أخبار وتقارير..فلسطينية..العسكريون يمسكون القرار في الإليزيه والدبلوماسيون غاضبون: فرنسا تدخل الحرب العسكرية والسياسية ضد فلسطين..إسرائيل تستخدم ضد قطاع غزة أحدث ما في ترسانتها وترسانة حلفائها من أسلحة حديثة ومتطورة..حرب بالذكاء الاصطناعي..و«الخوارزمية» مصنع «اغتيالات جماعية»..«الصحة الفلسطينية»: ارتفاع حصيلة قتلى الحرب على غزة إلى 17997..«الصحة العالمية» تعتمد قراراً يدعو لإرسال مساعدات فورية لغزة..«حزب الله العراق»: قوات الأمن شريكة في جرائم الأميركيين..نتنياهو يدعو مقاتلي «حماس» إلى الاستسلام..تباينات إسرائيلية حول سيناريوهات نهاية الحرب..غوتيريش: حرب غزة أصابت مجلس الأمن بـ«الشلل»..نتنياهو ينجح في شق عائلات أسرى «حماس» لإضعاف ضغوطهم عليه..رفح تعج بالبشر..وببطون جائعة في العراء..

تاريخ الإضافة الإثنين 11 كانون الأول 2023 - 5:54 ص    عدد الزيارات 333    التعليقات 0    القسم عربية

        


العسكريون يمسكون القرار في الإليزيه والدبلوماسيون ..غاضبون: فرنسا تدخل الحرب العسكرية والسياسية ضد فلسطين..

الاخبار..ابراهيم الأمين ... الضغوط الكبيرة التي بدا لوهلة أنها ستكبح جماح الإدارة الفرنسية وتمنعها من التورط في الحرب العالمية ضد الفلسطينيين، لم تفلح، على ما يبدو، في تعديل توجهات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وفريقه السياسي والديبلوماسي والعسكري. ولم تنجح الاعتراضات غير العلنية من ديبلوماسيين وسياسيين في الإدارة الفرنسية في وقف برنامج عمل ماكرون لتولّي مهام تنفيذية في الحرب على المقاومة في فلسطين ولبنان.ورغم أن فرنسا صوّتت في مجلس الأمن، الأسبوع الماضي، الى جانب مشروع القرار الداعي الى وقف إطلاق نار شامل في قطاع غزة، إلا أن هذا الموقف يبقى في إطاره الإعلامي فقط، ولا ينعكس على العمل المباشر الذي تقوم به الحكومة الفرنسية وأجهزتها. شأنها في ذلك شأن دولة الإمارات العربية المتحدة التي قدّمت مشروع القرار، فيما تشارك فعلياً في الحرب ضد حركة حماس، وتوفر بدائل اقتصادية لكيان العدو بعد تقييد حركة شحن البضائع عبر البحر، وصولاً الى مشروع الجسر البري لنقل بضائع الى كيان الاحتلال من مرفأ دبي، عبر خط بري يمرّ بالسعودية والأردن. وتستعد باريس، الأربعاء المقبل، لاستضافة لقاء تشارك فيه الولايات المتحدة ودول من الاتحاد الأوروبي وإسرائيل واليابان وأستراليا وغيرها تحت عنوان «مواجهة حماس». ورغم أن الجانب الفرنسي فشل في استقطاب أيّ دول عربية أو إسلامية لحضور اللقاء، تؤكّد باريس أن التواصل والتعاون مع دول عربية وإسلامية قائم، ولو من دون إعلان.

مستشارون داعمون لإسرائيل وقريبون من الإمارات باتوا الحلقة اللصيقة برئيس فرنسا

البحث عن دور

وبالعودة الى السلوك الفرنسي، فإن كل ما يجري من اتصالات جدية حول الوضع في غزة لا أثر فيه لأيّ حضور فرنسي، ولا تجد الأطراف المعنية بالنزاع ما يضطرّها إلى الاستعانة بباريس أو طلب تدخّلها. وإذا كانت قوى المقاومة تعلم أن الفرنسيين ليسوا في صفّها، تريد إسرائيل من فرنسا مبادرات عملانية قبل الموافقة على منحها أيّ دور في المرحلة المقبلة. لذلك، بدا الرئيس الفرنسي أكثر ميلاً الى دعم الموقف الإسرائيلي، ليس لفظياً فحسب، مبدياً استعداده لخطوات عملانية، بإبعاد المؤسسات التقليدية في الخارجية الفرنسية التي تظهر امتعاضاً من طريق عمله، في مقابل إعطاء دور أكبر لمجموعات أكثر قرباً من التوجهات الأميركية والإسرائيلية. وهذه المجموعات هي التي تقف خلف دعوة باريس الدول التي انخرطت في التحالف ضد «داعش» إلى لقاء لإقامة تحالف ضد حركة حماس، متبنّية السردية الإسرائيلية - الأميركية بمساواة حماس بـ«داعش».

عسكريون بدل الديبلوماسيين

وبحسب مصادر مطّلعة في باريس، هناك ثلاث مجموعات في وزارتَي الدفاع والخارجية تعمل على بلورة فكرة التحالف الدولي ضد حماس. ولفتت إلى تعاظم دور العسكريين في هذه العملية على حساب «جماعة الخارجية»، ما يثير امتعاضاً كبيراً في أوساط هؤلاء الأخيرين. ويعمل العسكريون على إعداد قوائم للمتهمين بالإرهاب أو بدعمه، بالتنسيق مع نظرائهم الإسرائيليين، رغم أن بعض العسكريين الفرنسيين يسخرون في جلساتهم الخاصة من مزاعم إسرائيل حول قدراتها ومستواها القتالي. والهاجس الرئيسيّ لهؤلاء العسكريين هو محور المقاومة لاعتقادهم بأن الفلسطينيين عاجزون بمفردهم عن القيام بعملية معقّدة كتلك التي تمّت في 7 تشرين الأول الماضي، ويتصرفون على قاعدة أن هناك دوراً كبيراً فيها لإيران وحزب الله، مع الإقرار بعدم امتلاك أي أدلة أو معطيات ثابتة تدعم ذلك. كذلك يحيط ماكرون نفسه بمجموعة منظّرين وفاعلين يؤكدون أن فرنسا يمكن أن تشارك في صياغة الحل السياسي إذا قامت بدور ميداني داعم لإسرائيل. وترتبط هذه المجموعة المؤثّرة في قرارات ماكرون بعلاقات قوية مع الإسرائيليين والإماراتيين، ويبرز من بينها مستشار الرئيس للشؤون الأمنية السفير الفرنسي السابق في الإمارات كزافيه شاتال والخبير الفرنسي في الحركات الإسلامية جيل كيبيل، الذي أفصح بعد «طوفان الأقصى» عن موقفه الصهيوني المتشدد.

يعتقد ماكرون أن الدعم الميداني للعدوّ في اليمن يمنحه دوراً في أيّ حلّ سياسي لاحق

ويبدو أن التوجّه الحالي في الإدارة الفرنسية هو إلى مزيد من التنسيق الأمني والعملياتي مع الإسرائيليين، لكن مع «تمايز» نسبي في «الموقف الإنساني»، كتأييد وقف إطلاق النار لإفساح المجال لدور سياسي في البحث عن مخرج للحرب في الأسابيع المقبلة. وتكشف المداولات الجارية أن تعديلاً طرأ على «تقدير الموقف» الذي ساد في الأسابيع الأولى من الحرب، والذي كان يجنح الى الاعتقاد بأن الحرب أثبتت أن محور المقاومة مجرّد ظاهرة صوتية، وأن قواه الأساسية - ولا سيما حزب الله - في حال ارتداع. ويبدو أن أصحاب هذا الرأي عدّلوا في نظرتهم مع استمرار المواجهات بين حزب الله وجيش الاحتلال على الحدود مع لبنان وتعاظمها، وتواصل هجمات قوى المقاومة في سوريا والعراق ضد القواعد الأميركية. فيما أخطر ما يخشاه العسكريون في فرنسا، كما نظراؤهم في الغرب، هو الدخول القوي لـ«أنصار الله»في اليمن على خط المعركة، وتصعيد حركتهم من قصف مواقع في إسرائيل الى استهداف سفن إسرائيلية، ثم إعلان الاستعداد لاستهداف أيّ سفن تتجه الى مرافئ كيان الاحتلال. هذه التطورات غيّرت في موقف الفرنسيين، وعادوا للنظر الى قوى محور المقاومة على أنها تشكل التهديد الاستراتيجي في هذه اللحظة. وفي سياق هذا التوجه، بادر الفرنسيون الى خطوة عملانية أولى في دعم إسرائيل، تمثّلت في إعلان البحرية الفرنسية اعتراض الفرقاطة المتعدّدة المهام «لانغدوك» العاملة في البحر الأحمر، «مسيّرتَين أُطلقتا من اليمن وتدميرهما» ليل السبت الأحد.

نصّ الدعوة الفرنسية إلى اجتماع «مواجهة حماس»

«اجتماع لمواجهة حماس، 13 كانون الأول 2023 ـ باريس»، هو عنوان الوثيقة السرية الصادرة عن وزارة الخارجية الفرنسية، والتي تنشر «الأخبار» ترجمة غير رسمية لمضمونها، وفيه:

«1 ـ إن الهجمات الإرهابية لحماس في 7 تشرين الأول 2023 افتتحت عهداً جديداً من عدم الاستقرار المحلي والإقليمي كبّد إسرائيل خسائر مدنية كبيرة ورهائن كثيرين من بلدان عدة لا يزالون محتجزين لدى حماس. تأسف بلداننا أيضاً لكل الضحايا. حماس تهديد مباشر لإسرائيل واستقرار الشرق الأوسط. هي لا تمثّل الشعب الفلسطيني وتشكّل تهديداً أمنياً طويل الأمد، وتتسبّب بأخطار وتدهور غير مسبوق. لذا من مصلحة المجتمع الدولي الحدّ من قدرة حماس على الضرر، وفي الوقت نفسه من الضروري دعم السلطة الوطنية الفلسطينية في سبيل هذا الهدف. لا بدّ من إعادة إطلاق طرق ديبلوماسية وسياسية ذات صدقيّة تؤدي الى الحل بدولتين (فلسطين وإسرائيل) تعيشان جنباً الى جنب في سلام وأمان.

مع الأخذ في الحسبان هذا السيناريو الموسّع، تقترح فرنسا لقاءً شخصياً لمناقشة سبل اتخاذ خطوات ملموسة ومنسّقة ضد حماس، وفي الوقت نفسه لتقوية تعاوننا من أجل هذا الهدف.

2 ـ هذا اللقاء سيعقد في 13 كانون الأول في باريس، وسيكون مفتوحاً لعدد محدود من الشركاء الأساسيين: إيطاليا، ألمانيا، إسبانيا، هولندا، السويد، بلجيكا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، كندا، أستراليا، نيوزيلندا، اليابان، كينيا، نيجيريا، جمهورية كوريا، جمهورية الكونغو الديموقراطية، الهند، المكسيك، كولومبيا، الأوروغواي، سويسرا، سنغافورة، وأيضاً إسرائيل والاتحاد الأوروبي. كما أننا سنبقي الشركاء العرب الرئيسيين وتركيا على علم بالجهود التي سنتخذها في هذا الإطار بتكتّم شديد وسرّية.

3 ـ الهدف من هذا اللقاء سيكون درس الآلية الموجودة لمحاربة حماس ودرس تدابير جديدة يمكن اتخاذها عبر مناقشات سريّة، توصلاً الى النتائج المتوخاة وحلول عملانية. ستهدف المناقشات الى الحدّ من تمويل حماس وتشديد العقوبات، كما محاربة وسائل التواصل والدعاية لديها».

انقلوا نهر الليطاني إلى الحدود!

خلال زيارته للبنان، حمل مدير الاستخبارات الخارجية الفرنسية برنار إيمييه سلسلة أفكار للبحث، الى جانب طلبه الأساسيّ تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون. ورغم أن إيمييه يتصرّف كعارف متخصّص في الملف اللبناني، إلا أنه يهتمّ أساساً بانعكاسات الحرب على غزة على حساب بقيّة ملفات المنطقة، ومنها لبنان. وتنخرط باريس الى جانب معظم الدول الغربية في معركة «التطبيق الجدّي والحرفي» للقرار 1701 في سياق توفير كل عناصر الدعم التي تريدها إسرائيل. وفي هذا السياق، أثار إيمييه مسألة إقناع حزب الله بسحب قواته الى شمال نهر اللبطاني التزاماً بالقرار 1701، وتحدث عن الأمر بطريقة مثيرة للسخرية، إذ إنه الى جانب السلوك الفوقي الذي تتّسم به الحركة الفرنسية في لبنان، فهو يعتقد أن إسرائيل قد ربحت الحرب على المقاومة في فلسطين، وأن من مصلحة لبنان تجنّب الغضب الإسرائيلي والمبادرة إلى خطوات عملانية تبدأ بوقف حزب الله لعملياته على طول الحدود، وتنتهي بالتطبيق الحرفي للقرار 1701. وبينما لم يؤكد أحد ما تردّد عن تهديد فرنسا بسحب قواتها العاملة ضمن قوات الطوارئ الدولية في الجنوب (اليونيفل)، إلا أن اللغة التي تحدث بها إيمييه عن انسحاب مقاتلي المقاومة استدعت رداً ساخراً من أحدهم، وهو كلام قيل على مسامع الفرنسيين وغيرهم وفيه: لماذا لا تأتون بشركة عالمية كبيرة، وتعملون على نقل مجرى نهر الليطاني من مكانه الحالي الى محاذاة الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وعندها يكون طلبكم بسحب عناصر المقاومة الى شمال النهر قد تحقق!؟ ....ربما فهم الفرنسيون وغيرهم مقاصد الكلام، لكن تلفت أوساط على صلة بالمقاومة الى أن الغرب لم يتعلّم من كل التجارب السابقة، ولا يزال يراهن على مجموعات لبنانية يعتقد أنها قادرة على قلب المشهد الداخلي. وما دامت فرنسا تتصرّف على هذا النحو، وتظهر انحيازاً أكبر الى جانب العدوّ، عليها توقّع أن يضيق هامش المناورة أمامها في الساحة اللبنانية.

إسرائيل تستخدم ضد قطاع غزة أحدث ما في ترسانتها وترسانة حلفائها من أسلحة حديثة ومتطورة..

حرب بالذكاء الاصطناعي.. و«الخوارزمية» مصنع «اغتيالات جماعية»..

الراي.. في 22 أكتوبر الماضي، نشر الجيش الإسرائيلي لقطات فيديو لوحدة «ماجلان» وهي تستخدم قذيفة هاون جديدة عالية الدقة، أطلقت عليها «اللدغة الحديدية» (Iron Sting)، في قصفها للمدنيين داخل قطاع غزة. هذه القذائف أعلنت عنها شركة «أنظمة إلبيط» (Elbit Systems) الإسرائيلية منذ مارس عام 2021، لكنها استُخدمت للمرة الأولى في الحرب الحالية، وفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت». تستخدم فرق المشاة، قذائف الهاون عادة في مناطق القتال، كما تستخدمها «كتائب القسام» نفسها ضد جنود الاحتلال، لكن دقة قذائف الهاون العادية تظل منخفضة إلى حدٍّ ما، ما يتطلب استخدام أعداد كبيرة منها، وهنا تأتي قيمة هذه القذائف المتطورة التي تذكر الشركة أنها صُممت للاشتباك مع «أهداف ثابتة بدرجة عالية من الدقة، باستخدام التوجيه بالليزر أو بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)». تلك القذيفة المتطورة هي فقط أحد الأسلحة الجديدة التي تستخدمها إسرائيل في حربها الطاحنة على غزة الآن، ولكنها ليست السلاح الجديد الوحيد الذي تجربه في الحرب الحالية، والواقع أن إسرائيل طالما لجأت إلى تجريب الأسلحة الجديدة في حروبها على الأبرياء العُزّل في غزة وغيرها.

طائرات بالذكاء الاصطناعي

وأشار تقرير في صحيفة «بوليتيكو»، إلى أنه بعد ساعات من هجوم «طوفان الأقصى»، في السابع من أكتوبر الماضي، سارع جيش الاحتلال إلى مراسلة «سكايديو» (Skydio)، وهي شركة تقنية أميركية تعمل في إنتاج المسيرات، وطلب منها توريد طائرات استطلاع قصيرة المدى تعتمد في تحركها على الذكاء الاصطناعي من دون الحاجة إلى توجيه بشري، وتُستخدم في إجراء مسح ثلاثي الأبعاد للهياكل الهندسية المعقدة مثل المباني بمختلف أنواعها. في غضون الأسابيع الثلاثة بعد «طوفان الأقصى»، أرسلت الشركة الأميركية أكثر من 100 مسيرة جديدة إلى تل أبيب، مع وعد بإرسال المزيد في المستقبل، وفقاً لمارك فالنتين، المدير التنفيذي المسؤول عن التعاقدات الحكومية في الشركة. بيد أن «سكايديو» لم تكن الشركة الأميركية الوحيدة التي تتلقى طلبات من الجيش الإسرائيلي، لإرسال هذا النوع من الطائرات. ووفقاً للصحيفة الأميركية، فإن حرب غزة خلقت طلباً على تلك التقنيات العسكرية المتطورة، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتوفرها شركات تقنية صغيرة الحجم نسيباً. كل ذلك يأتي في الحين الذي يستخدم فيه جيش الاحتلال بالفعل طائرات ذاتية القيادة من شركة «شيلد إيه آي» (ShieldAI) الأميركية، وهي طائرات «نوفا 2» (Nova2)، لكن هذا النوع من المسيرات يُستخدم داخل المباني فقط، إذ يعتمد على تخطيط المسارات وخوارزميات الرؤية الحاسوبية للتحرك ذاتياً داخل المباني من دون الحاجة إلى نظام «جي بي إس» (GPS) أو للتوجيه البشري. وأشارت تقارير أخرى إلى أن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة شراء 200 مسيّرة انتحارية من طراز «سويتش بليد 600» (Switchblade 600)، وهي طائرات تمتلك كاميرا متطورة ويمكنها حمل كمية من المواد المتفجرة، ولديها القدرة على استقبال المعلومات من الطائرات من دون طيار القريبة منها. وتُستخدم «سويتش بيلد 600» في الأساس لمهاجمة الأهداف القريبة، ويصل مدى هذا النموذج إلى 40 كيلومتراً، وقدرة على الطيران لمدة 40 دقيقة، وهي الطائرات نفسها التي كان قد وفّرها الجيش الأميركي لأوكرانيا العام الماضي في حربها ضد روسيا.

قصف بالخوارزميات

لا يقتصر استخدام الجيش الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي على المسيرات الحديثة فحسب، بل يستفيد منه في تحديد الأهداف على الأرض عند القصف. بعد الحرب على غزة في مايو عام 2021، ذكر المسؤولون أن إسرائيل خاضت «حربها الأولى في مجال الذكاء الاصطناعي»، لكن الحرب الحالية أتاحت الفرصة لجيشها لاستخدام هذه التقنيات في مسرح عمليات أوسع كثيراً من المرة السابقة، خصوصاً في ما يتعلق بمنصة تحديد الأهداف بالذكاء الاصطناعي المعروفة باسم «جوسبل» (The Gospel). يستخدم جيش الاحتلال «جوسبل» في تقدير عدد الضحايا المدنيين في القصف، واقتراح الأهداف الأكثر صلة بالهجوم داخل محيط معين، وحساب كمية الذخيرة اللازمة. وتُعَدُّ هذه الخوارزميات إحدى أكثر طرق القصف تدميراً وفتكاً في القرن الحادي والعشرين، بحسب تقرير صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية. ونقلت الصحيفة عن وسائل إعلام إسرائيلية أن استخدام هذه الحلول التقنية يفسر كيف تمكن الجيش الإسرائيلي من قصف قطاع غزة بهذه الوتيرة المحمومة. وبحسب أرقام جيش الاحتلال، قُصِف 15 ألف موقع خلال الـ35 يوماً الأولى من الحرب، واعترف بأن خوارزمية «جوسبل» سمحت له تلقائياً بتحديد الأهداف بوتيرة سريعة. كما ذكرت أن الجيش أعلن أن خوارزمية «جوسبل» تسجل 100 هدف يومياً للقصف، في حين كان الاحتلال يضع 50 هدفاً سنوياً في غزة لقصفهم. ووصف ضباط سابقون بالجيش الخوارزمية بأنها «مصنع اغتيالات جماعية». ويعتمد نظام «جوسبل» على معلومات وصور من الطائرات المسيّرة والمعلومات القادمة من اعتراض الاتصالات، كما يستخدم بيانات أبراج المراقبة لرصد تحركات الأفراد المستهدفين، ثم يعطي إرشادات لأهداف يجب مهاجمتها، مع بيان حول عدد الأشخاص المحتمل قتلهم في القصف. في منتصف يونيو الماضي، أوضح مسؤول إسرائيلي لوكالة «بلومبيرغ» الأميركية أنه يجري استخدام نموذجين لبناء مجموعة بيانات تعتمد على خوارزميات في شأن الأهداف المحددة، بهدف حساب كمية الذخيرة المحتملة وتحديد أولويات وتعيين آلاف الأهداف للطائرات، واقتراح جدول زمني للغارات. وبحسب المسؤول، فإن تلك الأنظمة تخضع لمُشغِّل بشري يتولى فحص الأهداف وخطط الغارات الجوية والموافقة عليها، ومن اللافت أن البرنامج لا يأخذ القرار بنفسه، بل يتركه لقائد الوحدة الذي يضغط زر التدمير بعد أن تصله قائمة الأهداف.

أسلحة جديدة للتدمير

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أيضاً، أن أسلحة جديدة عدة، تخص سلاح المشاة تحديداً، تُختبر في الاجتياح البري لغزة... وكجزء من دعم الإدارة الأميركية المستمر لإسرائيل، أرسلت البنتاغون صاروخين جديدين من المحمولة على الكتف وهما «ليو» (Leo) و«إم جي إم -1 ماتادور» (MGM-1 Matador). وستدخل الصواريخ الجديدة ضمن الترسانة الحالية لكتائب المشاة المشاركة في الغزو البري، وهي أكبر بنسبة 50 في المئة من الصواريخ المتاحة حالياً لدى جيش الاحتلال، وتملك نطاقاً أوسع للتدمير. وأشارت الصحيفة إلى أن قوات المشاة بدأت في استخدام النسخة الأحدث من المدفع الرشاش «آي دبليو آي نقب 7» (IWI Negev 7)، وهو سلاح من إنتاج شركة صناعات السلاح الإسرائيلية (آي دبليو آي)، ويستخدم رصاصة بقُطر 7.62 ملم مما يمنحه قوة أكبر في اختراق الجدران. وذكرت أيضاً استخدام الجيش تقنيات جديدة للرؤية الليلية للمرة الأولى في الحرب عبر استخدام جهاز الرؤية الليلية الجديد (IDO)، وهو جهاز يقدم صورة ثلاثية الأبعاد ويسهل استخدامه لفترات زمنية طويلة. يمكن تثبيت الجهاز بسهولة على الجزء الأمامي من الخوذة، ويساعد على الرؤية الليلية بعين واحدة أو بكلتا العينين. عام 2019، بدأ الجيش الإسرائيلي، باستخدام منظار ذكي على الأسلحة أطلق عليه اسم «الخنجر» (Dagger)، وخلال الحرب الحالية بدأ استخدام الجيل الثالث من هذا المنظار للمرة الأولى، ومن المفترض أنه يملك نظاماً متطوراً يستخدم أجهزة استشعار كهروضوئية ويعالج الصور بالذكاء الاصطناعي لتتبع الأهداف بدقة. كما استخدم الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى حاملة الجند «إيتان» للعمل بصحبة المدرعات مثل «نمر». وإيتان هي مركبة قتال مدرعة تعتمد على التقنيات المستخدمة في سلسلة دبابات «ميركافا» ومركبات المشاة القتالية المدرعة «نمر»، وهي نسخة مطورة حديثاً. تملك «إيتان 8» عجلات، وهي أخف بكثير من «نمر»، وأرخص منها في التكلفة بفارق كبير، وربما استُخدمت بسبب التكلفة المرتفعة لاستخدام «نمر» ونجاح قوات المقاومة في تدميرها بمعدلات مرتفعة غير مسبوقة أثناء الغزو البري، ما ضغط على تكلفة الحرب في غزة بالنسبة لإسرائيل. تحاول إسرائيل إخراج كل ما بجعبتها في هذه المواجهة، وتستخدم أحدث ما في ترسانتها وترسانة حلفائها من أسلحة حديثة ومتطورة. لكن ورغم ذلك، فإن جيشها لم يتمكن حتى الآن من إنجاز أي أهداف حقيقية تُذكر.

«الصحة الفلسطينية»: ارتفاع حصيلة قتلى الحرب على غزة إلى 17997

مقتل 22 شخصاً في قصف إسرائيلي على مخيم المغازي وسط غزة

الشرق الاوسط..قال التلفزيون الفلسطيني، إن 22 شخصاً قتلوا في قصف إسرائيلي على مخيم المغازي وسط غزة. وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أشرف القدرة، مساء اليوم ارتفاع حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 17997، فضلاً عن 49229 إصابة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال القدرة في إفادة صحافية يومية، إن الجيش الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الماضية «21 مجزرة مروعة وأباد عوائل بكاملها»، بما في ذلك قصف مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع، مما أدى إلى مقتل مريضتين وإصابة العشرات داخل المستشفى.

بلينكن: تجب حماية المدنيين الفلسطينيين وأن يعقب القتالَ سلام دائم

واشنطن: «الشرق الأوسط».. قالت وكالة «رويترز»، نقلاً عن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم الأحد، إنه من الضروري أن تحمي العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة المدنيين الفلسطينيين، مضيفاً أن القتال يجب أن يعقبه سلام دائم يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.

«الصحة العالمية» تعتمد قراراً يدعو لإرسال مساعدات فورية لغزة

جنيف: «الشرق الأوسط».. اعتمد المجلس التنفيذي لـ«منظمة الصحة العالمية»، الأحد، بالإجماع قراراً يدعو لإرسال مساعدات فورية إلى غزة؛ لمواجهة الوضع الصحي المتدهور في القطاع الفلسطيني. وبعدما فشل «مجلس الأمن الدولي» في الدعوة لوقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس»، بعد استخدام الولايات المتحدة حقّ النقض، تبنّت الدول الـ34 الأعضاء في المجلس التنفيذي للمنظمة، بالإجماع قراراً يدعو إلى «مرور فوري ودون عوائق للمساعدات الإنسانية» إلى قطاع غزة. وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم، إنه سيكون مِن شبه المستحيل تحسين الوضع الصحي «الكارثي» في غزة، حتى بعد إقرار مقترح عاجل للمنظمة بإدخال مزيد من الإمدادات والأطقم الطبية. وأضاف، في تصريحات أمام المجلس التنفيذي للمنظمة المكوَّن من 34 عضواً في جنيف، أن الاحتياجات الطبية في غزة ازدادت وتفاقم خطر الأمراض، بينما تقلَّص النظام الصحي إلى الثلث، مقارنة بما كان عليه قبل الصراع. ولفت غيبريسوس إلى أنه سيكون من الصعب تلبية طلبات المجلس التنفيذي، في ظل الوضع الأمني على الأرض، وأضاف أنه يأسف بشدة؛ لأن «مجلس الأمن»، التابع للأمم المتحدة، لم يتمكن من الاتفاق على قرار بوقف إطلاق النار بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو». وتابع: «إعادة تزويد المرافق الصحية بالإمدادات أصبح صعباً جداً ومهدَّداً بشدة بسبب الوضع الأمني على الأرض، وعدم كفاية إعادة الإمداد من خارج غزة».

لافروف: هجمات «حماس» لا تبرر معاقبة إسرائيل للفلسطينيين

نتنياهو يعرب عن استيائه

موسكو: «الشرق الأوسط»... قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم (الأحد)، إنه من غير المقبول أن تستخدم إسرائيل الهجوم الذي شنته «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، مبرراً لعقاب جماعي للشعب الفلسطيني، ودعا إلى مراقبة دولية على الأرض في غزة. ودخلت دبابات إسرائيلية صوب وسط خان يونس اليوم (الأحد)، في توغل جديد كبير بقلب المدينة الرئيسية بجنوب قطاع غزة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. ومن جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن «استيائه» من تصويت موسكو لصالح قرار في مجلس الأمن الدولي، وفق ما أعلن مكتبه. وقال نتنياهو في بيان، إنه تحدث إلى بوتين اليوم، و«أعرب عن استيائه من المواقف التي أعرب عنها الممثلون الروس ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، وغيرها من المحافل». واستخدمت الولايات المتحدة الجمعة، حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار. وألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً باللوم في الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية على فشل الدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط لسنوات، بينما يهدف إلى جعل روسيا لاعباً مهماً له علاقات مع جميع الأطراف الفاعلة الرئيسية في المنطقة.

فرنسا تُسقِط مسيّرتين في البحر الأحمر.. «حزب الله العراق»: قوات الأمن شريكة في جرائم الأميركيين

الجريدة....بعد ساعات من توعد جماعة «أنصار الله» الحوثية التي تسيطر على مساحات واسعة من اليمن، بمنع مرور السفن المتوجهة الى الموانئ الإسرائيلية عبر البحر الأحمر «من أي جنسية كانت»، ما لم يتم إدخال الأغذية والأدوية إلى غزة، أسقطت فرقاطة فرنسيّة مُسيّرتَين في البحر الأحمر كانتا متجهتين نحوها انطلاقاً من سواحل اليمن، حسبما أعلنت هيئة أركان الجيوش الفرنسية. وقالت الهيئة أمس، في بيان، إن الفرقاطة المتعددة المهمات «لانغدوك» العاملة في البحر الأحمر «اعترضت هذين التهديدين المحددين ودمرتهما» ليل السبت ـ الأحد على بُعد 110 كيلومترات من الساحل اليمني قرب مدينة الحديدة. وهدد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي بأنه «إذا لم يهتم العالم بهذا الأمر، لأنه مشكلة دولية، فسنتحرك لوضع حد لهذا الحصار البحري». وكانت تقارير أميركية وعبرية تحدثت عن مساع لتشكيل تحالف بحري دولي لحماية السفن في البحر الأحمر. وسبق أن أعلنت واشنطن أنّ مدمّرة أميركيّة أسقطت ثلاث طائرات مسيّرة خلال تقديمها الأحد قبل الفائت الدعم لسفن تجاريّة في البحر الأحمر استهدفتها هجمات من اليمن، مندّدةً بـ «تهديد مباشر» للأمن البحري ومتهمة إيران بتزويد الحوثيين بالمسيرات لتنفيذ هجماتهم. يأتي ذلك، في حين استعرضت وسائل إعلام رسمية إيرانية أمس، أنّ مسيّرات قتالية بعيدة المدى من طراز «كرار» مزودة بصواريخ جوــ جو أدخلت حديثاً إلى الخدمة. وقال القائد العام لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية اللواء عبدالرحيم موسوي، إنه «على الأعداء مراجعة استراتيجياتهم في القتال الجوي خصوصاً في مجال الطائرات المسيّرة، وستكون لقوة الدفاع الجوي اليوم اليد العليا في المعارك الجوية في هذا المجال». ويثير تطوير الترسانة العسكرية الإيرانية قلق بلدان عديدة، خصوصاً الولايات المتحدة وإسرائيل العدوين اللدودين للجمهورية الإسلامية. وتتهم كل من واشنطن وتل أبيب، طهران بتوفير مسيّرات لحلفائها في الشرق الأوسط، ولاسيما حزب الله اللبناني، والمتمردين الحوثيين في اليمن. كذلك اتُّهِمت الجمهورية الإسلامية بتزويد روسيا بطائرات بدون طيار لتنفيذ هجمات في أوكرانيا، واعترفت طهران بذلك. وأكدت أن عمليات التسليم هذه تمت قبل الهجوم على أوكرانيا، إلا أن ذلك لم يجنبها حزمة من العقوبات الغربية. وفي العراق أعلن مسؤول أمني من جماعة «كتائب حزب الله ــ العراق»، أن الجماعة توعدت بشن المزيد من الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة، وذكرت أن الهجمات التي استهدفت المصالح الأميركية الجمعة كانت مجرد بداية لقواعد جديدة للاشتباك. وقالت الجماعة، إن السفارة تمثل قاعدة عمليات متقدمة للتخطيط للعمليات العسكرية، بعد أن تبنى مسؤولية الهجمات تحالف «المقاومة الإسلامية في العراق» الذي تعد «كتائب حزب الله» إلى جانب «حركة النجباء» عموده الفقري. ونددت الولايات المتحدة ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالهجوم، وقالا إنه عمل إرهابي ضد بعثة دبلوماسية. وقال أبوعلي العسكري، المسؤول الأمني ​​للجماعة، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، إن من وصفوها بأنها بعثة دبلوماسية يتخذون «الانبطاح وسيلة للحفاظ على مناصبهم... ومنافعهم». وقال مكتب السوداني، إن رئيس الوزراء أمر قوات الأمن بالتحقيق في الهجوم على السفارة، وقرر «تبديل الفوج» المسؤول عن الأمن في المنطقة الخضراء شديدة التحصين ببغداد حيث وقعت الهجمات. وفي تحدّ واضح للسوداني، قالت كتائب حزب الله: «تعاون بعض المنتسبين للأجهزة الأمنية مع المحتل الأميركي... يجعلهم شركاء في جرائمه»...

نتنياهو يدعو مقاتلي «حماس» إلى الاستسلام

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مقاتلي حركة «حماس»، إلى إلقاء السلاح. وفي رسالة عبر الفيديو نُشِرَت مساء اليوم (الأحد)، قال إن «عشرات من إرهابيي حماس سلموا أنفسهم لقواتنا في الأيام الأخيرة»، غير أنه صرح في الوقت نفسه بأن الحرب ستستمر «لكن هذه هي بداية نهاية (حماس)». وأضاف نتنياهو: «ولإرهابيي حماس أقول: انتهى الأمر. لا تموتوا من أجل (قائد حركة حماس في قطاع غزة) يحيى السنوار. سلموا أنفسكم الآن». كان الجيش الإسرائيلي نشر في الأيام الأخيرة مقاطع فيديو من شمال قطاع غزة يظهر فيها رجال فلسطينيون مقبوض عليهم وقد تم تجريدهم من ملابسهم سوى السراويل الداخلية، وقال الجيش إن هؤلاء رجال محسوبون على «حماس» وسلموا أنفسهم للجنود الإسرائيليين، غير أنه تعذر التحقق من هويات هؤلاء الرجال من جهة مستقلة وعدد حالات الاستسلام المزعومة. من جانبها، كتبت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية استناداً إلى ممثلين لأجهزة أمنية لم تفصح عنهم أن نسبة من ينتمون إلى «حماس» أو لهم علاقة بها تتراوح بين 10 و15 في المائة من بين مئات الفلسطينيين الذين تم إلقاء القبض عليهم حتى الآن، ونقلت الصحيفة عن هذه المصادر القول إنه لا يمكن الحديث في الوقت الحالي عن عملية استسلام جماعي. إلى ذلك، قالت مؤسستان فلسطينيتان، اليوم، إن إسرائيل اعتقلت منذ الاجتياح البري لقطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 142 من النساء والفتيات. وذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونادي الأسير، في بيان مشترك، أن من بين المعتقلات «طفلات رضيعات، ونساء مسنات». وأضافت المؤسستان أنه «وفقاً للمعطيات المتوفرة، فإن الأسيرات محتجزات في عدة سجون، منها (الدامون) و(هشارون)». ولم يصدر تعقيب من الجهات الإسرائيلية المعنية على اعتقالات النساء من غزة. وقالت المؤسستان في البيان المشترك: «إدارة سجون الاحتلال أعلنت في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عن وجود 260 معتقلاً/معتقلة من غزة صنفتهم مقاتلين غير شرعيين». وأشار البيان إلى تصريحات لوزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير حول المعتقلين الفلسطينيين، خصوصاً من قطاع غزة. وجاء في البيان أن بن غفير «تقدم بطلب إلى مسؤولة إدارة السجون يتضمن نقل معتقلين من غزة إلى قسم الزنازين (ركفيت) المقام تحت سجن (نيتسان الرملة)، الذي يعد من أسوأ السجون وأقدمها».

تباينات إسرائيلية حول سيناريوهات نهاية الحرب

البعض يتحدث عن أن تدمير «حماس» سيستغرق سنة كاملة

الشرق الاوسط...تل أبيب: نظير مجلي.. بغض النظر عن التصريحات الإسرائيلية الرسمية من القادة العسكريين والسياسيين التي يزعمون فيها أن حركة «حماس» تبدي علامات انكسار أمام الهجوم الإسرائيلي الشرس، وأن القيادة العليا للحركة تفقد سيطرتها على القيادات الميدانية، تشير تقديراتهم إلى أنهم يحتاجون إلى شهور طويلة، وهناك من يقول أكثر من سنة حتى تتحقق أهداف الحرب، وهي «إبادة (حماس)، وإعادة الأسرى، وتنفيذ إجراءات تجعل قطاع غزة منطقة آمنة لا مجال لإطلاق صواريخ منها تهدد سكان الجنوب». لكن الجمهور الإسرائيلي، ومعه وسائل الإعلام والخبراء، غير مقتنعين بأن الجيش يمتلك رصيداً يكفيه للبقاء سنة كاملة وأكثر في قطاع غزة، ويقولون إنه يدخل الشهر الثالث للحرب، ولا يحرز إنجازات ملموسة تدل بشكل فعلي على قرب انكسار «حماس»؛ فهو دمر كل المباني في الجزء الشمالي من قطاع غزة، واحتل المنطقة كلها تقريباً، لكن ما زالت عناصر «حماس» تفاجئ الجيش الإسرائيلي بعمليات نوعية تدمر آليات وتقتل جنوداً، بل يطلقون قذائف وبعض الصواريخ من هذه المنطقة بشكل خاص. والجيش نفسه يتحدث عن «معارك ضارية» يخوضها مع العدو.

حجب أشرطة «حماس»

وعلى الرغم من أن معظم وسائل الإعلام العبرية ما زالت تحجب عن الجمهور أي بيان أو شريط تسجيل من «حماس»، فإن قليلاً من الإسرائيليين يصدقون روايات الناطق بلسان الجيش، دانيل هغاري، حول ما يدور في قطاع غزة. وهو يعرف ذلك. فمع أن استطلاعات الرأي تشير إلى انه يحظى بثقة 86 في المائة من الجمهور، فإنه لا يحظى بثقة 50 في المائة من الصحافيين، وهم يعبّرون عن هذا في الصحف، ويقولونه في وسائل الإعلام الأخرى. والشعور هو أن إسرائيل عادت إلى الوراء 50 عاماً من ناحية فرض الرقابة العسكرية. فعلى الرغم من أن هذا الإعلام يمارس رقابة ذاتية شديدة من بداية الحرب، ويمتنع عن نشر بيانات «حماس» وأشرطتها المسجلة، فإنه يسود شعور بأن الرقابة وقادة الجيش يريدون لمن يتلقون الأخبار أن يكونوا مثل الإمعة تماماً. وأقدم الناطق هغاري على خطوات لاسترداد الثقة، فنظم جولات للصحافيين كل واحد على حدة في غزة. وأتاح لكل صحافي أن يتحدث مع من يريد. واستجاب هغاري لطلبهم حول إعطاء صورة أكثر دقة عن نتائج المعارك. وعدم الاكتفاء بالقول إن قواته تقترب من السنوار، وإن «حماس» تقترب من الانكسار. وأجروا مفاوضات معه في الأيام الأخيرة حول عدد القتلى والمصابين. وأصر على أن عدد القتلى في معارك غزة وحدها بلغ 100 (إضافة إلى 320 في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لكنهم أبلغوه بأن لديهم معلومات من المستشفيات بأن عدد الجرحى يفوق أضعاف ما ينشره هو، واتفقوا في النهاية على أن العدد يصل إلى 5 آلاف جريح، بعد أن كان قد وافق على ما نشرته صحيفة «هآرتس»، يوم الثلاثاء الماضي، من أن العدد هو 1000، وكان الرقم في حينه صادماً.

جنود الاحتياط

والمعروف أن الجيش بدا يحرر مجموعات كبيرة من جنود الاحتياط الذين جندهم في بداية الحرب (360 ألف جندي جرى توجيه 130 ألفاً منهم نحو الحدود الشمالية والبقية قرب غزة)، وقد بلغ مجموع من دخلوا منهم وخرجوا من وإلى غزة، نحو 100 ألف جندي، خلال الحرب، يوجد في حكم المؤكد 5 آلاف جريح. ويتضح أن الجراح متنوعة وشديدة، فهناك إصابات في الكلى والطحال والكبد وطبعاً في الرأس. وهناك عدد كبير من الإصابات في العيون. والمستشفيات تقيم أقساماً سرية، وتبلغ نسبة المعوقين الدائمين منهم 15 في المائة على الأقل، وهؤلاء هم المصابون الذين فقدوا أطرافاً من أجسادهم. وبناءً عليه، فحتى لو كانت هناك ضربات موجعة جداً لـ«حماس» ومقاتليها، وحتى لو كان هناك انكسار في بعض مواقع «حماس»، فإن القتال الضاري يبين أن الادعاءات الإسرائيلية حول قرب انهيار «حماس» هو جزء من حرب نفسية وحملة دعائية، وليس بالضرورة يعكس الواقع. والحديث عن الحاجة إلى سنة إضافية يعني أن الجيش الإسرائيلي يتعثر، فهو جيش كبير وضخم الموارد، ولديه أحدث الأسلحة والتقنيات التكنولوجية العالية، ويحظى بكل ما يحتاج إليه من الدعم وأكثر من الجيش الأميركي، الذي ينظم حملة جوية من 200 طائرة شحن ضخمة محملة بالذخائر والعتاد، ومع ذلك يتقدم ببطء شديد أمام قوات «حماس» و«الجهاد»... وغيرها.

صورة العراة

والأشرطة التي يعرضها الجيش، وتظهر تارة شباناً أُجْبِروا على خلع قمصانهم والجلوس أرضاً وهم عراة بغرض إذلالهم، أو الشريط الذي يتباهى فيه بقتل 3 عناصر من «حماس» في عملية راجلة في أحد أزقة جباليا، أو هدم نصب تذكاري في ميدان فلسطين ورفع علم إسرائيل فيه، هي صور غير تناسبية، قد تلائم جيشاً حقق انتصاراً على فرقة من الجيش الصيني أو الروسي، وليس جيشا يعد أحد أقوى الجيوش في العالم، ويحارب تنظيماً مسلحاً مثل «حماس» من 30 ألف مسلح. ووفق المراسل العسكري لصحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية ألون بن دافيد، الذي عاد من جولة في قلب غزة بضيافة الجيش، فإنه «في الجانب العسكري سجل الجيش الإسرائيلي لنفسه غير قليل من الإنجازات، لكن الصور تثير نقاشاً يقظاً بين الخبراء، فيما إذا كانت هذه بوادر علامات انكسار في أوساط «حماس». والوضع في جنوب القطاع مختلف؛ فمع أن الجيش يعمل بقوة لوائية كبيرة في خان يونس، فإنه لم ينجح بعد في كسر 4 كتائب لـ«حماس» التي تعمل في المدينة. والتقدير هو أنه سيتطلب لأجل ذلك 3 أسابيع، وربما أكثر، بينما كان التشديد الأساسي على محاولة المس بمسؤولي «حماس» الكبار، وعلى رأسهم يحيى السنوار وشقيقه محمد، اللذان، حسب كل المؤشرات، يعملان في هذه الجبهة.

احتلال خان يونس

وإذا كان احتلال خان يونس يحتاج إلى 3 أسابيع، فإن رفح التي تبلغ أضعافها من حيث المساحة والكثافة السكانية، ودير البلح وبقية المناطق التي لم تدخلها القوات الإسرائيلية تحتاج إلى شهور، لكن القيادات السياسية تؤكد أنه لا يوجد لها كل هذا الوقت، من الناحية السياسية. ومع أن الولايات المتحدة استخدمت، يوم الجمعة، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن على مشروع قرار يدعو إلى وقف نار فوري في غزة، فإن هناك قلقاً واضحاً في إسرائيل من أنه باستثنائها صَوَّتَتْ بقية الـ13 دولة مع مشروع القرار، (وبريطانيا امتنعت). ووفق تقارير مختلفة من واشنطن فإن الإدارة الأميركية تعتزم السماح لإسرائيل بمواصلة القتال حتى نهاية السنة الميلادية، أي 3 أسابيع من اليوم قبل أن تطالبها بإعادة الانتشار. وهذا كله، من دون حل لقضية المخطوفين الإسرائيليين لدى «حماس»، الذين لا يبدو أن تحرير أي منهم غاية سهلة، وقد فشلت العملية الخاصة التي حدثت فجر الجمعة، لتحرير الجندي ساهر باروخ وانتهت بقتله. وهذا علماً بأن الجيش يؤكد أن جهوداً مشابهة ستستمر في المستقبل أيضاً، رغم الظروف المعقدة لنجاحها». بناءً على ذلك كله، فإن العمليات الحربية في قطاع غزة تعد ورطة ليس فقط لـ«حماس»، بل للجيش الإسرائيلي أيضاً.

غوتيريش: حرب غزة أصابت مجلس الأمن بـ«الشلل»

تحدث أمام «منتدى الدوحة» تحت شعار «معاً نحو بناء مستقبل مشترك»

الشرق الاوسط...الدوحة: ميرزا الخويلدي.. أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأحد، أنه لن يستسلم أمام الضغوط لإثنائه عن المضي قدماً في المطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حاملاً على مجلس الأمن الدولي الذي أخفق في التصويت على قرار بوقف الحرب، بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع إصدار قرار يلزم إسرائيل بوقف حربها على القطاع. ووصف غوتيريش في كلمة أمام «منتدى الدوحة» الـ21، الذي بدأ أعماله، الأحد، في العاصمة القطرية الدوحة، مجلس الأمن بـ«المشلول»، متعهداً بعدم الاستسلام للضغوط. وافتتح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني «منتدى الدوحة» تحت شعار: «معاً نحو بناء مستقبل مشترك»، وسيستمر مدة يومين، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، ودينيس فرنسيس رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعدد من رؤساء ووفود الدول.

عدد قياسي للقتلى

وأشار غوتيريش إلى أن عدد الضحايا المدنيين في قطاع غزة في هذه الفترة القصيرة قياسي وغير مسبوق، إضافة إلى أن منظومة الرعاية الصحية تشهد انهياراً كاملاً، وتوقع «انهيار النظام العام في وقت قريب في قطاع غزة مع انتشار الأمراض المعدية، واحتمال انتقال اللاجئين إلى مصر»، قائلاً: «إننا نواجه احتمال انهيار النظام الإنساني، وتدهور الوضع ووصوله إلى حالة كارثية مع مضامين وتبعات لا تُحمد عقباها للفلسطينيين بشكل خاص، وللأمن والسلم في المنطقة بشكل عام». وأضاف أنه طلب من مجلس الأمن العمل من أجل تلافي هذه الكارثة، والتوصل إلى اتفاق إنساني لوقف إطلاق النار، «ولكن للأسف عجز مجلس الأمن عن اتخاذ قرار بهذا الشأن. وأعدكم بأنني لن أستسلم». وأشار إلى أن «مجلس الأمن مشلول بفعل الانقسامات الجيواستراتيجية؛ ما أدى إلى عرقلة الحلول، بدءاً من أوكرانيا مروراً بميانمار ووصولًا إلى الشرق الأوسط».

الوساطة مستمرة

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال افتتاح «منتدى الدوحة»، إن الحرب والأزمة في قطاع غزة أظهرتا حجم الفجوة بين الشرق والغرب، وازدواجية المعايير في المجتمع الدولي. وقال إنه لا بدّ لنا من وقفة أمام من يريد إعادة صياغة الصراع على شكل حرب دينية، «فهذا الصراع كان وما زال قضية احتلال ومطالبة بالحق المسلوب في تقرير المصير». وأضاف أن الخطوة الأهم حالياً بالنسبة للمجتمع الدولي هي الدفع من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة. كما تحدث رئيس الوزراء القطري عن جهود بلاده في إطلاق سراح الرهائن، فقال إن قطر ملتزمة ببذل جهودها في هذه السبيل «رغم الانتقادات الموجهة إليها» في هذا الشأن. وأكد أن قطر ستواصل جهودها، وقال: «لن نستسلم في محاولة إطلاق سراح الرهائن رغم الانتقادات الغزيرة بحق قطر». وقال: «إن إسرائيل التي أسهمت في تعطيل جهود الوساطة، فشلت في تحرير الرهائن عبر العمليات الحربية».

محاسبة الولايات المتحدة

وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، خلال مشاركته في «منتدى الدوحة»، بفرض عقوبات على إسرائيل، وعدم السماح لها بالاستمرار في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وقرارات مجلس الأمن، مؤكداً أن الأمر لا يتعلق بإسرائيل وحدها، بل بكل الأطراف التي أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة قتل الفلسطينيين. وتساءل أشتية عن عدد الفلسطينيين الذين يجب أن يفقدوا أرواحهم حتى تشعر إسرائيل بأنها انتقمت لما حدث، وقال إن الإسرائيليين لن يحققوا أهدافاً سياسية، وإنما يسعون للانتقام، مشيراً إلى «أن 17 ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء قُتلوا خلال 60 يوماً في غزة، ومن ثم فإن حجم القتل غير مسبوق». وشدد أشتية على أن إسرائيل مسؤولة بصفتها قوة احتلال عن تأمين الكهرباء والماء والأغذية والأدوية لقطاع غزة، وفي الواقع فإن وزير الطاقة الإسرائيلي هو الذي قام بقطع الكهرباء والماء عن قطاع غزة، بما يشمل المستشفيات... وغيرها من المرافق الحيوية، وهذا عمل إجرامي ومحرّم وفق القوانين الدولية، ويجب وضع حد للإسرائيليين.

«إسرائيل تتحدى العالم»

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أمام «منتدى الدوحة»، إن إسرائيل تنفذ سياسة ممنهجة لإبعاد الفلسطينيين من قطاع غزة من خلال الحرب الطاحنة التي أودت بحياة آلاف المدنيين في القطاع. وأضاف أن إسرائيل «تتحدى العالم» خلال حربها المستمرة على قطاع غزة، منذ أكثر من شهرين، وخلقت قدراً من الكراهية سيطارد المنطقة. وقال أيضاً إن «إسرائيل تضرب بعُرض الحائط جميع المبادرات، وتتجاهل جميع القوانين الإنسانية»، واصفاً أعمالها في قطاع غزة بـ«البلطجة». وأكّد الصفدي: «لن تحصل إسرائيل على الأمن إلّا إذا حصل الفلسطينيون عليه، ولا يمكن تحقيق السلام إلا بإنهاء الاحتلال». ودعا لضرورة امتثال إسرائيل لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مطالباً الولايات المتحدة بالعمل على ممارسة ضغط أكبر عليها. وقال الصفدي، إن «العرب على خلاف كبير مع واشنطن لإنهاء فظائع إسرائيل».

على شفا الانهيار

وفي مداخلته، حذر فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن الوكالة تقف على شفا الانهيار في قطاع غزة، نتيجة الهجمات الإسرائيلية التي تشنها إسرائيل على القطاع المحاصر. وأكد لازاريني أن تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم خوّل للمجتمع الدولي التسامح مع الهجمات الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة. وأشار إلى الحاجة لإقرار وقف فوري لإطلاق النار لإنهاء «الجحيم على الأرض» في غزة، قائلاً: «لن نستسلم في وقف الجحيم الجاري حالياً في غزة. نحن على حافة الانهيار، وقد دُفِعْنا نحو حد التحمل الأقصى». وتحدث عن تفاقم معاناة الفلسطينيين، قائلاً إن «هناك فلسطينيين يستخدمون أحذيتهم وسائد. الناس محطمون نفسياً، ويرون انعدام المستقبل في غزة بسبب تعدد الحروب».

نتنياهو ينجح في شق عائلات أسرى «حماس» لإضعاف ضغوطهم عليه

جهات بتمويل ضخم تُبادر إلى حملات في إسرائيل والخارج

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. تمكّن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من شق الحركة الاحتجاجية التي يقيمها أرباب عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس»، وبواسطة عدد من مساعديه ومؤيديه ومموِّلين لحملاته الانتخابية، إذ أقام حركة جديدة تعمل تحت اسم «تكفا (أمل)»، تدعو الحكومة إلى الاستمرار في العمليات الحربية بقطاع غزة «حتى تحرير المخطوفين الإسرائيليين، والامتناع عن المفاوضات مع حماس». وكشف النقاب، الأحد، أن هذه الحركة أُنشئت لتخفيف الضغوط التي يمارسها منتدى عائلات المخطوفين بمظاهراتهم الضخمة ومطلبهم الحازم «بوقف الحرب والتفاوض على صفقة تبادل مع حماس، فوراً»، وتهديداتهم بإعلان الإضراب عن الطعام، والتوجه إلى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ليتبنى قضيتهم ويمثلهم في المفاوضات. وقد باتت هذه المظاهرات تُزعج نتنياهو وتُظهره أمام الرأي العام المحلي والأجنبي، قائداً غير مُبالٍ بحياة المواطنين والجنود الأسرى. ويزعج نتنياهو أن منتدى العائلات يقيم اعتصاماً أمام مقر إدارة الحرب ومظاهرات أسبوعية، مساء كل يوم سبت، يشارك فيها عشرات الألوف. ومع أن نتنياهو لا يهاجمهم، لكنه يتفوّه في المجتمعات المغلقة ضدَّهم بشكل حادّ، وعندما التقاهم، بعد مماطلة شديدة، قال لهم: «أنا احترمتكم أكثر من اللازم». وتمكَّن نتنياهو من دق أسافين بين هذه العائلات، منذ بداية الحرب، لكن أنصاره بينهم بقوا أقلية ضئيلة بلا تأثير. واليوم يتضح أن جهاتٍ مهنية، تعمل بتمويل ضخم، تمكنت من تشكيل حركة ذات وزن وحضور، تبادر إلى لقاءات وحملات في إسرائيل والخارج، لمواجهة الحملة التي يقيمها منتدى عائلات الأسرى، ويُروّجون لفكرة أن تحرير الأسرى يجري فقط بالضغط العسكري على «حماس»، ويزعمون أن الحرب التي يخوضها الجيش يجب أن تتواصل دون ضغوط، ويتهمون من يمارس هذه الضغوط بأنه يقدم خدمة مجانية للعدو. وكما جاء في وثيقتهم التأسيسية، فإنهم يعتبرون الصفقات الجزئية مع حماس تخلق وضعاً يتم فيه التمييز بين الأسرى والجنود الذين يُقتلون في الحرب، وهذا ليس خطأ فاحشاً وحسب، بل إنه ظلم للمقاتلين. يقول تسفيكا مور، والد أحد الأسرى ومحسوب على حزب «الليكود»، إن منتدى عائلات الأسرى يبثّ روحاً انهزامية بين الشعب وفي صفوف الجنود، وهذا لا يجوز. وأضاف، في مقابلة إذاعية بثّتها الهيئة الرسمية «كان»، الأحد، أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون الجيش في خطته لتحرير الأسرى بالقوة، ولا يؤمنون بالمفاوضات مع «حماس». ويقول رئيس المجلس البلدي في مستوطنة كريات أربع، القائمة على أراضي الخليل في الضفة الغربية، إلياهو ليبمان، الذي يقبع ابنه أليكيم في أَسْر «حماس»، إن «المطلوب الآن أن نؤكد لحركة حماس أننا شعب قوي وموحَّد لا يضعف أمام الإرهاب، وهذا يكون فقط بشطب فكرة المفاوضات مع حماس». في المقابل، ردّ منتدى العائلات بالقول إن «هذه الحركة تمثل أقلية ضئيلة من المنتفعين سياسياً في أحزاب متطرفة، وعدد أفراد الأسرى فيها شحيح لا يتعدى أصابع اليد الواحدة»، مضيفين أن هؤلاء «مستعدّون للتضحية حتى بأبنائهم في خدمة رئيس الوزراء، الذي يفشل في حل هذه المعضلة وينتقل من إخفاق إلى آخر، فلم يكتف بأن سياسة حكومته تسببت في خطف أولادنا، لأنها فشلت في حمايتهم، بل يواصل الإخفاق بعدم لاكتراث بهم وهم في الأَسر». ووفق بيان صادر عن المنتدى، فإن «الغالبية العظمى من العائلات، ومعها غالبية الشعب في إسرائيل، تريد من الحكومة أن تضع قضية الأسرى على رأس سُلّم الاهتمام وتوقف إطلاق النار لحين تحرر آخِر الأسرى». وكشفت صحيفة «كلكليست» الاقتصادية، الأحد، أن الحركة الجديدة تأسست بمبادرة رجل أعمال يموِّل الحملات الانتخابية لنتنياهو، لكنه يفعل ذلك في السر ويرسل الأموال عبر وزير التراث، عميحاي ألياهو، عن طريق جمعية يقودها شقيقه، وأن الشخص الذي يقود المبادرة ويجمع لها الأموال هو بريلا كرومبي، المعروف بأنه أحد أبرز جامعي الأموال لحملات نتنياهو الانتخابية، يساعده فيها رئيس جمعية «حنانو» اليمينية، شموئيل ميداد، الذي اشتهر قبل شهر عندما شارك في لقاء نتنياهو مع عائلات الأسرى، وقد راح يهاجم المتكلمين في اللقاء، وقال لنتنياهو: «سيدي رئيس الوزراء. امض في مهمتك لتحرير الرهائن بالحرب، أنا أب لابنة تخدم في الجيش وأقول لك إن مهمتك مقدسة، وأنا مستعدّ للتضحية بابنتي في سبيل أن تنتصر إسرائيل على حركة حماس النازية». وتبيّن لاحقاً أنه لا توجد ابنة مخطوفة لميداد هذا.

رفح تعج بالبشر..وببطون جائعة في العراء

غزة: «الشرق الأوسط»...تتقاطر حشود النازحين إلى مدينة رفح الحدودية، وتتكدس خيام لا يَعرف ناصبوها متى يفككونها ويعودون إلى منازلهم، وسط حرب إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة دخلت شهرها الثالث. يومياً، تسجل مدينة رفح الصغيرة، معقل النزوح الأخير الملاصق للحدود المصرية، عشرات الآلاف من حالات النزوح الجديدة، حتى وصل العدد لأكثر من 470 ألف نازح، يُضافون إلى 280 ألفاً هو عدد سكان المدينة، وفق أحدث إحصائيات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي». «لا مقومات للحياة في هذه المدينة»، عبارة ترددت على ألسن سكان ونازحين تحدّثوا إلى «وكالة أنباء العالم العربي»، لدى سؤالهم عن وصف واقع العيش في ظل قطار نزوح لا يتوقف. تقول أم محمد أبو صفية، التي نزحت من مدينة غزة إلى رفح مع ستة من أبنائها الأطفال، إنها لا تجد ما تسدُّ به جوعهم مع شُح المساعدات المقدَّمة من الوكالات الأممية وانعدام قدرتها على الشراء. وتضيف: «لم يبق إلا أن نضع الحجارة في القِدر، كما حدث في زمن عمر بن الخطاب، لنُسكت الأطفال ونُوهمهم بأن هناك طبقاً يُعدّ». وتمضي قائلة: «لا نملك مالاً لشراء أي شيء، ونعتمد على ما تُوزعه الأونروا علينا، كل يومين أو ثلاثة، للحصول على علبة واحدة من المعلّبات».

من نزوح إلى نزوح

يشكو أيضاً إياد حسونة من سوء الحال وعدم قدرة النازحين حتى على توفير خيمة تؤويهم، فحتى الخيام لا توزعها الهيئات الأممية على النازحين. هذا ثاني نزوح لحسونة، خلال الحرب، ففي المرة الأولى نزح من جباليا بشمال قطاع غزة إلى وسط القطاع، وبعدها غادر إلى رفح. يقول: «عليك أن توفر لنفسك ولعائلتك مسكناً أو خيمة أو أي شيء. للأسف لم يتمكن كثيرون من توفير هذا المسكن، وظلُّوا في العراء بانتظار مَن يمدُّ لهم يد العون». وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن مدينة رفح ربما تضطر قريباً لاستضافة نصف سكان قطاع غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، في ظل اشتداد الحرب في شمال القطاع وجنوبه. وقال توماس وايت، مدير قسم غزة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، في بيان، الأسبوع الماضي، إن أوامر الإخلاء المتتابعة التي يصدرها الجيش الإسرائيلي، من شأنها أن تضيف نصف مليون نازح آخر للمدينة. ولا يجد أهالي رفح، وفق مشاهدات «وكالة أنباء العالم العربي»، حتى ماء شرب نظيفاً، في حين تشهد الأسعار في المدينة ارتفاعاً متزايداً يفوق القدرة الشرائية للسكان، وهو ما يهدد بمجاعات يمكن أن تشهدها المدينة. ويبدو أن عودة النازحين إلى ديارهم مسألة بعيدة، إذ نقلت «هيئة البث الإسرائيلية»، اليوم الأحد، عن مسؤولين أمنيين قولهم إنه قد يُسمح لبعض النازحين بالعودة إلى منازلهم، خلال شهرين من الآن. ويُعرب الفلسطينيون، على المستويين الرسمي والشعبي، عن ال قلق من حشد مزيد من النازحين في مدينة رفح، القريبة من الحدود المصرية، خشية أن يكون هذا النزوح مخططاً إسرائيلياً لتهجير السكان نحو مصر إذا ما بدأت إسرائيل عمليات عسكرية مكثفة في رفح.



السابق

أخبار وتقارير..دولية..روسيا تشن هجوما جويا على كييف..بايدن يدعو زيلينسكي لاجتماع في البيت الأبيض غدا..موسكو: محادثات السلام بيد كييف..بريطانيا تنشئ وحدة لملاحقة الشركات التي تتهرب من العقوبات على روسيا..واشنطن تحض بكين على وقف كل السلوكيات «الخطيرة» في بحر الصين الجنوبي..شي لتعزيز العلاقات مع فيتنام بعد زيارة بايدن..في اليوم العالمي لحقوق الإنسان..الصين تشدد حملتها ضد المعارضة..أستراليا تخطط لخفض عدد المهاجرين إلى النصف وتشديد قواعد تأشيرة الطلاب..مبادرة «لاتينية» لتطويق أزمة غويانا.. وواشنطن تستبعد غزواً فنزويلياً..باكستان: تصاعد أعمال العنف في بلوشستان..مسؤولون أوروبيون يحذرون من تنامي خطر الإرهاب خلال موسم العطلات..

التالي

أخبار لبنان..جلسة تشريعية على وقع القصف..والغدر بالقائد "جاهز"..إسرائيل تشترط رقابة فرنسية أميركية على الحدود مع لبنان..غانتس أكد لبلينكن حاجة إسرائيل للتخلص من «تهديد حزب الله»..وزير إسرائيلي: حزب الله «التالي» وسنسوي لبنان بالأرض..إسرائيل تُهدّد «سندمّر القرى الحدودية اللبنانية»..و«حزب الله» يرد «إذا فعلْتم سندمّر حيفا»..البرلمان اللبناني يعطي الحكومة فرصة إضافية للتمديد لقائد الجيش..إسرائيل تستهدف القوات الدولية والجيش اللبناني بـ«رسائل نارية»..

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,573,800

عدد الزوار: 7,033,926

المتواجدون الآن: 73