أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..ذكاء مبتكر وطائرات رخيصة.. كيف غيرت معركة أوكرانيا شكل الحروب؟.. أوكرانيا.. المعارك تشتد في خيرسون وتقارير استخباراتية تؤكد "تراجع الروس"..الوكالة الذرية تزور محطة زابوريجيا النووية..وقف جديد للغاز الروسي يضيق الخناق على الطاقة في أوروبا..الاتحاد الأوروبي نحو تأشيرات دخول «أكثر تعقيداً» للروس..المستفيدون كُثر .. "أسطول نفط إيراني" يضرب الأسواق قريباً..مسؤول أميركي: التزاماتنا في الشرق الأوسط لتحقيق الاستقرار..قلق فرنسي من انقطاع تدفق الغاز الروسي..«طالبان» تحيي ذكرى انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان..

تاريخ الإضافة الخميس 1 أيلول 2022 - 5:35 ص    عدد الزيارات 1189    التعليقات 0    القسم دولية

        


ذكاء مبتكر وطائرات رخيصة.. كيف غيرت معركة أوكرانيا شكل الحروب؟...

الحرة / ترجمات – واشنطن... توظيف أوكرانيا للتكنولوجيا ملفت في قتالها ضد روسيا

عند بدء روسيا هجومها على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، لم تكن التساؤلات إذا كانت موسكو قادرة على الإطاحة بنظام الحكم في البلاد، بل بشأن توقيت حدوث ذلك، وذلك أساسا بسبب الفروق العسكرية الشاسعة بين جيشي موسكو وكييف. لكن القوات الأوكرانية غيرت المعادلة، لتنهي الشكوك بشأن سقوط حكومتها، وتركز حاليا على كيفية استعادة الأراضي المحتلة. ويشير تحليل لصحيفة "فورين أفيرز" إلى أن الجيش الأوكراني لم يتميز بحسب بقدرته على الصمود والقتال بشراسة دفاعا عن أراضيه، بل أيضا في التقنيات التي وظفها في استخدام المعدات العسكرية. وتزامنا مع الفشل الروسي في إدارة الموارد، وتوفير مستلزمات جنوده، وتقاعسه عن فرض السيطرة الجوية، برزت جهود أوكرانيا في استخدام تقنيات متطورة وتكييف القدرات الحالية بطرق جديدة مبتكرة، داخل وخارج ساحة المعركة المتحركة، وفقا للتحليل. وأكد التحليل أن أوكرانيا استخدمت ذخائر جاهزة، وصواريخ ثابتة، وعدلت الطائرات المسيرة التجارية، لتنجح بتدمير القوات والمعدات الروسية بثمن بخس، كما استغلت بيانات الأقمار الصناعية التجارية لتتبع تحركات القوات الروسية، ووظفت الذكاء الاصطناعي، جنبا إلى جنب مع صور الأقمار الصناعية هذه، لتصميم برنامج يساعد مدفعيتها على تحديد الأهداف وتوجيهها وتدميرها بأكثر الطرق فعالية وفتكا. وأشار إلى أن التفوق الأوكراني لم يأت بسبب تطور معداتها أو برمجياتها مقارنة بالجيش الروسي، بل أن بساطة المعدات المستخدمة، وقلة كلفتها، ساهمت في تسهيل استخدامها بطرق مبتكرة. ولأن التكنولوجيا التابعة لهذه المعدات بسيطة، يرى التحليل أن ذلك ساعد في تدريب الجنود، وحتى المدنيين عليها بشكل أسرع يكفل تحقيق الانتصارات على أرض المعركة.

أرض خصبة للابتكارات العسكرية

وذكر التحليل أن الجيش الروسي والأوكراني لديهما قوات عسكرية مجهزة جيدا، ما فتح المجال لتصبح أراضي أوكرانيا موقعا للابتكارات العسكرية والتكنولوجية للجيل القادم. وينوه التحليل إلى أن الحرب الأوكرانية سلطت الضوء على أمور أخرى أكبر من النزاع القائم حاليا: وهي "الديمقراطية في القوة العسكرية"، التي تعدت ساحات المعركة والمواجهات العسكرية التقليدية، ليتمكن كل المواطنين والشركات الخاصة والمؤسسات المدنية في المشاركة للدفاع عن البلاد، مؤكدا أن هذه السمة ستغير تعامل الدول مع الحروب مستقبلا. وطرح التحليل مثالا على فرقة الطائرات المسيرة الأوكرانية "Aerorozvidka"، التي قام أفرادها من المتطوعين بتحويل المسيرات التجارية، التي تستخدم لتصوير مقاطع فيديو لوسائل التواصل الاجتماعي إلى أدوات حربية، حيث نجحوا في طباعة قنابل بالتقنية ثلاثية الأبعاد وتركيبها على تلك الطائرات. وفي أوائل يونيو، استخدم صبي يبلغ من العمر 15 عاما أيضا لعبة طائرة من دون طيار، لمساعدة الجيش الأوكراني على توجيه ضربة مباشرة ضد قافلة روسية في مدينته. كما أغلق جيوش القراصنة المتطوعين مواقع إلكترونية روسية. وتمكنت الحكومة الأوكرانية من تأمين الوصول إلى شبكات الأقمار الصناعية الخاصة المملوكة للمدنيين، وقد بث المواطنون الأوكرانيون لقطات للقتال، بما في ذلك عبر "تيك توك"، لمساعدة مخططي الحرب في بلادهم. ويشير التحليل إلى أن بعض التقنيات التي تستخدمها أوكرانيا حاليا، مثل طائرات "بيرقدار" التركية المسيرة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي كانت متواجدة منذ سنوات، وقد أعيد تقديمها اليوم إلى أرض المعركة وبحلة جديدة. لكن التحليل يشير إلى أن التكنولوجيا وحدها لن تساعد أوكرانيا في الانتصار بالمعركة أو تدمير خطوط الإمداد الروسية أو عقيدتها القتالية ومخزوناتهم العسكرية وتجبرها على التراجع. ومع ذلك، فإن الحرب الأوكرانية أعادت تسليط الضوء على ظاهرة منح القوة للناس، كما حصل بمواجهة بروسيا والنمسا عندما حاولتا قتال القوات الفرنسية في القرن التاسع عشر، حيث كانتا ضمنتا الانتصار لدى مقارنة حجم القوى العسكرية لديهما، لكن ما لم يحسب حسابه هو دخول الشعب الفرنسي في المواجهة العسكرية. ويؤكد التحليل أن "الفخ" ذاته وقع فيه كل من ظن أن أوكرانيا كانت ستسقط خلال أيام معدودة. ويختتم بالقول إن روسيا لم تتمكن من فعل ذلك لأن أوكرانيا استخدمت تقنيات عامة طورتها شركات القطاع الخاص، لتوسيع كل من ما يمكنها القيام به في الحرب، ومن يمكنه القيام بذلك. كما أنها أثبتت أن عددا متزايدا من الجهات الفاعلة يمكن أن يكتسب تكنولوجيا عسكرية مفيدة. وذكر أن الحرب في أوكرانيا أظهرت أن "الدول يمكن أن تقاتل في ساحات جديدة، بمساعدة المؤسسات المدنية والأفراد العاديين. لقد منحت نفسها المزيد من الفرص للنجاح فيما كانت ستواجه دون ذلك ساحة معركة غير متوازنة".

أوكرانيا.. المعارك تشتد في خيرسون وتقارير استخباراتية تؤكد "تراجع الروس"

الحرة / وكالات – دبي... دفعت التشكيلات الأوكرانية القوات الروسية للتراجع لمسافة في بعض المناطق

تصاعدت وتيرة الاشتباكات بين القوات الأوكرانية والروسية في جنوب أوكرانيا، الأربعاء، وتشير تقارير استخباراتية بريطانية إلى "تراجع قوات موسكو في بعض المناطق الجنوبية"، بينما صعدت روسيا من قصفها عدة مناطق بالبلاد. وكشفت وزارة الدفاع البريطانية، الأربعاء، مواصلة القوات المدرعة الأوكرانية الهجوم على مجموعات القوات الروسية على عدة محاور في أنحاء جنوب أوكرانيا منذ يوم الاثنين. ودفعت التشكيلات الأوكرانية القوات الروسية للتراجع لمسافة في بعض المناطق، مستغلة ضعف الدفاعات الروسية نسبيا، وفقا لـ"النشرة المخابراتية" اليومية لوزارة الدفاع البريطانية. وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن قوات بلاده هاجمت مواقع روسية على طول جبهة القتال بالكامل، فيما أوقفت موسكو إمدادات الغاز عبر خط أنابيب رئيسي إلى ألمانيا، مرجعة السبب إلى الحاجة للصيانة، وفقا لـ"رويترز".

هجوم "كييف المضاد"

تعد مدينة خيرسون الساحلية، التي يبلغ تعداد سكانها قبل الحرب نحو ثلاثمائة ألف نسمة، مركزا اقتصاديا مهما قرب البحر الأسود، وكانت أول مدينة رئيسية تقع في أيدي الروس في الحرب التي بدأت قبل ستة أشهر. كانت القوات الروسية قد تحدثت عن خطط لإجراء استفتاء حول جعل إقليم خيرسون جزءا من روسيا ومارست ضغوطا على السكان كي يحصلوا على الجنسية الروسية ويتوقفوا عن استخدام العملة الأوكرانية، وفقا لـ"أسوشيتد برس". وأكدت أوكرانيا، الثلاثاء، أنها دمرت جسورا ومستودعات ذخيرة وقصفت مواقع قيادة تابعة للقوات الروسية جنوب أوكرانيا، ما أثار التكهنات ببدء هجوم "كييف المضاد" الذي طال انتظاره في محاولة لتغيير مجرى الحرب. وذكر المكتب الرئاسي الأوكراني أن "معارك شرسة" تدور في جميع أنحاء المنطقة تقريبا، وقال إن القوات الأوكرانية دمرت مستودعات ذخيرة وجميع الجسور الكبيرة على نهر دنيبر، والتي تعتبر حيوية لإمدادات القوات الروسية. في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها صدت "محاولات هجوم" أوكرانية في منطقتي خيرسون وميكولاييف في جنوب أوكرانيا، معلنة تكبد الأوكرانيين "خسائر فادحة"، وفقا لـ"فرانس برس". وتعليقا على تلك التطورات، قال المحلل العسكري الأوكراني المستقل، اوليه زدانوف، إنه "سيكون من المحتمل الحديث عن فعالية التحركات الأوكرانية فقط بعد استعادة المدن الكبرى". وأضاف أن القوات الأوكرانية اخترقت أول وثاني خطوط الدفاع في خيرسون عدة مرات في الماضي "لكن ذلك لم يحقق نتائج"، وفقا لتصريحاته لـ"أسوشيتد برس". وأعتبر أن الأهم هو عمل المدفعية الأوكرانية على الجسور "التي لم يعد بإمكان الجيش الروسي استخدامها". في وسط خاركيف ثاني المدن في شمال شرق البلاد، قتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص في قصف روسي، وفقا لما نقلته "فرانس برس" عن رئيس البلدية وحاكم المنطقة، الثلاثاء. وتعرضت مدينة نيكوبول، التي تقع على الجهة المقابلة من نهر الدنيبر، لوابل من القصف العنيف وفقا للسلطات، ودمرت محطة حافلات ومتاجر ومكتبة أطفال، وفقا لـ"أسوشيتد برس". وقال الجيش الأوكراني، مساء الثلاثاء، إن الروس يقصفون ما يزيد على خمس عشرة بلدة في إقليم خيرسون عبر الضربات الجوية.

الوكالة الذرية تزور محطة زابوريجيا النووية.. وموسكو تتهم كييف بالقصف والإرهاب

أفادت الخارجية الروسية أنها لا تمانع "بقاء مفتشي وكالة الطاقة الذرية في محطة زابوريجيا بشكل دائم".

العربية.نت... في سياق الاتهمات المتبادلة بين موسكو وكييف، وبالتزامن مع زيارة وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية التي تحتلها روسيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، أن "المدفعية الأوكرانية أصابت مبنى لمعالجة النفايات المشعة" بالمحطة النووية. وأضافت الدفاع الروسية: "الموظفون في محطة زابوريجيا يراقبون الوضع الإشعاعي عقب الهجوم الأوكراني". ومن جانبها، أفادت الخارجية الروسية أنها لا تمانع "بقاء مفتشي وكالة الطاقة الذرية في محطة زابوريجيا بشكل دائم". وكثفت موسكو من حملتها الدعائية، حيث أعلن حاكم زابوريجيا الموالي لروسيا، الأربعاء، "القبض على أوكرانيين خططوا لهجوم إرهابي بالمحطة النووية". هذا وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، صباح اليوم الأربعاء، إن فريق تفتيش تابعاً للوكالة في طريقه إلى محطة زابوريجيا النووية في جنوب أوكرانيا التي تعرضت لعمليات قصف في الأسابيع الأخيرة. وقال غروسي للصحافيين في كييف قبيل انطلاقه: "نحن نتحرك أخيراً بعد جهود استمرت لأشهر عدة. الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتجه إلى داخل محطة زابوريجيا النووية". ويسيطر الجيش الروسي هذا الموقع منذ مطلع مارس بعد بدء العملية العسكرية الروسي في أوكرانيا في 24 فبراير. وأصبحت محطة زابوريجيا، وهي أكبر محطة نووية في أوروبا، نقطة محورية في الحرب الدائرة في أوكرانيا. وأضاف غروسي: "أدرك كليا أهمية هذه اللحظة ونحن مستعدون. الوكالة الدولية للطاقة الذرية مستعدة. سنعد تقريراً بعد مهمتنا. سنمضي بعض الأيام هناك". وفي السياق، قالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، إن موسكو تتوقع أن تسهم زيارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمحطة زابوريجيا النووية في "ردع الابتزاز النووي الأوكراني". وكان يفجيني باليتسكي، رئيس الإدارة المحلية التي عينتها روسيا في مدينة زابوريجيا، قال لوكالة "إنترفاكس" الروسية أمس الثلاثاء إن الزيارة المقررة لبعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة ستستغرق يوماً واحداً فقط. وأضاف باليتسكي، الذي كان قد قال الاثنين إنه لا يتوقع أن يتمخض عن هذه الزيارة الكثير، أن المفتشين "عليهم الاطلاع على سير العمل في المحطة خلال يوم واحد". وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استقبل الثلاثاء خبراء الوكالة مشدداً على أن الأسرة الدولية يجب أن تحصل من روسيا على "نزع فوري للسلاح" في المحطة. وأضاف أن هذا يشمل "انسحاب كل العسكريين الروس مع كل متفجراتهم وأسلحتهم" من هذا الموقع في جنوب أوكرانيا الذي تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بقصفه.

وقف جديد للغاز الروسي يضيق الخناق على الطاقة في أوروبا

يستمر حتى الساعات الأولى من صباح يوم السبت

العربية نت.. فرانكفورت / لندن – رويترز.. أوقفت روسيا إمدادات الغاز عبر خط أنابيب رئيسي إلى أوروبا اليوم الأربعاء، مما يزيد حدة المعركة الاقتصادية بين موسكو وبروكسل ويرفع احتمالات الركود وتقنين الطاقة في بعض من أغنى دول المنطقة. يأتي انقطاع التدفقات عبر نورد ستريم 1 من أجل الصيانة ويعني عدم تدفق الغاز إلى ألمانيا بين الساعة 0100 بتوقيت غرينتش يوم 31 أغسطس وحتى 0100 بتوقيت غرينتش يوم الثالث من سبتمبر/أيلول، وفقا لشركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم. وأظهرت البيانات الواردة من الموقع الإلكتروني للجهة المشغلة لخط الأنابيب انخفاض التدفقات إلى الصفر بين 0200 و0300 بتوقيت غرينتش اليوم الأربعاء. غازبروم الروسية تحقق أرباحا صافية 41.8 مليار دولار في النصف الأول

طاقة

غاز روسياغازبروم الروسية تحقق أرباحا صافية 41.8 مليار دولار في النصف الأول

وتخشى الحكومات الأوروبية أن تمدد موسكو الانقطاع ردا على العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب غزو أوكرانيا، واتهمت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام إمدادات الطاقة "كسلاح حرب". وتنفي موسكو ذلك. ومن شأن زيادة القيود على إمدادات الغاز الأوروبية أن تفاقم أزمة الطاقة التي أدت بالفعل إلى ارتفاع أسعار بيع الغاز بالجملة أكثر من 400% منذ أغسطس/آب العام الماضي، مما تسبب في أزمة مؤلمة بتكلفة المعيشة للمستهلكين وزيادة التكاليف على الشركات وأجبر الحكومات على إنفاق المليارات لتخفيف العبء. وعلى عكس صيانة استمرت عشرة أيام لخط الأنابيب الشهر الماضي، تم الإعلان عن الصيانة الجديدة قبل أقل من أسبوعين فقط. وخفضت موسكو بالفعل الإمدادات عبر نورد ستريم 1 إلى 40% من قدرته الاستيعابية في يونيو/حزيران وإلى 20% في يوليو/تموز، وتلقي باللوم على مشاكل الصيانة والعقوبات التي تقول إنها تمنع إعادة معدات وتركيبها. وقالت غازبروم إن الإغلاق الجديد ضروري لإجراء صيانة للضاغط الوحيد المتبقي لخط الأنابيب. وقطعت روسيا الإمدادات عن بلغاريا والدنمرك وفنلندا وهولندا وبولندا تماما، وقلصت التدفقات عبر خطوط أنابيب أخرى منذ إطلاق ما تسميه موسكو "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا.

الاتحاد الأوروبي نحو تأشيرات دخول «أكثر تعقيداً» للروس

دون فرض حظر شامل عارضته فرنسا وألمانيا

براغ: «الشرق الأوسط».. وافق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي على تعليق اتفاقية تسهيل حصول الروس على تأشيرات الدخول لدول التكتل، التي تم التوصل إليها عام 2007، وذلك بسبب الحرب في أوكرانيا. وقال جوزيف بوريل، منسق شؤون السياسة الخارجية بالاتحاد، في ختام اجتماع للوزراء استمر يومين في براغ، إن الخطوة تهدف لمنع «السعي للحصول على تأشيرة دخول بطريقة أسهل» من جانب الروس الذين يسعون لدخول دول التكتل عبر دول تطبق قواعد أقل صرامة. ويأتي هذا التعليق بعد أسابيع من الضغط من جانب دول أوروبية على الحدود مع روسيا لمنع الروس من السفر بتأشيرات «شنجن» التي أصدرتها بعض دول الاتحاد الأوروبي. ومن شأن هذه الخطوة أن تجعل عملية إصدار تأشيرات دخول الاتحاد الأوروبي أكثر تعقيداً وتكلفة وبيروقراطية، بالإضافة إلى زيادة فترات الانتظار للحصول على الموافقة، وفقاً لقواعد المفوضية الأوروبية. وقال دبلوماسيون إن وزراء الاتحاد الأوروبي لم يتمكنوا من الاتفاق بعد على فرض حظر شامل لتأشيرات السفر الممنوحة للمواطنين الروس، لأن هناك انقساماً بين الدول الأعضاء بشأن هذه المسألة. وقال بوريل إن الفترة الأخيرة، وتحديداً منذ منتصف يوليو (تموز)، شهدت زيادة كبيرة في أعداد المسافرين الذين يعبرون الحدود من روسيا إلى الدول المجاورة. وأضاف: «هذا بات يشكل خطراً أمنياً على الدول المتاخمة لروسيا. بالإضافة إلى ذلك، رأينا العديد من الروس يسافرون للترفيه والتسوق كما لو أنه ليست هناك حرب مستعرة في أوكرانيا». ورفضت ألمانيا وفرنسا مقترح الحظر الشامل في وثيقة مشتركة تم توزيعها على دول الاتحاد الأوروبي، إذ تخشيان «تزايد الدعم غير المتعمد» في روسيا. وكررت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك معارضتها، أمس، حيث قالت إنها تخشى أن مثل هذا الحظر سوف يؤثر على المعارضين والصحافيين الذين يفرون من نظام الكرملين. وأضافت أن الاتحاد الأوروبي في حاجة «لأصوات شجاعة تجرؤ على الوقوف ضد النظام حتى بعد ستة أشهر من الحرب. نحن نحتاج إلى أن يستمروا». وقال وزير الخارجية الهولندي فوبكه هويكسترا، في بداية المباحثات، إن استقبال «روس أثرياء بصورة أساسية جاءوا لأوروبا للتسوق» ليس وضعاً جيداً في ظل غزو أوكرانيا. وقد ظهرت فكرة حظر دخول السائحين الروس لدول الاتحاد الأوروبي مؤخراً، عقب أن شهدت الدول تدفقاً للروس لقضاء عطلات الصيف عبر دول أوروبية مجاورة. وتسعى جمهورية التشيك وفنلندا وإستونيا، بعد فرض قيود على منح تأشيرات الدول لديها، لاستصدار قرار على نطاق الاتحاد الأوروبي، كما دعت هذه الدول لحظر شامل على دخول الروس لدول الكتلة الأوروبية. وأشار وزير خارجية الدنمارك جيب كوفود إلى التباين الذي يواجه الروس والأوكرانيين في ظل الحرب. وقال إنه على الرغم من أن الأوكرانيين ليس مسموحاً لهم بمغادرة البلاد و«عليهم محاربة الغزاة»، فإن الرجال الروس «يقضون عطلاتهم في جنوب أوروبا». وقالت بيربوك إن تعليق اتفاق تسهيل تأشيرات دخول الاتحاد الأوروبي الذي تم التوصل إليه عام 2007 مع روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا يوفّر مرونة لفرض متطلبات أكثر صرامة على التأشيرات. ونظراً لأن اجتماع وزراء الخارجية يعقد في براغ بصورة غير رسمية، فمن غير الممكن صدور قرار قانوني. كما دعت ألمانيا الاتحاد الأوروبي إلى اعتماد حزمة ثامنة من العقوبات ضد روسيا. وأعلنت بيربوك أنه تم طرح اقتراحات بشأن ذلك. ولم تذكر بيربوك أي تفاصيل عن حزمة العقوبات المقترحة. وأكدت أنه من المهم بالنسبة لألمانيا الإبقاء على العقوبات على الدوام، موضحة أن هذا ينطبق على وجه الخصوص على قضية الطاقة. وتلمح الوزيرة بذلك إلى مطالبات دول أخرى في الاتحاد الأوروبي منذ شهور بحظر جميع معاملات الطاقة مع روسيا من أجل حرمان الدولة من مصدر دخل مهم. يُذكر أن ألمانيا ودولاً أوروبية أخرى رفضت تطبيق هذا الحظر الشامل بسبب الاعتماد الكبير الذي لا يزال مستمراً على إمدادات الغاز الروسي، حيث من شأن مثل هذا الإجراء أن يُلحق أضراراً اقتصادية في الاتحاد الأوروبي تفوق بكثير الأضرار التي ستلحق بروسيا. وأطلق الاتحاد الأوروبي حتى الآن 7 حزم من الإجراءات العقابية ضد روسيا. وشمل أحدثها حظر استيراد الذهب الروسي وتشديد ضوابط التصدير على التكنولوجيا المتطورة والسلع المدنية التي يمكن استخدامها لأغراض عسكرية. وسبق ذلك عقوبات مالية صارمة، بالإضافة إلى حظر واسع النطاق على استيراد النفط والفحم الروسيين.

المستفيدون كُثر ... "أسطول نفط إيراني" يضرب الأسواق قريباً

المصدر: النهار العربي.... خلدون زين الدين... القوى الكبرى وإيران أمام صفقة جديدة "باتت قريبة". المحادثات بلغت مرحلة من التسويات والتنازلات "قد تجعل التفاهم النووي وشيكاً". "مستفيدون كثر" يترقبون الخطوة. الأجواء تتهيأ لإبحار أسطول إيراني يمكن أن يضرب السوق فيغرقها بالنفط. هذا هو المحفز الأول لأي اتفاق ... وللقصة بقية. تحليل أعده كل من ماثيو كرونيغ، نائب مدير مركز سكوكروفت للاستراتيجيات والأمن التابع للمجلس الأطلسي The Scowcroft Center for Strategy and Security والأستاذة في جامعة جورجتاون إيما أشفورد، أظهر أن التوصل إلى اتفاق نووي "قد يُؤخر فقط قدرة طهران على صنع القنبلة النووية، لكنه سيساعد الغرب في التعامل مع أزمة الطاقة الخانقة التي تلوح في الأفق هذا الشتاء". العودة إلى الاتفاق النووي ستؤدي على تحسين أزمة الطاقة الحالية، وفق ما يخلص إليه التحليل. "الاتفاق سيُغرق السوق بالكثير من النفط الإيراني". مجلة "فورين بوليسي" الأميركية نقلت عن محللين اعتقادهم في إمكان إضافة إيران ما يقرب من مليون برميل من النفط يومياً إلى الأسواق العالمية بعد توقيع الصفقة، و"من المحتمل أن تنتج ضعف أو ثلاثة أضعاف هذه الكمية يومياً مع زيادة الإنتاج خلال السنة المقبلة". هذه الكمية من النفط الإضافي في السوق العالمية، وفق مركز سكوكروفت للاستراتيجيات والأمن التابع للمجلس الأطلسي، تعتبر كبيرة، و"ستساعد من دون شك في الحد من بعض الاضطرابات وصدمات الأسعار المرتبطة بالحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية على روسيا". هذه المعطيات، ربما أخذها الرئيس الأميركي جو بايدن في الاعتبار في طريق العودة للاتفاق النووي مع طهران، كما تكتب فورين بوليسي.

لحظة معقّدة

تملك إيران نحو 93 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات على متن سفن جاهزة للتصدير حال رفع العقوبات عنها، وفق ما تكتب وكالة "بلومبرغ". التقدم نحو التوصل إلى اتفاق نووي إيراني سلّط الضوء على المخزون الإيراني الكبير من النفط الخام، والممكن إرساله بسرعة إلى الأسواق في حال التوصل إلى اتفاق. الناقلات، حاملة النفط الإيراني موجودة في الخليج العربي وقبالة سنغافورة وبالقرب من الصين، وفقاً لشركة تتبع السفن "كبلر". بعيون، جون دريسكول، كبير الاستراتيجيين في شركة "جيه تي دي" لخدمات الطاقة، تمتلك إيران أسطولاً ضخماً من البضائع، يمكن أن يضرب السوق قريباً". مع ذلك، قد يستغرق الأمر "بعض الوقت" لتسوية مشكلات التأمين والشحن، إضافة إلى المبيعات الفورية والمحددة بعد العقوبات على حد قول دريسكول. اللحظة الراهنة مُعقدة بالنسبة إلى تجّار النفط، تكتب "بلومبرغ". في اللحظة هذه، تأتي إعادة الدخول الكاملة المحتملة لإيران إلى سوق النفط الخام العالمية، مع احتمال رفع العقوبات الأميركية. المستثمرون يتلاعبون بالعد التنازلي نحو قيود الاتحاد الأوروبي الأكثر صرامة على تدفقات الخام الروسي، اعتباراً من كانون الأول (ديسمبر) المقبل كجزء من عزل روسيا عقب غزوها أوكرانيا. وإضافة إلى ذلك، سينتهي البيع الضخم لإدارة بايدن من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. مفاعيل البراميل الإيرانية بدأت بالظهور منذ الأسبوع الماضي. عودتها المحتملة إلى أسواق النفط العالمية، سواء من كتلة التخزين العائمة أو على المدى الطويل، كان لها تأثير في أسعار العقود الآجلة في الأسابيع الأخيرة، تقول "بلومبرغ".

حصة آسيوية ثمينة

... بعد إبرام أي صفقة، ستسعى إيران إلى إعادة هيكلة الإنتاج وزيادة المبيعات الخارجية بشكل سريع. مع ذلك، يستبعد بنك "غولدمان ساكس" التوصل إلى اتفاق نووي بين طهران والقوى العالمية "خلال الوقت القريب"، وفي حال إقرار الاتفاق فإن "التدفق الإضافي للنفط في الأسواق لن يبدأ قبل عام 2023"، وفق ترجيحات البنك. جون دريسكول يقول لـ "بلومبرغ"، في حين أن إيران قد تهدف إلى ملء فراغٍ خلفته روسيا في أوروبا، وتحديداً في إسبانيا وإيطاليا واليونان وحتى تركيا، فإنها "ستحاول أيضاً استعادة حصتها في السوق الآسيوية الثمينة، حتى لو تطلب الأمر تحسين الشروط".

المدى البعيد

بلغة الأرقام، تبيّن بيانات "كبلر" استهلاك أوروبا في عامي 2017 و2018 ما معدله 748 ألف برميل و528 ألف برميل يومياً من النفط الإيراني على التوالي، عندما كانت طهران حاضرة في الأسواق الدولية قبل إعادة ترامب العقوبات عليها، بينما استهلكت آسيا 1.2 مليون وما يقرب من مليون برميل يومياً. عليه، "من الطبيعي، وفق دريسكول، أن ترغب إيران في إمداد أوروبا أولاً لملء الفراغ الذي خلفته عقوبات ما بعد الغزو ضد روسيا... لكن على المدى الطويل، سوف يتطلعون إلى وضع براميلهم في إطار صفقات طويلة الأجل في آسيا.

مسؤول أميركي: التزاماتنا في الشرق الأوسط لتحقيق الاستقرار

الشرق الاوسط...واشنطن: هبة القدسي... أكد مساعد نائب وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن الدولي، إيلان غولدنبرغ، التزام واشنطن الدفاعي القوي في المنطقة، مشدداً على الشراكات الأمنية القوية بين واشنطن ودول المنطقة؛ ومنها دولة الكويت. وأوضح غولدنبرغ، خلال حفل أقامه «مجلس العلاقات الأميركية - العربية»، أول من أمس، للترحيب بالسفير الكويتي المعين حديثاً لدى الولايات المتحدة جاسم البديوي، أن «هذا الالتزام بأمن المنطقة التزام لا يتزعزع»، وأن الشراكات الأمنية التي تجمع بين الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط تعدّ الأساس لتحقيق الاستقرار، موكداً أن المهمة التي يتولاها هي «تعزيز المنجزات التي تم تحقيقها والحفاظ على زخم المبادرات التي تستهدف تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد لمواجهة التحديات العالمية». ونقلت «وكالة الأنباء الكويتية (كونا)» عن غولدنبرغ قوله إن «الكويت تظل قائداً رائداً في الشرق الأوسط ومنارة للاستقرار الإقليمي»، وأضاف أن «الشراكة الدفاعية تعدّ من أهم العلاقات الأمنية التي تجمع الولايات المتحدة والكويت، وسنقدر دائماً هذه الشراكة». وخلال حضوره الحفل نفسه، أكد المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، على تنسيق العمل مع الدول الخليجية لدفع مسار لحل سياسي للأزمة الإنسانية في اليمن، وقال: «أعتقد أننا قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق سلام في اليمن، وقد تمكنا في أبريل (نيسان) الماضي بمساعدة الأمم المتحدة من التوصل إلى هدنة في اليمن لا تزال سارية، ونتطلع لمساعدة الدول الخليجية وكل الدول التي لديها اتصالات عبر الأطياف السياسية في اليمن للمساهمة في دفع جهود السلام». وأشاد ليندركينغ بـ«الجهود والمساهمات الإنسانية التي قدمتها الدول الخليجية لتحسين الأوضاع الإنسانية في اليمن، والتخفيف من أزمة إنسانية شديدة الخطورة»، كما أشاد بتعهد الكويت بتقديم مليوني دولار لمنظمة «اليونيسيف» للمساعدة في تقليل وفيات الأطفال والأمهات في اليمن. وأشار رئيس «مجلس العلاقات الأميركية – العربية» جون دوق أنطوني إلى أن المجتمع الدولي بحاجة إلى تكثيف التعاون لمواجهة التحديات العالمية في مجالي الأمن الغذائي والأمن السيبراني وتعزيز النظام الصحي وتقوية النظم التعليمية ودعم مبادرات الابتكار والتعاون الاقتصادي والبيني. وشدد على «أهمية الانتقال إلى مستوى أكثر نفعاً في العلاقات متعددة الأطراف، والتنسيق الإقليمي مع دول مجلس التعاون الخليجي»، مشيراً إلى «أهمية القمة الخليجية التي استضافتها السعودية في جدة في يوليو (تموز) الماضي وشاركت فيها الولايات المتحدة ومصر والأردن والعراق، والمسؤوليات الملقاة على عاتق قادة الدول لدفع جهود التعافي الاقتصادي من تداعيات وباء (كوفيد) وتعزيز سلاسل التوريد من الغذاء والمياه وإمدادات الطاقة». من جانبه؛ أثنى السفير جاسم البديوي على الجهود الأميركية لتعزيز التعاون مع بلاده، مشيراً إلى أهمية التنسيق السياسي رفيع المستوى لتحقيق الاستقرار في المنطقة، والتعاون في مجالات الاقتصاد والتنمية والتنسيق العسكري رفيع المستوى.

قلق فرنسي من انقطاع تدفق الغاز الروسي

الرئيس ماكرون دعا إلى اجتماع «مجلس الدفاع» للبحث في كيفية توفير بدائل

الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم... خريف اجتماعي حار ينتظر الحكومة الفرنسية التي تتخوف من حراك شعبي متعدد الأسباب في الأسابيع والأشهر المقبلة. وفيما عاد الفرنسيون من عطلهم الصيفية، فقد وجدوا في انتظارهم أخباراً لا تفرح القلب؛ وهي تتأرجح حول ارتفاع للأسعار يصيب بشكل جنوني الكهرباء والغاز والمشتقات النفطية وكذلك المواد الغذائية على أنواعها والخدمات والنقل. يضاف إلى ذلك ارتفاع نسب التضخم وتهافت القدرة الشرائية، خصوصاً للطبقات الأكثر هشاشة في المجتمع واقتراب نسبة وافرة من هؤلاء من حافة الفقر. ولأن الرئيس إيمانويل ماكرون ومعه الحكومة لا يريدان بأي شكل من الأشكال أن يعيشا مجدداً الأزمنة العصيبة التي عاشاها مع «السترات الصفراء» بين عامين 2019 و2020 وما رافقها من عنف واشتباكات وحرائق، في العاصمة والمدن الكبرى، فإنهما يسعيان منذ اليوم الأول لمنع اندلاع الحرائق الاجتماعية وتوفير الوسائل الكفيلة بإطفائها سلفاً. ومنذ أن عاد ماكرون من عطلته الصيفية، فإن اهتمامه (واهتمام رئيسة الحكومة إليزابيث بورن والوزراء المعنيين) ينصب على تحضير الرأي العام لاستيعاب الأيام العصيبة التي تنتظر البلاد. وفي أول اجتماع لمجلس الوزراء الأسبوع الماضي، سارع إلى التنبيه من أن «زمن الوفرة» قد ولى إلى غير رجعة. وعمدت بورن إلى تعميم قرار يدعو الإدارات والشركات إلى اعتماد سياسة التقشف في استهلاك الكهرباء والغاز والمشتقات النفطية، كما حثت المواطنين على العمل بمجموعة من الإرشادات التي من شأنها خفض استهلاك الطاقة في المنازل والمكاتب والمحلات والتأقلم مع الأوضاع المستجدة ليس في فرنسا وحدها؛ بل في البدان الأوروبية كافة. وفي هذا السياق، كان ملف الطاقة رئيسياً في اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي اليوم برئاسة ماكرون في «قصر الإليزيه»، الذي حل بعد ساعات قليلة على البيان الذي صدر عن هيئة «غازبروم» الروسية ليل الثلاثاء – الأربعاء، وفيه أعلنت أنها ستوقف بدءاً من صباح غد الخميس إمدادات الغاز إلى فرنسا تماماً؛ لأن المشتري لم يسدد فاتورة الغاز لشهر يوليو (تموز) الماضي، وذلك عملاً بتعليمات الرئيس فلاديمير بوتين. وكان الأخير قد أصدر مرسوماً نهاية شهر مارس (آذار) الماضي؛ «يمنع تسليم كميات إضافية من الغاز الطبيعي إلى مشترٍ أجنبي لم يسدد ثمن الغاز بشكل كامل ضمن المهلة المحددة في العقد». وأكدت «الهيئة الروسية» أنها لم تتلق حتى مساء الثلاثاء كامل المبالغ المستحقة لشحنات يوليو من المشتري الفرنسي؛ وهو شركة «أنجي» المختلطة التي تمتلك فيها الدولة حصة 27 بالمائة. وقد سارعت «أنجي» إلى طمأنة زبائنها أنها استبقت الإجراء الروسي ونجحت في توفير بدائل عن الغاز الروسي. بيد أنها لم توفر تفاصيل تتناول الجهات التي اتفقت معها. وتجدر الإشارة إلى أن رئيسة الشركة ومديرتها العامة كاترين ماكغريغور رافقت الرئيس الفرنسي في زيارته ثلاثية الأيام إلى الجزائر، وأن مفاوضات قائمة بين «أنجي» وبين «سوناطراك» الجزائرية. وتفيد معلومات غير مؤكدة في باريس بأن الشركة الوطنية الجزائرية قبلت زيادة إمداداتها من الغاز المسال إلى فرنسا بنسبة 50 في المائة. بيد أن هذه الزيادة لا تكفي لتحل مع الحصة الروسية التي كانت تمثل، قبل اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، نحو 20 في المائة من واردات الغاز الفرنسية، فيما حصة الجزائر السابقة دون 10 في المائة. وخلال وجوده في الجزائر، أعلن ماكرون أن فرنسا «ليست في وضع يمكن للغاز الجزائري معه أن يغير المعطيات» بمعنى أن يكون بديلاً عن الغاز الروسي. تنظر باريس بعين الخطورة لهذا الوضع المتأتي عن الحرب الروسية على أوكرانيا. ووصفت مصادر قصر الإليزيه أزمة الطاقة الراهنة بأنها «غير مسبوقة منذ عقود» وأنها تمس الشريان الحيوي للاقتصادات الأوروبية. من هنا؛ فقد دعا ماكرون إلى اجتماع طارئ لمجلس الدفاع والأمن صباح بعد غد الجمعة وعلى جدول أعماله مادة وحيدة هي كيفية توفير حاجات فرنسا من الغاز والكهرباء بعد القرار الروسي. ويفترض أن يتناول ماكرون هذا الملف في الخطاب الذي سيلقيه صباح غد بمناسبة الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا حول العالم. ودرجت العادة أن يشكل خطابه «خريطة الطريق» للديبلوماسية الفرنسية للأشهر المقبلة. حقيقة الأمر أن قرار روسيا خفض أو وقف إمدادات الغاز لفرنسا لم يكن مفاجئاً، وأنه ما كان له أن يثير هذه الدرجة من الهلع؛ إذ إن اعتماد فرنسا عليه لا يمكن مقارنته بحالة ألمانيا أو إيطاليا أو غيرهما من الاقتصادات الأوروبية الرئيسية. كذلك تجدر الإشارة إلى أن المسؤولين الفرنسيين؛ أكانوا الحكوميين أم من الضالعين في قطاع الغاز، يؤكدون بقوة أن فرنسا وفرت ما لا يقل عن 90 في المائة من مخزون الغاز للأشهر المقبلة ولفصل الشتاء. يضاف إلى ذلك أن فرنسا تعتمد بشكل رئيسي على محطاتها النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية. وبحسب الأرقام والنسب الرسمية، فإن المفاعلات النووية الـ56 التي تمتلكها فرنسا توفر لها 67 في المائة من الطاقة الكهربائية المستهلكة. لكن مشكلتها اليوم أن هناك 32 مفاعلاً متوقفاً عن الإنتاج لحاجتها لعمليات صيانة ضرورية، فيما المفاعل الكبير قيد الإنشاء قرب مدينة فلامونفيل على الشاطئ الأطلسي لم يجهز بعد. والحال؛ أن مصادر الكهرباء البديلة؛ أكانت من السدود النهرية أم الرياح أم الطاقة الشمسية، ليست كافية في الوقت الحاضر لتعويض النقص المتأتي من توقف ما يزيد على نصف المفاعلات النووية عن العمل. إزاء هذا الوضع، قرعت رئيسة الحكومة، الاثنين الماضي، ناقوس الخطر، ونبهت إلى أن الوضع «خطير»، فيما لم يتردد الرئيس ماكرون قبلها في تنبيه الفرنسيين إلى أنه قد تطلب منهم «تضحيات» في الأسابيع والأشهر المقبلة. بيد أن أصواتاً مختلفة تسمع من داخل الحكومة؛ ومنها صوت وزيرة النقلة البيئوية، أنييس بانيه روناشيه، التي أعلنت في بيان لها أمس أن فرنسا «حضرت نفسها لهذا السيناريو (انقطاع الغاز الروسي) منذ الربيع؛ فعملت على توفير مخزونها وسيصل إلى حده الأقصى بعد أسبوعين». وأضافت الوزيرة المعنية بملف الطاقة أن فرنسا قلصت اعتمادها على الغاز الروسي من 17 إلى 9 في المائة؛ حيث إن «أنجي» استعانت بالنرويج وقطر والولايات المتحدة والجزائر. وذهبت «أنجي» في الاتجاه نفسه؛ إذ أكدت أنها اتخذت التدابير المناسبة لتجنب انقطاع تدفق الغاز وأنها «مطمئنة» لها. بين هذا الصوت وذاك، يتأرجح الفرنسيون وهم خائفون على المستقبل؛ وفق ما بينت استطلاعات الرأي. ولا شك في أن التطمينات مهمة؛ إلا إنها ستكون معدومة الفائدة إذا تبين أنها بنيت على فرضيات لن تتحقق بالضرورة.

«طالبان» تحيي ذكرى انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان

نظمت عرضاً عسكرياً في مطار باغرام

كابل: «الشرق الأوسط»... بأغانٍ حماسية وعرض عسكري لمعدّات تركها الجنود الأجانب، احتفلت حركة «طالبان» الأربعاء، بالذكرى الأولى لـ«استعادة الحرية» في أفغانستان، بعد انسحاب التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، منهياً حرباً استمرت عشرين عاماً. وفضّل السكان البقاء في منازلهم في هذا اليوم الذي أعلنته «طالبان» عطلة رسمية؛ لكن مئات من أنصار الحركة تجمعوا في ساحة مسعود بالقرب من السفارة الأميركية السابقة. وهتف الحشد: «الموت لأميركا»، و«الموت للمحتلين»، و«تحيا الحرية»، بينما تجمع مسؤولو النظام للاحتفال في قاعدة باغرام الجوية السابقة، المركز الأساسي للقوات الأميركية خلال الحرب، وفق وكالة «الصحافة الفرنسية». وفي العاصمة كابل، رُفعت لافتات تحتفل بالانتصارات على «ثلاث إمبراطوريات»، بعدما خسرت بريطانيا والاتحاد السوفياتي السابق أيضاً حروباً في أفغانستان، بينما ترفرف أعلام «طالبان» البيضاء على أعمدة الإنارة في الشوارع والمباني الحكومية. ولم تعترف أي دولة حتى الآن بنظام «طالبان» الذي أعاد إلى حد كبير منذ توليه السلطة مجدداً، قوانين صارمة على غرار ما كان يفعل إبان فترة حكمه الأولى بين 1996 و2001، عبر فرض قيود متشددة على حرية المرأة خصوصاً. وفي مطار باغرام؛ حيث نظمت السلطات عرضاً عسكرياً، سارت مجموعات من مقاتلي «طالبان» يرتدون سترات تقليدية، ويحملون قنابل يدوية على ظهورهم أمام الحشد. وبعد دقائق، عُرضت عشرات المركبات العسكرية بما في ذلك عربات «هامفي» ومدرعات أميركية ودبابات، تم الاستيلاء عليها خلال الحرب، أو التخلي عنها من قبل القوات الأجنبية أثناء انسحابها الفوضوي في أغسطس (آب) 2021. ومساء الثلاثاء، أضاءت أسهم نارية السماء، وأطلقت حركة «طالبان» أعيرة نارية في الهواء، سمع أزيزها في كل أنحاء كابل، بينما تردد هتاف: «الموت لأميركا» في ساحة مسعود قرب السفارة الأميركية السابقة. وفي 30 أغسطس 2021 قبل دقيقة واحدة من منتصف الليل، غادر آخر جندي أميركي مطار كابل، قبل 24 ساعة من الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي جو بايدن لانسحاب القوات من البلاد. وأنهى رحيل القوات الأميركية أطول تدخل عسكري للولايات المتحدة في الخارج، بدأ رداً على اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في نيويورك. وقال الجيش الأميركي إن الحرب أودت بأكثر من 2400 جندي أميركي وأكثر من 3500 عسكري من الدول الأخرى في حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقتل عشرات الآلاف من الأفغان خلال هذه الحرب. وقبل أسبوعين من انسحاب القوات الأميركية، استولت حركة «طالبان» على السلطة في هجوم خاطف على مستوى البلاد، ضد القوات الحكومية السابقة. ونشرت «طالبان» على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات من مقاطع الفيديو والصور لقوات تم تشكيلها حديثاً، ويظهر فيها عدد كبير من المعدات العسكرية الأميركية التي تُركت في عجلة الانسحاب الفوضوي. وكُتب في تعليق على صورة وُضعت على «تويتر» لعلم عملاق لـ«طالبان»، رُسم على جدار مبنى السفارة الأميركية السابقة: «هكذا تسخر من قوة عظمى بعد إذلالها وإجبارها على الخروج من بلدك».

- إغلاق المدارس

تواجه أفغانستان التي يبلغ عدد سكانها 38 مليون نسمة، واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، منذ عودة حركة «طالبان» إلى السلطة. وقد تردّى الوضع في البلاد، مع وقف المساعدات الخارجية البالغة قيمتها مليارات الدولارات، والتي دعمت الاقتصاد الأفغاني لعقود، مع انسحاب القوات الأميركية. وزادت مصاعب الأفغان، ولا سيما النساء. فقد أُغلقت المدارس الثانوية للبنات في عدد من الولايات، وحُرمت النساء من عدد كبير من الوظائف العامة. كذلك، أُمرن بتغطية أنفسهن بشكل كامل في الأماكن العامة، مع تفضيل ارتداء البرقع. وقالت مروة نسيم التي تعيش في كابل: «ليست لدي ذكريات جيدة عن العام الماضي. عليَّ أن أفكر مرتين فيما سأرتديه قبل الخروج لتجنب التعرض لضرب (طالبان)». وأضافت: «يحزنني أيضاً أن الفتيات لا يمكنهن الذهاب إلى المدرسة، وهي جزء من الحياة الطبيعية. تستخدم (طالبان) الدين فقط لمنع النساء من التقدم». من جهتها، قالت زُلال، الموظفة الحكومية السابقة في هرات (غرب) التي فقدت وظيفتها بعد عودة «طالبان» إلى السلطة، إن «النساء يعانين من مشكلات نفسية؛ لأنهن ليس لديهن عمل ولا تعليم ولا حقوق». وأضافت أن «الفتيات في حالة حزن بعد إغلاق مدارسهن، وهذا يظهر على وجوههن».



السابق

أخبار مصر وإفريقيا..تعويم سفينة جنحت في قناة السويس.. وانتظام حركة الملاحة..مصر تقترح تعميم مبادرة «حياة كريمة» في أفريقيا.. سفارة روسيا في مصر تشيد بالمواقف العربية..اجتماع مغلق بين البرهان والسفير الأميركي اليوم في الخرطوم..الدبيبة يبقي على التفاوض مع باشاغا «للوصول بليبيا إلى بر الأمان»..«الأمم المتحدة» تدعو لمعالجة حالات «الاختفاء القسري» في ليبيا..أميركا تشدد على «ضرورة الإصلاحات الاقتصادية» في تونس.. المغرب: مناقشة إصلاحات تشريعية للنهوض بالجالية في الخارج..

التالي

أخبار لبنان..«تفخيخ عوني» لمحاولات التأليف لإسقاط مرجعية الطائف..باسيل يهاجم "الحاقدين"..ومبادرة نواب التغيير "الرئاسية" غداً.. مشاورات تأليف الحكومة في «إجازة»..واشنطن تؤكد أهمية إنهاء مفاوضات ترسيم الحدود البحرية.. بري «ينتفض» بوجه عون وباسيل... «الأمر لي» رئاسياً.. مؤسسات رسمية منهارة وسط شلل سياسي وأزمة اقتصادية خانقة.. أزمة لبنان تجتاز الحدود.. سفراء بدون رواتب..لبنان يتجه لتعليق عمل عدد من بعثاته الدبلوماسية.. مقتل موقوف سوري لدى أمن الدولة تحت التعذيب..


أخبار متعلّقة

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..مجموعة السبع تتعهد بفرض سقف لأسعار النفط الروسي وموسكو تهدد بوقف الصادرات..كييف «ممتنة» لدعم برلين لها بعد تلقيها «أحدث الأسلحة».. تعثر شحنات القمح الروسية وسط زيادة صادرات أوكرانيا..موسكو وكييف تدعيان تحقيق انتصارات عسكرية على الجبهة الجنوبية.. أوكرانيا تعلن قصف أهداف قرب محطة زابوريجيا النووية.. روسيا تستعد لاستئناف ضخ الغاز عبر «نورد ستريم 1»..أفغانستان.. ارتفاع حصيلة ضحايا تفجير هيرات إلى 46 قتيلا و84 جريحا.. تشغيل أول حاملة طائرات محلية الصنع في الهند.. 11 ألف سجل حكومي في منزل ترمب بفلوريدا..

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا.. روسيا تكشف عن بدء إنتاج أخطر صواريخها بكميات ضخمة وهجوم نوعي على مقر قيادتها في القرم.. تقييم غربي جديد للحرب.. تطورات خطيرة بجزيرة القرم.. وزير الدفاع الروسي: أميركا حرّضت أوكرانيا ضدنا..انفجارات القرم تخرج نصف أسطول روسي عن الخدمة..محطة أوكرانيا النووية.. سكان يفرون من المدينة ومخاوف من "تشيرنوبل" جديدة.. استراتيجية أوكرانية جديدة أبطأت تقدم روسيا في الحرب.. «الخزانة» الأميركية: روسيا تحاول تخطي العقوبات عبر تركيا..مقتل ابنة "عقل بوتين" بانفجار غامض في ضواحي موسكو..الدبلوماسية الفرنسية تتحرك مع ماكرون لمواجهة التحديات..«طالبان» تفاوض روسيا لإبرام اتفاقيات تجارة بنظام المقايضة..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,150,741

عدد الزوار: 6,980,694

المتواجدون الآن: 66