كامل للقرار الأممي 1701، وسط تصاعد الأصوات الإسرائيلية لاجتياح بري في لبنان، فيما تحافظ الجبهة الجنوبية على سخونتها، ويتواصل فيها تبادل إطلاق النار بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي الذي ألقى مناشير في جنوب لبنان، يحمل فيها الحزب تداعيات الحرب القائمة. وأفادت وسائل إعلام لبنانية محلية بأن الجيش الإسرائيلي ألقى بواسطة مسيّرة مناشير فوق منطقة الوزاني. وجاء فيها: «يا ابن الجنوب، (حزب الله) يخاطر في حياتكم وحياة عائلاتكم وبيوتكم، ويدخل عناصره ومخازن السلاح لمناطق سكنكم. من ساحة بيتك عحساب عيلتك والله حرام».

اتصالات دولية

ولم تهدأ جبهة لبنان الجنوبية منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مع انخراط «حزب الله» في الحرب، وتتواصل المساعي الدولية لتثبيت استقرار أمني في المنطقة الحدودية، ومنع توسع الحرب إلى الداخل اللبناني، وكان آخرها زيارة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت في الأسبوع الماضي. وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في «دار الفتوى»: «إننا نتابع الاتصالات مع جميع المعنيين محلياً ودولياً لإبعاد الحرب عن لبنان على الرغم من كل ما أصيب به وطننا حتى الآن، لا سيما لجهة عدد الشهداء الذين نوجه التحية لأرواحهم، وبإذن الله فإن الأمور لن تتطور أكثر من ذلك». كذلك، أشار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب خلال لقائه سفير تركيا علي باريش أولوصوي، إلى أن «لبنان يبحث عن استقرار الحدود، والهدوء المستدام من خلال تطبيق متكامل للقرار 1701». لكن الحراك اللبناني يصطدم برفض «حزب الله» وقف القتال قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، كما يصطدم بتصعيد إسرائيلي وتهديدات بلغت خلال الأسابيع الأخيرة تهديدات باجتياح بري للبنان. وتخطت تلك التلويحات الإسرائيلية الإطار العسكري والحكومي المباشر، حيث وصل تصاعد الأصوات إلى المستوى السياسي والحزبي، وعبّر عنه زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان، بالقول خلال اجتماع كتلة حزبه في الكنيست، إنه «بدون توغل بري إلى لبنان لن نتمكن من ضمان سلامة سكان الشمال». وأضاف: «من يعتقد أن التصور القديم انتهى في 7 أكتوبر فإنه مخطئ. وذاك التصور مستمر في السيطرة على كل ما يتعلق بالقرارات المتعلقة بشمالي البلاد».

استهداف منظومة دفاع جوي

ويقلل «حزب الله» من تلك التهديدات، لكنه يكرر على لسان مسؤوليه أن مقاتليه مستعدون لكل الاحتمالات، بما فيها الحرب الموسعة وضرب أهداف في عمق إسرائيل. والاثنين، أعلن عن استهداف منظومة دفاع جوي إسرائيلية في الجليل الأعلى، وقال في بيان إن مقاتليه «نفذوا هجوماً جوياً بأربع مسيّرات انقضاضية على مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع وأصابت أهدافها بدقة». وتبعد «ثكنة كيلع» عن الحدود اللبنانية مسافة 15 كيلو متر تقريباً، وتقع في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، علماً بأن إعلان الحزب عن استهداف منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية ليس الأول من نوعه، فقد تم ذلك مرتين، إحداهما بطائرات مسيرة، كما قال الحزب في الشهر الماضي. وبعدما دوّت صافرات الإنذار في عدة بلدات في الجولان السوري المحتل، بينها مجدل شمس ومسعدة وعين قينيا وبقعاثا، وذلك إثر الاشتباه بتسلل طائرة مسيّرة، حسبما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، عن قصف موقعين عسكريين لـ«حزب الله»، كما أشار إلى سقوط «هدفين جويين» من لبنان في الجولان، في إشارة إلى المسيّرات التي أطلقها الحزب صباحاً. ولم يدلِ بمزيد من التفاصيل حول طبيعة الاستهداف. ويواظب «حزب الله» على إطلاق دفعات صاروخية من طراز «كاتيوشا» باتجاه إسرائيل، وتحاول القبة الحدودية اعتراضها، وفقاً لما يظهر في مقاطع فيديو تنشرها وسائل إعلام إسرائيلية. وغداة إطلاق عشرات الصواريخ باتجاه مواقع إسرائيلية، تحدثت وسائل إعلامها بعد ظهر الاثنين باستهداف منطقة معالوت ترشيحا بـ22 صاروخاً من لبنان، وجرى اعتراض 4 منها، فيما سقطت الصواريخ الأخرى في مناطق مفتوحة. في غضون ذلك، شن الطـيران الحربي الإسرائيلي غارةً على أطراف بلدة الجبين استهدفت منزلاً، كما تعرضت تلة حمامص قرب مدينة الخيام لقصف مدفعي طال أيضاً أطراف بلدة عيتا الشعب. وسقطت مسيرة إسرائيلية جراء عطل فني في خراج بلدة حلتا قضاء حاصبيا، فيما فجّر الجيش اللبناني جسماً مشبوهاً في خراج بلدة برج الملوك.

المعارضة اللبنانية ترفض قرار بري ترؤس جلسة حوار «رئاسي»

مبادرة «الاعتدال» في مهب الريح

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. باتت مبادرة تكتل «الاعتدال الوطني» النيابي اللبناني عملياً في مهب الريح، مع إعلان عدد من قوى المعارضة رفضه أن يترأس رئيس المجلس النيابي نبيه بري أي جلسة حوار تسبق الدعوة لجلسة مفتوحة بدورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية. وتلحظ مبادرة «الاعتدال» أن يتنادى النواب إلى جلسة تشاورية لمحاولة التفاهم على اسم رئيس، وفي حال نجحوا أو فشلوا بذلك يتعهدون المشاركة في جلسة انتخاب من دون تطيير النصاب. إلا أن الرئيس بري رفض منطق عقد جلسة تشاور من دون وجود رئيس للجلسة، وحدد عبر «الشرق الأوسط» الآلية الواجب اعتمادها لانعقادها، لافتاً إلى أن الأمانة العامة للبرلمان هي مَن توجّه الدعوة للكتل النيابية للمشاركة في الحوار الذي سيترأسه شخصياً «بلا شروط مسبقة»، وهي آلية أعلنت «القوات اللبنانية» ونواب معارضون آخرون رفضها تماماً.

أيوب: بري يريد إسقاط المبادرة

وعدّت عضو تكتل «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائبة غادة أيوب أنه «يجب التمييز بين من هو متجاوب مع مبادرة (الاعتدال) ووافق عليها، وبين من يعطل هذه المبادرة التي تتضمن بشكل واضح آلية تقوم على تداعي النواب للتداول ليوم واحد، وفي نهاية التداول، وبمعزل عن نتيجته، يتم توجيه نداء إلى رئيس المجلس للدعوة إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية. وكل من يشارك في التداول ملزم بعدم المقاطعة. وبالتالي، جاء إعلان الرئيس بري بدعواه وإصراره على ترؤس الحوار ليسقط هذه المبادرة». ولفتت أيوب في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «بمجرد قول الرئيس بري إنه سوف يترأس الحوار، فهو بنفسه أسقط المبادرة كي لا يقول إنهم لا يريدون تغيير موقفهم في موضوع الرئاسة فيما يتعلق بالوزير السابق سليمان فرنجية، مع التذكير بأنه أكد قبل عدة أشهر أنه لا يستطيع ترؤس طاولة الحوار؛ لأنه طرف ولديه مرشح ثابت». وأضافت: «من الواضح أن من يريد تكريس الحوار كمعبر أساسي لانتخاب رئيس للجمهورية، ومن يريد تكريس أعراف جديدة على حساب تطبيق الدستور، هو فريق الممانعة الذي لا يريد انتخابات رئاسية؛ إما لأنه يراهن على استسلام أخصامه، وإما لأنه ينتظر مقايضة ما بعد انتهاء حرب غزة». وشددت أيوب على أنه «مهما حاول فريق الممانعة ربط مصير الرئاسة بغزة، أو التأكيد على أنه لا خروج للبنان من أزمته إلا بانتخاب مرشحه، فإن محاولته لن تمر؛ لأنه لا يمكن للبنان أن يخرج من كبوته إلا بانتخاب رئيس جمهورية يتمتع بخلفية سيادية وإصلاحية، وغير خاضع لمحور الممانعة، من أجل أن يتحمل مسؤولياته بتطبيق الدستور وممارسة صلاحياته كرئيس للجمهورية اللبنانية وليس كرئيس لفريق الممانعة».

الصادق: الحوار مخالف للدستور

من جهته، أشار النائب في كتلة «تحالف التغيير»، وضاح الصادق، إلى أن «الرئيس بري لم يكن جدياً منذ البداية في دعم مبادرة تكتل (الاعتدال) كما طرحها نواب التكتل»، موضحاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مشكلتنا ليست في من يترأس الحوار، إنما بالحوار بحد ذاته الذي يسبق كل استحقاق»، منبهاً لتحويله إلى عرف «فإذا قمنا بحوار لانتخاب رئيس للجمهورية، هل نقوم بحوار لتعيين رئيس حكومة وقائد للجيش وحاكم لمصرف لبنان، وغيرها من الاستحقاقات؟ وما حاجتنا عندها للدستور والقوانين؟ وكأننا نعيش قبل ألفي سنة بإطار عشائر تقرر بالحوار من يحكمها». وأضاف الصادق: «بات لديّ قناعة بأن الرئيس بري يريد انتخاب رئيس حتى ولو لم يكن سليمان فرنجية، لكنه لا يستطيع أن يتجاوز ضغوط (حزب الله)، الذي لا يريد رئيساً في هذه المرحلة، أضف إلى ذلك أن الطريقة التي طرحوا فيها فرنجية تعني أنهم لا يريدونه رئيساً، وإلا كان رشّح نفسه أولاً من خلال نواب كتلته ونواب مستقلين آخرين، على أن يقوم الثنائي الشيعي بدعمه بعدها. والطروحات التي تحصل هي لتأخير انتخاب رئيس للجمهورية». وكان من المفترض أن يصوغ نواب «الاعتدال» آلية واضحة لمبادرتهم التي رحبت بها معظم القوى السياسية باستثناء «حزب الله» وعدد من النواب القريبين منه، إضافة إلى حزب «الكتائب»، وأن يقوموا بجولة جديدة على القوى لوضعها في تفاصيل هذه الآلية، لكن مع إصرار بري على أن تكون هناك دعوات لحوار يترأسه شخصياً، ورفض المعارضة ذلك جملة وتفصيلاً، فسيكون من الصعب جداً استكمال العمل بمبادرة «الاعتدال».

«القوات اللبنانية»: بري يخالف الدستور

وأصدرت الدائرة الإعلامية في حزب «القوات اللبنانية» بياناً انتقدت فيه بشدة موقف بري، ورأت أن «الأمر اختلط عليه، فعدّ أن رئاسته لمجلس النواب تمنحه الحقّ بأن يكون ولي أمر النواب والكتل النيابية، وما يطرحه حول طاولة حوار رسمية تدعو إليها الأمانة العامة في مجلس النواب ويترأسها هو شخصياً، يعني أنّ كل الاستحقاقات الدستورية، بدءاً برئاسة الجمهورية، مروراً بتكليف رئيس حكومة، وصولاً إلى تأليف الحكومة، تمرّ عن طريق طاولة الرئيس بري بالتحديد، وهذا مخالف للدستور، ويتناقض مع ميثاق العيش المشترك، وهذا ما لن يسير به أحد». وقال البيان: «مرتا مرتا... تطرحين أموراً كثيرة يميناً وشمالاً، إنما المطلوب واحد: الدعوة إلى جلسة انتخابات رئاسيّة مفتوحة بدورات متتالية، حتى انتخاب رئيس للجمهورية».

القضاء الفرنسي يتهم ابن شقيق حاكم «المركزي» اللبناني السابق بالتآمر الجنائي وغسل الأموال

باريس: «الشرق الأوسط».. وُجّه الاتهام في باريس إلى ابن شقيق الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة في قضية تتعلق بأموال غير مشروعة، وفق ما أفاد به، الاثنين، مصدر مطّلع على الملف، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. ووُجه الاتهام لإميل سلامة (38 عاماً) نجل رجا سلامة شقيق الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة، في 12 فبراير (شباط) بالتآمر الجنائي وغسل أموال على يد مجموعات منظّمة، والتستّر على جرائم، وذلك في نهاية جلسة استجواب له أمام قاضي تحقيق مالي. ويُشتبه في أن يكون إميل سلامة قد حصل بأموال أرسلها والده وعبر ترتيبات مالية، على شقّتين في باريس ومنازل صيفية في لبنان... وغيرها من الممتلكات. واتُهم كذلك بإدارة شركتين مسجلتين في المملكة المتحدة، تملكان عقارات عدة في لندن، بفضل الترتيبات المالية نفسها، وفق ما قال المصدر المطّلع. وقال ستيفان دو نافاسيل محامي الدفاع عن إميل سلامة، لوكالة الصحافة الفرنسية: «سعى السيّد سلامة إلى تقديم توضيحات مفيدة للتحقيق وسيواصل تقديم مساهمته في هذا السياق». وأضاف أن هذا الإجراء يتعلق بـ«وقائع منسوبة إلى أطراف ثالثة، ولم يشارك فيها». وتابع: «لديه ثقة تامة بنتيجة هذا الإجراء الذي سيثبت حسن نيته». أثناء استجوابه، أكّد إميل سلامة المقيم في لندن أنه لم يكن على علم بأن الأموال التي حوَّلها والده - شقيق رياض سلامة - يمكن أن يكون مصدرها غير مشروع، وفق المصدر المطّلع. وقال المحامي ويليام بوردون نيابة عن منظمة «شيربا» غير الحكومية لمكافحة الجريمة المالية ومؤسسة «تجمع ضحايا الممارسات الاحتيالية والإجرامية في لبنان» التي أسسها عدد من المودعين في البنوك اللبنانية المتضررين من تبعات الأزمة المالية التي يشهدها لبنان منذ 2019، «بعد لائحة الاتهامات الجديدة هذه، لا تزال هناك بضع قطع لازمة لاكتمال لغز نظام الافتراس الذي وضعه رياض سلامة مع عصابته». ويُحاكم في هذه القضية 3 أشخاص آخرين على الأقل، هم المساعدة السابقة لسلامة، وواحدة من المقربين منه، والوزير اللبناني الأسبق مروان خير الدين. وفي 16 مايو (أيار) 2023، أصدرت القاضية الفرنسية المكلّفة بالتحقيق في أموال وممتلكات سلامة في أوروبا، مذكرة توقيف دولية في حقّه، بعد تغيّبه عن جلسة استجواب استدعته إليها في باريس. وانتهت في 31 يوليو (تموز) 2023 ولاية رياض سلامة أحد أطول حكام المصارف المركزية عهداً في العالم، والذي تشكّل ثروته منذ 3 أعوام تقريباً محور تحقيقات في لبنان والخارج، إذ تلاحقه شبهات عدة بينها اختلاس وغسل أموال وتحويلها على حسابات في الخارج و«إثراء غير مشروع». وبالمقابل، يؤكّد سلامة الذي نال جوائز إقليمية ودولية وأوسمة شرف تقديراً لجهوده في منصبه، وكان أول حاكم مصرف مركزي عربي يُقرَع له جرس افتتاح بورصة نيويورك، أنّه جمع ثروته من عمله السابق طوال عقدين في مؤسسة «ميريل لينش» المالية العالمية، ومن استثمارات في مجالات عدة بعيداً عن عمله على رأس حاكمية مصرف لبنان. ويشهد لبنان منذ 2019 انهياراً اقتصادياً متواصلاً باتت بسببه غالبية السكان تحت خط الفقر مع عجز الدولة عن توفير أبسط الخدمات.

«الخزانة الأميركية» تراقب لبنان وتحذره من تمويل «حماس»

وفد منها التقى «حاكم المركزي» وبرلمانيين في بيروت

الشرق الاوسط..بيروت: يوسف دياب.. وضعت وزارة الخزانة الأميركية لبنان تحت مجهر المراقبة، حيال حركة الأموال والتحويلات التي تحصل بطريقة غير شرعيّة، وحذّرت السلطات اللبنانية من خطر «استخدام القطاع المالي لتمويل حركة (حماس) بما يعزز أنشطتها العسكرية والأمنية». ولهذه الغاية، زار مسؤول بارز في «الخزانة الأميركية» بيروت الأسبوع الماضي، والتقى مسؤولين لبنانيين وبحث معهم مخاوف بلاده من «نقل الأموال إلى (حماس) عبر الأراضي اللبنانية». وأكد مسؤول كبير في مصرف لبنان المركزي لـ«الشرق الاوسط»، أن جيسي بيكر، نائب مساعد وزير الخزانة لشؤون آسيا والشرق الأوسط في مكتب تمويل الإرهاب والجرائم المالية، التقى يومي الخميس والجمعة الماضيين، مسؤولين لبنانيين بينهم حاكم مصرف لبنان الدكتور وسيم منصوري، وبحث معهم «تعقب الخزانة الأميركية لآليات تمويل حماس خصوصاً بعد حرب غزّة». وأكد المسؤول في البنك المركزي لـ«الشرق الأوسط»، أن «زيارة بيكر والوفد تأتي ضمن جولة له على عدد من دول المنطقة، وتهدف إلى إيصال رسائل واضحة بالاهتمام الذي توليه الإدارة الأميركية لتتبع حركة الأموال عبر مؤسسات مالية غير شرعيّة وضرورة مكافحتها». وقال المسؤول الذي رفض ذكر اسمه، إن «القطاع المصرفي اللبناني ليس له أي دور في عمليات التمويل المزعومة، وإن تركيز الوفد الأميركي ينصبّ على المؤسسات المالية من خارج المصارف، وهي مؤسسات تعمل بطريقة غير شرعية»، مشيراً إلى أن «النظام المصرفي اللبناني يلتزم التزاماً كاملاً بالقوانين الدولية، ويتجنّب الدخول بأي عمل من شأنه أن يعرضه للعقوبات الأميركية أو الأوروبية، والأميركيون يعرفون تماماً أن مصرف لبنان يطبق هذه القوانين إلى أبعد الحدود، ويسهر على اتباع القطاع المصرفي أعلى المعايير القانونية السليمة». وكانت وكالة الأنباء «المركزية» اللبنانية أفادت الاثنين، بأن وفداً من وزارة الخزانة الأميركية عقد في مجلس النواب لقاءً بعيداً عن الإعلام مع رئيس لجنة المال والموازنة في البرلمان اللبناني إبراهيم كنعان، والنواب فؤاد مخزومي، وغسان حاصباني وغادة أيوب. كما اجتمع الوفد بحاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري في مكتبه. ولم تحدد موعد اللقاء. وأفادت وكالة «رويترز» بأن نائب مساعد وزير الخزانة لشؤون آسيا والشرق الأوسط جيسي بيكر، أبلغ السلطات اللبنانية بـ«مخاوف محددة، بشأن حركة أموال (حماس) عبر لبنان، وأموال (حزب الله) المقبلة من إيران إلى لبنان، ثمّ إلى مناطق إقليمية أخرى»، داعياً إلى «إجراءات استباقية لمكافحتها». وأشار المسؤول الأميركي إلى أن «الجماعات تحتاج إلى تدفق الأموال لدفع رواتب مقاتليها، والقيام بعمليات عسكرية ولا يمكنها تحقيق أهدافها بطريقة أخرى». وذكّر بأنّ «امتثال لبنان للمعايير العالمية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ركيزة أساسية لجذب الاستثمارات من الولايات المتحدة، وبقية العالم وإخراج البلاد من أزمتها التي طال أمدها».

إجراءات عادية

وتباينت القراءات السياسية والقانونية لجهة اهتمام واشنطن بالواقع اللبناني في ذروة المواجهة مع إسرائيل، وقلل وزير العدل الأسبق البروفسور إبراهيم نجّار، من خطورة هذه الإجراءات الأميركية، وعدّ في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، زيارة المسؤول الأميركي لبيروت «تأتي في سياق الإجراءات العادية التي تتبعها وزارة الخزانة الأميركية، لمنع الالتفاف على العقوبات التي تفرضها على حركة (حماس) وعلى (حزب الله) والحرس الثوري الإيراني، وما حصل هو بمثابة موجب حثّ السلطات اللبنانية، لا سيما وزارة الداخلية والنيابة العامة التمييزية والأمن العام، على تتبّع وملاحقة أي أنشطة تتعارض مع القانون الدولي»، عادّاً «مجيء الوفد الأميركي إلى بيروت عاملاً إيجابياً للبنان، ودليلاً على اهتمام أميركي بتحييد الدولة ومصرف لبنان والقطاع المصرفي عن خطر الوقوع في هذه الأنشطة». واستأثرت محادثات بيكر في بيروت أيضاً على معلومات متوفرة لوزارة الخزانة، تتحدث عن «نقل أموال طائلة من إيران إلى سوريا ثم لبنان، ومنه إلى حركة (حماس)، سواء عبر البرّ أو بواسطة تحويلات تعتمدها مؤسسات صرافة غير شرعية». وعلمت «الشرق الأوسط»، من مصادر واكبت زيارة بيكر إلى بيروت، أن المسؤولين اللبنانيين أكدوا للمسؤول الأميركي، أنه «يستحيل أن تحصل عمليات نقل أموال من لبنان إلى حركة (حماس) في غزة، لعدم وجود حدود برية بين لبنان وغزّة». وأشارت إلى أن «تهريب هذه الأموال جواً صعب للغاية، إن لم يكن مستحيلاً، إذ إن نقل ملايين الدولارات يخضع للرقابة الشديدة، ويحتاج إلى تصريح مسبق لا يمكن أن تعطيه السلطات اللبنانية لأحد».

رسالة أميركية

من جهته، عدّ الدكتور رياض قهوجي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري والأمني (إنيغما)، أن الرسالة الأميركية للبنان «تأتي في سياق الجهد الذي تبذله واشنطن لتقليص قدرات (حماس) إلى حدّ كبير». وأكد قهوجي لـ«الشرق الأوسط»، أن «تعقب (حماس) لا ينحصر فقط في القدرات العسكرية، بل المالية؛ من أي جهة أتت هذه الأموال؟»، مشيراً إلى أن «تحذير لبنان من أي دور له في تمويل (حماس)، مردّه لكون (حزب الله) المتحالف مع (حماس) موجود في لبنان، ولأن الحزب يحتضن قيادة الحركة العسكرية خارج غزّة، ومن الطبيعي أن تثار شكوك حول تلقي (حماس) أموالاً عبر لبنان». ورأى أن «التوقيت يصبّ في سياق محاولات التضييق على الحركة وإنهائها». وقال قهوجي: «لبنان يتعرض لمزيد من الضغوط الدولية كلما ارتفع التوتر مع إيران بالمنطقة، وهو يتأثر سلباً بها».

اللبنانيون يحاولون التكيّف مع ضائقتهم المعيشية باختصار أطباق الإفطار

شكاوى من ارتفاع الأسعار..وتحرك رسمي لضبطها

الشرق الاوسط..بيروت: حنان مرهج.. «التجّار يستغلّون شهر رمضان لرفع الأسعار التي زادت بنسبة 50 في المائة، ونحن لا نزال في بداية الشهر»... هذا ما يؤكده مواطنون لبنانيون في اليوم الأول من شهر رمضان. فاللبنانيون، الذين أثقل كاهلهم الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردّي بسبب الأزمة المستمرّة منذ أكثر من 3 سنوات، ما زالوا يسعون لإحياء العادات المرتبطة بالشهر الفضيل، وفي مقدمتها اللقاء بالأقارب والأحبّاء على طاولة الإفطار، ويحاولون التكيف مع الأزمة، عبر اختصار الأطباق التي عادة ما كانوا يعتمدونها على موائد الإفطار. ويعاني اللبنانيون من ارتفاع الأسعار المفاجئ، علماً بأن سعر صرف الدولار لا يزال مستقراً إلى حد ما. وقد بدأت أسعار السلع الغذائية ترتفع منذ الأسبوع الماضي. ويقول حسّان: «كان سعر كيلو الدجاج 170 ألف ليرة (نحو دولارين) في الأسبوع الماضي، لكن أصبح سعره اليوم 230 ألف ليرة، وارتفع كيلو اللّحم إلى مليون و100 ألف ليرة. أما وجبة الحساء التي كانت بـ40 ألف ليرة، فإنها أصبحت اليوم بـ67 ألف ليرة». هذه الصورة عن ارتفاع أسعار الخضار، يؤكدها أوسكار فرح، صاحب متجر خضار، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «الأسعار ترتفع كل سنة في الشهر الفضيل، وبلغت هذا العام نسبة 30 في المائة، وهناك أنواع من الحشائش لامست 50 في المائة، لأن الخضار والفتوش أساس على مائدة الإفطار». ويؤكد فرح أن أسعار الفواكه ترتفع في رمضان أيضاً. وبالأرقام، يقارن فرح الأسعار: «سعر كيلو الخيار ارتفع من 60 ألف ليرة إلى 90 ألف ليرة، وارتفع كيلو البندورة من 40 ألفاً إلى 60 ألف ليرة، والخس من 70 ألفاً إلى 100 ألف ليرة». ويشير فرح إلى أن الأسعار ترتفع بشكل قياسي في الأسبوع الأول من رمضان، ويُفترض أن تعود إلى معدلاتها لاحقاً، «لأن نسبة الطلب عليها تخف»، لافتاً إلى أنه «رغم ارتفاع الأسعار، يعد الخضار من السلع الأساسية التي لا يتوقف المواطن عن شرائها، ولكن الفرق في الكميّة، فالاختصار هو سيّد الموقف».

ضعف القدرة الشرائية

ومع أن كثيراً من المواطنين اتفقوا على أن الأسعار ارتفعت، فإن نقيب أصحاب السوبر ماركت،​ ​نبيل فهد​، ينفي هذا الأمر، ويؤكّد لـ«الشرق الأوسط» أن مجمل السلع الغذائية تحافظ على أسعارها، ولكن الخضار أكثر السلع تأثراً، في الأسبوع الأول فقط، ولكنها تعود إلى طبيعتها لاحقاً، مطمئناً المواطنين إلى أن أسعار السلع الغذائية لن ترتفع خلال شهر رمضان، وإن ارتفع بعضها إلا أن الارتفاع لن يلحق أصنافاً كثيرة ولن يكون كبيراً. ويضيف: «يمكن التأكد من موقع وزارة الاقتصاد التي تضع أسعار 50 سلعة كل أسبوع». ويشير فهد إلى أن «عدم ارتفاع أسعار المواد الغذائية خلال شهر رمضان في السنوات الأخيرة، لا سيما بعد الأزمة، يعود إلى القدرة الشرائيّة الضعيفة»، لافتاً إلى أن «الأسعار تختلف بين منطقة وأخرى بطبيعة الحال، وما يحدد الأسعار هو المنافسة التي تعد المعيار الأساس لتحديد مستوى الأسعار، لا سيما في المواد الغذائية». وعن التأثر بإقفال باب المندب في البحر الأحمر، أكد فهد أن «معلّبات التونا والأرز هما سلعتان يجري استيرادهما من فيتنام وتايلاند والصين، ويجب أن تتأثّرا بموضوع الشحن في البحر الأحمر، ولكن، رغم ارتفاع أسعار الشحن فإنهما حافظا على سعرهما حتى الآن، وإذا لم يرفع المورّد السعر فإن السوبر ماركت لا ترفع الأسعار أيضاً».

مراقبة الأسعار

إضافة إلى ذلك، أكد مدير مصلحة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، طارق يونس، لـ«الشرق الأوسط»، أن موضوع الأسعار يطرح دائماً مع بداية شهر رمضان بسبب ارتفاع الطّلب على سلع معينة، خصوصاً على الخضار، لافتاً إلى أن الأولوية في هذا الشهر هي مراقبة الأسعار، علماً بأن هذا الأمر لم يتوقّف طوال السنة، بوصفه جزءاً أساسياً من عمل المديرية. وبينما أكد يونس أن الأسعار لن ترتفع أكثر من 3 أو 4 أيام حتى تستعيد السوق توازنها، لفت إلى أهميّة «الأخلاقيات»، قائلاً: «لدى التّاجر مسؤولية، لا سيّما خلال الشهر الفضيل، إذ عليه الشعور مع الناس، وتخفيف الأعباء عنهم، بعيداً عن الاستغلال من أجل تحقيق أرباح غير مشروعة وغير قانونية». وتحدّث يونس عن أهمية الرقابة التي تمارسها مديرية حماية المستهلك، موضحاً أن «هناك للأسف ارتفاعاً في أسعار عدد من السلع، وهذا الأمر له علاقة كبيرة بموضوع الشّحن عبر البحر الأحمر، إضافة إلى موضوع الرسوم التي ارتفعت في مرفأ بيروت وفي المعابر الحدودية مع إقرار الموازنة. وللأسف، هذه العوامل تساعد على ارتفاع الأسعار في شهر رمضان وفي الأيام العادية، ولكن يبقى دور وزارة الاقتصاد مراقبة الالتزام بتطبيق النصوص القانونية والالتزام بمعايير محددة».

تكيّف مع الأزمة

لكن ذلك لا ينفي أن التضخم بات يفوق القدرات الشرائية للمواطنين، حيث تحاول العائلات اختصار بعض الأطباق، تكيفاً مع الأزمة. وتشكو سارة الضائقة المعيشية التي دفعت عائلتها للاستغناء عن بعض الأطباق على المائدة، في محاولة للتكيف مع الواقع المستجد. تقول سارة: «عائلتي مؤلّفة من 3 أشخاص، ومتطلّبات شهر رمضان لا يكفيها راتبنا، أنا وزوجي، لأن وجبة الإفطار يجب أن تكون متنوعة، من الحساء إلى الفروج، ومن الفتوش إلى الطبق الرئيس والتمور». وتشير إلى أنه على ضوء تراجع قدراتها المعيشية: «بتنا نستغني عن الكبّة والرقاقات، مع كثير من الاختصارات في الحلويات العربية التي تغيب عن طاولاتنا بسبب الوضع المعيشي». ورغم الأزمات المعيشية، يحاول اللبنانيون استعادة تقاليد اعتادوا عليها في مواسم رمضان الماضية. تقول فاطمة لـ«الشرق الأوسط»: «هذه أول سنة أشعر فيها بأننا عدنا لنعيش الأجواء الرمضانيّة. فبعد جائحة (كورونا) والأزمات التي مرّت على لبنان، ابتعدنا عن (لمّة) العيد. ولكننا اليوم نصطدم بارتفاع وغلاء أسعار السلع الغذائية والأساسية لمائدة الإفطار. ومع ذلك، عدنا لنجتمع، لأن رمضان هو مناسبة جميلة وجمعة الأحباء».



السابق

أخبار وتقارير..«تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» يعلن مقتل زعيمه ويعيّن خلفاً له..«حزب الله» يعلن شن هجوم بمُسيّرات على موقع إسرائيلي في الجولان..فصائل إيران ضربت قواعد أميركا 100 مرة..وإسرائيل ردت بـ35..وزير خارجية الأردن: «الاحتلال» تمادى..والعبث بالمقدسات هو عبث بالنار..تقرير: الإمارات تلوح بوقف الجسر التجاري البري مع إسرائيل..تقارير إسرائيلية عن استهداف نائب قائد «القسام» بغارة جوية..حماس تحذر عشائر غزة.."سنضرب من يتعاون مع إسرائيل"..بايدن يهنئ المسلمين بمناسبة رمضان..وعد بايدن بمواصلة جهوده لإيصال المساعدات لأهالي غزة..ماكرون يؤجل زيارة إلى أوكرانيا لثالث مرة..روسيا تدشن الانتخابات الرئاسية المبكرة..الانتخابات في روسيا..خمسة أمور عليك معرفتها!..بولندا: دول بالناتو أرسلت قواتها لأوكرانيا..وروسيا: لا يمكنهم التستر..تقرير: أوكرانيا رابع أكبر مستورد للأسلحة في العالم..وروسيا تخسر المركز الثاني في قائمة المصدرين..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..إسرائيل تلعب بالنار في «الأقصى».. نتنياهو يتحدى بايدن ومصر في رفح..بايدن: لم أحدد موعداً بعد لاجتماع مع نتنياهو..رمضان غزة: صوم وتجويع..وفوانيس تتحدى ظلمة الحرب..الغزاويون يستقبلون رمضان بالجوع تحت نيران الاحتلال..القدس «ثكنة عسكرية»..وإعاقة دخول مئات المصلين إلى «الأقصى»..المهجرون صائمون منذ 5 أشهر..و«مئات آلاف» حُرموا من صلاة التراويح..انكماش الاقتصاد الإسرائيلي أكبر من التوقعات..ما التأثير على الحرب؟..الأردن يحقق..العثور على حطام مسيّرة بمحافظة إربد.."سنصل إليهم"..من قصد نتنياهو بالمسؤول رقم 4 في حماس؟..الاقتصاد الفلسطيني يتكبد خسائر في الإنتاج بـ2.3 مليار دولار..

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,912,810

عدد الزوار: 7,047,912

المتواجدون الآن: 78