أخبار وتقارير.. الحرب الروسية على اوكرانيا..الارجنتين تقترح على المانيا تعويض امدادات الطاقة الروسية..أوكرانيا تعرقل غاز روسيا... وتمهيد لضم خيرسون..كسينجر يتنبأ بطريقة بوتين لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. تشيكيا تسمح لعشرات المواطنين بالقتال في أوكرانيا..زيلينسكي يشدد على ضرورة استعادة كافة الأراضي الأوكرانية.. القوات الأوكرانية تتحدث عن مكاسب في خاركيف.. إعادة تعمير أوكرانيا.. من يدفع الثمن الباهظ؟.. أسبوع حاسم لفنلندا والسويد بانتظار قرارهما بشأن الانضمام لـ {الناتو}.. «جبهة الطاقة» لا تزال «كعب أخيل» الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية ضد روسيا..مصانع الصلب الأوكرانية حصون تتيح «فرصة للبقاء على قيد الحياة»..

تاريخ الإضافة الخميس 12 أيار 2022 - 6:50 ص    عدد الزيارات 1120    التعليقات 0    القسم دولية

        


الارجنتين تقترح على المانيا تعويض امدادات الطاقة الروسية...

الجريدة... المصدرKUNA... اقترحت الارجنتينية على نظيرتها الالمانية تعويض بعض امدادات الطاقة الروسية المهددة بالتوقف بسبب الحرب الروسية ضد اوكرانيا . وقال الرئيس الأرجنتيني البيرتو فيرناندس في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الاتحادي الالماني أولاف شولتس ان بلاده «تستطيع تقديم الكثير» في مجال الطاقة والمواد الغذائية. واضاف ان الارجنتين منتج كبير لمواد الطاقة والمواد الغذائية مؤكدا ان بلاده لديها ثاني اكبر احتياطي في العالم من الغاز غير التقليدي. واوضح ان الارجنتين تعمل على سلسلة من المشاريع الرامية الى توليد الهيدروجين الاخضر والازرق الامر الذي يمنحها فرصة تصدير الطاقة لبلدان اخرى مشيرا الى عمق التقاليد الالمانية في الاستثمارات في الارجنتين. يشار الى ان الحكومة الالمانية تعمل جاهدة على البحث عن بدائل عن مواد الطاقة الروسية لاسيما الغاز والنفط والفحم الحجري بسبب الحرب الروسية في اوكرانيا.

أوكرانيا تعرقل غاز روسيا... وتمهيد لضم خيرسون

لافروف يزور عُمان بعد الجزائر: لدينا ما يكفي من مشتري الطاقة ولا نريد حرباً في أوروبا

الجريدة... توقف تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا عبر نقطة عبور رئيسية في أوكرانيا، وأنحت شركة تشغيل خطوط أنابيب الغاز الأوكرانية باللوم على «وجود قوات الاحتلال التي تمنع حسن سير عمل البنى التحتية». في خطوة قد تنعكس على إمدادات الغاز للقارة العجوز، علّقت أوكرانيا تدفّق الغاز المار بأراضيها عبر منطقة لوغانسك الانفصالية شرق البلاد، وهي نقطة عبور تقول كييف إنها تنقل ما يقرب من ثلث الوقود المنقول من روسيا إلى أوروبا، وألقت باللوم على موسكو في هذه الخطوة قائلة إن التدفّقات ستنقل إلى مكان آخر. وقالت شركة «غتسو»، التي تشغل نظام الغاز الأوكراني، إن «وجود قوات الاحتلال الروسية قرب بنى تحتية في سوخرانيفكا ونوفوبسكوف في لوغانسك لا يسمح بتأمين التدفق المعتاد للغاز وهو ما يمثل قوة قاهرة، ويتطلّب ذلك تحويله إلى نقطة عبور ثانية في سودغا». و«القوة القاهرة»، هي بند يُفعّل عندما تتعرض شركة ما لشيء خارج عن إرادتها. من ناحيتها، أكدت شركة «غازبروم» الروسية العملاقة للطاقة تراجع الغاز الروسي الذي يتم ضخّه إلى أوروبا عبر أراضي أوكرانيا، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها لم تتلق «أي تأكيد لظروف القوة القاهرة». وقال الناطق باسم «غازبروم» سيرغي كوبريانوف: «من المستحيل تكنولوجياً تحويل جميع الأحجام إلى نقطة ربط سودغا، على مسافة أبعد إلى الغرب، مثلما اقترحت غتسو». وبحسب الأرقام التي نشرتها «غتسو»، أمس، تراجعت الكميات التي تعبر في سوخرانيفكا إلى الصفر ويُتوقع أن ترتفع تلك التي تعبر في سودغا لكنّها ليست كافية لتعويض الانخفاض. وقد يصل تراجع حجم الغاز الذي يمرّ عبر أوكرانيا في هذه النقاط إلى 16,2 مليون متر مكعّب أي نحو %18، وتصبح كميات الغاز المتوقّع أن تعبر نحو 72 مليون متر مكعّب مقابل 88 مليونًا في اليوم السابق، حسب «غتسو». وتشكل أوكرانيا مسار عبور مهمًّا للغاز الروسي الذي تستهلكه أوروبا. وكانت كلّ من موسكو وكييف أبقتا على هذا التدفّق رغم الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير الماضي. وفي وقت يعمل الأوروبيون على تقليص اعتمادهم بشكل حاد على النفط والغاز الروسيين، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده لديها ما يكفي من المشترين لمواردها من الطاقة خارج نطاق الدول الغربية. وفي مؤتمر صحافي مع نظيره العُماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي في مسقط، محطته الثانية بعد الجزائر، قال لافروف أمس: «دع الغرب يدفع أكثر مما كان يدفع لروسيا الاتحادية، ودعه يشرح لشعوبه لماذا يجب أن يصبحوا أفقر». وشدّد من ناحية أخرى على أن «موسكو لا تريد حربا في أوروبا، لكن الدول الغربية ترغب في أن ترى هزيمة روسيا في حملتها العسكرية في أوكرانيا». وذكرت وسائل إعلام عُمانية أن لافروف زار السلطنة، حيث اجتمع مع السلطان هيثم بن طارق، في حين أكدت عُمان التزامها باتفاق «أوبك+» لإنتاج النفط.

ضم خيرسون

من ناحية أخرى، أعلنت السلطات التي أنشأتها موسكو في منطقة خيرسون المحتلة في جنوب أوكرانيا، أنها ستطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «ضمّ المدينة إلى روسيا». وقال مساعد المسؤول عن الإدارة العسكرية المدنية في المنطقة كيريل ستريموسوف: «خيرسون هي روسية، لن يتم إنشاء جمهورية خيرسون الشعبية على أراضي خيرسون، ولن يكون هناك استفتاءات، سيكون مرسوما واحدا يستند إلى نداء قيادة منطقة خيرسون إلى رئيس روسيا، وسيكون هناك طلب لإدخال المنطقة إلى روسيا». ورداً على سؤال بخصوص ضم خيرسون، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن السكان عليهم تقرير مصيرهم، لكن مثل هذه القرارات في حاجة لأساس قانوني واضح، مثلما حدث في القرم. وخيرسون هي المنطقة التي سيطر عليها الجيش الروسي خلال غزوه الذي بدأ في 24 فبراير، واستخدمت روسيا بالفعل الروبل في المنطقة ليحل محل العملة الأوكرانية. وبينما دخلت الحرب الروسية، أمس، يومها الـ77، حققت القوات الأوكرانية مكاسب، حيث أكدت كييف استعادة 4 قرى في خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية. وأشارت القوات الأوكرانية إلى وجود محاولات من قبل القوات الروسية لتطويقها في دونباس بالشرق، مستخدمة مدينة إيزيوم قرب خاركيف، في الشمال الشرقي، قاعدة انطلاق لها. وصرح الرئيس فولوديمير زيلينسكي في تسجيل مصوّر، بأن «قواتنا المسلحة أعطت الجميع أخبارا سارة من منطقة خاركيف، يتم طرد المحتلين تدريجياً من خاركيف»، مضيفاً: «أنا ممتن لجميع مقاتلينا الصامدين في أرضهم الذين يبرهنون على قوة خارقة لطرد جيش الغزاة».

مفاوضات السلام

وفيما يتعلّق بالمفاوضات بين البلدين المتحاربين، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مؤتمر صحافي مع الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين في فيينا، أمس، إن «مفاوضات سلام بشأن أوكرانيا ستنعقد في وقت ما، فالحرب لن تستمر للأبد»، لكنه لا يتوقع أن يحدث ذلك في المستقبل القريب. على صعيد آخر، توفي، ليونيد كرافتشوك، أول رئيس لأوكرانيا المستقلة وأحد القادة الثلاثة الذين أعلنوا رسميا انهيار الاتحاد السوفياتي، عن 88 عاما.

تعاون دفاعي

إلى ذلك، وفي كلمة له، خلال مناقشة في البرلمان حول اتفاقية التعاون الدفاعي المتبادل MDCA الموقعة بين بلاده وأميركا، أعلن وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، إن تمديد الاتفاقية من عام واحد إلى 5 تم الاتفاق عليه بمبادرة من أثينا، قائلا: «أردنا 5 سنوات ولن أخفي أن الحكومة فكّرت حتى في 10». وأضاف: «نريد الوجود العسكري في البلاد لأن ذلك يصب في المصلحة الوطنية، نريد وجودا للولايات المتحدة في تراقيا، وفي ألكساندروبولي». وقبل اسبوع حاسم من قرار السويد وفنلندا ما إذا كانتا ستقدّمان ترشيحيهما للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، في خطوة قد تمثل تحوّلًا كبيرًا في سياسات عدم الانحياز التي انتهجها البلدان على مدى عقود، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ونظيرته السويدية ماغدالينا أندرسون، إبرام اتفاقية دفاع وحماية متبادلة في حالة وقوع عدوان. وقال جونسون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أندرسون في السويد التي وصلها أمس: «إذا تعرضت السويد للهجوم وتطلعت إلينا للحصول على الدعم فسوف نقدمه لها». وبعد السويد، يتوجّه جونسون إلى فنلندا اليوم، لبحث آخر تطورات الحرب في أوكرانيا وقضية الأمن الأوروبي المشترك وانضمامها إلى «الناتو».

كسينجر يتنبأ بطريقة بوتين لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا..

كسينجر: "روسيا ستواصل القتال في أوكرانيا حتى يلتهم الصراع الكثير من قدراتها العسكرية ومواردها لدرجة أن الدولة تخاطر بفقدان مكانتها كقوة عظمى"

العربية نت... واشنطن - بندر الدوشي... يعتقد وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخطأ في تقدير الموقف الدولي وقدرات روسيا الخاصة عندما شن غزوا على أوكرانيا. وتوقع أنه سيتعين على بوتين إنهاء الحرب عندما تقضي فعليًا على أي فرصة لبقاء روسيا قوة عظمى في المستقبل. وقال كيسنجر، الذي خدم تحت إدارتي الرئيسين الأميركيين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد في سبعينيات القرن الماضي، خلال حدث نظمته صحيفة "فاينانشال تايمز"، إنه يخشى أن ينحرف الصراع إلى المجال النووي. ولعب كيسنجر دورًا رئيسيًا في تشكيل السياسة الخارجية الأميركية خلال الحرب الباردة، وأدى توجيهه إلى تخفيف التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وخاصة بين الولايات المتحدة والصين، مما أدى إلى زيارة الرئيس نيكسون التاريخية لبكين في عام 1972. وذكر كيسنجر للصحيفة كيف تمكن من فصل موسكو عن بكين من خلال معاملة العدوين بشكل مختلف. وقال كيسنجر إنه في خضم الأعمال العدائية في أوروبا، يجب على واشنطن الآن أن تفعل الشيء نفسه مرة أخرى. وحذر الوزير السابق من "اتخاذ" موقف عدائي تجاه كل من الصين وروسيا يمكن أن يقربهما من بعضهما البعض. وتابع: "بعد حرب أوكرانيا، سيتعين على روسيا إعادة تقييم علاقتها بأوروبا كحد أدنى وتحديد موقفها العام تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو)". ودخلت الحرب في أوكرانيا الآن أسبوعها الحادي عشر، وفشلت روسيا حتى الآن في تحقيق أي أهداف رئيسية في البلاد. وكان مراقبون استخباراتيون غربيون ودوليون يتوقعون أن يصدر بوتين إعلانًا هامًا، الاثنين الماضي، عندما احتفلت روسيا باستعراضها السنوي يوم النصر في 9 مايو ، احتفالًا بهزيمة الاتحاد السوفيتي لألمانيا النازية. لكن المفاجئ أن الرئيس الروسي امتنع عن إعلان حرب شاملة على أوكرانيا أو الإعلان عن التعبئة العامة، وهي خطوة يقول محللون إنها قد تكون علامة على أن بوتين حذر من ردة فعل الشعب الروسي. وحاول كسينجر التنبؤ بالمرحلة الحالية مؤكدا أنه من الصعب التكهن كيف ستنتهي الحرب. وردا على سؤال حول النتيجة المحتملة، قال كيسنجر إن روسيا ستواصل القتال في أوكرانيا حتى يلتهم الصراع الكثير من قدراتها العسكرية ومواردها لدرجة أن الدولة تخاطر بفقدان مكانتها كقوة عظمى. وتابع: "السؤال المهم.. هو إلى متى سيستمر هذا التصعيد وما هو المجال المتاح لمزيد من التصعيد؟". وأضاف: "هل وصل بوتين إلى الحد الأقصى لقدرته؟ وهنا عليه أن يقرر في أي نقطة سيؤدي تصعيد الحرب إلى إجهاد مجتمعه إلى درجة ستحد من أهليته لممارسة السياسة الدولية كقوة عظمى في المستقبل". وذكر كيسنجر أنه في تلك المرحلة لا يستطيع التنبؤ بلجوء روسيا إلى ترسانتها النووية من أجل إنهاء الحرب، مضيفا "نعيش الآن حقبة جديدة تمامًا" من الحرب الباردة. أما فيما يتعلق بتجنب وقوع كارثة نووية، وهو ما كان هدفا لكيسنجر خلال الحرب الباردة، قال الأخير: "لقد تغيرت الظروف كثيرًا في العقود الأخيرة لدرجة أنه يلزم إجراء مناقشة جديدة كاملة حول الآثار المحتملة لاستخدام الأسلحة النووية". وعلق كيسنجر: "مع انتشار التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم، ستحتاج الدبلوماسية والحرب إلى محتوى مختلف، وسيكون ذلك تحديًا وهو أمر لم نقبل به حتى الآن".

موسكو: «فايزر» و«مودرنا» متورطتان في مختبرات أوكرانيا البيولوجية

الاخبار... قالت روسيا إن شركتَي «Pfizer» و «Moderna» المصنعتَين للقاح فيروس كورونا شاركتا في الأنشطة العسكرية والبيولوجية الأميركية في أوكرانيا، مشيرة إلى أن منظري هذه الأنشطة في كييف هم قادة الحزب الديموقراطي. جاء ذلك وفق تصريح قائد قوات الحماية الإشعاعية والكيماوية والبيولوجية التابعة للقوات المسلحة الروسية، إيغور كيريلوف. ووفق كيريلوف، فإن شركات الأدوية الكبيرة «بما في ذلك فايزر، ومودرنا، وميرك، وكذلك جلياد، وهي شركة تابعة للإدارة العسكرية الأميركية، متورطة في هذا المخطط»، وقد تم تشكيل الأساس التشريعي «لتمويل الأبحاث العسكرية البيولوجية مباشرة من الميزانية الفيدرالية من قبل السلطات التنفيذية الأميركية»، كما «تم اجتذاب الأموال من المنظمات غير الحكومية الخاضعة لسيطرتها». وأضاف: «يعمل المتخصصون الأميركيون على اختبار عقاقير طبية جديدة للالتفاف على معايير السلامة الدولية»، مشيراً إلى أنه «نتيجة لذلك، خفضت الشركات الغربية بشكل جدي تكلفة البرامج البحثية واكتسبت ميزة تنافسية كبيرة». وأشار كيريلوف إلى أن قادة الحزب الديموقراطي «حصلوا على تمويل إضافي للحملة من خلال المشاركة في برنامج منظمات التكنولوجيا الحيوية غير الحكومية. كما ساعدهم ذلك في إخفاء التوزيعات المالية».

تشيكيا تسمح لعشرات المواطنين بالقتال في أوكرانيا

الاخبار.. وافق الرئيس التشيكي، ميلوش زيمان، اليوم، على طلب للسماح لـ 103 مواطنين بالقتال في أوكرانيا إلى جانب الجيش، بعد أن تراجع عن موقفه المؤيد لروسيا عقب عمليتها العسكرية في أوكرانيا. وجاءت موافقة زيمان على الرغم من قانون تشيكي يحظر على المواطنين القتال في الخارج، بعد أن قام زيمان ورئيس وزرائه بيتر فيالا في آذار الماضي بإلغاء أي عقوبة على التشيكيين الذين يخوضون الحرب إلى جانب القوات الأوكرانية. وفي بيان، قال المتحدث باسم زيمان، ييري أوفتشاتشيك، في بيان: «وقع زيمان على قرار يوافق على انضمام 103 مواطنين للقوات المسلحة الأوكرانية بناء على طلبهم». ويقاتل مقاتلون أجانب من عدة دول من بينها بولندا وبيلاروس وكندا والولايات المتحدة وبريطانيا في الجانب الأوكراني منذ أن دعا الرئيس فولوديمير زيلينسكي المتطوعين لتقديم المساعدة. وكانت حكومة فيالا وافقت على مساعدة عسكرية لأوكرانيا بنحو ثلاثة مليارات كرونة (118 مليون يورو، 125 مليون دولار) منذ بدء الحرب. ويُشار إلى أن زيمان كان حليفاً للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في فترة سابقة، لكن بعد بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 شباط الماضي، وصفه بأنه «مجنون».

لافروف: روسيا لديها ما يكفي من المشترين لبيع مواردها من الطاقة

الاخبار.. قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم، إنّ بلاده لديها ما يكفي من المشترين لمواردها من الطاقة خارج نطاق الدول الغربية، وذلك في الوقت الذي تحاول دول الاتحاد الأوروبي تقليص اعتمادها بشكل حاد على النفط والغاز الروسيَّين. وأوضح لافروف في مؤتمر صحافي، في مسقط، بعد محادثات مع نظيره العماني: «دع الغرب يدفع أكثر مما كان يدفع لروسيا الاتحادية، ودعه يشرح لشعوبه لماذا يجب أن يصبحوا أفقر».

الكرملين: سكان خيرسون سيحددون إذا كانوا يرغبون في الانضمام إلينا

الاخبار... اعتبر الكرملين، اليوم، أنّ الأمر يرجع إلى سكان منطقة خيرسون، في جنوب أوكرانيا، لتحديد ما إذا كانوا يريدون الانضمام إلى روسيا. يُشار إلى أنه في وقت سابق، نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، عن مسؤول في إدارة خيرسون التي تسيطر عليها روسيا، قوله إنّها تعتزم التوجه بطلب إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لضمّها إلى روسيا.

زيلينسكي يشدد على ضرورة استعادة كافة الأراضي الأوكرانية

المعارك الدائرة في جنوب وشرق أوكرانيا تسلك مسارا تصعيديا

دبي _ قناة العربية... شدد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، على ضرورة استعادة كافة الأراضي الأوكرانية من السيطرة الروسية. وفي وقت سابق من اليوم كان زيلينسكي قد أعلن أنه، وبالرغم من مناشدات بلاده، لم تتلق أوكرانيا كمية الأسلحة التي تحتاجها لفك حصار ماريوبول وتحرير المدينة. وأشار زيلينسكي إلى أن المدافعين يواصلون مقاومتهم في مصنع آزوفستال. وأكد أن كييف تستخدم جميع الوسائل الدبلوماسية الممكنة لإنقاذهم، لكن روسيا لا تسمح بأي من الخيارات المقترحة. وختم قائلا إن المدن والبلدات الأوكرانية تعرضت لـ2250 صاروخا خلال شهرين ونصف الشهر من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. من جهة أخرى، جدد الرئيس الأوكراني عزمه على تحقيق النصر من خلال توحيد الجهود الدولية في دعم أوكرانيا. إلى ذلك وصف مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية بأنها تحولت إلى معركة مدفعية بين الطرفين، وأن موسكو تضيف أعدادا جديدة من القوات المقاتلة في أوكرانيا. وأوضح أن روسيا لديها الآن 99 كتيبة مقاتلة في أوكرانيا، وتحتفظ بقوة ضخمة قادرة على استعمالها. وأكد المسؤول أن القوات الروسية ما زالت بطيئة التقدم في منطقة دونباس، كاشفا أن منظومات "إس 300 " التي تسلمتها أوكرانيا من سلوفاكيا، تعمل بشكل جيد وتمنعُ سيطرة القوات الروسية على الأجواء.

مسار يطيل أمد الحرب

وتسلك المعارك الدائرة في جنوب وشرق أوكرانيا مسارا تصعيديا، والأخطر مسارا من شأنه أن يطيل أمد النزاع والحرب. في أوديسا المطلة على البحر الأسود، تعرضت لوابل صواريخ وثق الجيش الأوكراني سقوط سبعة منها وإصابة منشأة مدنية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين. واتهمت القوات المسلحة الأوكرانية روسيا باستهداف ميناء أوديسا لوقف تصدير المنتجات الزراعية وهي منتج رئيس للذرة والقمح، في الوقت الذي تحاول كييف والحلفاء فتح الموانئ أو توفير طرق بديلة لتصدير الحبوب والقمح والذرة. وكثفت روسيا أيضا قصفها المدفعي وغاراتها الجوية على مصنع آزوفستال في مدينة ماريوبول المدمرة. وفي هذا الصدد قالت ايرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إن أكثر من ألف جندي أوكراني بينهم مئات الجرحى لا يزالون داخل مصنع آزوفستال في ماريوبول الجنوبية . وكشفت هيئة الأركان الأوكرانية من جانبها عن مؤشرات تدل على استعداد روسيا لشن عمليات هجومية بمناطق في دونباس شرق البلاد وأخرى محيطة. وصرح سيرغي غايداي حاكم منطقة لوغانسك قائلا: "معارك عنيفة تدور حول روبيجني وبيلوغوريفكا الواقعتين ضمن نطاق لوغانسك وأنباء عن سقوط ضحايا". على الجانب الآخر تراقب الدول الغربية ما تعتبره انتهاكات روسية في أوكرانيا ويتعهد بمحاسبة الجناة ووفقا لرئيسة بعثة الأممية فهناك توثيق لعمليات القتل غير المبررة في مناطق كانت تحت سيطرة القوات الروسية .

مقتل 300 مدني بينهم نساء وأطفال ببوتشا

وأكدت ماتيلدا بوجنر رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا أن لديها تقارير عن مقتل 300 مدني بينهم نساء وأطفال في بوتشا ومناطق أخرى شمالي كييف كانت تسيطر عليها القوات الروسية، ويمكن أن يزيد العدد كلما زاد البحث. وفي موقف يعكس انخراطا ألمانيا متزايدا في الحرب، أفادت بعثة ألمانيا في الناتو بأن الجيش الألماني نشر منظومة باتريوت تابعة لقوة الدفاع الجوي والصاروخي الألمانية-الهولندية المشتركة في سلوفاكيا لتأمين الجناح الشرقي للحلف.

القوات الأوكرانية تتحدث عن مكاسب في خاركيف

مركز الدفاع الروسي يعلن عن إطلاق قوات كييف النار على 6 مركبات مدنية كانت ترفع الرايات البيضاء في خاركوف شرق أوكرانيا، وتصوير هذه الجريمة لاتهام القوات الروسية

العربية.نت، وكالات... دخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اليوم الأربعاء، يومها الـ77، فيما يواصل الجيش الروسي تدمير المواقع العسكرية الأوكرانية وتحرير مدن وبلدات دونباس من قوات كييف. وفي آخر التطورات الميدانية، حققت القوات الأوكرانية مكاسب ضد نظيرتها الروسية، بحسب بياناتها العسكرية، حيث تؤكد كييف استعادة أربع قرى في خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط 9 طائرات مسيرة أوكرانية وتدمير عشرات الأهداف العسكرية خلال يوم. وأشارت القوات الأوكرانية إلى وجود محاولات من قبل القوات الروسية لتطويقها في دونباس شرق أوكرانيا، مستخدمة مدينة إيزيوم بالقرب من خاركيف، في الشمال الشرقي، قاعدة انطلاق لها. واتهمت القوات المسلحة الأوكرانية روسيا باستهداف ميناء أوديسا ومناطقِها بالصواريخ والمدفعية، فيما كشفت هيئة الأركان الأوكرانية عن مؤشرات تدل على استعداد روسيا لشن عمليات هجومية بمناطق في دونباس وأخرى محيطة، بهدف إطالة أمد الحرب. المخابرات الأميركية كانت حذرت من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعد لحرب طويلة في أوكرانيا، وأن أي انتصار روسي في منطقة دونباس، شرقي الأراضي الأوكرانية، ربما لن ينهي الهجوم العسكري الروسي. روسيا، من جهتها، كثفت أيضا قصفها المدفعي وغاراتها الجوية على مصنع آزوفستال في مدينة ماريوبول المدمرة. وتزامنا، أعلن مركز الدفاع الروسي عن إطلاق قوات كييف النار على 6 مركبات مدنية كانت ترفع الرايات البيضاء في مقاطعة خاركوف شرق أوكرانيا، وتصوير هذه الجريمة لاتهام القوات الروسية. وقال رئيس مركز مراقبة الدفاع الوطني الروسي ميخائيل ميزينتسيف: "وفقا للمعلومات الموثوقة المتاحة ارتكب نظام كييف عملا دمويا جديدا في مقاطعة خاركوف وفقا لسيناريو بوتشا. ففي جزء من الطريق بين منطقتي ستاري سالتوف ونوفي سالتوف، أطلقت القوات الأوكرانية النار على ست مركبات مدنية ترفع الرايات البيضاء". وأضاف: "قام متخصصون من مركز المعلومات والعمليات النفسية الأوكرانية بالتقاط الصور وتسجيل الفيديو لهذه الجريمة"، مشيراً إلى أنه من المقرر توزيع هذه المواد وغيرها من المواد التي يلفقها نظام كييف حول "الفظائع الروسية" عبر سائل الإعلام الغربية والأوكرانية، والإنترنت. على الجانب الآخر تراقب الدول الغربية ما تعتبره انتهاكات روسية في أوكرانيا ويتعهد بمحاسبة الجناة ووفقا لرئيسة بعثة الأممية فهناك توثيق لعمليات القتل غير المبررة في مناطق كانت تحت سيطرة القوات الروسية. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت بالأمس إسقاط 30 مسيّرة أوكرانية "بيرقدار" خلال عملية جديدة فاشلة من قوات نظام كييف لاستعادة جزيرة زمييني الاستراتيجية قبالة أوديسا، وأن "حصيلة جثث النازيين بلغت 30". هذا وأعلن رئيس بلدية كييف عودة حوالي ثلثي السكان الذين اضطروا لمغادرة العاصمة بسبب العمليات العسكرية الروسية والقصف الذي شهدته مناطقُهم. وكان رئيس بلدية كييف افاد في 10 مارس بعد أسبوعين على بداية العملية العسكرية الروسية لأوكرانيا، أن نصف سكّان كييف فرّوا منها ولم يبق سوى "أقلّ من مليوني شخص بقليل". ونزح أكثر من ثمانية ملايين شخص حتى 3 مايو داخل أوكرانيا خلال أكثر من شهرين، حسبما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة الثلاثاء.

إعادة تعمير أوكرانيا.. من يدفع الثمن الباهظ؟

الحرة / ترجمات – واشنطن.. مع قرابة ثلاثة شهور على الحرب الروسية على أوكرانيا، عانت المدن الأوكرانية من تهالك البنى التحتية ومنشآتها المدنية الأساسية، فيما يلف مصير مجهول الفترة التي تلي الدمار الذي قد تخلّفه موسكو وسط انعدام مؤشرات على نهاية قريبة للصراع الذي بدأه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. ويشير تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" إلى أن مرحلة إعادة تعمير أوكرانيا ستعتمد على مدى تقاربها مع الاتحاد الأوروبي، واستهداف بؤر الفساد في الدولة. فالقصف الروسي العشوائي لم يستثن المستشفيات والمسارح والمدارس ومكاتب البريد، بالأخص في المناطق الواقعة شمال غربي كييف، والتي تحمل بصمات فشل روسيا في محاولة الاستيلاء على العاصمة، منذ بدء عمليتها على أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي. وتضرب الصحيفة مثالا بمنطقة بوروديانكا، التي شهدت الحد الأكبر من الدمار، وتشير إلى أنه رغم أن العاملين في البلدية تمكنوا من إزالة معظم الأنقاض من المباني المدمرة، إلا أنه لا يمكن إخفاء الدمار الذي حل بالمدينة ومبانيها الخدماتية الأساسية. وفي قائمة يرجع إليها نائب المحافظ، جيورجي يركو، يظهر 397 مبنى، من بينها 9 مبان سكنية عالية، و17 ألف متر مربع من الزجاج المتناثر، وعند سؤاله فيما لو كان بإمكانه وضع ثمن للخسائر الفادحة، يهز برأسه نفيا، ولدى سؤاله حول من يجب أن يدفع ثمن الإصلاح، يجيب: روسيا، وفقا للصحيفة، مضيفا "يجب على الطرف المخرّب أن يكون الطرف الذي يدفع" الثمن. ورغم استمرار الحرب ومواصلة الدمار، بدأت دول الغرب التي تدعم أوكرانيا بوضع خطة لمساعدة البلاد في إعادة التعمير، في خطوة قد يشهدها العالم لأول مرة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. ويحذر المسؤولون في هذه الدول من أن خطة إعادة التعمير ستكون مكلفة ومعقدة، بحيث لن يتوجب فقط بناء المباني الحكومية والسكنية، بل أيضا إعادة إنشاء القطاع الخاص وتأسيس الاقتصاد المتهالك منذ 8 سنوات من الصراع، الذي تمثل بالاستيلاء على إقليم القرم وقتال الانفصاليين الموالين لموسكو شرقي البلاد.

التأسيس من الصفر

وتؤكد الصحيفة أن مصير عملية إعادة التعمير بعد انتهاء الحرب سيقتصر على تساؤلات "مصيرية" حول أوكرانيا، والتي أكسبتها الحرب أهمية أساسية، هل يمكن للدولة أن تخلّص نفسها من الفساد ونظام الحكم النخبوي؟ وهل يمكن لأوكرانيا إنشاء علاقة ثابتة ووثيقة مع الاتحاد الأوروبي قد تفضي بها إلى اكتساب عضويته؟ وهل تدفع روسيا ثمن الدمار الذي أحلّته في حربها؟ ....... تنقسم آراء المسؤولين الأوروبيين حول ما إن كان يتوجب مناقشة عمليات إعادة التعمير رغم استمرار الحرب وعدم احتمال نهايتها في القريب العاجل، لكن الصحيفة تشدد على أنهم يتفقون على أن إساءة تنفيذ خطة إعادة التعمير من شأنها أن تخلّف آثارا جسيمة على أوكرانيا، وأمن أوروبا بأسرها. وتحذر الخبيرة الاقتصادية في البنك الأوروبي للتنمية وإعادة التعمير، ​​بايتا جافاروسيك، من ذلك قائلة: "هناك الإقبال الهائل من المجتمع الدولي والقطاع الخاص في إعادة تعمير أوكرانيا، لكن دوام هذا الحماس سيعتمد على حجم المال المنفق أيضا". وتضيف أن "الوضع الذي يمثل التحدي الأكبر يكمن في إعادة بناء الإطار المؤسساتي: أوكرانيا لم تكن تملك نموذجا فيما يخص بيئة الأعمال أو المؤسسات ذات الجودة العالية قبل الحرب". وفي كل الأحوال، تكمن أولوية حلفاء أوكرانيا في الوقت الحالي بتوفير الأسلحة والمساعدات الإنسانية والسيولة التي تحتاج إليها البلاد لسد الثغرة الاقتصادية، التي تقدر بحوالي 5 مليار دولار شهريا، وفقا لـ "فايننشال تايمز". ويقول الباحث في مركز "التطوير الدولي" في واشنطن، سكوت موريس إن "أي جهود متبقية لإعادة تعمير اقتصاد الدولة، بالإضافة إلى البنى التحتية، سيكون متاحا فقط إن كانت هناك بيئة 'استقرار بحكم الواقع أو بحكم القانون'". ورغم ذلك، تعمل الحكومة الأوكرانية على إعادة تعمير المناطق التي توقف فيها القتال، وبدأ خبراء الاقتصاد في البلاد بإحصاء حجم الخسائر التي أحلت بها، وذكرت الصحيفة أن ناتاليا شابوفال، الخبيرة في "كلية كييف لعلوم الاقتصاد"، بدأت بتصنيف الخسائر في قاعدة بيانات لتجمع المعلومات من المصادر الحكومية والبيانات الرسمية. وتقدر الكلية حجم الأضرار المباشرة من الحرب الأوكرانية بحوالي 92 مليار دولار، أما حسابات التنمية والاستثمار وتأسيس القواعد الاقتصادية فتقدّر ما بين 500 مليار إلى 600 مليار. وتؤكد شابوفال أهمية البدء بإعادة التعمير مباشرة، وإلا فإن تأجيلها سيزيد من العبء المالي على الدول المانحة في المدى الطويل.

"حصة الأسد" من نصيب أوروبا

الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنسكي، أكد بنفسه أهمية البدء مباشرة في إعادة تعمير بلاده، مطالبا بالحصول على نسخة "محدّثة" من خطط مارشال، التي استخدمت لإعادة تعمير أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية، ومضيفا أنها يجب أن تشكل "التكنولوجيا وخبراء وفرصا للتنمية". كما دعا الأوكراني إلى الإسراع في ضم بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، مطالبا بمنحها الأولوية بسبب الحرب. وتثير هذه النقطة جدلا بين الأوساط الأوروبية، فهناك من ينتقد ضم دولة في حالة حرب، كما أن هناك دولا أخرى قدمت بطلبات للعضوية ولا تزال تنتظر دورها. ومع أن العديد من المسؤولين في بروكسل موقنون أن أوروبا ستدفع "حصة الأسد" من مصاريف إعادة التعمير، إلا أنهم يعتبرونها فرصة لوضع التشريعات وإجراء التعديلات لتأسيس أوكرانيا في مرحلة بعد الحرب تحضيرا لضمها إلى الاتحاد الأوروبي. ويأمل الاتحاد الأوروبي أن يتمكن من جذب المستثمرين وتقوية الدولة عقب الحرب.

فرصة تنبثق من الحرب

تشير "فايننشال تايمز" إلى أن من أبرز العوائق التي سيتوجب على أوكرانيا تجاوزها هو الفساد المتأصل بمؤسساتها، للحرص على عدم سرقة أموال المستثمرين والمتبرعين وبناء أساس أكثر متانة للدولة وعلى المدى الطويل. ويقول وزير المالية الأوكراني، سيرغي مارتشينكو، إن الأولويات الفورية تتمثل في تصليح الجسور والنوافذ وإعادة خدمات الكهرباء والمياه للمدن المتضررة ، لكنه أكد أيضا أنها تعد "فرصة" لإعادة النظر في الخيارات الاقتصادية للدولة وأهمية الإصلاحات المطلوبة بالأخص قوانين مكافحة الفساد والإعلاء من أهمية حكم القانون. لكن بروفيسور علم الاقتصاد في جامعة بيركلي، يوري غورودنيتشيكو، يحذر من أن أوكرانيا كانت قد فشلت في الإيفاء بتعهداتها للحصول على دعم مالي من المجتمع الدولي. إذ خلص تقرير صدر عن "المحكمة الأوروبية لمراجعة الحسابات" في سبتمبر الماضي، إلى أنه على الرغم من الجهود المتكررة التي يبذلها الاتحاد الأوروبي لتحسين سيادة القانون هناك ، فإن "الفساد الكبير والاستيلاء على (أموال) الدولة منتشران في أوكرانيا: بالإضافة إلى إعاقة المنافسة والنمو، فإنهما يضران أيضا بالعملية الديمقراطية". ويضيف البروفيسور الأوكراني "آمل أن تكون هذه التجربة مختلفة .. لكن في الواقع مؤسساتنا ضعيفة للغاية، لهذا نحتاج إلى مناورة خارجية"، مثل احتمال الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

أسبوع حاسم لفنلندا والسويد بانتظار قرارهما بشأن الانضمام لـ {الناتو}

هلسنكي واستوكهولم أجرتا محادثات مع دول الحلف... ووقّعتا اتفاق دفاع مشترك مع لندن

استوكهولم: «الشرق الأوسط»... تعلن فنلندا والسويد هذا الأسبوع ما إذا كانتا ستقدّمان ترشيحيهما للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) على خلفية الحرب الأوكرانية، في خطوة قد تمثل تحوّلًا كبيرًا في سياسات عدم الانحياز التي انتهجها البلدان على مدى عقود، فيما أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ونظيرته السويدية ماغدالينا أندرسون الأربعاء إبرام اتفاق دفاع وحماية متبادلة في حال وقوع عدوان، قبل قرار السويد بشأن الانضمام لعضوية الناتو. ومن شأن أي توسيع للناتو أن يثير حفيظة موسكو، التي قاومت تاريخيا أي توسّع للحلف باتّجاه الشرق وأدانت بشدة أي مؤشرات إلى احتمال انضمام أوكرانيا إليه. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، متحدثا إلى معهد الدراسات السياسية في باريس، إن الحرب مع روسيا كان من الممكن منعها إذا سبق ذلك انضمام بلاده للحلف. وفي حديث لطلاب عبر دائرة فيديو، قال زيلينسكي «لو كانت أوكرانيا جزءا من حلف الأطلسي قبل الحرب، لما اندلعت الحرب». وكرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا قوله إن خطر حصول أوكرانيا على عضوية الحلف كان سببا للحرب. لكن تحذيرات موسكو المتزايدة من التداعيات «السياسية والعسكرية» دفعت السويد وفنلندا للإصرار أكثر على العضوية. وفي حال قرر البلدان بالفعل الانضمام إلى الناتو، فستمثّل الخطوة ردا مباشرا على موسكو. وسيصبح الحلف بذلك مباشرة على أبواب روسيا. وستضاعف عضوية فنلندا طول الحدود البرية للناتو مع روسيا إلى حوالى 2600 كلم. وبعد أسابيع من الاجتماعات السياسية المكثّفة سواء في الداخل أو الخارج، تدل جميع المؤشرات حاليا على أن هذه الخطوة ستتم قبل نهاية الأسبوع. وخشية إثارة غضب موسكو التي تعارض أي توسع للناتو، يسعى البلدان الإسكندنافيان إلى الحصول على ضمانات أمنية من أعضاء الحلف بتقديم الحماية لهما، خلال الفترة الانتقالية بين تقديم الطلب والحصول على العضوية الكاملة. أجرت هلسنكي واستوكهولم بالفعل محادثات مع دول أعضاء كبرى في الناتو من بينها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا. لكن الاتفاق الموقع مع بريطانيا هو الأول من نوعه الذي كشف عنه علنا. وقال رئيس الحكومة البريطانية خلال مؤتمر صحافي مشترك في السويد: «إذا تعرضت السويد للهجوم وتطلعت إلينا للحصول على الدعم فسنقدمه لها». وأوردت أندرسون أن «الإعلان السياسي حول السيادة» ينص على أنه «إذا تعرضت أي من الدولتين لكارثة أو هجوم، فإن المملكة المتحدة والسويد ستقدمان المساعدة الواحدة إلى الاخرى بوسائل عدة... وقد تتضمن إمكانات عسكرية». ومن المتوقع أن يوقع جونسون اتفاقا مماثلا في هلسنكي. وقال الباحث لدى «المعهد الفنلندي للشؤون الدولية» تشارلي سالونيوس - باستيرناك لفرانس برس «من المؤكد مائة في المائة أن فنلندا ستتقدم بالطلب، ويرجّح إلى حد كبير بأن تصبح عضوا بحلول نهاية العام». وأحدثت الحرب الأوكرانية في 24 فبراير تحوّلا سريعا في الرأي العام في كل من فنلندا والسويد لصالح الانضمام إلى الناتو، وهو أمر لم يكن يحظى بكثير من التأييد في الماضي. وأظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة «يلي» الفنلندية للبث الاثنين أن نسبة قياسية من الفنلنديين (76 في المائة) باتت تؤيد الانضمام إلى الحلف، مقارنة بما بين 20 و30 في المائة في السنوات الأخيرة. كما حدث تحوّل في الرأي العام في السويد، وإن كان بمستويات أقل، إذ بات حوالى نصف السويديين يؤيّدون الانضمام. وقالت الخبيرة بشأن الدفاع في الدول الإسكندنافية لدى «معهد المشاريع الأميركي» إليزابيث براو لفرانس برس إنها تعتقد بأن البلدين «سيقدّمان الطلب في الوقت ذاته» وإن كانت استوكهولم تبدو أكثر ترددا من هلسنكي. ولفتت براو إلى أن «الاشتراكيين الديموقراطيين في السويد لطالما قالوا سنفكر في الأمر عندما تنضم فنلندا... لأنهم اعتقدوا أن فنلندا لن تنضم قط». وقالت براو «من منظور المخاطر، يعد التوقيت مثاليا... روسيا منشغلة في مكان آخر، سيكون من الصعب جدا عليها الرد عسكريا». في فنلندا، يتوقع أن يعلن الرئيس ساولي نينيستو رأيه «الشخصي» في مسألة الانضمام إلى الناتو اليوم الخميس، بينما يتوقع أن يعلن الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي تنتمي إليه رئيسة الوزراء سانا مارين قراره بحلول يوم السبت كأقصى حد. وذكرت صحيفة «إلتاليهتي» الفنلندية بأن لجنة تضم الرئيس ورئيسة الوزراء وأربعة وزراء ستلتئم الأحد لاتّخاذ القرار النهائي في هذا الصدد. وتم الأسبوع الماضي استدعاء قوات الحرس الوطني لتدريب خاص مدته شهر على جزيرة غوتلاند السويدية ذات الموقع الاستراتيجي في بحر البلطيق. ويتزامن التدريب مع مناورات عسكرية سنوية تنظّم في أنحاء فنلندا والسويد الأسبوع المقبل. وتتمتّع فنلندا بقوة عسكرية ملفتة على اعتبار أنها دولة تعد 5.5 ملايين نسمة فقط، إذ تملك جيشا احترافيا يبلغ عدد جنوده 12 ألفا فضلا عن 21 ألف مجنّد إضافي كل عام وقوة لأوقات الحرب مكوّنة من 280 ألف جندي، إضافة إلى مدفعية قوية وحوالى 60 طائرة حربية. وبينما شهدت الفترة التي أعقبت حقبة الحرب الباردة خفضا كبيرا في الإنفاق الدفاعي، تحظى السويد أيضا بجيش حديث متوافق بالفعل مع معايير الناتو، إلى جانب قطاعها المتطور لصناعة الأسلحة. وإبان الحرب الباردة، بقيت فنلندا محايدة مقابل ضمانات تلقتها من موسكو بأنها لن تغزوها. بدورها، حافظت السويد على مدى زمن طويل على سياسة قائمة على الحياد خلال النزاعات، في نهج يعود إلى حقبة الحروب النابليونية. وبينما اختار البلدان حتى الآن البقاء خارج حلف الناتو، فإنهما تقاربتا تدريجيا معه على مدى السنوات وشاركتا ببرنامجه «الشراكة من أجل السلام» وبعثات حفظ السلام التي يقودها. وقالت براو «إنه تحوّل هائل في الرأي العام والقرار السياسي. لكن عسكريا، لن يكون تحولا لأنهما (السويد وفنلندا) بكل بساطة مرتبطتان بشكل وثيق بالناتو». وأضافت أن الدولتين ستنتقلان من «المساكنة إلى الزواج من الناتو». قال وزير الدفاع السويدي بيتر هولتكفيست لإذاعة السويد الثلاثاء إن القدرات الدفاعية لمنطقة الشمال الأوروبي ستتعزز في حالة انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، بما يسمح بالتخطيط الدفاعي المشترك في إطار الحلف. وأضاف هولتكفيست، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم، «(لو انضمت السويد وفنلندا إلى الحلف) فسيكون هناك تأثير على استخدامنا لقوى ومزايا بعضنا البعض ونكمل بعضنا البعض بشكل كامل وننفذ أيضا تخطيط العمليات». وسيقرر الحزب الاشتراكي الديمقراطي يوم 15 مايو (أيار) ما إذا كان سيتخلى عن معارضته المستمرة منذ عقود للانضمام لعضوية الحلف، وهي خطوة ستؤدي بالتأكيد إلى طلب السويد الانضمام إلى الحلف المؤلف من 30 دولة.

- مراحل الانضمام من «المساكنة إلى الزواج من الناتو»

عندما تقرران الانضمام، تبلّغ حكومتا هلسنكي واستوكهولم الناتو رسميا بالأمر عبر رسالة مكتوبة. يناقش أعضاء الحلف الحاليون البالغ عددهم 30 الطلبين خلال اجتماع على «مجلس شمال الأطلسي»، هيئة اتّخاذ القرارات الرئيسية التابعة للناتو. ويشارك في الاجتماع عادة السفراء الدائمون في مقر الحلف في بروكسل، لكن قد تنضم إليه شخصيات رفيعة كوزراء خارجية. ويقرر الحلفاء خلال الاجتماع إن كانوا يرغبون بالمضي قدما إلى المرحلة التالية وعقد محادثات مع الدولتين الطامحتين للعضوية. وتهدف محادثات الانضمام التي يطلق عليها بشكل غير رسمي «وعود الزواج»، للتأكد من موافقة الدولتين على الالتزامات التي يمليها الانضمام إلى الناتو. يشمل ذلك التزام الدفاع الجماعي المشترك والتوافق على مشاركة التكاليف بناء على حجم اقتصاد كل دولة. ويتم التحضير مسبقا للمحادثات التي تنعقد في بروكسل بشكل مكثف ولا تدوم عادة أكثر من يوم واحد. وفي حالتي فنلندا والسويد، لا يتوقع أن تظهر أي عراقيل نظرا إلى أن الدولتين ديموقراطيتان في الاتحاد الأوروبي تعاونتا ونظّمتا تدريبات مشتركة مع قوات الناتو على مدى سنوات. وإذا وافقت الدولة التي تتقدّم بطلب العضوية على جميع الالتزامات التي يطالب بها الناتو، يتعيّن على وزير خارجيتها الإقرار بالأمر خطيا. ويعدّ الحلف تقريرا يرفعه إلى دوله الثلاثين الأعضاء ليقرروا إن كانوا سيوقّعون على «بروتوكول الانضمام». ووفق تقديرات مسؤول في الناتو، قد لا يستغرق استكمال هذا الجزء الأول من العملية من بدايته وحتى نهايته أكثر من «بضعة أسابيع». وتحتاج الموافقة النهائية إلى اجتماع آخر لـ«مجلس شمال الأطلسي» قد ينعقد خلال قمة الناتو في مدريد أواخر يونيو (حزيران). يتوقع أن تستغرق المرحلة التالية وقتا أطول مع انتقال العملية إلى العواصم الوطنية للدول الثلاثين المنضوية في الحلف ليصادق النواب لديها على القرار. وتختلف هذه العملية من دول لأخرى. في الولايات المتحدة، يحتاج القانون إلى غالبية ثلثين لتمريره في مجلس الشيوخ، بينما لا حاجة لتصويت برلماني رسمي في بريطانيا. وقال مسؤول في الناتو إن هناك «مؤشرات قوية» من قبل جميع الأعضاء بأنهم يدعمون ترشيحي هلسنكي واستوكهولم ويستبعد أن تكون هناك أي مفاجآت من المشرّعين. وتستغرق عملية المصادقة هذه عادة ما بين ثمانية أشهر إلى سنة. بالنسبة لجمهورية مقدونيا الشمالية، آخر دولة تنضم إلى الناتو، استغرقت عملية المصادقة قرابة عام قبل أن تنضم إلى الحلف في 2020. وقد تسعى الدول الأعضاء إلى تسريع الموافقات البرلمانية بالنسبة لفنلندا والسويد نظرا إلى التوتر الدولي المرتبط بالقضية. وفور استكمال المصادقة التشريعية من قبل جميع أعضاء الناتو تتم دعوة الدولتين المرشحتين للانضمام إلى المعاهدة التأسيسية للناتو. ويتعيّن عليهما تسليم الوثائق الرسمية إلى الخارجية الأميركية، حيث تودع المعاهدة، لتنتقلا بعد ذلك إلى العضوية الكاملة. ويعد مصدر القلق الرئيسي بالنسبة لفنلندا والسويد الضمانات الأمنية التي ستحظيان بها خلال فترة الانتظار، إذ إن بند الناتو الخامس بشأن الدفاع المتبادل لا يُطّبق إلا بعد المصادقة الكاملة. وحذّرت موسكو الدولتين من مساعي الانضمام إلى الحلف وتسري مخاوف من إمكانية استغلال الكرملين فترة الانتظار. لكن أمين عام الحلف شدد على أنه «واثق من أننا سنتمكن من إيجاد ترتيبات» تساعد في حماية البلدين. وقدّمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفق تقارير تطمينات للبلدين بشأن فترة الانتظار واستفاد البلدان بالفعل من بند المساعدة المتبادلة ضمن الاتحاد الأوروبي.

«جبهة الطاقة» لا تزال «كعب أخيل» الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية ضد روسيا

كييف تقفل محطة الغاز في سوجرانوفكا التي يمرّ عبرها ثلث الغاز الروسي إلى أوروبا

الشرق الاوسط... بروكسل: شوقي الريّس... عادت المفاوضات بين الشركاء الأوروبيين حول الحزمة السادسة من العقوبات ضد روسيا إلى نقطة البداية، بعد أن رفضت المجر أمس الطرح الأخير الذي كانت قد قدّمته المفوضية الأوروبية والذي كانت قد أوحت التصريحات التي صدرت عن المسؤولين المجريين نهاية الأسبوع الفائت بأن بودابست توافق على الاقتراح المعدّل الذي يعطيها فترة انتقالية حتى عام 2025 لتنفيذ العقوبات وتعويضات مالية تصل إلى ملياري يورو. وصرّح أمس وزير الخارجية المجري بيتر زيغارتو، بأن اقتراح المفوضية بصيغته الراهنة «يدمّر الاقتصاد المجري ولا يتضمّن حلولاً، للأضرار الهائلة التي تنشأ عن الحظر الشامل على صادرات الطاقة الروسية»، مضيفاً: «إن الحل الوحيد الممكن في الوقت الراهن هو أن يقتصر الحظر على الشحنات الواردة عن طريق البحر من غير أن يشمل تدفق المحروقات الروسية عبر الأنابيب البرّية». ويتزامن هذا الموقف المجري الذي فاجأ المفاوضين في بروكسل وأثار امتعاضاً شديداً في أوساط المفوضية، مع إعلان كييف أمس (الأربعاء)، عن قرار إقفال محطة الغاز في سوجرانوفكا التي يمرّ عبرها ثلث الغاز الروسي إلى أوروبا. وقال ناطق بلسان الشركة الأوكرانية التي تدير هذه المحطة التي تقع في منطقة دونباس التي تسيطر عليها القوات الروسية: «إن الوضع الأمني لا يسمح بتشغيلها الآمن في الظروف الراهنة». ويذكر أن 32.6 مليار متر مكعّب من الغاز من الغاز الروسي المسيّل تمرّ يومياً عبر هذه المحطة من أصل 100 مليار تصل إلى أوروبا كل يوم من روسيا. وفيما أعربت أوساط المفوضية الأوروبية عن خشيتها من أن يشكّل هذا القرار ضربة جديدة إلى أسواق الغاز الذي ارتفعت أسعاره بعد قرار موسكو وقف الإمدادات إلى بولندا وبلغاريا، أفاد ناطق بلسان الحكومة البلغارية بأن بلاده ستبدأ بتسلم كميات كافية من الغاز الأميركي المسيّل اعتباراً من الشهر المقبل، بموجب اتفاق تمّ أمس في واشنطن بين رئيس الوزراء البلغاري كيريل بيتكوف ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هارّيس في واشنطن. وتأتي هذه التطورات على «جبهة الطاقة» التي تشكّل كعب أخيل في المواقف الأوروبية من الاجتياح الروسي لأوكرانيا في الوقت الذي تحاول بعض البلدان الكبرى في الاتحاد، مثل ألمانيا وفرنسا، التمايز عن الموقف الأميركي الذي بدأ الأوروبيون يشعرون بأن الانجرار وراءه من شأنه أن يُحدث اهتزازات سياسية واجتماعية بدأت بوادرها تثير قلقاً في عواصم الاتحاد. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد دعا في خطابه أمام البرلمان الأوروبي يوم الاثنين الماضي خلال اختتام أعمال مؤتمر «مستقبل أوروبا»، إلى الاستعداد للسلام الذي يجب أ ا يكون على حساب إذلال روسيا، فيما كان المستشار الألماني أولاف شولتس يقول في تصريحات صحافية «لن أنفّذ كل ما يُطلب منّي»، مدافعاً عن موقفه من الانتقادات المباشرة الموجهة إليه من أوكرانيا وبعض الحلفاء الأوروبيين مثل بولندا، لعدم تجاوبه مع طلبات تزويد القوات المسلحة الأوكرانية بأسلحة ثقيلة. إلى جانب ذلك يراقب المسؤولون في الاتحاد تنامي المشاعر الأوروبية ضد الذهاب بعيداً في تزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة الثقيلة والهجومية، وفي استهداف روسيا بالمزيد من العقوبات التي تنذر تداعياتها بانكماش اقتصادي وأزمات اجتماعية في بلدان الاتحاد. وفيما تحاول بعض العواصم الأوروبية التجاوب مع هذه المشاعر المتنامية على الصعيد الداخلي، تكثّف واشنطن مساعيها للحفاظ على وحدة الصف الأوروبي، على الأقل في ملفّ العقوبات على موسكو، مدركةً أن إفشال المخطط الروسي يتوقف عليها بنسبة كبيرة. وكان مصدر سياسي أوروبي رفيع قد علّق على المحادثات التي يجريها رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي في واشنطن بقوله: «إن إدارة بايدن تعوّل على إيطاليا لاحتواء التردد الألماني والهروب الفرنسي إلى الأمام» في المواجهة مع موسكو، وإنها مستعدّة لتقديم كل الإغراءات اللازمة لكي تلعب روما هذا الدور داخل الاتحاد الأوروبي. لكن يقول المصدر إن دراغي ليس طليق اليدين على الصعيد الداخلي، لا سيّما أن طرفين أساسيين في الائتلاف الحكومي الذي يرأسه: حركة النجوم الخمس وحزب الرابطة، يعارضان الاستمرار في تزويد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة وفرض المزيد من العقوبات التي ترتدّ عواقبها على الاقتصاد الإيطالي. كما يستبعد المصدر المذكور أن يفرّط دراغي بالعلاقة التي تربطه بالرئيس الفرنسي والمستشار الألماني اللذين يشكلان إلى جانبه الترويكا التي من المفترض أن تكون قاطرة الإصلاحات والتعديلات في المعاهدات الأوروبية التي تتيح للاتحاد التكيّف مع الواقع الجديد. ومن الملفات الأخرى التي تثير قلقاً متزايداً في الأوساط الأوروبية، أزمة اللاجئين الأوكرانيين الذين زاد عددهم على خمسة ملايين ويرجح أن يصل إلى عشرة ملايين إذا استمرت الحرب حتى نهاية السنة الجارية، والأزمة الغذائية المحدقة بمنطقتي شمال أفريقيا والشرق الأوسط المجاورتين لأوروبا. ويسعى الأطراف الأوروبيون المؤيدون لخط احتواء التصعيد في المواجهة مع موسكو، إلى إقناع واشنطن وكييف بأن يكون الهدف الأخير من هذه المواجهة «الفشل الاستراتيجي» لموسكو، وفتح كل المسارات الحوارية الممكنة لإنهاء الأزمة بالسبل الدبلوماسية. وكان المراقبون الأوروبيون قد لمسوا تجاوباً من واشنطن مع التصريحات التي أدلى بها دراغي خلال لقائه مع بايدن وقال فيها إن الأوروبيين المصرّين على وحدتهم في مواجهة العدوان الروسي يريدون أيضاً العمل على إنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن. وكانت الناطقة بلسان البيت الأبيض قد علّقت على تصريحات دراغي بقولها: «نتفق مع إيطاليا بأن الأزمة لا يمكن أن تُحلّ إلا بالعملية الدبلوماسية، لكن حتى الآن لم نرَ أي مـؤشرات من موسكو على أنها مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات ومواصلة العملية».

مصانع الصلب الأوكرانية حصون تتيح «فرصة للبقاء على قيد الحياة»

مصنع زابوريجيا ثالث أكبر مصنع للحديد والصلب في أوكرانيا الذي يضمّ 16 قبواً وتتضمن القاعة الطويلة والمُضاءة صفوفاً من المقاعد الخشبية وتصل سعتها إلى 600 شخص وتتكدّس كميات من المياه ومؤن الطعام وتنتشر مراحيض ومواقد على الحطب (أ.ف.ب)

زابوريجيا (أوكرانيا): «الشرق الأوسط»... يُظهر مصنع زابوريجيا الذي يشبه مصنع آزوفستال آخر معقل للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية، كيف أن هذه المواقع التي يعود تاريخها إلى الحقبة الستالينية صُممت بهدف استباق تعرض الاتحاد السوفياتي للغزو. وشُيّدت الأقبية السفلية في مصنعَي آزوفستال وزابوريجستال في مطلع ثلاثينات القرن الماضي، وهي فترة كان العالم يتعافى خلالها من الحرب رغم أنه كان متّجهاً نحو حرب أخرى، والغاية منها إيواء آلاف العمّال. ولم تسيطر القوات الروسية على مصنع الصلب هذا الواقع في زابوريجيا في جنوب البلاد. لكن المصنع أُرغم على تعليق أنشطته بعدما اقترب منه خطّ الجبهة بشكل خطير. ويقول رئيس قسم التواصل في مصنع زابوريجستال ألكسندر لوتينكوف «لا قدر الله أن نجد أنفسنا في موقف مثل زملائنا في آزوفستال، عمّال تعدين مثلنا، انتهى بهم الأمر في البقاء لوقت طويل (في الملجأ)... لا أتمنى ذلك لأحد». وتعود ملكية المصنعين إلى شركة ميتينفست هولدينغ، التي يملك غالبية أسهمها الرجل الأكثر ثراءً في أوكرانيا رينات أخميتوف. ويضمّ مصنع زابوريجستال 16 قبواً. يقع ذلك الذي زارته وكالة الصحافة الفرنسية على عمق عشرة أمتار تقريباً، وبابه مضاد للانفجارات يبلغ سمكه عشرة سنتمترات. تتضمن القاعة الطويلة والمُضاءة صفوفاً من المقاعد الخشبية وتصل سعتها إلى 600 شخص. في قبو تبلغ مساحته أمتاراً عدة تحت الأرض، تتكدّس كميات من المياه ومؤن الطعام وتنتشر مراحيض ومواقد على الحطب، في مشهد يدلّ على أن الحرب شكّلت عنصراً أساسياً في تفكير السوفيات عندما بنوا مصنع الصلب الأوكراني هذا. يؤكد إيهور بوهلاييف (20 عاماً) وهو موظف في زابوريجستال، «يمكننا أن نبقى في الملاجئ لوقت طويل». ويضيف فيما بدت خلفه شرارات تتصاعد من عملية تذويب معادن: «أعتقد أن ذلك سيعطينا فرصة للبقاء على قيد الحياة». تسمح خزانات مياه بغسل المراحيض في حين تتكدّس في قاعة تخزين أغذية لحالات الطوارئ وعبوات مياه، وكذلك أكوام حطب للتدفئة بحجم برميل نفط، يصل ارتفاع كل منها حتى الصدر. أوت الأقبية تحت مصنع آزوفستال مئات المدنيين بينهم عدد كبير غادر الموقع خلال عملية إجلاء دولية، ولا تزال تشكل ملجأ للقوات التي تقاوم القوات الروسية الساعية لبسط سيطرتها الكاملة على مدينة ماريوبول الاستراتيجية. تبلغ مساحة مصنع زابوريجستال 5.5 كلم ما يوازي نصف مساحة آزوفستال. ورغم ذلك، لا يزال ضخماً والطريقة الوحيدة للتنقل بشكل فعّال بين وحداته هي باستخدام سيارة. إضافة إلى حجم الموقع الهائل، فإن عدد الأماكن التي يمكن الاحتماء فيها بين المباني والأنفاق تحت المصنع، مذهلٌ، كما أن هناك نقاط مراقبة من أعلى المباني. لكن الحرب مرّت من هنا، حتى لو أن زابوريجستال لم يكن مصيره مثل مصير آزوفستال، إلا أن الأعمال فيه توقفت. وقد استؤنفت منذ مطلع أبريل (نيسان) في الوقت الذي انسحبت فيه القوات الروسية من محيط كييف، في مواجهة مقاومة أوكرانية شرسة. صدر نبأ سار آخر هذا الأسبوع وهو إعلان واشنطن إلغاء الرسوم الجمركية على الصلب الأوكراني، لكن الوضع لا يزال صعباً. إذ إن أوكرانيا لا تمثل سوى 1 في المائة من واردات الصلب الأميركية، بحسب السلطات الأميركية، التي كانت تفرض رسوماً جمركية تصل نسبتها إلى 25 في المائة. وأصبحت الترتيبات اللوجيستية تحدياً كبيراً للمصدّرين الأوكرانيين، إذ إن مسارات النقل الاعتيادية دُمّرت جراء الحرب. يقول المدير العام للمصنع ألكسندر ميرونينكو لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا يمكننا منافسة المنتجين الآخرين، لأن نفقاتهم اللوجيستية أدنى. كي نتمكن من التصدير إلى الولايات المتحدة، سينبغي علينا الآن إرسال الإنتاج من زابوريجيا عبر بولندا». وتراجعت صادرات الصلب مقارنة لمستواها قبل الحرب وسيكون أساسياً بالنسبة للاقتصاد الأوكراني استعادة وتيرتها وسوقها للتعافي. ويضيف ميرونينكو: «كانت إحدى الصناعات التصديرية الرئيسية (...) نحو 50 في المائة من العائدات بالعملة الأجنبية ينتجها قطاعا الصلب والتعدين في أوكرانيا».



السابق

أخبار مصر وإفريقيا.. تصفية 23 تكفيرياً واستشهاد 5 عسكريين في معركة «ثأرية» للجيش شمال سيناء.. «لجان المقاومة» السودانية توقّع «ميثاق سلطة الشعب».. أميركا تتوعد مجدداً بفرض عقوبات ضد معرقلي الانتخابات الليبية..لافروف بالجزائر.. «النهضة» تدعو أنصارها للمشاركة في مظاهرات يوم الأحد..وهذا فحوى الزيارة..«اجتماع مراكش» يجدد الالتزام بالقضاء التام على «داعش»..

التالي

أخبار لبنان.. إدانة عميل لحزب الله في نيويوك بجرائم متعددة.. السنيورة يدعو لنصرة اللوائح السيادية..سفراء الخليج في دار الفتوى... ودريان: لن نسلّم لبنان لأعداء العروبة.. الراعي لا يريد «عون آخَر» في رئاسة الجمهورية.. بيروت «الانتخابية» عروسٌ لم تخْلع الأسود.. مصير بيروت بيد الصوت السنّي واحتمال خرق تاريخي ضد «حزب الله» جنوباً..السنيورة يحثّ على المشاركة الكثيفة... وأحمد الحريري يردّ..هل تفتح الانتخابات البرلمانية نافذة تغيير في لبنان؟.. أبرز مطالب صندوق النقد المطروحة أمام البرلمان القادم..ميقاتي يضع مواصفات لرئيس حكومة ما بعد الانتخابات..


أخبار متعلّقة

أخبار وتقارير.. الحرب على اوكرانيا.. مسؤول أميركي للحرة: الروس يجندون سوريين.. وجنود يتركون الرتل خارج كييف.. قتل 13.. قصف روسي يطال مخبزا غرب كييف..أمريكا: نقل الأسلحة إلى أوكرانيا قد يصبح أصعب في الأيام المقبلة..رئيس الوزراء الكندي: فرض عقوبات على 10 شخصيات روسية.. الرئيس الأوكراني للأوروبيين: إذا سقطنا ستسقطون أنتم أيضاً.. بلينكن: إذا حدث أي اعتداء على أراضي النيتو فنحن ملتزمون بالدفاع عنها..موسكو: سنسمح للأوكرانيين بالفرار إلينا.. وكييف: خطوة غير أخلاقية..

أخبار وتقارير..رداً على قديروف..الكرملين "بوتين مطلع على وضع خاركيف"..اتهامات لروسيا بشن "هجمات انتقامية"..لوبوان: هكذا خدعت أوكرانيا الجيش الروسي.. أول تعليق روسي على التقدم الأوكراني وكييف تعلن عن إنجاز جديد في الجنوب..مسؤول أميركي: قوات روسية تنسحب من خاركيف وتغادر أوكرانيا.. بوتين: تكتيكات الحرب الاقتصادية الغربية ضدّنا لم تنجح..واشنطن: رد إيران على المقترح الأوروبي بشأن الاتفاق النووي غير مشجع..«الاجتماعي الديمقراطي» يفوز بانتخابات السويد..اشتباكات حدودية بين أرمينيا وأذربيجان وسقوط قتلى..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,124,034

عدد الزوار: 6,754,805

المتواجدون الآن: 114