أخبار سوريا..العَلم الروسي في أكبر ساحات دمشق يثير استياء موالين للنظام السوري..مروحيات روسية تطلق غازاً مسيلاً للدموع على محتجين ضد تركيا.. «درون» تستهدف قاعدة التنف للمرة الثانية خلال أيام والقوات الأميركية تحاكي هجوماً شاملاً عليها.. المقاتلات الروسية تستأنف غاراتها على إدلب.. الجدل التركي لا يهدأ: لقاء إردوغان - الأسد على الطاولة..وكالة إيرانية تعلن مقتل قائد بـ«الحرس الثوري» في سوريا..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 23 آب 2022 - 5:15 ص    عدد الزيارات 1115    التعليقات 0    القسم عربية

        


العَلم الروسي في أكبر ساحات دمشق يثير استياء موالين للنظام السوري..

دمشق: «الشرق الأوسط»... كشفت الاحتفالية الحاشدة في «يوم العلم الروسي» التي أقامتها جهات رسمية في دمشق، عن تراجع كبير في موقف السوريين الموالين للنظام حيال الحليف الروسي الذي كان ينظر إليه بأن تدخله العسكري في سوريا عام 2015 في مواجهة «الحرب الكونية» بحسب الخطاب الرسمي، وتراجعت تلك النظرة «الى حد اعتبار الروسي محتلاً». ويعد يوم العَلم الوطني عطلة رسمية في روسيا يتم الاحتفال بها في 22 أغسطس (آب) كل عام، لإحياء ذكرى الانتصار على الانقلابيين في العام 1991. وأثارت الاحتفالية التي أقامتها جهات حزبية رسمية الاستياء إلى حد التحسر على نضال العلويين ضد الانتداب الفرنسي. فبعد إضاءة مبنى دار الأسد للثقافة والفنون (الأوبرا) في ساحة الأمويين بدمشق، بألوان العَلم الروسي ليلة الأحد، شهدت ساحة الأمويين، إحدى أكبر ساحات العاصمة دمشق، يوم الاثنين احتفالية جرى خلالها رفع علم كبير لروسيا الاتحادية، وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية، إن الاحتفالية تأتي في «إطار مشاركة الشعب الروسي احتفالاته بعيد العَلم الروسي»، وأضافت بأن الاحتفالية تضمنت مسيرة بالدراجات النارية، كما حمل المشاركون فيها العلم الروسي بالحجم الكبير «تعبيراً عن العلاقات الراسخة التي تجمع بين البلدين». أمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي (الحزب الحاكم) حسام السمان، أوضح في تصريح للإعلام الرسمي، أن الهدف من الاحتفالية تقديم الشكر للشعب الروسي على مواقفه «الداعمة» لسوريا في التصدي لـ«الإرهاب». في حين اعتبر رئيس منظمة اتحاد شبيبة الثورة سومر الظاهر، بأن الشعبين السوري والروسي «في خندق واحد بمواجهة الإرهاب والنازية». أما رئيس النادي السوري للدراجات السياحية سامر العوام، فقال، إن هدف مشاركة ناديه في الاحتفالية هو «للتأكيد للعالم أن سوريا وروسيا دولتان محبتان للسلام». وجاءت ردود الأفعال على التقارير المصورة التي بثتها وسائل الإعلام السورية في معظمها، على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، لتستنكر الاحتفال بعَلم دولة أخرى في وقت تعاني في البلاد أوضاعاً معيشية قاسية، منها تعليق على تقرير جريدة «الوطن» المحلية المقربة من النظام يتساءل ماذا فعل لنا الروس لنحتفي بهم؟ هل استقبلوا لاجئين وآووهم؟ هل أوقفوا الحرب ومدّونا بالاحتياجات الأساسية؟ قدموا المعونات للفقراء المتضررين؟». وطالب تعليق آخر بتثبيت الأعياد الروسية على الروزنامة وتدريس تاريخ روسيا في المناهج المدرسية. وطالب متابع في تعليق على الخبر المنشور في حساب وكالة «سانا» الرسمية، بـ«رفع أعلام إيران والصين وكوريا الشمالية وعلم أم الطنافس»، قائلاً «خلينا نبين أنو حضاريين وكيوت». وعلى صفحة «شبكة أخبار طرطوس» الموالية للنظام، علق متابع متحسراً على نضال المجاهد الشيخ صالح العلي الذي قاد ثورة جبال العلويين ضد الانتداب الفرنسي. يذكر، أن التراجع عن تأييد الوجود الروسي في سوريا في أوساط الموالين، يعود إلى التغاضي الروسي المتكرر عن الضربات الإسرائيلية لمواقع في سوريا، وخيبة الأمل من قيام روسيا بدور إنقاذي لجهة وقف نزيف الحرب ودعم الاقتصاد المنهار.

مروحيات روسية تطلق غازاً مسيلاً للدموع على محتجين ضد تركيا

معارض يدعو إلى مساومة السويد وفنلندا على عضوية «الناتو» باللاجئين

الشرق الاوسط.. أنقرة: سعيد عبد الرازق... في تطور لافت، أطلقت مروحيات روسية قنابل مسيلة للدموع ورصاصاً على سكان قرى بريف عين العرب (كوباني) شرق حلب، اعترضوا طريق دورية مشتركة بين روسيا وتركيا رفضاً للوجود التركي في المنطقة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الاثنين، بأن الدورية المؤلفة من 8 عربات عسكرية روسية وتركية، سارت رفقة مروحيتين روسيتين، وانطلقت من قرية غريب (15 كيلومتراً شرق عين العرب)، وجابت عدداً من القرى وصولاً إلى قرية خانه في ريف تل أبيض الغربي شمال الرقة، ثم عادت بعدها إلى نقطة انطلاقها في قرية غريب. وهذه هي الدورية رقم 109 منذ الاتفاق الروسي التركي بشأن وقف إطلاق النار في شمال شرقي سوريا الموقع في سوتشي في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وكانت الدوريات قد توقفت لمدة أسبوعين على التوالي بسبب إلغاء القوات التركية مشاركتها فيها. وشهدت عين العرب توتراً كبيراً، قبل أسبوع، بعد أن تعرض مركز للشرطة التركية في ولاية شانلي أورفا القريبة من الحدود السورية لقصف أدى إلى مقتل جنديين تركيين وإصابة 3 آخرين، وردت القوات التركية بقصف على نقطة عسكرية للنظام في غرب عين العرب، توجد بها أيضاً عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) ما أدى إلى مقتل عدد من الجنود السوريين وعدد من مسلحي «قسد». وتفجرت موجة احتجاجات ضد تركيا في شمال سوريا مؤخراً، على خلفية تصريحات لوزير خارجيتها، مولود جاويش أوغلو، كشف فيها عن لقاء مع نظيره السوري فيصل المقداد في بلغراد العام الماضي، ودعا إلى مصالحة أو توافق بين المعارضة السورية ونظام الرئيس بشار الأسد من أجل إحلال سلام دائم في سوريا، واعترف بأن روسيا تعمل منذ وقت طويل على حمل أنقرة على فتح قنوات اتصال مع النظام. في غضون ذلك، قصفت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، بعشرات القذائف المدفعية، قرى شوارغة وقلعة شوارغة ومرعناز في ناحية شران بريف مدينة عفرين، ضمن مناطق انتشار «قسد» والنظام شمال حلب. كما قصفت القوات التركية المتمركزة في قاعدة ثلثانة عند أطراف مدينة مارع، شمال حلب، بالمدفعية الثقيلة الأحياء السكنية في مدينة تل رفعت التي توجد ضمنها قاعدة عسكرية روسية بالريف ذاته، ما أسفر عن تضرر عدد من المباني، تعود ملكيتها للمدنيين، وسط حالة من الرعب سيطرت على الأهالي. وأفاد «المرصد» بأن القوات التركية قصفت قرى حربل وأحرص بريف حلب الشمالي، بالإضافة إلى زرنعيت والمياسة بناحية شيراوا بريف عفرين، شمال غربي حلب. بدورها، أعلنت وزارة الدفاع التركية، الاثنين، مقتل 3 من عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات «قسد»، قالت إنهم كانوا يستعدون لتنفيذ هجوم في منطقة «نبع السلام» شمال شرقي سوريا. من ناحية أخرى، أفادت وسائل إعلام تركية، بأن السلطات قامت، ليل الأحد- الاثنين، بترحيل 30 سورياً إلى مناطق ريف حلب عبر معبر باب السلامة الحدودي قرب مدينة أعزاز. وسلمت السلطات التركية إدارة معبر باب السلامة من الجانب السوري 30 سورياً تم نقلهم من مراكز الاحتجاز التابعة لإدارة الهجرة في ولايات عدة لمخالفتهم الإقامة في الولايات الصادر لهم منها بطاقات الحماية المؤقتة (الكمليك). وسبق أن تداولت وسائل الإعلام التركية، في يونيو (حزيران)، أنباء عن توقيف 200 لاجئ، معظمهم من السوريين في ولاية إسطنبول، وبدأت إجراءات ترحيلهم. وتقوم تركيا بترحيل السوريين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قواتها والفصائل السورية الموالية لها في شمال سوريا. وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، في مايو (أيار) الماضي، إن تركيا أعدت 13 مشروعاً تتضمن بناء 250 ألف منزل في مناطق الباب وجرابلس ورأس العين وتل أبيض لتوفير العودة الطوعية لمليون سوري. ويشغل التعامل مع ملف السوريين في تركيا الساحة السياسية في تركيا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 18 يونيو العام المقبل، مع تصاعد الدعوات والوعود بإنهاء وجوهم في البلاد. وزاد من قلق السوريين التصريحات المتتابعة في الفترة الأخيرة، من جانب الرئيس رجب طيب إردوغان ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، عن رفع مستوى الاتصالات مع نظام الأسد من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين. وفي هذا الإطار، دعا رئيس حزب «التغيير» التركي، مصطفى صاري غل، الحكومة، إلى مساومة فنلندا والسويد على استقبال 6.5 مليون لاجئ من تركيا (تقول الحكومة إن عدد اللاجئين هو 4.6 مليون من مختلف الجنسيات، منهم 3.7 مليون سوري تحت الحماية المؤقتة)، غالبيتهم من السوريين، في مقابل موافقة تركيا على انضمامهما إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقال صاري غل، في تصريحات، الاثنين: «في هذه المرحلة يجب أن نضع ورقة الناتو على الطاولة. إذا كانت السويد وفنلندا ترغبان في الانضمام إلى الناتو، فعليهما نقل 6.5 مليون لاجئ من تركيا إلى بلدانهم على قدم المساواة. لذلك علينا حل هذه المشكلة من منظور إنساني... حان الوقت إما لترك الناتو أو أن يفعل الناتو ما تقوله تركيا، فإذا لزم الأمر، يجب على تركيا مغادرة الناتو».

جهود لتوثيق السجلات المدنية في مناطق «الإدارة الذاتية» شرق سوريا

(الشرق الأوسط)... القامشلي: كمال شيخو... يعاني أهالي بلدات ريف دير الزور الشرقي من غياب الدوائر الرسمية الحكومية للحصول على وثائق وإثباتات شخصية معترف بها، تخص الزواج والطلاق وشهادات الميلاد والوفاة والميراث... وغيرها من المعاملات التي تتطلب بيانات تثبت هوية صاحبها. وفي مسعى لتنظيم سجلات الأحوال المدنية عقد عدد من المنظمات المدنية والحقوقية جلسات حوارية توعوية بمشاركة سكان المنطقة مع قادة «مجلس دير الزور المدني». وفعلت «مديرية التوثيق المدني» البطاقات التعريفية الشخصية المؤقتة، المصدقة رسمياً من المجلس المدني وتخول صاحبها حرية التنقل والسفر ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» شمال شرقي سوريا. تقول نور العجيل، مديرة البرامج في منظمة «ماري للتنمية»؛ إحدى الجهات المدنية التي عملت على تنسيق وتنظيم الجلسات الحوارية وتفعيل السجل المدني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الفكرة جاءت من الجلسات الحوارية مع أهالي المنطقة ضمن مشروع (أمننا) بضرورة تفعيل السجل المدني بدير الزور، حيث عملت هذه المنظمات بالتنسيق مع لجنة الداخلية وقوى الأمن الداخلي التابعة للمجلس، على افتتاح المديرية في شهر مارس (آذار) الماضي بمنطقة الـ7 كيلومترات شمال دير الزور». ولدعم جهود المديرية، نظمت «ماري»، (السبت)، جلسة حوارية عن الخدمات التي تقدمها مديرية التوثيق المدني للمواطنين بإقليم دير الزور شرق الفرات، بمشاركة نشطاء مدنيين وحقوقيين وسكان المنطقة، إلى جانب ممثلين عن المجالس المحلية ولجان الوساطة المجتمعية، على أن تنظم مزيداً من الجلسات والحوارات المجتمعية مستقبلاً. يقول عواد المحيمد، رئيس مديرية التوثيق المدني التابعة لـ«المجلس المدني في دير الزور»: «لدينا نحو 24 موظفاً وموظفة مؤهلين بالشكل الكامل، وتم تجهيز المركز لتقديم خدمات التوثيق الشخصية، ومنح الأوراق المطلوبة مصدقة من المجلس». وعن آلية العمل يضيف المحيمد: «ما نعمل عليه هو التوثيق المدني وليس السجل، حيث نقوم بتوثيق الوثائق الرسمية الموجودة لدى السكان، للعمل على قاعدة بيانات تتم أرشفتها بشكلين إلكتروني وورقي». وتمنح مديرية التوثيق المدني في دير الزور بطاقة التعريف المؤقتة والبطاقة العائلية وبيان الزواج وشهادتي الولادة والوفاة... وغيرها من الوثائق الشخصية، غير أنه من بين أبرز التحديات التي تواجه أصحاب هذه الوثائق، عدم الاعتراف بها في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، كما لا تخول أصحابها السفر إلى المناطق الخاضعة لنفوذ فصائل المعارضة المسلحة ومناطق العمليات التركية شمال غربي سوريا، لعدم اعترافها بهياكل الحكم المدنية بريف دير الزور الشرقي. وتشكو خضرة؛ البالغة من العمر (28 سنة) وتتحدر من مدينة الميادين الخاضعة لسيطرة النظام ومقيمة مع أسرتها في بلدة الصور الخاضعة لسيطرة «قسد»، عدم منحها أوراقاً ثبوتية تعريفية تسهل تنقلها بين مناطق الإدارة الذاتية. هذه السيدة وغيرها من النازحين من خارج مناطق الإدارة، يمنحون بطاقة «وافد» التي تحتاج إلى كفالة من أحد أبناء المنطقة. تقول خضرة: «عند هروبنا قبل 7 سنوات فقدنا كل أوراقنا الشخصية وحتى اليوم لم أحصل على أي إثبات شخصي». يعلق المحيمد على حالة خضرة: «لا يمكن إعطاء بطاقة تعريفية إلا بوجود وثيقة رسمية صادرة عن الحكومة السورية - بيان عائلي - أو صورة دفتر العائلة، أو إخراج قيد، أو أي إثبات شخصي رسمي». وفيما يخص المواليد حديثة الولادة، «تمنح بطاقة تعريفية هي بمثابة بطاقة شخصية. وتُعطى بطاقة (مؤقتة) لمن ليست لديه هوية شخصية وبلغ سن 17 عاماً، مدتها عام كامل يتم تجديدها لحين توفر آلة طابعة ليزرية لإصدار بطاقات تعريف دائمة». إلى جانب «ماري»؛ شاركت في الفعالية منظمات «حماية البيئة والتنمية المستدامة» و«فراتنا» و«أمل الباغوز» و«ديرنا للتنمية» و«إنصاف للتنمية». ويتحدث الناشط والمدرب المدني أحمد شيحان، من منظمة «حماية البيئة»، عن المعاناة التي كانت تواجه أبناء المنطقة ممن فقدوا أوراقهم الثبوتية نتيجة النزوح أو عدم قدرتهم على استخراج أوراق جديدة لأنهم لا يستطيعون السفر لمناطق النظام، «أما اليوم فيستطيعون استخراج هذه الأوراق من مديرية التوثيق المدني». وذكر شيحان أن الحوارات التي عقدتها المنظمة مع سكان المنطقة والنازحين المقيمين فيها تطرقت إلى المشكلات التي يعانون منها على الحواجز ولدى مراجعتهم دوائر الإدارة الذاتية أو سفرهم إلى الأقاليم الأخرى، منوهاً بأن «أبرز التحديات تتمحور حول عدم معرفة الناس بعمل التوثيق المدني، لذلك عقدنا وسنعقد جلسات حوارية أخرى لتوعية الأهالي». وقد عمد النظام السوري قبل انسحابه إلى نقل قاعدة البيانات والملفات والسجلات الرسمية إلى مناطق سيطرته في مركز المحافظة، ولاستخراج أوراق رسمية معترف بها، يجبر كثير من أهالي ريف دير الزور الشرقي على السفر إلى مناطق النظام. يقول عبد الرؤوف، وهو الاسم الأول لأحد أبناء بلدة البصيرة، إنه يضطر إلى الذهاب إلى هناك لاستخراج أوراقه الرسمية، وإنه «وفي كل سفرة؛ أتخوف من وجود تقرير أمني كيدي أتعرض بموجبه للاعتقال».

«درون» تستهدف قاعدة التنف للمرة الثانية خلال أيام والقوات الأميركية تحاكي هجوماً شاملاً عليها

غارات روسية تقطع الكهرباء عن إدلب... وقصف تركي على «قسد»

الجريدة... غداة إجراء قوات التحالف الدولي تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في منطقة المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن، استهدفت أمس، طائرة مسيّرة قاعدة التنف العسكرية الأميركية للمرة الثانية خلال أسبوع. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بأن هجوماً عبر طائرة مسيّرة استهدف قاعدة التنف الأميركية ضمن منطقة الـ 55 كيلومتراً، مبيناً أن هذا الهجوم هو الثاني بعد عملية مماثلة تمت صباح الاثنين قبل الماضي. وتعتبر القاعدة، التي أسست عام 2016، جزءاً أساسياً في الحرب ضد تنظيم «داعش»، حيث تتمركز فيها القوات الأميركية وقوات التحالف لتدريب قوات المعارضة السورية المحلية، والمتمثلة بقوات «جيش مغاوير الثورة»، وتقع في محافظة حمص، عند المثلث الحدودي السوري - العراقي - الأردني. وقبل ساعات، شهدت القاعدة تدريبات عسكرية، أمس الأول، بالذخيرة الحية للطيران الحربي والمروحي وطائرات إيه سي -130 وبمشاركة فصيل «جيش مغاوير الثورة» المدعوم من واشنطن، تحاكي صد هجمات على المنطقة الحدودية. وصباح الاثنين قبل الماضي، أصدر التحالف الدولي بياناً قال فيه: «في 15 أغسطس 2022، استجابت قوات عملية العزم الصلب بالتنسيق مع الشركاء في جيش مغاوير الثورة، لهجوم شنته طائرات من دون طيار في محيط حامية التنف، وتمكن من إسقاط إحدى الطائرات، وفجر طائرة أخرى ومنع تأثيرها، وإن الضربات الأخرى لطائرة أحادية الاتجاه التي نفذت داخل مجمع القوات، لم تُوقِع إصابات أو أضراراً تُذكر». وفي إدلب، أفادت مصادر محلية، بأن الطيران الحربي الروسي قصف بصواريخ شديدة الانفجار مناطق في المحيط الغربي للمدينة بينها السجن المركزي وشركة الكهرباء و«عرب سعيد» متسببة بأضرار مادية وانقطاع في التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة. وذكرت المصادر، أن القصف كان بأربع عشرة غارة متتالية على ذات المناطق التي كانت قد تعرضت سابقاً لعدة غارات من الطيران الحربي الروسي، مبينة أن الصواريخ لم تصب شركة الكهرباء بشكل مباشر إنما محيطها، وتسببت في إتلاف أسلاك الشبكة ما تسبب بقطع الكهرباء. وأوضحت المصادر أيضاً، أن المناطق المستهدفة كلها تخضع لهيئة تحرير الشام بما فيها قرية «عرب سعيد» حيث العديد من المعسكرات والمقرات التابعة للهيئة، ولم يتبين إذا نجم عن هذه الغارات خسائر بشرية في صفوف الهيئة. وتزامن القصف من الطيران الحربي الروسي مع قصف مدفعي وصاروخي من القوات الحكومية السورية على جبل الزاوية جنوبي المحافظة، ولم يتبين سقوط خسائر بشرية. إلى ذلك، جدد الجيش التركي، قصفه المدفعي والصاروخي على مواقع قوات سورية الديمقراطية "قسد" في قريتي واسطة ومشيرفة قرب بلدة عين عيسى شمالي الرقة، وقريتي مرعناز وشوارغة، ومنطقة قلعة شوارغة في ناحية تل رفعت شمالي حلب، وقريتي تعلكه وعباس في ناحية الدرباسية بريف الحسكة الشمالي.

المقاتلات الروسية تستأنف غاراتها على إدلب

إدلب: فراس كرم لندن: «الشرق الأوسط»..شنت المقاتلات الروسية، الاثنين 22 أغسطس (آب) مجدداً، غارات جوية مكثفة، على مناطق مأهولة بالسكان المدنيين، بالقرب من مدينة إدلب، فيما شهد عدد من القرى والبلدات قصفاً برياً مكثفاً لقوات النظام، دون ورود أنباء عن وقوع خسائر بشرية، ومنظمات محلية تطالب بوقف الاعتداءات على المدنيين في شمال غربي سوريا. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتنفيذ طائرات حربية روسية 7 غارات جوية على المنطقة المحيطة بسجن إدلب المركزي قرب بلدة عرب سعيد غرب مدينة إدلب، حيث توجد بالمنطقة معسكرات لهيئة تحرير الشام، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن. وشهدت أجواء محافظة إدلب، أمس، تحليقاً مكثفاً للطائرات الحربية والاستطلاع الروسية وسط تحذيرات أطلقتها فرق الرصد وصافرات الإنذار للمدنيين، بأخذ الحيطة والحذر من غارات محتملة على المدينة، وسط حالة من الذعر والترقب، وذلك بالتزامن مع قصف بري مكثف بقذائف المدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات، مصدره قوات النظام والميليشيات الإيرانية المتمركزة في منطقة حزارين، استهدف قرى وبلدات فليفل وكفرعويد وكنصفرة ومحيط بلدة البارة وسفوهن بجبل الزاوية جنوب إدلب، دون وقوع إصابات. وأوضح قيادي في غرفة العمليات العسكرية (الفتح المبين) في تصريحات إعلامية، أن «وتيرة اعتداءات قوات النظام السوري والميليشيات المساندة لها، على المناطق المحاذية للجبهات في الشمال المحرر، ازدادت في الآونة الأخيرة، وكنا نرد في كل مرة بقوة على مصادر النيران بمختلف أنواع الأسلحة، واستطعنا تحقيق إصابات مباشرة بقواعد استراتيجية لقوات النظام، ولم نترك أيّ قصف على أهلنا ومحاورنا دون ردٍ على مصادره». وأضاف: «اليوم لدينا القدرة على الرد على أي اعتداء على أهلنا في الشمال المحرر، وفقاً للإعداد المستمر، بالإضافة إلى تطوير آليات الرد من خلال استهداف المناطق الحساسة، التي جمعنا بنك أهداف كبيراً لأجل استهدافها، خصوصاً تلك التي تقع في عمق المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، ويخيل إليه أنها آمنة وفي منأى عن نيراننا». من جهته، قال فريق «منسقو استجابة سوريا»، في بيان، إن غارات جوية روسية على منطقة (خفض التصعيد) في الشمال السوري، استهدفت من جديد إحدى كبرى المناطق التي تضم مئات الآلاف من المدنيين، مع ازدياد مخاوف النازحين من توسيع رقعة استهداف تلك المناطق، وإن أكثر من 700 ألف مدني في مدينة إدلب ومحيطها مهددون بالنزوح إلى المجهول نتيجة الغارات الجوية التي تستهدف محيط المدينة. وطالب الفريق بوقف عمليات الاعتداء المتكررة على السكان المدنيين بشكل فوري، وكذلك الاستهداف الممنهج للمناطق السكنية بشكل عام، والمناطق التي تضم المخيمات بشكل خاص، محذراً الجانب الروسي من الاقتراب أو توسيع نقاط القصف الجوي بالقرب من المخيمات في كل المناطق كونها تصنف ضمن جرائم الحرب. وذكّر البيان أنه «يتوجب على جميع الأطراف التركيز على حماية المدنيين في الشمال السوري من كل الاعتداءات، خصوصاً أن المنطقة بلغت حدها الأقصى من الطاقة الاستيعابية للسكان الذين تجاوز عددهم 4.3 مليون نسمة أكثر من نصفهم نازحون ومهجرون قسراً، إضافة إلى عدم القدرة على استيعاب حركة النزوح الصامتة من مناطق ريف إدلب الشرقي وريف حلب».

اغتيال قيادي سابق في المعارضة بدرعا وتغييرات في المخابرات الجوية

الشرق الاوسط... درعا (جنوب سوريا): رياض الزين... تعرض قيادي سابق في أحد فصائل المعارضة بريف درعا الغربي لعملية اغتيال في بلدة تسيل في الريف الغربي من محافظة درعا، مساء الأحد، وفقاً لمصادر محلية من البلدة، حيث تم استهدافه بإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين أثناء وجوده أمام منزله، مما أدى إلى مقتله على الفور. وخضع القيادي تيسير النظامي في عام 2018 لاتفاق التسوية والمصالحة مع النظام السوري الذي رعته روسيا جنوب سوريا، فيما قتل نجله رأفت النظامي عام 2020 بعملية اغتيال بإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين أدى إلى مقتله، وتعدّ بلدة تسيل من المناطق التي تعرضت لهجوم من قبل تنظيم «داعش» في عام 2017 وفرض سيطرته عليها أثناء انتشاره سابقاً في مناطق حوض اليرموك. واعتقلت قوات الأمن السوري قيادياً آخر من درعا، هو غصاب بشار العيد، المتحدر من إنخل بريف درعا الغربي أثناء وجوده بمطار دمشق الدولي عائداً من مصر. وذكرت مصادر محلية أن القيادي العيد كان من قادة فصيل «مجاهدي حوران» التابع لفصائل المعارضة المعتدلة سابقاً، والتي كانت تنتشر في المنطقة قبل اتفاق التسوية مع النظام عام 2018، وعمل بعد اتفاق التسوية لصالح جهاز مخابرات أمن الدولة في بلدته (إنخل)، وغادر سوريا بعد أن سوى وضعة الأمني، قبل نحو عامين، ليتم توقيفه أثناء عودته لوجود ادعاءات بحقه، أو أن المطالب الأمنية التي كانت بحقه لم تزل بموجب التسوية وتم التغاضي عن وضعه سابقاً أثناء خروجه، وهي حالة طبقت في سنتي التسويات الأوليين 2018 و2019 على عدد من الفاعلين في المنطقة. كما تعرض الشاب محمد النصار للاعتقال بعد مداهمة قوات النظام مكان وجوده في بلدة نامر بريف درعا الشمالي، بعد أن غادر من مدينة طفس مؤخراً، بعدما طلب من كل المطلوبين الغريبين المغادرة، وقالت مصادر محلية إن النصار من عناصر فصائل المعارضة سابقاً ويتحدر من مدينة الصنمين ومن الحاصلين على بطاقة التسوية وأجرى تسويات عدة لوضعه بين 2018 و2020، ودخل طفس بعد أن سيطرت القوات النظامية على مدينته شمال درعا بشكل كامل عام 2020. وكشف «تجمع أحرار حوران» المعارض عن مساعي النظام لإجراء تغييرات على مستوى الانتشار والنفوذ للأفرع الأمنية في ريف محافظة درعا الشرقي، وتشمل تغيير سيطرة فرع المخابرات الجوية المنتشرة على حواجز مهمة عدة، في بلدات الجيزة والمسيفرة وصيدا وكحيل والغارية الشرقية والغربية، ونقلها إلى مناطق عدة في الريفين الأوسط والغربي؛ منها بلدتا داعل والشيخ مسكين، وذلك بعد الكشف عن عمليات اغتيال جرت في ريف درعا الشرقي من تخطيط ضباط من المخابرات الجوية المقربين من إيران، وأن السيطرة في الريف الشرقي ستبقى بيد فرع الأمن العسكري. وشهدت مناطق ريف درعا الشرقي تسجيل حوادث عدة اصطدم فيها عناصر «اللواء الثامن» المشكل من فصائل التسويات بدعم روسي، مع عناصر المخابرات الجوية على الحواجز المنتشرة في المنطقة، دون تصعيد بين الطرفين. وفي شهر مايو (أيار) الماضي، هاجمت مجموعة تابعة لـ«اللواء الثامن» مجموعة أمنية في بلدة صيدا كانت مهمتها تنفيذ عمليات اغتيال بحق معارضين للنظام ولعناصر وقادة في «اللواء الثامن»، وبث شريط مصور لأحد متزعمي هذه المجموعة وهو يدلي باعترافات عن تجنيدهم من قبل أحد ضباط المخابرات الجوية في درعا المدعو محمد الحلوة، بهدف تنفيذ عمليات اغتيال في المنطقة مقابل حصولهم على سلاح ومبالغ مالية. في الأثناء، قالت مصادر محلية في السويداء؛ ذات الغالبية الدرزية، إن انفجاراً وقع مساء يوم الأحد في بلدة المزرعة بريف السويداء الغربي، ناجم عن عبوة ناسفة زرعت بالقرب من بناء الناحية، وتمكنت فرق الهندسة الحكومية من تفجيرها بعد العجز عن تفكيكها دون وقوع خسائر، إثر ورود بلاغ عن وجود العبوة في المنطقة. وتعدّ بلدة المزرعة من بلدات السويداء التي تحوي فصائل محلية مسلحة غير تابعة لتشكيلات الجيش أو القوى الأمنية، وهي مسقط رأس مؤسس «حركة رجال الكرامة» الشيخ وحيد البلعوس، أكبر الفصائل المحلية في السويداء التي شنت مؤخراً هجمات على مواقع ونقاط تابعة لمجموعات محلية مرتبطة أمنياً؛ هي مجموعة «قوات الفجر» في بلدة عتيل، ومجموعة «قوات الفهد» في بلدة قنوات؛ وأسفرت الهجمات عن إنهاء هذه المجموعات، وقتل عدد من عناصر «قوات الفجر» واعتقال آخرين من عناصر وقادة المجموعات.

وكالة إيرانية تعلن مقتل قائد بـ«الحرس الثوري» في سوريا

لندن: «الشرق الأوسط».. أعلنت وكالة إيرانية، ليل الاثنين، مقتل القائد في «الحرس الثوري» الإيراني، أبو الفضل عليجاني. وقالت الوكالة الإيرانية إن «عليجاني قُتل خلال مهمة استشارية في سوريا». وبحسب تحليلات، تستغل إيران انشغال روسيا بالعملية العسكرية في أوكرانيا، والتي تدخل شهرها السادس، لتثبيت نفوذها في سوريا. وانتشرت الميليشيا الإيرانية، خلال الآونة الأخيرة، في مواقع استراتيجية كثيرة متفرّقة من سوريا بعد انسحاب فصائل حليفة لروسيا. وشملت تلك التحركات عمليات إعادة انتشار وتموضع خوفاً من أي عمليات استهداف إسرائيلية.

موسكو على خطّ التطبيع | أنقرة - دمشق: نحو الانتقال إلى الأفعال

الاخبار.. علاء حلبي ... ثمّة عوامل توافقية عديدة بين دمشق وأنقرة من بينها رفض وجود القوات الأميركية في سوريا...

لم تُبدِ دمشق، حتى الآن، رد فعل واضحاً وعلنياً على سيل التصريحات المتتابعة حول رغبة أنقرة في فتح الأبواب المغلَقة معها. ويسري الحديث، في الأروقة السياسية السورية، عن تفسيرات عدة لهذا التردّد، أبرزها أن الحكومة السورية ترغب في رؤية خطوات فعلية على الأرض، تُراعي الثوابت التي تصرّ سوريا على عدم المساس بها (وحدة الأراضي، السيادة، استعادة جميع المناطق التي تسيطر عليها تركيا أو الفصائل المرتبطة بها، الالتزام بمبدأ الحل السوري - السوري بما يتوافق مع مساري أستانا واللجنة الدستورية)، في مقابل إبداء المرونة في تنفيذ خطوات موازية تضْمن للأتراك أمن حدودهم، بالاستناد إلى الاتفاقات الثنائية بين البلدين. على أن هذا التأني المترافق مع الصمت، لا يمنع تصاعد النشاط السياسي السوري على خط «إصلاح» العلاقات مع تركيا، والذي يتجلّى آخر فصوله اليوم في زيارة لوزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى موسكو، بعد أولى إلى طهران (بالتزامن مع القمّة الثلاثية لرؤساء روسيا وإيران وتركيا) ترافقت مع إعلان دمشق انفتاحها على جميع الجهود التي تبذلها موسكو وطهران لتقريب وجهات النظر بين الأولى وبين أنقرة، والتي يبدو أنها وصلت إلى مراحل متقدمة، قد تظهر معالمها إلى العلن خلال الفترة المقبلة. ويلتقي المقداد، اليوم، في موسكو نظيره الروسي سيرغي لافروف، بهدف تمهيد الأجواء للانتقال إلى مرحلة العمل على الأرض، بدلاً من التصريحات الصحافية، والتي تشير مصادر سورية عدة إلى أن دمشق نظرت إليها بإيجابية، غير أنها لا تعوّل عليها، خصوصاً أنها ترافقت مع حملة إعلامية تركية تضمّنت مغالطات عدة، من بينها ربط هذا التقارب بشروط لا تلقى موافقة السوريين. في المقابل، لا تَعدّ المصادر ما يجري الحديث عنه شروطاً، وإنما مسار منطقي للتقارب، بما يتوافق مع القوانين الدولية والاتفاقات الموقَّعة بين البلدين، ما يعني، وفق المصادر، أن «التوافقات التي يُنتظر أن تتطوَّر لن تمس بالثوابت وبحقوق الجانبين، وستدور حول أفضل الطرق التي يمكن اتباعها لضمان المصالح، وإعطاء دفعة للعملية السياسية»، وهي نقاط تمت مناقشتها في أوقات سابقة، سواءً في طهران أو في موسكو التي ضاعفت جهودها في الفترة الأخيرة في هذا السياق.

زيارة المقداد إلى موسكو تمهّد للانتقال إلى مرحلة العمل على الأرض بدلاً من التصريحات

وفي ما يخص التسريبات المتواصلة حول ترتيبات لإجراء لقاء أو اتصال بين الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب إردوغان، والتي لم تؤكدها أو تنفِها دمشق، يسود اعتقاد في الأوساط السياسية السورية بأن لقاءً من هذا النوع يمكن أن يحدث، بل هو أمر حتمي بين دولتين جارتين تسعيان لبناء علاقات متوازنة تضمن مصالحهما المشتركة. غير أن اجتماع كهذا، وفقاً للمعطيات الحالية، لا يزال مشروطاً بخطوات فعلية على الأرض، واتفاقات واضحة ومحددة بجدول زمني لحل ملفات معقدة عدة، على رأسها إدلب التي تشهد خلال الأيام الحالية تصعيداً متزايداً، بالإضافة إلى مشكلة الوجود العسكري التركي في الشمال السوري، والذي تصنّفه دمشق احتلالاً. ولا يزال النظر في هذه القضايا الإشكالية في بدايته، ما يعني أن الحديث عن لقاء على المستوى الرئاسي يُعتبر متعجّلاً، ما لم تحدث اختراقات تُسرّع من سير العملية، أو على العكس تتسبب بعرقلتها في ظل المحاولات الأميركية المستمرة لضرب الجهود الروسية والإيرانية في ذلك السياق. وقد كان الرئيس التركي واضحاً في تصريحات أدلى بها أثناء عودته من أوكرانيا قبل أيام، عندما هاجم الولايات المتحدة و«التحالف الدولي» الذي تقوده، واعتبرها «داعمة للإرهاب»، في إشارة إلى الدعم الأميركي للقوى الكردية المسلحة التي تسعى لترسيخ «الإدارة الذاتية» كأمر واقع. بالنتيجة، ثمة عوامل توافقية عدة بين دمشق وأنقرة، من بينها رفض وجود القوات الأميركية في سوريا، ورفض النزعة الانفصالية الكردية، بالإضافة إلى التوافق على ضرورة العمل على إعادة اللاجئين والنازحين، وهو من الملفات الأكثر أهمية بالنسبة لتركيا في الوقت الحالي، في ظل الضغوط المتزايدة على رئيسها مع اقتراب الانتخابات، التي يشكل هذا الملف عنواناً رئيساً لحملات القوى المعارضة فيها. لكن في المقابل، ثمة ملفات خلافية عدة، من بينها المشاريع السكنية التي تبنيها تركيا في ريفَي حلب وإدلب لتشكيل حزام سكاني مرتبط بها، إضافة إلى عمليات التتريك في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وعلاقة أنقرة بفصائل «جهادية» تسيطر على إدلب، فضلاً عن الملف الكردي. وما لم تبادر تركيا إلى خطوات عملية لحلحلة تلك المعضلات، فإن تصريحاتها «الانفتاحية» على دمشق ستبقى في سياق «الدعاية الانتخابية» أو «التلاعب السياسي التركي»، خصوصاً أن أنقرة أثبتت خلال السنوات الماضية براعة في القفز على الحبال والانتقال ما بين أقطاب الصراع الدولي.

الجدل التركي لا يهدأ: لقاء إردوغان - الأسد على الطاولة

الاخبار... محمد نور الدين ..... في أعقاب تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو حول المصالحة بين النظام السوري والمعارضة، وحديث الرئيس رجب طيب إردوغان الإيجابي عن سوريا، لم يَعُد مستبعداً احتمال لقاء إردوغان بنظيره السوري بشار الأسد. وفي هذا الإطار، تحدّثت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن احتمال عَقْد لقاءٍ ثُلاثي يجمع إلى الأخيرَين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هامش «قمّة شنغهاي للتعاون» التي ستُعقد في سمرقند يومَي 15 و16 أيلول المقبل. وكان إردوغان أعلن، لدى عودته من أوكرانيا قبل أيّام، أن «الحوار السياسي أو الديبلوماسية لا يمكن أن ينقطعا بين الدول ولا في أيّ وقت»، مؤكداً أن «هزيمة الأسد من عدم هزيمته ليست ما يقضّ مضاجعه». إزاء ذلك، يرى الباحث المعروف في الشؤون الدولية في «جامعة الشرق الأوسط التقنية» حسين باغجي، أن سياسة تركيا الخارجية «بدأت تعود إلى طبيعتها»، بعدما فهم إردوغان أن «المشكلات الدولية يمكن أن تُحلَّ بالتعاون والحوار السياسي»، معتبراً أن بلاده تشهد راهناً «تصحيحاً في السياسة الخارجية، من العزلة التامّة إلى الديبلوماسية متعدّدة الأبعاد». ويلفت إلى أن أنقرة، وبسبب خطابها الاستقطابي، «عاشت عزلةً كبيرة في شرق المتوسط والشرق الأوسط، لكنها تحاول منذ بدء الحرب الروسية - الأوكرانية أن تتجاوز عزلتها عبر اعتماد سياسات متوازنة»، فيما يعمل إردوغان على «كسب الثقة في مجالات الاقتصاد والديبلوماسية والسياسة الدولية. لكن بسبب اقتراب الانتخابات النيابية، يحتاج إلى مزيد من الوقت». ويعتقد باغجي أنه «في حال خسارة إردوغان الانتخابات الرئاسية، فإن الحكومة المقبلة ستُواصل السياسة التي يتبعها الآن»، أمّا في ما لو نجح في استعادة الثقة المفقودة فـ«عليه أن يدفع أثماناً كبيرة، وعليه أن يَدخل في حوار من جديد مع الدول التي كان يقول إنه لا يتكلّم معها». وإنْ كان منْح الثقة لتركيا مجدّداً، ممكناً، إلا أن هذا لا ينطبق بالضرورة على «العدالة والتنمية»، وفق الباحث، الذي يُذكّر بأنه «من زاوية القيم والجيوبوليتيك، فإن تركيا جزء من أوروبا. والعضوية في منظمة شنغهاي للتعاون، لا تؤثّر سلباً في مصالحها الاقتصادية. لكن أوروبا هي الميناء الموثوق لأنقرة». وفي صحيفة «جمهورييات»، يقول أورخان بورصه لي إن «بيت القصيد في سياسة تركيا الجديدة تجاه سوريا، هو تأمين الجبهة الشرقية للتفرّغ لمواجهة اليونان التي نسجت - بغياب تركيا - علاقات ممتازة مع السعودية والإمارات ومصر وإسرائيل». ومن هنا، «يصبح السلام مع سوريا ضرورياً لتأمين محيط تركيا، والتفرّغ بعدها لمواجهة اليونان». في المقابل، ينتقد فهيم طاشتكين، في صحيفة «دوار غازيتيه» محاولات إردوغان تسوية الأمور مع سوريا بطريقة «تُغلق كلّ الملفات الإجراميّة التي ارتكبتها تركيا ضدّ سوريا على مدى 11 عاماً، وكأنّ شيئاً لم يكن». وفي مقالته المنشورة بعنوان «كيف لا يُصنع السلام مع سوريا؟»، يقول طاشتكين إن «كلّ الارتكابات التركية لم تُكتب على رمل أو ماء لتُمحى، وهو - أي إردوغان - كان يفاخر بأنه الرئيس المشارك في قيادة مشروع الشرق الأوسط الكبير مع الولايات المتحدة»، مضيفاً أن لسان حال إردوغان بأنه «لا يمكن تغيير محور بالصداقة بل بالعنف والقوّة، وهذا ما حاول فعله منذ عام 2011 عبر تحويل تركيا إلى طريق سريع لكلّ الجهاديين من العالم إلى سوريا، واتّباع سياسة الباب المفتوح أمام اللاجئين، والنهب المنظّم لكلّ المعامل في حلب وغيرها». ويرى أن «الذي يريد إفساد اللعبة الأميركية في شرق الفرات، لا يتعاون مع واشنطن في غرب الفرات في حماية هيئة تحرير الشام. إردوغان استاء من واشنطن لأنها خاضت الحرب ضدّ داعش مع الأكراد وليس مع الجيش السوري الحر. كان إردوغان يريد إنهاء الأسد قبل إنهاء داعش». ووفق طاشتكين، فإن «حزب العدالة والتنمية يريد الآن السلام. فهل حقاً يمكن شراء السلام بتبادل جزئي للشروط؟ الأتراك ينتظرون أن يشاركوا في إعادة إعمار بلد بذلوا قصارى جهدهم لإسقاط رئيسه وتدميره. هل هذا ممكن؟ حتى عودة اللاجئين لن تحصل إلا إذا انتهت الحرب». ويرى الكاتب أن إردوغان «سيعود إلى شركائه الغربيين، وسيبيع القصّة من جديد: ابتزازهم باللاجئين وبحلف شمال الأطلسي. لا خريطة طريق حتى الآن، ولا بوصلة».

إردوغان يحاول، اليوم، أن يهضم بصعوبة الموقف الحزين الذي وجد نفسه فيه بوعد الصلاة في الجامع الأموي

من جهته، يكتب السفير التركي السابق نامق طان، أن تركيا ستدفع غالياً ثمن السياسات الشعبوية التي اتبعها إردوغان. فهي، بحسبه، «انقطعت منذ وقت طويل عن الواقع الميداني على الأرض في سوريا. بالتالي لا تستطيع أن تُنتج حلولاً. فلا خطّة عقلانية لديها ولا برنامج موثوقاً». ويَعتبر أن «السياسة التركية تجاه سوريا تحوّلت من العمل للمصالح العليا للأمّة إلى ابتذال أيديولوجي ضيّق للسلطة يبيع الأوهام ويعمّق الاستقطاب والانقسام الداخلي... منذ تصريحات وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، ونحن نتعثّر ولا نعرف ماذا نريد. والسلطة السياسية تفتقد المناورات اللازمة لذلك، إذ لا تستطيع أن تكسر بسهولة القيود السياسية الاستقطابية التي وضعت نفسها فيها سابقاً. وإردوغان يحاول، اليوم، أن يهضم بصعوبة الموقف الحزين الذي وجد نفسه فيه بوعد الصلاة في الجامع الأموي». ويضيف: «لقد فعل إردوغان كلّ شيء لإسقاط الأسد، وأنفق عشرات المليارات، وسقط مئات القتلى من جنودنا، ليستفيق على أنه لا خيار له سوى المصالحة مع الأسد. والكلفة هنا ستكون باهظة». ويشدّد طان على أن «المسؤولية تفرض أن نواجه بصراحة وشجاعة الوضع، وأن نتصرّف خارج خطاب الشعبوية الفارغ، ونتحمّل المسؤولية الباهظة التكاليف. فمقياس احترام تركيا، ليس اتفاقية الحبوب، بل المنحى الذي ستّتخذه السياسة التركية تجاه سوريا والخروج من مستنقعها وإعادة التعامل مع النظام. وفي كلّ الأحوال، فإن خروج تركيا من هذا المأزق العميق غير ممكن من دون مساءلة السلطة السياسية أمام شعبها، ومن دون دفع الأثمان الباهظة للعودة عن هذه السياسات الخاطئة في الاقتصاد والسياسات الداخلية والخارجية». في هذا الوقت، كان رئيس «حزب الظفر» القومي المتشدّد، أوميت أوزداغ، ينبّه إلى أن عدد المجنّسين من اللاجئين السوريين، بلغ مليوناً و750 ألفاً، أي نحو 3% من مجمل الناخبين الأتراك. وبحسب أوزداغ، يبلغ عدد اللاجئين الأجانب، وليس السوريين فقط، 13 مليوناً، وهو ما يعتبره «احتلالاً لتركيا التي سيدفع شعبها فاتورة ذلك غالياً»، بعدما أنفقت ما قيمته مئة مليار دولار على اللاجئين. ويتساءل: «هل يمكن أن تسبح وأنت تضع في رجْلك عشرة كيلوغرامات من الحديد؟». ومع أنه لا يعارض قدوم السياح العرب الذين «يأتون وينفقون»، فهو يسأل إنْ كان من الضروري إعطاء الجنسية لهؤلاء، وجعل «تركيا تتفلسطن. نسبة اليهود في فلسطين لم تكن أكثر من 7%. ومع هذا، أسّسوا دولتهم. ولهذا، ستستفيق تركيا يوماً ما على الكابوس نفسه»، متّهماً حزب «العدالة والتنمية» بالتأسيس لهذا الواقع: «أبو هذا الفكر هو نفسه أبو فكر مشروع الشرق الأوسط الكبير».



السابق

أخبار لبنان..غانتس: نأمل ألا يجر "حزب الله" إسرائيل إلى صراع مسلح..إسرائيل تحذّر من حرب وجيشها يحشد على الحدود مع لبنان.. لبنان رهن 3 مسارات إقليمية.. ترسيم الحدود مع إسرائيل في مرمى «مُضارَبات ديبلوماسية»..عون يخيّر ميقاتي: تأليف أو سحب التكليف!..«حرب بيانات» بين ميقاتي وباسيل تعرقل مشاورات تشكيل الحكومة اللبنانية..بوصعب أخفق في "استنطاق" هوكشتاين... ونصرالله ينتظر "كم يوم بعد"!..نصر الله: تهديدات "إسرائيل" بشأن ترسيم الحدود بلا قيمة.. والتطورات الدولية لصالحنا..

التالي

أخبار العراق..وول ستريت جورنال: الصدر رفض استقبال قاآني خلال زيارته الأخيرة للعراق.. مدير مكتب الحكيم يكشف لـ"النهار العربي" خلفيات زيارة السعودية..ضبط 7 حاويات تحتوي مواد كيميائية خطرة مخالفة في ميناء أم قصر..كربلاء تحقق في حادث انهيار المزار الديني.. بوادر أزمة سنية ـ سنية تتشكل في محافظات العراق الغربية..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,100,935

عدد الزوار: 6,752,733

المتواجدون الآن: 110