أخبار سوريا..إسرائيل تقصف «بنى تحتية عسكرية» للجيش السوري في الجولان..استهدفت بمُسيّرة إسلاميين إثنين في ريف دمشق..الأسد توجه شرقاً والسويداء تكتب مطالبها باللغة الصينية..بكين ترى فرصة لدفع العلاقات إلى «مستوى جديد»..اتصال أميركي ثالث بحكمت الهجري..مخلفات الحرب في سوريا.. من يتحمل مسؤولية إزالتها؟..

تاريخ الإضافة الجمعة 22 أيلول 2023 - 4:42 ص    عدد الزيارات 407    التعليقات 0    القسم عربية

        


استهدفت بمُسيّرة إسلاميين إثنين في ريف دمشق...

إسرائيل تقصف «بنى تحتية عسكرية» للجيش السوري في الجولان

| القدس - «الراي» |... استهدفت دبابات إسرائيلية متمركزة في هضبة الجولان المحتلة، بعد ظهر أمس، «منشأتين موقتتين» يستخدمهما الجيش السوري على الجانب الآخر من خط فض الاشتباك. وأفاد الجيش في بيان، بأن «دبابات استهدفت بنى تحتية عسكرية»، أقيمت «في عين التينة، على جبل حرمون» في انتهاك لاتفاق فض الاشتباك العام 1974 بين إسرائيل وسورية. من ناحية ثانية، كشفت مصادر فلسطينية وسورية مطلعة، مساء أمس، تفاصيل عملية الاغتيال التي نفذتها طائرة استطلاع إسرائيلية في بلدة بيت جن - ريف دمشق. وأوضحت أن العملية استهدفت علي عكاشة الشهير بـ «أبوالجراح»، وزاهر السعدي «أبوالعلاء»، وهما سوريان، ينتميان لـ «الجبهة الإسلامية». وكشفت المصادر أن المستهدفين يقفان خلف عمليات إطلاق صواريخ (ما بين 2 - 4) ضد أهداف إسرائيلية قرب الحدود بين أعوام 2016 - 2019. داخلياً، ذكرت صحيفة «معاريف»، أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على سائق مركبة بزعم تنفيذه عملية دهس قرب حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة، ما أدى لإصابة مجند والمنفذ. وواصلت سلطات الاحتلال، إغلاق معبر بيت حانون (إيريز) لليوم السابع على التوالي أمام حركة الفلسطينيين والعمال المتوجهين للداخل، بذريعة الاحتجاجات عند السياج الأمني مع قطاع غزة. يأتي ذلك، فيما تفرض إسرائيل، اليوم، إغلاقاً شاملاً على الضفة مع إبقاء كل المعابر مع القطاع مغلقة، لمناسبة «يوم الغفران»، الذي يصادف الأحد والاثنين.

الجيش الإسرائيلي: قصفنا مبنيين في الجولان خرقا اتفاقية فك القوات لعام 1974

الشرق الاوسط...أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (الخميس) أنه قصف مبنيين مؤقتين في منطقة عين التينة بهضبة الجولان السورية المحتلة. وأوضح أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عبر حسابه على منصة «إكس»، أن «دبابات الجيش قصفت مبنيين مؤقتين كان يستخدمهما الجيش السوري وخرقا اتفاق فك القوات بين إسرائيل وسوريا في منطقة عين التينة». وأضاف: «يعد وضع المباني خرقا لاتفاق فك القوات بين إسرائيل وسوريا عام 1974».

الأسد توجه شرقاً والسويداء تكتب مطالبها باللغة الصينية

يوم «الزودة» أنهك الحياة المعيشية في سوريا

دمشق: «الشرق الأوسط»... باللغة الصينية كتب المحتجون في السويداء لافتاتهم في اليوم الثاني من الشهر الثاني للاحتجاجات، وذلك بعد إعلان الرئاسة السورية توجه الرئيس بشار الأسد وعقيلته إلى الصين تلبية لدعوة لحضور افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية... وكرر المحتجون مطالبتهم بالتغيير السياسي وتطبيق القرار الأممي 2254. وأظهرت مقاطع فيديو وصور بثها ناشطون، لافتات مكتوبة باللغة الصينية، تطالب بـ«الحرية لمعتقلي الرأي - نريد استعادة الدولة ومؤسساتها». وواصل المئات من أهالي مدينة السويداء وقرى المحافظة، تنفيذ وقفات احتجاجية في الساحات وذلك لليوم الـ31 على التوالي، على خلفية تدهور الأوضاع المعيشية، جراء القرارات الاقتصادية الحكومية برفع أسعار المشتقات النفطية لتغطية الفجوة في الميزانية العامة الناجمة عن زيادة رواتب العاملين في الدولة بنسبة 100 في المائة في أغسطس (آب) الماضي. في المقابل، تواصل الحكومة تجاهلها للاحتجاجات، ماضية في سياستها الاقتصادية التي ما تزال عاجزة عن كبح ارتفاع الأسعار واتساع الفجوة بين الدخل والأنفاق، وحسب تقارير إعلامية محلية، يبلغ متوسط إنفاق عائلة بالحد الأدنى شهرياً 300 دولار، (نحو أربعة ملايين ليرة سوريا) في حين أن معدل الرواتب بعد الزيادة لا يتجاوز 30 دولار أي نحو 400 ألف ليرة سوريا. وشكل يوم زيادة الرواتب 100 في المائة في 15 أغسطس الماضي منعطفا قاسيا في الحياة المعيشية. وبحسب مصدر محلي في دمشق، فإن الناس يطلقون على هذا اليوم اسم «يوم الزودة»، وهو مصطلح دمشقي قديم يستخدم يوم فيضان نهر بردى في فصل الربيع... وأيام «الزودة» معدودة وأشهرها الأيام التي تعرضت فيها الأسواق لخسائر فادحة. وتتابع المصادر: «مصطلح الزودة يحضر في الأحاديث اليومية للسوريين في أثناء تناولهم موضوع الأسعار ما قبل الزودة وما بعدها، علما بأنهم قبل ذلك كانوا يقيسون الأسعار بما قبل الأزمة في عام 2011 وبعد ذلك التاريخ». وقالت: «زيادة الرواتب كانت فيضان الأسعار الذي أنهك السوريين». وكان رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس قد أقر أمام مجلس الشعب قبل يومين بأن قيمة العجز في الميزان التجاري بين الصادرات والمستوردات منذ بداية العام الحالي، بلغت مليارا و641 مليون يورو. وبلغت قيمة الصادرات السورية 520 مليون يورو حتى شهر أغسطس نسبة زيادة قدرها 47 في المائة عن الفترة المماثلة من العام الماضي، وبلغت قيمة المستوردات السورية 2161 مليون يورو حتى 31-8-2023، بنسبة انخفاض قدرها 22 في المائة عن الفترة المماثلة من العام الماضي. ليصبح مقدار العجز في الميزان التجاري، أي الفارق بين قيمة الصادرات والمستوردات للفترة نفسها، 1.641 مليون يورو. ما يشير إلى عدم جدوى سياسات الحكومة «الترشيدية» للحد من تدهور قيمة العملة المحلية. وتتطلع الحكومة في دمشق إلى تمتين علاقتها بالصين، وتشجيع الاستثمارات الصينية في سوريا، وذكرت مصادر إعلامية في دمشق، أن جدول زيارة الرئيس بشار الأسد وعقيلته إلى الصين يتضمن نشاطات سياسية واقتصادية بهدف تعزيز العلاقات، وكتبت المستشارة الإعلامية في القصر الرئاسي لونا الشبل في حساب على «فيسبوك» منسوب لها: «سوريا - الصين طريق الحرير يمر من سوريا». ومن المتوقع أن يلتقي الأسد الرئيس الصيني شي جين بينغ، كما سيجري عدداً من اللقاءات والفعاليات في مدينتي خانجو والعاصمة بكين. ويضم الوفد المرافق للأسد وزير الخارجية فيصل المقداد، ووزير الاقتصاد محمد سامر الخليل، ووزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام، والمستشارة الخاصة بثينة شعبان، ومعاون وزير الخارجية أيمن سوسان، والمستشارة الخاصة لونه الشبل، ومدير المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين عماد مصطفى، ومعاون رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي ثريا إدلبي، وسفير سوريا لدى الصين محمد حسنين خدام. وتأتي زيارة الأسد إلى الصين ضمن توجه الأسد شرقا الذي سبق وروج له في خطابات سابقة، بعدّ «التوجه شرقاً هو أحد أهم المبادئ التي ترتكز عليها السياسة السورية» وعدّ مبادرة «الحزام والطريق» الصينية «تحولاً استراتيجياً على مستوى العلاقات الدولية في العالم».

بكين ترى فرصة لدفع العلاقات إلى «مستوى جديد»

الأسد يزور الصين في مسعى لإنهاء عزلة سورية الديبلوماسية

الراي... وصل الرئيس السوري بشار الأسد، إلى مدينة هانغجو، شرق الصين، أمس، في أول زيارة للبلاد منذ عام 2004 في خطوة جديدة لإنهاء عزلة ديبلوماسية استمرت أكثر من عقد في ظل العقوبات الغربية. ووصل الأسد على متن طائرة تابعة لشركة «إير تشاينا» وسط ضباب كثيف، ذكرت وسائل إعلام رسمية صينية أن ذلك «زاد من أجواء الغموض»، في إشارة إلى حقيقة أن الأسد نادراً ما كان يشاهد منذ بداية الحرب الأهلية التي أودت بحياة أكثر من نصف المليون شخص. ومن المقرر أن يحضر الرئيس السوري، حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية (آسياد) ضمن أكثر من 12 من كبار الشخصيات الأجنبية، قبل أن يرأس وفداً رفيع المستوى في سلسلة من الاجتماعات في مدن صينية عدة، تشمل اجتماع قمة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ. وقال مصدر من الوفد السوري، إن الأسد سيجتمع مع شي، اليوم، عشية حضور افتتاح دورة الألعاب. ومن المقرر أن يعقد الوفد السوري اجتماعات أخرى في بكين، الأحد والاثنين. ومن شأن ظهور الأسد إلى جانب الرئيس الصيني في تجمع إقليمي أن يضفي مزيداً من الشرعية لحملة بلاده الرامية إلى العودة ببطء للساحة العالمية، وقد انضمت سورية إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية عام 2022 وعادت من جديد إلى الجامعة العربية المكونة من 22 دولة في مايو. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ «نرى أن زيارة الرئيس بشار الأسد ستعمّق الثقة السياسية المتبادلة والتعاون في مجالات مختلفة بين البلدين، بما يدفع العلاقات الثنائية الى مستوى جديد». وأكدت الناطقة «تقيم الصين وسورية علاقة صداقة تقليدية عميقة» مضيفة أن سورية كانت من أولى الدول العربية التي أقامت علاقات ديبلوماسية مع بكين. وتابعت «منذ إقامة العلاقات الديبلوماسية قبل 67 عاماً، تطورت العلاقات بين الصين سورية بشكل سليم على الدوام». وأضافت أن الأسد «يولي أيضا أهمية كبيرة لتطوير العلاقات بين الصين وسورية». وشددت على أن «الرئيس شي جينبيغ ومسؤولين صينيين آخرين سيلتقونه (الأسد) لتبادل وجهات النظر بعمق على صعيد العلاقات الثنائية والمسائل ذات الاهتمام المشترك». وقال ألفريد وو، الأستاذ المشارك في كلية لي كوان يو للسياسة العامة في سنغافورة، «في ولايته الثالثة، يسعى شي جينبينغ إلى تحدي الولايات المتحدة علناً، وبالتالي لا أعتقد أن استعداده لمخالفة الأعراف الدولية واستضافة زعيم مثل الأسد شيء مفاجئ». وأضاف «سيؤدي ذلك إلى زيادة تهميش العالم للصين، لكنه لا يهتم بهذا الأمر». وزار الأسد الصين عام 2004 للقاء الرئيس الصيني آنذاك هو جينتاو. وكانت هذه أول زيارة يقوم بها رئيس سوري للصين منذ إقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين في عام 1956. وحافظت الصين، مثل روسيا وإيران الحليفتين الرئيسيتين لسورية، على تلك العلاقات حتى عندما عزلت دول أخرى الأسد بسبب حملته على التظاهرات المناهضة للحكومة التي اندلعت عام 2011. وستكون زيارة الأسد للصين التي تستغرق أياما إحدى أطول فترات غيابه عن سورية منذ اندلاع الحرب الأهلية. وتفرض الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا وكندا وسويسرا، عقوبات على الأسد، لكن الجهود المبذولة لتطبيق عقوبات متعددة الطرف على نظامه فشلت في الحصول على دعم بالإجماع في مجلس الأمن، الذي يضم الصين وروسيا. واستخدمت الصين، حق النقض (الفيتو) في ثماني مناسبات على الأقل ضد قرارات للأمم المتحدة تدين حكومة الأسد وتهدف إلى إنهاء الصراع والذي اجتذب دولاً مجاورة وقوى عالمية. وعلى عكس إيران وروسيا، لم تدعم الصين بشكل مباشر جهود النظام لاستعادة السيطرة على البلاد.

أصول نفطية

تتمتع سورية بأهمية استراتيجية بالنسبة لبكين لأنها تقع بين العراق، الذي يمد الصين بنحو عشرة في المئة من استهلاكها النفطي، وتركيا، التي تمثل نهاية ممرات اقتصادية ممتدة عبر آسيا إلى أوروبا، والأردن، الذي غالباً ما يتوسط في النزاعات في المنطقة. ورغم أن سورية تنتج كميات محدودة نسبيا من النفط، تعتبر إيراداته مهمة جداً لنظام الأسد. واستثمرت ثلاث من كبرى شركات الطاقة المملوكة للحكومة الصينية، وهي سينوبيك وسينوكيم ومؤسسة البترول الوطنية الصينية، إجمالي ثلاثة مليارات دولار في سورية خلال عامي 2008 و2009 بدعوة من بكين للاستحواذ على أصول نفط وغاز في العالم. وشملت الاستثمارات استحواذ شركة سينوبك على شركة تنجانيقا أويل الصغيرة لإنتاج النفط الثقيل مقابل ملياري دولار، وشراء سينوكيم لشركة إيميرالد إنيرجي في لندن، التي تقع أصولها في المقام الأول في سورية وكولومبيا، مقابل 900 مليون دولار تقريبا. وأوقفت شركة سينوكيم عملياتها في سورية عام 2011، وفقاً لشريكتها غالف ساندز بتروليوم. وقال مسؤولون من مؤسسة البترول الوطنية الصينية إن المؤسسة، التي كانت تشارك في إنتاج النفط في مناطق صغيرة عدة، توقفت عن الإنتاج في 2014 تقريباً بعدما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ونشرت الولايات المتحدة قوات في سورية لمحاربة تنظيم «داعش». ويشكك محللون في أن الشركات الصينية تفكر في العودة إلى سورية لاعتبارات أمنية ولتردي الوضع المالي. وقال صامويل راماني المحلل في معهد آر.يو.إس.آي البحثي في لندن «تحاول سورية الحصول على استثمارات من الصين منذ فترة طويلة... لكن السؤال الأهم هو ما إذا كانت أي مقترحات نوقشت خلال هذه الزيارة ستتحول إلى مشاريع حقيقية». وأضاف «في الوقت الحالي، الصين محبطة جداً من الغرب، وسورية تحاول تعزيز علاقاتها مع دول أخرى، لكن هل يمكن تحويل ذلك إلى شيء ملموس»؟...

الأسد يطل دولياً من الصين ويسعى لجلب استثمارات منها

• اتصال أميركي ثالث بحكمت الهجري... ودمشق تتحدث عن «حياة طبيعية» بالسويداء

الجريدة....وصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى مدينة هانغتشو في شرق الصين، أمس، في أول زيارة للبلاد منذ عام 2004، في خطوة جديدة لإنهاء عزلة دبلوماسية استمرت أكثر من عقد في ظل العقوبات الغربية. ووصل الأسد على متن طائرة تابعة لشركة إير تشاينا وسط ضباب كثيف، وقالت وسائل إعلام رسمية صينية، إن ذلك «زاد من أجواء الغموض»، في إشارة إلى حقيقة أن الزعيم السوري نادراً ما كان يشاهد منذ بداية الحرب الأهلية التي أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص. ومن المقرر أن يحضر الأسد حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية قبل أن يرأس وفداً رفيع المستوى في سلسلة من الاجتماعات بعدة مدن صينية تشمل اجتماع قمة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ. ومن شأن ظهور الأسد إلى جانب الرئيس الصيني في تجمع إقليمي أن يضفي المزيد من الشرعية لحملة بلاده الرامية إلى العودة ببطء للساحة العالمية، وقد انضمت سورية إلى مبادرة «الحزام والطريق» الصينية في 2022، وعادت من جديد إلى جامعة الدول العربية المكونة من 22 دولة في مايو. وستكون زيارة الأسد للصين التي تستغرق أياما إحدى أطول فترات غيابه عن سورية منذ اندلاع الحرب الأهلية. وتفرض الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا وكندا وسويسرا عقوبات على الأسد، لكن الجهود المبذولة لتطبيق عقوبات متعددة الأطراف على نظامه فشلت في الحصول على دعم بالإجماع في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يضم الصين وروسيا. واستخدمت الصين حق النقض (الفيتو) في ثماني مناسبات على الأقل ضد قرارات للأمم المتحدة تدين حكومة الأسد، لكن على عكس إيران وروسيا، لم تدعم الصين بشكل مباشر جهود النظام لاستعادة السيطرة على البلاد. أصول نفطية وتتمتع سورية بأهمية استراتيجية بالنسبة لبكين، لأنها تقع بين العراق، الذي يمد الصين بنحو 10 في المئة من استهلاكها النفطي، وتركيا، التي تمثل نهاية ممرات اقتصادية ممتدة عبر آسيا إلى أوروبا، والأردن. ورغم أن سورية تنتج كميات محدودة نسبيا من النفط، تعتبر الإيرادات مهمة جدا لنظام الأسد. واستثمرت ثلاث من كبرى شركات الطاقة المملوكة للحكومة الصينية، في سورية قبل الحرب لكنها اوقفت اعمالها. ويشكك محللون في أن الشركات الصينية تفكر في العودة إلى سورية لاعتبارات أمنية، ولتردي الوضع المالي في البلاد. وقال صامويل راماني المحلل في معهد آر.يو.إس.آي البحثي بلندن «تحاول سورية الحصول على استثمارات من الصين منذ فترة طويلة... لكن السؤال الأهم هو ما إذا كانت أي مقترحات نوقشت خلال هذه الزيارة ستتحول إلى مشاريع حقيقية». وأضاف «في الوقت الحالي، الصين محبطة جداً من الغرب، وسورية تحاول تعزيز علاقاتها مع دول أخرى، لكن هل يمكن تحويل ذلك إلى شيء ملموس؟». على صعيد آخر، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية الموالية للحكومة أن الحياة عادت طبيعية في السويداء، وجميع المؤسسات والدوائر الحكومية فتحت أبوابها أمام المراجعين، مع تراجع أعداد «المحتجين» إلى العشرات فقط، وسط ما وصفته الصحيفة بأنه «حالة من السخط الشعبي العام على استمرار الأمور على ما هي عليه، ومحاولة القلة القليلة من المحتجين مصادرة رأي أهالي السويداء جميعاً». وأمس الأول أعلن اتصال جرى بين النائب الجمهوري الأميركي البارز جو ويلسون بالرئيس الروحي للموحّدين الدروز في السويداء الشيخ حكمت الهجري، هو الثالث من نوعه خلال أيام بين الشيخ ومسؤولين أميركيين. وبحسب تقارير محلية، أكد ويلسون الذي يشغل منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس النواب للشيخ الهجري أن «الحزبين الجمهوري والديموقراطي يدعمان موقفه، ويتابعان عن كثب قيادته الشجاعة للحراك السلمي الجاري في السويداء». وعبّر ويلسون عن امنياته بزيارة الشيخ في منزله بالسويداء، مؤكداً أنه سيعرض ما جرى بالاتصال في خطابه المقبل أمام الكونغرس.

الأسد في الصين.. لحضور حفل رياضي والبحث عن دعم لإعادة إعمار سوريا

الحرة / وكالات – دبي.. الزيارة تشمل لقاءات وفعاليات في مدينتي هانغتشو وبكين

وصل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الخميس، إلى الصين في أول زيارة رسمية له منذ نحو عقدين إلى الدولة الحليفة، في وقت يجهد للحصول على دعم لإعادة إعمار بلاده التي دمرتها الحرب. اعتبرت الصين أن الزيارة تشكّل فرصة لدفع العلاقات بين دمشق وبكين إلى "مستوى جديد". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ "نرى بأن زيارة الرئيس بشار الأسد ستعمّق الثقة السياسية المتبادلة والتعاون في مجالات مختلفة بين البلدين، بما يدفع العلاقات الثنائية الى مستوى جديد". والصين ثالث دولة غير عربية يزورها الأسد خلال سنوات النزاع المستمر في بلاده منذ العام 2011، بعد روسيا وإيران، أبرز حلفاء النظام السوري، واللتين تقدمان له دعما اقتصاديا وعسكريا غيّر ميزان الحرب لصالحه. وتندرج هذه الزيارة في إطار عودة الأسد تدريجيا منذ أكثر من سنة إلى الساحة الدولية بعد عزلة فرضها عليه الغرب، خصوصا بسبب قمعه الحركة الاحتجاجية في بلاده التي تطورت إلى نزاع مدمر. وترافق الأسد زوجته أسماء ووفد سياسي واقتصادي. وتشمل الزيارة لقاءات وفعاليات في مدينتي هانغتشو وبكين. وذكرت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من النظام السوري أن الأسد سيحضر حفل افتتاح الألعاب الآسيوية في هانغجو في 23 من الشهر الحالي. من جهتها، أفادت وسائل إعلام صينية رسمية، الخميس، بأنّ الرئيس، شي جينبينغ، سيستضيف رئيس النظام السوري، ومسؤولين آخرين في حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية في مدينة هانغتشو. وقالت شبكة "سي سي تي في" التلفزيونية الرسمية إنّ شي "سيحضر حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة في هانغتشو يومي 22 و23 سبتمبر، وسيقيم مأدبة ترحيب وأنشطة ثنائية للقادة الأجانب الذين يزورون الصين" وكان من المفترض أن تقام دورة الألعاب الآسيوية في سبتمبر 2022، لكنّها أرجئت بسبب القيود الصارمة التي فرضتها الصين للقضاء على فيروس كورونا.

"شريك موثوق"

ودعمت الصين دمشق في المحافل الدولية ومجلس الأمن الدولي، فامتنعت مراراً عن التصويت لقرارات تدينها خلال النزاع، واستخدمت الفيتو إلى جانب روسيا لوقف هذه القرارات. ويقول المحلل السياسي السوري، أسامة دنورة، من دمشق "هذه الزيارة تمثّل كسرا لنطاق مهم من العزل الدبلوماسي والحصار السياسي المفروض على سوريا، كون الصين دولة عظمى وذات ثقل على المستوى الاقتصادي والاستراتيجي الدولي". وأضاف لوكالة فرانس برس "الصين تكسر التابوهات الغربية التي تحاول منع عدد من الدول من التعاطي مع ما تعتبره واشنطن دولا معزولة". وتفرض دول غربية عقوبات اقتصادية لطالما اعتبرتها دمشق سببا أساسيا للتدهور المستمر في اقتصادها. بالنسبة لدمشق، وفق دنورة، تُعد الصين "شريكا موثوقاً" وخصوصاً في المجال الاقتصادي وإعادة الإعمار. وعن استثمارات صينية محتملة، يقول "الصين لديها القدرة على إنجاز البنى التحتية في الإعمار في المناطق السكنية والمدنية بسرعة استثنائية". بعد 12 سنة من نزاع مدمر أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص وخلّف ملايين النازحين واللاجئين ودمّر البنى التحتية للبلاد، يسعى النظام السوري اليوم إلى الحصول على دعم الدول الحليفة لمرحلة إعادة الإعمار. وكان رئيس النظام السوري أعرب في تصريحات سابقة عن أمله في أن تستثمر مؤسسات صينية في سوريا. وترى الباحثة لينا الخطيب، مديرة معهد الشرق الأوسط في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية التابعة لجامعة لندن، أن الأسد يحاول من خلال زيارته إلى الصين إيصال رسالة حول بدء "الشرعنة الدولية" لنظامه والدعم الصيني المرتقب في مرحلة إعادة الإعمار.

"حراك دبلوماسي"

وتأتي زيارة الأسد في وقت تلعب بكين دورا متناميا في الشرق الأوسط، وتحاول الترويج لخطتها "طرق الحرير الجديدة" المعروفة رسميا بـ"مبادرة الحزام والطريق"، وهي مشروع ضخم من الاستثمارات والقروض يقضي بإقامة بنى تحتية تربط الصين بأسواقها التقليدية في آسيا وأوروبا وإفريقيا. وانضمت سوريا في يناير 2022 إلى مبادرة "الحزام والطريق". وبالتوازي، تعزّز الصين حراكها الدبلوماسي، وقد استضافت خلال الأشهر الماضية قادة دول ومسؤولين يواجهون عزلة دولية بينهم البيلاروسي، ألكسندر لوكاشنكو، وممثلون عن حركة طالبان في أفغانستان. كما استقبلت الرئيس الفنزويلي الذي تواجه بلاده الغنية بالنفط أزمة اقتصادية خانقة. وأعلن الكرملين الأربعاء أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيزور الصين أيضا في أكتوبر، في وقت تواجه موسكو غضبا غربيا جراء حربها في أوكرانيا. وشهد العام الحالي تغييرات على الساحة الدبلوماسية السورية تمثلت باستئناف دمشق علاقاتها مع دول عربية عدة على رأسها السعودية، واستعادة مقعدها في جامعة الدول العربية ثم مشاركة رئيس النظام السوري في القمة العربية في جدة في مايو للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عاما. وتسارعت التحوّلات الدبلوماسية على الساحة العربية بعد اتفاق مفاجئ بوساطة صينية أُعلن عنه في مارس وأسفر عن استئناف العلاقات التي كانت مقطوعة بين السعودية وإيران.

الأسد في الصين: لا بديل من «التوجّه شرقاً»

الاخبار..علاء حلبي...زيارة الأسد للصين، هي الثالثة إلى دولة غير عربية منذ بداية الحرب في سوريا، بعد زيارتين أجراهما إلى روسيا وإيران

بعد أقلّ من أسبوعين على إعلان الهند إطلاق مشروع «الممرّ الهندي»، المنافس لمشروع «طريق الحرير» الصيني الجديد (الحزام والطريق)، وبالتوازي مع الازدحام الديبلوماسي العالمي في نيويورك، التي تستضيف الدورة الـ 78 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حطّ الرئيس السوري، بشار الأسد، وعقيلته أسماء، رحالهما في الصين، في زيارة تستمرّ لعدّة أيام، تتضمن لقاءات على أعلى المستويات، إلى جانب حضور افتتاح النسخة التاسعة عشرة من دورة الألعاب الآسيوية. الأسد الذي يزور الصين على رأس وفد حكومي واسع، يضمّ إلى جانب وزير الخارجية فيصل المقداد، مجموعةً من الوزراء والمسؤولين السياسيين والاقتصاديين، بعد نحو عقدين على آخر زيارة له لهذا البلد، يناقش خلال لقاءاته هناك، وفق مصادر إعلامية رافقته، جملة واسعة من الملفات المشتركة بين البلدَين. ويفسّر ذلك الحجم الكبير للوفد من جهة؛ ومن جهة أخرى، الترحيب الصيني الحارّ بالزيارة، والذي تَمثّل في تصريحات صينية مؤهّلة سبقتها، واستقبال رسمي في مطار خانجو، إضافة إلى إرسال بكين طائرة رئاسية خاصة لنقل الأسد والوفد الذي يرافقه، تلافياً للعقوبات المفروضة على «شركة الطيران السورية»، والتي قد تعيق مسار الرحلة. وتُعدّ الزيارة التي تأتي بعد نحو عامين على زيارة أجراها وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، إلى دمشق التقى خلالها الأسد، وبعد أقلّ من عام على إعلان سوريا انضمامها إلى مبادرة «الحزام والطريق»، الثالثة للرئيس السوري إلى دولة غير عربية منذ بداية الحرب في سوريا (زار سابقاً إيران وروسيا)، والأولى التي يقوم بها إلى بكين في ظلّ رئاسة الرئيس الصيني الحالي، شي جين بينغ. ولطالما اتّخذت الصين مواقف داعمة للحكومة السورية في مختلف المحافل الدولية، بما فيها مجلس الأمن الدولي الذي شهد استخدام بكين حق النقض (الفيتو) تسع مرات، لعرقلة قرارات أميركية تهدف إلى التضييق على دمشق، وفرض عقوبات جماعية، الأمر الذي دفع واشنطن وحلفاءها إلى فرض حزمة من العقوبات الأحادية الجانب، بعيداً عن أروقة المؤسسة الأممية. وخلال الأعوام الماضية، برز اهتمام الصين المتزايد بالحرب السورية، سواء بسبب العلاقات المتينة التي تربطها بسوريا والتي يتجاوز عمرها الـ 75 عاماً، أو لأسباب أخرى بعضها اقتصادية متعلّقة بمبادرة «الحزام والطريق»، لما لسوريا من موقع جغرافي مهم على «طريق الحرير الجديد»، وبعضها أمنية مرتبطة بتسلل «جهاديين» صينيين إلى سوريا، حيث شاركوا في القتال مع تنظيمات مختلفة، من بينها «داعش» و«هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) وغيرها. وأولت مراكز أبحاث ووسائل إعلام صينية اهتماماً ملاحظاً بالحرب السورية، ما أدّى بمجمله إلى ترسيخ صورة واضحة لمجريات هذه الحرب، وتطوراتها في الداخل الصيني.

يرسم الإعلان المتوقّع عن اتفاقات تجارية واقتصادية مشتركة منحنى تصاعدياً لشبكة علاقات سوريا، بالرغم من الإصرار الأميركي المتزايد على استمرار خنقها

وبالإضافة إلى الأهمية السياسية لزيارة الرئيس السوري، يشغل الجانب الاقتصادي جزءاً كبيراً من الملفات التي يناقشها المسؤولون السوريون والصينيون، إذ أعلنت دمشق مراراً رغبتها في زيادة حجم الاستثمارات الصينية في البلاد التي دمّرت الحرب معظم اقتصادها، ورحّبت أيضاً بمشاركة صينية فعالة في عمليات إعادة الإعمار، لما لبكين من تجارب كبيرة في هذا المجال، من شأنها أن تسرّع وتيرة هذه المشاريع، وتزيد من كفاءتها. ويأتي ذلك في وقت أُجبرت فيه شركات صينية عديدة، خاضت تجارب استثمارية في سوريا، على توقيف أعمالها بسبب الحرب وسيطرة الفصائل «الجهادية» على منابع النفط، وذلك قبل أن تضع الولايات المتحدة يدها عليها، ومن بينها ثلاث شركات نفطية مملوكة للحكومة الصينية هي: «سينوبيك» و«سينوكيم» و«مؤسسة البترول الوطنية الصينية». كما أعاقت العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، حتى الآن، عودة تلك الشركات إلى النشاط، وهو مشهد تأمل دمشق أن يتبدّل في ظلّ السياسة التي تتّبعها بكين في الوقت الحالي، والتي تتجاهل العقوبات الأميركية للحفاظ على مصالحها الاقتصادية والسياسية، وسط الحرب الاقتصادية الكبيرة التي تشنّها واشنطن ضدّها. وخلال الأعوام القليلة الماضية، انخرطت الصين بشكل متزايد في الشرق الأوسط، وأدّت دوراً سياسياً واقتصادياً بارزاً في ملفات عديدة، من بينها إنهاء القطيعة السعودية – الإيرانية، الأمر الذي ساهم في إعادة ترتيب سياسات المنطقة وخفض التوتر الذي تسبّبت به سياسة القطب الواحد الأميركية. وفي ظلّ هذه التحوّلات، والتي أنبأت بإمكانية خلق عالم متوازن متعدد الأقطاب، عاد الحديث عن السياسة التي أعلنتها دمشق قبل نحو عقدين، وعنوانها التوجه شرقاً وتمتين العلاقات مع الدول الآسيوية المتنامية القوة، والتي تتصدّرها الصين. وفي وقت يُنتظر فيه توقيع مجموعة من الاتفاقات التجارية والاقتصادية بين بكين ودمشق، بعد عودة الأخيرة إلى مقعدها في «الجامعة العربية»، وزيادة عدد العواصم التي أعادت علاقتها الديبلوماسية مع سوريا منهيةً عقداً من القطيعة، يرسم التوقيت منحنى تصاعدياً لشبكة العلاقات السورية، وحضورها في المحافل الدولية، بالرغم من الإصرار الأميركي المتزايد على استمرار خنق سوريا. ويأتي الإصرار الأميركي لمنع أيّ انفراجات تؤدي إلى تجاوز الأوضاع الحالية، فيما تسيطر واشنطن على منابع النفط وأبرز حقول القمح في البلاد، وتحاول تمتين قواعدها عند المثلث الحدودي مع العراق والأردن، لضمان إشرافها على المنطقة، واستثمار كلّ ما يمكن استثماره من مخلّفات الحرب المندلعة منذ أكثر من عقد، والتي تسبّبت بانهيار الاقتصاد السوري، وتشريد مئات الآلاف، ووضعت أكثر من 90 في المئة من السوريين تحت خطّ الفقر، وحوّلتهم من منتجين إلى أشخاص ينتظرون المساعدة، ليتمكّنوا من الاستمرار في الحياة.

«تحرير الشام» تحاول مجدداً السيطرة على معبر خاضع للفصائل الموالية لتركيا

عودة الدوريات التركية الروسية في شرق الفرات

الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق...جدّدت «هيئة تحرير الشام» محاولتها للسيطرة على معبر الحمران الاستراتيجي، الذي يربط بين مناطق «مجلس منبج العسكري»، التابع لـ«قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» في منبج، ومناطق سيطرة ما يُعرَف بـ«الجيش الوطني السوري» المُوالي لتركيا في مدينة جرابلس، بريف حلب الشرقي. وشنّ فصيل «أحرار عولان»، المتحالف مع «هيئة تحرير الشام»، هجوماً عنيفاً، الخميس، على مجموعة «الكتلة الكبرى» بقيادة محمد رمي، المعروف بـ«أبو حيدر مسكنة» القيادي ضمن الفيلق الثاني لـ«الجيش الوطني»، الذي يسيطر على المعبر. واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، استُخدمت خلالها الأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة وقذائف الهاون، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وتريد «تحرير الشام» دخول ريف حلب، من أجل السيطرة على معبر الحمران، الذي يدرّ عائدات مالية ضخمة من عبور قوافل شاحنات المحروقات إلى الشمال السوري. وكان فصيل «أحرار الشام - القطاع الشرقي (أحرار عولان)» يسيطر على المعبر، إلا أنه شهد انقساماً في صفوفه، وبات قسمٌ منه تابعاً لـ«تحرير الشام»، وآخر أكبر تابعاً لـ«الجيش الوطني» الموالي لتركيا. وسعت «تحرير الشام» للسيطرة على المعبر، من خلال هجوم شنّته في 13 سبتمبر (أيلول) الحالي، وأرسل الفيلق الثاني تعزيزات عسكرية كبيرة من مدينة الراعي باتجاه المعبر لصدّ الهجوم العنيف، الذي أوقع قتلى ومصابين بين الطرفين المتقاتلين. وأقامت القوات التركية حاجزاً عسكرياً على طريق بلدة كفر جنة، في الموقع المعروف بـ«المفرق الرباعي»، الذي يصل بين عفرين وأعزاز وقرى كفر جنة ومخيم «كويت الرحمة»؛ لمنع تقدم «تحرير الشام». كما أقامت فصائل «الجيش الوطني» سواتر عسكرية على طريق أعزاز - كفر جنة للغرض نفسه. وشهدت منطقة «درع الفرات»، الخاضعة لسيطرة القوات التركية و«الجيش الوطني»، استنفاراً شديداً، بداية من مدينة جرابلس، وصولاً إلى مدينة أعزاز؛ خوفاً من توسع الاشتباكات إلى مناطق أخرى، ولقطع الطريق أمام إرسال أي تعزيزات عسكرية لـ«هيئة تحرير الشام» إلى مناطق الاشتباكات. وأوقفت القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني» في ريف حلب تحرك وزحف «هيئة تحرير الشام» المسيطرة عسكرياً في إدلب، وصدّت محاولتها الوصول إلى معبر الحمران. ودفعت «هيئة تحرير الشام» وقسم من حركة «أحرار الشام»، مجدداً الخميس، بقوات إلى منطقة صوفان؛ لاستعادة السيطرة على المعبر، وسط حشود عسكرية كبيرة للفصائل من مناطق نفوذ الهيئة في إدلب. في غضون ذلك، قُتل 4 عناصر من فصيل «السلطان مراد»، المنضوي ضمن صفوف «الجيش الوطني»، خلال عملية تسلل نفّذتها عناصر «مجلس منبج العسكري» على نقاط على محاور الشيخ ناصر والجطل والكربجلي بريف الباب شمال شرقي حلب. وبالتوازي، قصفت القوات التركية قرى تل جيجان وحربل والشيخ عيسى بريف حلب الشمالي. وأفاد «المرصد السوري» بأن القوات التركية والفصائل المُوالية لها، قصفت، الأربعاء، بقذائف الهاون قرى الياشلي والدندنية والفارات بريف منبج شرق حلب، ضمن مناطق سيطرة قوات «مجلس منبج العسكري»، تزامناً مع اشتباكات بين فصائل «الجيش الوطني» مع التشكيلات المنضوية تحت قيادة «قسد» على محوري الحمران والياشلي جنوب جرابلس. كما استهدفت مسيَّرة تركية مسلَّحة نقطة عسكرية نابعة للجيش السوري، بالقرب من قرية كفر أنطون، ضمن مناطق انتشار «قسد» والقوات السورية في ريف حلب الشمالي. في هذه الأثناء، عادت القوات التركية والروسية إلى تسيير الدوريات المشتركة في شمال شرقي سوريا، بدورية سيرتها في ريف الحسكة الشمالي، انطلقت من معبر قرية شيريك غرب الدرباسية، بمشاركة 8 عربات عسكرية من كل جانب، وسط تحليق مروحيتين روسيتين في أجواء المنطقة. وتجولت الدورية في قرى بريفي الدرباسية وعامودا شمال الحسكة، وعادت من الطريق نفسه، ومن ثم عادت القوات التركية إلى داخل أراضيها، والقوات الروسية إلى موقعها في مطار القامشلي. وكانت القوات الروسية قد سيّرت دوريتين، بشكل منفرد، خلال الأسابيع الأخيرة، في ريفي منبج والحسكة لمراقبة التطورات، وسط تصاعد الاشتباكات بين القوات التركية والفصائل الموالية، وقوات «قسد».

مخلفات الحرب في سوريا.. من يتحمل مسؤولية إزالتها؟

الحرة / خاص – واشنطن.. عشرات الوفيات بمخلفات الحرب في سوريا.

تسببت مخلفات الحرب في سوريا في إصابة ومقتل نحو 500 شخصا بينهم أطفال ونساء منذ بداية عام 2023، بحسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتظهر الأرقام مقتل 222 شخصا بينهم 67 طفلا و19 سيدة خلال الفترة ذاتها، إضافة إلى إصابة 271 شخصا بينهم 95 طفلا و14 سيدة، ما يعني أن انفجار ألغام وذخائر من مخلفات المعارك تسببت في إصابة ومقتل 162 طفلا منذ بداية العام الحالي.

ما هي مخلفات الحرب؟

الألغام الأرضية تقتل المئات في سوريا.

مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، يشرح أن مخلفات الحرب في غالبيتها تضم ألغام أرضية، إضافة إلى ذخائر صاروخية سقطت ولم تنفجر، ناهيك عن الذخائر التي يُعثَر عليها في مركبات عسكرية أو مستودعات مهجورة، والتي تكون غير مستقرة على الإطلاق. وذكر مدير المرصد السوري في اتصال هاتفي مع موقع "الحرة" أن غالبية المناطق في سوريا شهدت معارك من أطراف متقاتلة مختلفة، وأن الكثير منها عمد إلى "زرع الألغام الأرضية" في بعض المناطق التي أصبحت تشكل خطرا على المواطنين. وتعرف اللجنة الدولية للصليب الأحمر مخلّفات الحرب بأنها "الذخائر المتفجرة بجميع أشكالها وأنواعها المتروكة أو غير المنفجرة التي تظل في منطقة معينة بعد انتهاء نزاع مسلح ما. وتضم هذه الذخائر "قذائف المدفعية والقنابل اليدوية وقذائف الهاون والقذائف الأخرى، والصواريخ" بسائر أشكالها. وتفرق اللجنة بين "الذخائر غير المنفجرة" والتي تعتبر "أشد مخلفات الحرب القابلة للانفجار خطورة" وهي تلك التي أطلقت أو ألقيت لكنها لم تنفجر على النحو المنشود، خاصة وأنها قد تنفجر في حالات كثيرة عند "لمسها أو تحريكها"، وبين "الذخائر المتفجرة المتروكة" التي تركت أثناء النزاعات في مواقع غير آمنة من دون حراسة.

على من تقع مسؤولية التخلص من مخلفات الحرب؟

الجميع يتحمل مسؤولية إزالة مخلفات الحرب في سوريا.

البروتوكول الدولي "بشأن المتفجرات من مخلفات الحرب" الذي أبرم، في عام 2003، يوجب على أطراف أي نزاع مسلح اتخاذ تدابير ملموسة للحد من مخاطر مخلفات الحرب القابلة للانفجار. ويعد هذا الاتفاق الدولي "أداة أساسية للجهود المبذولة للحد من مما ينجم عن الحروب الحديثة من وفيات وإصابات في صفوف المدنيين"، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ويقول عبدالرحمن إن "مسؤولية إزالة مخلفات المعارك في سوريا (تعتبر) مسؤولية جميع الأطراف"، ولكن مرحلة البدء في إزالة هذه المخلفات لن تبدأ إلا بعد انتهاء الحرب تماما من خلال "حل سلمي". وأشار إلى أكثر من 12 عاما من الحرب والمعارك المتواصلة التي لم تنته في جميع المناطق، سقطت فيها ملايين الذخائر على جميع المناطق في سوريا، ناهيك عن زراعة مئات الآلاف من الألغام في العديد من المناطق. ويحمّل الاتفاق الدولي كل طرف في الحرب مسؤولية "مخلفات الحرب في الإقليم التابع لسيطرته"، وتدعوهم لتقديم "مساعدات تقنية ومالية ومادية وفنية" أو السماح لطرف ثالث مثل المنظمات التابعة للأمم المتحدة أو غيرها بتحديد مناطق مخلفات الحرب وإزالتها والتخلص منها.

كيفية التعامل مع مشكلة مخلفات الحرب؟

ووضع الاتفاق الدولي حزمة من الإجراءات لمحاولة ضمان حماية السكان المدنيين من تأثير مخلفات الحرب، والتي تتضمن:

استقصاء وتقدير خطر مخلفات الحرب

تقدير الاحتياجات وترتيبها حسب الأولوية لتحديد المناطق التي تتواجد فيها المخلفات والتخلص منها

وضع علامات لتحديد المتفجرات من مخلفات الحرب

اتخاذ خطوات لتعبئة الموارد لتنفيذ خطة التخلص من مخلفات الحرب، والتعاون مع المنظمات الدولية عند الحاجة.

وذكر مدير المرصد السوري أن بعض المناطق، مثل درعا وريف حلب الشمالي ومناطق الحدود السورية العراقية وتلك التي شهدت المعارك المسلحة التي تمركزت فيها ميلشيات مسلحة أو قواعد عسكرية، من الأرجح أنها تضم العديد من المخلفات الخطيرة. وكرر المرصد مطالبته للمنظمات الدولية بضرورة العمل على إزالة تلك المخلفات من الأراضي السورية بسبب مخاطرها العالية على حياة المواطنين وسكان تلك المناطق. وتشير اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن التعامل مع مخلفات الحرب طويلة وواسعة الانتشار، وقد يستغرق العثور عليها وإزالتها "عدة سنوات أو عدة عقود"، إذ ما زالت دول أوروبية تجري عمليات استكشاف وإزالة لأسلحة استخدمة خلال الحرب العالمية الثانية.

الحرب تسببت بأضرار واسعة في البنى التحتية للبلاد

ومنذ عام 2015، وثقت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام مقتل أو إصابة 15 ألف شخص جراء الذخائر المتفجرة، بما يعادل مقتل أو إصابة خمسة أشخاص يوميا. ومنذ مارس من عام 2020 وحتى مطلع 2023، تسببت هذه المخلفات بمقتل وإصابة حوالي 1500 شخصا في سوريا، بينهم 763 قتيلا بينهم أكثر من 300 طفل و50 امرأة. وتعرِّض مخلفات الحرب الأطفال بشكل خاص لمخاطر شديدة للغاية إذ أنها "تلفت نظرهم وتسترعي انتباههم" وقد يكلّف فضول الأطفال أحيانا حياتهم. وتعد الأجسام المتفجرة من الملفات الشائكة المرتبطة بالحرب السورية المستمرة، منذ مارس عام 2011. ورغم الهدوء على جبهات القتال، لا يزال ضحايا تلك الأجسام القاتلة في ارتفاع، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس. وعلى صعيد المواقع الجغرافية، تصدرت مناطق نفوذ النظام السوري حالات الإصابة والوفاة بسبب مخلفات الحرب، تلتها مناطق نفوذ الإدارة الذاتية ومناطق نفوذ الفصائل الموالية لأنقرة ومناطق نفوذ ما تسمى بـ" هيئة تحرير الشام". وأوضح المرصد السوري أن أكثر من ثلث هذه الإصابات والوفيات تعرض لها المدنيون بينهم أطفال ونساء أثناء بحثهم عن فطر الكمأة. وتقطف الكمأة عموما، بين فبراير وأبريل من كل عام، وتُباع بسعر مرتفع، ما يفسر إقبال المواطنين في المناطق الريفية على جمعها لبيعها في ظل ظروف اقتصادية صعبة بعد 12 عاما من الحرب. ويباع الكيلوغرام الواحد في أسواق دمشق بسعر يراوح بين خمسة وعشرة دولارات، وفق جودته.

جمع "الكمأة" في سوريا.. "رهان على الروح" داخل الثقب الأسود لداعش

داخل منطقة البادية السورية مترامية الأطراف أو كما تعرف بـ"الثقب الأسود لتنظيم داعش" فَقد مئات المدنيين أرواحهم هناك بين شهري فبراير وأبريل الماضيين في أثناء بحثهم عن "فطر الكمأة"، وعلى الرغم من تسجيل العديد من هذه الحوادث من جانب جهات حقوقية، إلا أن كثير من الناس الفقراء ما يزالون يسلكون هذه المغامرة حتى الآن، مع علمهم بأنها قد تنتهي بالموت. ومنذ اندلاعه في عام 2011، تسبب النزاع في سوريا بمقتل نحو نصف مليون شخص، وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية والاقتصاد، ودفع أكثر من نصف السكان إلى النزوح داخل سوريا أو التشرد خارجها.



السابق

أخبار لبنان..رصاص غير طائش على «التدخل الأميركي» من عوكر إلى شرق الفرات!..عجقة قطرية قبل عودة لودريان.. والراعي يقطع مع حوار برّي..«إفادة سكن» أممية تثير جدلاً في لبنان..«الخماسية» تستبدل بالحوار النيابي اللبناني لقاءات يديرها لودريان..قائد «اليونيفيل»: تنفيذ الـ«1701» مسؤولية مشتركة..تحذيرات سياسية لبنانية من «اللعب بالأمن» إثر استهداف السفارة الأميركية..تزايد الفوضى الأمنية يعزّز حظوظ قائد الجيش الرئاسية..تَراجُع المَهمة الفرنسية رئاسياً وتَقَدُّم الدور القطري..

التالي

أخبار العراق..الكويت للعراق: نريد معالجة حاسمة لحكم «الاتحادية»..رئيس وزراء الكويت: «مغالطات تاريخية» في الحكم العراقي المتعلق بـ«خور عبد الله»..«الاتحادية العليا» تجيز إرسال رواتب موظفي إقليم كردستان..الإطار التنسيقي «سعيد جداً» بدعوة البيت الأبيض..طهران تؤكد التزام بغداد بتنفيذ «الاتفاق الحدودي»..

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,755,097

عدد الزوار: 7,041,908

المتواجدون الآن: 93