أخبار سوريا.. سجناء سابقون يرون لـ«الشرق الأوسط» مرارات التعذيب..«العفو الرئاسي» شمل معتقلين من درعا... وأهالٍ يبحثون عن أقاربهم في دمشق.. هل تستطيع الجامعة العربية جذب سوريا بعيدا عن إيران؟.. مصادر استخباراتية: روسيا هددت إسرائيل بوقف التنسيق العسكري في سوريا.. تحركات سرية لقادة المخابرات في تركيا وسوريا تمهيدا للتطبيع المستقبلي..

تاريخ الإضافة الجمعة 6 أيار 2022 - 5:45 ص    عدد الزيارات 1132    التعليقات 0    القسم عربية

        


بايدن يتعهد بالتفاوض مع «نظام الأسد» لإطلاق صحافي أميركي...

رغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن ودمشق...

الشرق الاوسط.... واشنطن: هبة القدسي... تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بالتواصل «مباشرة» مع «نظام الأسد»، لإيجاد حلول لإعادة الصحافي أوستن تايس المختطَف في سوريا عام 2012. وعقد بايدن اجتماعاً مع والدي تايس، مساء الاثنين الماضي، في البيت الأبيض، تعهد بعده بخلق تحركات إيجابية، والضغط من أجل إطلاق سراح تايس، وهو ما يعني التواصل بين واشنطن ودمشق اللتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية، بعد قطعها في أعقاب الحرب في سوريا عام 2012. وأثار ستيفن بورتنوي، رئيس جمعية مراسلي البيت الأبيض، قضية تايس، في خطابه بحفل العشاء السنوي الذي شارك فيه بايدن، مساء الأحد الماضي، وشاركت فيه والدة تايس، وفي اليوم التالي اتصل مسؤولون في البيت الأبيض بوالدي تايس لمقابلة الرئيس بايدن والمسؤولين في فريق الأمن القومي، لمناقشة قضية تايس. واستمر اللقاء الذي عقد في المكتب البيضاوي، مساء الاثنين، مدة 45 دقيقة، وعلق أحد المسؤولين في البيت الأبيض على اللقاء قائلاً إن الرئيس بايدن سيواصل كل السبل، بما في ذلك «المشاركة المباشرة» لتأمين عودة الرهائن الأميركيين والأشخاص المحتجزين ظلماً. وقال والدا تايس بعد الاجتماع إلى بايدن إنهما تلقيا كلمات مشجعة للغاية من الرئيس، وأشارا إلى أنهما يعتقدان أن اجتماعهما إلى بايدن يمكن أن يحدث تغييراً جذرياً حقيقياً. وأعطت جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، المزيد من التفاصيل، وأشارت إلى أن «بايدن كرر التزامه بمواصلة العمل من خلال جميع السبل المتاحة لتأمين عودة أوستن إلى أسرته التي طال انتظارها»، وأوضحت أن فريق الأمن القومي سيقوم باتصالات منتظمة مع عائلة تايس ومع عائلات الرهائن الآخرين. وكرر وزير الخارجية أنطوني بلينكن، يوم الثلاثاء، تعهد الإدارة الأميركية ببذل جميع الجهود لإطلاق سراح أوستن تايس، خلال تصريحاته بمناسبة «اليوم العالمي لحرية الصحافة»، وقال: «سنواصل السعي بكل السبل لإطلاق سراحه». وكانت أنباء نجاح عملية إعادة جندي مشاه البحرية الأميركي، تريفور ريد، نهاية الشهر الماضي، الذي كان معتقلاً في روسيا، قد أثارت كثيراً من التفاؤل بإمكانية أن تثمر جهود الإدارة الأميركية نجاحات مماثلة، خصوصاً أن عملية تبادل السجناء تمت في خضم توتر عالي المستوى بين واشنطن وموسكو. وكان التواصل بين الولايات المتحدة ونظام الأسد نادراً خلال سنوات إدارة الرئيس أوباما، ومن بعده الرئيس ترمب، خلال الحرب الأهلية السورية، خصوصاً مع تصريحات المسؤولين السوريين مراراً وتكراراً برفض التفاوض بشأن قضية أوستن تايس، سواء مع المسؤولين الأميركيين أو الوسطاء الآخرين. لكن مرور عشر سنوات على اعتقال تايس يفرض تحديات جديدة؛ فإذا كان إطلاق سراح تريفور ريد، المحتجز في روسيا منذ عامين، جاء نتيجة شهور من المفاوضات الدبلوماسية المكثفة مع موسكو، فإن الولايات المتحدة لا تملك علاقات دبلوماسية رسمية مع نظام الأسد منذ عام 2012. وتايس (41 عاماً) هو جندي سابق في مشاه البحرية، ويعمل صحافياً مستقلاً. وقد اختطفه متطرفون في أغسطس (آب) 2012، أثناء تغطيته الأحداث في مدينة داريا السورية، ونشاطات «الجيش السوري الحر»، لصالح جريدة «واشنطن بوست» وغيرها من المؤسسات الإخبارية. وبعد خمسة أسابيع من اختفائه في سوريا، نُشر شريط فيديو مدته 43 ثانية على «الإنترنت» ظهر فيه تايس في قبضة مجموعة من المتطرفين الذين قاموا بتقييده وعصب عينيه. ومنذ ذلك الحين أطلقت أسرته حملة لإطلاق سراحه. وخلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، تواصل وزير الخارجية آنذاك، مايك بومبيو، مع مسؤول في الحكومة السورية لإطلاق سراح تايس، لكن المفاوضات توقفت بعد أن شنت سوريا هجوماً بغاز الأعصاب في شمال سوريا، في يونيو (حزيران) 2017. وردت إدارة ترمب بضربة صاروخية، ما أدى إلى إفشال المفاوضات. وفي أبريل (نيسان) 2018، عرض مكتب التحقيقات الفيدرالي مكافأة مليون دولار لمن يعطي معلومات تقود إلى الموقع الذي يوجد فيه أوستن تايس، من دون أن تسفر تلك الجهود عن نتائج واضحة. وتجمع عشرات الأفراد من عائلات أميركيين محتجزين رهائن في دول مثل روسيا وأفغانستان ورواندا وإيران وفنزويلا، أمام البيت الأبيض، يوم الأربعاء، ورفعوا صور أفراد عائلاتهم المحتجزين، وطالبوا إدارة بايدن بإعادتهم إلى الوطن. وقال منظمو الحملة إن ما لا يقل عن 15 أميركياً من مجموع 55 أميركياً محتجزون في دول بالخارج، يمكن إطلاق سراحهم في عملية تبادل للأسرى، كما حدث مع روسيا.

انهيار «جسر» بين مناطق أميركا وروسيا شرق سوريا

القامشلي - دمشق: «الشرق الأوسط»... انهار جسر يربط محافظتي الرقة ودير الزور في شمال شرقي سوريا، حيث تنتشر قوات أميركية وروسية وتركية، بسبب السيول الجارفة والناجمة عن العاصفة المطرية المستمرة التي تضرب المنطقة الشرقية من البلاد. ونقلت صحيفة «الوطن» عن محافظ الرقة، عبد الرزاق الخليفة، أن هناك ثلاثة جسور على محور طريق الرقة دير الزور، وأن انهيار جسر الشريدة في ريف الرقة الشرقي أدى لقطع الطريق. ووعد المحافظ بإعادة الجسر إلى ما كان عليه سابقاً. وأشار إلى أن هذا الجسر قد وُضِع ضمن خطة المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية لإعادة تأهيله في العام الحالي. وكانت محافظة الرقة استنفرت جميع الآليات في القطاعين العام والخاص في المنطقة للتعامل مع أي طارئ، والآن تنتظر ورشات المحافظة توقف جريان السيول في مكان الجسر لإعادة تأهيل الجسر، حسب موقع «روسيا اليوم». إلى ذلك، رجحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وجود «تنسيق» بين الفصائل العراقية الموالية لإيران و«حزب العمال الكردستاني» ضد القوات التركية المنتشرة في العراق وسوريا. وأشار تقرير صدر عن المفتش العام في البنتاغون بخصوص مستجدات عملية «العزم الصلب»، خلال فترة ما بين أول يناير (كانون الثاني) و31 مارس (آذار) 2022، إلى «تكثيف الميليشيات الموالية لإيران وتيرة هجماتها على القوات التركية في العراق وسوريا». وذكر التقرير أن هذه الفصائل المسلحة العراقية خلال الربع الأول من العام الحالي استهدفت قواعد عسكرية للجيش التركي في العراق، مضيفة أن هذه الهجمات في بعض الأحوال جاءت بالتنسيق مع «العمال الكردستاني». وينص التقرير على أن «الميليشيات البارزة» تعرب بشكل متزايد عن معارضتها لتصرفات الجيش التركي، وشنت هجمات صاروخية على قواعد عسكرية تركية في العراق وسوريا. ولفت التقرير في هذا الصدد إلى هجوم تعرضت له قاعدة تركية، شمال الموصل، بعد غارات جوية شنتها أنقرة على لمواقع لـ«العمال الكردستاني»، شمال العراق، في فبراير (شباط) الماضي. وخلصت وكالة استخبارات الدفاع التابعة لـ«البنتاغون»، وفقاً للتقرير، إلى استنتاج مفاده أن «هذه الميليشيات قد تواصل تنسيقها مع (حزب العمال الكردستاني)»، في ردها على الهجمات الجوية وبواسطة الطائرات المسيرة»، التي تشنها تركيا على مواقع لـ«حزب العمال». ووفقاً لتقييمات الوكالة، تعتقد الفصائل العراقية الموالية لإيران أن هجماتها ضد تركيا «ستردع» أنقرة عن مهاجمة مواقع «حزب العمال»، داخل العراق، وستعزز صورتها كمدافعين عن سيادة العراق.

«العفو الرئاسي» شمل معتقلين من درعا... وأهالٍ يبحثون عن أقاربهم في دمشق

سجناء سابقون يرون لـ«الشرق الأوسط» مرارات التعذيب

درعا (جنوب سوريا): رياض الزين... خرج عشرات من أبناء محافظة درعا من السجون السورية، غالبيتهم تم الإفراج عنهم من سجن صيدنايا، بموجب المرسوم الذي أصدره الرئيس بشار الأسد. وبحسب ناشطين في درعا، فإن المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم حتى الآن، منهم من تم اعتقالهم قبل خضوع المنطقة لاتفاق التسوية في عام 2018، وآخرون تم اعتقالهم بعد التسويات، ثم تطبيق قانون الإرهاب، رغم إجراء اتفاق التسوية عام 2018. وتعددت سنوات اعتقال المفرج عنهم في درعا، فمنهم من قضى 7 أو 5 أو 4 سنوات، وسط غياب واعتقال تعسفي، ومنهم من خرج بحالة صحية سيئة. «م.م» خرج من المعتقل من سجن صيدنايا مؤخراً بعد مرسوم العفو الذي صدر في سوريا. يروي الشاب (32 سنة) المنحدر من مدينة درعا، تفاصيل من قصة اعتقاله أكثر من 3 سنوات في سجون النظام السوري والأفرع الأمنية في مدينة دمشق، وتعرضه للإهانات والتعذيب الذي سلط عليه وعلى معتقلين آخرين كانوا معه في المعتقلات. وتبدو مرارة قصته من نحالة جسده والتقيحات الجلدية التي توجد على أطرافه، فسرد من قصته ما يسمى لدى السجانين في المعتقلات السورية بـ«حفلة الاستقبال» وهي حملة تعذيب يشارك بها الراغبون من عناصر الفرع الأمني الذي يتم نقل المعتقلين حديثاً إليه، وفي كل مره كان ينتقل إلى فرع أمني كان عليه وعلى بقية المعتقلين حضور هذه الحفلة التي تنتهي بدماء تسيل من أجسادهم ودموع تنهمر آلماً وصيحات لا تلقى صدى. يقول «فجأة» وجد نفسه خلف قضبان معتقلات النظام السوري في فرع المخابرات الجوية بمدينة حرستا في دمشق بتهم مختلفة، أثناء مروره على حاجز عسكري. بعد اتفاق التسوية، قرر زيارة طبيب في دمشق، وكان قد أجرى عملية تسوية لوضعه في مدينة درعا عام 2018، بعد أن كان مقاتلاً سابقاً في أحد فصائل المعارضة، لكنه تعرض لتهم كبيرة وحكم في محكمة الإرهاب، وتم زجّه في سجن صيدنايا منذ سنتين. يقول: «وقّعت على كل أوراق الاعترافات للتهم التي قالوها، والتي يرغبون بها تحت التعذيب والضرب، حتى عملية الإفراج الأخيرة كان يتعمد السجانون والمسؤولون في السجن إهانتنا بالكلام، والتفضل بالخروج من المعتقل بتكرمة من الرئيس بشار، كما وصفوها لهم». وقال إنهم وقّعوا على أوراق تعهد بعدم ممارسة الأعمال الإرهابية، ومنهم من جُرد من الحقوق المدنية والعسكرية في سوريا لمدة سنوات تختلف من شخص لآخر بحسب التهم التي بحقه. في المقابل، ينتظر عامر خروج والده منذ سنوات، «فقد عاد الأمل من جديد لبيتنا»، وأن يكون على قيد الحياة، وإن كان فاقداً للذاكرة. بحسب تعبيره للقاء والده، بعد اعتقال مستمر منذ 10 سنوات، عامر شاب في عمر الثلاثين، يقول: «قبل 10 سنوات اعتقلوا والدي، وهو عائد من عمله، ولم يكن لوالدي أي توجهات سياسية أو تعاطٍ بالأحداث التي جرت في سوريا، وكان يذهب إلى وظيفته في إحدى دوائر الدولة، لنتفاجأ باعتقاله. والتماطل والمراوغة بكشف مصيره مستمران منذ 10 سنوات حتى من غير أن نراه أو نتأكد حتى الآن من مكان وجوده». وهم من عائلة فقيرة «لا نستطيع دفع المبالغ المالية التي كان يطلبها ضابط وعناصر من الأمن السوري لمساعدتنا في معرفه مصير أو مكان والدي». يقول، بحسرة في عينيه، في كل مرة يخرج فيها معتقلون «نبدأ عملية البحث والتقصي عن والدي، وكل مرة نذوق لوعة الخيبة، ونتأمل في هذه المرة أن يعود، وأن تكون ردة فعل دولية ضغطت على النظام السوري بعد التصفية العشوائية التي بثّتها صحيفة الغارديان البريطانية في شريط مصور، يعرض أحد عناصر النظام السوري، وهو يقوم بتصفية 41 شخصاً في منطقة التضامن بالعاصمة دمشق، وقال معارضون إنها عملية تصفية وانتقام نفذها عناصر من الأمن السوري بحق مدنيين من سكان دمشق. وتفسر حال عامر في انتظار والده حال كثيرين من أبناء درعا وسوريا الذين عانوا ويلات الحرب والاعتقال والغياب القصري». وقال الناشط مهند العبد الله، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إن مئات العائلات في درعا تنتظر بعد مرسوم العفو الرئاسي عن المعتقلين خروج أبنائهم من الاعتقال، ومنهم من غادر إلى دمشق بحثاً عن معتقليه لعله يجده، بعد خروج كثيرين فاقدين للذاكرة، ومنهم من لا يزال ينظر منذ أكثر من 10 سنوات، وسط اتجاه من الأهالي إلى المحامين للاستفسار عن مصير أبنائهم المعتقلين. وعن إمكانية شموله ضمن العفو الذي صدر مؤخراً في سوريا، والذي قضى بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من السوريين، قال: «لم تتضح أعداد المُفرج عنهم في محافظة درعا حتى اللحظة، والعشرات من أبناء مدن وبلدات محافظة درعا بدأوا بالخروج من السجون منذ الأول من مايو (أيار) الحالي، وعدد كبير من المفرج عنهم في محافظة درعا كان ذووهم قد سجلوا أسماء المعتقلين لدى الجانب الروسي حين افتتاح مراكز التسويات أو خلال الجولات التي كانت تجريها القوات الروسية في مناطق التسويات». وتداول ناشطون في سوريا عبر منصات التواصل الاجتماعي صوراً، قالوا إنها توضح مدى المعاناة التي يعيشها السوريون والأعداد الكبيرة للمعتقلين في سوريا، وأظهرت الصور تجمع أعداد كبيرة من الأهالي في العاصمة دمشق في منطقة «جسر الرئيس» وبعض مناطق في مدينة حمص وحماة، وهم في انتظار الإفراج عن أبنائهم المعتقلين، من الذين شملهم قرار العفو الرئاسي. ودعت وزارة الداخلية في سوريا المواطنين في تصريح لجريدة «الوطن» شبه الرسمية في سوريا لـ«عدم الانتظار» تحت منطقة «جسر الرئيس» أو في أي مكان آخر للقاء ذويهم؛ حيث لم تخصص الوزارة أي مكان محدد لتجميع المفرج عنهم ممن شملهم العفو، مشيرة إلى أن عدداً كبيراً من المفرج عنهم قد غادر السجن مستقلاً سيارة أجرة أو من خلال وسيلة أخرى. وأكدت أن كل ما ينشر على بعض الصفحات عن مواعيد ومناطق تجمع لا أساس له من الصحة. ومن جانبها، أعلنت وزارة العدل في سوريا أنه تم خلال اليومين الماضيين إطلاق سراح مئات السجناء الموقوفين من مختلف المحافظات في سوريا، على أن يتم استكمال إجراءات إطلاق سراح الموقوفين، وهي إجراءات ما بين محكمة جنايات الإرهاب والنيابة العامة لدى محكمة الإرهاب، إضافة إلى عدد من الموقوفين الذين تم الطعن بقراراتهم، وسوف تتولى الغرفة الخاصة بمحكمة الإرهاب أمر إطلاق سراحهم خلال اليومين المقبلين. كما أكدت «وزارة العدل» أن جميع السجناء المشمولين بمرسوم العفو سيتم إطلاق سراحهم تباعاً خلال الأيام المقبلة.

هل تستطيع الجامعة العربية جذب سوريا بعيدا عن إيران؟

المصدر..| كريستوفر سليمان/ Nنسايد أرابيا – ترجمة وتحرير الخليج الجديد....علقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا منذ عام 2011، وبالرغم أن الوصول إلى حل للصراع السوري ما زال أمرا صعبا، خطت العديد من الدول العربية خطوات لإعادة العلاقات مع نظام "بشار الأسد". وبعد 3 سنوات من انعقاد القمة الأخيرة في مارس/آذار 2019، تخطط الجامعة العربية للاجتماع مرة أخرى في نوفمبر/تشرين الثاني بالجزائر لمناقشة موضوع عودة سوريا. وبالرغم أن السبب المعلن للتأخير هو جائحة "كورونا"، إلا أن مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية "حسام زكي" أشار إلى أن الوقت الإضافي قد يسمح بـ"تحسين المناخ السياسي" في الشرق الأوسط. وتبقى الأسئلة مطروحة حول متى وما هي الشروط التي يتم طرحها رسميا لعودة سوريا. وفي منتصف فبراير/شباط، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية "أحمد أبو الغيط" إنه "لا يوجد إجماع" على عودة سوريا إلى المنظمة. ويرى البعض أن إعادة دمج سوريا سيساعدها جزئيا على الفكاك من النفوذ الإيراني الهائل. ولا يزال الشريكان الرئيسيان لسوريا (إيران وروسيا) يخضعان للعقوبات الدولية، ومن غير المرجح في هذه المرحلة أن يقدما الكثير من الدعم المالي فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية أو إعادة الإعمار في سوريا ما بعد الحرب. وهناك جهد مماثل من قبل دول الخليج الثرية لكسب جارة إيران الأخرى، العراق. وبالرغم أن روسيا تواجه انتكاسة دبلوماسية واقتصادية شديدة بسبب غزوها أوكرانيا، إلا إن الدول العربية بشكل عام تحافظ على علاقاتها مع موسكو، وبالتالي فإن روسيا في موقع يسمح لها بإنهاء عزلة "الأسد" في العالم العربي. في غضون ذلك، هناك حالة من الجمود في المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة. وداخل نظام "الأسد"، يقال إن هناك أجنحة - مرتبطة بـ"أسماء الأسد" - تريد تقليل اعتماد دمشق على الدعم الإيراني. وتميل هذه الشخصيات إلى تفضيل موسكو وإعادة دمج سوريا في العالم العربي. ويبدو أن هناك تقاطعا في المصالح بين سوريا التي تحتاج إلى دعم إقليمي ودولي لإعادة الإعمار، ودول الخليج العربي التي لديها ثروات ومصالح هائلة في سوريا. ويزيد ذلك من فرص التطبيع بين سوريا والدول العربية. وبالرغم من ذلك لا تزال هناك دول عربية، أبرزها السعودية وقطر، متمسكة بعدم تطبيع العلاقات مع "الأسد". وبعيداً عن احتمالية عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، فإن مسألة إيران تمثل تحدياً صعباً. ومن المستبعد جدًا خروج سوريا من النفوذ الإيراني في أي وقت قريب. وقال الكاتب "ويل كريستو": "يبدو أن نظرية (دق إسفين بين سوريا وإيران عبر إعادة دمج دمشق في العالم العربي) نشأت في واشنطن وليس في أبوظبي أو في أي مكان آخر في المنطقة". وأشار الخبراء إلى أنه إذا عادت سوريا بالفعل إلى جامعة الدول العربية، فمن غير المرجح أن يكون هناك أي تغيير حقيقي على الأرض فيما يتعلق بالنفوذ الإيراني في سوريا. وتساءل مدير الأبحاث في المركز العربي بواشنطن "عماد حرب" قائلا: "ما الذي يمكن للعالم العربي أن يكسبه بشكل ملموس من إنهاء تعليق عضوية النظام السوري في جامعة الدول العربية؟ بعد كل شيء، لا تزال سوريا هي الجائزة التي فازت بها روسيا وإيران بعد عقد من الحرب والدمار". وقالت المحللة السياسية "روان رجولة"، المختصة بشؤون الشرق الأوسط، إن سحب سوريا بعيدًا عن إيران كان سبب التقارب الأخير بين الإمارات و"الأسد" والذي عززته الزيارات الرسمية المتبادلة بين دمشق وأبوظبي. ومع ذلك، فإن هناك أسباب أكثر تعقيدا. وأضافت "روان": “توسطت الولايات المتحدة في صفقة من شأنها توصيل الغاز الطبيعي من مصر إلى الأردن الذي سيستخدمه لتوليد الكهرباء ونقلها إلى لبنان عبر سوريا. على الأرجح، سيكون ذلك هو الغاز الطبيعي الإسرائيلي الذي تستورده مصر. كما خلق الغزو الروسي لأوكرانيا واقعًا جيوسيا جديدا وأصبحت أوروبا تبحث عن مصادر بديلة للغاز الروسي مثل الجزائر وقطر".وتابعت: "الجزائر في معسكر إعادة دمج الأسد وبالرغم أن لديها فرصة من خلال استضافة القمة المقبلة للجامعة العربية فإنها قد تعيد حساباتها بالنظر إلى الفرص الجديدة أمامها بمباركة أمريكية، ومن المحتمل ألا تكون إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية على جدول أعمال القمة هذا العام في ظل الوضع المتقلب وغير الواضح. ومع ذلك، لا يمكن أن تستمر حالة عدم اليقين هذه إلى الأبد، خاصة أن التغاضي عن بعض العقوبات الأمريكية سيكون ضروريا لعملية التطبيع". هناك مسار دبلوماسي موازٍ قيد التنفيذ في العالم العربي، حيث أقامت كل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان علاقات رسمية مع إسرائيل. وستحاول الولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل - وإلى حد ما روسيا - العمل ضمن هذا الإطار لتقليص البصمة العسكرية لإيران داخل سوريا. ويرى البعض أن التوصل إلى اتفاقية سلام بين سوريا وإسرائيل أمرا مستبعدا للغاية، لكن هناك بعض السوابق التاريخية. وقبل الحرب الأهلية السورية، يقال إن الدبلوماسيين الأمريكيين اقتربوا من إقناع "الأسد" بالتخلي عن العلاقات مع "حزب الله" وإيران مقابل استعادة مرتفعات الجولان من إسرائيل. ولا يبدو أن سوريا أو لبنان أو العراق ستنضم إلى اتفاقيات "أبراهام". ومع ذلك، فإن كل دولة تتعامل مع إسرائيل بشكل غير مباشر لأغراض الطاقة، وقالت "روان رجولة" إن سوريا والعراق سيعتمدان على الغاز الطبيعي الإسرائيلي بشكل غير مباشر عبر مصر. وأضافت: "سيعطي هذا فرصة للإمارات للعب دور وسيط سلام على المدى الطويل، أما جامعة الدول العربية فلن تغير موقفها ما لم تتخذ السعودية خطوات جادة نحو إضفاء الطابع الرسمي على علاقاتها مع إسرائيل. وينطبق هذا أيضا على سوريا". وقال "كريستو": "لن نرى سوريا تنضم مجددًا إلى جامعة الدول العربية حتى تخفف السعودية وقطر موقفهما من النظام السوري. وإذا تم الاتفاق مع إيران، فسيكون هذا احتمالا واردا". وفي أواخر مارس/آذار، التقى وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبداللهيان" "الأسد" ورئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء "علي مملوك" في دمشق. وأشار الوفد الإيراني خلال الزيارة إلى ترحيب إيران بخطوات الإمارات نحو المصالحة مع دمشق. لكن بالرغم من زيادة العلاقات العربية مع سوريا، فمن غير المرجح أن يكون "الأسد" على استعداد لتقليص العلاقات مع إيران أو قطعها تمامًا، نظرًا للمقدار الهائل من المساعدة التي قدمتها طهران لإنقاذ نظامه. وسوف يميل السوريون إلى فتح علاقات مع أكبر عدد ممكن من الدول العربية دون تقديم الكثير في المقابل. وكما أشار "كريستو"، فإن التجربة تقول إن "الأسد" سيكون مرتاحا من لعب القوى الأجنبية مع بعضها البعض، ولن يشعر "الأسد" بأي ضرورة للانقلاب على "محور المقاومة" الذي يدعي أنه جزء منه، وبدلا من ذلك سيفضل الانتظار على السياج والاستفادة على الجانبين".

مصادر استخباراتية: روسيا هددت إسرائيل بوقف التنسيق العسكري في سوريا

المصدر | الخليج الجديد + متابعات.. كشفت مصادر استخباراتية بأن روسيا هددت إسرائيل بوقف التعاون معها في سوريا، عبر تعليق آلية "عدم التضارب" التي تتبعها موسكو وتل أبيب للتنسيق بشأن العمليات العسكرية، الأمر الذي أزعج إسرائيل من احتمالية السماح لنظام "بشار الأسد" بتدمير طائرات سلاح الجو الإسرائيلي. وأوضحت المصادر أن نائب وزير الخارجية الروسي "ميخائيل بوجدانوف"، المختص بالشؤون السورية، طرح مناقشة آلية "عدم التضارب"، خلال لقائه السفير الإسرائيلي في موسكو "ألسكندر بن تسفي"، في 18 أبريل/نيسان الماضي، وفقا لما أورده موقع "إنتليجنس أونلاين" الفرنسي. وذكر الموقع، المعني بشؤون الاستخبارات، أن آلية عدم التضارب سمحت لإسرائيل، منذ عام 2015، بشن هجمات في سوريا بالتنسيق مع روسيا، و"لما كانت الحكومة الإسرائيلية ترى أنه من الأهمية بمكانٍ لها استمرار العمل العسكري في سوريا ضد ما تراه مصالح معادية لها ومرتبطة بإيران والنظام السوري، فإنها تشعر الآن بالقلق من إشارات (بوجدانوف) وتصريحات مسؤولين روس آخرين في هذا الموضوع". وتتخوف إسرائيل ألا تكتفي روسيا بتعليق آلية "عدم التضارب"، وأن تتجاوز ذلك إلى السماح لنظام "بشار الأسد" بتفعيل أنظمة الدفاع الجوي "إس- 300" التي سلمتها روسيا إلى سوريا منذ سنوات، لا سيما أن هذه الأنظمة، التي ما زالت روسيا تتحكم فيها، قادرة على تدمير طائرات سلاح الجو الإسرائيلي. ولطالما كانت إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت"، حريصةً على التوفيق بين روسيا من جهة، وأوكرانيا، التي تشارك إسرائيل تحالفها الثابت مع الولايات المتحدة، من الجهة الأخرى، حتى قبل أن تبدأ روسيا هجومها على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، وحاولت التوسط لحل الأزمة الروسية الأوكرانية بزيارة إلى موسكو في 5 مارس/آذار، إلا أن ذلك لم يجنبها غضب "فلاديمير بوتين". فالرئيس الروسي "نقم على إسرائيل تصويتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 7 أبريل/نيسان بالموافقة على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان"، بحسب المصادر، التي أشارت إلى أن إسرائيل أرسلت نحو 5 آلاف خوذة وسترات واقية من الرصاص إلى أوكرانيا، ما زاد غضب موسكو حدةً، رغم أن تل أبيب لم تستجِب لدعوة واشنطن بإرسال أسلحة إلى كييف. ولما كان الجيش الإسرائيلي يخشى حرمانه حرية العمل وشن الهجمات في سوريا، التي يخضع مجالها الجوي للسيطرة الروسية، فقد عمد إلى مواصلة شن الغارات الجوية في البلاد ما دام متاحاً له ذلك. وكان استهداف مواقع عسكرية بالقرب من دمشق، في 27 أبريل/نيسان الماضي، هو الهجوم الثالث على الأقل منذ بداية هذا الشهر، وأسفر عن مقتل عدد من جنود اللواء 91 والفوج 100 السوريين في الهجوم.

تحركات سرية لقادة المخابرات في تركيا وسوريا تمهيدا للتطبيع المستقبلي

المصدر | إنتلجنس أونلاين -ترجمة وتحرير الخليج الجديد... كشف موقع "إنتلجنس أونلاين" المعني بالشؤون الاستخباراتية، عن تحركات سرية يقوم بها قادة المخابرات التركية والسورية للتمهيد للتطبيع المستقبلي بين البلدين برعاية روسية، حيث تدرك أنقرة أن استمرار بقاء نظام "بشار الأسد" في دمشق يعني ضرورة عودة الحوار بين الجانبين بعد سنوات من القطيعة. وذكر الموقع أنه علم من مصادر مطلعة أن وفدين، الأول من جهاز الاستخبارات الوطنية التركية، والثاني من مكتب الأمن القومي السوري التقيا في 16 أبريل/ نيسان في العاصمة الروسية موسكو لمناقشة تطبيع محتمل للعلاقات بين أنقرة ودمشق، والتي دخلت في طريق مسدود منذ منتصف عام 2011. وأوضح الموقع أن الحرب الأوكرانية تسببت فى تراجع نشاط موسكو في سوريا، الأمر الذي أتاح الفرصة أمام الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" لطرح مخاوفه الرئيسية على الطاولة والتي من بينها حالة الأراضي الشمالية الشرقية في سوريا التي تحتلها حاليًا قوات سوريا الديمقراطية، وهي ميليشيا ذات أغلبية كردية. وإلى جانب الاجتماع السري الذي جرى بين رئيس المخابرات التركية "هاكان فيدان" ورئيس مكتب الأمن القومي السوري "علي مملوك" خلال الأسابيع القليلة الماضية، صدر من أنقرة عدد متزايد من التصريحات العلنية حول الانفتاح على الحوار مع دمشق. وأعلن وزير الخارجية التركي، "مولود جاويش أوغلو"، في منتصف أبريل/نيسان، أن تركيا ستكون مستعدة للعمل مع النظام السوري ، حتى وإن لم تعترف بعد بشرعيته. وبعيدًا عن الإشارة إلى شهر عسل سوري تركي محتمل، يكشف موقف أنقرة عن استعدادها للتفاوض مع دمشق شمال شرق البلاد، حيث لا يزال "بشار الأسد" يأمل في استعادة السيطرة ويتمتع الأكراد بقبضة قوية. وهناك أيضا قضية وجود حوالي 3.5 مليون لاجئ سوري حاليا في تركيا، ويؤثر وجودهم بشكل كبير على اقتصاد البلاد الضعيف. وهو أمر تأمل تركيا في الانخراط في مناقشته مع سوريا. وبحسب موقع "إنتلجنس أونلاين" فإنه من أجل جلب النظام السوري إلى طاولة المفاوضات، تعتمد أنقرة أولاً على موسكو المشغولة للغاية حاليا بالحرب في أوكرانيا. وأشار الموقع إلى أن تركيا أغلقت في 23 أبريل/ نيسان مجالها الجوي أمام الطائرات المدنية والعسكرية الروسية المتجهة إلى سوريا، مشيرا أن ذلك عزز رسالتها إلى "الأسد" بأن الحوار مع أنقرة ضروري بينما يقوم راعيه الروسي بالانسحاب من سوريا. في الوقت ذاته، تواصل تركيا بل وتكثف عملياتها شمال شرق سوريا، حيث قتلت المخابرات التركية في 22 أبريل/ نيسان اثنين من كبار أعضاء وحدات حماية الشعب الكردية. ولفت الموقع إلى أن محاولات إعادة اندماج تركيا فى محيطها الإقليمي وإعادة سوريا للحظيرة العربية تدعم المؤشرات المتعثرة للحوار الأمني المستقبلي بين دمشق وأنقرة. وبعد أشهر طويلة من المفاوضات خلف الكواليس بين "هاكان فيدان" ورئيس المخابرات العامة في مصر "عباس كامل"، قررت أنقرة أخيرًا، في بداية أبريل/نيسان ، تعيين سفير في القاهرة بعد أن كان ظل هذا المنصب شاغرا لمدة 9 سنوات. وجاء ذلك بالتوازي مع دعوة من برلمانيين مصريين مرة أخرى إلى تعزيز العلاقات بين القاهرة ودمشق. كما يعمل أيضا التقارب التركي الإماراتي، لصالح الحوار التركي مع "الأسد"، الذي خضعت زيارته لدبي ثم إلى أبوظبي في 18 مارس/ آذار للتدقيق الدقيق من قبل السلطات التركية.



السابق

أخبار لبنان... «المزاج الشعبي» يرسم معالم المجلس الجديد من الخارج إلى الداخل!.."الأخَوان سلامة": القضاء يكشف "المستور"..معارضو «حزب الله» يتهمونه بالسعي لإلغائهم... تجاوب سني مع الدعوة لعدم مقاطعة الانتخابات..انتخابات لبنان: معركة صيدا ـ جزين تعيد خلط الأوراق..ميقاتي يطالب بالعمل لتجنب الفراغ في السلطة التنفيذية..شوائب وشكوك تحيط باقتراع 225.114 في الخارج..قائد الجيش اللبناني يتعهد استكمال التحقيق في غرق مركب طرابلس..

التالي

أخبار العراق.. قوات البيشمركة تتصدى لهجومين لعناصر داعش شمال غربي كركوك..«التيار الصدري» و«الإطار التنسيقي» يرميان كرة تشكيل الحكومة في ملعب المستقلين.. إثر انتهاء مهلة الأربعين يوماً.. أكثر من 10 آلاف نازح من سنجار في العراق.. وفاة واحدة وأكثر من 5 آلاف حالة اختناق بسبب العاصفة الترابية..

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,193,575

عدد الزوار: 6,939,920

المتواجدون الآن: 112