أخبار لبنان..التأليف مفتوح على المواجهة .. والشارع على صدامات واشتباكات!..ميقاتي من عين التينة إلى بعبدا: "لا وزراء دولة".. مسيرات «كاريش»: في تعريف المصلحة اللبنانية.. 3 اعتبارات وراء موقف لبنان.. لابيد يهدد لبنان: ألجموا «حزب الله» وإلا فسنفعل نحن..ماكرون يستقبل لابيد: لتجنّب «أي تهديد» لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية..ميقاتي سمع «كلاماً قاسياً» بعد «بيانه المسيء إلى موقف لبنان»..مؤشرات جديدة تؤكد تراجع دخل اللبنانيين إلى مستويات تلامس الفقر..

تاريخ الإضافة الأربعاء 6 تموز 2022 - 5:03 ص    عدد الزيارات 1418    التعليقات 0    القسم محلية

        


التأليف مفتوح على المواجهة .. والشارع على صدامات واشتباكات!...

باسيل يُحرِّض على ميقاتي.. وحزب الله منزعج من التبرُّؤ من المسيَّرات.. وحملة نيابية على الشامي

اللواء.... فهم من مصدر وزاري واسع الاطلاع، أن اللقاء الثالث بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، في حال انعقاده، هو من قبيل لزوم ما لا يلزم. وأبعد من هذا الوصف، الأمور تسير من تعقيد إلى تعقيد، بدليل مضي 48 ساعة من مطلع الأسبوع، ولم يعقد اللقاء، حتى ولم يجرِ أي اتصال ما خلا الحملة المنظمة على الرئيس المكلف، الذي زار عين التينة أمس، والتقى الرئيس نبيه برّي. إزاء ذلك، ومع تنامي حملة فريق العهد على الرئيس المكلف، بعد تأكيد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ان رئيس الجمهورية شريك كامل في عملية تشكيل الحكومة بغض النظر عن موقف التيار، وله الحق بإبداء رأيه بكل الوزارات، واعتبار محطة OTV الناطقة بلسان التيار ان العودة إلى منطق الصيف والشتاء فوق السقف الواحد، وتجاوز السقف المسموح في إطار مفاوضات ما قبل المفاوضات يصبح جريمة سياسية، انتقلت المواجهة الى الشارع، وفقاً لما أشارت إليه «اللواء» في عددها أمس، بمشاركة عدد من النواب التغييريين، إذ حصلت صدامات وإشكالات بين المحتجين الذين تزايد عددهم عصر أمس، والقوى الأمنية، لا سيما الجيش اللبناني المكلف حماية الأمن امام عدد من الوزارات، التي تحرك باتجاهها المحتجون من الطاقة إلى البيئة، مروراً بالاتصالات والاقتصاد، وشركة «تاتش» وغيرها احتجاجاً على ارتفاع وسرقة لدولارات اللبنانيين من الهواتف، والقدرة غير المتوافرة على تعبئة خطوط الخليوي لضمان استمرار الاتصال والأعمال. وعلى الصعيد الحكومي، افادت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن أي تطور ملموس في الملف الحكومي لم يسجل ورجحت قيام تواصل بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف في غضون اليومين المقبلين، ورأت أن اللقاء الثالث بينهما سيخصص للبحث في اقتراحات رئيس الجمهورية ولاسيما الحكومة السياسية وتوسعتها لتصبح ثلاثينية على أن المعلومات المتوافرة تؤشر إلى أن رئيس الحكومة المكلف مصر على حقه الدستوري في التأليف.  وأشارت المصادر نفسها إلى أن وربما تكون هناك تعديلات جديدة واقتراح أسماء تحظى بتوافق الرئيسين عون وميقاتي وذلك في وقت لاحق لاسيما أن التفاهم الأولي بجب أن يقوم على نوعية الحكومة وتركيبتها.   واعتبرت المصادر أن البحث بينهما يستكمل وليس بالضرورة أن يكون الأجتماع النهائي انما مناسبة لعرض بعض التفاصيل لا سيما أنه سيصار إلى تبادل المقترحات، وينتظر أيضا أن يتم التداول بأفكار جديدة في حال لم تحظ فكرة الحكومة الثلاثينية التي طرحها عون في لقائه الأخير مع ميقاتي بأي توافق، ومعلوم أنه في حال تقرر رفع عدد أعضاء الحكومة فذاك يعني الاتفاق على التوزيع الطائفي العادل للوزراء الستة.  لكن المصادر رأت أنه كلما كانت اجواء التواصل بين عون وميقاتي سلسة، كلما كانت مؤشرات التأليف تقترب من نقاط الحسم، أما اذا دخلت العملية في لعبة الشروط والمطالب فذاك يعني حكما أن لا تشكيل ولا من يحزنون. واعتبرت مصادر سياسية ان موقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من مسألة تشكيل الحكومة الجديدة، لناحيه ادعائه بأن رئيس الجمهورية هو شريك كامل بتشكيل الحكومة، لا يتعارض مع النص الدستوري الذي يحدد صلاحيات ودور رئيس الجمهورية فقط ،وانما يتجاوز هذه الصلاحيات، باعتبار ان الدستور اناط مهمة التشكيل برئيس الحكومة، المسمى استنادا لاستشارات نيابية ملزمة،وبالتالي، لا يمكن دستوريا مساواة مهمة التشكيل مناصفة، بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، مهما تفنِّنَ، اوغيره من ممتهني البدع الدستورية، باختراع الاجتهادات العونية الدستورية المزيفة للتغول على صلاحيات رئيس الحكومة خلافا للدستور كليا. واشارت المصادر إلى ان الهدف من موقف باسيل هذا هو الالتفاف على قيام رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي،بتقديم التشكيلة الوزارية لرئيس الجمهورية ميشال عون فور انتهاء مشاوراته النيابية غير الملزمة،من دون المرور عبر التشاور الجانبي المسبق مع باسيل والاتفاق معه، كما كان يحصل من قبل،ومحاولة اعادة الامور الى الوراء،وفرض تنفيذ مطالب وشروط باسيل ،بالوزارة وغيرها.

واشارت المصادر إلى ان رئيس الحكومة قدم تشكيلة وزارية متكاملة لرئيس الجمهورية، استنادا لصلاحياته الدستورية، ويتشاور معه، في سبيل الاتفاق على تشكيل الحكومةالجديدة، في حين ان محاولة باسيل لاستدراج رئيس الحكومة، للتفاهم معه،كما يطمح،لن تتحقق، لانها تتعارض مع الدستور. ولاحظت المصادر ان مطالبة باسيل بأن يكون الوزراء المسيحيون في التشكيلة الوزارية من حصة رئيس الجمهورية، باعتبار ان كتلة التيار الوطني وكتلة القوات لم يسميا الرئيس المكلف، هي محاولة مكشوفة، لتوزير من هم محسوبون على باسيل مواربة، وهي محاولة، لا تنطلي على احد، لان حصة رئيس الجمهورية بالتشكيلة الوزارية موجودة، وبالتالي فهذه الدعوة مردودة،ولن تلقى تجاوبا. واشارت المصادر إلى ان مواقف باسيل الاخيرة من تشكيل الحكومة الجديدة، انما تعبر عن توتر ملحوظ لدى رئيس التيار الوطني الحر، جراء، انحراف مسار التشكيل عن توقعاته وامنياته، ليكون على الدوام الممر الالزامي، لعملية تشكيل الحكومة، وهو لم يحصل هذه المرة، بينما تؤشر مظاهر التوتر الى ان مسار تشكيل الحكومة الجديدة، لن يكون ميسرا، وقد يكون دخل عمليا في مرحلة الجمود الطويل،جراء التجاذب القوي بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر.

لا جديد حكومياً

لم يُسجّل اي جديد بعد المواقف النارية للرئيس ميقاتي تجاه التيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل من تشكيل الحكومة وموضوع طلب إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وعلى هذا لم يحصل اللقاء المرتقب بين الرئيسين ميقاتي وميشال عون، لكن سُجّلت زيارة للرئيس المكلف الى الرئيس بري لم تصدر عنها اي معلومات رسمية.لكن مصادر نيابية قالت ان اللقاء ياتي في سياق طبيعي للتشاور في الاوضاع العامة ومسار التشكيلة الحكومية. ونفى مستشار الرئيس ميقاتي النائب والوزير السابق نقولا نحاس وجود أي تشنّج بين ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال عون، ولكنه قال: هناك اختلاف في وجهات النظر بين الرئيس المكلف وبعض الأفرقاء السياسيين بينهم التيار الوطني الحر. وكشف نحاس إلى أن «شكل الحكومة لم يُحدّد بعد»، وقال: «وضع التأليف يتطور وميقاتي يريد معه فريقاً يُنجز الملفات. وأضاف: خلاف الرئيس ميقاتي مع وزير الطاقة وليد فياض ليس خلافاً شخصياً، بل هو خلاف على الخيارات. وفي المواقف، قال نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم «كلنا معنيون أنْ ننجزَ حكومة تستطيع أنْ تنقلنا إلى الأفضل. اليوم الوضع استثنائي فلتكن الحكومة بأقل الشروط ومهما كانت التعقيدات تساعد بعض القوى. بالتأكيد وجود حكومة أفضل من عدم وجودها وبالتأكيد الربح من الحكومة أفضل من الربح ببقاء حكومة تصريف الأعمال. يجب أنْ لا نتوقف عن السعي وأنْ نحاول حتى اللحظة الأخيرة، ونحن نعلم بأنَّ أميركا ومن معها لا يريدون حكومة في لبنان، ولا يريدون أنْ يرتاح لبنان ويؤجِّلونَ كل الاستحقاقات إلى ما بعد رئاسة الجمهوية الجديدة. ولكن علينا نحن في الداخل أنْ نخطو خطوات جريئة لتشكيل الحكومة حتى لا نبقى من دون إدارة». وعلى صعيد ما يجري بالنسبة لترسيم الحدود البحرية ومهمة الوسيط الاميركي، مرّت بأقل الخسائر الممكنة عاصفة موقف الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب بشأن ارسال حزب الله طائرات استطلاع «درونز» فوق حقل كاريش البحري الاسرائيلي، برغم ردات الفعل السياسية المنقسمة كما هي العادة بين مؤيد ومعارض لماجرى. لكن رئيس وزراء العدو يائير لبيد قال قبيل توجهه إلى باريس للقاء الرئيس ايمانويل ماكرون: ان على الحكومة اللبنانية العمل على كبح جماح حزب الله وإلا فسنضطر نحن للقيام بذلك، لكن ماكرون طاب بضبط النفس. وتابع: سأبحث الملف الإيراني مع الرئيس الفرنسي، والمجتمع الإسرائيلي يقف موحداً في ما يخص الملف النووي الإيراني ليطرح على المجتمع الدولي موقفا متجانساً. يُذكر ان بو حبيب شارك امس، في المؤتمر الوزاري لحرية الدين أو المعتقد المنعقد في لندن يومي ٥ و٦ تموز الجاري، وألقى كلمة في الجلسة الافتتاحية تطرق فيها إلى التزام لبنان بحرية الدين أو المعتقد واعتبارها إحدى الركائز الأساسية لوجوده. وذكرت القناة «13» العبرية بأنه بعد هجوم طائرات «حزب الله» المسيرة باتجاه حقل كاريش البحري، أجري أمس الاول الاثنين نقاش سري بإسرائيل، في ظل مخاوف من محاولة هجوم اضافية. وأوضح تقرير القناة أن «الرواية التي تحاول إسرائيل إثارتها هي أن الحديث لا يدور فقط عن تهديد أمني وهو لا يشمل فقط إسرائيل، بل هو تهديد عالمي». وأشار التقرير إلى أن «النقاش، الذي وصف على أنه سري للغاية، كان برئاسة وزيرة الطاقة كارين الحرار مع جميع الجهات الأمنية والاعلامية ذات الصلة: الموساد، مجلس الأمن القومي والجيش». ونقل التقرير عن المسؤولين الأمنيين قولهم خلال النقاش إنهم «جاهزون لمواجهة أية هجمات إضافية»، موضحا أنه «تم توجيه انتقاد حول سلوك المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بنفس اليوم (حول «محاولة هجوم حزب الله»)، كما ذكر أن الرسائل الإسرائيلية لم تكن موحدة ولم تكن متطابقة بشكل جيد». وكشف الإعلام العبري أنه «يوم الاثنين، أُجري اتصال هاتفي بين مسؤولين إسرائيليين ومسؤولين أوروبيين، وكانت الرسالة التي تم تمريرها هي الآتية: «لا تجلسوا جانبا... إن الضرر لا يقتصر على قطاع الطاقة الاسرائيلي في حال هاجم «حزب الله» منصة كاريش انما يهدد الامدادات الى أوروبا، وسيتم تمرير رسالة مماثلة إلى مصر». ولم يخفِ حزب الله انزعاجه من «تعامل بعض اللبنانيين مع رسالة المسيرات الاستراتيجية» ووصف ذلك بقصر نظر بعض المرجعيات وتفريطها بورقة قوة في يدها، حسب ما نسبته محطة «المنار» لمصادر معتبرة ان «هذه الطريقة بالمواقف تفرط بحقوق لبنان، وانصياع كامل للمطالب الاميركية».

كتاب خلف للشامي

وفي سياق نيابي - حكومي متصل، كشف النائب ملحم خلف انه في 1 تموز الجاري وجه كتاباً إلى نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي طالبه فيه بالكفّ فوراً عن التخطيط والعمل على المساس بحقوق المودعين في المصارف. وكان مجلس الوزراء قد كلّفه، خلال اجتماعه بتاريخ ٢٠ أيار ٢٠٢٢، التفاوض بما سمّوه «إستراتيجية النهوض بالقطاع المالي». إنّ هذه الإستراتيجية مرتكِزة على فكرة غير دستورية وغير أخلاقية، ألا وهي «إلغاء ودائع الأطراف ذات الصلة». وأكد خلف: نبّهتُ السيد سعاده الشامي إلى أنّ مجلس الوزراء يفتقر الى سلطة إلغاء الودائع، وبالتالي إنّ تكليفه بالتفاوض على هذا الالغاء هو باطل وبمثابة غير الموجود، ويجعله مسؤولاً شخصياً. على الأرض واحتجاجاً على رفع تعرفة الاتصالات، جابت تظاهرة شعبيّة على عددٍ من الوزارات في نطاق مدينة بيروت. وشارك في التظاهرة عددٌ من النواب التغييريين والناشطين وجمعية المودعين، فضلاً عن حشدٍ كبير من المواطنين. وانطلقت التظاهرة من أمام وزارة الطاقة والمياه في كورنيش النهر، ثم اتجهت نحو مبنى «كهرباء لبنان» مقابل مرفأ بيروت، ثم انطلقت نحو ساحة الشهداء. ووصل المتظاهرون إلى محيط مبنى «جمعية المصارف» وسط بيروت، كما كانت لهم محطّة أمام وزارتي الاقتصاد والاتصالات. بعدها، اتجهت التظاهرة نحوُ شركة «تاتش» التي حاول المتظاهرون دخولها بالقوّة، إلا أن عناصر من الجيش والقوى الأمنية منعتهم من ذلك، ما أدى إلى حصول مواجهات مباشرة. وفي طرابلس، أغلق مواطنون مكاتب شركة «تاتش» للاتصالات الواقعة على طريق الميناء التي تربط بين مدينتي طرابلس والميناء، احتجاجاً على ارتفاع أسعار فاتورة الاتصالات والإنترنت وبطاقات التعبئة، وأعلنوا أنّهم يتوجّهون لإغلاق كلّ مكاتب الشّركة إلى جانب مكاتب شركة «ألفا» في لبنان، موضحين أنّ «هذا هو الإنذار الثالث لكم»، وأنّ هذا الاحتجاج «رسالة يجب أن تصل إلى وزير الاتصالات جوني قرم الفاسد». توازياً، أحاطت شركة ألفا مشتركيها علماً بأنّها «مستمرة في مواكبة عملية تغيير الأسعار تطبيقا لأحكام قرار مجلس الوزراء». وإذ اعتذرت مسبقا في بيان «عن أي هفوات قد تحدث مع بعض المشتركين»، أكّدت «أنها على أتمّ الاستعداد لإستقبال أي مراجعة في هذا الخصوص. ويمكن التواصل مع مندوبي خدمة الزبائن عبر صفحات ألفا على منصات التواصل الإجتماعي أو الاتصال بــ الــ111 للمساعدة». قضائياً، تقدم المحامي لؤي غندور رئيس قوة العمل اللبنانية لمكافحة الفساد بشكوى أمام النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات بوجه شركتي الخلوي بجرائم الاحتيال وسرقة ارصدة المشتركين وقد أحال عويدات الشكوى الى المباحث المركزية لإجراء التحقيقات اللازمة. يُذكر انه جرى تحويل ارصدة المشتركين في الخطوط المسبقة الدفع من الدولار الى الليرة على سعر ال١،٥٠٠ ومن ثم تم تحويلها مجدداً من الليرة الى الدولار على سعر صيرفة بحيث فقد الناس ٩٤ في المئة من ارصدتهم السابقة.

742 إصابة

صحياً، سجلت وزارة لاصحة العامة 742 إصابة جديدة بفايروس كورونا وحالة وفاة واحدة، في الـ24 ساعة الماضية ليرتفع العدد التراكمي إلى 1117540 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

أبوصعب وكنعان يقاطعان اجتماعات التيار

اشارت مصادر نيابية الى تباينات داخل قيادات التيار مع باسيل، ظهرت بقوة بعد نتائج الانتخابات النيابية، وكشفت دعم باسيل لنواب من فريقه اللصيق على زملائهم في اللوائح نفسها، ما ادى إلى فوارق كبيرة بالاصوات بينهم،ما انعكس سلبا على علاقاتهم ببعض ومع مؤيديهم على الأرض. ولاحظت المصادر غياب نائب رئيس المجلس النيابي الياس ابو صعب عن الاجتماعات الدورية للتيار منذ انتخابه نائبا لرئيس المجلس، في حين ان النائب ابراهيم كنعان، يحضر بصورة متقطعة.

الترسيم: لبنان ينتظر "العرض الأميركي" وماكرون يحذر من "تهديد" المفاوضات

ميقاتي من عين التينة إلى بعبدا: "لا وزراء دولة"

نداء الوطن... إذا صدقت المعلومات والتوقعات، فإنّ "حزب الله" بصدد كبح جماح رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ولجم نوازعه التعطيلية وتقليم شروطه التعجيزية تمهيداً لاستيلاد الحكومة الجديدة في الفترة القريبة المقبلة، فهو بحسب المعطيات المتوافرة يرعى راهناً اتصالات تجري خلف الكواليس مع الأفرقاء المعنيين بغية إيجاد أرضية مشتركة يمكن التأسيس عليها لجَسْر الهوة الحكومية بين باسيل والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، انطلاقاً من معادلة "فلتكن الحكومة بأقل الشروط ولنخطو خطوات جريئة للتأليف" التي أطلقها أمس نائب الأمين العام لـ"الحزب" الشيخ نعيم قاسم في معرض تشديده على أنّ "الربح من وجود حكومة (أصيلة) أفضل من الربح من وجود حكومة تصريف أعمال". وبالانتظار، عمد باسيل أمس إلى رفع مستوى الاشتباك مع الرئيس المكلف من سياسي إلى رئاسي، مستعيناً على قضاء حوائجه الوزارية بالضرب على وتر صلاحية رئيس الجمهورية في عملية تشكيل الحكومة "وحقه في إبداء الرأي في كل الوزارات مهما كانت طوائفها ومذاهبها"، بينما كان ميقاتي على المقلب الرئاسي الآخر يتشاور مع رئيس المجلس النيابي نبيه برّي في الطرح العوني الداعي إلى توسيع التشكيلة الوزارية وتطعيمها بوزراء دولة سياسيين، لينتقل بعد زيارة عين التينة أمس إلى قصر بعبدا اليوم حاملاً "تصوّراً معدّلاً أو تشكيلة جديدة تلتزم سقف الـ 24 وزيراً من دون أن تلحظ إضافة أي وزير دولة إليها"، كما نقلت مصادر واسعة الاطلاع لـ"نداء الوطن"، كاشفةً أنّ بري "حريص على الإسراع في تشكيل حكومة جديدة لكنه لا يبدي حماسةً لإدخال وزراء دولة على التشكيلة الحكومية في هذه المرحلة لأن ذلك من شأنه أن يصعّب عملية التأليف أكثر ويشرع الباب أمام المزيد من التعقيدات". وفي هذا السياق، أوضحت المصادر أنّ مسألة توسيع الحكومة لتصبح تشكيلة ثلاثينية بعد إضافة 6 وزراء دولة من السياسيين إليها كما يطالب رئيس الجمهورية "دونها عقبات خصوصاً في ظل إعلان أطراف أساسية من القوى السياسية عزوفها عن المشاركة في الحكومة الجديدة، كـ"القوات اللبنانية" و"اللقاء الديمقراطي"، وبالتالي فإنّ هذه المسألة ستخلق إشكالية في التمثيل الوزاري السياسي على المستويين الدرزي والمسيحي، لا سيما وأنه لم يعد بمقدور "التيار الوطني الحر" الاستئثار بالحصة المسيحية الوزارية بعدما بيّنت نتائج الانتخابات أنّ "القوات" أكثر تمثيلاً من "التيار" في الشارع المسيحي". وإلى المشاورات الحكومية، لفتت المصادر إلى أنّ لقاء عين التينة تناول بشكل أساس المستجدات التي طرأت على ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، بحيث شرح ميقاتي لبرّي "الموجبات التي دفعته إلى إصدار بيان ينأى فيه بحكومته عن عملية إطلاق المسيرات باتجاه المنطقة المتنازع عليها"، واضعاً إياه في "أجواء الضغوط الدولية التي مورست على الحكومة لاعطاء تفسيرات لما حصل ولإصدار بيان يدين هذه العملية". وكشفت المصادر أنّ النقاش تركز خلال اللقاء حول الجواب الأميركي الذي حملته السفيرة دوروثي شيا إلى الرؤساء الثلاثة رداً على الطرح اللبناني الذي تبلغه الوسيط آموس هوكشتاين خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، مشيرةً إلى أنّ الاتجاه الأرجح هو نحو "مطالبة لبنان بتلقي عرض أميركي خطي في ما يتصل بالأفكار الجديدة المطروحة لاستئناف مفاوضات الترسيم غير المباشرة مع إسرائيل". وفي الغضون، برزت أمس المداولات الفرنسية – الإسرائيلية حيال عملية إطلاق "حزب الله" ثلاث مسيّرات باتجاه حقل كاريش، إذ دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "تجنّب أي عمل" من شأنه أن يهدد العملية التفاوضية بين لبنان وإسرائيل في ملف ترسيم الحدود البحرية، مشدداً خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد في باريس على أنّ "للبلدين مصلحة في التوصل إلى اتفاق يسمح باستغلال الطاقة لصالح الشعبين، وفرنسا تساهم بالفعل في ذلك وهي مستعدة للمساهمة بالمزيد". ولاحقاً، أوضح لابيد أمام مجموعة من الصحافيين إثر لقائه ماكرون أنه أجرى معه "محادثات مطوّلة حول لبنان وزوّدناهم (الفرنسيين) بمعلومات حول أنشطة حزب الله"، موضحاً أنّ جزءاً من هذه المعلومات "على صلة بالهجمات" على حقل "كاريش"، مع إشارته إلى أنّ "الحكومة اللبنانية لديها اتفاق مع شركة "توتال" الفرنسية ما يمنح باريس دوراً في هذه المسألة". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد شدد قبيل مغادرته مطار تل أبيب متوجهاً إلى فرنسا على أنه يعتزم أن يناقش مع ماكرون "ما جرى مؤخرًا في محاذاة الشواطئ اللبنانية من شن اعتداءات على منصات غاز إسرائيلية"، وأردف متوعداً: "إسرائيل لن تسمح بمثل هذه الغارات على سيادتها، وكل من يقوم بذلك عليه معرفة أنه يعرّض سلامته لخطر كان من الأفضل له تفاديه"، وطالب في هذا السياق الحكومة اللبنانية بـ"العمل على كبح جماح حزب الله أمام هذه الاعتداءات... وإلا فسنضطر نحن للقيام بذلك".

مسيرات «كاريش»: في تعريف المصلحة اللبنانية

الشرق الاوسط... حسام عيتاني... المواقف من الطائرات المسيرة التي أطلقها «حزب الله» في اتجاه حقل كاريش النفطي البحري، قدمت صورة جديدة عن عمق الانقسامات اللبنانية داخل السلطة، لتضاف إلى السجالات السياسية التي تناولت العملية ومعناها و«الرسالة» التي قال الحزب إنه أوصلها بمسيراته يوم السبت الماضي. وسائل الإعلام التابعة لـ«حزب الله» قالت إن رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل انزعجا من الانتقادات التي وجهها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب (المعين في منصبه ضمن حصة «الوطني الحر») لعملية المسيرات الثلاث. ميقاتي وبوحبيب اعتبرا في تصريحاتهما أن إطلاق الطائرات جاء من خارج السياق التفاوضي الذي التزم لبنان به عبر الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين. في المقابل، نقل إعلام الحزب عن أوساط عون وباسيل أن العملية تعزز الموقف التفاوضي اللبناني وإن كانا لم يؤيداها علنا. يسلط هذا العرض السريع لمواقف بعض السياسيين المنضوين معا في المنظومة الحاكمة، الضوء على تفسخ لا علاج له وقد وصل إلى صميم الجماعة التي تسيطر على السلطة في لبنان وعلى الموقف من الخيارات التي يقود «حزب الله» لبنان إليها. هناك،

أولا، مسألة تعدد المقاربات السياسية العسكرية. للناظر من خارج مهرجان السياسة اللبنانية ويومياتها، سيبدو إرسال جهة أهلية مسلحة طائرات مسيرة - حتى لو كانت غير مسلحة - لرصد ومراقبة عملية تنقيب واستخراج غاز ونفط في منطقة متنازع عليها، عملا غير مفهوم وخارج آليات سلوك الدول ذات السيادة. خصوصا أن الجهة المسلحة المذكورة قد أعلنت على لسان زعيمها أنها «تقف وراء الدولة» في مفاوضات ترسيم حدود المنطقة البحرية الخاصة. لكنها ارتأت، ومن دون الرجوع إلى أحد – وهذه آفة لن يبرأ لبنان منها -، إرسال ثلاث طائرات في رحلة استعراضية استدرجت تهديدات إسرائيلية وتحذيرات أميركية، أي من الطرفين المعنيين مباشرة بالتفاوض مع الدولة اللبنانية.

بيد أن معاينة أقرب للمشهد اللبناني تشي أن «حزب الله» ينفذ سياسته الخاصة التي تلتقي حينا وتفترق أحيانا أخرى عن سياسات الدولة (إن وجدت). وانزعاج عون وصهره من انتقادات ميقاتي وبوحبيب يرجع جزئيا إلى الحرص على تأييد الحزب لترشيح جبران باسيل لرئاسة الجمهورية التي ستشغر في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، والتي يرجح أن الحزب سيكرر فرضه الفراغ الرئاسي بعد انتهاء ولاية عون حتى الإتيان بمرشح موال له، تماما كما فعل في 2014 عندما انتهى عهد ميشال سليمان، وقرر «حزب الله» أنه لن يقبل سوى بميشال عون رئيسا ما أدخل البلاد في فراغ استمر حتى 2016 حين رضخت باقي الأطراف السياسية لمشيئة الحزب واقترعت لعون، ما أدخل البلاد في تفاعل متسلسل من المصائب والنوازل التي ساهمت مساهمة رئيسة في تحطيم لبنان وقضت على أي آمال بإحيائه.

المسألة الثانية، هي أن «سياسة السرعتين في عربة واحدة» المفروضة على لبنان، تستدعي مشاركة هذا البلد في شؤون تجري في دول وساحات بعيدة عنه ولا تعنيه عموما. منها المفاوضات الأميركية – الإيرانية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. لم يستبعد عدد من المراقبين أن تكون رحلة المسيرات الثلاث جزءا من الرد الإيراني على فشل جولة المفاوضات غير المباشرة التي عُقدت في الدوحة. وسواء صح هذا القول أم لم يصح، فإن توريط لبنان في حروب ومغامرات من اليمن إلى سوريا وما بينهما، وإنشاء كيان أمني - عسكري وسياسي غايته حراسة المصالح الإيرانية في المنطقة، من الأمور التي باتت من المسلمات في السياسة اللبنانية. ومن دون أن يمتلك أحد القدرة على الاعتراض أو المواجهة. فتفتت تعريف المصلحة اللبنانية العامة أو الإجماع اللبناني على حدود دنيا لما تتفق الجماعات الطائفية والسياسية عليه، يترك ساحة عريضة لجموح سياسات فرعية تُنشئها كل جماعة وفق رؤية زعيمها المُلهم والمعصوم.

ثالثا، يَفترض الحزب تمتعه بتفويض شامل وعام من اللبنانيين بفضل «حكمة قيادته وبصيرتها» للتصرف وفق ما يحدد هو ما هي مصلحة لبنان وأين تكمن الفائدة للبنانيين. غني عن البيان أن هذا التفويض موجود في أذهان المحازبين والتابعين وحدهم. ورغم أن إلغاء التفويض الذي منحه اللبنانيون للسلطة السياسية والاستيلاء عليه وتطويعه، جار منذ عقود على أيدي الجماعات المسلحة ومشغليها الخارجيين، فإن اللبنانيين قالوا في مناسبات عدة، مباشرة ومواربة، إنهم لم يفوضوا أحدا بشن الحروب واستجلاب المزيد من «الانتصارات» المدمرة لهم ولبلدهم. نسبة المشاركة الشيعية في الانتخابات النيابية الأخيرة التي لم تزد على الأربعين في المائة في أفضل الأحوال، تقول: ستون في المائة من شيعة لبنان غير معنيين أو أنهم يائسون أو متعبون من سلسلة «الانتصارات» هذه التي أوردتهم مع باقي اللبنانيين موارد المجاعة والذل والهجرة. ومن الحماية الصفيقة التي يوفرها الحزب لكل منظومة الفساد والنهب والتبعية.

لكن، من يحدد المفيد أو الضار للموقف التفاوضي اللبناني؟ وكيف يخدم التلويح بالورقة العسكرية من قبل جماعة أهلية أن يخدم المصلحة العامة اللبنانية؟ وكيف تكون الجماعة هذه مرة «وراء» الدولة ومرة أمامها؟ فهذا متروك البت فيه لذوي العقول الاستراتيجية الخارقة ومحطمي «المعادلات»، ومتجاوزي البداهات في أمور الدول والسلطة والمجتمع وأسسها جميعاً.

3 اعتبارات وراء موقف لبنان

«نفْض اليد» الرسمي من «المسيَّرات»: حزب الله مُنْزَعِج و... مُتَفَهِّم

التوتر البحري إلى الواجهة مجدداً

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

عَكَسَ «رَفْعُ المسؤولية» الذي أعلنه لبنان الرسمي عن عملية المسيَّرات غير المفخّخة التي حلّق بها «حزب الله» فوق حقل كاريش، حساسيةَ الموقف الذي «اقتيدتْ» إليه بيروت، في توقيتٍ بالغ الدقة داخلياً وإقليمياً ودولياً. وبعد ساعاتٍ من البيان الذي صدر عن اجتماع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، والذي اعتبر إرسال المسيَّرات أمراً «غير مقبول» و«خارج إطار مسؤولية الدولة والسياق الديبلوماسي الذي تجري المفاوضات (حول الترسيم البحري مع إسرائيل) في إطاره»، تَكَشَّفَ المزيد عن الاعتبارات التي أَمْلتْ نفضَ لبنان الرسمي اليدَ من عمليةٍ تُقاس، وبمعزل عن الرسائل التي «حُمِّلتْ» إياها وعلى أكثر من «جبهة»، بتداعياتها المحتملة على «مثلث» بات هو الذي يحكم آفاق الواقع اللبناني الذي يتخبّط بانهيارٍ مالي مرشَّحٍ لمزيد من العصْف في ضوء انكشاف البلاد على أزمة حكومية مستحكمة وربما رئاسية بعد أقل من 4 أشهر. وهذا المثلث يتمثل في:

- الدولُ العربيةُ التي مازالت بيروت «تحت الاختبارِ» أمامها في ما خص قدرتها على الحدّ من تمكين نفوذ «حزب الله» سياسياً وعسكرياً، والتي يشكّل رفْضُ «رسالة المسيَّرات» ومعاودة تظهير وجود «خط فاصل» بين الدولة والحزب خطوةً، ولو شكلية «بالاتجاه الصحيح» الذي يؤشر إلى منحى رسمي غير مسبوق في مقاربةِ عمليةٍ لـ «حزب الله».

- واشنطن التي تُعتبر الوسيطَ الوحيد في ملف الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل ومفاوضاته غير المباشرة التي تشهد محاولةً لإحيائها وفق إطار طاولة الناقورة، انطلاقاً مما اعتبره آموس هوكشتاين تقدُّماً تَحَقَّق في ضوء تلقُّف تل أبيب بايجابيةٍ ما وصفتْه بـ «تخلي لبنان عن الخط 29 (كان وسّع المنطقة المتنازع عليها وفق الخط الرسمي اللبناني بـ 1430 كيلومتراً مربعاً إضافياً تقع ضمنها أجزاء من كاريش) من خلال الطرح الذي تقدّمت به بيروت وقام على أساس الخط 23 موسّعاً بما يضمن لها كامل حقل قانا المفترض مقابل حقل كاريش لإسرائيل، وهو الطرح الذي سيكون(على مشرحة) التفاوض المنتظر استئنافه والذي اعتبرت الولايات المتحدة أن مسيَّرات حزب الله هدّدت بوقفه». كما أن واشنطن تُمْسِك بمفاتيح عدة ذات صلة بالوضع اللبناني، وبينها إصدار «تأشيرة مرور» للغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سورية إلى لبنان للحدّ من أزمة الكهرباء المستفحلة، وذلك عبر منْح الإعفاءات المطلوبة من «قانون قيصر» وتيسير تمويل البنك الدولي لعملية الاستجرار.

- الدول الأوروبية التي تشكل إحدى حلقات «شبكة الأمان» التي يحتاج إليها لبنان بشدّة لتفادي «الارتطام المميت»، والتي يعني وضعُ سفينة الإنتاج انرجين باور في دائرة الخطر كما عرْقلة مسار استخراج الغاز من كاريش، تهديدَ واحد من «خططها البديلة» عن الغاز الروسي و«خطوط الحماية»من تشظيات الحرب في أوكرانيا. ورأت دوائر سياسية عليمة أن لا مصلحة للبنان إطلاقاً في «التحرش» بأوروبا التي باتت عبر خرائط الغاز «على حدوده»، ولا سيما أن بيروت التي مدّدت الشهر الماضي مهلة تقديم طلبات الاشتراك في دورة التراخيص الثانية للتنقيب عن الغاز والنفط في 8 من بلوكاتها الـ 10 (إلى 15 ديسمبر)، تحتاج إلى الشركات الأوروبية للمشاركة في هذه الدورة، وسط محاولةٍ لبنانية لحضّ واشنطن على وقف ما اعتُبر«رهْناَ»لهذا المسار بالوصول الى اتفاقٍ نهائي، وهو ما عبّرت عنه مثلاً معادلة «لا غاز من كاريش من دون غاز من قانا».

يُذكر أن البلوكين 4 و9 اللبنانييْن ملزَّمان لـ «كونسورتيوم توتال - إيني - نوفاتيك».

وفي مايو الماضي، وافق مجلس الوزراء على التمديد الثاني لشركة «توتال» لتنفيذ عقد الاستكشاف لمدة ثلاثة أعوام في البلوك 9 (تنتهي في 21 مايو 2025) ولمدة عام واحد في البلوك 4 (تنتهي في 22 اكتوبر 2023)، وهو ما اعتُبر محاولة لإرضاء باريس، رغم ان «توتال» سبق أن أوقفت الحفر في البلوك 4 بعدما سرت أخبار عن خلوه من الغاز، ومن ثم طلبت تأجيل الحفر في البلوك 9 متذرعة بقرار الدولة اللبنانية تمديد كل العقود بسبب «كورونا». وقد رُسمت علامات استفهام حول التأجيل المتكرر، خصوصاً أنه تزامَن مع بدء مفاوضات هوكشتاين (قبل نحو 5 أشهر)، والسجال اللبناني الداخلي حول الخط 29 الذي وافقت عليه السلطات اللبنانية بعد تحديده من الجيش ومن ثم تراجعتْ عنه لتتمسّك بالخط 23 كحدود لمنطقتها الاقتصادية الخالصة. وفي موازاة هذه الخلفية لموقف ميقاتي الذي تنصَّل من عملية«حزب الله»في اتجاه كاريش، والذي بدت «ضرورته» أكبر في ضوء إعلان رئيس وزراء إسرائيل يائير لابيد وهو في طريقه الى باريس أن «على الحكومة اللبنانية كبح جماح حزب الله وإلا سنضطر لذلك»، معتبراً أن الحزب «يلعب بالنار»، فإن أوساطاً سياسية توقفت عند المناخات التي برزت وأشيعت عن «انزعاج» حزب الله والرئيس ميشال عون من البيان الذي صدر عن رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير الخارجية، واعتبار أن الأوّل رضخ لتهويل أميركي وتخلى عن ورقة قوة على طاولة المفاوضات المرتقبة. وفي موازاة مقدّمة قناة «المنار» التي صوّبت على ميقاتي من دون تسميته بحديثها عن«المستجيبين للمايسترو الاميركي ولو على حساب وجع ومصلحة ونفط وغاز بلدهم... وهم الراضخون لحصار واشنطن»، فإن أوساطاً مطلعة أبلغت «الراي»، أنه رغم انزعاج الحزب من الموقف الرسمي، إلا أنه «متفهِّم» له، في حين أن الأجواء عن عدم رضى عون لا تصطلح مع كون وزير الخارجية (المحسوب عليه) كان جزءاً لا يتجزأ من بيان «عدم القبول» الذي تلاه شخصياً. وثمة انطباعٌ بأن مناخ «انزعاج» فريق عون يرتبط من جهة، بمراعاة «حزب الله» في موضوعٍ يطلّ على «شرعية المقاومة»، وأيضاً بقراءةٍ لدى هذا الفريق بأن ذلك يمكن أن يفيد المُفاوض اللبناني في مرحلة لاحقة، رغم أن المغالاة في تظهير هذا الجو تُقاس بحساباتِ وقْعها عربياً ودولياً خصوصاً على أبواب انتخاباتٍ رئاسية.

لابيد يهدد لبنان: ألجموا «حزب الله» وإلا فسنفعل نحن

واشنطن تتهم طهران بإفشال «مفاوضات الدوحة»

ماكرون يدعو إلى تجنب تخريب مفاوضات ترسيم الحدود بين بيروت وتل أبيب

غانتس: دوريات إيرانية في البحر الأحمر

الجريدة... تبادلت واشنطن وطهران الاتهامات بشأن فشل مفاوضات الدوحة حول الاتفاق النووي، بينما بدأت إسرائيل حملة ضغوط لتحديد جدول زمني للتوصل إلى اتفاق مع طهران. قال المبعوث الأميركي لمحادثات إحياء الاتفاق النووي مع إيران، روبرت مالي، أمس، إن طهران أضافت مطالب لا تتعلق بالمناقشات حول برنامجها النووي في أحدث مفاوضات، كما أحرزت تقدّماً مقلقاً في برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وأوضح مالي أنه كان هناك اقتراح مطروح على الطاولة بشأن جدول زمني تعود على أساسه إيران إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي وترفع بموجبه واشنطن العقوبات عن طهران. وانتهت المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، التي تهدف إلى كسر الجمود بشأن إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015، في الدوحة من دون إحراز التقدم المنشود. وقال مالي، إن المفاوضين الإيرانيين أضافوا مطالب جديدة. وذكر في مقابلة مع الإذاعة الوطنية «أضافوا، حتى في الدوحة، مطالب أعتقد أن أي شخص ينظر إليها سيرى أنه لا علاقة لها بالاتفاق النووي، هي أمور كانوا يريدونها في الماضي». وشملت هذه المطالب ما قالت الولايات المتحدة والأوروبيون، إنها لا يمكن أن تكون ضمن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي. وقال مالي: «النقاش المطلوب حقيقة الآن ليس بيننا وبين إيران، وإن كنا مستعدين لذلك. بل بين إيران ونفسها. فهي تحتاج للتوصل إلى قرار بشأن ما إذا كانت مستعدة الآن للعودة إلى الامتثال للاتفاق». وبموجب الاتفاق النووي، حدّت طهران من برنامجها لتخصيب اليورانيوم، الذي يعد سبيلاً محتملاً لتصنيع أسلحة نووية، على الرغم من أنها تقول إنها لا تسعى لاستخدام الطاقة النووية إلا للأغراض المدنية. وانسحب الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب، من الاتفاق عام 2018، ووصفه بأنه مخفف جداً على إيران، وأعاد فرض عقوبات أميركية قاسية، مما دفع طهران إلى خرق القيود النووية المفروضة عليها في الاتفاق. وقال مالي إن إيران تقترب بكثير الآن من امتلاك ما يكفي من المواد الانشطارية لتصنيع قنبلة نووية، على الرغم من أنه لا يبدو أنها استأنفت برنامجها للتسلح. وتابع: «لكننا نأخذ حذرنا بالطبع، وكذلك شركاؤنا، من التقدم الذي أحرزوه في مجال التخصيب». وتمتلك إيران ما يكفي من اليورانيوم المخصب لتصنيع قنبلة نووية، وقد تفعل ذلك في غضون أسابيع. وأضاف أن الولايات المتحدة تسير في مسار متوازٍ لتأمين إطلاق سراح أميركيين معتقلين في إيران. وقال «بغضّ النظر عمّا يحدث في المحادثات النووية، نأمل أن نكون قادرين على حل هذه القضية، لأنها تأخذ من تفكيرنا الكثير كل يوم». إلى ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أمس، إن السفن الحربية الإيرانية قامت بدوريات في البحر الأحمر خلال الأشهر الأخيرة، ووصفها بأنها تهديد للاستقرار الإقليمي. وقال غانتس في اجتماع مائدة مستديرة في أثينا: «اليوم، يمكننا أن نؤكد أن إيران توطد نفسها بشكل منهجي في البحر الأحمر، مع قيام السفن الحربية بدوريات في المنطقة الجنوبية». وأضاف: «في الأشهر الماضية، حددنا أهم وجود عسكري إيراني في المنطقة، في العقد الماضي». وقال مكتب غانتس إنه قدّم صور الأقمار الاصطناعية لـ 4 سفن حربية إيرانية تقوم بدوريات في البحر الأحمر. من ناحيته، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، عن أسفه لمواصلة طهران «رفض» إبرام التفاهم المطروح لإعادة إحياء الاتفاق حول برنامجها النووي، وتعهّد بمواصلة «كل الجهود» لإقناعها بالتصرف بـ «عقلانية». وأعلن لدى استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد يائير لابيد أن «إيران ما زالت ترفض اغتنام الفرصة المتاحة لها للتوصل إلى اتفاق جيد… سنواصل التنسيق مع شركائنا لبذل كل الجهود اللازمة لإقناع إيران بالتصرف بعقلانية». وتابع: «نحن بحاجة إلى الدفاع عن اتفاق إيران النووي، مع الأخذ في الاعتبار مصالح الشركاء الإقليميين مثل إسرائيل». وفي إشارة الى إطلاق حزب الله المتحالف مع إيران 3 مسيّرات باتجاه منصة للغاز في البحر قبالة إسرائيل، دعا الرئيس الفرنسي إلى «تجنّب أي عمل» من شأنه أن يهدد العملية الجارية بين لبنان والدولة العبرية بشأن قضية الغاز الشائكة، مضيفاً أن «للبلدين مصلحة في التوصل إلى اتفاق يسمح باستغلال الطاقة لمصلحة الشعبين». من ناحيته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن دعوة ماكرون عام 2018 بشأن إبرام «اتفاق نووي جديد» مع إيران لا تزال سارية حتى اليوم. وأضاف لابيد: «لقد كنت على حق في ذلك الوقت، وأنت الآن على حق أكثر». وأضاف أن المأزق النووي الإيراني الحالي سيقود إلى سباق تسلّح في الشرق الأوسط، كما أنه يهدد السلام العالمي. وكشف مسؤول إسرائيلي أن لابيد سيضغط على الرئيس الفرنسي لاتخاذ موقف أكثر صرامة ومحدد زمنياً بشأن المفاوضات النووية الإيرانية، وحذّر من أن جماعة حزب الله المدعومة من طهران «تلعب بالنار». وقال لابيد في الطائرة «لا نعارض التوصل إلى اتفاق، وإنما نسعى إلى اتفاق قوي جداً. نريد إنهاء المحادثات التي لا تنتهي»، داعياً إلى «ضغط منسّق» على إيران وعرض المساعدة في «صياغة إطار مناسب» لذلك. ورأى مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بعد أن تحدّث مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، إن المجال السياسي لإحياء الاتفاق النووي الإيراني قد يضيق قريباً. وكتب بوريل على «تويتر»: «إذا أردنا إبرام اتفاق، فينبغي اتخاذ قرارات الآن»، مضيفاً أنه لا يزال من الممكن إحياء الاتفاق.

ماكرون يستقبل لابيد: لتجنّب «أي تهديد» لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية

الاخبار... حثّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم، على عدم القيام بما قد يهدّد مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الإسرائيلي، بعدما استنجد رئيس حكومة العدو الإسرائيلي يائير لابيد به، عقب تنفيذ المقاومة مهمة استطلاع نحو المنطقة المتنازع عليها. ودعا ماكرون، خلال استقباله لابيد في باريس، إلى «تجنب أي عمل» من شأنه أن يُهدّد العملية الجارية بين الجانبين، معتبراً أن «للبلدين مصلحة في التوصل إلى اتفاق يسمح باستغلال الطاقة لصالح الشعبين». ووصل رئيس حكومة العدو إلى باريس اليوم لبحث ملفي ترسيم الحدود البحرية مع لبنان والاتفاق النووي مع إيران. وكانت وكالة «فرانس برس» قد نقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير، لم تكشف هويته، قوله إن لابيد سيطلب من ماكرون «التدخل للحفاظ على المفاوضات التي نريد إنجازها حتى النهاية حول مسائل الغاز».

العراق يبدي انفتاحه على تجديد اتفاقية توريد الفيول إلى لبنان

الاخبار... أبدت الحكومة العراقية لوزير الطاقة والمياه وليد فياض، انفتاحها على تجديد اتفاق توريد الفيول العراقي إلى لبنان الذي أبرمه الطرفان قبل عام، وذلك خلال زيارة رسمية بدأها فياض اليوم إلى بغداد. وأبدى وزير النفط العراقي، إحسان عبد الجبار إسماعيل، لفياض، «كل إيجابية ورغبة في التعاون واستمرار العمل باتفاق عقد توريد الفيول الموقع بين العراق ولبنان». كذلك، أكد وزير المالية العراقي، علي عبد الأمير علاوي، للوزير اللبناني، «دعمه ودعم الحكومة العراقية للبنان بشكل عام، ولهذه الاتفاقية خصوصاً»، داعياً إلى أن تكون للاتفاقية مع لبنان «ضوابط تستطيع بموجبها الحكومة العراقية أن تقوم بإدارة المخاطر المالية التي تترتب على الاتفاقية، من ضمنها سعر الصرف والتأخير عن الدفع». كما أبدى رغبته في «متابعة الموضوع إذا كان لبنان مستعداً خلال الأسابيع المقبلة لعرض آلية معينة ومنهجية لتطوير هذه الاتفاقية وتمديدها زمنياً وإمكان زيادة الكميات، شرط أن يلتزم الجانب اللبناني ما وعد به». وأيضاً، بيّن محافظ ورئيس البنك المركزي العراقي، مصطفى مخيف، لفياض، أن «الاتفاقية تنبع من موقف استراتيجي للوقوف مع لبنان دولة وشعباً بصرف النظر عن الشروط والضوابط وما يمكن أن يحصل عليه العراق في المقابل»، مؤكداً تجاوبه «إلى أقصى حدود، وستمر الأمور بشكل سلس ومرن، لكن الأمور التعاقدية تحتاج إلى قرار حكومي أيضاً». وكان فياض قد قال لـ«وكالة الأنباء العراقية» إن زيارته إلى بغداد هي لـ«بحث إمكانية تجديد الاتفاقية التي تنتهي في أيلول المقبل، بالإضافة إلى طرح مسألة زيادة الكمية التي تصل إلى المعامل الحرارية شهرياً»، مضيفاً أنه سيلتقي وزير المالية العراقي لـ«بحث آلية دفع الأموال المترتبة على لبنان». وكان لبنان قد أبرم اتفاقاً قبل عام مع الدولة العراقية، لتوريد مليون طن من زيت الوقود الثقيل مقابل سلع وخدمات، على أن تقسّم الكمية على دفعات شهرية، ويستبدلها الجانب اللبناني بالمحروقات المناسبة لتوليد الكهرباء. ويعتمد لبنان منذ قرابة العام على هذه الاتفاقية لتشغيل معملي توليد الكهرباء بالحدّ الأدنى، عقب توقف «مصرف لبنان» عن تمويل عملية استيراد المحروقات المطلوبة.

دعمٌ مالي فرنسي ـــ سعودي لـ«مستشفى طرابلس الحكومي»

الاخبار... دخل الاتفاق الفرنسي ـــ السعودي لدعم لبنان حيز التنفيذ، اليوم، بتوقيع اتفاقية تمويل لتطوير وتحسين خدمات «مستشفى طرابلس الحكومي». ووفق بيان مشترك، وقعّت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» و«وكالة التنمية الفرنسية»، اتفاقية تمويل «بقيمة 12.5مليون يورو لدعم الشراكة بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومستشفى طرابلس الحكومي، وهو ثاني المستشفيات الحكومية في لبنان». ويهدف هذا المشروع إلى «تحسين جودة خدمات الرعاية الصحيّة التي يقدّمها المستشفى إلى السّكّان في شمال لبنان، فضلاً عن تحسين إمكانية استفادة الفئات الأكثر هشاشة من الخدمات الصحيّة. فمن شأن هذا التمويل أن يتيح الارتقاء بمستوى البنى التحتيّة والتجهيزات في المستشفى وإعادة تنظيم خدمات الطوارئ وتعزيز كفاءات فريق العمل فيه». كذلك، يحظى المشروع بـ«دعم بقيمة 9 ملايين يورو من المملكة العربية السعودية، من خلال تفويض مالي من جانب مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لوكالة التنمية الفرنسية، ضمن إطار المبادرة الفرنسية ـــ السعودية لدعم شعب لبنان. ويمتدّ تنفيذ المشروع من عام 2022 إلى عام 2025». وجرى التوقيع في المستشفى، بحضور سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو، سفير السعودية في لبنان وليد بخاري، وزير الصحة فراس الأبيض ورئيسة بعثة «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» في لبنان سيمون كازابيانكا إيشليمان. ويأتي هذا التوقيع «ترجمةً للاتفاق الذي تمّ توقيعه في شهر نيسان الماضي، بين وزارة أوروبا والشؤون الخارجية ووكالة التنمية الفرنسية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وفقاً للالتزامات التي اتّخذها رئيس الجمهورية الفرنسية وولي العهد السعودي في الرابع من شهر كانون الأول الماضي في جدّة». ويهدف «الصندوق الإنساني المشترك الفرنسي ـــ السعودي إلى تلبية الحاجات الأكثر إلحاحاً لدى الفئات الهشّة في لبنان، إذ يقدّم دعماً ماليّاً لمجموعة من المشاريع في القطاعات ذات الأولويّة كالصحّة والأمن الغذائي، وهو دعم يبلغ، حتّى السّاعة، زهاء ثلاثين مليون يورو».

ميقاتي سمع «كلاماً قاسياً» بعد «بيانه المسيء إلى موقف لبنان» | آخر الرسائل الأميركية: ملتزمون التفاوض ولا نريد التصعيد

الاخبار... ميسم رزق .... ردّ سلبي متوقّع سمعه الرئيس نجيب ميقاتي بعدما تصرف بطريقة غير مقبولة عبر إصدار موقف رسمي اعتبر إطلاق حزب الله ثلاث مسيّرات في اتجاه حقل «كاريش» أمراً «غير مقبول وخارج إطار مسؤولية الدولة والسياق الديبلوماسي لترسيم الحدود البحرية». وقد أبلغت جهات سياسية معنية رئيس الحكومة المكلف أن «ما قام به سيء جداً وغير مفهوم»، مؤكدة له أن «بإمكانه استخدام ورقة المقاومة لتقوية موقع لبنان في التفاوض، لكن ما قامَ به يضعه في خانة الخاسرين سلفاً». وعندما ردّ ميقاتي بأن «الموقف هو من باب المناورة السياسية مع الأميركيين»، قيل له إن «المناورات لها أسسها»!... موقف ميقاتي جاء بعد اجتماع مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب على وقع حملة تهويل أميركية. وعلمت «الأخبار» أن الأميركيين أرادوا أن يصدر بيان الإدانة عن رئيس الجمهورية ميشال عون كونه «المرجع المسؤول عن المفاوضات». وعندما لم يكن لهم ما أرادوا، سلكوا ذلِك الطريق الأسهل… نجيب ميقاتي. وعلى قدر السخط على ميقاتي أتى استهجان موقف وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الذي تماهى تماماً مع الأميركيين، علماً أن أطرافاً على خصومة واضحة مع الحزب تعاملت مع الموقف «بموضوعية» كما فعل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي اعتبر «المسيرات جزءاً من اللعبة والإسرائيلي يستبيح سماءنا يومياً». علماً أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لم يكن على علم بالبيان ولم يكن راضياً عنه. وهو ما بدا واضحاً في كلام باسيل أمس، عقب اجتماع للمجلس السياسي للتيار، عندما شدّد على أن «هذا هو الوقت المناسب للبنان ليقوم بحلول ديبلوماسية عادلة له، مع استخدام نقاط القوة، ونحن لسنا ضعفاء، وعلينا الاستفادة من كامل عناصر قوتنا للمحافظة على حقوقنا». وعلى النقيض من كل التهويل الأميركي - الإسرائيلي العلني منذ أيام، علمت «الأخبار» أن «رسالة أميركية وصلت إلى بيروت مساء أمس تؤكّد أن الجانبين الأميركي والإسرائيلي لا يريدان التصعيد، وهما ملتزمان مسار التفاوض».

مسيّرات السبت الماضي لم تكُن العملية الأولى وسبقتها أخرى يوم الأربعاء

مصادر مطلعة أكّدت أن «المسيرّات التي أطلقت السبت الماضي لم تكُن العملية الأولى، بل سبقتها عملية أخرى يوم الأربعاء». وروت لـ«الأخبار» مسار الأحداث منذ الإعلان عن العملية، إذ «فقد الأميركيون صوابهم، وكثفوا اتصالاتهم للاستفسار عمّا جرى». وبحسب المصادر، «كان الجواب بأنهم لا ينبغي أن يُفاجأوا لأن لديهم علماً مسبقاً بالموقف المعلن للمقاومة التي أكدت أنها لن تسمح لإسرائيل باستخراج الغاز ما دامَ الاتفاق لم يُنجَز بعد». وأكّدت المصادر أن إطلاق المسيّرات جاء رداً على أمرين:

الأول، الجواب الذي نقلته السفيرة الأميركية دوروثي شيا إلى الرؤساء الثلاثة، والذي على عكس ما حاول البعض إشاعته عن أنه إيجابي ويحمِل تقدماً، رأى فيه حزب الله وعدد من المعنيين بالملف جواباً «شفهياً قابلاً لتأويلات وتفسيرات عدة»، فضلاً عن أن «الأجوبة التي أعطتها السفيرة الأميركية لم تكُن مطمئنة، ولا شيء فيها نهائياً، لا في ما يتعلق بالعودة إلى التفاوض ولا بالترسيم ولا باتفاق الإطار». وحتى في ما يتعلق بحقل قانا، «فقد قالت السفيرة إن إسرائيل لا تمانع أن يكون من حصة لبنان، لكنها تبدي ملاحظات وتعتبر أن الأمر بحاجة إلى تفاوض أكبر».

الثاني، هو محاولة الاستفزاز التي لجأت إليها «إسرائيل» بإضاءة «شعلة الغاز،» وهذه الخطوة تتمّ عادة للإشارة إلى بدء الاستخراج، لذا أتى الجواب بإطلاق المسيرات للتأكيد مرة أخرى على المعادلة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأن التنقيب ممنوع في المنطقة المتنازع عليها قبل التوصل إلى اتفاق.

ومن الرسائل التي تصل إلى بيروت تِباعاً، إلى جانب دعوة لبنان إلى عدم التصعيد، التأكيد على أن «كل الكلام عن بدء استخراج الغاز ليسَ صحيحاً، وأن الأمر يحتاج إلى وقت إضافي حتى شهر أيلول المقبل، وهو وقت كاف لإنجاز الاتفاق». وهذا فعلياً، ما بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية بتسويقه عبر وزارة الطاقة، التي أعلنت أن «استخراج الغاز من المنصة الواقعة في المياه الاقتصادية الإسرائيلية سيبدأ في أيلول المقبل»، نقلاً عن وزيرة الطاقة كارين الهرار التي كانت تتفقد منصة التنقيب في «كاريش»، وحذرت حزب الله من أن «أي محاولة للاعتداء على المنصة سيلاقي رداً إسرائيلياً بمختلف الأدوات المتوافرة لدينا». يشار إلى أن جهات أوروبية تولت أيضاً خلال اليومين الماضيين نقل رسائل تحث «على ضبط النفس»، وعن ضرورة انتظار نتائج زيارة رئيس حكومة العدو يائير لابيد لفرنسا واجتماعه مع الرئيس إيمانويل ماكرون، إذ تراهن إسرائيل على دور يلعبه ماكرون مع لبنان، ومع حزب الله على وجه الخصوص لتفادي التصعيد. لكن المصادر الفرنسية لم تجب عما تتوقعه باريس من تنازلات إسرائيلية تشجع لبنان على عدم التصرف بقلق إزاء ما تنوي إسرائيل القيام به.

مؤشرات جديدة تؤكد تراجع دخل اللبنانيين إلى مستويات تلامس الفقر

الشرق الاوسط.. بيروت: نذير رضا... تراجع نصيب الفرد اللبناني من الدخل القومي الإجمالي إلى مستويات تلامس الفقر، للمرة الأولى منذ 25 عاماً، بفعل الأزمة المالية والاقتصادية والمعيشية التي تعصف بالبلاد، ما دفع البنك الدولي لتصنيف لبنان ضمن فئة «بلد ذي دخل متوسّط أدنى»، وذلك بعد أن كان «بلداً ذا دخل متوسّط أعلى». ويصنّف البنك الدولي اقتصادات العالم ضمن 4 مجموعات ذات دخل: منخفض، ومتوسط أدنى، ومتوسط أعلى، ودخل مرتفع. وصُنف لبنان هذا العام ضمن فئة «بلد ذي دخل متوسط أدنى»، وهي المرتبة الثالثة في المؤشر التي تسبق الدخل المنخفض. وأوضح البنك في تصنيفه الصادر مطلع الشهر الجاري أنّه «للعام الحادي عشر على التوالي، انخفض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للفرد في لبنان في عام 2021، وشهدت البلاد أيضاً انخفاضاً حادّاً في سعر الصرف». وعادة ما تؤثر عوامل مثل النمو الاقتصادي والتضخم وأسعار الصرف والنمو السكاني، على مستوى نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي. وقالت مصادر مالية إن هذا التصنيف ناتج بشكل أساسي عن تراجع الناتج المحلي من 55 مليار دولار سنوياً في عام 2018، إلى 22 مليار سنوياً في هذا الوقت، لافتة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن التراجع بلغ 6 في المائة عن العام الماضي؛ لكن الانخفاض الكبير حصل في عام 2020، حين تخلف لبنان عن سداد ديونه السيادية بالعملة الصعبة (يوروبوندز)، معتبرة أن ذلك التخلف كان بمثابة «منعطف خطير في مؤشرات لبنان المالية بين المعالجة والانهيار». وقالت: «طبيعي أن يتراجع متوسط دخل الفرد مع تراجع الناتج المحلي الإجمالي»، ما وضع لبنان في مصاف «الدول التي تميل إلى الفقر». وتثبت الوقائع الميدانية تدهور القدرة المعيشية للمواطنين؛ حيث تراجعت حركة السير بفعل ارتفاع أسعار المحروقات، بينما تستنزف أسعار المحروقات والتغذية الكهربائية عبر الشبكة الموازية، قدرات اللبنانيين المالية. وانخفضت قيمة الرواتب بشكل دراماتيكي، وتوقفت معظم المشاريع التي تمولها الدولة في قطاعات الأشغال والطاقة والتنمية، ما انعكس على دورة الاقتصاد الذي بات قائماً بشكل أساسي على حركة القطاع الخاص. وقالت المصادر إن مجموعة عوامل ساهمت في منع المؤشر من التدهور أكثر إلى مستويات أكثر فقراً، تتصدرها التدفقات النقدية الخارجية، والمساعدات الدولية المخصصة للنازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، إلى جانب دينامية القطاع الخاص الذي يتسم بالحيوية والقدرة على التكيف مع الأزمات والظروف المستجدة. وقالت المصادر إن لبنان «شهد تنمية في الصادرات والصناعات المحلية، ما خفف من عجز ميزان المدفوعات بالعملة الصعبة، واستطاعت الصناعات المحلية التي تشمل مواد غذائية وكيميائية مثل أدوات التنظيف والأدوية، أن تغطي جانباً من الواردات الأجنبية التي تقلص بعضها بسبب عجز اللبنانيين عن الإنفاق». وتشير جداول البنك الدولي إلى أنّ نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي في عام 2021 بلغ 3.450 دولار، بعد أن كان 5.510 دولار في عام 2020. وتُحدَّث التصنيفات كلّ عام في الأول من يوليو (تموز)، وتستند إلى نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي للعام السابق (2021). ويتمّ التعبير عن مقاييس الدخل القومي الإجمالي بالدولار الأميركي، ويتمّ تحديدها باستخدام معاملات التحويل المشتقة وفقاً لطريقة «أطلس». ولا ترى مصادر مالية مطلعة على الحركة السياسية للتفاوض مع صندوق النقد الدولي على خطة التعافي المالي، أنه من الصعب تجاوز تلك المؤشرات، جازمة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بأن مشكلة لبنان «سياسية، ويمكن أن تُحل المشكلات المالية في حال عولجت سياسياً»، قائلة إن «الفرصة قائمة للإمساك بمفاتيح النمو في حال توفرت الإرادة السياسية». وأوضحت المصادر أنه «رغم كل الأزمات، لم يفقد لبنان فرصه، ويستطيع أن يرفع المؤشر إلى المراتب الأعلى بدعم دولي»، مضيفة: «ثمة تعويل على المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لتعزيز الثقة الاستثمارية بالاقتصاد اللبناني، وتوفير الأهلية للحصول على قروض دولية تساهم في زيادة النمو، إلى جانب دينامية القطاع الخاص». وقالت إن اقتصاد لبنان «صغير نسبياً، فقد تم التدهور بسرعة؛ لكن التعافي يمكن أن يكون سريعاً أيضاً». 



السابق

أخبار وتقارير.. الحرب الروسية على اوكرانيا..أوكرانيا تريد إعادة بناء البلاد بالأصول الروسية المصادرة..مؤتمر دولي يرسم الخطوط العريضة لإعادة إعمار أوكرانيا..المفوضية الأوروبية: الكرملين يسعى لتدمير أوكرانيا..روسيا تعلن «النصر» في أدمى معركة عرفتها أوروبا على مدى أجيال..مدن أوكرانية تريد النصر قبل إعادة الإعمار..لافروف: لن نسمح للناتو بالسيطرة على حبوب أوكرانيا..حرب أوكرانيا تثير تكهنات باحتمال تفكُّك روسيا..حظر الأعمال المكتوبة بالروسية يقسّم الأوكرانيين..إسرائيل وبولندا تتفقان على إعادة السفيرين.. قراصنة يزعمون سرقتهم بيانات مليار شخص صيني..تعديل موسع في الحكومة الفرنسية بعد نتائج الانتخابات الأخيرة.. «طالبان» تصنف تنظيم «داعش - خراسان» طائفة «فاسدة ومزيفة».. 6 جثث بـ10 دقائق.. منفذ هجوم شيكاغو بقبضة السلطات..الانقسام مستمر في اسكوتلندا بشأن الاستقلال..

التالي

أخبار سوريا.. فرنسا: إعادة عشرات الأطفال والنساء من مخيمات اللاجئين بسوريا..خطة لبنانية جديدة لإعادة النازحين السوريين بلا ضمانات دولية.. روسيا تعزز قواتها شمال شرقي سوريا بمئات المظليين.. تركيا تُسرّع إجراءات الحرب: «قسد» أمام لحظة الحسم.. توتّر متصاعد في «الهول»: «داعش» يتوعّد..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,176,897

عدد الزوار: 6,759,077

المتواجدون الآن: 146