كونيللي لـ"النهار": لبنان السيد يستقبل من يشاء أي تلاعب سياسي لا يستطيع أن يطيح المحكمة

تاريخ الإضافة الخميس 14 تشرين الأول 2010 - 6:32 ص    عدد الزيارات 3004    التعليقات 0    القسم محلية

        


في حديثها الصحافي الأول منذ وصولها وعشية زيارة نجاد
كونيللي لـ"النهار": لبنان السيد يستقبل من يشاء أي تلاعب سياسي لا يستطيع أن يطيح المحكمة

تصادف الاطلالة الاعلامية الاولى للسفيرة الاميركية مورا كونيللي، التي لم يمض على وجودها في لبنان شهر واحد، مع الاستعدادات لاستقبال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في زيارة للبنان تثيرجدلا داخليا ، كما أبديت تحفظات اميركية واوروبية علنية عن الزيارة.
وحددت كونيللي في حديث الى "النهار" نقاط التحفظ عن الزيارة، فيما أكدت استمرار دعم بلادها للمحكمة الدولية وعدم تأثير التجاذب الداخلي اللبناني على مسارها، نافية تدخل بلادها في اي مرحلة من أجل تأجيل صدور القرار الظني. وشددت على "أن سياسة الاحتواء التي تعتمدها واشنطن مع سوريا لا تعني انها تقدم تنازلات او تترك لبنان". ورأت ان إعلان الرئيس السوري بشار الاسد عدم التدخل في شؤون لبنان "لا يتوافق مع صدور المذكرات القضائية السورية في حق شخصيات لبنانية".  وتقول كونيللي عن زيارة نجاد: "إن لبنان دولة سيدة. ومن الواضح ان الحكومة اللبنانية يمكن ان تدعو او تستقبل من تشاء، لكن قلقنا يرتبط بنقطتين: الاولى هي وضع ايران ازاء المجتمع الدولي، اذ ان هناك الملف النووي العالق والذي لم يحل بعد. وهناك قلق نتشارك فيه مع دول في المنطقة يتصل بواقع ان الكثير من سياسات ايران في المنطقة لا تتصل ضرورة بتعزيز الامن والاستقرار. وهناك تساؤلات عما يمكن ان يقرر ان يقوم به خلال وجوده في لبنان. هذا مجال مفتوح على احتمالات شتى، وتاليا فإن المجال مفتوح للقلق حين لا نعرف ما الذي يود أن يقوم به ".
•هناك قلق يعبر عنه البعض عن سعي ايران او محاولتها ملء فراغ سياسي اقليمي في لبنان. فهل لديكم الهواجس نفسها ؟
- لا أوافق على ان هناك فراغا سياسيا. هناك الكثير من الاخذ والرد، وهذا واضح للعيان، انما من حيث الفراغ السياسي نرى ان هناك حكومة لبنانية مركزية ورئيس حكومة يحاول ان يدفع بحكومته قدما، ولديه برنامج يوافق الجميع على ضرورة تنفيذه. لذلك لا أوافق على موضوع الفراغ السياسي، انما الرئيس أحمدي نجاد دأب على قول أمر مثير للجدل. وحين كان في نيويورك مثلا استغل مناسبة القائه خطابا امام الجمعية العمومية للامم المتحدة لاطلاق نظريته عن حصول تفجيرات 11 ايلول. وبالنظر الى احتمال الخروج بأمور مثيرة للجدل، فان قلقنا يتركز بقوة في هذا الاطار ايضا. وما يمكن ان يقوله سيشرح اهداف زيارته. ونأمل ان تبقى الامور مستقرة لان المرحلة حساسة. فلا تضاف صعوبات جديدة الى الوضع.
• هل الزيارة هي في سياق ادراج لبنان في اطار المحور الذي يضم ايران وسوريا؟
- لبنان دولة سيدة ويمكن ان يستقبل من يشاء. لكن بالنسبة الى المحور الذي تتحدثين عنه اعتقد انه ينبغي النظر الى الامور من ناحية اخرى. اذ ان لبنان عضو في مجلس الامن الدولي. وحين تعلق الامر بالتصويت على قرار مجلس الامن الرقم 1929 اتخذ لبنان موقفا بالامتناع عن التصويت، وهذا يعني انه كان له صوت وموقف مستقلان".
•هل تخشون اتفاقات يعقدها لبنان مع ايران، علما ان التحفظات الاوروبية مثلا اشارت الى العقوبات على ايران التي تحول دون عقد اتفاقات في مجالات محددة؟
- ينبغي انتظار ما سيحصل على هذا الصعيد، اذ لم نطلع على ما اتفق عليه، لذلك لا ينبغي افتراض مشاكل في هذا المجال. أما اذا كان هناك اي موضوع  يتصل بالعقوبات، فعندئذ يمكن معالجته، وأعتقد ان الحكومة اللبنانية مسؤولة على نحو كاف لتجنب اي عقبات في هذا الاطار،ـ وأنا واثقة انها يمكن ان تحدد الاطر الممكنة في هذه الزيارة. أما عن التحفظات الاميركية والاوروبية فلدينا أسبابنا لكي نعتقد ان ايران لا تؤدي دورا مساعدا في المنطقة على صعيد الاستقرار. وهناك مواضيع عالقة مع وكالة الطاقة الذرية والملف النووي. والرئيس الايراني يحاول ان يرسم صورة حول شعبية كبيرة داعمة لسياسته. وانا أرغب في أن أرى كيف سيتفاعل اللبنانيون مع هذه الزيارة، اذ ان هناك حيوية كبيرة في حرية التعبير في لبنان، وهناك ردود فعل مختلفة بحيث يمكن ان يكون لدى اللبنانيين رؤيتهم الخاصة للزيارة.
• هل تعبّر الزيارة عن مشهد اقليمي حيث تجري حروب بديلة على ارض لبنان؟
- لا اعتقد ذلك. من الواضح ان ايران قوة اقليمية تتطلع الى فرصة لاظهار ذلك، ولن اذهب الى حد ادراج الزيارة في اطار حرب بديلة او بالواسطة تحصل في لبنان. اعتقد ان لدى اللبنانيين القدرة على رصد اهداف الزيارة وطبيعتها وتكوين فكرة واضحة، لكن هناك مفارقة في ان يأتي نجاد الى لبنان ويكون لدى اللبنانيين القدرة على التعبير عن رأيهم، في حين ان الامر نفسه لا ينسحب على ايران في ممارسة حرية التعبير ازاء سياسة نجاد.

 

المحكمة

• يشهد لبنان اضطرابا داخليا على خلفية ابراز معادلة المحكمة في مقابل الاستقرار. كيف تنظرون الى الامر؟
- اعتقد ان الجهود التي تهدف الى ان تكون المحكمة او لا تكون هي في غير محلها، وتترجم وجود ثغر في فهم ماهية المحكمة. فهذه المحكمة أنشئت بموجب اتفاق بين لبنان والامم المتحدة، ومجلس الامن اصدر قرارا بانشائها. ووجهة نظرنا ان المحكمة مهمة من اجل انهاء الافلات من العقاب وانهاء الاغتيالات، وهي مهمة لدعم احترام القانون في لبنان. هذه الرسالة مهمة، اذا المحكمة موجودة واي نوع من التلاعب السياسي هنا لا يمكن ان يطيحها. ونعتقد انه ينبغي ان يسمح لها القيام بواجبها من دون تدخل او ترهيب، او ايا تكن المحاولات التي تهدف الى التأثير فيها.
• لكن هناك ضغوطا قوية تمارس بهدف وقف عمل المحكمة، وهناك اجراءت مثلا لوقف تمويلها. فما رأيكم؟
- هدف المحكمة وقف الاغتيالات، واذا نجحت في ذلك فتكون تلك مساهمة ايجابية في الاستقرار على المدى الطويل. لنأمل ان يسمح لها القيام بعملها والا تعود الاغتيالات اداة سياسية هنا. وبالنسبة الى الاجراءات والتمويل، هناك نقاش والكثير من القلق. واللبنانيون يبدون قلقين حيال ذلك. لكننا في صدد مسار سياسي يجري الان من ضمن الحكومة اللبنانية، ومن السابق لاوانه ان نفترض ما ستكون عليه النتائج. اما في حال وقف مساهمة لبنان في التمويل، ففي قرار انشاء المحكمة ما ينص على البحث عن بدائل".
• صدر تحذيران اميركيان اخيرا حول تنقل الرعايا الاميركيين في لبنان. وهذا يثير المخاوف لدى اللبنانيين؟
- التحذير الاول دوري يصدر كل ستة اشهر وفق النظام الاداري المعمول فيه في واشنطن. اما التحذير الاخر الذي ارتبط بزيارة الرئيس الايراني فهو اننا سمعنا دعوات عن حشد لاستقبال احمدي نجاد، ولا نود ان يواجه الاميركيون صعوبات في الانتقال الى المطار او اي مكان آخر.
• اذا هذه التحذيرات لا تتصل بمخاوف من حوادث عنف يمكن ان تحصل؟
- لا. لا امل ذلك.
• لكنكم عبرتم على اثر لقائكم رئيس الحكومة قبل ايام عن قلقكم على استقرار الوضع؟
- نحن قلقون طبعا. دعيني اضع ذلك في اطار رؤيتنا للبنان. فمنذ 2005 و"ثورة الارز" اعتمدنا سياسة داعمة  نحو لبنان كبلد مستقر وسيد، ونقوّم نجاحنا او فشلنا في ذلك تبعا لهذا الاطار. من الواضح أننا استثمرنا بعمق في مفهوم سيادة لبنان واستقلاله واستقراره. لذلك فإن كل ما يطول هذا الاستقرار نحن معنيون به. وفي هذا الاطار فان مسالة ما يسمى "شهود الزور" اثارت تساؤلات. اذ كان هناك موقفان سوريان احدهما للرئيس السوري بشار الاسد والاخر لوزير الخارجية وليد المعلم وقال كل منهما علنا ان سوريا لا ترغب في التدخل في شؤون لبنان السياسية، وهذا موقف جيد ومرحب به. لكن الصعب هو التوفيق بين ذلك وقرار سوريا اصدار المذكرات القضائية السورية. اعتقد ان لدى المحامين تساؤلات عن قانونية هذه الخطوة. انا لست محامية ولكن اذا كان هناك تساؤلات عن قانونية الخطوة، فهذا يعني انه ربما كان ينبغي ان تدرس لبعض الوقت قبل ان تعلن. لا اعرف اذا كان الاعلان عن ذلك حصل في لبنان وليس في سوريا، وهذا نوع من الامور يمكن ان يثير القلق. نود ان نرى اناسا يدركون معنى تصرفاتهم واحتمال تأثيرها على الاستقرار.
• تقصدون ان هذه الخطوات كان يجب ان تدرسها سوريا قبل اصدارها؟
- لا اعرف لماذا صدرت حين صدرت. والتساؤلات عن قانونية الخطوة كانت محور جدل. فاذا كانت سوريا لا تريد ان تتدخل في الجدل السياسي، ربما كان يجب ان تدرس هذه الخطوة".

 

"شهود الزور"

• هناك مسألة ما يسمى "شهود الزور"، هل ترون انها قد تؤثر على المحكمة؟
- اول عمل قامت به المحكمة كان اطلاق الضباط الاربعة، لانه كان لديها تساؤلات عن الادلة التي اوقفوا على اساسها. واستغرب ان يتم الانقلاب على المحكمة وتتهم بعدم الصدقية بسبب ما يسمى "شهود الزور"، فهذا امر غير مفهوم. المحكمة الدولية اتخذت اجراءات للتعامل مع الموضوع. والحكومة اللبنانية في صدد اتخاذ موقف ايضا. اعتقد ان بعض الناس لا يتمتعون بالصبر، اذ ان المسار القانوني يستغرق وقتا. وهناك مسار لدى المحكمة وربما يكون هناك مسار لدى الحكومة.
• هل تدخلتم في وقت سابق او يمكن ان تتدخلوا في اي وقت من اجل ارجاء صدور القرار الاتهامي؟
- "لا، لان هذا تدخل في المسار الطبيعي للمحكمة، وليس شيئا نود ان نقوم به. نحترم كيان المحكمة واستقلاليتها ولن نتدخل في مسارها باي شكل.
• هل كل ما يجري من ضغوط على الرئيس الحريري او على الحكومة او تهديد الاستقرار يمكن ان يؤثر في تغيير رأيكم او وقف المحكمة؟
- يمكن الرئيس الحريري ان يحدد موقفه انما موقفه من المحكمة حازم وليس قابلا للاهتزاز. انما المحكمة انشئت تقنيا في مجلس الامن ووحده اتخاذ قرار آخر من المجلس يمكن ان يوقفها. ولا ارى كيف يمكن ان يترجم التجاذب السياسي في لبنان في تحرك لمجلس الامن.

 

"لا اتكهن"

• هناك كلام في معرض الرغبة في إطاحة المحكمة عن انقلاب على السلطة التي نشأت في 2005. هل تشعرون بأنكم معنيون بذلك في ظل دعمكم لثورة الارز؟
- لست واثقة من انني افهم ما هو المقصود بذلك. هل يتحدثون عن انقلاب حيث يمكن ان تكون الحكومة اقل قوة او التأثير في دعم اللبنانيين لافرقاء مختلفين؟ افضل الا اتكهن في هذا الشأن. لكن الولايات المتحدة ستبقى داعمة للبنان ما دامت حكومة لبنان تتطلع الى بناء سلطة مركزية قوية. احد الامور المهمة هو ان يكون هناك حكومة قادرة على نشر سلطتها على اراضيها، وهذا جزء من الامور وأحد اسباب الدعم الذي نقدمه للقوات المسلحة اللبنانية.
• ماذا عن المساعدات العسكرية للجيش اللبناني؟ وهل هناك استمرار للحظر؟
- اقامت الادارة برنامجا لدعم القوى المسلحة اللبنانية منذ عام 2006 وهي مستمرة فيه. وحين نعرض مختلف اوجه هذا الدعم نرى ان هناك نحوا من 750 مليون دولار قد وضعت لهذه الغاية وحضرت اليوم مناسبة تصب في هذا الاطار، وهذا دليل على دعمنا الجدي. وما برز خلال الصيف هو موقف من الكونغرس، في حين ان الادارة تراجع وتقوم كما يحصل عادة ونرى اذا كان الامر مناسبا ام لا بالتنسيق مع القوى المسلحة اللبنانية. وبعد ذلك يتصل الامر بالتوقيت بعد عطلة الكونغرس، ثم قبيل الانتخابات النصفية. لذلك نعمل مع الكونغرس ولا يمكن استباق ما سيحصل، لكننا متفائلون على هذا الصعيد.
• هل تراجعت الولايات المتحدة عن الاهتمام بلبنان او انسحبت كما يعتقد البعض ان اولوياتها قد تغيرت، اذ ان سياسة الاحتواء والانفتاح مع كل من ايران وسوريا ورغبة الرئيس اوباما في الانسحاب من العراق بأي ثمن تساعد في اذكاء مثل هذا الانطباع؟
- لا افهم كيف يمكن ان تنسحب الولايات المتحدة او تغير دعمها للبنان. لكن دعيني اقول ان هذا غير صحيح. ما يتعين فهمه هو ان هناك مقاربات مختلفة بين ادارة الرئيس جورج بوش وادارة الرئيس باراك اوباما، لكن مع الاساسيات نفسها. السؤال هو عن توقعات الناس من سياسة الاحتواء. وانا كنت اشغل منصب القائم بالاعمال في دمشق حين قرر الرئيس اوباما اعتماد هذه المقاربة مع سوريا، ثم تابعت هذا الاهتمام في واشنطن. والاحتواء والانفتاح هما اداة اعتمدتها هذه الادارة لحل مشاكل لم يكن في الامكان حلها عبر عدم الاحتواء. وحين تحدث عن ذلك فهو قصد الانفتاح لحل المواضيع العالقة. هناك مواضيع لا تزال موضع نقاش، والحديث عنها لا ينبغي ان يفسر على اننا نقدم تنازلات. هناك نقاش قوي بيننا وبين سوريا. لكن ذلك يجب الا يترجم بترك لبنان. هذا غير صحيح اطلاقا.
 

روزانا بومنصف     


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,142,170

عدد الزوار: 6,756,713

المتواجدون الآن: 123