أخبار سوريا.."خارج الحسابات".. لماذا يطالب رجال الدين في السويداء بمعبر مع الأردن؟..ما السر وراء زيارة بشار الأسد إلى الصين؟..

تاريخ الإضافة الخميس 21 أيلول 2023 - 4:34 ص    عدد الزيارات 505    التعليقات 0    القسم عربية

        


ما السر وراء زيارة بشار الأسد إلى الصين؟..

الحرة...ضياء عودة – إسطنبول... الزيارة هي الأولى التي يجريها الأسد إلى الصين منذ عام 2004

تُطلق الزيارة التي يجريها رئيس النظام السوري إلى الصين، الخميس، تساؤلات بشأن الدلالات المرتبطة بهذه الخطوة الأولى من نوعها منذ 19 عاما، والنتائج التي قد تتمخض عنها، إن كانت لصالح دمشق أو بكيّن، أبرز العواصم اتخذت موقفا داعما للأسد، كما هو الحال بالنسبة لحليفتيه الأساسيتين موسكو وطهران. ومن المقرر حسب الرواية الرسمية أن يجري الأسد ونظيره الصيني، شي جين بينغ، قمة مشتركة، وستشمل زيارته مع زوجته أسماء عددا من اللقاءات والفعاليات في مدينة خانجو والعاصمة بكين. وتستضيف مدينة خانجو الصينية دورة الألعاب الآسيوية، حيث يقام حفل الافتتاح في 23 من سبتمبر الحالي، ووفق مصادر نقلت عنها صحيفة "الوطن" شبه الرسمية فإن الأسد سيحضر حفل افتتاح الألعاب الآسيوية. ويرافقه في الزيارة وفد سياسي واقتصادي، مكون من وزير الخارجية ومعاونه ووزير الاقتصاد ومستشارة الرئاسة، بثينة شعبان، ولونا الشبل، وسفير سوريا في الصين، محمد حسنين خدام، كما أوردت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا). وهذه أول زيارة للأسد إلى الصين منذ عام 2004، وتأتي في وقت يعجز النظام السوري وحكومته عن تقديم أية حلول لوقف تداعيات الأزمة المعيشية التي تضرب البلاد منذ سنوات طويلة، فيما استعرت على نحو أكبر خلال الشهرين الماضيين، ما أسفر عن احتجاجات شعبية، ما تزال متواصلة في محافظة السويداء. كما تأتي خطوة الأسد بينما يتواصل الخناق الذي تفرضه الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية عليه، لدفعه للانخراط في مسارات الحل السياسي، وأبرزها القرار الذي أصدره مجلس الأمن في عام 2015، ويضمن انتقالا سلميا للسلطة.

"بين دمشق وبكين"

وتعد الصين من أبرز الدول التي حافظت على علاقتها مع النظام السوري، ودعمته سياسيا واقتصاديا وإنسانيا منذ انطلاق الثورة السورية، لكن على نحو أقل وغير معلن كما هو الحال بالنسبة للدور الخاص بروسيا وإيران. ولعبت أيضا دورا نشطا من حيث التحركات الدبلوماسية في سوريا، إذ شاركت في عملية "أستانة"، وأعاقت قرارات مجلس الأمن المتعلقة بسوريا، لتأكد موقفها الداعم لدمشق، مستخدمة حق النقض "الفيتو" لأكثر من مرة في مجلس الأمن، ضد قرارات اعتبرت على أنها ضربة لـ"شرعية الأسد". وفي سبتمبر 2017، كان النظام السوري قد صنّف الصين، إلى جانب روسيا وإيران، "بالحكومات الصديقة" التي ستمنح الأولوية لمشاريع إعادة الإعمار. بعد ذلك أظهرت بكين بعض الاهتمام، وحضرت أكثر من ألف شركة صينية المعرض التجاري الأول حول مشاريع إعادة الإعمار السورية في بكين، بينما تعهدت باستثمارات بقيمة ملياري دولار. كما حضرت 200 شركة أخرى معرض دمشق التجاري الدولي 2018، وكان هناك أيضا بعض الاستثمار المحدود في قطاع السيارات السوري، بينما وافقت بكين على إرسال مساعدات بقيمة 16 مليار دولار، بما في ذلك 150 ألف جرعة لقاح سينوفارم Covid-19. وفي يناير من عام 2022 وقعت حكومة النظام السوري على اتفاقية الانضمام إلى مبادرة "الحزام والطريق"، والتي تعمل بكين من خلالها على توسيع نفوذها في المناطق النامية من خلال مشاريع البنية التحتية. ويشير كبير الخبراء في "المجلس الأطلسي"، ريتش أوتزن، إلى أن النظام السوري والصين يشتركان في العزلة والضغوط التي تمارسها عليهم الدول الغربية، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان والتوترات العسكرية، سواء بشأن تايوان في حالة الصين، ومع تركيا وإسرائيل في حالة سوريا. وبالتالي يرى في حديث لموقع "الحرة" أن الطرفين لهما "مصلحة مشتركة". وتشمل هذه المصلحة "التضامن الدبلوماسي لتحمل الضغوط الجوية، والعلاقات الاقتصادية لتحل محل تجارتهما المتناقصة (بالنسبة للصين) أو التي لا تذكر (بالنسبة لسوريا) مع الولايات المتحدة وأوروبا وحلفاء الغرب". وفي غضون ذلك "يسعى الأسد إلى الشرعية والمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية والتعويض عن الاعتماد على إيران وروسيا". ومن جانبها تسعى "الصين"، حسب ما يضيف الخبير الأميركي لموقع "الحرة" إلى "أسواق جديدة لاستغلالها من خلال نهجها في الإقراض والاستثمار". كما تسعى إلى "تعزيز صورتها كميسر دبلوماسي في الشرق الأوسط (كما هو الحال مع توسطها في المحادثات السعودية الإيرانية)".

لماذا الآن؟

وبوجهة نظر الباحث الاقتصادي السوري، الدكتور كرم شعار، يختلف توصيف الزيارة التي سيجريها الأسد إلى بكين، بحسب "المجري لها والمستقبل". وبالنسبة لبشار الأسد يوضح الباحث شعار لموقع "الحرة" أنه "يتمنى أن تتمكن الصين من تقديم وعود اقتصادية للاستثمار في سوريا"، وفي حال قررت الأخيرة الاستثمار بشكل حقيقي في البنية السورية "ستكون قادرة على التعامل مع كوارث البلاد التي سببتها الحرب وبسهولة من حيث المقدرات الاقتصادية". ويمكن أن تكون استثماراتها رابحة أيضا "في حال قبلت المقامرة المرتبطة بمستقبل النظام السوري في ظل عدم استقرار الوضع السياسي". لكن الباحث السوري يستبعد أن يحصل الأسد "على وعود صادقة، لأن الصين لديها نزعة سابقة لتقديم وعود، كي تستخدمها كورقة ضغط سياسية على الغرب". "هي تقدم وعودا ولا تنفذها"، ويشير شعار إلى مثال يتعلق بالفكرة، بقوله إن "بكيّن سبق وأن وعدت باستثمارات بأكثر من 40 مليار دولار في إيران، لكنها لم تترجم ذلك على أرض الواقع". ويعتقد، حايد حايد، وهو باحث مستشار في "تشاتام هاوس" أن للزيارة أبعاد سياسية على نحو أكبر من الجزء المتعلق بالاقتصاد، ويرى أنه "وفي ظل الظروف الحالية من الصعب أن تقدم بكيّن أي شيء اقتصادي". ويقول حايد لموقع "الحرة" إن "الصين قدمت عدة وعود على مستوى إنشاء منشآت ومناطق صناعية أو تطوير قطاع صناعي في سوريا، وفي 2017 وعدت باستثمار ملياري دولار، لكن لم تنفذ أي شيء حتى الآن". وكذلك الأمر بالنسبة لضم سوريا إلى مبادرة "الحزام والطريق"، في 2022، إذ لم تؤدي هذه الخطوة إلى أي شيء ملموس على أرض الواقع. ويضيف حايد: "هناك الكثير من الوعود الصينية للعب دور اقتصادي في سوريا لكن لم تنفذ، لأن الظروف غير مواتية".

"دلالات سياسية"

ورغم الدعم الذي قدمته روسيا وإيران للنظام السوري، وصولا إلى اتجاه الدول العربية مؤخرا لفتح أبواب التطبيع أمامه، إلا أن العزلة السياسية التي تفرضها الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية ما تزال على حالها. وتعرض النظام السوري خلال السنوات الماضية لسلسلة عقوبات، فيما تقول الدول الغربية إنها تهدف إلى إجباره في الانخراط بمسارات الحل السياسي. ولا يختلف الواقع الاقتصادي كثيرا عن السياسة، إذ بات النظام السوري بعد 12 عاما من الحرب في أسوأ حالاته الاقتصادية، في ظل تدهور كبير لسعر صرف الليرة السورية، وما يرافق ذلك من ارتفاع مستويات التضخم، ودمار معظم البنى التحتية اللازمة للإنتاج. وتعتبر سوريا إحدى النقاط الساخنة التي تعيق تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وفق كبير الباحثين في مركز "تايهي" الصيني، إينار تانغين. ويرى في حديث لموقع "الحرة" أن بلاده "تحتاج إلى السلام، لتقليل تعرضها للمخاطر السياسية في منطقة الموارد الرئيسية"، مضيفا: "ستواصل تشجيع السلام في الشرق الأوسط، ولن يتعلق الأمر أبدا بأجندات الآخرين". لكن الباحث حايد يتصور أن دلالات زيارة الأسد إلى الصين "ذات مغزى سياسي"، إذ تحاول الصين "لعب دور سياسي أكبر في المنطقة". وهذا الدور كانت آخر فصوله الوساطة الصينية بين إيران والمملكة العربية السعودية، وصولا إلى تواصل بكيّن مع عدة جهات أخرى، من الإسرائيليين والفلسطينيين وغيرهم.

"هذا هو الإطار الذي يمكن تلعب فيه الصين سياسيا لزيادة دورها في المنطقة".

ومن جهة النظام السوري يقول حايد إن القضية تتعلق بمستويين، الأول أن زيارة الأخير تهدف إلى "زيادة دعم عمليات إعادة التأهيل على المستوى الإقليمي والدولي، ولاسيما أن الأسد يقدم نفسه على أنه منتصر بالحرب". والمستوى الثاني يتعلق بمحاولة الأسد "إقناع الصين بأن يكون لها دور في إعادة إحياء أو تأهيل الاقتصاد السوري"، وهو مسار تعترضه عقبات، وفق حديث الباحث السوري. ولا ترتبط هذه العقبات بالعقوبات المفروضة على الأسد، بل بـ"عدم وجود فرص حقيقية تؤدي بالصين إلى الربح". "المعوقات للصين في سوريا داخلية ومرتبطة بالأوضاع الأمنية غير المستقرة وعدم وجود قوانين استثمار ضامنة لحقوق المستثمرين، وطريقة التعاطي والفساد القائم في سوريا، وعدم القدرة على العمل إلا بوجود شركاء للنظام السوري"، وفق الباحث حايد. ويوضح الباحث السوري شعار أنه "ومثل الدول الغربية التي تستخدم تايوان كورقة ضغط على حكومة بكين، تستخدم الأخيرة سوريا للضغط أيضا". وفي حين لا يستبعد الباحث السوري توقيع اتفاقيات اقتصادية على هامش الزيارة، إلا أنه يرى أن "عملية تنفيذها على أرض الواقع لن تتم". ويؤكد على ذلك الباحث السوري حايد، بقوله إن "الموضوع بين الصين والأسد له مسار سياسي أكبر"، وأن "بكّين تحاول لعب دور أكبر في حل الصراعات أو أن يكون لها دور فعلي أكبر بالمفاوضات المتعلقة بمواضيع حساسة في المنطقة. هذه هي الورقة التي تلعبها الصين"....

واشنطن على علم بتقارير مقتل أومان درويش.. وتدعو لـ"وقف التصعيد"

الحرة...ميشال غندور – واشنطن.. أومان درويش قتلت بعملية تركية

أكدت متحدثة باسم الخارجية الأميركية، الأربعاء، أن الوزارة على علم بالتقارير بشأن مقتل أومان درويش، المسؤولة عن تنظيم "وحدات حماية الشعب" في منطقة منبج السورية. وقالت المتحدثة في تصريحات لموقع الحرة: "نواصل حث جميع الأطراف على وقف التصعيد فوراً". وأوضحت أن: "التصعيد في سوريا خطير، ويهدد سلامة المدنيين. كما أنه يزعزع استقرار المناطق المحررة من داعش ويقوض هدفنا المشترك المتمثل في ضمان عدم ظهور داعش مرة أخرى". وكانت الاستخبارات التركية أعلنت، الثلاثاء، مقتل درويش، مشيرة إلى أنها انضمت إلى تنظيم حزب العمال الكردستاني، عام 1998، و"كانت من قياديي ما يسمى الوحدة التي تم إنشاؤها لتنفيذ عمليات في المدن الكبرى بتركيا، وأشرفت على تنظيم العمليات المخطط تنفيذها ضد تركيا انطلاقا من سوريا". وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب، المنضوية تحت لواء قوات سوريا الديمقراطية التي يدعمها التحالف الدولي لمحاربة داعش، امتدادا لحزب العمال الكردستاني، وتصنفها إرهابية. وأشارت المصادر إلى أن الاستخبارات التركية راقبت درويش المسؤولة عن عمليات ضد القوات العاملة في منطقتي عمليتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" شمالي سوريا. وأكدت "تحييد الاستخبارات للإرهابية" درويش وحراسها في عملية بمنطقة منبج، بحسب ما أورد البيان التركي.

"خارج الحسابات".. لماذا يطالب رجال الدين في السويداء بمعبر مع الأردن؟

الحرة...ضياء عودة – إسطنبول... رجال دين من السويداء السورية طالبوا بفتح معبر مع الأردن

منذ انطلاقها قبل قرابة شهر لم يقدم النظام السوري أي بادرة إيجابية، أو سلبية، حيال الانتفاضة التي خرجت تحتج عليه في محافظة السويداء السورية، وبينما بقيت الأصوات والشعارات على حالها مطالبة بالإسقاط ورحيل بشار الأسد برز مطلبٌ لافت، تردد لأكثر من مرة على لسان رجال الدين هناك. وبعد مرور أيام على الانتفاضة والمظاهرات الشعبية في الأحياء والشوارع والساحات، نشرت "دار طائفة الموحدين الدروز" بيانا حددت فيه جملة من المطالب من بينها "دراسة فتح معبر حدودي يربط المحافظة بالأردن، من أجل إنعاشها اقتصاديا". ورغم أن هذا الطلب الذي ذكرته أولا الجهة الدينية العليا في المحافظة ذات الغالبية الدرزية سبق أن طرح الحديث عنه قبل انطلاقة الثورة السورية وبعدها بأعوام، فقد عاد ليردده شيخ عقل الطائفة الدرزية، حمود الحناوي، خلال مقابلة مصورة نشرتها "شبكة الراصد" المحلية، الاثنين. وناشد الحناوي الأردن بفتح المعبر، وقال إن "أهل المحافظة لا يستحقون الباب الموصود، فهم أمناء على المعابر وحسن الجوار"، معتبرا أن "ما يتسرب إلى الأراضي الأردنية من المخدرات محرم وليس من الأعراف والدين". وجاء ذلك بعدما أبدى الحناوي موقفا تصعيديا ضد "السلطة في دمشق"، في أعقاب حادثة إطلاق النار على المتظاهرين أمام فرع "حزب البعث"، كما انضم إليه في وقت سابق شيخ عقل الطائفة، حكمت الهجري. وبعد أيام تكمل السويداء السورية شهرها الأول من الانتفاضة، وفي وقت يواصل المتظاهرون والقائمون على الحراك التأكيد على مطالبهم السياسية بالتحديد، ومن بينها إسقاط النظام السوري، لم يصدر الأخير أي تعليق حتى اللحظة. ومسار "عدم التعليق" لا يقتصر على ما يطالب به المتظاهرون سياسيا فحسب، بل ينسحب أيضا إلى المطالب المعيشية الأولى، على رأسها التراجع عن قرار رفع الدعم عن المحروقات، ومن ثم "دراسة فتح معبر مع الأردن لإنعاش السويداء اقتصاديا".

"خارج الحسابات"

ورغم أن السويداء تقع في أقصى الجنوب السوري المحاذي للأردن، فإنها لا ترتبط بأي معبر حدودي كما هو الحال بالنسبة لجارتها الواقعة إلى الغرب، محافظة درعا. وبقيت مطالبات الأهالي وأعضاء "مجلس الشعب" في المحافظة قبل سنوات دون أي استجابة، ليأتي بيان "دار طائفة الموحدين الدروز" ومن ثم حديث الحناوي، ليعيد قصة فتح المعبر الحدودي. وتعتبر السويداء فقيرة وغير قادرة على إقامة مشروعات مستقلة، حسب ما يقول سكان فيها، وكانت تعتمد في السابق على أموال المغتربين والمواسم، في حين أسهمت القروض الصغيرة في تأسيس مشروعات صغيرة، خاصة قبل الحرب. وبعد 2011 تغير الوضع الاقتصادي في المدينة، إذ عانت من غلاء الأسعار ونقص المواد الأساسية وغلائها بسبب احتكارها من تجار الحرب، وصولا إلى الحد المتفاقم الذي وصلت إليه الأوضاع المعيشية، في أعقاب القرارات الحكومية الأخيرة، وما تبعها من رفع لمرتين لأسعار مادتي المازوت والبنزين. ويوضح الصحفي، مدير شبكة "السويداء 24" المحلية، ريان معروف، أن المطلب الخاص بالمعبر الذي تردد على لسان رجال الدين "اقتصادي بحث"، تعود جذوره الأولى إلى الأيام التي سبقت أحداث الثورة، وحتى إلى فترة التسعينيات. ويقول الصحفي لموقع "الحرة": "هناك رؤية في المحافظة ترى أن المعبر من شأنه أن ينشّط حركة التبادل التجاري وحركة تصدير المنتجات الزراعية"، كما يسود اعتقاد بأنه "سيرفد اقتصاد المحافظة المعزولة". وترتبط السويداء بشريان اقتصادي وحيد مع العاصمة السورية دمشق، حتى أن جميع مخصصات الطحين اللازمة للأفران تدخل بشكل يومي من هناك، ويشير معروف إلى عدم وجود صوامع للحبوب. ويرى الصحفي السوري أنه "من السهل حصار المحافظة كنوع من العقاب من جانب النظام السوري بسبب ارتباطها بالطريق الوحيد، الذي يسيطر عليها الأخير بالأساس"، ولذلك يتردد الحديث بكثرة عن مطلب "فتح المعبر". لكن هذه الفكرة من الصعب أن تترجم على أرض الواقع، حسب ما تحدث مراقبون من المحافظة لموقع "الحرة"، من بينهم السياسي المعارض، الدكتور يحيى العريضي، إذ يقول إن "موضوع المعبر مجرد كلام في الهواء، ويأتي في سياق البحث، أو محاولة خلق المنطقة". ويضيف العريضي لموقع "الحرة": "الطلب ليس له صفة رسمية، وإن حصل أي تواصل بشأن هذا الموضوع فإنه لا يزال خارج الحسابات حتى الآن". وبناء على الظروف الحالية "من الصعب تنفيذ فكرة المعبر أو تحقيق الطلب الخاص به، لأن المسألة لا ترتبط بالنظام السوري فحسب بل بالأردن"، حسب ما يرى الصحفي معروف، ويشير إليه الناشط السياسي، مهند شهاب الدين. ومع ذلك، يوضح شهاب الدين لموقع "الحرة" أن طرح فكرة فتح المعبر التجاري أو الإنساني مع الأردن، وبما يخص السويداء، يأتي باعتبار أن "معبر نصيب الدولي هو المنفذ الحدودي الوحيد إلى سوريا من الجهة الجنوبية التي يسيطر عليها النظام السوري". ويشير الناشط السياسي إلى "وجود تخوفات من أن تغلق دمشق الطريق الواصل مع السويداء، الأمر الذي سيوقف الإمدادات من معونات ومواد أولية وغذائية وأدوية".

ماذا عن الأردن؟

ومن جانب عمّان لم تصدر أي تعليقات رسمية بشأن المطلب الذي ردده رجال الدين في السويداء الحدودية مع الأردن، لكن الأصوات لاقت صدى عند محللين ومراقبين. ومن بينهم المحلل السياسي الأردني، صلاح ملكاوي، إذ قال عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إن "طلب فتح معبر مع السويداء هو قديم، ومنذ سنوات، ويتجدد مع كل حراك أو نشاط إحتجاجي في المحافظة، وتم رفض الطلب سابقا ومؤكد هو مرفوض اليوم أيضا". وأوضح ملكاوي أن "تاريخ الأردن الحديث الممتد منذ 1921 يقول إنه دولة تلتزم بحسن الجوار وتحترم قواعد العلاقات الدولية، ولا تتعاطى مع أحزاب ولا جماعات ولا حراك ولا ميليشيات، لا مع دول الجوار ولا غيرها، وعلاقاتها محصورة مع الدول فقط". وأشار المحلل الأردني إلى إغلاق الأردن معبر "جابر" الحدودي بعد سيطرة المعارضة السورية على معبر نصيب المقابل، وإعادتها افتتاحه بعد عودة قوات النظام للجنوب السوري صيف 2018. ولا مصلحة لعمّان "في المساعدة أو دعم انفصال أي جزء أو مكون تابع للدولة السورية، ومهما كانت الأسباب فإن فتح معبر غير نظامي مع السويداء يعني دعم انفصال هذا الجزء من الدولة السورية". وينفي المتظاهرون في السويداء السورية منذ اليوم الأول للانتفاضة أي نزعات انفصالية، وأكدوا على ذلك من خلال الشعارات التي رفعت وسط ساحة السير (ساحة الكرامة)، وعلى لسان رجال الدين البارزين أيضا. ويقول الناشط السياسي شهاب الدين إنه "ضد فتح أي معبر"، مؤكدا أن الشارع "يطالب بسوريا موحدة وإسقاط النظام السوري". ويضيف: "السويداء قالت كلمتها في الانتفاضة ومن خلال الشعارات (واحد واحد واحد الشعب السوري واحد). هي تريد الخلاص الجماعي وليس الخلاص الفردي، والتقسيم ليس من معادلتها السياسية". ويحاول الأردن دائما "أن ينأى بنفسه عن فكرة أن يكون جزءا من خلافات داخلية ذات طابع سياسي على الصعيد السوري أو الفلسطيني"، وفق حديث عامر السبايلة، وهو أستاذ جامعي ومحلل جيوسياسي أردني. ويوضح السبايلة في حديث لموقع "الحرة" أن "الواقع الجغرافي مرتبط مع الأردن، لكن هناك أولويات للاستقرار ومواجهة المخدرات". ويعتقد أن "هناك محددات كثيرة من الأردن تمنعه من الدخول في مثل هذه الأمور، على الأقل في هذه المرحلة".

"سؤال كبير"

ومن غير الواضح حتى الآن المسار الذي ستسلكه الانتفاضة في المحافظة ذات الغالبية الدرزية في الأيام المقبلة، ولاسيما مع تأكيد المتظاهرين على البقاء في الشارع، وانضمام شيوخ العقل إليهم، مؤكدين على مطالبهم. وأيضا في وقت نزع المتظاهرون معظم صور رأس النظام السوري بشار الأسد وتماثيل أبيه حافظ الأسد، وعادوا قبل أيام ليغلقوا مبنى "حزب البعث" بالحديد، بعدما تعرضوا لإطلاق نار أمامه، الثلاثاء الماضي. ويعتبر السياسي المعارض، يحيى العريضي أن السؤال المتعلق بـ"المقبل" كبيرا، لكنه يرى أن "الحراك مستمر". ويقول: "إن كان النظام السوري يراهن على الوقت فإنه خسر هذا الرهان، لأن صبر هؤلاء الناس من صبر البازلت وبكل بساطة". ويضيف: "المسألة بيد السوريين جميعا وبرسم الدول المنخرطة في القضية السورية وبرسم الروس وبرسم الإيرانيين بأن يخرجوا من البلد. وبرسم أيضا المنظومة المستبدة في دمشق لتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالحل السياسي". وعاد العريضي ليؤكد أن "قرار فتح المعبر مع الأردن دولي وبيد الأردن، وأيضا بيد من أخذ السلطة رهينة في دمشق"، مشيرا إلى أن "السويداء وبحكم جغرافيتها لا معبر لها مع أي دولة أخرى، خلافا لحال المحافظات الشرقية والغربية أو الشمالية المحاذية لتركيا".



السابق

أخبار لبنان..إطلاق نار على السفارة الأميركية في لبنان..اشتراطات دولية ومحلية تتخطى الرئاسة وتعقّد الوضع!..هل تنقذ اللامركزية لبنان من التقسيم؟..نقاشات تحت مظلة «الطائف» بين وفد سنّي ورهبان الكسليك..الخماسية تمهل فرنسا حتى نهاية الشهر..

التالي

أخبار العراق.."مغالطات تاريخية": رئيس وزراء الكويت ينتقد الحكم العراقي بشأن خور عبدالله..«الخليجي» وأميركا: على العراق الالتزام بسيادة الكويت والاتفاقيات الدولية..العراق يحتج ضد تركيا رسميا متعهدا بالرد على قصفها لاراضيه..

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,851,954

عدد الزوار: 7,045,243

المتواجدون الآن: 89