لبنان مجدداً ورقة مساومة بيد إيران في مفاوضاتها مع واشنطن

تاريخ الإضافة الثلاثاء 10 آب 2010 - 6:22 ص    عدد الزيارات 3109    التعليقات 0    القسم محلية

        


إتساع حملة التدخّل الإيراني يؤكّد تلازم الهجوم على المحكمة مع قرار العقوبات
لبنان مجدداً ورقة مساومة بيد إيران في مفاوضاتها مع واشنطن
<لفتت المصادر الديبلوماسية العربية الى أن إيران، ومن خلال كل تحركات <حزب الله> تسعى لإقناع الولايات المتحدة والغرب عموماً بأن لبنان ما يزال ورقة في يدها··>

ترى مصادر ديبلوماسية عربية بارزة أن الحملة المنظمة التي يتولاها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله شخصياً ضد القرار الظني المنتظر في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي بلغت ذروتها في المؤتمر الصحفي الذي عقده بالأمس، لا يمكن فصلها عن مؤثرات قرار العقوبات الدولي ضد إيران مهما غُلّفت هذه الحملة باتهامات وشعارات فضفاضة من هنا وهناك، وإنما تبدو مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعقوبات استناداً لوقائع ومؤشرات عديدة كشفتها المواكبة الحثيثة لمسؤولين إيرانيين كبار لما يحدث في لبنان، تارة من خلال المواقف المباشرة التي تتناول موضوع المحكمة الدولية وتستعمل فيها جميع الأوصاف والتعابير التي تتضمنها الحملة وتارة أخرى من خلال الإشارة المباشرة الى حجم التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية اللبنانية خلافاً لكل الأعراف الديبلوماسية التي تحكم علاقات الدول المستقلة بعضها ببعض ولإعطاء إشارات واضحة للمجتمع الدولي بأن أمن واستقرار لبنان يقع في قبضة الجمهورية الإيرانية، وكلما زادت الضغوطات المفروضة عليها، يمكن أن يتأثر واقع لبنان بهذه الضغوطات مباشرة، كما حصل خلال الحوادث المنظمة التي تعرضت لها قوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب بداية الصيف الحالي وقبيل تحرك <حزب الله> ضد القرار الظني المنتظر صدوره عن المحكمة الدولية·

ولفتت المصادر الدبلوماسية العربية الى ان ايران تحاول من خلال التحركات التي يقوم بها <حزب الله> ان كان لما حصل ضد قوات <اليونيفل> جنوباً وما رافقها من مواقف سياسية تصعيدية لنواب ومسؤولين من الحزب تجاه بعض الدول المشاركة في هذه القوات كفرنسا مثلاً، ثم ما يحصل حالياً ضد المحكمة الدولية، ابلاغ الولايات المتحدة والغرب عموماً بأن لبنان ما يزال ورقة في يدها وهي قادرة على استعمال هذه الورقة متى شاءت وذلك قبل حلول موعد المفاوضات المنتظرة بينها وبين الادارة الاميركية خصوصاً حول مصير الملف النووي الايراني وان قرار العقوبات الدولي المفروض عليها لم يؤثر على موقعها التفاوضي ولم يؤد الى اضعافه خلافاً لكل الاستنتاجات الغربية في هذا الخصوص، وهي ما تزال قادرة من خلال استمرار نفوذها في لبنان على لعب هذه الورقة حتى النهاية بالرغم من كل المؤثرات الأخرى التي تتفاعل داخل لبنان·

وتساءلت المصادر المذكورة لماذا لم يتم تنظيم الحملة التي يقودها الأمين العام لحزب الله ضد المحكمة الدولية من قبل وهو الذي يمتلك ما يقول عنه بالأدلة حول تورط إسرائيل في جريمة الإغتيال، وما هي المصادفة التي تجعل تحرك الحزب متزامناً مع تفاعل قرار العقوبات الغربي ضد إيران؟ وماذا سيحصل إذا لم تؤدِ الحملة المذكورة إلى تحقيق أهدافها في عدم تضمن القرار الظني <إتهامات> لعناصر من <حزب الله> بالتورط في جريمة إغتيال الرئيس الحريري، وكيف سيخرج الحزب نفسه من السقف العالي الذي رفعه بهذا الخصوص، وهل سيلجأ إلى السيناريوهات الأسوأ التي روّج لها نوابه ومسؤولوه مباشرة ومن خلال منابرهم السياسية والإعلامية بإستعمال سلاح المقاومة مجدداً ضد الفريق السياسي الداعم للمحكمة الدولية كما حدث في السابع من أيار المشؤوم الذي شكل نقطة التحوّل الأساسية في وجهة السلاح الى الداخل بدلاً من توجيهه ضد العدو الاسرائيلي على الحدود الجنوبية للبنان·

وفي اعتقاد المصادر الديبلوماسية العربية ان خطة <حزب الله> التصعيدية ضد القرار الظني ستتواصل ولن تتوقف في المدى المنظور، ما دامت مسألة المفاوضات بين الدول الغربية وايران حول الملف النووي لم تحسم بشكل نهائي، وبالطبع فإن الواقع السياسي اللبناني سيتأثر بتفاعلات وتعقيدات هذه المفاوضات بشكل أو بآخر، في حين أن نتائج ومفاعيل خطة الحزب على واقع ومضمون القرار الظني تتجاوز رفض معظم اللبنانيين الانصياع الى معادلة الاستقرار الداخلي او المحكمة التي يروج لها خصوم المحكمة الدولية علناً لأن في ذلك دعوة علنية للانقلاب على كل ما ناضل من اجله هؤلاء طوال السنوات الخمس الماضية والتصادم مع المجتمع الدولي الذي دعم إنشاء المحكمة الدولية لمحاكمة المجرمين الذين ارتكبوا الجرائم التي استهدفت شخصيات ورموز سياسية لبنانية بارزة، ولان المحكمة الدولية أصبحت حقيقة قائمة منذ تاريخ إنشائها وتملك نتائج التحقيقات بالرغم من كل ما يثار من ضجيج وحملات ومواقف تصعيدية وتهديدات باستهداف أمن لبنان واستقراره وتخويف اللبنانيين بسيناريوهات دموية في حين شكلت الزيارة الثنائية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد الى لبنان العامل الأساس لإرساء الاستقرار والوقوف في مواجهة كل ما يروج له بهذا الخصوص·

معروف الداعوق


 

 


المصدر: جريدة اللواء

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,625,268

عدد الزوار: 6,904,596

المتواجدون الآن: 95