أخبار لبنان.. الفراغ الرئاسي: الرياض لرئيس من رحم الطائف وواشنطن تحذّر من الأسوأ.. "ميليشيا الحرس": باسيل ينقل "بارودة الشعبوية" إلى الشارع!.. تحذيرات من «توتير سياسي وتجييش طائفي» إثر إشكال في محطة تلفزيونية..توترات تنذر بانفجار على الساحة المسيحية: هل بدأت سياسة الانتقام الجسدي من العونيين؟..الضغوط الأميركية متواصلة: عقوبات على شبكة نفطية بتهمة دعم حزب الله..مساعٍ حكومية لتغذية كهربائية تصل إلى 10 ساعات يومياً..

تاريخ الإضافة السبت 5 تشرين الثاني 2022 - 4:06 ص    عدد الزيارات 905    التعليقات 0    القسم محلية

        


الفراغ الرئاسي: الرياض لرئيس من رحم الطائف وواشنطن تحذّر من الأسوأ

«حزب الله» يقترب من تسمية فرنجية.. وميقاتي للتحقيق في تهرُّب جمركي...

اللواء... غداً، يكون قد مضى أسبوع كامل على مغادرة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون قصر بعبدا، ايذاناً بطي صفحة، ليست مضيئة بتاريخ لبنان، وضعت البلد على سكة الانقسامات، وكادت ان تعيد عقارب الساعة الى الوراء، بمعنى تجاوز دستور الطائف، وإغراقه باشكالات، ومطالبات، بهدف تصديعه او تجاوزه لنظام حكم لا يخدم وحدة الثوابت التي تضمنتها مقدمة الدستور، لجهة الوطن الواحد النهائي لجميع ابنائه، واحد أرضاً وشعباً ومؤسسات، عربي الهوية والانتماء، وملتزم مواثيق الجامعة العربية ومنظمة الامم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان، وبمبدأ فصل السلطات وتوازنها وتعاونها، والانماء المتوازن للمناطق ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً كركن اساسي من أركان وحدة الدولة واستقرار النظام، الى آخر المسلمات الوطنية من «أ» الى «ي»، كما وردت في مقدمة الدستور المعمول به اليوم. وعليه، تتجه الانظار اليوم الى مؤتمر احياء الذكرى الـ 33 لتوقيع اتفاق الطائف الذي تنظمه الرياض في قصرالاونيسكو بإشراف السفير السعودي في بيروت وليد بخاري، وبمشاركة حشد من النواب والقوى السياسية والفعاليات. على ان يشهد الاسبوع المقبل جلسة جديدة هي الخامسة لانتخاب رئيس جمهورية، من دون ظهور اي بوادر تفاهم او اتفاق حتى الان وسط التجاذبات والمواقف العامة القائمة. وعشية المؤتمر الذي تقيمه السفارة اليوم، زار السفير بخاري السراي الكبير، والتقى الرئيس ميقاتي حيث بحث معه في موضوع «اتفاق الطائف». ويكتسب مؤتمر الاونيسكو اهمية بالتزامن مع الجهود المبذولة لانتخاب رئيس الجمهورية، على قياس الطائف، كدستور، انهى الحرب الداخلية، وفتح الباب امام الاستقرار، وعرف لبنان طوال مرحلة الحم بموجبه من مراحل من النمو والازدهار، والسيطرة على الانهيارات المالية، وعلى مستوى الدولار قبل التوصل الى اتفاق الطائف العام 1989. وفي السياق، اشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الخميس المقبل ليست إلا رقما يتم إضافته إلى سجل الجلسات الانتخابية السابقة من حيث تعذر انتخاب رئيس للبلاد، مشيرة إلى أن هناك إمكانية أن يتم طرح أسماء قد تشكل مفاجأة، ولفتت إلى أن الأيام المقبلة تشهد. تكثيفا للاتصالات قبيل جلسة الانتخاب، على ان الثنائي الشيعي لم يحسم أمره بعد في دعم أي شخصية مع العلم أن معطيات أشارت إلى أن كتلة التنمية والتحرير تميل الى النائب السابق سليمان فرنجية. ورأت هذه المصادر أنه في المقابل توحي الأجواء أن النائب ميشال معوض يحوز على أصوات المعارضة مع أصوات إضافية، لكنها غير كفيلة لأيصاله إلى سدة الرئاسة. إلى ذلك، كررت المصادر ان البلد دخل مرحلة الشغور ورفع السقوف دون أي قرار بخفضها،وهذا يعزز أهمية على استحالة الوصول إلى أي تفاهم وانتخاب رئيس للبلاد قريبا. وسط ذلك أعلنت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف، أنّ «الوضع في ​لبنان قد يزداد سوءًا، مع فراغ غير مسبوق في السلطة». ووفقا لما اشارت اليه «اللواء» فإن الاتجاه لدى فريق 8 آذار الجهر بتسمية النائب السابق سليمان فرنجية للرئاسة الاولى، بصرف النظر عن موقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل. وقالت مصادر قيادية في 8 آذار لـ «اللواء» ان الملف اللبناني بشقيه السياسي والاقتصادي اكبر من جبران باسيل بكثير... قد يكون الرجل قادرا بمكان ما على الحصول على مراعاة شخصية من الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله حول بعض الملفات الداخلية غير الاستراتيجية، ولكن عند الحقيقة فان الاولويات والاستراتيجيات تتقدم على اي ملف اخر، وبالنسبة للحزب فان انتخاب فرنجية رئيسا للجمهورية بات اولوية استراتيجية غير قابلة للنقاش، وهذا الملف خرج من الزواريب اللبنانية الداخلية الى التفاهمات الاقليمية والدولية والعربية حول الملف اللبناني برمته، من هنا، فان مسالة الوقوف عند خاطر باسيل في موضوع انتخاب رئيس الجمهورية خاضعة للمعايير الاخلاقية التي يتعاطى بها حزب الله مع حلفائه فقط لا غير بانتظار اللحظة الاقليمية والدولية التي ستأتي بفرنجية الى قصر بعبدا ...

شيا: المواصفات الرئاسية

وعلى الخط الرئاسي، دخلت السفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا، اذ دعت لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، يضع مصالح لبنان أولاً، في حساباته، ويكون قادراً على الحديث مع المجتمع الدولي. وبالنسبة لحزب الله صرحت شيا بأنه «لا أجادل في أن حزب الله يمكن أن يكون براغماتيا أحيانا ولكنني لست في موقع يمكن أن يقيم مدى براغماتيهم في موضوع اتفاق الترسيم لأننا لا نتحدث معهم ولا حتى عبر وسطاء». ووصفت السفير شيا في لقاء مع عدد من الإعلاميين، اتفاق ترسيم الحدود بأن اتفاق تاريخي، مطالبة بأخذ روحية بروحية في معالجة مشكلات أخرى عالقة. مشيرة الى ان الاتفاق قد يكون ارضية لتفاهمات في المستقبل. وقالت: لبنان بحاجة ماسة الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي بشروطه الثمانية، واعتبرت ان قرض الـ3 مليارات، ليس هو الاساس فالأهم من الاموال، هو الاتفاق» لانه يأتي بالاستثمارات لاحقاً بحد ذاته. ورمت المسؤولية في ما خصَّ استجرار الغاز والكهرباء، على وزارة الطاقة، اذ طالت المفاوضات، وطالبت بتحسين الجباية، وانشاء الهيئة الناظمة للكهرباء، وهما شرطان يطالب بهما البنك الدولي لتوفير التمويل اللازم.

بروفة الخميس

بالمقابل، طرحت التعديات التي حصلت من قبل مناصري التيار الوطني الحر ضد المشاركين في حلقة «صار الوقت» الخميس الماضي، واستقدام عناصر من الجيش اللبناني للسيطرة على الموقف، مخاوف من لجوء اطراف تشعر بالاحباط السياسي من استخدام التوترات الامنية، وتوسيعها الى ايجاد بؤر توتر في غير منطقة. و بقيت اصداء الفوضى التي شهدتها محطة ام تي في مساء امس بفعل غضب مناصري التيار الوطني الحر من المحطة، تتردد مثيرة موجة ردود فعل مستنكرة ومتضامنة مع المحطة ومع الحريات، اجتمع الرئيس ميقاتي اليوم مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي وتم البحث في الوضع الامني وعمل وزارة الداخلية. وشدد مولوي على «الامساك بالأمن خصوصا في هذه المرحلة».

نشاط ميقاتي

مع تسلحه بتوصية المجلس النيابي بمواصلة تصريف الاعمال بعد الفراغ الرئاسي، واصل الرئيس ميقاتي معالجة القضايا الملحة، فترأس امس، إجتماعا لممثلي الدول والهيئات المانحة من اجل مكافحة وباء الكوليرا،وشارك فيه وزير الصحة فراس الأبيض، وزير الداخلية القاضي بسام مولوي، وزير الطاقة والمياه وليد فياض وسفراء: الولايات المتحدة الاميركية، فرنسا، بريطانيا، الصين، الاتحاد الأوروبي، كوريا الجنوبية، سويسرا، النمسا، استراليا، المانيا، الدانمارك، ايطاليا، كندا، المملكة العربية السعودية، القائم بأعمال سفارة الكويت، السكرتيرة الاولى لسفارة اليابان، القائم بأعمال سفارة النروج وممثلون عن البنك الدولي، منظمة الصحة العالمية، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، برنامج الأمم المتحدة الانمائي، اليونيسف، ووحدة إدارة المخاطر والكوارث في رئاسة مجلس الوزراء، مجلس الانماء والاعمار. كما التقى وزراء الداخلية بسام المولوي، والثقافة وسام مرتضى والاعلام زياد مكاري وتابع معهم شؤون وزاراتهم. كما إلتقى المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا وتم خلال اللقاء عرض للتطورات الأوضاع السياسية المحلية والدولية. والبارز في نشاط ميقاتي امس ايضا لقاء سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، حيث بحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين. كما تطرق البحث «الى موضوع اتفاق الطائف، في ضوء اللقاء الذي تقيمه السفارة السعودية اليوم في قصر الاونيسكو، لمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين للاتفاق». من جهة ثانية، وجه رئيس الحكومة كتابا الى كل من وزارات الداخلية والبلديات والمالية (ادارة الجمارك) والدفاع الوطني والعدل والأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع والنيابة العامة التمييزية، يتعلق بإدخال بضائع من دون إستيفاء الرسوم المفروضة، جاء فيه: صرح أحد النواب بأن في مرفأ بيروت مافيا تقوم بإخراج أي كونتينر وتوصله لأي تاجر مقابل 5 إلى 10 الآف دولار من دون المرور بالجمارك. للتفضل بالاطلاع وإجراء التحقيقات اللازمة بالسرعة الممكنة بإشراف القضاء المختص والإفادة. الى ذلك، ذكرت بعض المعلومات ان الرئيس ميقاتي سيزور مصر نهاية الاسبوع المقبل، للمشاركة في قمة المناخ العالمية التي تنعقد هذا العام في القاهرة يومي الاثنين والثلاثاء، على ان تشكل الزيارة مناسبة لمتابعة المحادثات التي اجراها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش قمة الجزائر، خصوصا لجهة المساعدات المصرية الموعودة لا سيما اللقاحات في مواجهة الكوليرا وقد باتت في عهدة وزيري الصحة في البلدين. كما علمت «اللواء» من مصادر السرايا الحكومية انه ستكون للرئيس ميقاتي لقاءات مع عدد من رؤساء وحكومات وممثلي عدد من الدول العربية والاجنبية المشاركة في القمة للبحث في مختلف الاوضاع المطروحة محلياً واقليمياً ودولياً.

مواقف

وفي المواقف ذات الصلة بالاستحقاق الرئاسي رأى رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك ان «وضعنا بعد الفراغ الرئاسي ليس على ما يرام، فالحاجة والضرورة تقتضي إنجاز الاستحقاق الرئاسي بالتفاهم والتوافق، على الشخصية التي تلبي طموح اللبنانيين، بالحماية والعدالة والإنصاف، لا يكون مرتهنا للإملاءات من الداخل أو الخارج، لا يهاب في مصلحة وطنه أحداً، قادر على إخراج الوطن من الأزمات، التي تتفاقم في جميع المرافق الحياتية، وفي مقدمتها المعيشية والمالية، بالانفتاح على دول العالم بشرقه وغربه، باستثناء الكيان الصهيوني المؤقت الغاصب لفلسطين». وغرّد عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن عبر «تويتر»: «يغيب الحوار وتحل التوترات، ونعود الى جلسات إنتخاب أسبوعية أشبه بمسرحية مملة لا فائدة منها طالما لم نتوافق على رؤية إنقاذية وشخصية قادرة وجامعة، كل مواطن ومسؤول حر وحريص يشعر بالخجل من هذا العجز والإنحدار، لا تركنوا للعجز ولا تنتظروا الإملاءات الخارجية، حافظوا على الكرامة الوطنية»! وتوقع عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية «ان تكون جلسة انتخاب الرئيس المقبلة كسابقاتها، لأنه لم يتم التوافق بعد على اسم للرئيس».

الوضع المعيشي

على الصعيد المعيشي، وعشية مناقشة اللجان النيابية المشتركة الكابيتال كونترول الاثنين، صدر جدول جديد لأسعار المحروقات امس، لحظ ارتفاعاً في سعر صفيحة البنزين بنوعَيه 9 آلاف ليرة، أمّا سعر صفيحة المازوت فتراجع 13 ألف ليرة، وقارورة الغاز 3 آلاف. وقال رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين كاسترو عبد الله،: بعد ثلاثة أشهر من اليوم سيدفع الشعب فاتورة كهرباء مدولرة قابلة للزيادة في سعر الكيلو واط. فإلى الشارع والى الساحات للتصدي لرفع الدعم الكلي عن الكهرباء، ومن خلال الهاء الشعب بمناكفاتهم التحاصصية واشتباكهم السياسي ومن خلال الفراغ الكلي الذي اوصلونا اليه يحاولون تمرير كل متطلبات صندوق النقد الدولي وشروطه، ويبقى الخوف الاكبر هو ما يحضر للقطاع العام ولموظفيه في كافة الادارات ولمتقاعديه ومحاولتهم التخلص من ما يقارب 300 الف موظف ومتقاعد في القطاع العام.

المغرب يُحبط عملية تهريب مليوني حبة كبتاغون آتية من لبنان

أعلنت الشرطة المغربية أنها أحبطت، أمس، في ميناء طنجة شمال المملكة، عملية تهريب دولية لأكثر من مليوني حبة من مخدر الكبتاغون، كانت على متن باخرة قادمة من لبنان باتجاه ميناء في غرب أفريقيا. وقالت المديرية العامة للأمن الوطني في بيان إنها تمكنت من «إجهاض عملية للتهريب الدولي لشحنة كبيرة من المؤثرات العقلية، وحجز مليونين و18 ألفا و500 قرص مخدر من نوع كبتاغون». وأوضحت أن هذه الشحنة تم ضبطها داخل حاوية بضائع كانت على متن باخرة تحمل علم دولة أوروبية، «انطلقت من أحد الموانئ بدولة لبنان ومتوجهة صوب ميناء في دولة في غرب أفريقيا»، لم يتم تحديدها.وأشارت إلى فتح تحقيق للكشف عن كافة «المرتبطين بالشبكة الإجرامية المتورطة في محاولة تهريب هذه الشحنات الكبيرة من المؤثرات العقلية … وتحديد تقاطعاتها وروابطها الإقليمية والدولية»، فيما لم يعلن بعد عن توقيف مشتبه بهم. وتُعد حبوب الكبتاغون من المخدرات سهلة التصنيع، وتباع بسعر رخيص في الأسواق، ويرى فيها البعض بديلاً رخيصاً عن الكوكايين. لكن هذا المخدر ليس منتشرا في المغرب، بخلاف الحشيشة التي تعد المملكة أهم منتجيها في العالم، وتعلن الشرطة المغربية بشكل متواتر إجهاض عمليات لتهريبها نحو أوروبا على الخصوص.

غانم لـ"نداء الوطن": يسعى إلى رفع معنويات جمهوره المنهارة

"ميليشيا الحرس": باسيل ينقل "بارودة الشعبوية" إلى الشارع!

نداء الوطن... في سياق متدرّج وبخطوات مدروسة، يسير "التيار الوطني الحر" باتجاه إعادة تشكيل صورته على صورة قوى "الأمر الواقع" الخارجة عن القانون والشرعية، وفق أجندة "غوبلزية" ممنهجة تحاكي نقل "بارودة" الدعاية الشعبوية إلى الشارع في محاولة يائسة لاستثارة العصب المسيحي بعدما فشل في استدراج البيئة المسيحية إلى شعبويته السياسية والرئاسية، فانتهى إلى ما انتهى إليه من خيبات ونكسات متتالية أخرجته عن سكّة تكريس هيمنته الشرعية على السلطة التنفيذية بشقيها الحكومي والرئاسي، بعدما انكسر مقود التحكم بإدارة الدولة تحت قبضته مع لحظة خروج العماد ميشال عون من قصر بعبدا. وضمن هذا السياق المتدرّج، يتدحرج باسيل في قيادة التيار العوني من أعلى هرم الجمهورية إلى ميدان الشغب والتخريب واستعراض العضلات الميليشيوية تحت لواء "الحرس القديم"، ساعياً إلى استنساخ صورة "القمصان السود" بصبغة برتقالية في الوسط المسيحي، وقد بدأ هذا المظهر المليشيوي بالتجلي أكثر فأكثر مع بدء العد العكسي لنهاية الولاية الرئاسية العونية، خصوصاً من خلال تعمّد تظهير صورة نائب "التيار الوطني" شربل مارون متوسطاً مجموعة من المسلحين بزي عسكري موحّد وبعضهم ملثمون يرفعون الرشاشات وشارة "التيار" لمناسبة ذكرى 13 تشرين الأول، مروراً بمحاولة استدراج الشارع المسيحي إلى إشكالات مفتعلة من خلال تنظيم احتفالات استفزازية في 30 تشرين الأول على طول الطريق من بعبدا إلى الرابية، وصولاً أخيراً إلى "اقتحام" النائب مارون نفسه على رأس مجموعة من عناصر ميليشيا "الحرس القديم" استديو برنامج "صار الوقت" مساء الخميس وتوليهم مهمة التعدي على جمهور البرنامج وفريق عمل قناة "أم تي في" وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة في المبنى ومحيطه. وجزم الزميل مارسيل غانم لـ"نداء الوطن" أنّ ما حصل أتى نتيجة "تحضير مسبق للإشكال" قبل انطلاق الحلقة، سواءً من خلال "رسائل التهديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو التواجد بكثرة في محيط الاستوديو"، كاشفاً أنه عندما استشعر خطورة ما يتم التحضير له في هذا المجال أعاد تنبيه ضيفه النائب شربل مارون إلى ضرورة الالتزام بما جرى الاتفاق عليه مسبقاً لناحية عدم جواز تواجد هذا العدد الكبير من "الحرس القديم" ووجوب العمل على ضبط أي تحركات مشبوهة من قبلهم، لكن سرعان ما تم افتعال المشكل وتسارعت الأمور لتتحول من شتائم إلى تضارب داخل الاستوديو ثم إلى شغب وتكسير وتخريب في الخارج. وشدد غانم على أنّ الأمور تخطت محاولة التعرّض له ولبرنامج "صار الوقت" لتشكّل إستهدافاً واضحاً لمحطة "أم تي في" التي ترفع الصوت في وجه "جميع القوى الإلغائيّة في البلد، وتحديداً "التيار الوطني الحر" وحلفائه"، معتبراً أنّ باسيل "وجد الوقت مناسباً من أجل الإعلان عن الميليشيا المسلحة خاصته من خلال برنامج تلفزيوني هو الأكثر مشاهدة، محاولاً بذلك شدّ عصب مجموعته المتوجسة من المحاسبة مع إنتهاء العهد، عبر إبراز قوته المسلحة على الأرض وأمام الناس، وإيصال رسائل ترهيبيّة تتوعد جميع الذين يطالبون بمساءلة "التيار الوطني" ومحاسبته". وإذ تساءل عن مخططات باسيل والتصرفات التي كان ليقدم عليها في حال نجاجه في التمديد لعمر "العهد"، رأى غانم أنّ إعلانه عن "الميليشيا" يتماهى مع محاولاته المتكررة لإطالة مفاعيل عهد الرئيس السابق ميشال عون، ولفت في هذا الإطار إلى أنّ باسيل وجد المناسبة مؤاتية عبر "صار الوقت"، من أجل إظهار صورة تياره المليشيوية بغية "رفع معنويات جمهوره المنهارة، ومحاولة إثبات الوجود (...) على الرغم من رحيل الرئيس عون".

تحذيرات من «توتير سياسي وتجييش طائفي» إثر إشكال في محطة تلفزيونية

تحطيم تجهيزات... ومحطة «إم تي في» اللبنانية أوقفت استقبال جمهور «الوطني الحر»

بيروت: «الشرق الأوسط»... رفع الإشكال الذي وقع في محطة «إم تي في» التلفزيونية مساء الخميس، وتيرة المخاوف من «افتعال التوتير السياسي والتجييش الطائفي» في ظل الأزمة السياسية القائمة في البلاد والانقسام العمودي بين المكونات، وسط تضامن مع المحطة التي تعرضت للتكسير، وإصرار على حماية حق التعبير عن الرأي. واندلع إشكال في محطة «إم تي في» (MTV) اللبنانية مساء الخميس، بدأ داخل استوديو برنامج «صار الوقت» الحواري السياسي الذي يقدمه الإعلامي مارسيل غانم، وما لبث أن تطوّر خارجه، ما أدى لإطلاق نار وسقوط جرحى. وبدأ الإشكال بين جمهور «التيار الوطني الحر» الموالي للرئيس المنتهية ولايته ميشال عون الذي كان يفوق عدده 80 شخصاً داخل الاستوديو، وبين عدد من الأشخاص المنتمين إلى أحزاب أخرى، قبل أن يتدخل عناصر الأمن المولجون حماية المحطة التلفزيونية لإخراج المتسببين بالمشكلة من الاستوديو. وتطوّر التضارب بالأيدي والعصي إلى إطلاق نار بالهواء من عناصر الأمن الخاص للمحطة، لمنع دخول مزيد من مناصري «الوطني الحر» إلى المحطة، علماً بأن نحو 30 منهم كانوا موجودين في الخارج بعد منعهم من الدخول مع انطلاقة الحلقة، لأن أسماءهم لم تكن مسجلة للمشاركة. وبعد تحطيم عدد من الكاميرات والميكروفونات واللوحات الإعلانية، تجمهر عدد كبير من أنصار عون أمام مباني المحطة ووصل مزيد من المناصرين لمحاولة اقتحامها من جديد، لكن عناصر الجيش اللبناني وصلوا قبل ذلك وفرضوا طوقاً أمنياً حولهم لمنعهم من الاحتكاك بعناصر أمن المحطة، ما أدى إلى أكثر من اشتباك مباشر بين الجيش والجمهور العوني. كذلك حصل اشتباك بين الجيش وعناصر أمن «إم تي في». ويعد هذا الإشكال هو الأول من نوعه في الشاشات اللبنانية منذ سنوات، وغالباً ما يتساجل ممثلو الأحزاب والقوى السياسية، ومناصروها، في الاستوديو، من غير أن يصل الأمور إلى تضارب. وأعلن الجيش اللبناني في بيان، أن قوة منه تدخلت لفض اشتباكات أمام محطة «إم تي في» في منطقة النقاش وأعادت الوضع إلى ما كان عليه. وانتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي صور تُظهر سقوط جرحى من جمهور «الوطني الحر». واعتبرت محطة «إم تي في» أنه «بدا واضحاً أنّ من يسمّون أنفسهم الحرس القديم (جزء من الجمهور العوني يضم قدامى العونيين) استعدّوا عمداً للإشكال الذي حصل في استوديو «صار الوقت»، وكاد، ربما، يتسبّب بوقوع ضحايا». وقالت: «بدا واضحاً أنّ هؤلاء يرغبون بالفوضى، وقد هدّد بعضهم بذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل الحلقة، ثمّ هدّدوا المحطة بشكلٍ مباشر بعدها». وإذ شددت المحطة على أنها «تترك التعامل مع هؤلاء إلى الأجهزة الأمنيّة والقضائيّة»، أكدت أنّها «سترفض، حتى إشعارٍ آخر، استقبال هذا الجمهور الموتور في برنامج (صار الوقت)، نتيجة ما قام به أمس، على الرغم من إتاحة المجال له للتعبير مراراً عن الرأي، وهو ما يظهر جليّاً من خلال متابعة الحلقة، على أن يبقى الضيوف المنتمون إلى التيّار مرحّباً بهم للتعبير عن مواقفهم ومواقف حزبهم، وهو ما تحرص عليه (إم تي في) ولن تتخلّى عنه، مهما تعرّضت لحملات مسيئة». في المقابل، قالت اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في «التيار الوطني الحر»، إنه «فيما كان طلاب من التيار الوطني الحر يشاركون في برنامج (صار الوقت) عبر محطة (إم تي في)، تم الاعتداء عليهم من بعض الجمهور ومن عناصر أمن المحطة الذين اقتادوا الطلاب إلى الخارج واعتدوا عليهم بالضرب وأطلقوا النار». وطالب «التيار» الأجهزة الأمنية والقضاء بتسلم الملف فوراً. وأشار البيان إلى أن الطلاب المعتدى عليهم سيتقدمون بالشكوى اللازمة. ووضع التيار هذه الحادثة «برسم محطة (إم تي في) المطلوب منها ‏أن تفسّر كيف تدعو ضيوفاً وتسمح لعناصر أمنها بالاعتداء عليهم». وأكدت اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في «التيار» أنها طلبت من المناصرين «العودة إلى منازلهم لعدم تحمّل مسؤولية أي اعتداء إضافي يحصل». ورفع هذا الإشكال وتيرة المخاوف الأمنية، ورأى رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة، أنّ «خطورة ما جرى تكمن في إدراك بعض الأطراف السياسية التي مُنيت أخيراً بالخسارة والخيبة، لا سيما بعد فشلها في تعطيل المؤسسات السياسية والدستورية، ولذا تحاول التعويض عن ذلك بافتعال التوتير السياسي والتجييش الطائفي»، في إشارة إلى «التيار الوطني الحر». وحذر السنيورة «من نقل هذه الممارسات إلى الشارع الذي من شأنه فتح الباب أمام ردود أفعال لا يمكن أن تحتملها البلاد في هذه الظروف». وناشد «القوى الأمنية التنبه لما يحاك ويدبر من فتن تستهدف البلاد للتعويض عن الخيبات والخسائر السياسية». ودان وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، ما حصل أمام محطة «إم تي في»، معتبراً أنّ «الجميع مطالب بالتحلّي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية لتجاوز الأزمة الحالية». ودعا في بيان «القوى السياسية ووسائل الإعلام إلى الابتعاد عن كلّ ما يثير التشنّجات والاحتقان»، وطالب الجميع بـ«ممارسة الرقابة الذاتية في التعبير عن المواقف والآراء، مراعاةً للوضع العام الذي يتّسم بالدقة والتعقيد». واستنكرت الدائرة الإعلامية بـ«القوات اللبنانية» في بيان، «الاعتداء»، معتبرة أنه «يتجاوز الإشكالات التي تكون وليدة لحظتها بدليل تخريب وتكسير استوديو التصوير». واعتبرت أن «هذا التصرُّف غير المقبول إن دلّ على شيء، فهو يدلّ على رفض كلّ ما هو رأي آخر وإعلام حرّ، وحقد دفين وكراهية واضحة للإعلام الحرّ الذي يتجسّد في هذه المحطة». وطالبت الدائرة الإعلامية «القضاء المختص بأن يضع يده على ملف الاعتداء على المحطة، وأن يحاسب المرتكبين بأسرع وقت ممكن، لأن أي مماطلة أو تسويف أو لفلفة تشجِّع المرتكبين على أعمال مخلِّة بالأمن مستقبلاً، بما يهدِّد نعمة الاستقرار الوحيدة المتبقية لدى اللبنانيين». كما طالبت القوى الأمنية بـ«الضرب بيد من حديد كل مَن تسوِّل له نفسه تهديد الاستقرار وإشعال الفتنة». بدوره، شجب جهاز الإعلام في حزب «الكتائب اللبنانية» في بيان، الاعتداء، ورأى أن «محاولات ترهيب الإعلام مرفوضة من أي جهة أتت، واستعمال العنف في التخاطب والمحاورة أمر مردود، ولبنان سيبقى على الرغم من كل محاولات الترهيب منبراً للكلمة الحرة والرأي الصريح».

توترات تنذر بانفجار على الساحة المسيحية: هل بدأت سياسة الانتقام الجسدي من العونيين؟

الاخبار... رلى إبراهيم ... التوتر الكبير الذي يسود «الشارع المسيحي» منذ وقت غير قصير، بدأ ينفجر على شكل توترات بين مناصرين للتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وأنصار النواب التغييريين المعارضين لرئيس الجمهورية ميشال عون قبل انتهاء ولايته وبعدها. والمخاوف التي عبر عنها مسؤولون كبار في الدولة ومرجعيات دينية وحزبية من حصول احتكاكات تؤدي إلى توترات أمنية، بدأت تترجم على الأرض مواجهات كان البارز فيها ما شهدته قناة «المر تي في» أول من أمس، خلال عرض حلقة من برنامج «صار الوقت» الذي يقدمه الإعلامي مارسيل غانم. وهي الحلقة التي توقفت بعد مواجهات واشتباكات بالأيدي قبل أن تتطور إلى عمليات إطلاق نار، ما دفع بالجيش اللبناني وأجهزة أمنية إلى التدخل، لحماية بعض مناصري التيار الذين نقل عدد منهم إلى المستشفيات.... مجموعة من الفيديوات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أول من أمس تستعرض مشاهد للتضارب وإطلاق الرصاص داخل استوديو برنامج «صار الوقت» الذي تقدمه قناة MTV وخارجه. إلا أن اللافت أن متناقلي هذه المشاهد، فسروها بما يتناسب وخلفياتهم السياسية. فدان الفريق المناصر لخط المحطة السياسي تعرّض شباب التيار الوطني الحرّ للمحطة وربط أداء شبابه بالتوتر و»الحقد» المحتقن بعد نهاية العهد. في حين وجدت أحزاب 14 آذار و»تغييريوها» في ما حصل فرصة لإعلان التضامن مع محطتهم في وجه خصومهم العونيين معتبرين ما حصل تعدّياً على «حرية الإعلام». هكذا، تنافست أحزاب القوات والكتائب والأحرار والاشتراكي والرئيس فؤاد السنيورة والنواب فؤاد مخزومي وأشرف ريفي وبولا يعقوبيان وبلال الحشيمي ومصباح الأحدب ورفاقهم مثل فارس سعيد وإيلي محفوض (قبل أن ينضم إليهم الوزير السابق وئام وهاب) على التغريدات المتعاطفة مع المر. وتطابق رأي هؤلاء مع بيان نقابة المحررين التي دانت «الاعتداء» متبنية رواية 14 آذار نفسها. أما المؤيدون للتيار وفريق 8 آذار عموماً، فدعموا رواية شباب التيار بأن ثمة «كميناً» أعد مسبقاً بحقهم، وأن جمهور النائب وضاح الصادق عمد إلى استفزازهم خلال الدقائق الأولى من البرنامج عبر شتم العهد والرئيس ميشال عون. وقد استخدم الفريقان وسائل تدعم روايتيهما، فتناقل الفريق الأول تغريدة لشاب عوني عبارة عن «سيلفي» من داخل الاستوديو مذيلة بعبارة «نحنا والنايب شربل مارون ناويينلك يا مارسيل»، مقابل نشر الفريق الثاني لرسالة على الواتساب منسوبة إلى الإعلامي مارسيل غانم وموجهة إلى صحافي يدعى محمد نمر يدعوه فيها إلى البرنامج ويقول له: «محضرين كل الوسائل الخاصة وميشال المر مجهز كل شي لطرد موالي عون - باسيل وفي أمن مسلحين ناطرينن بالخارج للقيام بالواجب».

تغريدات ورسائل واتس اب تعكس نوايا مبيتة قبل اندلاع المواجهة في الاستديو

لكن العنصر الحاسم في الخلاف السياسي الذي نشب على خلفية الاحتقان المتبادل بين الجمهور المؤيد للنائب وضاح الصادق والجمهور المؤيد للنائب شربل مارون، وانضم إليه عناصر أمن محطة المر (غالبيتهم عناصر في «القوات اللبنانية» أو مؤيدون لها)، وعمدوا إلى ضرب الشباب العوني مما أدى إلى دخول 5 شبان إلى المستشفى. الخلاف بدأ عندما قدم ناشط من التيار يدعى الياس الزغبي مداخلة للرد على وضاح الصادق، فحصل توتر بين الجمهور لا سيما بعد قول الزغبي للصادق أنه من الطبيعي ألا يدري ما حصل في 13 تشرين، لأنه يومها كنت تائهاً بين نشيدين وطنيين. تلا ذلك تلاسن ما بين شاب عوني وشاب من جمهور الصادق من منطقة الضنية، ثم دخل عنصر أمن المحطة وهو قواتي ليقول للعوني: «سدّ نيعك» ويبدأ بضربه. قبل أن يلحق به عناصر الأمن في الخارج ويبدأوا بضرب العونيين. حاول غانم تدارك الوضع بتكليف أحد مرافقيه استدعاء الزغبي من بين الجمهور لتهدئة رفاقه العونيين، لكن «أمن» المر استبق وصول الزغبي إلى غانم وعاجله بالضرب وبالركل حتى بدأ غانم بالصراخ عليهم لردعهم: «رح تقتلوه». وبالفعل، يعاني الزغبي من إصابة في شبكة العين ورضوض في الجمجمة. في هذه الأثناء، اتصلت ناشطة من التيار بمن هم في الخارج للمساندة، لكنهم اصطدموا بعناصر الأمن ولم يتمكنوا من الدخول، بل أخرج العناصر العونيون إلى الخارج وباتوا مطوقين من الناحيتين. وهنا تختلف الروايتان، يقول موظفو الـ «أم تي في» إن إطلاق النار بدأ من «الحرس القديم» وهم مجموعة عونية من القدامى الذين كانوا متجمعين على بعد أمتار من مدخل المحطة، عندها أتى عناصر أمن المحطة بأسلحتهم، وبادروا إلى إطلاق النار في الهواء عندما تقدّم «الحرس القديم» باتجاههم محاولين الدخول إلى الاستوديو. فيما تقول الرواية العونية إن الشبان لم يكن بحوزتهم سلاح والدليل أن لا فيديو يظهر ذلك بين كل المقاطع التي انتشرت وأنهم استدرجوا إلى كمين حيث جرى ضربهم بالبنادق والعصي ما استدعى نقل بعضهم إلى المستشفيات. وتشير إلى أن مارسيل غانم «اخترع» خبر انتشار عناصر من التيار أمام المدخل، فيما هؤلاء الشباب تم منعهم من الدخول إلى الاستوديو في بداية الحلقة. بين الروايتين الثابت أن ميشال المر استخدم السلاح في وجه شباب غير مسلحين، وانهال رجال أمنه بالضرب على العونيين كما لو أن ثمة ثأرا. وتقول مصادر في «أم تي في» إن المشكلة تفاقمت مع وصول فريق من مغاوير الجيش بحيث بدأوا بضرب كل من يمرون بقربه بدءاً بالحرس القديم ثم بعناصر أمن المحطة. بالتزامن مع ذلك، كان العقيد معوض المسؤول عن الأمن في المتن الشمالي والذي وصل بلباسه المدني، يتكلم مع نائب رئيس مجلس إدارة المحطة حبيب غبريل. ولما شاهد غبريل «السكيوريتي» يتعرضون للضرب من قبل الجيش طلب منهم التوقف مشيراً إلى أن هؤلاء ليسوا إسرائيليين، فانهالوا عليه بالضرب أيضاً وعلى العقيد معوض من دون أن يتعرفوا إليه. وإلى داخل الاستوديو وصلت فرقة من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بناء لطلب وزير الداخلية بسام المولوي لإخراج وضاح الصادق ومحمد نمر اللذين اختبآ في الصالون المجاور للمحطة. لكن «المعلومات» لم تتمكن من إخراجهما بعد رفض الجيش ذلك باعتبار أنه الجهة الموكلة بفرض الأمن وحماية الضيوف. فانسحب عناصر المعلومات، فيما حضر عناصر أمن الدولة أيضاً لضمان حماية النائب شربل مارون الذي كان يبحث عن زوجته وابنه. وقد استمر الاشتباك إلى ما بعد منتصف الليل.

جنبلاط يمارس التهدئة

باشر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط خلال الأيام الماضية، سياسة استباقية لمنع أي توتّر بين محازبيه وأنصار التيار الوطني الحرّ بالتزامن مع خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا وما رافقه من تحركات لأنصار التيار في الشارع. وقبل يوم الأحد الماضي أبلغ جنبلاط مسؤولي المناطق والمسؤولين الحزبيين والنواب بضرورة التهدئة، ومنع أي احتكاك في الجبل بين الاشتراكيين والعونيين خلال انتقالهم من القرى إلى بعبدا لوداع عون، وعدم القيام بحملات إعلامية أو استفزازات للجمهور العوني. وانعكس الأمر في التصريحات الهادئة لنواب الاشتراكي في جلسة الخميس. ويبدي جنبلاط قلقاً على الوضع الأمني في ظل الفراغ والتجاذب القائم في الساحة المسيحية بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وعدم وضوح حلول في الأفق، ومن مساعي أطراف إلى توتر أكبر في البلد لتحريك المياه الراكدة، ما يدفعه إلى العمل على تحييد الجبل عن تداعيات التوترات المحتملة.

الضغوط الأميركية متواصلة: عقوبات على شبكة نفطية بتهمة دعم حزب الله

الاخبار... استأنفت الإدارة الأميركية الضغوط المباشرة على قطاع الأعمال الذي يقوده لبنانيون في أكثر من منطقة في العالم، بحجة أنها مشاريع تخدم حزب الله، لكن الضغوط التي تنتهي على شكل عقوبات جديدة إنما تستهدف المزيد من الضغوط على البيئة الاجتماعية التي يتمتع حزب الله بنفوذ كبير فيها، وذلك ضمن خطة تفترض أنه يمكن من خلال هذه العقوبات محاصرة الحزب والضغط عليه للتنازل في ملفَّي الصراع مع إسرائيل وملف الانتخابات الرئاسية. والجديد هو اتهام «مكتب مراقبة الأصول الأجنبية» (OFAC)، التابع لوزارة الخزانة الأميركية، عدداً من الأفراد والكيانات بالضلوع في ما وصفها «شبكة تهريب نفط إيرانية»، لتحقيق إيرادات لحزب الله و«فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني. وتشمل عدداً من الأفراد والشركات والسفن التي شاركت في «مزج» النفط لإخفاء أصوله الإيرانية، في الإمارات العربية المتّحدة، قبل تصديره إلى جميع أنحاء العالم لدعم حزب الله و«الحرس»، بحسب تقرير نشره الموقع الإلكتروني للوزارة. الاتّهام ليس الأوّل من نوعه. ففي أيّار الماضي، أعلن «OFAC» عن «شبكة دولية لتهريب النفط وغسل الأموال بقيادة مسؤولين من فيلق القدس»، سهّلت «بيع ما قيمته مئات الملايين من الدولارات من النفط الإيراني لمصلحة حزب الله وفيلق القدس». آنذاك، زعم وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، بريان إي نيلسون، أنّ «الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بشكل كامل بمحاسبة النظام الإيراني على دعمه لوكلاء الإرهاب، الذين يعملون على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط»، فضلاً عن العقوبات الغربية الأخيرة على مسؤولين إيرانيين كبار وكيانات في الدولة، والتي اعتبرتها طهران ممارسات تهدف إلى «انتزاع تنازلات منها على طاولة المفاوضات حول الاتفاق النووي الإيراني».

واشنطن تتهم حزب الله والحرس الثوري بتسييل النفط لتمويل أنشطتهما

هذه المرة، نقل موقع وزارة الخزانة عن نيلسون، قوله، الخميس، إنّ «الأفراد الذين يديرون هذه الشبكة غير القانونية يعتمدون على شبكة من الشركات الوهمية والتكتيكات الاحتيالية، التي تشمل تزوير الوثائق للتغطية على أصول النفط الإيراني وبيعه في السوق الدولية، والتهرب من العقوبات»، معتبراً أنّ «على المشاركين في السوق التنبّه إلى محاولات حزب الله والحرس الثوري الإيراني الحصول على إيرادات عبر تهريب النفط»، للقيام بما زعم البيان أنّها «أنشطة إرهابية في جميع أنحاء العالم». واستخدمت الشبكة، بحسب البيان، وحدات تخزين في ميناء الشارقة في الإمارات، وأضافت المنتجات ذات الأصول الهندية إلى النفط الإيراني، وعدّلت شهادات المنشأ، لتهريبه من دون أن يتم التعرّف إليه وبيعه في الخارج. يُعيد البيان الأميركي بداية عملية «مزج وتصدير النفط» إلى منتصف عام 2022. وهو يتّهم مجموعة من الأفراد بشكل محدّد، أبرزهم: فيكتور أرتيموف، وهو أوكراني الأصل، والإيرانيان إدمان نافريه وروزبيه زاهدي، واللبناني محمد الزين، بتوظيف «العشرات من الشركات التي يسيطرون عليها، للقيام بأنشطة الشبكة غير المشروعة». ويتّهم المكتب الأميركي المواطن الإيراني، ومدير الشركة الإيرانية «GILDA TAR KARVAN INTERNATIONAL COMPANY»، إدمان نافريه، بالإشراف على شبكة من عشرات الشركات التي دعمت «مزج النفط الإيراني وتصديره بشكل غير قانوني»، وذلك «بناءً على أوامر من مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى، على صلة بمكتب المرشد الأعلى لإيران، لتحويل أرباح عمليات تهريب النفط التي تقوم بها الشركة إلى الشركات والحسابات المصرفية المرتبطة بحزب الله والحرس الثوري». ومن بين الأشخاص الآخرين الذين اعتبر التقرير أنّهم على صلة بالشبكة، الفرنسية تاتيانا ريابيكوفا، التي كانت «موظفة لدى أرتيموف وساعدت في تنسيق معاملاته المالية»، والسويسري غريغوريو فازون، «المدير التنفيذي لشركة Ava Petroleum Services والعضو الوحيد فيها». التقرير الاميركي يولي اهتماماً خاصاً بأرتيموف، باعتبار أنّه «استغلّ بشكل خاص شركاته الكثيرة لشراء وبيع ناقلات النفط»، لاستخدامها في ما بعد لنقل النفط الإيراني المخلوط بالنيابة عن الشركة. وهو أيضاً من خطّط مبيعات النفط للمشترين الآسيويين، اعتباراً من أواخر عام 2021، مع محمد إبراهيم بزي، المتّهم من «OFAC»، في أيار 2018، بأنّه من المموّلين الرئيسيين لحزب الله. وبحسب البيان، فقد أدّت شبكة الشركات التي يديرها دوراً محورياً في أعمال الشبكة، ومن ضمنها شركة Ava Petroleum التي يديرها، وPetro Naviero التي يديرها ويمتلك 50 في المئة منها، والتي كانت تسيطر، عبر العديد من الشركات التابعة، على عدة سفن كانت تستخدم في شحن النفط. ومن بين شركاته الأخرى، Centrum Maritime ،Energotrade Plus DMCC ،Intrepid Navigators ،Rising Tide Shipping، وغيرها.

الشركات الرئيسية

في المحصلة، تشمل الاتهامات 11 شركة أساسية، وهي:

-شركتان مقرهما دبي، الإمارات العربية المتحدة، وهما: AL HAKEEL AL ASWAD OIL TRADING LLC وENERGOTRADE PLUS DMCC.

-شركة إيرانية، وهي: GILDA TAR KARVAN INTERNATIONAL COMPANY

-شركة مقرها جنيف، سويسرا، وهي: AVA PETROLEUM SERVICES S.A

-شركتان مقرهما سنغافورة وهما: CENTRUM MARITIME PTE. LTD وPETRO NAVIERO PTE. LTD

- شركتان مقرهما تركيا، وهما: EXPANSE SHIP MANAGEMENT LIMITED، وMONUMONT SHIP MANAGEMENT LIMITED

أمّا باقي الشركات، فمقرّها جزر مارشال، وهي:

-AZUL VISTA SHIPPING CORPORATION

-BLUE BERRI SHIPPING INC

-INTREPID NAVIGATORS S.A

-HARBOUR SHIP MANAGEMENT LIMITED

-PONTUS NAVIGATION CORP

-«RISING TIDE SHIPPING CORP»

-«TECHNOLOGY BRIGHT INTERNATIONAL LIMITED»

-«TRITON NAVIGATION CORP»

VISTA CLARA SHIPPING CORPORATION»

لبنان: مساعٍ حكومية لتغذية كهربائية تصل إلى 10 ساعات يومياً

تمويل ذاتي نتيجة رفع تعريفة الخدمة... وموافقة «المركزي» على تأمين العملة الصعبة

الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا... تسعى الحكومة اللبنانية لتأمين تغذية كهربائية بمعدل يصل إلى 10 ساعات يومياً، بدءاً من شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بعد اتخاذ إجراءين ماليين؛ أولهما رفع تعريفة الكهرباء للمشتركين بنحو 30 ضِعفاً، بموازاة الاتفاق مع «مصرف لبنان المركزي» لتأمين العملة الصعبة على سعر منصة «صيرفة» العائدة له، لاستيراد الفيول. واللافت أن الحل الذي جرى الاتفاق عليه أخيراً يستهدف تشغيل معامل الإنتاج العاملة على الفيول أويل، وليس على الغاز، بعد تعثر المقترح الأخير لاستيراد الغاز من مصر لتشغيل محطة إنتاج عاملة على الغاز في شمال لبنان. قالت مصادر وزارة الطاقة، لـ«الشرق الأوسط»، إن المساعي الأخيرة نجحت إلى حد كبير لاستئناف إنتاج الكهرباء في المعامل الحرارية، حيث أطلقت الوزارة عبر «المديرية العامة للنفط» 3 مناقصات لشراء كل من مادتي الفيول أويل Grade A et Grade B ومادة الغاز أويل لصالح مؤسسة كهرباء لبنان. وجاء إطلاق المناقصة بعد مشاورات واجتماعات بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، ووزارة المالية وحاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة، أفضت إلى إبلاغ فياض بتأمين التمويل اللازم لشراء مشتقات النفط لتشغيل معامل إنتاج الطاقة التابعة لمؤسسة «كهرباء لبنان»، وصولاً إلى معدل تغذية يومي بين 8 و10 ساعات. ووفق دفاتر الشروط، سيجري فض العروض في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، على أن يجري تسليم الفيول ما بين 1 و10 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ويعاني لبنان من نقص كبير في التغذية الكهربائية، منذ صيف 2021، في ضوء تراجع قدرة «مصرف لبنان» عن تأمين الدولار لاستيراد الفيول، فيما لم يمنح البرلمان وزارة الطاقة سلفة خزينة لصالح مؤسسة «كهرباء لبنان» لاستيراد الفيول. ولم تعمل محطات الكهرباء إلا بالفيول الذي وفّرته الحكومة العراقية على مدى عام بمعدل شحنة شهرية، ما أسهم في توليد الطاقة الكهربائية لنحو 4 ساعات يومياً، إلى جانب المحطات الكهرومائية التي تغذي بعض المناطق بالتيار الكهربائي. وتبحث وزارة الطاقة عن مصادر فيول مستدامة بتسهيلات بالدفع. وقالت مصادر مواكبة لزيارة وزير الطاقة للجزائر قبل 3 أيام، إن الزيارة كانت إيجابية لناحية تأمين الفيول، مشيرة إلى «تذليل الكثير من العقبات»، ما يسهم في تأمين شحنات فيول مطابقة للمواصفات مع تسهيلات للبنان في دفع ثمنها. ولطالما بقيت قضية الكهرباء معلقة على التمويل وتأمين عائدات مالية لشراء الفيول وتشغيل المعامل. وبقي سعر الكهرباء مدعوماً من الدولة، حتى مطلع الشهر الحالي، حيث ارتفعت تعريفتها بنحو 30 ضِعفاً عما كانت عليه في السابق، وهو إجراء تنظر الحكومة إليه بوصفه حلاً للخروج من مأزق التغذية الكهربائية، حيث سيتيح تمويلاً ذاتياً من غير فرض ضغوط على موازنة الدولة العاجزة أصلاً. وتعتزم وزارة الطاقة رفع التعريفة ليصبح ثمن الكيلوواط ساعة 0.10 دولار في الشطر الأول؛ أي يعتمد هذا السعر لأول 100 كيلوواط استهلاك، بينما يصبح السعر فوق هذا الرقم 0.27 سنت لكل كيلوواط. ويجري احتساب سعر صرف الدولار على سعر منصة «صيرفة» العائدة لـ«مصرف لبنان المركزي». وبهذه الحال سيكون سعر الكيلوواط في الشطر الأول نحو 3000 ليرة لبنانية، بعدما كان 80 ليرة في الفاتورة السابقة. إضافة إلى ذلك، ذكرت شركة «الدولية للمعلومات» أن الخدمات ستُحتسب أيضاً بالدولار. وقالت في تقرير نشرته الأربعاء، إن المنزل الذي يصل استهلاكه شهرياً إلى 250 كيلوواط ساعة «قد تصل فاتورته الشهريّة إلى نحو مليون و900 ألف ليرة (50 دولاراً)، وفقاً لسعر منصّة صيرفة»، بعدما كانت الفاتورة نفسها تبلغ 25 ألف ليرة في السابق. لكن «لدى مقارنة فاتورة المولّدات مع الفاتورة المحتسبة بناءً على تعريفة الدولة الجديدة لمؤسّسة كهرباء لبنان، نجد أن تعريفة المولّدات هي الأعلى بنسبة 130 %»، حسبما ذكرت «الدولية للمعلومات». وأعلن فياض، في وقت سابق، أن الوزارة ستبدأ قراءة العدّادات في المناطق، خلال نوفمبر (تشرين الثاني)، وديسمبر (كانون الأول)، على أن تبدأ الجباية والدفع وفق التعريفة الجديدة مطلع عام 2023. وقال: «إننا نتوقع، بحسب خطة الطوارئ، زيادة التغذية بالكهرباء في المدى القريب إذا سارت مناقصة الفيول كما يجب». 



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..سيول تطلق «مقاتلات شبح» بعد رصد 180 طائرة حربية كورية شمالية..هل سترسم الرقاقات الإلكترونية المعالم الجيوسياسية الدولية في المستقبل؟..أميركا قلقة.. تتأكد من وصول أسلحتها لأيادٍ أمينة بأوكرانيا.. الدفاع الروسية: أوكرانيا أطلقت سراح 107 من الجنود الأسرى..كوريا الشمالية تزود روسيا بالقذائف.. دور لدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا..اتفاق الحبوب الأوكرانية.. أهمية شريان أمن الغذاء العالمي وطريقة عمله..جنيف تمنع ألمانيا من إرسال ذخيرة سويسرية إلى أوكرانيا..تايوان تتعقّب طائرات وسفناً عسكرية صينية..أول لقاء بين ميلوني وقادة أوروبا في بروكسل..بولسونارو يدعو إلى فتح الطرق وأنصاره يطالبون الجيش بالتدخل..بعد محاولة اغتياله.. عمران خان في حالة مستقرة.. شولتس يتعهد بعدم تجاهل القضايا «المثيرة للجدل» خلال زيارته الصين غدا..واشنطن: بكين وموسكو لديهما نفوذ لوقف تجارب بيونغ يانغ النووية..تجربة أميركية ناجحة لصاروخ اعتراضي مضاد للصواريخ الباليستية..الجمهوريون يمهّدون للسيطرة على الكونغرس..

التالي

أخبار سوريا..المأساة السورية..قعرٌ لا قعر له..زيادة الطلب الدولي على «الحجر السوري» يفتح فرص عمل جديدة.. أزمة النقل في سوريا تزيد حوادث الدهس وتفشي السرقة والتحرش..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,774,377

عدد الزوار: 6,914,348

المتواجدون الآن: 124