أخبار سوريا..تأكيد انعقاد اجتماع رباعي في إطار التطبيع بين أنقرة ودمشق..تعزيزات لـ«ميليشيات إيران» شرق سوريا..المقاومة تعلن عن نفسها: حتى زوال الاحتلال الأميركي..عودة سوريا إلى "الحضن العربي".. خطوات فردية أم جماعية؟..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 28 آذار 2023 - 3:38 ص    عدد الزيارات 464    التعليقات 0    القسم عربية

        


تأكيد انعقاد اجتماع رباعي في إطار التطبيع بين أنقرة ودمشق..

تركيا اتهمت النظام السوري باستمرار محاولات تخريب المحادثات

الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق... رجّح مسؤولون أتراك وروس عقد الاجتماع الرباعي لنواب وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران وسوريا بشأن التطبيع بين أنقرة ودمشق في موسكو خلال أبريل (نيسان) المقبل بعدما أرجئ بطلب من الجانب الروسي بالتنسيق مع النظام السوري، حيث كان مقرراً عقده في 15 و16 مارس (آذار) الحالي، بحسب ما أعلنت أنقرة. في الوقت ذاته، اتهمت أنقرة النظام السوري بمواصلة تجريب بعض الطرق لتخريب مسار التطبيع. وقال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، في تصريحات لوكالة «سبوتنيك» الاثنين: إن المشاورات الرباعية على مستوى نواب وزراء خارجية روسيا وسوريا وتركيا وإيران للتمهيد لاجتماع وزراء الخارجية قد تعقد في موسكو في أوائل أبريل المقبل، مضيفاً «نحن نستعد قريباً». وأكد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، أن اجتماع نواب وزراء الخارجية سيعقد، وأن التفاصيل الإضافية حول تطورات هذا المسار ستظهر قريباً. وأوضح، أن هناك 3 قضايا رئيسية مطروحة على طاولة المباحثات، هي التنسيق في الحرب على الإرهاب ودفع العملية السياسية في سوريا لمواصلة مسار آستانة وضمان العودة الآمنة والكريمة للاجئين السوريين إلى بلادهم. وتابع كالين، أن الغرض من هذه الاجتماعات هو حماية وحدة أراضي سوريا وإنشاء نظام يأخذ في الاعتبار مخاوفنا الأمنية. واتهم النظام السوري بأنه «لا يزال يجرّب بعض الطرق لتخريب هذه العملية». وكان مقرراً، وفق ما أعلنت أنقرة من قبل، عقد الاجتماع الخاص بالبحث في مسار تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري، يومي 15 و16 مارس الحالي بموسكو، لكن أعلن في اللحظات الأخيرة عن تأجيله «لأسباب فنية». وتزامن الإعلان عن تأجيل الاجتماع، الذي كان يستهدف التمهيد لعقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأربع، مع زيارة رئيس النظام السوري إلى موسكو، حيث أعلن من هناك أنه لا يمكن أن يلتقي الرئيس التركي «قبل الانسحاب الكامل للقوات التركية من شمال سوريا، وأن الانسحاب يجب أن يكون هو الأساس الذي تجري على أساسه أي لقاءات أو مفاوضات». وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في وقت لاحق: إن الجانب الروسي اقترح تأجيل الاجتماع نتيجة مشاورات مع الجانب السوري، ووافقت أنقرة على الاقتراح. وأظهرت أنقرة موقفاً متشدداً كرد على شرط الأسد، وجددت تمسكها بالعمليات العسكرية التي تنفذها قواتها خارج الحدود بهدف القضاء على ما تصفها بـ«التهديدات الإرهابية» لحدودها وأمن شعبها، وفي مقدمها تهديدات «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تعدّ أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال سوريا. وأكد إردوغان، الخميس الماضي، أن «العمليات العسكرية ستتواصل داخل الحدود وخارجها إلى حين القضاء على آخر تهديد إرهابي لبلدنا وأمتنا». كما أكدت تركيا، أن «هدفها الوحيد» من الوجود في شمال سوريا يتمثل في ضمان أمن حدودها ومواطنيها، و«مكافحة الإرهاب لمنع وقوع مزيد من المآسي الإنسانية». وجاء التأكيد على لسان وزير الدفاع التركي؛ خلوصي أكار، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، الأربعاء، تناول التطورات في سوريا، حيث شدد أكار على أن تركيا «ستواصل القيام بما يقع على عاتقها فيما يخص ضمان السلام في المنطقة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية... وأن الوجود العسكري التركي في سوريا يهدف إلى مكافحة الإرهاب، وحماية حدود تركيا، ووحدة الأراضي السورية، ولا يشكل احتلالاً». وأضاف، أن بلاده تنتظر من دمشق تفهم موقفها من «وحدات حماية الشعب»، التي تعدّها امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني»، المصنف «منظمة إرهابية» في تركيا. وأظهرت محادثة هاتفية بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، توافقاً بين أنقرة وموسكو على ضرورة استمرار مسار التطبيع الذي تعثر مؤخراً بعد التصريحات التي أطلقها الأسد من موسكو. وأعلن الكرملين، عقب الاتصال الهاتفي بين إردوغان وبوتين، السبت، أنه جرى التأكيد على أهمية استمرار مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق. وفي حين لم تتطرق الرئاسة التركية في بيان أصدرته عقب الاتصال إلى تفاصيل فيما يتعلق بالمباحثات في الملف السوري، أكد الكرملين، في بيان، أنه «جرى التطرق إلى الأزمة السورية، وجرى التأكيد على أهمية استمرار عملية تطبيع العلاقات التركية – السورية، وأثنى الرئيس التركي على دور الوساطة البناء لروسيا في هذا الصدد». من ناحية أخرى، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الاثنين: إن نحو 60 ألف سوري عادوا بشكل طوعي إلى بلادهم عقب زلزالي 6 فبراير (شباط) المدمرين اللذين ضربا 11 ولاية في جنوب وشرق وجنوب شرقي تركيا، وتأثرت بهما مناطق في شمال غربي سوريا. وشدد على أن حدود بلاده مع سوريا مضبوطة، ولا وجود لعمليات تنقل أو نزوح غير قانوني.

تعزيزات لـ«ميليشيات إيران» شرق سوريا...

بعد أيام من تعرضها لقصف جوي أميركي

لندن: «الشرق الأوسط».... أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا) بأن ميليشيات موالية لإيران استقدمت تعزيزات إلى مقراتها العسكرية في كل من الميادين والبوكمال شرق سوريا، بالإضافة إلى منطقة عين علي، ضمن مناطق سيطرة قوات النظام في ريف دير الزور الشرقي. وجاءت هذه التعزيزات بعد أيام من قصف جوي أميركي طال عدداً من القواعد العسكرية لهذه الميليشيات في محافظة دير الزور، رداً على هجوم بطائرة مسيّرة «إيرانية الصنع»، تسببت في مقتل «متعاقد» مع الجيش الأميركي في قاعدة بمحافظة الحسكة المجاورة. وأوضح «المرصد السوري» أن التعزيزات تتألف من نحو 250 عنصراً من الجنسية السورية جاءوا من قرية حطلة ومناطق أخرى شرق الفرات. وتحدث عن «معلومات استخباراتية لدى الميليشيات الموالية لإيران بأن القوات الأميركية تعتزم تحريك مقاتلين معارضين للوجود الإيراني في المنطقة لاستهداف مواقعهم». وفي سياق متصل، أفاد «المرصد» بأن الميليشيات الإيرانية نصبت منصات صواريخ أرض - أرض متطورة قصيرة المدى في منطقة عين علي بالقرب من مدينة الميادين وبعض النقاط الأخرى، في حين أن عناصر الميليشيات تلقوا الأوامر باستهداف قاعدة حقل العمر النفطي، وهي كبرى قواعد «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا بشرق سوريا، بحال تعرضت مواقع الميليشيات الإيرانية في دير الزور وريفها للاستهداف. وكانت إيران قد وصفت الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت جماعات مرتبطة بـ«الحرس الثوري» في سوريا بأنها «هجوم عدواني وإرهابي». وقُتل 19 مقاتلاً على الأقل، غالبيتهم من السوريين، جراء هذه الضربات التي وقعت ليل الخميس/ الجمعة في شرق سوريا، بحسب آخر حصيلة أوردها «المرصد السوري». ودانت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان نُشر ليل السبت/ الأحد، «الهجوم العدواني والإرهابي للجيش الأميركي على أهداف مدنية في مدينة دير الزور السورية». وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني في البيان، أن «استمرار الوجود العسكري غير الشرعي للولايات المتحدة واحتلال أجزاء من الأراضي السورية والهجوم على أهداف مختلفة في هذا البلد، انتهاك للقوانين الدولية والسيادة الوطنية ووحدة تراب هذا البلد»، بحسب ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. واعتبر كنعاني أن «ادعاء أميركا بالوجود في سوريا لمحاربة داعش مجرد ذريعة لاستمرار الاحتلال ونهب الثروات الوطنية لسوريا، من بينها مصادر الطاقة وحبوب هذا البلد». وتابع المتحدث: «المستشارون العسكريون للجمهورية الإسلامية الإيرانية بناءً على طلب الحكومة السورية وبهدف مساعدة هذا البلد حاضرون في سوريا لمحاربة الإرهاب، وسيكونون مع سوريا للمساعدة في إرساء السلام والاستقرار والأمن الدائم». وأوضحت واشنطن أنها شنت ضربات بعد هجوم بمسيرة «إيرانية»، طال الخميس، «منشأة صيانة في قاعدة لقوات التحالف قرب الحسكة بشمال شرقي سوريا»، ما أدّى إلى مقتل «متعاقد أميركي، وإصابة 5 عسكريين أميركيين ومقاول أميركي آخَر». وبعد الضربات، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أنّ «الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكنّها مستعدّة للعمل بقوة لحماية شعبها».

المقاومة تعلن عن نفسها: حتى زوال الاحتلال الأميركي..

الاخبار...أيهم مرعي .... الحسكة | عاد الهدوء النسبي إلى الخطّ الفاصل بين مناطق سيطرة «قسد» والجيش السوري، على ضفاف نهر الفرات في دير الزور، بعد «مكاسرة» امتدّت على يومَين بين قوات الاحتلال الأميركي ومجموعات «المقاومة الشعبية». وبدأت هذه «المكاسرة» عندما استهدفت المجموعات المقاوِمة قاعدة رميلان الأميركية في منطقة خراب الجير، وهي ثاني قواعد الاحتلال في سوريا، ليسقط فيها متعاقد أميركي قتيلاً، إضافة إلى 5 جرحى، وذلك ردّاً على الغارات التي نفّذتها واشنطن ضدّ مواقع تشكيلات سورية مدعومة إيرانياً في هرابش والقورية. وحمل هذا الاستهداف الرقم 78، خلال 21 شهراً، منذ أولى عمليات استهداف الأميركيين، والتي وقعت في معمل غاز كونوكو شمال دير الزور في حزيران عام 2021. إلّا أن استراتيجية المقاومة يبدو أنها بدأت تتغيّر خلال الفترة الأخيرة، حيث صار القصف أكثر دقّة وكثافة، بعدما كانت تسقط الصواريخ خارج القواعد وعلى حدودها، فلا توقع أيّ إصابات. ولعلّ من أبرز ما ينبئ بهذا التغيّر هو انتقال المجموعات إلى الحالة العلنية في تبنّي ضرب القواعد الأميركية، وذلك عبر إعلان ما يسمّى «لواء الغالبون»، في أوّل بيان صادر عنه، «تمكّن فوج الطائرات المسيّرة التابع للمقاومة الإسلامية - لواء الغالبون - من استهداف مطار رميلان في سوريا، والذي تحتلّه القوات الأميركية، بطائرة مسيّرة ظهر الخميس الفائت، الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت بغداد». وأشار البيان إلى أن «عمليّتنا، وما سوف يتبعها من عمليات أخرى، يأتي ضمن سياق الردّ الطبيعي والمشروع على جريمة استهداف قادة النصر ورفاقهما»، في إشارة إلى الشهيدين القائدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس، مؤكداً «عزم اللواء على تنفيذ المزيد من العمليات الدقيقة على قوات الاحتلال الأميركي، وبأسلحة ذات تطوّر مستمرّ، و(أن الأميركيين) لن ينعموا بالأمن في العراق وخارجه حتى تحقيق الخروج الكامل لقوات الاحتلال من بلدنا». ويبدو واضحاً في البيان تعمّد أصحابه الإيحاء بأن استهداف قاعدة الرميلان تمَّ من داخل الأراضي العراقية، وهو ما يعني أن المقاومة وحّدت ساحتَي سوريا والعراق في وجه الاحتلال الأميركي، الذي بات يتعامل مع الساحتَين بشكل موحّد، عسكرياً ولوجيستياً. كما أن التلويح بتنفيذ المزيد من العمليات، وباستخدام أسلحة متطوّرة، يؤشّر إلى أن القواعد الأميركية في كلّ من سوريا والعراق، ستبقى هدفاً مفتوحاً حتى زوال الاحتلال. إلى ذلك، نفت إيران، عبر «مجلس الأمن القومي الإيراني»، الاتهامات الأميركية لها بــ«الوقوف وراء الهجوم على قواعد أميركية في سوريا»، مؤكّدة في الوقت نفسه، من طريق «مصدر أمني»، أن «أيّ هجمات على قواعد أقيمت بطلب من سوريا، ستقابَل بردّ فعلٍ فوري»، في ما يستبطن رسائل تحدٍّ إلى الأميركيين. وفي المقابل، سارعت واشنطن، على لسان منسق الاتصالات في البيت الأبيض، جون كيربي، إلى التأكيد أن «الولايات المتحدة لا تنوي تقليص وجودها العسكري في سوريا، بعد الضربات المتكرّرة على قواعدها هناك».

عودة سوريا إلى "الحضن العربي".. خطوات فردية أم جماعية؟

الحرة....ضياء عودة – إسطنبول.... باتت الخطوات المتعلقة بـ"عودة سوريا إلى الحضن العربي" أكثر ما يتصدر الأخبار والتطورات الخاصة بالملف السوري، وما بين تحركات أكدتها السعودية رسميا، وأخرى ترجمتها دولة الإمارات لأكثر من مرة، وما بينهما من "مبادرة أردنية" وزيارة مصرية تطلق تساؤلات بشأن ما إذا كانت هذه الجملة من المواقف تنطلق بسياق جماعي أم بشكل فردي. ولأكثر من مرة أعلن الأردن عن "مبادرة عربية للحل في سوريا"، وبعدما رددها لأول مرة وزير الخارجية، أيمن الصفدي، في أكتوبر العام الماضي، عاد ليكررها، قبل أيام، في أثناء لقائه المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، موضحا أنها "تتمثل بقيام العرب بحوار سياسي مع النظام يستهدف حل الأزمة، ومعالجة تداعياتها الأمنية والسياسية والإنسانية". ولم يحدد الصفدي ما إذا كانت المبادرة تشمل الخطوات التي أقدمت عليها السعودية مؤخرا، وقبلها الإمارات والبحرين ومصر وسلطنة عمان، فيما أشار حسب وكالة "عمون" إلى أن الأمم المتحدة مطلعة على تفاصيلها، وأن "التنسيق مع العرب حول موعد إطلاقها وآليات عملها مستمر". في غضون ذلك لا يعرف أيضا السياق الذي تندرج فيه خطوات الدول العربية تجاه النظام السوري والمحددات القائمة عليها والأسباب والدوافع، ولاسيما من جانب السعودية، التي أكدت رسميا، قبل أيام، أنها تجري مباحثات مع دمشق من أجل استئناف الخدمات القنصلية، وهو أول اتصال علني منذ انطلاق الثورة السورية. وبعدما كانت إيران حجز عثرة أمام إعادة علاقات سوريا بمحيطها العربي، وهو ما أشار إليه مسؤولون سعوديون في وقت سابق، كان لافتا خلال الأسابيع الماضية غياب ذكرها على لسانهم، مؤكدين على "جانبين سوريين فقط يتطلبان الحل"، الأول: يتعلق بعودة اللاجئين، والثاني ضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضريين من كارثة الزلزال. وشمل التأكيد على هذه الجوانب إلى جانب السعودية دولة الإمارات التي استقبلت رأس النظام السوري، بشار الأسد، مع زوجته الأسبوع الماضي، ومصر التي اتصل رئيسها، عبد الفتاح السيسي، مع الأخير وأجرى وزير خارجيته زيارة إلى دمشق، بعد كارثة الزلزال. وفي حين تتسلط الأضواء على "وجود إجماع عربي لعودة سوريا" وإعادة العلاقات مع النظام بشكل مختلف عما كان سائدا خلال السنوات السابقة، ما تزال التكهنات تثار بشأن الموقف الخاص بقطر، وعما إذا كانت ستنضم إلى الركب العربي أم ستشذّ عنه.

فردية أم جماعية؟

فيما يتعلق بآخر وأبرز الدول العربية التي أعلنت عن أولى خطواتها الدبلوماسية تجاه النظام السوري يقول أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الإمام بالسعودية، الدكتور عبد الله العساف، إن وزير الخارجية، فيصل بن فرحان، سبق وأن أشار إلى "وجود وجهة نظر عربية تبلورت وتكونت بضرورة الحوار مع سوريا". ومع ذلك يوضح العساف لموقع "الحرة" أن "هذا الإجماع منفرد، أي تكوّن لدى كل دولة على حدى"، وأنه "لو أنه جماعيا لتبنته الجامعة العربية". وتقود وجهة نظر أستاذ الإعلام السياسي إلى أنه لا يوجد تنسيق كامل بين الدول العربية للبدء بالعلاقة مع النظام السوري، ولا وجود لجدول أعمال وتنسيق بينها. ويضيف العساف أن ما يحصل في الوقت الحالي يرتبط بسلسلة من المؤشرات والمعطيات، و"أجواء التصالحات التي سادت في المنطقة مع إيران ومصر وتركيا والإمارات وسوريا"، وصولا إلى كارثة الزلزال المدمّر، وما تبعها من تصريحات أبرزها تأكيد الوزير بن فرحان عن ضرورة "الانفتاح على دمشق". من جهته اعتبر الخبير الأمني والاستراتيجي الأردني، عمر الرداد، أن "هناك إجماعا عربيا على عودة النظام السوري إلى الجامعة، وفق مقاربة بأن عودة سوريا للحضن العربي سيجعلها بعيدة عن إيران". لكن هذا "الإجماع" حسب ما يقول الرداد لموقع "الحرة": "ليس متخذا ضمن قرار جماعي وتنسيق أدوار". ويوضح أنه "في الأصل كانت الدول العربية على عدة مواقف خلال السنوات الماضية، ما بين معارضة ومتحفظة ومندفعة لاستعادة سوريا إلى الحضن العربي"، لكن ومع التطورات في أوكرانيا وتداعياتها على المشهد الدولي والمشهد الإقليمي "بات لها مرجعيات مختلفة".

لم تتضح الصورة بعد بشأن قراريتعلق بعودة دمشق للجامعة العربية

ويقول الرداد: "الآن لكل دولة ربما تنسيق على مستوى ثنائي وثلاثي، وليس شاملا، رغم أنه يصب في تحقيق الهدف النهائي في إعادة بناء العلاقة مع النظام السوري". ويضيف أن "مقاربة الأردن تتعلق بأنه يمكن إعادة النظام للحضن العربي بشكل متدرج، وكان الملك قد طرحها في البيت الأبيض العام الماضي، لكن على ما يبدو أن واشنطن لم تقدم دعما كافيا لها، فيما أتاحت لها الفرصة للتطبيق". ويوضح الرداد أن "الأردن ينسق بخصوص ذلك ربما مع الإمارات في إطار العلاقة الخاصة، ومع مصر"، بينما تأتي خطوات السعودية بشكل متأخر، ومرتبطة بما تم الاتفاق عليه مع إيران.

"سلاح الحوار"

والنظام السوري معزول إلى حد بعيد عن بقية العالم العربي في أعقاب الحملة الدامية التي شنها على الاحتجاجات المناهضة لحكم بشار الأسد في 2011. وعلى إثر ذلك قبل 12 عاما علّقت الجامعة العربية عضوية سوريا، في وقت سحبت العديد من الدول العربية مبعوثيها من دمشق، على رأسها السعودية. لكن، وفي أعقاب الزلزال المدمّر استفاد النظام السوري من تدفق الدعم من الدول العربية، فيما كان حريصا على تقديم نفسه على أنه يتمتع بالشرعية الدولية، وسلط الضوء على جميع رسائل التعازي التي تلقاها من قادة العالم جراء الكارثة. ومن المنتظر انعقاد القمة العربية في دورتها الـ32، في السعودية، في 19 من أيار المقبل، حسب ما أعلن الأمين العام المساعد المشرف على شؤون مجلس الجامعة العربية، حسام زكي. وصرّح، الأحد، أن "تحديد الموعد جاء بعد مشاورات أجراها الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، مع الحكومة السعودية، والتي رحبت بعقدها في التاريخ المذكور". ولا يعرف ما إذا كان النظام السوري سيكون حاضرا في القمة المرتقبة، ولاسيما في ظل الحديث عن زيارة قد يجريها وزير خارجية السعودية، فيصل بن فرحان، إلى دمشق، بعد عيد الفطر، وفق ما ذكرت وسائل إعلام روسية. لكن ووفق تقدير أستاذ الإعلام السعودي، عبد الله العساف "إن لم تعد سوريا في الدورة المرتقبة ربما ستكون حاضرة في الدورة التالية. بالتالي سنرى عقد الجامعة العربية قد اكتمل، وقد استفادت من الدروس السابقة". ومن وجهة نظر الرياض يقول العساف: "يجب أن يكون هناك حوار مع دمشق، وأن لا تترك كما كانت في السابق، لأنه خلال العقد الماضي رأينا 3 دول غير عربية تتحكم بالمصير السوري، سواء تركيا أو إيران أو روسيا". ويضيف: "مضى أكثر من عقد من الزمان والحرب دائرة بين الحكومة والشعب، وفي اعتقادي لم ينتصر أحد على أحد والجميع خاسر إذا استمر في هذا النهج". وبذلك "يجب الانتقال من حوار السلاح إلى سلاح الحوار، وهذا هو الأنفع لسوريا والشعب العربي السوري وهوية البلاد وعروبتها ووحدتها وتقليل التدخلات الأجنبية في سوريا"، حسب تعبيره. ويشير العساف إلى أن "الحل السياسي في سوريا سيكون صاحب الأولوية"، وأن "هذه المرحلة قد تكون بمشاركة سعودية صينية إيرانية روسية، بعيدا عن قرار 2254 وجنيف 1 و 2 و 3 وتفاهمات أستانة". و"ربما ستعيد المقاربات الجديدة والرباعية الجديدة الأمور إلى نصابها ويصبح الحل السياسي هو سيد الموقف خلال المرحلة المقبلة"، وفق ذات المتحدث. لكن الخبير الأمني والاستراتيجي الرداد يرى أنه لا يمكن الحديث عن عودة سوريا للجامعة بمعزل عن القوى الفاعلة الرئيسية في الملف السوري، كما أن "المواقف العربية التي تدعو لإعادة النظام السوري ما تزال تصطدم بموقف أميركي وغربي". ويوضح الرداد أن "أميركا والغرب لديهم قناعات أنه لا يمكن تأييد المصالحة مع النظام دون إنجاز عدة ملفات، من بينها المحاسبة على جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وما يتعلق باستخدامات السلاح الكيماوي".

"خلق مبادرة وابتزاز"

في غضون ذلك تعتبر الكاتبة والناشطة السورية، عالية منصور، أنه "لا توجد مباردة عربية بخصوص سوريا"، وأن "الدول العربية تحاول خلقها في الوقت الحالي". وتقول لموقع "الحرة": "لا يوجد شيء متبلور. هناك ضياع ويحاولون إيجاد رؤية، ولذلك تأخرت القمة التي كان من المفترض أن تكون أواخر هذا الشهر". وباعتقاد الناشطة السورية فإن "هناك خطوطا عريضة، فيما لا توجد مبادرة شاملة يتم البناء عليها". وتضيف أن "الجميع يدور في حلقة مفرغة، ومع ذلك هناك نية غير منظّمة لإيجاد حل وتدخل بسبب غياب الموقف الأميركي والدولي عن الوضع في سوريا". ولم تتضح الصورة العامة عما إذا كانت الخطوات المتعلقة بإعادة نظام الأسد لـ"الحضن العربي" ستنجح بالفعل في المرحلة المقبلة، لاسيما مع المعارضة التي أبدتها الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية لهذا المسار. وكذلك الأمر بالنسبة لمستقبل علاقة إيران بالنظام، الذي تعزز بالزيارات المكوكية من جهة، وبالتصريحات الرسمية التي تضعهما في "خندق واحد"، وهو ما سبق أن أثاره مسؤولون خليجيون مرارا. وبوجهة نظر الكاتبة منصور فإن "إيران باتت أمرا واقعا في سوريا والعراق، والدول العربية تعي ذلك ولا تتوهم، وبالتالي لا تريد الانسحاب الكامل بل القليل من الاستقلالية في القرار لسوريا". وتقول منصور إنه "عندما نتحدث عن انسحاب إيران من سوريا ونفوذها من لبنان نكون قد بنينا تحليلاتنا على سنوات سابقة وليس على الوضع الحالي. لكل دولة الآن أولوياتها، من بينها السعودية وملف اليمن والحوثيين". أما بالنسبة لرئيس النظام السوري، تشير منصور إلى أنه "يتبع سياسة الابتزاز التي سار عليها أبيه حافظ الأسد. يبتز العالم بما يملك، وهو ما حصل إزاء الأردن من خلال السلاح والبكتاغون". وتعتقد منصور أن "السعوديين سيحاولون فرض حل لضبط الحدود وأمنها بشكل ليس كامل. الحل الكامل لا يصبح أمرا واقعا، بسبب وجود أطراف أخرى لاعبة في سوريا من بينها أميركا وتركيا". وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن ثلاثة مصادر مطلعة، الأسبوع الماضي، القول إن سوريا والسعودية اتفقتا على معاودة فتح سفارتيهما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من عقد، في خطوة من شأنها أن تمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في عودة دمشق إلى الصف العربي. وقال مصدر إقليمي موال لدمشق إن الاتصالات بين الرياض ودمشق اكتسبت زخما بعد اتفاق تاريخي لإعادة العلاقات بين السعودية وإيران، وهي الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد. وبعد ذلك نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن مصادر قولها إن "رئيس الأمن الوطني في سورية علي مملوك ومدير المخابرات العامة حسام لوقا أجريا زيارة للرياض مطلع الأسبوع الماضي، وأجريا محادثات مع مسؤولين سعوديين حول العودة التدريجية للعلاقات بين البلدين". وقالت المصادر: "وذلك بعد أن تتعهد دمشق بحزمة من الإصلاحات على مستوى الوضع الداخلي والعلاقة مع المعارضة السورية، إضافة إلى تعهدها ألا تكون مصدرا لتصدير الكبتاغون إلى الأردن ودول الخليج". ووفق الصحيفة فقد بدأ النظام السوري "على أرض الواقع بملاحقة خلايا تعمل في مجال صناعة وتصدير الكبتاغون إلى الأردن، وأحبطت سلطاته عدة عمليات الأسبوع الحالي في بادرة حسن نية لتحسن العلاقات مع الرياض".

سوريا بعد الحرب والزلزال..وحوش وأفاعٍ ومستعمرات للجرذان في الشقق المهجورة

دمشق: «الشرق الأوسط»... تحدث مواطنون سوريون في الأيام الماضية عن انتشار ظاهرة الحيوانات البرية المتوحشة والأفاعي التي تظهر في المناطق السكنية التي تأثرت بالزلزال المدمر الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا في 6 فبراير (شباط) الماضي. كما شكا آخرون من أن الشقق المهجورة بفعل النزاع الأهلي المستمر منذ عام 2011 تحولت إلى «مستعمرات للجرذان». وقالت مصادر محلية في حماة لـ«الشرق الأوسط»، إن الأهالي في حي البعث بمدينة حماة قتلوا الأسبوع الماضي، حيواناً مفترساً (واوي) بمساعدة عناصر من الدفاع المدني ومفرزة الكلاب الشاردة التابعة لمجلس المدينة، حيث تم التربص للحيوان، وهو من فصيلة الذئاب، وإطلاق النار عليه. وهذا الحادث هو الثاني من نوعه في الحي ذاته، إذ قُتل قبل فترة حيوان بري آخر يسمّى «غرير العسل». وقبل يومين، قالت المصادر إن أهالي بلدة المعمورة في ريف محافظة طرطوس قتلوا ذئباً وأنثاه بعد هجومهما مع ذئاب أخرى على حظائر أغنام في البلدة وتمكنهم من قتل نحو 25 خروفاً، مضيفة أن الأهالي يتربصون بذئب ثالث. وقالت المصادر إن الذئاب عادت لتظهر في المناطق السكنية بالريف خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وإنها غالباً ما تأتي بحثاً عن الدواجن التي تُربّى في حدائق المنازل. وأكدت سيدة من ريف حمص الغربي تعرض حظيرة الدجاج في منزلها لهجمات ذئب مفترس على مدى شهر، مشيرة إلى أنه لم يتبقَّ من الدجاجات سوى دجاجتين فقط بعدما كان عددها نحو 30 دجاجة، مضيفة أن ابنها تمكن من قتل الذئب بكمين. كما تحدثت عن «عودة مخيفة» للأفاعي والزواحف الأسبوع الماضي، وهو أمر يشكو منه كثير من الأهالي الذين تضم منطقتهم عشرات المنازل المدمرة جراء الحرب. وربط مدير التنوع الحيوي بوزارة الإدارة المحلية والبيئة السورية، بلال الحايك، بين خروج الأفاعي من جحورها بشكل عشوائي والزلزال الذي تعرضت له البلاد. وقال الحايك في تصريح لجريدة «الوطن» المحلية، إن «الأفاعي والزواحف ظهرت بصورة عشوائية وبأعداد أكثر من الطبيعي في مناطق التعرض للزلزال في محافظات حماة واللاذقية وحلب وإدلب، حيث إنه بالإضافة إلى ميزة الإحساس المبكر بالزلزال، فإن الزلزال يؤثر على أماكن (جحور) الأفاعي التي تعد مسكناً لها وتتأثر بحركة طبقة قشرة الأرض مؤدية إلى تحطيم هذه الجحور وتخريب مساراتها، الأمر الذي يؤدي إلى خروج وظهور كامل الأعداد للزواحف الموجودة في المنطقة المتأثرة بالزلازل». وتابع أن «ارتفاع درجات الحرارة في فصل الربيع أدى إلى نشاط في حركة الأفاعي». وطمأن الحايك الأهالي بأن هذه الظاهرة ستتراجع بشكل طبيعي ريثما «تجد الأفاعي والكائنات الأخرى مكاناً ملائماً جديداً تتخذه مسكناً لها... وهو السلوك الطبيعي للكائنات الحية أثناء تعرض مناطقها للزلازل». ووقع مؤخراً كثير من حالات لدغ من أفاعٍ سامة في ريف حماة، تسببت بوفاة شاب واحد على الأقل، وسط تخوف من تكرار هذه الحوادث مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة. ويقول ناشطون بيئيون إن في سوريا نحو 38 نوعاً من الأفاعي تم توثيقها، منها 6 أنواع سامة جداً ونحو 28 غير سامة. إلا أن غالبية المواطنين لا تميز بين تلك الأنواع، إذ ينتشر الرعب بمجرد رؤية الأفعى في منطقة سكنية. وظاهرة الوحوش البرية والأفاعي تتكرر بدورها مع الجرذان التي تنتشر بشكل كثيف حالياً في مناطق سكنية تضررت بفعل الحرب. وروت سيدة من بلدة في ريف دمشق الغربي أنها لاحظت وجيرانها تزايد نشاط الجرذان في البناء الذي تسكنه، فشكّوا في أن يكون المصدر مطعم الفلافل الذي يحتل الطابق الأرضي من البناء. وبعد التفتيش والمراقبة لم يعثروا سوى على بضعة جرذان تم القضاء عليها. كما تم نصب أفخاخ وسموم، لكن الجرذان ازداد نشاطها في البناء إلى أن توصلوا إلى احتمال أنها تستعمر الشقة المغلقة في الطابق الرابع التي هجرها أصحابها منذ بداية الحرب. وتمت الاستعانة بالمختار والشرطة لاقتحام الشقة، وكانت المفاجأة وجود مستعمرة للجرذان فيها، الأمر الذي أثار الذعر في البلدة من احتمال وجود مستعمرات أخرى في عشرات الشقق المهجورة. وأكدت مصادر أهلية في دمشق أن مسألة انتشار القوارض، لا سيما الجرذان، ليست جديدة، لكنها استفحلت في الفترات الأخيرة لتراجع الخدمات وإجراءات النظافة العامة والسلامة الصحية التي من المفترض أن تقوم بها البلديات في الوقت الذي تتزايد فيه أعداد المطاعم بالأحياء السكنية ويتزايد تراكم القمامة في الشوارع لأيام عدة قبل جمعها، لا سيما في الأحياء الشعبية والمناطق المكتظة.



السابق

أخبار لبنان..قلق دولي وعربي من الانحدار الطائفي في لبنان..طي صفحة «الساعة».. وميقاتي أمام خيار الاعتكاف..باريس تستعجل "أي حلّ" لبناني..وماكرون يعتزم زيارة الرياض..الحكومة كسرت "فرمان" برّي: دولة الباطل "ساعة"!..ميقاتي يتراجع عن «فتنة التوقيت»..ميقاتي بعد مجلس الوزراء الاستثنائي: لم أتصوّر الردود الطائفية البغيضة..بوصعب لـ «الشرق الأوسط» : باسيل أخطأ في رد فعله..تفاقم التضخم يزيد مخاطر الأمن الغذائي في لبنان..البخاري يُطمئِن «حلفاءه» وليف تحذّر: عقوبات على المعرقلين..صفقة المطار: القرار عند ديوان المحاسبة | جدل قانوني..وأسئلة عن المالك والوسطاء..

التالي

أخبار العراق..البرلمان العراقي يقر التعديل الثالث لقانون الانتخابات في جلسة صاخبة..القوى التقليدية في العراق تحكم سيطرتها عبر «سانت ليغو»..تحالف «إدارة الدولة» ينجح في تعديل قانون الانتخابات العراقي..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,080,084

عدد الزوار: 6,751,832

المتواجدون الآن: 109