أخبار سوريا.. «قوات سوريا الديمقراطية» تقاوم ضغوطاً روسية لدمجها مع قوات النظام.. تعزيزات تركية إلى حلب وروسية إلى الحسكة..تركيا وروسيا.. "مناورات" كلامية قبل العملية المحتملة في الشمال السوري.. أميركا تؤكد التزامها إيقاع «الهزيمة بداعش»..

تاريخ الإضافة السبت 18 حزيران 2022 - 4:31 ص    عدد الزيارات 979    التعليقات 0    القسم عربية

        


«قوات سوريا الديمقراطية» تقاوم ضغوطاً روسية لدمجها مع قوات النظام...

حكومة دمشق تقول إن مصير «قسد» لن يكون أفضل من مصير «الإرهابيين» الذين قضت عليهم

الشرق الاوسط... القامشلي: كمال شيخو... أعادت التهديدات التركية الأخيرة بشن عملية عسكرية ضد «قوات سوريا الديمقراطية» مواقف الجهات الدولية والمحلية المنتشرة شمال شرقي سوريا إلى المربع الأول. فأعلنت روسيا أنها تضغط على «سوريا الديمقراطية» (قسد)، العربية - الكردية، للاندماج في الجيش السوري التابع لحكومة الرئيس بشار الأسد بهدف منع العملية التركية المرتقبة، في حين توعدت حكومة دمشق، على لسان وزير خارجيتها فيصل المقداد، بأن مصير «قسد» لن يكون أفضل «من الإرهابيين الذين قضى عليهم الشعب والجيش السوري». في المقابل، أبلغت الإدارة الأميركية، على لسان كبار مسؤولي الملف السوري والخارجية، قادة «قسد» والإدارة الذاتية بأن واشنطن تعارض أي هجوم تركي داخل الأراضي السورية. وكشفت مصادر كردية بارزة أن الاجتماع الأخير الذي جمع القائد العام لقوات «قسد» مظلوم عبدي بقائد القوات الروسية العاملة في سوريا الجنرال أليكسندر تشايكو، الجمعة الماضية (10 يونيو / حزيران)، بحث قضايا عسكرية وملفات أمن الحدود والعرض الروسي بإدماج «قسد» في منظومة الجيش السوري، إلى جانب نشر المزيد من القوات الحكومية الموالية للرئيس الأسد على طول الشريط الحدودي السوري - التركي، وتعزيز مواقعها في نقاط التماس الفاصلة بين «قسد» والفصائل السورية الموالية لتركيا في كل من ريف الحسكة الشمالي وشمال غربي الرقة وريف حلب الشرقي والشمالي، كما تناول الاجتماع دور القوات الروسية كضامن للاتفاقات الجانبية بين القوى الحليفة والمتصارعة بالمنطقة، وتثبيت عمليات وقف إطلاق النار والحفاظ على خفض التصعيد بين كل الجهات العسكرية. وقالت المصادر ذاتها إن مظلوم عبدي أعاد تذكير الجنرال الروسي بأن القوات الحكومية المنتشرة في مناطق سيطرة «قسد» كانت باتفاق وتفاهم بينهم وبين القوات الحكومية بضمانة روسية، على أن يبقى قوام عددها كما هو متفق عليه، مشيرة إلى أن هذه القوات تتولى مهام الفصل مع الجيش التركي والفصائل الموالية لأنقرة، كما تتولى حماية مخافر في المناطق الحدودية. وتابعت أن «قيادة (قسد) أبدت استعدادها للتنسيق والقتال مع قوات الحكومة لصد أي غزو تركي للشمال السوري، لكنه (مظلوم عبدي) شدد على أنه لا حاجة لإرسال قوات حكومية إضافية»، مشدداً على ضرورة استخدام الجيش السوري أنظمة الدفاع الجوي ضد الطائرات التركية. كما طالب عبدي، بحسب المصادر ذاتها، الجانب الروسي بتعزيز قواته في مدينتي منبج وعين العرب (كوباني) شرق حلب، علماً أن هاتين المنطقتين سبق أن هدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مراراً بأنها ستكون من بين الأهداف العسكرية لعمليته العسكرية، إلى جانب بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي. وبالفعل؛ تنتشر القوات الروسية في مواقع محدودة إضافة الى انتشارها في بلدة العريمة جنوب غربي منبج. وقالت المصادر ذاتها إن عبدي «طالب القيادة الروسية، لكونها ضامنة للحفاظ على خفض التصعيد، بأن تمنع أي جهة في استغلال التهديدات لتحقيق مكاسب على الأرض»، في إشارة الى مساعي القوات الحكومية التابعة لحكومة الأسد لتعزيز قبضتها على كامل الأراضي السورية. في المقابل، يعزز انتشار الجيش الأميركي وقوات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» بقيادة واشنطن، في شمال شرقي البلاد مواقف قوات «قسد» بعدم الرضوخ للضغوط الروسية، على الرغم أن واشنطن، بحسب ما يعتقد الأكراد، لا بد أنها أعطت الضوء الأخضر لتركيا بشن عملية «نبع السلام» في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 والسيطرة على مدينتي رأس العين بالحسكة وتل أبيض بالرقة وعلى شريط يمتد بطول 110 كيلومترات وبعرض 30 كيلومتراً، بينما تعارض أي عملية جديدة. من جانبها، قالت إلهام أحمد الرئيسة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» وهي تعد مهندسة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية وقوات «قسد»، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من القامشلي، إن القوات الروسية لم تنشر مزيداً من جنودها على الأرض، مشيرة إلى أن «لهم نقاط مراقبة على الحدود مع تركيا ويسيّرون دوريات برية وجوية داخل الأراضي السورية. نسعى معهم لرفع التنسيق لصد الهجمات التركية المحتملة، ومطلوب من موسكو اتخاذ إجراءات إضافية لحماية الحدود». وعن مواقف حكومة دمشق، أردفت قائلة: «لا جديد في مواقف حكومة دمشق، ونأمل أن تكون هناك تفاهمات حول آلية حماية الحدود لا سيما وأن القوات الروسية وقوات النظام منتشرة على خطوط التماس». وكان مظلوم عبدي قد أكد في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، في بداية فبراير (شباط) 2021، أنهم لا يعارضون المشاركة في أي هيكلية أو جسم عسكري وطني سوري يحقق الأهداف الوطنية شريطة الحفاظ على خصوصيتهم.

تعزيزات تركية إلى حلب وروسية إلى الحسكة

موسكو تحذّر أنقرة من أن عملياتها العسكرية قد تؤدي إلى قيام دولة كردية

الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق... شهدت مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) وخطوط التماس بينها وبين القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة تعزيزات من جانب كل من تركيا وروسيا والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش»، في ظل استمرار الحديث عن عملية عسكرية تركية مرتقبة باتجاه منبج وتل رفعت بريف حلب، شمال سوريا، بحسب ما كرر الرئيس رجب طيب إردوغان في أكثر من تصريح أخيراً. ودفع الجيش التركي أمس (الجمعة) برتل جديد من التعزيزات يضم شاحنات محملة بالدبابات ومدرعات مختلفة وناقلات جند من معبر باب السلامة إلى مناطق نفوذ قواته والفصائل الموالية لها في ريف حلبوكانت القوات التركية قد قصفت ليل الخميس - الجمعة أهدافاً في بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي والتي تضم قاعدة عسكرية روسية، لكن القذائف سقطت في محيطها، كما طال القصف مناطق انتشار «قسد» في محيط مارع ومرعناز شمال حلب. وشهد محور شيخ عيسى استهدافات متبادلة بالرشاشات المتوسطة والثقيلة من دون الإبلاغ عن إصابات في الأرواح. وقبل يومين، قصفت القوات التركية والفصائل الموالية لها، بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، محيط قرية المحسنلي شمال منبج، ضمن ريف حلب الشمالي الشرقي. وطال القصف قرى بناحية شيراوا ومحيط قرى كفر أنطون ومطار منغ العسكري ومحيط قرية تل قراح بريف حلب الشمالي، ضمن مناطق انتشار «قسد». في الوقت ذاته، استقدمت القوات الروسية تعزيزات عسكرية إلى قاعدتها في «المباقر» قرب خطوط التماس في ريف تل تمر شمال غربي الحسكة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، بأن التعزيزات اشتملت على أسلحة رشاشة وذخائر. وهذه هي المرة الثانية التي ترسل فيها القوات الروسية تعزيزات إلى القاعدة منذ 7 يونيو (حزيران) الحالي، حيث أرسلت ناقلات جند ومدرعات وعربات عسكرية مغلقة، بالإضافة إلى رادارات وأسلحة ثقيلة ومتوسطة بينها مضادات للطيران. وأعلنت روسيا أن العملية العسكرية التركية المحتملة التي أعلن الرئيس إردوغان في مايو (أيار) الماضي أنها ستنفذ من أجل استكمال إقامة مناطق آمنة بعمق 30 كيلومتراً في الأراضي السورية لحماية حدود تركيا الجنوبية، لن تكون «عملاً حكيماً» وستهز استقرار المنطقة. وقال مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، إن روسيا لن تزيد قواتها في سوريا على خلفية تخطيط تركيا لتنفيذ عملية عسكرية، مشيراً إلى أن «العملية التركية المرتقبة لن تحل أي مشكلات وإنما ستخلق تهديدات جديدة لأمن تركيا». وأوضح أن عملية تركيا في شمال سوريا «قد تدفع الأكراد نحو إقامة دولة، وسيكون لذلك عواقب بعيدة المدى على دول الجوار». وأعلن في حديث لوكالة «نوفوستي» أمس: «قلنا لزملائنا الأتراك إن هذا قد يؤدي إلى زيادة المشاعر الانفصالية بين الأكراد وتحفيزهم على إقامة دولة، وهذا ليس في مصلحة سوريا أو تركيا أو إيران أو العراق». ولفت إلى أن الوفد الروسي في مفاوضات آستانة التي اختتمت في نور سلطان عاصمة كازاخستان الأربعاء الماضي، بذل قصارى جهده لمحاولة إقناع الجانب التركي بالنتائج المضادة لهذه الخطوة، وأن موسكو تحاول في الوقت ذاته إقناع الأكراد بالتسوية مع دمشق وإعادة وحدة الأراضي السورية ودمج «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في صفوف الجيش السوري، الأمر الذي سيمنع التطور السلبي للوضع في سوريا. وأضاف المبعوث الروسي أن تركيا ترى أنه من المستحيل التفاوض مع الأكراد السوريين وبالتالي لا تشارك في حوار معهم. وأعرب عن أمله في أن يمتنع الرئيس إردوغان عن تنفيذ العملية، محذراً من أنها «قد تتسبب في مواجهة مباشرة بين الجيشين السوري والتركي». وفي ظل التحذيرات من العملية العسكرية التي اعتبرت واشنطن أنها ستشكل «تهديداً خطيراً على جهود محاربة تنظيم داعش الإرهابي وعلى قواتها المشاركة في هذه العملية»، تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن دخول قافلة عسكرية تابعة للتحالف الدولي إلى مناطق شمال وشرق سوريا، آتية من إقليم كردستان العراق.وضمت القافلة 76 آلية محملة بمواد لوجيستية وعسكرية، واتجهت نحو القواعد الموجودة في محافظة الحسكة، ليتم توزيعها لاحقاً على قواعد التحالف الدولي في شمال وشرق سوريا.

تركيا وروسيا.. "مناورات" كلامية قبل العملية المحتملة في الشمال السوري..

الحرة...ضياء عودة – إسطنبول..بقيت نبرة التصعيد خلال الأيام الماضية قائمة من الجانب التركي بخصوص "العملية المحتملة" في سوريا

منذ مطلع شهر يونيو الحالي كثّف المسؤولون الروس من تصريحاتهم المتعلقة بالعملية العسكرية التي تهدد بها تركيا في شمال سوريا، وفي الوقت الذي لم يعلنوا صراحة عن موقف موسكو بالقبول أو الرفض، ناورا في كلماتهم على أكثر من اتجاه. في الثاني من الشهر المذكور أعربت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا عن "أمل موسكو في أن تمتنع أنقرة عن الأعمال التي قد تؤدي إلى تدهور خطير للأوضاع في سوريا"، واعتبرت أن ضمان الأمن على الحدود لا يمكن "إلا بنشر قوات الأمن السورية". بعدها بيوم واحد نصح نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف بعدم "الانخراط في وضع توقعات افترضية بشأن العملية العسكرية التركية"، فيما تحدث في سياق آخر عن اتصالات "سياسية وعسكرية" بين أنقرة وموسكو، ومن ثم رمى الكرة في ملعب اللقاء الذي حصل بين الوزير سيرغي لافروف ونظيره التركي، مولود جاويش أوغلو. وخلال مؤتمر صحفي جمع الوزيرين عقب الزيارة التي حصلت في أنقرة، 8 من يونيو، قال لافروف إن روسيا "تأخذ بالحسبان قلق أصدقائها الأتراك حيال تهديدات القوى الأجنبية على حدودهم"، مذكرا باتفاقي "سوتشي" لمناطق شمال وشرق سوريا ومحافظة إدلب شمال غرب. وبينما بقيت نبرة التصعيد قائمة من الجانب التركي بخصوص "العملية المحتملة" استمر المسؤولون الروس بالتصريح، ليرسو أخيرا على المبعوث الخاص إلى سورية، ألكسندر لافرنتيف. وفي أعقاب الجولة 18 من "محادثات أستانة" التي عقدت قبل يومين بمشاركة "الوفود الضامنة" التركية-الروسية-الإيرانية، قال لافرنتيف إن "موسكو تأمل أن يمتنع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن تنفيذ العملية العسكرية". وأضاف في حوار مع وكالة "ريا نوفوستي" الجمعة: "بذل الوفد الروسي خلال محادثات أستانة قصارى جهده لمحاولة إقناع الوفد التركي بالنتائج المضادة لهذه الخطوة، والتي يمكن أن تكون لها عواقب سلبية بعيدة المدى". وتطرق المسؤول الروسي، ضمن سياق حديثه، إلى الخطوة التي اتخذتها أنقرة، مؤخرا، بإغلاق أجوائها أمام الطائرات الروسية المتوجهة إلى سوريا"، كاشفا عن "آثار سلبية أسفرت عن صعوبات لوجستية في الإمداد". كما أعلن عن اتصالات بين بلاده وتركيا في هذا الشأن، وأن "أنقرة تبدي استعداداها لفتح الأجواء، لكن لسبب ما لم يفتحوها بعد".

ماذا وراء الكواليس؟

حسب ما أعلن إردوغان لأكثر من مرة طوال الأسبوعين الماضيين فإن العملية التي يهدد بها ستستهدف منطقتي تل رفعت ومنبج في ريف حلب الشرقي. وهاتان المنطقتان تخضعان لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، بينما تنتشر فيهما الشرطة العسكرية الروسية، وقوات تتبع للنظام السوري. وتعتبر منبج المدينة الوحيدة الواقعة غرب الفرات التي تسيطر عليها "قسد"، وهي محاطة بقوات عسكرية للأطراف الأخرى. أما تل رفعت فهي تعتبر نقطة الاتصال الوحيدة لـ"قسد" مع منطقة عفرين، التي خسرت السيطرة عليها في مارس عام 2018. يرى أنطون مارداسوف وهو محلل روسي وباحث غير مقيم في برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط أنه "لا يمكن لروسيا الموافقة علنا على العملية التركية، وتبرهن على برغبتها في منعها من التحليق الجوي إلى منطقة القامشلي وأنشطة أخرى". لكن وبمثل هذه الإجراءات يقول مارداسوف إن "موسكو تحاول كما في السابق إجبار الأكراد على التسوية مع الأسد"، مشيرا: "من الواضح أن الأكراد يدركون ذلك جيدا، لكنهم سيكونون حذرين، طالما أنهم مدعومون من الولايات المتحدة". وبالصورة العامة "تلعب روسيا في نفس الحزمة مع تركيا، في محاولة لإضعاف الدولة الكردية على الجانب الشرقي من نهر الفرات، لأن هذه أداة بالنسبة لموسكو لإثارة التناقضات داخل حلف الناتو". وبالإضافة إلى ذلك يضيف المحلل الروسي لموقع "الحرة" أن "إضعاف قسد هو الموضوع الحقيقي الوحيد، الذي يمكن للجهات الفاعلة مناقشته خلال محادثات أستانة". من جانبه اعتبر الباحث السياسي المختص بالشأن التركي، محمود علوش أن المعارضة المعلنة للعملية العسكرية التركية المحتملة "لا تعني أن موسكو تُغلق الباب أمام إمكانية التفاهم مع أنقرة بهذا الخصوص". ويقول لموقع "الحرة": "طالما أن هذا الاعتراض لا يتجاوز حدود الموقف السياسي فلا يُمكن اعتباره تهديدا للعملية التركية". واعتبر الباحث أن "موسكو حريصة على عدم إظهار أن التحرك العسكري التركي جاء نتيجة تفاهمات خلف الكواليس معها، لأنّ من شأن ذلك أن يُضر بعلاقاتها مع دمشق وطهران".

الكرة في ملعب من؟

في مقابل ما يجري بين الروس والأتراك بخصوص الملف السوري، والتهديدات المتعلقة بالعملية العسكرية شمال سوريا، كانت الولايات المتحدة الأميركية قد أبدت موقفها مؤخرا بأنها ترفض أي "تهديد لاستقرار المنطقة". وفي أكثر من مناسبة وخلال الأيام الماضية تكرر الموقف الأميركي المذكور، لكنه لم يصل إلى الحد الذي اتخذته موسكو في التعليق وإبداء الموقف حيال التهديدات التركية. حيث انسحب ذلك على لسان معظم المسؤولين السياسيين الروس الكبار. ويعتقد المحلل الروسي، ديمتري بريجف أن "روسيا تريد إبقاء الوضع كما هو عليه الآن في سوريا"، وأن "قسد لا تهدد مصالح روسيا ولا مصالح حلفائها في المنطقة". ويقول لموقع "الحرة" إن "ذهاب تركيا للسيطرة على مناطق كانت تسيطر عليها قسد بدعم من ما يسمى الجيش الوطني السوري قد يغير خريطة النفوذ"، مشيرا إلى أن "روسيا ترى في قوات المعارضة تهديدا مستقبليا للمصالح الروسية ومصالح دمشق". لكن ضمن الحوار الذي أجرته "ريا نوفوستي" قال المسؤول الروسي ألكسندر لافرنتيف إن بلاده "لن تقاتل القوات التركية والجيش الوطني السوري الخاضع لسيطرة أنقرة". وأضاف: "ليس لدينا وحدات قتالية هناك. جوابنا هو محاولة إقناع الأتراك بعدم جدوى هذه الخطوة"، في إشارة منه للتهديدات المتعلقة بتل رفعت ومنبج. ويوضح المحلل الروسي أنطون مارداسوف أنه "وبالنسبة للمساومة فإن روسيا وتركيا تناقشان دائما كل شيء في إطار صفقات المقايضة. لكنهما تنفيان ذلك علنا حفاظا على ماء الوجه". وإلى جانب التهديدات التركية يترقب المجتمع الدولي اليوم التصويت الذي سيجري في مجلس الأمن، في يوليو المقبل، لتمديد إيصال المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى. وبالتوازي مع ذلك يثير الروس طلبهم بإعادة فتح الأجواء التركية أمام طائراتهم المتوجهة إلى سوريا، "لخفض التكاليف اللوجستية". ويشير مارداسوف إلى أنه "وفي حالة آلية المساعدة عبر الحدود تعمل أنقرة كوسيط بين روسيا والولايات المتحدة، حيث لم يعد بإمكان موسكو وواشنطن مناقشة هذه المسألة على أساس ثنائي". علاوة على ذلك وفي واقع العقوبات الحالية، يرى المحلل الروسي أن "تركيا تعد لاعبا مهما للغاية بالنسبة لروسيا في الالتفاف على العقوبات، بينما تهتم أنقرة أيضا بإمدادات الغاز وتدفق السياح واستكمال محطة أكويو للطاقة النووية". وزاد: "لذا فإن لدى روسيا وتركيا مساحة كبيرة للمساومة". وذلك ما يشير إليه الباحث محمود علوش من جانب آخر، بقوله: "بالنّظر إلى أن روسيا تُسيطر عمليا على الأجواء السورية في منطقة غرب الفرات، فإنه لن يكون بمقدور تركيا استخدام قوتها الجوية في العملية من دون تفاهم مع موسكو". ويضيف أن "ما تُريده تركيا هو عدم وجود عراقيل عسكرية روسية تُقيد قدرتها على الحركة في تل رفعت ومنبج. عندها لن تكون المعارضة الروسية للعملية ذي أهمية كبيرة بالنسبة لأنقرة". أما المحلل ديمتري بريجع فيعتقد أن "هناك تفاهمات بين روسيا وتركيا. الأخيرة يمكن أن تفتح المجال مقابل تنازلات أو أشياء يمكن أن تقدمها روسيا. مثل ملف الطاقة والغاز".

"مشكلة أخرى"

وتعتبر "قوات سوريا الديمقراطية" روسيا طرفا "ضامنا" للاتفاق الذي حصل عقب عملية "نبع السلام" في شمال وشرق سوريا، أواخر عام 2019. وفي تصريحات سابقة لموقع "الحرة" قال قائد "مجلس منبج العسكري" التابع لـ"قسد"، شرفان درويش إنهم "يراقبون الأوضاع والتحركات، ويأخذون التهديدات التركية بجدية، ويقومون بتحضيراتهم على هذا الأساس". وأضاف القيادي: "هناك مركز تنسيق العمليات الروسي في منبج، وهم متواجدون في منبج". وتابع: "هم مطالبون بالقيام بدورهم كضامنين، ونحن على أمل أن لا تنجر المنطقة إلى حروب جديدة تضر بالجميع والمدنيين خاصة". وفي 22 من أكتوبر 2019، وبعد مباحثات طويلة بين الرئيسن الروسي والتركي، توقفت عملية "نبع السلام" التركية، واتفق الجانبان على سحب كل "وحدات حماية الشعب" من الشريط الحدودي لسوريا بشكل كامل، بعمق 30 كيلومترا، وخلال 150 ساعة، إضافة إلى سحب أسلحتها من منبج وتل رفعت. وفسح الاتفاق المجال أمام قوات النظام السوري للدخول إلى مناطق شرق الفرات للمرة الأولى منذ عام 2012، ضمن تفاهمات مع "قسد"، وبالتزامن مع بدء الجيش الأمريكي لإخلاء بعض المواقع في سوريا، حينذاك. إضافة إلى تسيير دوريات تركية وروسية مشتركة غرب وشرق منطقة عملية "نبع السلام" بعمق عشرة كيلومترات، باستثناء مدينة القامشلي. وما تزال هذه الدوريات مستمرة حتى الآن، فيما اتجهت موسكو لتكثيفها خلال الأيام الماضية على طول الحدود الشمالية لسوريا، إلى جانب استقدام تعزيزات بينها منظومة دفاع جوي نوع "بانتسير" إلى قاعدة القامشلي. ورغم الاتصالات المكثفة بين أنقرة وموسكو إزاء الوضع في شمال سوريا، إلا أن الباحث محمود علوش يشير إلى "مشكلة أخرى تواجه أنقرة، وتتمثل في تهديد النظام وإيران، بمواجهة أي هجوم تركي جديد". واعتبر الباحث أن "هذا الأمر يزيد من مخاطر الصدام العسكري بين الطرفين"، ولذلك "سيتعين على روسيا لعب دور كبير لمنع حدوث مثل هذا الصدام". بينما أشار من جانب آخر إلى أن "القيود التي فرضتها تركيا على حركة وصول روسيا إلى سوريا بعد الحرب الأوكرانية تسببت بمشاكل لوجستية عديدة للقوات الروسية في سوريا"، موضحا "الروس يُريدون استغلال حاجة إردوغان للتحرك العسكري ضد الوحدات الكردية، من أجل الضغط على أنقرة لتخفيف هذه القيود لا سيما عبر المجال الجوي".

أميركا تؤكد التزامها إيقاع «الهزيمة بداعش»

القيادي المعتقل في جرابلس «خبير طيران مسيّر»

لندن - دمشق: «الشرق الأوسط»... كُشفت أمس معلومات جديدة عن القيادي البارز في تنظيم «داعش» الذي اعتقلته قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن فجر الخميس خلال عملية إنزال جوي بريف حلب الشمالي الشرقي في شمال سوريا. ففي وقت قال مسؤولون أميركيون إن القيادي الموقوف، هاني الكردي، هو «والي الرقة»، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا) أنه ليس الوالي بل «ابن شرعي بارز في التنظيم ضمن ولاية الرقة سابقاً ويدعى فواز الكردي». وأوضح «المرصد» أن الكردي الأب قُتل بضربة جوية للتحالف الدولي قبل سنوات، بينما الابن الذي جرى اعتقاله هو من قيادات الصف الأول بتنظيم «داعش» وهو خبير متفجرات وطيران مسيّر، ويتحدر من منطقة الكرامة بريف الرقة. وأشار إلى أنه كان موجوداً في منطقة الحميرة بريف جرابلس ضمن مناطق نفوذ الفصائل الموالية لتركيا شمال شرقي حلب منذ أشهر طويلة، ويمتلك صهاريج نفط تعد واجهة له هناك. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن قائد «القيادة المركزية» الأميركية الجنرال مايل أريك كوريلا، قوله خلال زيارة لدوشانبه (طاجيكستان) قوله إن اعتقال القيادي «الداعشي» في عملية الإنزال التي نفّذتها القوات الأميركية «يدل على التزامنا بأمن المنطقة وبالهزيمة المستدامة لداعش». وكان «المرصد السوري» قد أفاد أول من أمس بأن التحالف الدولي اعتقل خلال العملية 3 أشخاص، هم قيادي من الصف الأول خبير متفجرات وطيران مسيّر في التنظيم، واثنان من مرافقيه، وسط معلومات عن اعتقال 3 آخرين أيضاً. وأشار إلى أن العملية الأميركية كانت تستهدف عدداً كبيراً من قيادات وعناصر التنظيم في تلك المنطقة بريف جرابلس، إلا أن وصول خبر تحليق طيران التحالف في الأجواء دفع كثيرين منهم إلى تغيير أماكنهم والانتشار بشكل كبير، وهو ما شكّل عائقاً للتحالف لمتابعة العملية. وأضاف «المرصد» أن المعلومات الاستخباراتية حول وجود عدد كبير من قيادات وعناصر «داعش» في تلك المنطقة حصلت عليها «قوات سوريا الديمقراطية» بالتعاون مع عملاء لها هناك، مشيراً إلى أن فصيلاً إسلامياً يقوم بـ«التستر على القيادات والعناصر» التابعة لـ«داعش». وتحدث «المرصد» أيضاً عن تعرض مروحيات التحالف لإطلاق نار من سلاح «دوشكا» فيف أثناء تنفيذها العملية بمنطقة الحميرة بريف جرابلس شمال شرقي حلب، بالإضافة لحدوث اشتباكات بين القوة المنفذة للعملية وعناصر التنظيم على الأرض. من جهتها، أوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن مروحيات تابعة للتحالف الدولي حطّت لبضع دقائق في قرية الحميرة في منطقة واقعة تحت سيطرة القوات التركية وفصائل سورية موالية لأنقرة بريف حلب الشمالي الغربي. ونقلت عن بيان للتحالف أن قواته أسرت خلال «عملية ناجحة» شخصاً لم تُفصح عن اسمه وهو «صانع قنابل متمرس وميسِّر عمليات وقد أصبح أحد كبار قادة فرع (داعش في سوريا)»، مشيراً إلى أنه «تم التخطيط للمهمة بدقة لتقليل مخاطر الأضرار الجانبية أو الإضرار بالمدنيين». ولم تقع أي إصابات في صفوف المدنيين أو قوات التحالف، وفق البيان. وأوضحت مسؤولة في التحالف للوكالة الفرنسية لاحقاً أن اسم القيادي المعتقل هو هاني أحمد الكردي، ويُعرف بأنه «والي الرقة»، التي كانت تعد معقل «داعش» الأبرز في سوريا. وفي بلدة الحميرة، على بُعد أربعة كيلومترات فقط من الحدود مع تركيا، أفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية بأن القوات التركية فرضت طوقاً أمنياً على المنطقة التي وقع فيها الإنزال. وقال إن مروحيات عدة حلّقت في أجواء القرية بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس قبل أن تعود أدراجها. وقال محمد يوسف، أحد سكان المنطقة ممن توجهوا إلى المنزل المستهدف بعد الإنزال، للوكالة الفرنسية: «عند نحو الساعة 00:30 (21:30 ت غ)، حصل إنزال جوي على بيت عند أطراف القرية يعود لنازح من حلب»، وأضاف: «حلّقت قرابة ثماني طائرات لأكثر من ساعة ونصف (...) عندما غادرت الأجواء، توجهنا إلى المنزل، وجدنا النساء مقيدات وأطفالاً في الكرم». ونقل عن السيدات قولهنّ إن قوات التحالف اعتقلت «شاباً اسمه فواز». وقال سكان آخرون في القرية إن قرابة ست سيدات وثلاثة شبان كانوا يقطنون في المنزل برفقة رجل عجوز، من دون أن يعلموا صلة القرابة فيما بينهم. وقالوا إنهم لم يعتادوا الاختلاط مع سكان القرية. وحسب شهود عيان، فقد اعتقل فصيل سوري موالٍ لأنقرة الشابين الآخرين بعد عملية الإنزال. ومنذ عام 2014 يشن التحالف الدولي في العراق وسوريا حملة ضد تنظيم «داعش» تُوجت في مارس (آذار) 2019 بإعلان «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة أميركياً وعلى رأسها المقاتلون الأكراد، القضاء على «داعش» بعد انتهاء آخر المعارك ضد التنظيم في قرية الباغوز بريف دير الزور شرق سوريا. ومنذ ذلك الحين، انكفأ مقاتلو التنظيم في سوريا بشكل رئيسي إلى البادية السورية خصوصاً تلك الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور عند الحدود مع العراق، كما يتوارى كثر في قرى ومناطق مختلفة. ومنذ إعلان القضاء على «داعش»، يلاحق التحالف الدولي قياديي التنظيم وينفذ عمليات لاعتقالهم إن كان في دير الزور شرقاً أو في مناطق أخرى في شمال سوريا وشمال غربها. ونجحت القوات الأميركية في اعتقال قادة في عمليات عدة، قُتل في أبرزهما زعيما تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 ثم أبو إبراهيم القرشي في فبراير (شباط) الماضي في مخبئيهما في محافظة إدلب (شمال غربي سوريا). وفجّر القياديان نفسيهما خلال العمليتين اللتين وقعتا في مناطق قريبة من الحدود مع تركيا. وبعد مقتل أبو إبراهيم القرشي، أعلن التنظيم المتطرف عن زعيمه الجديد أبو الحسن الهاشمي القرشي، ليكون الزعيم الثالث للتنظيم منذ عام 2014، حين أعلن «دولة خلافة» مزعومة وسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق المجاور. وتوعد التنظيم بـ«الثأر» لمقتل زعيمه خصوصاً في أوروبا المنشغلة بالحرب الدائرة في أوكرانيا، والتي تبنى فيها خلال السنوات الماضية اعتداءات عدة إن كانت تفجيرات أو هجمات بالسكين أو دهساً أو إطلاق نار. وفي سوريا، لا يزال مقاتلو التنظيم المتوارون يشنون هجمات ضد المقاتلين الأكراد أو قوات النظام السوري غالباً عبر عبوات ناسفة أو اغتيالات. وبالإضافة إلى ملاحقة التحالف الدولي لقياديي التنظيم، تشن الطائرات الروسية الداعمة لقوات النظام غارات جوية ضد عناصر التنظيم في البادية.



السابق

أخبار لبنان... التأليف قبل التكليف: عضّ أصابع بين ميقاتي وباسيل..بري يدعم ميقاتي لرئاسة الحكومة ويحذّر من معاداة الشارع السنّي.. سياسيون لبنانيون يطالبون بإصدار مذكرات توقيف بحق المدانين باغتيال الحريري.. «الاشتراكي يهاجم» «الوطني الحر» في ملفي الطاقة والتمسك بالحقائب الوزارية.. عون يفاخر بـ «تربية» مَن أَتْعَبَ خصومَه و... الحلفاء.. 8 آذار: ميقاتي أو مرشح مواجهة..ضمانات أميركية تتيح تزويد لبنان بالغاز والكهرباء من مصر والأردن..

التالي

أخبار العراق..مقتل 4 من حزب العمال الكردستاني في قصف طائرات مسيّرة تركية..كردستان العراق يؤسس شركتين للنفط وسط زيادة التوتر مع بغداد.. الصدر خارج المشهد السياسي.. العراق يعمق صراعاته وعاملان يحددان الخطوة التالية.. الصدر يراهن على المعارضة الشعبية..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,618,047

عدد الزوار: 6,997,845

المتواجدون الآن: 71