أخبار لبنان..أولويات هوكشتاين: إخراج كاريش من الخطر مقابل الخط 23 للبنان.. "حزب الله" يتريّث حتى منتصف آب: بعد المسيّرات "طلقات صاروخية"؟..نصر الله يذكّر: الوقت ضيّق... وننتظر الردّ خلال أيام | إسرائيل تقرر اليوم: حلّ أو حرب..هوكشتاين زار تل أبيب سراً... بعد محطته في بيروت.. الإفراج عن الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة..«حزب الله» يشوّش على الإيجابية في ملف ترسيم الحدود بمهاجمة الولايات المتحدة..تفعيل حكومة تصريف الأعمال أصبح خياراً واقعياً..«القوات» يطالب بتحقيق دولي في انفجار مرفأ بيروت..

تاريخ الإضافة الأربعاء 3 آب 2022 - 4:27 ص    عدد الزيارات 1184    التعليقات 0    القسم محلية

        


أولويات هوكشتاين: إخراج كاريش من الخطر مقابل الخط 23 للبنان...

تداعيات الخطاب الرئاسي تُعزِّز التباعد.. والرواتب إلى ما بعد 10 آب

اللواء... مفاوضات ترسيم الحدود على همة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، الذي انتقل من لبنان الى تل ابيب، عبر معبر الناقورة، ومعه حصيلة ما سمعه من «موقف موحد» ورسمي نجم عن الاجتماع الثلاثي في قصر بعبدا الاثنين الماضي، وفقاً لما اشارت اليه «اللواء» في ظل ترقب للجواب الاسرائيلي الذي قيل ان سقفه الزمني لا يقل عن اسبوعين، باعتباره سيصدر عن اجتماع للحكومة الاسرائيلية. وللتذكير فقط، فقد تلخص الموقف اللبناني بالآتي:

1- التمسك بحقل قانا كاملاً وبالخط 23، مع كامل الحقوق النفطية للبنان.

2- رفض كامل لتقاسم الثروات والانتاج المشترك مع الجانب الاسرائيلي، باعتبارها نوعاً من أنواع التطبيع المرفوض لبنانياً.

ووفقاً لمصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع، فإن المفاوضات التي وصفت، في الوضع الحالي بأنها ضيقت الفجوة، تعني سعي اسرائيل لاخراج حقل كاريش من دائرة الخطر، واعتبار الخط 23 هو الامل لحفظ حقوق لبنان في كافة حقوله النفطية. وافيد ان الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين انتقل من بيروت الى الكيان الاسرائيلي، والتقى امس الاول مساء رئيس حكومة تصريف الاعمال يائير لابيد، ووضعه في طبيعة لقاءاته في بيروت ونتائج اجتماعاته فيها. و أُفيد ان مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر(الكبينيت) سيجتمع اليوم لمناقشة القضية. ونشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيليّة، امس الثلاثاء، تقريراً جديداً سلّط الضوء على حراك الوسيط الأميركي بشأن ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. وأشارت الصّحيفة في تقريرها إلى أنّ «هوكشتاين وبعد لقائه الرؤساء الثلاثة في لبنان، الإثنين، اتّجه مباشرة إلى إسرائيل حيث التقى رئيس الوزراء يائير لابيد في اليوم نفسه»، وأضاف: في العادة، كان هوكشتاين يعود إلى واشنطن بعد زيارته بيروت، لكن ما يتبين هو أنّ زيارة الوسيط الأميركي إلى إسرائيل بشكل سريع تشيرُ إلى تصميم واشنطن على إنهاء النزاع بين لبنان وإسرائيل بأسرع وقتٍ ممكن، خوفاً من استفزاز حزب الله» . اضاف التقرير: أن هدف الأميركيين من الوصول إلى اتفاق ينبعُ من الرغبة في إضعاف حزب الله، إلا أن البعد الزمني أيضاً له أهمية قصوى، و يوم الأربعاء، سيعقد مجلس الوزراء الإسرائيلي اجتماعاً يناقش فيه الوضع عند الحدود الشمالية مع لبنان وتهديدات حزب الله، كما ستتم مناقشة المحادثات التي أجراها هوكشتاين . وكشف التقرير أنّ الوسيط الأميركي غادر إسرائيل ليل الإثنين سراً، وهناك اعتقادٌ لدى القيادة الإسرائيلية بأن هناك اتجاهات إيجابية ويُمكن التوصل إلى اتفاق مع لبنان في الأسابيع المقبلة. اما في لبنان، فعرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب للتطورات المحلية والإقليمية والدولية، كما تم تقييم المحادثات التي اجراها امس الوسيط الأميركي والمعطيات التي توافرت حول الاتصالات التي يقوم بها الوسيط الأميركي لتحريك ملف المفاوضات غير المباشرة والتي يفترض ان تستكمل بترسيم الحدود. وفي السياق، أعلن نائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بو صعب، أن «غاز حقل قانا لنا ولن نتخلى عنه، أن لبنان متمسّك ببلوكاته كما رسّمها هو وليس كما رسّمها الآخرون والخط المتعرّج غير مطروح، ولا نقبل بشراكة او تقاسم ثروات بحقل قانا، والكلام الذي وصلنا أن اسرائيل ضغطت على شركة توتال الا انها اليوم متحمسة وجاهزة للتنقيب في بلوك رقم 9» . وأكد بو صعب حرصه «على التواصل ووضعت الجميع بنتائج اللقاءات والتنسيق والموقف الموحد الذي حصل بين الرؤساء لمسه الوسيط الاميركي. وأوضح في حديث تلفزيوني أن «رئيس الجمهورية ميشال عون كلفني بملف الترسيم ولكنني كنت دائما اطلع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي على كل التفاصيل، وبالتالي كان هناك تنسيق وهذا عامل قوة للمفاوضات» . وقال : يجب انجاز ملف الترسيم اليوم قبل الغد وكل يوم تأخير خسارة» . وقد حرصنا على وقف التسريبات لانجاح المفاوضات، ولكن هناك من كان يعمد الى تسريب معلومات وتحاليل من نسج الخيال.الرؤساء الثلاثة لديهم اجماع حول ملف الترسيم وكل الشائعات وحملات التخوين غير صحيحة . واضاف: أنه مقتنع بأن هوكشتاين لديه اهتمام للوصول الى حلول منها الحاجة الى الغاز في اوروبا والاستقرار، وهناك حاجة اوروبية – اميركية للوصول الى حل بعد ازمة روسيا – اوكرانيا». وكشف أنه «خلال ايام سيعاد التواصل مع هوكشتاين. وفي المواقف ايضا، أكد الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله أنه «بعد عودة الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين إلى لبنان، كان موقف المقاومة مسنجماً مع موقف الدولة اللبنانية بالملف نسبة لضيق الوقت»، وقال: «موقفنا واحد، والأمور على صعيد الملف المُشار إليه لم تُحسم بعد. يجب أن تتنبه أميركا إلى لعبة الوقت». وفي كلمة له خلال مجلس عاشورائي أمس، أشار نصرالله إلى أن «الأميركيين جعلوا لبنان ينتظر 10 أعوام لينتهي الإسرائلي من التنقيب والحفر والتحضير لاستخراج الغاز، وكانوا يريدون من لبنان أن يقبل بخطّ هوف الذي كان يُمثل كارثة لو تمّ القبول به». وتابع: «بعد أيامٍ قليلة، تطلّ علينا الذكرى الأولى للوعود الأميركية باستجرار الغاز من مصر واستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا، وها قد مرّت سنة ولم يحصل أي شيء». وعن في ملف الفيول الإيراني، قال نصرالله: «أقول لمن من لديه علاقات عظيمة مع الولايات المتحدة: لماذا لم تتحركوا لجلب المازوت أو البنزين أو الطحين للشعب اللبناني؟ أولسيت أميركا حليفتكم؟ هل لديكم الجرأة لمطالبتها باعطائكم استثناء لينعم لبنان بساعات من الكهرباء؟». بدوره، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد: ان موقفنا في المقاومة واضح وجلي. نريد حقوقنا كاملة بمياهنا وحدودنا ومنطقتنا الاقتصادية الخاصة وبغازنا ونفطنا، ورفع الحظر عن الشركات التي نستقدمها للتنقيب عندنا واستخراج غازنا، ورهاننا على المقاومة وسلاحها في حفظ حقوقنا وسيادتنا. وختم: «هناك من لا يجرؤ على قبول هبة الفيول المجاني من ايران لتشغيل معامل الكهرباء في لبنان، لأنه ينتظر الاذن من الاميركيين الذين يحاصرون بلدنا ومع ذلك يتغنون بالسيادة والاستقلال. سياسياً، حددت مصادر سياسية موضوع التشاور في لقاء الرؤساء الثلاثة ببعبدا امس الاول، بالاتفاق على موقف رسمي لبناني موحد من موضوع الخلاف على المنطقة البحرية المتنازع عليها مع إسرائيل لابلاغه إلى الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين وهو ماحصل بالفعل، ولكن من دون الانتقال إلى البحث بمواضيع اخرى، ولاسيما بعد الموقف الاستفزازي لرئيس الجمهورية ميشال عون في كلمته لمناسبة عيد الجيش، والذي سمّم فيه الاجواء مسبقا وتملص فيها من مسؤوليته ومسؤولية رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من كا ممارسات تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة، وحاول الصاق المسؤولية برئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي خلافا للواقع بالتزامن مع توجيه سهامه لرئيس المجلس النيابي نبيه بري ايضا. واشارت المصادر إلى ان رئيس الجمهورية وقف بالمناسبة خالي الوفاض، لم يستطيع أن يبرر أمام الجيش في عيده، خلاصة ممارسات العهد الكارثية وسوء سياساته الفاشلة، وما جرته على اللبنانيين ومنهم الجيش من افقار ودمار للمؤسسات والادارات العامة، وكأنه لم يكن مسؤولا، ولا في سدة الرئاسة، فالقى المسؤولية باتجاه المسؤولين الاخرين، ولاسيما رئيس الحكومة المكلف من دون تسميته، فيما كان تعهده بالعمل على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ليستكمل مسيرة الاصلاح التي بدأها، انما تعبّر عن ذروة انكار خلاصة عهده الفاشل، الذي عطل مع وريثه السياسي النائب باسيل، كل محاولات ومتطلبات الاصلاح المطلوبة، ولاسيما بقطاع الكهرباء، وحرم الدولة ومايزال من مفاعيل مؤتمر سيدر للنهوض بالدولة، وانعاش الوضع الاقتصادي. اما الجانب الآخر المتعلق باستكمال مسيرة الاصلاح، يعني بمفهومه الاصرار على ان يكون خليفته من طينته ويعني بذلك وريثه النائب باسيل. واعتبرت المصادر ان رئيس الجمهورية وقف في آخر احتفال رسمي للجيش في عهده، مجردا، من كل الوعود الوهمية والشعارات البراقة التي قطعها ولم ينفذ اي منها وذهبت ادراج الرياح، ولم يعد باستطاعته الركون الى ما تبقى من ايام معدودة، ليناكف الاخرين، ويتلهى بالمعارك الفراغية، فركز جهوده حاليا، للتوصل الى تسريع الخطى لإنجاز إتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل قبل نهاية عهده بأيام معدودة، في حين اسقط من حساباته، القيام باي خطوات او تحركات للتخفيف من معاناة اللبنانيين وحل ما يمكن من مشاكل وازمات تواجههم. وفيما اصبح تشكيل الحكوومة في خبركان، «راحت سكرة» الاحتفال بعيد الجيش ولقاءات الوسيط الاميركي لترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين و»جاءت فكرة» الوضع المعيشي الصعب مجدداً، لا سيما على الموظفين العسكريين منهم والمدنيين، مع الاعلان عن تأخر دفع رواتب موظفي القطاع العام قرابة اسبوعين وهكذا احتفل الجيش بعيده السابع والسبعين بلا رواتب للعسكريين، فيما أعلن رئيس اتحاد نقابات السائقين وعمّال النقل في لبنان مروان فياض أن «التعرفة ضمن بيروت هي 50 الف ليرة لبنانية للسرفيس الواحد». وقد أدى الإضراب العام وتوقف موظفي مديرية الصرفيات في وزارة المال عن العمل طيلة شهر تموز الى تأخر إنجاز جداول القبض. ومع العودة إلى العمل جزئياً لإنجاز الرواتب فإن العملية تتطلب 15 يوماً على أقل تقدير. وفي المعلومات ان المعاشات والرواتب حولت من المصرف المركزي الى وزارة المال، لإجراء اللازم، واذا انتهى التدقيق في الجداول، يصبح من الممكن تحويلها بدءاً من يوم الجمعة الى المصارف الموطنة فيها.

معالجات وضع الموظفين

واستمرت معالجات وضع موظفي القطاع العام امس، حيث ترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماع «اللجنة الوزارية المكلفة معالجة تداعبات الأزمة المالية» قبل ظهر امس، في السراي الحكومي، وشارك فيه وزراء: المال يوسف خليل، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، الصناعة جورج بوشكيان، العمل مصطفى بيرم، الاشغال العامة والنقل علي حمية، الصحة العامة فراس ابيض، العدل هنري خوري، التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، رئيسة مجلس الخدمة المدنية نسرين مسموشي، المدير العام لوزارة المالية جورج معراوي، المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية. وقد تقرر في خلال الاجتماع الطلب من المؤسسات العامة التي تسمح موازنتها بدفع زيادة الانتاج وفقا للآلية والشروط التي نص عليها المرسوم رقم 9754 تاريخ 28-7-2022 اتخاذ الأجراءات الآيلة الى ذلك بحسب الأصول. أما بالنسبة لباقي المؤسسات العامة، فيطلب اليها تقديم طلب الى وزارة المالية للبحث في امكانية تأمين الاعتمادات المطلوبة لها استنادا الى دراسة مالية ترفع من خلال سلطة الوصاية. كما طلب من الأجهزة الأمنية كافة اعداد دراسة بشأن قيمة المبالغ المطلوبة لتأمين المساعدات اسوة بما حصل مع موظفي القطاع العام، ورفعها الى وزارة المالية لدراستها ومناقشتها في الاجتماع المقبل للجنة.

الفيول لا يكفي لهذا الشهر

كهربائياً، عادت مؤسسة كهرباء لبنان وفقاً لمصادرها الى الاعلان عن ازمة تقنين اضافية، لجهة توقف احد معملي الانتاج: دير عمار والزهراني عن العمل في غضون اسبوع على الاكثر، مع الاشارة الى ان المعملين يعملان اليوم معاً.. وحسب المصادر في المؤسسة فإن كمية الفيول لا تكفي لنهاية آب، ولا معلومات ثابتة عن امكان وصول دفعة جديدة من الفيول العراقي.

2245 اصابة

صحياً، سجلت وزارة الصحة 2245 اصابة جديدة بفايروس كورونا وحالتي وفاة في الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي الى 1176838 اصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

"تواطؤ رئاسي" حكومي: خلوة بعبدا كرّست "الاتفاق على عدم الاتفاق"

"حزب الله" يتريّث حتى منتصف آب: بعد المسيّرات "طلقات صاروخية"؟

نداء الوطن.. مع اقتراب السفينة "رازوني" الأوكرانية من وجهتها اللبنانية في مرفأ طرابلس لتفريغ حمولتها من الذرة بعدما أبحرت من ميناء أوديسا ووصلت أمس إلى المياه الإقليمية التركية قبالة اسطنبول، ارتفعت حدة الاشتباك الديبلوماسي الروسي – الأوكراني في بيروت خلال الساعات الأخيرة حول سفينة "لاودسيا" السورية الراسية في ميناء طرابلس على خلفية "شحنة الحبوب الأوكرانية المسروقة" على متنها. فعلى الرغم من إعلان سفارة أوكرانيا أنها عرضت على الحكومة اللبنانية شراء الشحنة تحاشياً لفسادها وبغية إبقائها في السوق اللبنانية بالاتفاق مع مالكيها، تمكنت الضغوط السياسية من رفع الحجز القضائي على السفينة والسماح لها بمغادرة المياه اللبنانية، الأمر الذي لاقى ترحيباً حاراً من السفارة الروسية منددةً بما وصفته "استفزازات الديبلوماسيين الأوكرانيين في بيروت ورعاتهم الخارجيين القائمة على الأكاذيب"، مع التشديد على أنّ "محاولة المحرّضين الأوكرانيين الإضرار بالعلاقات بين روسيا ولبنان ستفشل". أما في مستجدات ملف الترسيم الحدودي البحري مع إسرائيل، فتتجه الأنظار اليوم إلى اجتماع الحكومة الإسرائيلية لمناقشة مسار ومصير المفاوضات غير المباشرة الجارية مع لبنان، في ضوء ما نقله الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى المسؤولين في تل أبيب عن نتائج اجتماعه أمس الأول مع الرؤساء الثلاثة في بيروت، على أن يعود بالجواب الإسرائيلي على الطروحات اللبنانية خلال الأسابيع القليلة المقبلة... ومن هذا المنطلق التزم "حزب الله" وقف التصعيد العسكري عند الحدود "إفساحاً في المجال أمام استنفاد الجهود الديبلوماسية المبذولة من جانب الدولة اللبنانية" حسبما أكد مصدر مواكب للملف، مشيراً إلى أنّ اتجاه الأمور سيبقى مرهوناً بما سيحمله هوكشتاين من "أجوبة نهائية" في الأسبوعين المقبلين "ليبنى على الشيء مقتضاه". وأوضح المصدر لـ"نداء الوطن" أنّ المعنيين بملف الترسيم نقلوا معلومات إلى كل من يعنيه أمر استقرار لبنان والمنطقة تفيد بأن "سقف وقف التصعيد بالنسبة إلى "حزب الله" لن يتعدى منتصف شهر آب الجاري"، فإما يعود الوسيط الأميركي بجواب حاسم حول نهائية الخط 23 بما يشمل منح حقل قانا كاملاً للبنان، ليتم بناءً على ذلك تحديد موعد استئناف اجتماعات الناقورة لوضع الإحداثيات التقنية على الخرائط وتنظيم المحضر النهائي للاتفاق الحدودي البحري تمهيداً لتوقيعه، وإما فإنّ "حزب الله" سيعتمد "التصعيد المتدحرج" ابتداءً من منتصف آب حتى الأول من أيلول، بشكل يعيد من خلاله تفعيل "خياراته العسكرية" لمنع إسرائيل من بدء استخراج الغاز قبل التوصل إلى اتفاق مع لبنان، مع ترجيح المعلومات في هذا المجال أن تتدرّج رسائل "الحزب" التحذيرية للشركات العاملة في "حقل كاريش" حتى تبلغ بعد رسالة المسيّرات غير المسلّحة إطلاق "طلقات صاروخية ربّما في أجواء كاريش من دون إصابة المنصّة بشكل مباشر"، ليكون ذلك بمثابة "الإنذار الأخير" تأكيداً على جدّية "حزب الله" واستعداده لخوض الحرب ما لم يتم التوصل إلى اتفاق حدودي بحري مع لبنان. حكومياً، تقاطعت المعطيات الرئاسية والسياسية خلال الساعات الماضية عند إبداء مختلف الأفرقاء المعنيين بملف تشكيل الحكومة قناعتهم المشتركة بأنّ صفحة التكليف والتأليف طويت بانتظار العهد الرئاسي الجديد، لا سيما في ضوء ما بدا من تهميش رئاسي متعمّد للملف الحكومي في اجتماع بعبدا الثلاثي بين الرؤساء الثلاثة. وهو ما رأت فيه مصادر معارضة تجسيداً جلياً لصورة "التواطؤ الرئاسي" الهادف إلى الإبقاء على التوازنات السياسية القائمة في حكومة تصريف الأعمال، وعدم الرغبة في تشكيل أي حكومة جديدة تعيد في تشكيلتها توزيع الحقائب أو تعديلها بموجب نتائج الانتخابات النيابية الجديدة. ورأت المصادر أنّ خلوة بعبدا الرئاسية كرّست "الاتفاق على عدم الاتفاق" من خلال عدم مقاربتها ملف التأليف لا من قريب ولا من بعيد، موضحةً أنّ كل طرف من الأطراف المعنية بالتأليف سلّم بإبقاء الوضع الحكومي على حاله "ولكل منهم حساباته في ذلك، فالثنائي الشيعي يدرك أنّ حصته الوزارية لن تتأثر ولن تتغيّر في التأليف من عدمه، بينما كان رئيس الجمهورية ميشال عون واضحاً في خطاب الفياضية في تأكيده على كون ولادة الحكومة الجديدة لم تتوافر لها المقومات والمعايير الضرورية"، وهو ما يعكس بحسب المصادر "تراجع الحماسة العونية لتشكيل حكومة جديدة قبل نهاية العهد نتيجة اقتناع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل باستحالة الاستحواذ على حصة وزارية فيها موازية لحصته في حكومة تصريف الأعمال، وعليه فإنه آثر خيار المحافظة على حصته الراهنة التي تمنحه الثلث المعطل، خصوصاً وأنها تبقي على تمثيل حليفه الدرزي الخاسر في الانتخابات طلال أرسلان ضمن كتلته الوزارية، فضلاً عن استئثاره بالتمثيل المسيحي بخلاف ما سيكون عليه الحال مسيحياً ودرزياً في حال تشكيل حكومة جديدة... أما الرئيس نجيب ميقاتي فحساباته بسيطة وواضحة لأنّ الأمر سيان بالنسبة إليه طالما أنه "باقٍ باقٍ" في السراي الحكومي سواءً تألفت الحكومة أم لم تتألف".

نصر الله يذكّر: الوقت ضيّق... وننتظر الردّ خلال أيام | إسرائيل تقرر اليوم: حلّ أو حرب

الأخبار .... لم يُلغ الحديث عن اقتراب لبنان إنجاز ترسيم حدوده البحرية وتحديد منطقته الاقتصادية الخالصة مؤشرات إلى أن الأمور لا تزال مفتوحة على انفجار صراع مائي قد يتدحرج إلى حرب واسعة مع العدو الإسرائيلي. منسوبا التشاؤم والتفاؤل متساويان في بيروت التي تنتظر الجواب الإسرائيلي على الطلبات اللبنانية التي حملها الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين، وعلى أساسه يُمكِن تحديد عنوان المرحلة المقبلة: إما «حرب الماء» أو «اتفاق البحر». الحذر في المقاربة اللبنانية عبّر عنه نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، أمس، بالإشارة إلى أن «الخط 29 لا يزال خياراً مطروحاً إذا لم نتوصّل إلى تفاهم، ونرفض أن نسميه خطاً تفاوضياً». وأضاف أن الوسيط الأميركي «حمل مطالبنا ويُفترض أن يسمع الرد وأن يمارس دوره كوسيط في تقديم حلول وليس مجرد حمل الاقتراحات والردود عليها». الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كرر، في كلمة في المجلس العاشورائي أمس، أن «الوقت ضيق... وننتظر الرد على المطالب اللبنانية خلال أيام»، مؤكداً أن «موقف الدولة والمقاومة واحد»، ومشيراً إلى ما يتردّد عن اجواء ايجابية، «لكن لا نقول فول تيصير بالمكيول». وتردّد أمس في بيروت أن هوكشتين سيعود إلى لبنان خلال أيام، «وعلى أبعد تقدير خلال أسبوع»، علماً أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أكد له، خلال اجتماع بعبدا أول من أمس، أن المهلة ليست مفتوحة وأنه لا يستطيع أن يأخذ مداه كما في السابق». فيما يعقد المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر اجتماعاً اليوم ليقرر كيفية التعامل مع ما حمله الوسيط الأميركي من لبنان وإعطاء الرد عليه. وأشارت قناة «كان» العبرية إلى أن «إسرائيل تعتقد أنه في الأسبوعين المقبلين سيتم استئناف المحادثات بين إسرائيل ولبنان. الموعد المستهدف هو شهر أيلول الذي يفترض أن تبدأ فيه أعمال الحفر في حقل كاريش. لذلك تعمل جميع الأطراف بقوة للتوصل إلى اتفاق قبل أيلول». رغم ذلك، تقرأ دوائر سياسية بارزة، بارتياب كبير، الجو الإسرائيلي الذي لا يزال يعكس توتراً بارداً. فمنذ مغادرة هوكشتين بيروت، عبر الناقورة، ليل أول من أمس، لم تصدُر معلومات أو بيانات رسمية تُشير إلى تقّدم في المفاوضات الجوالة، باستثناء الإشارة إلى قرب الوصول إلى اتفاق من دون ذكر تفاصيل. فيما ركّزت وسائل إعلام إسرائيلية على «تنازلات» تقدمها إسرائيل، معتبرة أن حزب الله انتصر في هذا الملف. ونقلت القناة 14 في التلفزيون العبري عن مسؤول إسرائيلي كبير في قطاع الغاز قوله إن «اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي تتبلور مع لبنان هي استسلامٌ كامل من رئيس الحكومة يائير لابيد ووزير الأمن بيني غانتس للبنان»، معتبراً أن «خضوع إسرائيل انتصارٌ كبير للأمين العام لحزب الله».

تردّد أمس في بيروت أن هوكشتين سيعود إلى لبنان خلال أيام «وعلى أبعد تقدير خلال أسبوع»

في المقابل، كشفت صحيفة «هآرتس» أن «إسرائيل والولايات المتحدة ترغبان في إنهاء الاتصالات سريعاً خشية أن ينفّذ حزب الله تهديده بمهاجمة منصة كاريش مع بدء عملها في مطلع أيلول». وأكدت أن «مسؤولين في الإدارة الأميركية أوضحوا لإسرائيل أنه إذا وقع مثل هذا الهجوم في الأيام المقبلة، فإن الرد الإسرائيلي يجب أن يكون مضبوطاً». لكن إسرائيل، بحسب «هآرتس»، «رفضت الالتزام بذلك»، مشيرة إلى أن «قوة الرد ستكون متلائمة مع حجم الهجوم وتداعياته». وفي السياق نفسه، رأى يوني بن مناحم، في موقع «مركز يروشالمي للشؤون العامة والدولة»، أن «مصادر أمنية رفيعة المستوى قدمت تقديراً للمستوى السياسي بأن حزب الله قادر بقذائفه الصاروخية وصواريخه الدقيقة على شل كافة أنشطة استيراد البضائع إلى إسرائيل عن طريق البحر الأبيض المتوسط، وضرب كافة منصات الغاز الطبيعي لإسرائيل في البحر». ولفت إلى أن «الأمين العام لحزب الله نجح، بواسطة 4 طائرات مسيّرة غير مسلحة أطلقها نحو منصة كاريش، في إدخال إسرائيل والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي في دوامة سياسية، وبذلك عزز موقفه في الشارع اللبناني ونصّب نفسه - مرة أخرى - الحامي الحقيقي للبنان والمحافظ على حقوقه». تزامنت هذه التقارير مع عودة هوكشتين إلى الولايات المتحدة بعد إجرائه محادثات مع لابيد وفريق التفاوض وكبار المسؤولين في وزارتي الطاقة والخارجية ومجلس الأمن القومي، من دون أن يُكشف عما دار فيها والمحاور التي تمّت مناقشتها. وأوضح موقع «واللا» العبري أن «زيارة المبعوث الأميركي إلى تل أبيب قادماً من لبنان بقيت تحت غطاء من السرية، وبأن ذلك يؤشر إلى تقدم في المحادثات وبأن الجانبين الإسرائيلي واللبناني، يسعيان للتوصل إلى اتفاق بشأن قضية الحدود البحرية في أسرع وقت ممكن». وتجدر الإشارة إلى أن الملاحظ بأن هناك ترويجاً في الجانب الإسرائيلي بأن الاتفاق مع لبنان بات وشيكاً. غيرَ أن هذه التصريحات لا يُمكِن البناء عليها، خصوصاً أنه لم يصدر أي تصريح رسمي يعبّر عن الإيجابية والتفاؤل ذاته في كيان العدو. حتى في لبنان، وخلال التدقيق عن سبب الإيجابية في الحديث عن تقدُّم، يتَضح أن المسؤولين يعوّلون فقط على «جدية هوكشتين وإصرار الولايات المتحدة على إنجاز الاتفاق»، علماً أن «الوسيط الأميركي لم يقدّم أي تعهد، بل قال إنه سيحمل المطلب اللبناني ويعود به إلى إسرائيل»، وهو «التمسك بالخط 23 وحقل قانا كاملاً، البلوكات اللبنانية كاملة للبنان بحسب الترسيم اللبناني، ولا شراكة أو تقاسم للثروات مع إسرائيل، إضافة إلى ضمانات ببدء شركة «توتال» التنقيب فور توقيع الاتفاق.

لبنان ينتظر مباحثات هوكشتاين مع الإسرائيليين: الحلّ أو الحرب

الجريدة... كتب الخبر منير الربيع... مناصفة؛ تنقسم نسبة احتمال حصول اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، أو اندلاع مواجهة عسكرية. لا أحد من المسؤولين اللبنانيين قادر على إعطاء جواب حاسم وواضح حول نتيجة المفاوضات. ووفق ما تؤكد مصادر لبنانية، فإن الاستنفار العسكري والأمني قائم على جانبي الحدود. حزب الله يتخذ وضعية استنفارية مرتفعة جداً، والأمر نفسه ينطبق على القوات الإسرائيلية، تحسباً لحصول أي تطور. وحسب السيناريوهات المتداولة، فإن حزب الله، في حال اكتشف حصول تباطؤ مقصود في المفاوضات لإضاعة الوقت، قد يلجأ مجدداً إلى إرسال طائرات مسيّرة أو تنفيذ عملية بحرية، قد تستدعي رداً من الإسرائيليين، خصوصاً في ضوء وضعهم بنك أهداف يشمل بعض مواقع إطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة. وتكشف المصادر الرسمية اللبنانية أن الوسيط الأميركي، آموس هوكشتاين، قد أبلغ مختلف المسؤولين بأن الولايات المتحدة الأميركية ترفض حصول أي توتر على الحدود الجنوبية للبنان، وأن بلاده لا تريد الحرب أبداً، كما أعلن أن الإسرائيليين لا يريدون الحرب، ولذلك من الأفضل الذهاب إلى اتفاق، أجمع المسؤولون اللبنانيون على موقفهم الموحد بأن المطالب اللبنانية تتجلى في تحصيل 860 كلم مربع زائد حقل قانا، من دون التنازل عن أي مساحة أخرى من البلوكات اللبنانية. طالب هوكشتاين اللبنانيين بضمانة عدم حصول أي توتر أمني في حال لم يتم التوصل إلى إتفاق، لكن المسؤولين اللبنانيين رفضوا إعطاء أي ضمانة، وهذا الأمر دفعه إلى الاستنفار أكثر. وقد دفع هذا الواقع الوسيط الأميركي إلى إلغاء زيارته لأوروبا، وتوجّه من لبنان بشكل مباشر إلى اسرائيل برياً، عبر معبر الناقورة، وهذا يحدث للمرّة الأولى. ومن ثم سارع إلى عقد لقاءات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي والفريق المفاوض المسؤول عن الملف، وحاول إقناع الإسرائيليين بقبول العرض اللبناني لضمان الأمن في البحر المتوسط. وفي إسرائيل لا يزال الانقسام مستمراً حول الرأي، لأن أي تنازل والذهاب إلى ترسيم الحدود وفق الشروط اللبنانية سيعني تحقيق حزب الله انتصارا جديدا. أما الرأي الآخر فيعتبر أن إسرائيل نجحت في تحصيل حقل كاريش، وبالتالي انتزعت تنازلاً لبنانياً مسبقاً، ولذلك لا بدّ من التعاطي بواقعية والذهاب إلى توقيع الاتفاق للإسراع في ضمان أمن استخراج الغاز وتصديره إلى أوروبا. ولم يصل الإسرائيليون إلى جواب موحد، فيما المعطيات تفيد بعقد جلسة استثنائية للحكومة الإسرائيلية المصغرة (الكابينت) للبحث في الردّ على المقترح اللبناني، وإبلاغه إلى الوسيط الأميركي. في هذا السياق، كشف نائب رئيس مجلس النواب اللبناني، إلياس بو صعب، وهو مكلف من قبل رئيس الجمهورية بالمفاوضات، أنه مقتنع بأن هوكشتاين لديه اهتمام للوصول الى حلول منها الحاجة الى الغاز في أوروبا والاستقرار، وهناك حاجة أوروبية - أميركية للوصول الى حل بعد أزمة روسيا - أوكرانيا». وكشف أنه «خلال أيام سيُعاد التواصل مع هوكشتاين، الذي ذهب مباشرة من بيروت الى إسرائيل». وقال: «يجب إنجاز ملف الترسيم اليوم قبل الغد، وكل يوم تأخير خسارة». أسبوعان حاسمان ينتظرهما اللبنانيون للتبلغ بالموقف الأميركي - الإسرائيلي النهائي، لاتخاذ قرار بشأن الترسيم، وفي حال كان الجواب إيجابياً، فإنه يعني أن هوكشتاين سيعود إلى لبنان ليسلّمه المقترح بشكل خطيّ، وفي حال الموافقة عليه يتم تحديد موعد للعودة إلى مقر الأمم المتحدة بالناقورة للتوقيع على المحضر وإصدار مرسوم بترسيم الحدود، أما في حال كان الجواب سلبياً، فإن المرحلة ستكون حرجة جداً، وستكون مقومات حصول مواجهة مرتفعة.

هوكشتاين زار تل أبيب سراً... بعد محطته في بيروت

الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل يسلك درب «الخشونة الناعمة»

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- لبنان يراهن على حلّ يقترحه هوكشتاين كوسيط... ويُظْهِر الإسرائيلي متنازِلاً أمام الأميركي

... «منتهية» و«مهما تأخّر (أسابيع قليلة)، جايي». عنوانان يسودان أوساطاً قريبة من «حزب الله» وحلفائه في لبنان، في مقاربتها ملف الترسيم البحري مع اسرائيل في ضوء زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت وتبلُّغه موقفاً موحّداً تحت سقف «وصلنا إلى آخِر الخط» في التراجعات. وارتكزت هذه الأوساط في اقتناعها بأن ملف الترسيم اقترب من خواتيمه وفق الشروط اللبنانية لجهة التمسك بالخط 23 + جيْبٍ جنوبه يضمن كامل حقل قانا المفترض لـ «بلاد الأرز» مع رفضِ أي قضمٍ إسرائيلي لمساحةٍ تعويضية شماله أي داخل منطقة الـ860 كيلومتراً مربعاً (بين الخطين 1 و23)، إلى مسألتيْن:

الأولى تستند إلى صورة «ماكرو» لِما يحوط بهذا الملف، وقوامها أن أوروبا والولايات المتحدة مستعجلة بت هذا الملف وتحرير التنقيب (في لبنان) والاستخراج (في كاريش وغيره) ربْطاً بصراع الطاقة الذي باتت له أبعاد عالمية تتصل برقعة النزاعات الإقليمية والدولية، كما أن العالم صارت له أولويات قصوى خارج الشرق الأوسط وفق ما تعبّر عنه الحرب في أوكرانيا وعليها والمخاطر العالية لانفجارٍ بين الصين والولايات المتحدة على خلفية زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان، وشرارة التوتر بين كوسوفو وصربيا وغيرها من البؤر المتأججة.

والثانية تنطلق، وفق الأوساط غير البعيدة عن «حزب الله»، من وقائع ميدانية ثبّتت معادلات ردْعٍ، كان الحزب في أساسها وليس أقلّها وضْع خيار الحرب على الطاولة تحت سقف «لا غاز من كاريش وكل الحقول الإسرائيلية من دون غاز من قانا والإفراج عن التنقيب في البلوكات اللبنانية» مع تأكيد أن كل المنصات في اسرائيل «في مرمى المقاومة»، والتلويح بالذهاب بهذه «المخاطرة حتى النهاية»، لدرجةِ أن وهجَ سلاحِ الحزب بات كفيلاً بجعْل الاسرائيلي يبْني حساباته بناء على هذا المعطى، في الوقت الذي لا تريد تل أبيب حرباً تعلم أنها ستكون بمثابة ضغطٍ على «زر النووي» الإقليمي. ووفق هذه القراءة، تشير هذه الأوساط إلى تقديراتٍ «محسوبة» بأن الاسرائيلي الذي سلّم بالخط 23 + وبحصول لبنان على كامل حقل قانا، سيكون مضطراً لمزيد من التنازلات التي تحرمه أي مقابلٍ سواء عبر خط متعرّج يقتطع من «البلوك 8» اللبناني، أو شراكات أو تقاسُم ثروات أو أرباح، وهو الموقف الذي أبلغته بيروت إلى هوكشتاين ليبْني الإسرائيليون على الشيء مقتضاه. وبحسب الأوساط نفسها، فإن وحدة الموقف الرسمي كما عبّرت عنها صورة اللقاء الرئاسي الثلاثي مع هوكشتاين أول من أمس، بالتوازي مع تعميق «حزب الله» ما يعتبره توازن رعب، سيكون كفيلاً بانتزاع كل مطالب لبنان، ولو تطلّب الأمر بعض الوقت من الاسرائيليين الذين سيحرصون على تظهير أي تراجعاتٍ إضافية على أنها تحت ضغط الأميركيين وليس «تهديد» الحزب. وفي رأي مصادر متابعة أن كلام الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله الأخير حول «اللحاق بالكذّاب»، يعكس قراراً من الحزب بإنهاء ملف الترسيم انطلاقاً مما يقول إنه «فرصة ذهبية» من شأنها أن تتيح له هوامش أكثر أريحية في إدارة الواقع اللبناني الذي يتخبط في الانهيار المالي، بعيداً من مساراتٍ ترهن مَنافذ الإنقاذ بخصومه الإقليميين والدوليين فيتحرّر هو كما حلفاؤه من أعباء سياسية، ويتفرّغ للمزيد من الإطباق على الوضع الداخلي ولسنوات إلى الأمام، عبر استحقاقاتٍ دستورية تبدأ من رئاسة الجمهورية التي يقترب موعد انتخاباتها من دون أن يكون حتى الساعة «في الميدان غير سليمان» أي رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية الحليف الوثيق الصلة بالحزب. وفي مقابل هذا المناخ، تُبْدي مصادر أخرى حذراً شديداً حيال أي «سوء تقدير» للحظة الإقليمية و«قدرة التحمّل» الإسرائيلية، معتبرة أن الأيام المقبلة ستكون كفيلة بتظهير المدى الذي ستبلغه تل أبيب في مقاربة الموقف اللبناني الذي كان محور بحث بين هوكشتاين والمسؤولين الإسرائيليين ليل الاثنين حيث تبلغوا ردّ بيروت على ردّ تل أبيب على اقتراح الخط 23 +. ووفق موقع «واللا» الإسرائيلي، فإن زيارة المبعوث الأميركي لتل أبيب قادماً من لبنان أبقي عليها تحت غطاء من السرية، وأن هوكشتاين التقى مع فريق التفاوض الإسرائيلي، وكذلك رئيس الحكومة يائير لبيد، دون أن يتم كشف النقاب عما دار في اللقاء والمحاور التي جرت مناقشتها، ومن ثم عاد هوكشتاين إلى الولايات المتحدة. وإذ اعتبر الموقع أن زيارة هوكشتاين السرية لإسرائيل تشير إلى تقدم في المحادثات وسعي الجانبين الإسرائيلي واللبناني، للتوصل إلى اتفاق في شأن قضية الحدود البحرية في أسرع وقت، فإن وسائل إعلام لبنانية استوقفها تَعمُّد الوسيط الأميركي دخول اسرائيل عبر معبر الناقورة الحدودي في سابقةٍ تم ربْطها بالرغبة في توجيه رسالة في غمرة تحوّل هذا المعبر محور توتر داخلي على خلفية توقيف المطران موسى الحاج عليه في طريق العودة من زيارة «الأراضي المقدسة» ومصادرة جواز سفره ومساعدات مالية كان يحملها، وصولاً لمطالبة نصر الله بقفل المعبر أمام أي استثناءاتِ عبورٍ لرجال الدين. وفي رأي المصادر، أن من الصعوبة تَصوُّر إمكان خروج تل أبيب خالية الوفاض من المفاوضات المضنية ومن دون تعويضٍ ما عن تخليها عما «خصّصه» لها خط فريديرك هوف الذي قسم منطقة النزاع بين الخطين 1 و23 وفق صيغة 55 في المئة للبنان و45 في المئة لتل أبيب، ثم خط هوكشتاين الذي انطلق من الخط 23 ثم انحرف شمالاً ليُلاقي ما رسمه هوف ويقضم جزءاً من البلوك 8، وسط توقفها عند ما أعلنه نائب رئيس البرلمان إلياس بوصعب (مكلف من الرئيس ميشال عون ملف الترسيم) من أن هوكشتاين بات يعرف موقف الطرفين ويتعيّن عليه «طرح التصوّر الذي يقتنع به ويكون حلّاً للطرفين، وهكذا يصبح أسهل عليه أن يُقْنِع الفريق الآخر بالطرح الذي يقدّمه كوسيط معتمَد من الطرفين، ونعتقد أن الحلّ لن يكون بعيداً عن موقف لبنان». كما أثار بو صعب «حصة لبنان من البلوك 9 بغض النظر عن شركة توتال وحصتها وأرباحها ونحن غير معنيين بها»، وقال: «نحن وقّعنا مع توتال اتفاقيةً واضحةً تقول ما هي حصتنا من البلوك 9 الذي منه سيصير الحفر إلى حقل قانا، لكن تحت الماء لا نعرف أي ينتهي هذا الحقل، وموقفنا أنه أينما انتهى فكله معنيون به، وكل الغاز (المحتمل) فيه هو لنا، ولن نتخلى عن أي شق من أرباح هذا الحقل الكامل، أي ليس فقط البلوك 9 بل أينما وصل». وكان هوكشتاين تحدث في حديث تلفزيوني مع (إل بي سي آي) عن أن جلسة الاثنين، «كانت مهمة وتمكنا من مقابلة الرؤساء الثلاثة وهناك طرف آخر في هذا الأمر، لذلك لم نكن جميعاً في الغرفة نفسها»، مؤكداً أن «علينا أن نناقش مع الطرف الآخر أيضاً». واعتبر أن «الأجواء خلال الأسابيع القليلة الماضية وعند كلا الطرفين تدل على استعداد لأخذ المفاوضات على محمل الجد لمعالجة القضايا مباشرة وأتمنى أن نتمكن من تضييق الفجوات أكثر». وأضاف «أعتقد أننا قمنا بتضييق الفجوات قبل أن نصل إلى هنا وأننا حققنا بعض التقدم اليوم، وآمل أن نتمكن من الاستمرار في تحقيق هذا النوع من التقدم».

الإفراج عن الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة بعد إنهاء محكوميته

بيروت – «الراي»:.... أنهى الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة محكوميته بعد 10 سنوات أمضاها في السجن بجرم التخطيط مع رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك ومدير مكتبه لنقل متفجرات من سورية إلى لبنان لاستخدامها في أعمال إرهابية واغتيالات تستهدف شخصيات لبنانية ورجال دين. وأوقف سماحة في اغسطس 2012 وأصدرت المحكمة العسكرية حكماً بسجنه أربع سنوات ونصف سنة وتجريده من حقوقه المدنية، وهو الحُكْم الذي تم تمييزه ليتقرر في يناير 2016 تخلية الوزير السابق بكفالة مالية بلغت 150 مليون ليرة (أي ما يعادل 100 ألف دولار أميركي حينها)، على أن تستمر محاكمته وهو مخلى السبيل. وفي ابريل 2016 أصدرت محكمة التمييز العسكرية اللبنانية (أعلى هيئة قضائية عسكرية) حكمها النهائي والمبرم بسجن سماحة 13 سنة مع الأشغال الشاقة وتجريده من حقوقه المدنية، وأمضى الوزير السابق 10 سنوات في السجن باعتبار أن السنة السجنية في لبنان هي 9 أشهر. وقد أكد وكيل الوزير السابق المحامي صخر الهاشم بعيد إطلاق سراح سماحة أن الأخير «في منزله وبصحة جيدة جداً ويتناول طعام الغداء».

«حزب الله» يشوّش على الإيجابية في ملف ترسيم الحدود بمهاجمة الولايات المتحدة

نائب رئيس البرلمان: غاز حقل قانا لنا ولن نتخلى عنه

بيروت: «الشرق الأوسط»....شوّش «حزب الله» على الإيجابية التي ظللت لقاءات الوسيط الأميركي لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل آموس هوكستاين في بيروت أمس، حيث هاجم الحزب الولايات المتحدة، واتهمها بمنع لبنان من استخراج النفط والغاز طوال 12 عاماً، وبالضغط على الشركات الأوروبية لوقف التنقيب في المياه الاقتصادية اللبنانية. وغادر هوكستاين بيروت مباشرة إلى تل أبيب عبر معبر الناقورة الحدودي في جنوب لبنان، بعد لقائه المسؤولين اللبنانيين أول من أمس (الاثنين)؛ وذلك لنقل المطالب اللبنانية إلى الجانب الإسرائيلي. واختتم هوكستاين لقاءاته بانطباع إيجابي، حيث أعرب، الاثنين، عن تفاؤله بإحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، بما يمهّد لتوصّل البلدين إلى اتفاق إزاء ترسيم الحدود البحرية في الفترة المقبلة. وتسارعت منذ مطلع يونيو (حزيران) الماضي التطورات المرتبطة بملف ترسيم الحدود البحرية بين البلدين بعد توقف إثر وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش الذي تعتبر بيروت أنه يقع في منطقة متنازع عليها؛ تمهيداً لبدء استخراج الغاز منه. ودفعت الخطوة بيروت للمطالبة باستئناف المفاوضات بوساطة أميركية. ويرفض لبنان تقاسم الثروات والإنتاج المشترك من الحقول الحدودية، بوصفها «شكلاً من أشكال التطبيع» مع إسرائيل، ويطالب بالحصول على «حقل قانا» كاملاً، كما يرفض لبنان العرض الإسرائيلي حول ترسيم الحدود على أساس الخط 23 مع حصول لبنان على كامل حقل قانا، وفي الوقت نفسه العودة إلى الخطّ المتعرج في عمق البحر، أي اقتطاع مساحة من البلوك رقم 8. وقال نائب رئيس مجلس النواب النائب إلياس بو صعب، إن «غاز حقل قانا لنا ولن نتخلى عنه»، لافتاً في تصريح لقناة «إل بي سي» التلفزيونية، إلى أن «لبنان متمسّك ببلوكاته كما رسّمها هو وليس كما رسّمها الآخرون، والخط المتعرّج غير مطروح، ولا نقبل بشراكة أو تقاسم ثروات بحقل قانا، والكلام الذي وصلنا أن إسرائيل ضغطت على شركة (توتال) إلا أنها اليوم متحمسة وجاهزة للتنقيب في بلوك رقم 9». وأكد بو صعب، حرصه «على التواصل، ووضعت الجميع بنتائج اللقاءات والتنسيق، والموقف الموحد الذي حصل بين الرؤساء لمسه الوسيط الأميركي آموس هوكستاين». وأوضح، أن «رئيس الجمهورية ميشال عون كلفني ملف الترسيم، ولكنني كنت دائماً أطلع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي على كل التفاصيل، وبالتالي كان هناك تنسيق، وهذا عامل قوة للمفاوضات». وقال «يجب إنجاز ملف الترسيم اليوم قبل الغد وكل يوم تأخير خسارة». وأضاف بو صعب «حرصنا على وقف التسريبات لإنجاح المفاوضات، ولكن هناك من كان يعمد إلى تسريب معلومات وتحاليل من نسج الخيال»، مشيراً إلى أن «الرؤساء الثلاثة لديهم إجماع حول ملف الترسيم وكل الشائعات وحملات التخوين غير صحيحة». وشدد على أنه «مقتنع بأن هوكستاين لديه اهتمام للوصول إلى حلول، منها الحاجة إلى الغاز في أوروبا والاستقرار، وهناك حاجة أوروبية – أميركية للوصول إلى حل بعد أزمة روسيا – أوكرانيا». وكشف عن أن «خلال أيام سيُعاد التواصل مع هوكستاين وهو ذهب مباشرة من بيروت إلى إسرائيل». وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها على مساحة بحرية تقدّر بنحو 860 كيلومتراً مربعة تُعرف حدودها بالخط 23، بناءً على خريطة أرسلها لبنان عام 2011 إلى الأمم المتحدة. لكن لبنان اعتبر لاحقاً أن الخريطة استندت إلى تقديرات خاطئة، وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومتراً مربعة إضافية تشمل أجزاء من حقل «كاريش» وتُعرف بالخط 29. وحصل تطور لافت حين دخل «حزب الله» على خط الترسيم، فارضاً معادلة «لا غاز من كاريش من غير غاز من لبنان». ولوّح باستخدام السلاح لضرب المنصات الإسرائيلية في سبتمبر (أيلول) في حال لم يتوصل لبنان إلى تسوية مع إسرائيل تتيح التنقيب عن النفط في المياه الاقتصادية اللبنانية. وأرسل مسيّرات في الشهر الماضي أسقطها الجيش الإسرائيلي فوق حقل كاريش، وما لبث أن نشر مقطع فيديو يظهر صواريخه البحرية، بموازاة تصعيد سياسي. وواصل الحزب هجومه على الولايات المتحدة، حيث قال النائب حسين الحاج حسن، إن الولايات المتحدة «تمنع لبنان منذ 12 عاماً من استخراج نفطه وغازه من بحره وهو في أشد الحاجة إلى ذلك للخروج من أزمته الاقتصادية»، مضيفاً «الأميركيون بانحيازهم للعدو الإسرائيلي منعوا الشركات الأوروبية التي التزمت التنقيب والاستخراج في البلوكين 4 و9 من القيام بعملها». غير أن خصوم الحزب، ينتقدون هجومه، ورأى عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة، أننا «أمام فرصة نادرة قد لا تتكرّر لترسيم الحدود، لأسباب تتخطى تهديدات الأمين العام لـ(حزب الله) حسن نصر الله»، وأكد، أن «الأميركيين عادوا بأفكار متقدّمة عن خط هوف ولبنان حسّن شروطه، ولكن معرفة المساحات التي ستتأكد لنا، تتوقف على كيفية تطبيق فكرة الوسيط الأميركي في ملف الترسيم بترجمة الاتفاق على خريطة قبل أن يدخل في رسم الخط». وقال حمادة، إن هوكستاين «لم يحمل خرائط، بل أفكاراً، وأبلغ الجانب اللبناني استعداد إسرائيل للبحث في إعطاء حقل قانا كاملاً للبنان، شرط أن يتم تعويضها عن التعرج الذي أعطته جنوب الخط 23، بتعرج داخل هذا الخط أو باتجاه الخط 29، وهو ما رفضه لبنان رفضاً مطلقاً، مؤكدا تمسّكه بحقوقه وبلوكاته كاملة». وقال حمادة في حديث إذاعي «المهم أن لبنان بصوت واحد اختصر مطالبه بالحصول على كامل البلوكات 8 و9 و10 وتأمين قانا، والشيطان يكمن في تفاصيل التعرجات التي يتم بحثها، داخل الخط 23 أو باتجاه الخط 29»، واستبعد أن «يبادر أحد إلى شنّ الحرب من الآن وحتى آخر أغسطس (آب) الحالي»، داعياً إلى «التقاط الفرصة المتوافرة لترسيم الحدود؛ لأنّ هناك وساطة جدية للمرة الأولى، وموقفاً لبنانياً جدياً، وحاجة إسرائيلية وأوروبية وعالمية إلى الغاز».

«القوات» يطالب بتحقيق دولي في انفجار مرفأ بيروت

ترقب لانهيارات أخرى في الصوامع المتصدعة

بيروت: «الشرق الأوسط»... مضى تكتل «الجمهورية القوية» الممثل لحزب «القوات اللبنانية» في البرلمان اللبناني، بخطوات قانونية ودبلوماسية، لإعادة تفعيل الملف القضائي المتصل بانفجار مرفأ بيروت، عشية الذكرى السنوية الثانية لتفجير المرفأ، في حين يترقب اللبنانيون سقوطاً إضافياً لأجزاء من الأهراءات المتصدعة نتيجة الانفجار. وفي إطار توجهه بعريضة رسمية إلى مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، بهدف تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية تعمل على مساعدة التحقيق اللبناني في جريمة انفجار المرفأ، سلّم وفد من تكتل الجمهورية القوية، السفيرة الفرنسية في بيروت، آن غرييو، نسخة عن مذكرة التكتل التي تحمل تواقيع نوابه في المجلس، وطلب دعم الدولة الفرنسية لمضمون العريضة، على أن يتابع الوفد جولته على عدد من السفارات الأخرى في الأيام المقبلة. يأتي ذلك في ظل ترقب لانهيار أجزاء أخرى من منشأة أهراءات القمح في مرفأ بيروت المتصدعة نتيجة الانفجار. وتجدد اشتعال النيران في الأهراءات، وظهر بعض التشققات في الجزء المهدّد بالسّقوط، وسط تخوف من انهيار آخر في الصوامع، فيما أعلن الدفاع المدني وفوج الإطفاء عن أنهما في جاهزيّة تامّة، وقد اتخذ الجيش إجراءات في محيط الأهراءات. وقال وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين: «مساء الاثنين، سجلت حركة متسارعة لانحناء صوامع القمح، وهناك تنسيق دائم بين لجنة إدارة الكوارث». وذكّر «بالإرشادات التي يجب اتخاذها لحظة سقوط الأهراءات، وأهمها ارتداء الكمامات لساعات». من جهته، أوضح رئيس تجمع مستثمري المستودعات اللوجستية في مرفأ بيروت، نبيل فايق الخوري، أن «الغبار لا يؤثر على المستوعبات الحديدية، كونها محكمة الإغلاق، أما الحرارة المرتفعة والرطوبة فتخلقان نوعاً من الرطوبة، يمكن أن تؤدي إلى انتشار فطريات». وسقطت يوم الأحد أجزاء من الأهراءات، جراء الرطوبة والحرارة الناتجة عن تخمر الحبوب في داخلها، ما أدى إلى حرائق متلاحقة. وتعرضت الأهراءات في المرفأ لأضرار بالغة جراء الانفجار في 4 أغسطس (آب) عام 2020، عندما امتصت عصف الانفجار الضخم، ما تسبب بدمارها. وفشلت جميع المحاولات لسحب الحبوب المخزنة في بعض جيوبها، بسبب التصدع الذي طال المنشأة. وتشتعل الحرائق في الحبوب التي يصعب الوصول إليها في الجزء الشمالي من الأهراءات، ما هدّد بسقوط أجزاء من الخرسانة نتيجة الحرارة المرتفعة للحرائق التي تشتعل منذ شهر، وسط صعوبة التعامل معها بسبب تصدع المنشأة الخرسانية التي تمثل شاهداً على انفجار المرفأ. وتقول الحكومة اللبنانية إن «الحبوب الموجودة عند الجهة الشرقية من الأهراءات، التي لم تعالج لخطورة الوصول إليها، تقدّر بـ3000 طن، منها 800 طن بدأت بالاحتراق الذاتي أخيراً نتيجة العوامل المناخية، إذ تصل حرارة الحبوب إلى أكثر من 95 درجة مئوية نتيجة التخمر، علماً بأن الانبعاثات الناتجة عن هذا التخمّر لا تشكل أي خطر على الصحة العامة». ويقدر الخبراء أن النيران ستخمد فور انتهاء الكمية، ويحذرون من استعمال المياه لإخمادها، ما يفاقم الوضع، ويزيد من عمليات التخمر والاحتراق.

مصير 17 موقوفاً بانفجار مرفأ بيروت مرتبط بمصير المحقق العدلي

الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح... انسحب تعطيل الملف القضائي المتصل بانفجار مرفأ بيروت، على ملف الموقوفين الـ17 في هذا الملف، باعتبار أن قسما كبيرا منهم يصر على براءته وينتظر بفارغ الصبر صدور القرار الظني والأحكام النهائية لاستعادة حريته وحياته الطبيعية. وتقول ابنة أحد الموقوفين التي فضلت عدم الكشف عن هويتها إن «ما يحصل اليوم لم يعد توقيفا عاديا لشخص يتم التحقيق معه، إنما بات حجزا للحرية من دون أي سبب طالما أن أي اتهام لم يصدر بحقه وبحق آخرين»، لافتة إلى أن «الحل اليوم للأسف بيد السلطة السياسية التي هي نفسها تعرقل مسار التحقيق». وتضيف الفتاة العشرينية لـ«الشرق الأوسط»: «كل ما نريده هو أن يعود القاضي لعمله ليبت بطلبات إخلاء السبيل... نحن نتحمل منذ عامين كل أنواع الظلم وقد آن الأوان لإنصاف الأبرياء ومحاسبة المجرمين والمقصرين الحقيقيين لا أن تتم لفلفة التحقيق وإلباس التهم لأشخاص لا دخل لهم بكل ما حصل». ومنذ ديسمبر (كانون الأول) 2021 كفت يد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار عن الملف فأوقف تحقيقاته قسرا لوجود أكثر من 27 دعوى مخاصمة وارتياب بحقه لدى الهيئة العامة لمحكمة التمييز التي لا تستطيع البت فيها بعد تقاعد عدد من أعضائها وإحجام القوى السياسية عن تعيين بدائل عنهم قصدا لعرقلة التحقيق. ومنذ تسلمه التحقيق خلفا للقاضي فادي صوان الذي كفّت محكمة التمييز الجزائية في لبنان يده عن التحقيقات على خلفية طلب وزيرين سابقين ادعى عليهما، لاحقت دعاوى متعددة القاضي البيطار تقدم بغالبيتها وزراء سابقون مُدعى عليهم امتنعوا عن المثول أمامه، وهم وزيرا الأشغال السابقان يوسف فنيانوس وغازي زعيتر، ووزير المالية السابق علي حسن خليل ووزير الداخلية السابق نهاد المشنوق. وأدت تلك الدعاوى إلى تعليق التحقيق مرات عدة. وفي أبريل (نيسان) الماضي أخلى البيطار سبيل عدد من الموقوفين هم الرائد في أمن الدولة جوزيف النداف، الرائد في الأمن العام شربل فواز، والرقيب أول الجمركي إلياس شاهين، والرقيب أول الجمركي خالد الخطيب، وجوني جرجس ومخايل المر، وردّ طلبات باقي الموقوفين. ويؤكد رئيس مؤسسة «جوستيسيا» الحقوقية المحامي بول مرقص أنه وإن كان قد تم الاستماع إلى جميع الموقوفين فإن ذلك لا يبرر توقيفهم كل هذه المدة الطويلة، لافتا إلى أنه «ولو كان ذلك مطابقا للقانون اللبناني فإنه مخالف للمعايير العالمية لحقوق الانسان وبالتحديد لمبادئ المحاكمة العادلة التي لا تجيز التوقيف الاحتياطي كل هذه المدة خاصة أن مدة المحكومية في لبنان باتت تقارب مدة توقيفهم الاحتياطي وهذا أمر غير جائز على فرض وجود مذنبين فكيف بالأحرى إذا كان بينهم أبرياء». ويضيف مرقص في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «قيل إن بعضهم جرى توقيفه للحفاظ على سلامته الشخصية وهذا أمر غير مقبول لأن ذلك ممكن بطرق أخرى معتمدة كالإقامة الجبرية، والمراقبة، والحماية». وردا على سؤال، يوضح مرقص أن مصير هؤلاء الموقوفين مرتبط باستئناف المحقق العدلي عمله «لأن إخلاء سبيلهم يتطلب موافقة المحقق العدلي وبالتالي طالما أن يده مكفوفة عن الملف فلا يمكن له أن يتخذ قرارا بإخلاء السبيل، خاصة إذا كانت مقدمة بحقه طلبات رد تمنع عليه النظر في الملف برمته». وبات عدد كبير من هؤلاء الموقوفين يعاني أمراضاً شتى تطلبت دخولهم المستشفى أكثر من مرة. ويأخذ أهاليهم على القضاء إبقاءهم من دون محاكمة ومن دون إبلاغهم بالشبهات والأدلة التي تدينهم ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم، «فيما السياسيون الذي ادعى عليهم البيطار وأصدر مذكرات توقيف بحقهم ما زالوا يتنقلون في المقرات الرسمية وعلى شاشات التلفزة متلطين بحصانات سياسية وطائفية»، على حد تعبير أحد أهالي الموقوفين.

لبنان: تفعيل حكومة تصريف الأعمال أصبح خياراً واقعياً

الخلاف حول قضية المطران الحاج يهدّد انعقاد القمة الروحية

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير... نأى الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي عن إدراج ملف تشكيل الحكومة على اجتماعهم في بعبدا استعداداً للقاء الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين برغم أن عون كان أمل في خطابه في العيد السابع والسبعين للجيش اللبناني بأن لا يكون مصير الانتخابات الرئاسية مماثلاً لمصير تشكيل الحكومة، ما يعني أن البديل يكمن في تفعيل حكومة تصريف الأعمال بحكم الأمر الواقع، فيما يتقدم الاستحقاق الرئاسي الذي لا يزال كما يقول مصدر وزاري بارز لـ«الشرق الأوسط»، يكتنفه الغموض ريثما يبدأ موسم الترشح للرئاسة الأولى مع اقتراب بدء المهلة الدستورية المحددة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي. فالرئيس عون أراد أن يعفي نفسه من مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة وذهب بعيداً في رميه المسؤولية على الآخرين، مع أنه بحسب المصدر الوزاري نفسه لم يعط جواباً على التشكيلة الوزارية التي سلمه إياها ميقاتي في اجتماعهما الأول في بعبدا فور تكليفه بتشكيل الحكومة مبدياً استعداده لأن يعيد النظر في بعض أسماء الوزراء الواردة فيها استجابة للملاحظات التي يبديها رئيس الجمهورية. ويبقى اللافت في الخطاب الذي ألقاه عون أمام الضباط من خريجي المدرسة الحربية خلوه من أي إشارة إلى دور قائد الجيش العماد جوزف عون في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية السلم الأهلي، مع أنها المؤسسة التي ما زالت إلى جانب المؤسسات الأمنية الأخرى على قيد الحياة فيما المؤسسات والإدارات الأخرى تعاني من الانحلال الذي يحاصر الدولة. وفي هذا السياق يسأل المصدر الوزاري عن أسباب إحجام عون عن التنويه بدور قائد الجيش الذي اضطر للرد على طريقته على تغييب دوره خلال استقبال عون له على رأس وفد من كبار الضباط بقوله إنها المؤسسة الوحيدة التي ما زالت واقفة على قدميها من دون أن يأتي على ذكر الدور الشريك للقوى الأمنية الأخرى في الحفاظ على الأمن ومنع البلد من أن يتدحرج نحو الفوضى. ويؤكد المصدر نفسه أن اجتماع الرؤساء الثلاثة جاء تتويجاً للدور التحضيري الذي تولاه بري بتواصله مع عون وميقاتي، ويقول إن الصورة الجامعة لهم في بعبدا أسهمت في إنهاء القطيعة بين عون وميقاتي وأدت إلى تبريد الأجواء لعلها تفتح الباب أمام تأمين مساحة سياسية تدفع باتجاه تفعيل حكومة تصريف الأعمال بدعم من عون، شرط ألا يدخل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على خط التعطيل بذريعة أن حكومة تصريف الأعمال ليست مؤهلة لأن تتسلم بالوكالة صلاحيات رئيس الجمهورية. ويكشف المصدر الوزاري أن حكومة تصريف الأعمال ستكون على موعد مع جلسة تشريعية يعقدها البرلمان الأسبوع المقبل بدعوة من بري وعلى جدول أعمالها مناقشة مشروع قانون الموازنة للعام الحالي وإقرار الكابيتال كونترول لوضع ضوابط للتحويلات والسحوبات المالية، ويقول إن الجلسة قائمة وإن بري طلب من وزير المال يوسف خليل الإسراع بتوحيد سعر صرف الدولار لأن من دونه يبقى من المستحيل التصديق على الموازنة. ويرى أن الانصراف للبحث في ملف تشكيل الحكومة هو مضيعة للوقت لأن هناك استحالة لتأليفها مع وقوف البلد على مشارف الدخول في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد، ويقول إن هدر الوقت لم يعد مسموحاً به وإن هناك ضرورة للتفاهم بين عون وميقاتي على حد أدنى من المساكنة لأن من دونها يبقى من غير الممكن الوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي لمساعدة لبنان للنهوض من أزماته الاقتصادية والمالية والمعيشية. ويؤكد المصدر نفسه أن تفعيل حكومة تصريف الأعمال يبقى الخيار الوحيد المتاح أمام الرؤساء الثلاثة والقوى السياسية، طالما أن تشكيل حكومة جديدة ليس في متناول اليد لأن الأطراف المعنية تصر على تحسين شروطها في التسوية تحسباً منها لتعذر انتخاب الرئيس الجديد في المهلة الدستورية وعندها سيقع البلد في فراغ رئاسي، وهذا ما يتخوف منه البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي ينقل عنه زواره بأن الفراغ يمكن أن يأخذ إلى مكان آخر يصعب التكهن إلى أين سينتهي. كما ينقل زوار بكركي عن الراعي تمسكه بالمواصفات التي يُفترض أن تتوافر في رئيس الجمهورية نافياً أن يكون هو شخصياً وراء الدعوة إلى انتخاب القوي في الطائفة المارونية رئيساً للجمهورية، وأن من أجمع على هذه المقولة هم من اجتمعوا في حضوره في الصرح البطريركي قبل انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، وهم رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل ورؤساء «التيار الوطني الحر» آنذاك ميشال عون وحزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وتيار «المردة» سليمان فرنجية. ويؤكد الزوار أن الراعي أبلغهم بأنه لم يصدر عنه أي موقف يدعو فيه إلى انتخاب القوي في الطائفة المارونية رئيساً وأن لا صحة لكل ما نُسب إليه في هذا الخصوص، وينقلون عنه قوله بأنه مع الرئيس القوي بوطنيته، القادر على التوفيق بين اللبنانيين والجامع لهم ويترفع عن الانقسامات السياسية والاصطفافات التي تُلحق لبنان بالمحاور. ويُلاحظ الزوار توتر العلاقة بين بكركي من جهة وبين مشيخة عقل الطائفة الدرزية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على خلفية موقفهما من قضية النائب البطريركي المطران موسى الحاج، ويرون أن هناك ضرورة للعمل من أجل تبريد الأجواء كأساس لمعاودة التواصل بين هذه المرجعيات الروحية، إضافة إلى السعي لتبريد الأجواء بين الراعي وبين رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط للسبب نفسه. ويكشف هؤلاء الزوار لـ«الشرق الأوسط» أن توتر الأجواء بين هذه المرجعيات الروحية سيؤدي حتماً إلى تجميد الاتصالات لتحضير الأجواء أمام انعقاد قمة روحية مسيحية - إٍسلامية بعد أن كانت قد بلغت مرحلة متقدمة، ويقولون إن لا مفر من ترحيل انعقاد القمة الروحية في ضوء الاستعداد الذي أبداه المجلس الشيعي لاستضافتها، لأن الدعوة إليها في ظل هذه الأجواء لن يشارك فيها الراعي وسيكلف من ينوب عنه للمشاركة فيها ما لم تنجح الاتصالات في استيعاب التوتر.



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..بايدن: قتلنا الظواهري وسنواصل ملاحقة القاعدة..أيمن الظواهري..مسيرة جراح «هادئ» أصبح إرهابياً دولياً..واشنطن: وجود الظواهري في كابل «خرق واضح» للاتفاقات مع «طالبان»..خبير بالشأن الروسي: لهذه الأسباب بدأت نهاية حكم بوتين.. الأمم المتحدة: العالم على بُعد خطوة واحدة من الإبادة النووية..بوتين: لا منتصر في أي حرب نووية.. ويجب عدم بدئها مطلقا..موسكو تُدرج 39 بريطانياً على قائمتها السوداء.. وزيرة الخارجية البريطانية: إنهاء غزو أوكرانيا السبيل الوحيد..ذخيرة وصواريخ هيمارس.. مساعدات أميركية جديدة لأوكرانيا.. روسيا تضع خطة لإعادة إعمار ماريوبول الأوكرانية..كوسوفو تتفادى التصعيد مع صربيا وتؤجّل القواعد الجديدة..سريلانكا: الوقت غير مناسب لعودة الرئيس الهارب..مصادر تايوانية: بيلوسي ستزور الجزيرة غداً..

التالي

أخبار سوريا..«قوات البلعوس»: تصفية «الفجر» اجتثاث للمشروع الإيراني جنوب سوريا.. معارضون سوريون يرفضون مشاركة النظام السوري في «قمة الجزائر»..احتجاجات في دير الزور تطالب بالإفراج عن موقوفين لدى «قسد».. دعوات للجهات الدولية بالعمل على إزالة مخلفات الحرب في سوريا..سوريا - أميركا اللاتينية: «المَتّة» لا تبني شراكة..


أخبار متعلّقة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,156,030

عدد الزوار: 6,757,696

المتواجدون الآن: 121