أخبار وتقارير.. الحرب الروسية على اوكرانيا.. أوروبا «تنتحر للمرة الثالثة»..«البنتاغون»: الجيش الروسي يتّخذ مواقع دفاعية في أوكرانيا..بريطانيا... من أين لك هذا المال الروسي؟...الغزو تحول «حرب استنزاف»... والممثل الخاص لبوتين «يرحل»..3 قمم تحاصر بوتين... وتحذيرات من «تهور» روسي..موسكو تطرد ديبلوماسيين أميركيين ردا على طرد ديبلوماسيين روس..كييف: جيش بيلاروسيا يعارض الحرب..«الطوابير» تعيد الروس لـ «الزمن السوفياتي»..موسكو تحذّر من نشر قوات غربية... وتصعّد ضد وفد كييف إلى المفاوضات.. دوائر عسكرية وسياسية أوروبية لا تستبعد هزيمة واسعة للقوات الروسية..زيارة بايدن تستبق «انعطاف» مسار الحرب في أوكرانيا..

تاريخ الإضافة الخميس 24 آذار 2022 - 5:57 ص    عدد الزيارات 1400    التعليقات 0    القسم دولية

        


سفير أوروبي مخضرم لـ«الراي»: أوروبا «تنتحر للمرة الثالثة»..

الراي... | بقلم - إيليا ج. مغناير |.... «لقد انتحرت أوروبا عندما خاضت الحرب العالمية الأولى. وانتحرت للمرة الثانية عندما خاضت الحرب العالمية الثانية... وها هي تنتحر من جديد، من خلال العقوبات التي تفرضها على روسيا، شريكها الاقتصادي وبالأخص في مجال الطاقة، لتدفع القارة الثمن الباهظ وتربط نفسها لعشرات السنين بقرار الولايات المتحدة». هكذا قال لـ«الراي» أحد السفراء الأوروبيين المخضرمين، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في وقت تتحضر بروكسيل، للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن، غداً الخميس، لبحث الحرب الروسية على أوكرانيا. لا يمر يوم في قلب العاصمة الأوروبية بروكسيل، من دون اجتماعات بين قادة أو مسؤولي دول الاتحاد الأوروبي، لبحث الحرب وتداعياتها الخطيرة على الأمن الأوروبي والأمن الغذائي والطاقة. ويقول جوزف بوريل - الذي يشغل منصباً مهماً في الدوائر الأوروبية وبالأخص بالتمثيلية الخارجية للاتحاد الأوروبي، إن «أوروبا في خطر لأن الحرب في أوكرانيا تشكل تحولاً في المشهد الجيو - سياسي للقارة التي تخصص 1.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، أي نحو 200 مليار يورو، للإنفاق العسكري. إلا أننا لن ننشئ جيشاً أوروبياً لكننا سنعمل على إنشاء قوة قوامها 5000 جندي للتدخل في الأزمات». هذا هو الرد الأوروبي على مقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بضرورة إنشاء جيش يكون قراره أوروبياً. ويتابع السفير الأوروبي لـ«الراي»، أن «أوروبا قررت السير خلف الولايات المتحدة، حتى اقتصادياً». ويوضح «سيكون لدينا مرافئ لاستقبال مصادر الطاقة من أميركا وليس روسيا، ليصبح أمن الطاقة بيد واشنطن. وسنبتعد عن روسيا بداية ومن ثم سنبتعد عن الصين، لنعزل أنفسنا داخل القارة ونسلم القرار للولايات المتحدة... إنه انتحار أوروبي جماعي». تتلقى أوروبا، القرار الأميركي، بضرورة أخذ موقف موحد من الحرب على أوكرانيا. وقد فرض على القادة الأوروبيين العمل للتخلي تدريجياً عن موسكو التي تزود أوروبا بـ40 في المئة من احتياجاتها من الطاقة. وهذا يعني إن ارتفاع الأسعار للسلع اليومية والغذائية الذي يصيب الأسواق الأوروبية، سببه القرار الأوروبي بمعاقبة روسيا ومعاقبة القارة في الوقت نفسه. ويرتفع عدد اللاجئين الأوكرانيين المتدفقين إلى أوروبا، والذين يتوقع أن يصل عددهم إلى نحو ثمانية ملايين. وتالياً فإن أوروبا تتحضر وتستعد لتقديم الخدمات الأساسية. وهذا يهدد، مع ارتفاع أسعار النقل، بأزمة اقتصادية حادة، خصوصاً أن القارة الأوروبية لم تخرج بعد من نتائج الضربة الاقتصادية التي تلقتها من خلال فيروس كورونا المستجد. ومازالت الحرب الروسية دائرة في أوكرانيا، من دون أن يعلم أحد في العالم - ما عدا موسكو - ما هي الأهداف والوقت الذي خصصه الرئيس فلاديمير بوتين لها... إلا أن الدفاعات مازالت على قدم وساق لحلف الشمال الأطلسي خصوصاً على الجبهة الشرقية الأوروبية، تحسباً لما سيحدث بعد أوكرانيا، وهل سيكمل زعيم الكرملين، وهو أمر مستبعد، الحرب باتجاه دول من داخل «الناتو». لن يتوجه بوتين إلى الدول الأعضاء للحلف بعد أوكرانيا، لأن ذلك من شأنه أن يطلق العنان لحرب أكبر بكثير من الحالية. إلا أن ذلك لن يمنعه من الضغط على دول «الناتو» لسحب القنابل النووية الأميركية الـ150 المنتشرة على مسافة قريبة من بلاده. بل من المتوقع أن يطالب الكرملين دول الغرب بإزالة السلاح النووي من القارة بعد تحقيق كل أهدافه في أوكرانيا!

«البنتاغون»: الجيش الروسي يتّخذ مواقع دفاعية في أوكرانيا

الراي... أعلن مسؤول كبير في «البنتاغون» أمس الأربعاء أنّ الأوكرانيين أجبروا القوات الروسية على التراجع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية لمسافة تزيد عن 30 كيلومترا شرقي كييف، وأنّ الجيش الروسي باشر بإقامة مواقع دفاعية في عدد من جبهات القتال في أوكرانيا. وقال المسؤول للصحافيين طالباً عدم نشر اسمه إنّ «الأوكرانيين نجحوا في دفع الروس للتراجع إلى بُعد 55 كيلومترا شرق وشمال شرق كييف»، موضحاً أنّ هذا الأمر يمثّل تغييراً في الوضع الميداني حول العاصمة. وحتى الثلاثاء كان «البنتاغون» يقول إنّ القوات الروسية تتمركز على بُعد 15 إلى 20 كيلومترا من وسط كييف. وأضاف المسؤول في وزارة الدفاع الأميركية «بدأنا نراهم يتحصّنون ويقيمون مواقع دفاعية». وتابع «المسألة ليست أنّهم (الروس) لا يتقدّمون، بل أنّهم لا يحاولون التقدّم. إنّهم يتّخذون مواقع دفاعية». ووفقاً لتقديرات «البنتاغون» فإنّ القوات الروسية تراوح مكانها على بُعد 10 كيلومترات من وسط تشيرنيهيف الواقعة شمال شرق كييف. وأوضح أنّ القوات الروسية في هذه المنطقة «تتخلّى عن أراض وتتحرّك في الاتّجاه المعاكس، لكن ليس كثيراً». أما في خاركيف (شرق)، حيث لا يزال القتال محتدماً، فلا تزال القوات الروسية على بُعد 15 إلى 20 كيلومتراً من وسط المدينة وتواجه مقاومة «شديدة جداً» من الأوكرانيين. وبحسب المسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، فإنّ الجيش الروسي يعطي الآن، على ما يبدو، الأولوية لمنطقتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين المواليتين لموسكو في شرق أوكرانيا. وقال «إنّهم ينشرون قدراً أكبر بكثير من الطاقة في منطقة لوغانسك/دونيتسك، وبخاصة حول لوغانسك». وأوضح «نعتقد أنّهم يحاولون تثبيت القوات الأوكرانية» المنتشرة منذ 2014 على طول خط الجبهة مع المناطق الانفصالية «في مكانها حتى لا يمكن استخدامها في مكان آخر». أما في جنوب أوكرانيا فقال المسؤول إنّ البحرية الروسية تستخدم ميناء بيرديانسك الواقع على بحر آزوف للتزوّد بالمؤن والوقود. وبيرديانسك هي إحدى المدن القليلة التي تمكّنت القوات الروسية من السيطرة عليها في اليوم الثامن والعشرين من هجومها على أوكرانيا. بالمقابل، أكد المسؤول أنّ «البنتاغون» لم يلحظ أيّ تغيير على الأرض في أوديسا. وأضاف أنّه خلافاً لما حصل في مطلع الأسبوع فإنّ السفن الروسية التي قصفت أوديسا مرّات عدة مطلع الأسبوع لم تطلق عليها أي صاروخ يومي الثلاثاء والأربعاء.

بريطانيا... من أين لك هذا المال الروسي؟...

الراي.. لندن - أ ف ب - يتكرر منذ أعوام عدة، الجدل في شأن حضور المال الروسي في الساحة السياسية البريطانية، من التبرعات الضخمة، إلى مباريات في كرة المضرب مع وزراء بارزين، وصولاً الى الترشيحات لألقاب شرفية، لكن غزو موسكو لأوكرانيا، عزز المطالب بتنقية موارد الأحزاب. ويقول بيل براودر، الناشط المناهض للفساد الذي كان سابقاً مستثمراً بارزاً في روسيا، إن مسألة التمويل هذه لا تقتصر على طرف دون غيره. ويوضح «على مدى الأعوام العشرين الماضية، نَمَت (هذه المسألة) على طرفي الطيف السياسي». في يوليو 2020، كشفت لجنة الاستخبارات والأمن في مجلس العموم حجم تغلغل المال الروسي في أروقة السياسة المحلية. وأورد تقرير للجنة أن «العديد من أفراد النخبة الروسية الذين تجمعهم صلة وثيقة بـ(الرئيس فلاديمير) بوتين، تم كشف انخراطهم مع منظمات خيرية و/أو سياسية في بريطانيا». وحذّر من أن الصلات مع المنظمات تضع المتموّلين «في موقع يتيح لهم مساعدة روسيا في التأثير» على ما يجري في الداخل البريطاني. وانتقدت اللجنة، فشل الحكومة في التحقيق في شأن تدخل سياسي محتمل لهؤلاء، خصوصاً خلال الاستفتاء المثير للجدل عام 2016 الذي أفضى الى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست). ووجد حزب المحافظين وزعيمه رئيس الوزراء بوريس جونسون الذي رفض الدعوات لفتح تحقيق في طريقة نجاحه بـ«بريكست»، نفسيهما تحت المجهر. فقد وجّه حزب العمال، أبرز أطراف المعارضة، الاتهام الى المحافظين بالحصول على ما يناهز مليون جنيه استرليني (2.6 مليون دولار) من متبرّعين روس أثرياء منذ وصول جونسون إلى السلطة في العام 2019. وتشمل قائمة المتبرعين ألكسندر تيميركو، وهو مسؤول سابق في وزارة الدفاع الروسية ومدير في شركة «يوكوس» العملاقة للطاقة، ولوبوف تشرنوخين التي سبق لزوجها فلاديمير أن كان من ضمن حكومة بوتين. وتصنّف الصحافة البريطانية لوبوف على أنها أكبر المتبرعين في تاريخ حزب المحافظين، ومنحته أكثر من مليوني جنيه منذ العام 2012. ومن أبرز هذه التقديمات، دفع تشرنوخين عشرات الآلاف من الجنيهات خلال حفل جمع تبرعات للحزب، لخوض مباراة في كرة المضرب مع رئيس الوزراء في حينه ديفيد كاميرون أو جونسون نفسه. كما شاركت في أمسية مع تيريزا ماي، التي خلفت كاميرون في رئاسة الوزراء، ووزيرة الخارجية الحالية ليز تراس. وطالب حزب العمال، باستقالة بن إليوت، الذي يتشارك رئاسة حزب المحافظين ويتولى مسؤولية جمع التبرعات لصالحه، على خلفية صلاته بأثرياء روس من خلال شركة خاصة تعود ملكيتها إليه. كما يواجه جونسون، انتقادات على خلفية تعيينه في مجلس اللوردات، صديقه يفغيني ليبيديف، الذي كان والده ألكسندر عنصراً في جهاز الاستخبارات السوفياتية سابقاً (كي جي بي). وبحسب صحيفة «صنداي تايمز»، حضر جونسون أثناء فترة توليه منصب وزير الخارجية، حفلات في فيلا يملكها يفغيني ليبيديف في توسكانا الإيطالية. ونفى ليبيديف الابن، الذي يحمل الجنسيتين الروسية والبريطانية، ويملك صحيفتي «لندن إيفنينغ ستاندرد» و«الندبندنت»، أن يكون أداة في يد موسكو، علما بأنه دان غزو أوكرانيا، مثله مثل ألكسندر تيميركو.

«تهديد للأمن القومي»

يشدد حزب المحافظين على أن كل التبرعات المالية التي يحصل عليها موثّقة، قانونية، ومصدرها حصراً لأشخاص يحملون الجنسية البريطانية. وردّاً على الاتهامات التي طاولتهم، انتقد المحافظون خصمهم العمالي واتهموه بـ«الهرطقة» على خلفية أنه تلقى تبرعات بقيمة مليون جنيه استرليني من أشخاص ذوي أصول روسية. واضطر بيتر غولدسميث، المدعي العام في عهد رئيس الوزراء العمالي السابق توني بلير، الى أخذ إجازة طويلة من عضوية مجلس اللوردات بعد تقارير عن موافقة مكتبه للمحاماة على توكيلات من زبائن أجانب بينهم الحكومة الروسية. كما استقال اللورد المحافظ غريغ بايكر، من منصبه كرئيس لشركة «إي أن+» العملاقة للتعدين، وأكبر مساهميها أوليغ دريباسكا، الذي بات من ضمن المتموّلين الروس المشمولين بالعقوبات الغربية على خلفية غزو أوكرانيا. وأوردت لجنة الاستخبارات والأمن، أن «عدداً من أعضاء مجلس اللوردات لديهم ارتباطات بموسكو أو يعملون مباشرة مع شركات روسية عملاقة مرتبطة بالدولة الروسية»، مشيرة إلى أن «هذه الروابط يجب أن تخضع للتدقيق بعناية نظراً لاحتمال أن تستغلها روسيا». وقال دانيال واينر، مدير برنامج الانتخابات والحكومة في مركز برينان للعدالة، إن «كون المتبرع روسيا لا يعني أنه يدعم (فلاديمير) بوتين». إلا أنه استدرك قائلاً «لكن في بلد مثل روسيا، حيث حتى القطاع الخاص يتداخل مع الحكومة، لا يمكن لشخص أن يصبح من الأوليغارشيين من دون دعم الكرملين». من جهته، لم يترك براودر مكاناً للشك: بالنسبة إليه، روسيا تشكّل «تهديداً للأمن القومي» البريطاني. وأوضح «يجب التدقيق في التبرعات السابقة مع قدر كبير من الشكّ، ولا يجب قبول أي تبرعات مستقبلية من الروس أو أي شخص على ارتباط بالديكتاتورية». واعتبر أن الغزو دفع الحكومة البريطانية لمحاولة تعقّب «المال القذر» في السياسة والأعمال. وأضاف «أرغم بوتين الجميع على الإدراك أن هذه مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى البلاد».

الغزو تحول «حرب استنزاف»... والممثل الخاص لبوتين «يرحل»

ميدفيديف يحذّر من أن انهيار روسيا سيشعل حرباً نووية... كارثية

الراي... بعدما فشل في تحقيق مكاسب سريعة في بداية غزوه لأوكرانيا، لايزال الجيش الروسي يسعى لتحقيق انتصارات عسكرية حاسمة بعد شهر من دخوله الحرب، ويبدو أنه يخوض حرب استنزاف مدمرة للسكان المدنيين في أوكرانيا، في حين حذر أحد أقرب حلفاء الرئيس فلاديمير بوتين، الولايات المتحدة، من أن العالم قد يتجه نحو حرب نووية كارثية إذا استمرت في تنفيذ ما يعتبره الكرملين مؤامرة طويلة الأمد لتدمير روسيا. وقال ديمتري ميدفيديف، الذي تولى الرئاسة خلال الفترة من 2008 إلى 2012 ويشغل الآن منصب نائب الأمين العام لمجلس الأمن الروسي، إن الولايات المتحدة خططت لتدمير روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991. وتعطي وجهة نظر ميدفيديف، الذي كان يُعتبر ذات يوم أحد أقل الشخصيات تشدداً في الدائرة المقربة لبوتين، لمحة على طريقة التفكير السائدة داخل الكرملين في وقت تنخرط فيه موسكو في أكبر مواجهة مع الغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962. وتابع ميدفيديف، أن الكرملين لن يسمح أبداً بتدمير روسيا، لكنه حذر واشنطن من أنها إذا حققت ما وصفه بأهدافها المدمرة، فقد يواجه العالم أزمة كارثية تنتهي «بانفجار نووي كبير». ورسم صورة قاتمة للعالم في حالة رحيل بوتين وما سيتبعه من انهيار في روسيا صاحبة أكبر عدد من الرؤوس النووية حول العالم. وقال ميدفيديف إن تدمير أكبر دولة في العالم من حيث المساحة يمكن أن يؤدي إلى تنصيب قيادة غير مستقرة في موسكو «التي لديها أكبر عدد من الأسلحة النووية المصوبة تجاه أهداف في الولايات المتحدة وأوروبا». وأضاف أن انهيار روسيا سيؤدي إلى تشكيل خمس أو ست دول مسلحة نووياً عبر الأراضي الأوراسية يديرها «مهووسون ومتعصبون ومتطرفون». وتساءل «هل هذه صورة كارثية للعالم أم توقعات مستقبلية جنونية؟ هل هي محض خيال؟ لا». وكان الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف صرح لشبكة «سي.إن.إن»، أول من أمس، بأن السياسة الأمنية الروسية تملي على الدولة أن تستخدم الأسلحة النووية إذا كان وجودها نفسه مهدداً. وأضاف «إذا كان هناك تهديد وجودي لبلدنا فيمكن استخدامها (الترسانة النووية) وفقاً لمفهومنا». في المقابل، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن احتمال لجوء روسيا لاستخدام الأسلحة الكيماوية ضد أوكرانيا «يمثل تهديداً حقيقياً». في برلين، ذكر ناطق باسم الحكومة الألمانية، ان المستشار أولاف شولتس حذّر بوتين في محادثات مباشرة، من استخدام أسلحة بيولوجية أو كيماوية. ميدانياً، في ظلّ عدم إحراز تقدم كبير، يبدو أن الهجوم الروسي قد تحوّل إلى «حرب استنزاف» تهدف إلى ترهيب وإضعاف معنويات الأوكرانيين الذين ترك 10 ملايين منهم منازلهم. ولفت الأميركيون إلى حدوث نقطة تحول في الصراع. وأوضح مسؤول رفيع المستوى في البنتاغون مساء الثلاثاء، أنه «للمرة الأولى أصبحت القوة القتالية الروسية أقل بقليل من 90 في المئة» في كل من بيلاروسيا وعلى الحدود الروسية - الأوكرانية، ما يشير إلى تكبدها خسائر فادحة. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» استناداً إلى مصادر من البنتاغون، بأن فقدان 10 في المئة من عناصر الجيش (قتلى أو جرحى) يعوق بشكل كبير قدرته على القتال. وتوقع المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش، أمس انتهاء المرحلة النشطة من الغزو بحلول أبريل. في سياق متصل، قال مصدران أمس، إن مساعداً مخضرماً لبوتين، استقال بسبب حرب أوكرانيا وغادر روسيا بلا نية للعودة، ليكون بذلك أول مسؤول بارز يختلف مع الكرملين. وأكدت موسكو أن أناتولي شوبيس ترك منصب المبعوث الخاص للكرملين طوعاً لأسباب خاصة به. وأغلق شوبيس هاتفه لدى اتصال «رويترز» به ولم يذكر المصدران مكانه.

3 قمم تحاصر بوتين... وتحذيرات من «تهور» روسي

الرئيس بوتين يسعِّر الغاز بـ «الروبل» وأحد مستشاريه ينشقّ احتجاجاً على الحرب

الجريدة...يبدأ الغربيون وأصدقاؤهم 3 قمم لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع؛ لبحث كيفية وقف الحرب التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا وسط تحذيرات متصاعدة من اتخاذ روسيا خطوة متهورة، واللجوء إلى سلاح محرم. دعا حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أمس، عشية 3 قمم لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع، روسيا الى وقف التهديد بالسلاح النووي، محذّرا من أن اللجوء الى السلاح الكيماوي سيؤدي الى مقتل سكان من الحلف، ومؤكدا أنه سينشر 4 مجموعات مقاتلة تكتيكية جديدة في الدول الشرقية. جاء ذلك، في حين جدّد الرئيس الأميركي جو بايدن التأكيد أن «التهديد حقيقي» بأن يبادر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى استخدام السلاح المحرّم، وهو ما ألمحت إليه وزيرة الخارجية الكندية التي قالت إن الجميع ينتظر «تصرفات غير متوقعة» من بوتين. وقال متحدث باسم المستشار الألماني، أولاف شولتس، إن الأخير حذّر بوتين في اتصالهما الأخير على نحو صريح من استخدام عوامل حرب كيماوية أو بيولوجية. وبينما هدد بوتين الدول الأوروبية التي لا تزال تعتمد على إمدادات الغاز الروسية بأنه سيحول مدفوعات الإمدادات إلى الروبل، اندلعت معركة مبكرة حول مشاركة الرئيس الروسي في قمة مجموعة العشرين المقررة يومي 30 و31 أكتوبر في جزيرة بالي الإندونيسية. وقالت بلومبرغ، إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يعملان على اتفاقية لتعزيز إمدادات الغاز الأميركي المسال إلى أوروبا، في حين أفادت «سي إن إن» بأن بايدن تلقى توصية من البنتاغون بزيادة القوات الأميركية في أوروبا قبل سفره. وفي مواجهة الدعوات الأميركية - الأوروبية لاستبعاده منها، ذكرت السفيرة الروسية لدى إندونيسيا، ليودميلا فوروبيفا، أمس، أن بوتين يعتزم حضور التجمع الدولي، فيما لاقت الخطوة دعم الصين التي شددت على أن روسيا «عضو مهم» في المجموعة، ولا يحق لأي أحد استبعادها.

عقوبات جديدة

وأكدت «الخارجية» الأميركية أن هناك موقفا أوروبيا - أميركيا موحدا إزاء العقوبات ضد روسيا، وذلك قبل سفر بايدن الى بروكسل للمشاركة بالقمة الطارئة مع قادة حلف شمال الأطلسي وزعماء مجموعة السبع في بروكسل قبل أن يزور بولندا التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين الأوكرانيين. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان «في الأشهر الماضية، كان الغرب متحدا، يتوجه الرئيس الى أوروبا لضمان أن نبقى متحدين»، وتوجيه «الرسالة القوية بأننا مستعدون وملتزمون طالما استلزم الأمر ذلك»، وأضاف: «لأن هذه الحرب لن تتوقف بسهولة ولا بسرعة». لكن حربا طويلة ستشكل تحديا أيضا للوحدة التي عبّر عنها الغربيون حتى الآن. بعد أول سلسلة عقوبات اقتصادية ومالية، قاسية جدا، تتراجع الخيارات بردّ منسق وتصطدم بالاختلافات في الرأي بين الدول، على سبيل المثال فيما يتعلق بالاعتماد على الغاز الروسي. الصعوبات هي نفسها على الصعيد العسكري. بعد تحولات استراتيجية كبرى من جانب بعض الدول والإعلان عن تسليم كميات كبرى من الأسلحة من جانب الأميركيين، كيف يمكن دعم الجيش الأوكراني بشكل إضافي، خصوصا أن بايدن استبعد الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا، على سبيل المثال عبر فرض منطقة حظر جوي. الهدف الآخر للرئيس الأميركي هو التأكد، كما وعد سوليفان بأن الغربيين يتحدثون «بصوت واحد» في مواجهة الصين.إلى ذلك، وبعد تقارير عن احتجاز مسؤول استخباري رفيع، وخروج مئات المثقفين والفنانين الروس من البلاد احتجاجا على الحرب، نقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن مصدرين مطّلعين أن المبعوث الروسي لشؤون المناخ، أناتولي تشوبايس، قد ترك منصبه وغادر البلاد على خلفية معارضته للحرب. ووفقا لـ «بلومبرغ»، فإن تشوبايس يصبح بذلك أعلى مسؤول يتخلى عن عمله بسبب الغزو. وتشوبايس (66 عاما) واحد من عدد قليل من الاقتصاديين الذين عملوا في حقبة التسعينيات، وظلوا في حكومة الرئيس الحالي فلاديمير بوتين، وحافظوا في الوقت نفسه على علاقات وثيقة مع المسؤولين الغربيين. ومند اندلاع الحرب، كثفت الحكومة من ضغوطها على معارضي الغزو في الداخل. وحذّر بوتين في 16 الجاري من أنه سيطهّر روسيا من «الحثالة والخونة» الذين اتهمهم بالعمل سرا لمصلحة الولايات المتحدة وحلفائها. وفي تطور جديد، أعلن وزير الداخلية البولندي ماريوس كامينسكي، أمس، طرد «45 جاسوسًا روسيًا ينتحلون صفة دبلوماسيين». الى ذلك، اعتبر المتحدث باسم «الكرملين» أن فكرة إرسال قوات حفظ السلام التابعة للناتو إلى أوكرانيا خطوة متهورة وخطيرة، وقد تؤدي إلى عواقب يصعب إصلاحها. وحذّر وزير الخارجية سيرغي لافروف من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى صدام مباشر بين روسيا و»ناتو».

المرحلة النشطة

ووسط تأكيدات أميركية بأن العملية الروسية لم تحقق أهدافها بعد، ولا تزال متعثرة، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن القوات الروسية ستستغرق وقتاً في تنظيم صفوفها قبل استئناف العمليات الهجومية الواسعة النطاق، مشيرة إلى أن تقدّمها في محيط كييف لا يزال محدوداً. وتوقّع مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش انتهاء المرحلة النشطة من الغزو الروسي بحلول أبريل بعد توقّف التقدم بالفعل في الكثير من المناطق، مؤكداً أن روسيا فقدت 40 بالمئة من قواتها المهاجمة، وقلل من احتمال إقدامها على شن حرب نووية.

جحيم ميداني

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إصابة ترسانة «أورجيف»، التي حصلت عليها أوكرانيا من الغرب، قرب منطقة ريفن بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى من قواعد بحرية، مبينة أن طائراتها ومروحياتها قصفت 97 هدفاً من مرافق البنية التحتية العسكرية في 24 ساعة. وفي حين لم يلقَ اقتراحه للاجتماع مع بوتين بهدف التوصل إلى «تسويات»، خصوصا بشأن شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس، آذانا صاغية حتى الآن، حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقطع فيديو نشر فجر أمس، من أن «100 ألف شخص محاصرون بين أنقاض ماريوبول في ظروف غير إنسانية، بدون طعام، بدون ماء، بدون دواء، وتحت قصف مستمر» في «الجحيم الجليدي». وفي انتظار التوصل إلى اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، استمر القصف على مدن عدة وفي كييف يبدو أن تقدّم القوات الروسية متوقف. وفي منطقة منطقة تشرنوبيل المحظورة، دمرت القوات الروسية مختبراً في المحطة النووية، كان يعمل على تحسين إدارة النفايات المشعة، بحسب وكالة أسوشيتد برس.

وزير الدفاع الليتواني يزور كييف

الراي... أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أنّ نظيره الليتواني أرفيداس أنوشوسكاس قام بزيارة إلى كييف أمس الأربعاء، في أول زيارة يقوم بها وزير دفاع إلى أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي لهذا البلد قبل شهر. وقال ريزنيكوف في منشور على فيسبوك «لدينا مساعدة محدّدة للغاية من ليتوانيا. اسمحوا لي أن أذكّركم بأنّ مدينة فيلنيوس (عاصمة ليتوانيا) كانت أول من سلّمنا صواريخ ستينغر، حتّى قبل الغزو الواسع النطاق». وأضاف «شكراً لأصدقائنا وشركائنا على موقفهم الشجاع». وليتوانيا، إحدى جمهوريات البلطيق السوفياتية السابقة الثلاث، هي عضو في كلّ من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وفي 15 مارس زار ثلاث رؤساء حكومات (بولندا والتشيك وسلوفينيا) كييف سوياً والتقوا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في أول زيارة يقوم بها قادة أجانب إلى أوكرانيا منذ بدأت روسيا غزو جارتها الموالية للغرب في 24 فبراير.

موسكو تطرد ديبلوماسيين أميركيين ردا على طرد ديبلوماسيين روس في الامم المتحدة

الراي.... قررت روسيا طرد ديبلوماسيين أميركيين، رداً على طرد واشنطن 12 عضوا في البعثة الديبلوماسية الروسية لدى الأمم المتحدة، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس الأربعاء. وذكر بيان الخارجية «في 23 مارس، تم تسليم مذكرة تضم لائحة بأسماء الديبلوماسيين الأميركيين الذين أعلن أنهم أشخاص غير مرغوب فيهم إلى رئيس البعثة الديبلوماسية الأميركية الذي تم استدعاؤه إلى وزارة الخارجية الروسية». ويأتي هذا القرار رداً على طرد واشنطن ديبلوماسيين من البعثة الديبلوماسية الروسية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بحسب المصدر. وأضاف البيان أن «الجانب الأميركي أُبلغ بشكل حازم أن أي عمل عدائي تقوم به الولايات المتحدة ضد روسيا سيقابل برد حازم ومناسب». وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية تلقي قائمة الأسماء التي أعدتها موسكو. وقال المسؤول إن هذا التدبير هو «أحدث خطوة غير مفيدة وغير بناءة تتّخذها روسيا على صعيد علاقاتنا الثنائية. نطالب الحكومة الروسية بوضع حدّ لعمليات الطرد غير المبرّرة لديبلوماسيين وموظفين أميركيين». وقال المتحدّث «الآن وأكثر من أي وقت مضى من الضروري أن يكون لبلدينا الطاقم الديبلوماسي اللازم من أجل تسهيل التواصل بين حكومتينا».

زيلينسكي يدعو إلى تظاهرات حول العالم ضد الغزو الروسي لأوكرانيا

الراي.... حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأربعاء، شعوب العالم على التظاهر في الشوارع ضدّ الغزو الروسي لبلاده. ودعا زيلينسكي في تسجيل فيديو تحدّث فيه بالإنكليزية إلى «رفع الشعارات الأوكرانية دعماً لأوكرانيا ودعماً للحرية وللحياة». وأضاف «انزلوا إلى ساحاتكم، إلى شوارعكم، أظهِروا أنفسكم وأسمِعوا أصواتكم».

واشنطن تفرض غداً عقوبات على متمولين ومسؤولين سياسيين من روسيا

الراي... قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن الولايات المتحدة ستفرض غداً الخميس "مجموعة من العقوبات تشمل في الوقت نفسه شخصيات سياسية ومتمولين روساً. وصرح سوليفان، للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية خلال مرافقته الرئيس جو بايدن الى أوروبا، إن دول مجموعة السبع ستطلق «مبادرة» لضمان عدم التفاف موسكو على العقوبات التي سبق ان فرضت عليها اثر غزوها اوكرانيا في 24 فبراير.

كييف: جيش بيلاروسيا يعارض الحرب

الجريدة... أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أن «إمكانية اشتراك القوات المسلحة البيلاروسية في الحرب إلى جانب روسيا قائمة»، لكنها متوقفة بسبب رفض عدد كبير من الأفراد وبعض القادة في الجيش. وقالت إن «القيادة العسكرية والسياسية لبيلاروسيا تواصل تقديم الدعم الكامل للقوات الروسية في استخدام شبكات المطارات والنقل، وبعض مرافق الرعاية الصحية، وبالتالي فهي متورطة في جرائم ضد الشعب الأوكراني». ونقلت شبكة «سي ان ان»، أمس الأول، عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين أنه بات من المرجح أن تدخل بيلاروسيا الحرب إلى جانب روسيا، ربما تنضم قريبا إلى حربها ضد أوكرانيا. وأعلنت الحكومة البيلاروسية أنها طلبت من الجانب الأوكراني خفض عدد دبلوماسييه العاملين في أراضيها، بدعوى ممارستهم «أنشطة لا تتوافق مع وضعهم الدبلوماسي».

«الطوابير» تعيد الروس لـ «الزمن السوفياتي»

الجريدة... الروس يصطفون في طوابير طويلة أمام المحلات للحصول على السكر والسلع الأساسية الأخرى... في مشهد يذكر بزمن الاتحاد السوفياتي، وثقت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي الطوابير الطويلة و«المعارك» التي تحدث في المحلات للحصول على السكر والسلع الأساسية الأخرى، التي اختفت من المحلات جراء العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب غزو أوكرانيا. وقال تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية إن أكياس السكر والحنطة السوداء بدأت الاختفاء من الأسواق المحلية بعد أسبوع واحد من بدء الحرب. وأبلغت المتاجر في بعض المدن الكبرى عن نقص في المنتجات الأساسية، بينما ارتفعت أسعار السلع المستوردة، مثل المنظفات والملابس ومعاجين الأسنان، مع انخفاض قيمة الروبل جراء العقوبات. وحتى الأدوية بدأت تختفي من أرفف الصيدليات، وتشير بعض الاستطلاعات إلى أن الأطباء الروس يواجهون نقصا في أكثر من 80 دواء بالصيدليات، بما في ذلك الأنسولين وأدوية الأطفال الشائعة المضادة للالتهابات، ويعاني آلاف الموظفين الذين تم الاستغناء عن خدماتهم مع إغلاق الشركات الأجنبية الكبيرة أعمالها هناك. كما أوقفت المصانع المحلية وأصحاب الأعمال أنشطتهم مؤقتا، مثل شركة AvtoVAZ، وهي واحدة من كبرى شركات السيارات. وقالت إلينا ريباكوفا، نائبة كبير الاقتصاديين في معهد التمويل الدولي: «أعتقد أننا نعود بثبات إلى الاتحاد السوفياتي»، مضيفة: «لا أراها بمنزلة صدمة مؤقتة، ومن ثم سنعود إلى الديموقراطية الليبرالية وإعادة الاندماج في العالم، ما لم يكن هناك تغيير في الحكومة». وترى ريباكوفا انه مع اكماش الاقتصاد الروسي سيرتفع التضخم إلى 20 في المئة هذا العام، وهذا يعني للروس العاديين «الفقر واليأس... أصبح الناس ضعفاء جدا في هذه الأزمة. ليس لديهم مدخرات، وبالكاد كانوا يعيشون من قبل، والآن سيقضون أياما في طوابير، ويفتقرون إلى الوصول للرعاية الصحية الأساسية والأدوية».

موسكو تحذّر من نشر قوات غربية... وتصعّد ضد وفد كييف إلى المفاوضات

بوتين مصرّ على شروطه لوقف النار... وجيشه يضغط في خاركيف وماريوبول

الشرق الاوسط... موسكو: رائد جبر... كرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التأكيد على شروط بلاده لوقف العملية العسكرية في أوكرانيا، وشدد خلال مكالمة هاتفية مع المستشار الألماني أولاف شولتس، أمس، على التمسك بـ«المواقف المبدئية لبلاده في إطار المفاوضات» مع وفد أوكرانيا. وتزامن الضغط العسكري الروسي المتواصل حول المدن الكبرى في أوكرانيا؛ خصوصاً في خاركيف وماريوبول، مع تصاعد لهجة الانتقادات الروسية ضد المفاوضين الأوكرانيين الذين وصفتهم الخارجية الروسية بأنهم «لا يمثلون أوكرانيا، ويتلقون الأوامر من واشنطن». وأعلن الكرملين أن بوتين ناقش هاتفياً مع شولتس المفاوضات المتواصلة بين موسكو وكييف لوقف الأعمال القتالية في أوكرانيا. وأفاد، في بيان، أن بوتين كرر طرح «عدد من الاعتبارات في سياق مواقف روسيا المبدئية في هذه المفاوضات». وجاءت المكالمة بعد يوم من اتصال تلقاه بوتين من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون تم خلاله التركيز على ملف المفاوضات أيضاً. في الأثناء، حذر الكرملين أمس، الغرب من الاستجابة لدعوات أطلقتها بلدان غربية، على رأسها بولندا، لإرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا. وقال الناطق الرئاسي، دميتري بيسكوف، إن «هذه ستكون خطوة متهورة وخطيرة، وقد تؤدي إلى عواقب يصعب إصلاحها». وزاد أن بلاده «تنفذ عملية عسكرية خاصة في هذه المنطقة، وأي احتكاك محتمل بين قواتنا العسكرية وقوات الناتو يمكن أن يؤدي إلى عواقب واضحة، ويصعب إصلاحها». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وجّه تحذيراً مماثلاً في وقت سابق، ورأى أن الدعوة البولندية «غوغائية»، مشيراً إلى أن اتخاذ حلف الأطلسي قراراً من هذا النوع قد يؤدي إلى صدام مباشر بين روسيا والناتو. وأضاف لافروف أن المسؤولين البولنديين، الذين يعلنون عن الحاجة إلى إرسال قوات حفظ سلام تابعة لحلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا، معروفون بـ«تحركاتهم الاستفزازية» التي تهدف إلى إثارة «مشكلة كبيرة». في غضون ذلك، شدد الكرملين على رفض المعطيات التي تقدمها أوكرانيا والغرب حول سقوط ضحايا مدنيين في أوكرانيا خلال العملية العسكرية. وقال بيسكوف إن «موسكو لا تثق بتصريحات كييف حول سقوط ضحايا بين المدنيين نتيجة عمليات القصف الروسية»، مشيراً إلى أن «العسكريين الروس لا يقاتلون ضد المدنيين». وخلال إيجاز صحافي أمس، علق بيسكوف على تقارير النيابة العامة الأوكرانية عن سقوط قتلى بين المدنيين، بينهم أطفال، نتيجة ضربات الجيش الروسي. وقال: «لا نصدق النيابة العامة الأوكرانية... العسكريون الروس لا يستهدفون المدنيين، بل يساعدونهم، وللأسف هناك كثير من الشهود الذين يخرجون من المدن ويقولون إنهم كانوا محتجزين هناك كدروع بشرية. وإن كتائب القوميين المتطرفين تطلق النار على المدنيين، وقد زادت مثل هذه الحوادث على نطاق واسع». وقال بيسكوف إن العسكريين الروس «لا يقاتلون المدنيين الأوكرانيين ما داموا لا يحملون السلاح ولا يصوبون نحو جنودنا». في الوقت ذاته، قلل بيسكوف من أهمية التقارير الغربية التي تحدثت عن تعثر العملية العسكرية الروسية واصطدامها بمقاومة حوّلت مسار القتال، وقال إن «العملية العسكرية في أوكرانيا تتواصل وفق الخطط والأهداف الموضوعة». تزامن ذلك مع حملة عنيفة شنتها الخارجية الروسية على وفد المفاوضين الأوكرانيين، فيما بدا أنه استمرار لحملة بدأت منذ يومين، على خلفية تعثر المفاوضات ورفض الوفد الأوكراني تقديم تنازلات جوهرية. وكانت موسكو أعلنت أول من أمس أنها «ليست راضية عن العملية التفاوضية التي تسير بشكل بطيء»، لكن الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا صعّدت لهجة الانتقادات أمس، وقالت إن «وفد التفاوض الأوكراني الذي يشارك في المفاوضات مع روسيا لا يمثل وجهة النظر الأوكرانية، بل يعمل وفقاً للتوصيات الأميركية». وزادت أنه «من الممكن إجراء حوار بناء إذا كان مَن تتحاور معه يمثل وطنه، على عكس ما نشهده حالياً، عندما ينطلق وفد المفاوضات من إملاءات الولايات المتحدة (...) إنهم يتلون المنشورات التي تكتب وترمى إليهم من هناك (أميركا)، فأي حوار سيكون في هذه الحالة؟! قد يكون هناك حوار، لكنه لن يؤدي إلى النتيجة المرجوة». ميدانياً، واصلت القوات الروسية الضغط العسكري القوي حول المدن الأوكرانية الكبرى، ومع تواصل المعارك في خاركيف وماريوبول بدا أن القوات الروسية أبطأت مجدداً من تقدمها نحو كييف، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن أنها استهدفت في منطقة ريفني بالقرب من مدينة لفيف، شحنة كبيرة من الأسلحة الغربية التي سلمت إلى أوكرانيا أخيراً، بصواريخ عالية الدقة بعيدة المدى، أطلقت من قواعد بحرية. وتعد هذه الضربة الثالثة خلال أقل من أسبوع على مناطق في غرب أوكرانيا، تقول موسكو إنه يجري تخزين كميات من الأسلحة والمعدات الغربية فيها. وكانت القوات الأوكرانية قد حصلت على جزء كبير من تلك الترسانة من الأسلحة والمعدات العسكرية من الدول الغربية. وفي مناطق الجنوب الشرقي لأوكرانيا، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، أن القوات المسلحة الروسية واصلت خلال الساعات الـ24 الماضية استهداف وحدات اللواء 54 الميكانيكي المنفصل للقوات المسلحة الأوكرانية، الذي يقاتل لاستعادة السيطرة على بلدة نوفوميخايلوفكا (قرب دونيتسك)». وقال إن قوات دونيتسك «بعد انتهائها من تمشيط بلدة فيرخنيتوريتسكويه من القوميين الأوكرانيين المتطرفين، تواصل ملاحقة فلول اللواء 25 الأوكراني المحمول جواً، وقد سيطرت على محطة سكك الحديد في بلدة نوفوباخموتوفكا». وزاد الناطق في إيجازه اليومي لمسار العمليات العسكرية أنه تم تدمير 3 دبابات ومركبات قتال مشاة ومدفعي هاون و5 مركبات الطرق الوعرة، خلال الليلة الماضية. وقال إن الطائرات والمروحيات الروسية قصفت 97 هدفاً من مرافق البنية التحتية العسكرية في أوكرانيا في الـ24 ساعة الماضية، بينها قاذفتان وعربة نقل وتحميل ومنظومة الصواريخ التكتيكية «توتشكا يو» في المنطقة الصناعية شمالاً على أطراف العاصمة كييف، و8 أنظمة صواريخ مضادة للطائرات، من بينها 6 أنظمة من طراز «بوك»، ومنظومة من طراز «إس 300»، ومركبة قتالية واحدة من طراز «زد آر كيه – النحلة»، و10 مواقع قيادة، و8 مدافع ميدانية، بالإضافة إلى 3 محطات استطلاع مدفعية من إنتاج دول حلف «الناتو». كما أسقطت أنظمة الدفاع الجوي الروسية في اليوم الأخير طائرة أوكرانية من طراز «سوخوي 24» في منطقة مدينة إيزيوم، و16 طائرة أوكرانية بدون طيار، بما في ذلك 3 طائرات من طراز «بيرقدار تي بي - 2» في محيط بلدات روجين وكاراشيف ومكسيم غوركي.

زيارة بايدن تستبق «انعطاف» مسار الحرب في أوكرانيا

دوائر عسكرية وسياسية أوروبية لا تستبعد هزيمة واسعة للقوات الروسية

الشرق الاوسط... بروكسل: شوقي الريّس... لا تقتصر مشاركة الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم وغداً في القمم الثلاث، الأطلسية والأوروبية ومجموعة السبع، التي تستضيفها العاصمة البلجيكية، على تأكيد التضامن مع الحلفاء الأوروبيين في وجه التمدد العسكري الروسي وتهديدات موسكو باللجوء إلى استخدام الأسلحة غير التقليدية لتحقيق أهدافها التي بات الأوروبيون على يقين من أنها لن تقف عند حدود أوكرانيا. هذا ما تؤكده مصادر دبلوماسية وعسكرية مطلعة في بروكسل، وتقول إن مبادرة بايدن خطوة محسوبة بدقة لدى الاستخبارات والإدارة الأميركية لتتزامن القمم الثلاث مع انعطاف في مسرى الحرب الروسية في أوكرانيا التي تتزايد المؤشرات الميدانية على تعثّرها وإخفاقها في تحقيق جميع الأهداف التي وضعها الكرملين، واحتمالات ارتدادها في انتكاسة عسكرية وسياسية كبيرة، من شأنها أن تعيد خلط الأوراق بشكل جذري على الساحتين الأوروبية والدولية. وترى هذه المصادر أن المبادرة هي أيضاً تأكيد على أن الولايات المتحدة ما زالت هي القوة العظمى الوحيدة الفاعلة في الوقت الراهن. التقارير والتقديرات المتداولة منذ أيام في الدوائر العسكرية والسياسية الأوروبية لم تعد تستبعد هزيمة واسعة للقوات الروسية في أوكرانيا، بعد أن أخطأت موسكو في جميع حساباتها ودفعت بالقسم الأكبر من جيشها في هذه المغامرة، ولم تترك احتياطاً كافياً تستدعيه للقتال إثر اضطرارها لتعديل خططها والانتقال إلى تطويق المدن الكبرى ودكّها بالمدفعية، بعد أن صارت تعاني من نقص كبير في التموين والإمدادات وتتعرض لهجمات متواصلة من القوات والمقاومة الأوكرانية. ويتحدث خبراء في الحلف الأطلسي عن احتمالات جدية في أن تخسر القوات الروسية مواقعها بشكل مفاجئ، وليس بنتيجة حرب استنزاف بطيئة وطويلة، وأن تنهار معنوياتها بالكامل إذا تعذّر إيصال الإمدادات إليها أو سحبها بالتغطية اللازمة وإعادة تموضعها. ويخشى خبراء الحلف أن هذا السيناريو الذي بدأت تظهر بعض ملامحه في الأيام الأخيرة، قد يدفع بموسكو إلى إشعال جبهات أخرى، أو إلى خيارات الأسلحة غير التقليدية، مع كل ما يترتب عن ذلك من تداعيات تعمل أجهزة الناتو على الاستعداد لها. وكانت الأوساط الأطلسية توقّفت أمس عند التصريحات التي أدلى بها ديميتري بيسكوف، الناطق بلسان الكرملين، الذي قال إن روسيا قد تلجأ إلى استخدام الأسلحة النووية إذا تعرضّت لتهديد وجودي، موضحاً: «لدينا مفهوم معروف للأمن القومي ويمكن الاطّلاع على جميع الأسباب التي تستدعي استخدامنا للأسلحة النووية. إذا تعرّض وجود روسيا للتهديد، نستخدمها وفقاً لهذه العقيدة». في غضون ذلك، يستبعد المسؤولون في الدوائر الأطلسية والأوروبية أي حل دبلوماسي أو اتفاق للتهدئة أو وقف التصعيد بين الطرفين الروسي والأوكراني بعد الخسائر الفادحة التي تكبداها. كما يستبعد المراقبون أي تعديل جذري في صيغة المساعدات العسكرية الغربية إلى أوكرانيا، خاصة أن خبراء الناتو يعتبرون رفض الإدارة الأميركية فرض الحظر الجوي فوق أوكرانيا قراراً حكيماً ومتروياً، في خضمّ المشاعر التي تؤججها المشاهد المروّعة التي تتناقلها وسائل الإعلام ليل نهار عن الدمار والمعاناة الإنسانية للمدنيين الأوكرانيين. ويقول خبراء «الأطلسي» إنه من الأفضل بكثير تزويد القوات الأوكرانية بأسلحة متطورة تمكنهم من تكبيد الجيش الروسي خسائر فادحة، مثل صواريخ جافلين وستينغر الدقيقة والطائرات المسيّرة من طراز TB2 التي أظهرت فاعلية عالية ضد مرابض المدفعية الروسية. ويعتبر الخبراء أن تأثير الحظر الجوي محدود جداً على سير المعارك، إذ إن الأضرار الهائلة التي تتعرّض لها المدن الأوكرانية هي بسبب الصواريخ والقذائف المدفعية وليس سلاح الجو الروسي الذي تتحاشى موسكو إدخاله على نطاق واسع في المعارك، لتحاشي تعرّضه لخسائر أكيدة بفعل الدفاعات الأرضية المتطورة التي يملكها الجيش الأوكراني، وتزوده بها الدول الغربية. وفي مؤتمر صحافي، عقده بعد ظهر أمس (الأربعاء)، عشية القمة الأطلسية، أعلن الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبيرغ، أن الدول الأعضاء أعطت الضوء الأخضر لتعزيز القوات الأطلسية المنتشرة على الحدود الشرقية في بلغاريا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا، وقال: «أتوقع أن يوافق القادة على تعزيز حضور الحلف براً وبحراً وجواً على الجبهة الشرقية». وقال ستولتنبيرغ إن نشر مزيد من القوات على حدود هذه البلدان الأربعة سيضاعف عدد الفيالق الأطلسية الموجودة على الحدود الشرقية من 4 إلى 8، ويوطّد قدرة الناتو على الردع والدفاع على الأمد الطويل في أوروبا. وفي تحذير مباشر إلى الصين، قال الأمين العام للحلف الأطلسي إن بكّين دعمت روسيا سياسياً، وساهمت في التضليل الإعلامي ونشر الأكاذيب، معرباً عن أمله في أن يطلب قادة الحلف من الصين عدم تقديم الدعم المادي لموسكو وأن تتحمل مسؤولياتها. وأضاف: «إذا أقدمت روسيا على استخدام أسلحة كيميائية، فستتغيّر طبيعة النزاع كليّاً، وتكون له تداعيات بعيدة المدى». إلى جانب ذلك، أفاد مصدر سياسي مطلع أن الحلفاء الغربيين صرفوا النظر عن اقتراح كان قيد الدرس منذ أيام لطرد روسيا من مجموعة العشرين؛ حيث إن أياً من أعضاء المجموعة له أن يمارس حق النقض ضد هذا الاقتراح، ولأن ذلك من شأنه أن يتسبب في إحراج الصين التي يسعى الغربيون إلى استمالتها في هذه الحرب، أو أقلّه إلى تحييدها وعدم مدّها موسكو بالمساعدات العسكرية والاقتصادية. ويدرس الحلفاء الغربيون كبديل لهذا الاقتراح عدم المشاركة في القمة المقبلة التي من المقرر أن تعقدها المجموعة في إندونيسيا، مطلع أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، والتي أبلغت السفيرة الروسية في جاكارتا السلطات الإندونيسية أمس بأن فلاديمير بوتين سيحضرها.

جونسون: بريطانيا ستزوّد أوكرانيا بستة آلاف صاروخ إضافي..

أعلن تقديم مساعدة للجيش الأوكراني بقيمة 25 مليون جنيه استرليني..

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين».. أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أنّ بلاده سترسل إلى أوكرانيا ستة آلاف صاروخ إضافي، ما يمثل زيادة بأكثر من الضعف في الأسلحة الفتاكة الدفاعية التي قرّرت لندن تزويد كييف بها منذ بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل شهر. وعشيّة قمّتي حلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع المقرّرتين في بروكسل الخميس، قال جونسون، إنّه «على الرّغم من المقاومة الشجاعة فوق العادة التي برهن عنها الأوكرانيون فلا يمكننا ولن نقف مكتوفي الأيدي ونسمح للروس بتحويل المدن الأوكرانية إلى رماد». وأضاف: «المملكة المتّحدة ستعمل مع حلفائها لزيادة الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا وتعزيز دفاعاتها في الوقت الذي تقلب فيه مسار هذه المعركة». وسبق لبريطانيا أن زوّدت أوكرانيا بأربعة آلاف صاروخ مضادّ للدبابات، من بينها خصوصاً صواريخ من نوعي «إن لاو» و«جافلين»، بالإضافة إلى صواريخ أرض-جو محمولة على الكتف من نوع ستارتريك. وبذلك يرتفع إلى أكثر من 10 آلاف عدد الصواريخ التي حصلت أو ستحصل عليها كييف من لندن منذ بدأ الجيش الروسي غزوه لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط). كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني أنّ لندن ستقدّم إلى الجيش الأوكراني مساعدة بقيمة 25 مليون جنيه استرليني (30 مليون يورو)، تضاف إلى أكثر من 400 مليون جنيه استرليني من المساعدات الاقتصادية والإنسانية التي سبق للندن وأن تعهّدت تقديمها لكييف. وحذّر رئيس الوزراء المحافظ من أنّه «بعد شهر من بدء الأزمة، يواجه المجتمع الدولي خياراً: إمّا أن نبقي شعلة الحرية مشتعلة في أوكرانيا، أو نخاطر برؤيتها تنطفئ في سائر أنحاء أوروبا والعالم». وستقدّم الحكومة البريطانية كذلك مبلغ 4.1 مليون جنيه إسترليني إلى «بي بي سي وورلد»، الخدمة الدولية لهيئة لإذاعة العامة البريطانية، وذلك بهدف «مواجهة التضليل الإعلامي في روسيا وأوكرانيا»، كما ستقدّم دعماً متزايداً للتحقيق الذي تجريه المحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب محتملة في أوكرانيا.

{البنتاغون}: القوات الأوكرانية تحافظ على تماسكها وقادرة على شن هجمات مضادة

الكرملين يعترف بأن «العملية العسكرية» لم تحقق أهدافها بعد... ويربط استخدام النووي بـ {تهديد وجودي}

واشنطن: إيلي يوسف - موسكو: «الشرق الأوسط»... عدت التطورات التي شهدتها الحرب الدائرة في أوكرانيا في الساعات الأخيرة، مؤشرا عن دخولها مرحلة جديدة، لا يمكن التكهن على وجه الدقة بنتائجها، في ظل تعثر الجيش الروسي عن تحقيق أهدافه، على حد اعتراف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف. وجاء تأكيد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على ما أعلنته أوكرانيا، عن بدء بعض وحدات من جيشها بشن هجمات مضادة على القوات الروسية، وخصوصا في محيط العاصمة كييف، وتأكيد مسؤول دفاعي أميركي أن سلاح الجو الروسي زاد من هجماته في الساعات الأخيرة، ليعزز من توقعات الخبراء بأن الحرب في طريقها للتحول إلى مستنقع مديد، من شأنه أن يخلط حسابات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع ارتفاع تكلفتها البشرية والاقتصادية على بلاده. وأعلنت القوات الأوكرانية أنها استعادت السيطرة على بلدة ذات أهمية استراتيجية خارج كييف، في إشارة حديثة إلى أنها قد تتغلب على الجهود الروسية، التي استمرت أسابيع للاستيلاء على العاصمة مع تكثيف الكرملين لهجماته في جميع أنحاء البلاد. ورغم ذلك، ما زال من غير الواضح إلى متى يمكن لأوكرانيا المحاصرة، الصمود والحفاظ على قوتها في المعركة غير المتوازنة، ضد قوة نووية رئيسية، عازمة على الاستيلاء على العاصمة والمدن الرئيسية، وخصوصا الساحلية منها. وفيما يستعد الرئيس الأميركي جو بايدن لتعزيز التضامن مع الأوروبيين هذا الأسبوع، كرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مناشداته لمزيد من الدعم العسكري الغربي، محذرا من أن الطموحات الروسية «تتجاوز احتلال بلاده». وأكد البنتاغون أن ساحة المعركة لم تتغير إلى حد كبير عما كانت عليه منذ أسابيع، حيث سُجّل ارتفاع في عدد القتلى مع استمرار القصف المدفعي على العديد من المدن الأوكرانية، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية وإرهاب المدنيين. وهذا ما شهدته بشكل خاص مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة، حيث تعرضت لبعض أسوأ أعمال العنف منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير (شباط) الماضي. ولكن حتى مع تصعيد الكرملين لهجماته، بدا أن المقاومة الأوكرانية صامدة، على الأقل في الوقت الحالي. وقال مسؤول دفاعي في البنتاغون إن القوات الأوكرانية واصلت صد المحاولات الروسية لغزو العاصمة الأوكرانية كييف، من جهة الشمال الغربي على بعد نحو 15 كيلومترا، ومن الشرق على بعد نحو 30 كيلومترا. وأضاف، أنه لم يكن هناك «تغييرات حقيقية من قبل الروس على الأرض قرب كييف». وقال إن لدى البنتاغون معطيات تشير إلى أن القوات الأوكرانية باتت مؤهلة أكثر لشن المزيد من الهجمات المضادة ضد القوات الروسية، ليس فقط في محيط العاصمة كييف، بل وفي مناطق أخرى. وقال المسؤول إن تقديرات الولايات المتحدة تشير أيضا إلى أن الروس أطلقوا أكثر من 1100 صاروخ منذ غزو أوكرانيا. وأضاف أن الروس يحاولون النزول من خاركيف، باتجاه إيزيوم، إلى الجنوب الشرقي من خاركيف، وهو ما يُعتقد أنه محاولة لقطع منطقة عمليات القوات المشتركة التي هي في الأساس دونباس. وقال: «هذا سبب واحد وليس السبب الوحيد، ونعتقد أنهم مهتمون جدا بماريوبول حتى يتمكنوا من الصعود من الجنوب ومن الشمال من إيزيوم»، حيث يقاتل الأوكرانيون بشدة لاستعادة المدينة من الروس. وقال: «لاحظنا خلال الساعات الماضية أن الروس كانوا على الأرجح يطلقون النار من بحر آزوف، إلى الجنوب من ماريوبول، ولديهم سفن في بحر آزوف ونعتقد أنهم كانوا يقصفون المدينة ولم يكن هذا هو الحال بالأمس». وقال: «نواصل مراقبة عدد من القوات الروسية داخل المدينة. ونعتقد أن بعضها على الأقل قوات انفصالية جاءت من دونباس. الأوكرانيون يقاتلون بشدة لمنع ماريوبول من السقوط». وقيمت وزارة الدفاع للمرة الأولى أن القوة الروسية تراجعت إلى أقل بقليل من 90 في المائة من مستوى القوة القتالية المقدرة المتاحة. وقال مسؤول دفاعي إن العدد يشمل القوة القتالية الروسية التي تم تجميعها في بيلاروسيا قبل الغزو، لكنه ليس تقييما لكل القوة العسكرية الروسية. وأضاف «حتى الساعة لا توجد مؤشرات ملموسة على وصول تعزيزات روسية أو وصول مقاتلين أجانب إلى البلاد». وقال: «نحن نقدر أن مجموعة فاغنر نشطة في أوكرانيا، ونعتقد أن النشاط يتم إلى حد كبير في منطقة دونباس». «ما زلنا نرى مؤشرات على وجود هذه المناقشات حول التعزيزات والمقاتلين الأجانب وهم يضعون هذه الأنواع من الخطط، سواء من حيث إعادة الإمداد وأيضا التعزيزات. الأمر فقط أننا لم نشهد حدوث ذلك بالفعل». ورغم تأكيدات البنتاغون على أنه لم «يطرأ تغير كبير على المجال الجوي»، قال المسؤول الدفاعي إن سلاح الجو الروسي عزز من عدد العمليات التي يقوم بها يومياً بنسبة 50 في المائة، ونشر مجموعة متزايدة من الطائرات من دون طيار والذخائر العسكرية. يأتي ذلك رغم إرسال الولايات المتحدة وحلفائها الآلاف من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة إلى أوكرانيا، وتمكنها من إسقاط الكثير من الطائرات في وقت مبكر من الحرب. وقال محللون إن الصواريخ أجبرت روسيا على تعديل عملياتها الجوية، لكنها لم توقفها. وأضاف المسؤول الدفاعي أن روسيا نفذت نحو 300 طلعة جوية في الساعات الأربع والعشرين الماضية، ارتفاعا من متوسط نحو 200 طلعة جوية في الأيام السابقة. وأشار محللون إلى أن الزيادة في العمليات الجوية الروسية يمكن أن تُعزى على الأرجح إلى عدة عوامل، من بينها تركيز أوكرانيا لدفاعاتها الجوية عالية الدقة في عدد قليل من المواقع، بما في ذلك العاصمة كييف، وخاركيف، ثاني أكبر مدينة، الأمر الذي ترك لروسيا حرية في تنفيذ عدد متزايد من الضربات الجوية حول مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية، حيث يستمر القتال، وتضع روسيا نصب عينيها ما قد يكون أول انتصار استراتيجي لها في الحرب. كما أن الكميات الهائلة من منظومات الدفاع الجوي المحمولة التي تمتلكها أوكرانيا، خلقت الآن تحديات لروسيا في استخدام طائرات الهليكوبتر والطائرات النفاثة التي تحلق على ارتفاع منخفض. ولكن يبدو أن هذه الطائرات تأقلمت، من خلال قيامها بهجمات من خارج نطاق الدفاعات الجوية الأوكرانية في كثير من الأحيان. وقال المسؤول الدفاعي الأميركي إن «عددا كبيرا» من العمليات الجوية الروسية في الحرب تنفذ من خارج المجال الجوي الروسي أو البيلاروسي. وأضاف أن روسيا شنت غارات جوية عدة مرات على أوكرانيا من خارج المجال الجوي الأوكراني، بما في ذلك إطلاق صواريخ «كروز» من قاذفات بعيدة المدى، كالتي استهدفت مركز تدريب في يافوريف غرب أوكرانيا، مؤكدا على أن طائرات روسية أخرى، تغامر بالتحليق في المجال الجوي الأوكراني لفترات قصيرة فقط. إلى ذلك اعترف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، بأن روسيا لم تحقق بعد أياً من أهدافها العسكرية في أوكرانيا. ولم يستبعد بيسكوف في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» أن تفكر بلاده في استخدام الأسلحة النووية، إذا ما تعرضت لما سماه «تهديدا وجوديا». وعن الأهداف التي حققتها موسكو في أوكرانيا بعد نحو شهر من المعارك، أجاب بيسكوف: «حسنا ليس بعد. لم تتحقق بعد». وزعم أن «العملية العسكرية الخاصة»، وهو التعبير الذي يستخدمه الكرملين لوصف الغزو الروسي لأوكرانيا، تجري بشكل صارم وفقا للخطط والأغراض التي تم تحديدها مسبقا. وأضاف أن روسيا هاجمت أهدافا عسكرية فقط، رغم التقارير العديدة عن الضربات الجوية الروسية ضد أهداف مدنية. ولدى سؤاله عن الظروف التي يمكن أن تجبر الرئيس بوتين على استخدام القدرة النووية الروسية، قال بيسكوف: «إذا كان ذلك يمثل تهديدا وجوديا لبلدنا، فيمكن أن يحدث ذلك». وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد لمح إلى استخدام الأسلحة النووية ضد الدول التي اعتبرها تمثل «تهديدا» لروسيا. وفي الشهر الماضي قال: «بغض النظر عمن يحاول الوقوف في طريقنا، أو خلق تهديدات لبلدنا وشعبنا، يجب أن يعلموا أن روسيا سترد على الفور، وستكون العواقب كما لم تروها من قبل»، الأمر الذي عد تهديدا عن عدم تورعه في استخدام السلاح النووي، أو على الأقل التكتيكي منه.

العالم يطمع بـ«حلول عربية» للفكاك من «الكارثة الأوكرانية»

جولات مكوكية لمسؤولين من اليابان إلى أميركا بحثاً عن دعم قوي

الشرق الاوسط... القاهرة: أحمد الغمراوي... خلال الأيام الماضية، وتحديدا الأسبوع الأخير، لم تتوقف الجولات المكوكية التي يقوم بها كبار المسؤولين من مختلف الدول شرقا وغربا إلى المنطقة العربية من الخليج إلى المحيط، بحثا عن حلول للكارثة الأوكرانية التي تبدو كقنبلة منزوعة الفتيل تهدد الاقتصاد العالمي برمته. فتارة نرى سعيا يابانيا لتأمين مصادر الطاقة، وأخرى نشهد طلبات أوروبية مماثلة، أو مناشدات أميركية لمحاولة إنقاذ الموقف... وفي المقابل فإن المواقف العربية الواضحة تصب جميعا في خانة «عدم الانحياز وسط الصراع» و«أولوية ضمان أمن أسواق الطاقة العالمية» و«الحفاظ على توازنات للعلاقات مع مختلف الأطراف». الإصرار الأميركي على تقليم أظافر الدب الروسي عقب غزو أوكرانيا لا يخفى على أحد، كما أن مساعي واشنطن لحشد أكبر قدر من الحلفاء تضعها في بؤرة المسؤولية عن تأمين هؤلاء الحلفاء، خاصة على خط المواجهة الرئيسي في أوروبا ضد أي مخاطر طاقوية خلال قادم الأيام. هذا التوجه شهد ذروته خلال الأيام الأخيرة مع تكثيف خاص لمحاولات حظر وخنق صادرات الطاقة الروسية كأقوى الأسلحة الغربية في مواجهة روسيا، لكنه سلاح غاشم، إذ إن أوروبا والعالم بشكل أوسع مهدد بفقدان مصدر للطاقة لا يمكن - نظريا حتى الآن - تعويضه. وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الأسبوع الماضي من أن تباطؤ النمو عقب الحرب على أوكرانيا، قد يؤدي إلى خفض الاستهلاك العالمي بـ1.3 مليون برميل في اليوم في الفصول الثلاثة الأخيرة من العام... إلا أنها أشارت أيضًا إلى أن الاضطرابات التي تؤثر على عمليات التصدير الروسية قد تُحدث «صدمة عالمية للعرض»، ما سيحرم السوق العالمية من ثلاثة ملايين برميل في اليوم، وقد ترتفع هذه الكمية إذا أصبحت العقوبات المفروضة على موسكو أكثر صرامة. وقالت الوكالة الجمعة إن الاجتماع المقبل لأوبك وحلفائها ضمن تحالف أوبك+ المقرر في 31 مارس (آذار)، قد يسمح بـ«تهدئة السوق». وبدورها قالت فيتول، تاجر الطاقة العالمي، إن تزايد الطلب على النفط مصحوبا بنمو مكبوح في الإنتاج تسببا في هبوط مخزونات الخام بمقدار مليوني برميل يوميا إلى أدنى مستوياتها في عدة أعوام، مضيفة أن شحا في المعروض في أسواق الطاقة كان موجودا بالفعل قبل تفجر الأزمة بين روسيا وأوكرانيا. وأضافت أن أسواق الغاز والكهرباء عانت تقلبات لم يسبق لها مثيل في أوائل الخريف في أوروبا وفي ديسمبر (كانون الأول) بسبب مخاوف من نقص في المعروض. وبعيدا عن ملفات الطاقة المباشرة، فقد أكدت شركة الشحن الدنماركية العملاقة «ميرسك» أن ارتفاع أسعار الوقود سيؤثر على صناعة الشحن ويزيد من التأخير في سلاسل التوريد العالمية، والتي تشهد بالفعل اختناقات. وقالت الشركة إنه «مع ارتفاع تكلفة الوقود، يمكن أن ترتفع تكلفة حركة البضائع وتتسبب في المزيد من التأخيرات والتراكمات للصناعات، مما يؤدي إلى حدوث اضطرابات عبر سلاسل التوريد ويؤثر على سلاسة حركة الأعمال»، وفقا لما نقلته وكالة «بلومبرغ». وأضافت «سيتعين على سلاسل الإمدادات إدخال المزيد من المرونة على المسارات اللوجيستية، وخلق فرص بديلة من خلال الخيارات القريبة والبعيدة المحتملة، ومواكبة الاضطرابات المحلية والعالمية».

بداية بريطانية

التوجه الغربي نحو المنطقة بدأ بشكل جلي منتصف الشهر الجاري، مع زيارة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للسعودية، ومناشدته ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال لقائهما، بالعمل على زيادة الإنتاج لتهدئة الأسعار والمخاوف... حيث ناقشا «تطورات الأوضاع في أوكرانيا» بينما تسعى أوروبا لتقليل اعتمادها على الخام الروسي. وبحسب مكتب جونسون، تشكل الإمارات والسعودية أكبر شريكين اقتصاديين للمملكة المتحدة في المنطقة، إذ بلغت قيمة التبادل التجاري نحو 15.9 مليار دولار مع أبوظبي و13.9 مليار دولار مع الرياض في 2020، فيما تمثل الواردات الروسية 8 في المائة من إجمالي الطلب على النفط في المملكة المتحدة. وفي ختام اللقاء، أكد جونسون أن السعودية «متفهمة الحاجة لاستقرار أسواق النفط والغاز العالمية»، لكن دون التطرق إلى أي اتفاق حول زيادة الإنتاج... وهو ما يظهر أنه تأكيد على سياسة المملكة المعلنة في الحفاظ على أمن أسواق الطاقة مع الحفاظ أيضا على قوام تحالف «أوبك بلس»، والذي بدوره يحفظ أمن الطاقة العالمية بشكل كبير. وهو ذات المفهوم الذي وصله جونسون خلال زيارته إلى الإمارات في اليوم السابق. وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أكد للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نهاية الشهر الماضي، أن بلاده ملتزمة باتفاق تحالف «أوبك بلاس» حول كميات إنتاج النفط والذي تقوده إلى جانب روسيا، وذلك خلال اتصال هاتفي شمل «بحث الأوضاع في أوكرانيا... وأثر الأزمة على أسواق الطاقة». وخلال الساعات الماضية، أكد الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر، على توازن سياسات المملكة، قائلا إن الشركة ملتزمة بالكامل بكافة العقوبات المفروضة على روسيا، واصفاً إمدادات النفط الروسية بـ«المهمة» لأسواق الخام العالمية. وأضاف أن «الشركة ستقوم بدورها في هذا الشأن بناء على التوجيهات التي ترد إليها من وزارة الطاقة، ليس لدينا أي عمليات تجارية في روسيا، فقط مركز للبحث والتطوير».

ألمانيا المتوترة

المقاومة الأساسية للمشروع الأميركي - البريطاني تأتي من ألمانيا شديدة الاعتماد على الغاز والنفط الروسي، بما يعني أن فقدانهما قد يهدد - لا فقط الصناعة الألمانية التي تعد أهم عضلات البلاد الاقتصادية، لكنه يهدد أيضا سكان البلاد بالموت بردا في بيوتهم. وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية يوم الاثنين إن ألمانيا لا تزال على موقفها بأنها لا تستطيع الاستغناء عن واردات النفط الروسية، وذلك في ظل المناقشات التي يجريها الاتحاد الأوروبي حول فرض مزيد من العقوبات على موسكو. وقال المتحدث الألماني ذلك فيما كان وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك في محادثات رفيعة بالإمارات، دارت حول توسيع الشراكة بين البلدين في مجال الهيدروجين الأخضر المُنتج على أساس مصادر طاقة متجددة دون انبعاثات كربونية. ومن المنتظر أن تؤدي هذه التقنية إلى التخلص من العوادم الكربونية الناتجة عن صناعات مثل الصلب والكيماويات، واستبدال الطاقة الأحفورية مثل الغاز الروسي على المدى الطويل. وبحسب تصريحات هابيك في الدوحة، فقد اتفقت ألمانيا وقطر يوم الأحد على شراكة طويلة الأمد في مجال الطاقة. وقطر من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم. ويتعلق الأمر من ناحية بعمليات توريد قصيرة الأجل إلى أوروبا، بالإضافة إلى عمليات توريد طويلة الأجل، والتي يجب أن تصل بعد ذلك إلى محطات غاز طبيعي مسال من المخطط إنشاؤها في ألمانيا. وتسعى الحكومة الألمانية إلى تقليل الاعتماد على الغاز الروسي في ظل الحرب العدوانية الروسية في أوكرانيا.

اليابان على الخط

ووسط الاهتمام الأوروبي، دخلت اليابان على الخط، وقال بيان لوزارة الخارجية الإماراتية يوم الاثنين إن وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد ناقش مع نظيره الياباني يوشيماسا هاياشي في أبوظبي جهود تحقيق الاستقرار والتوازن في أسواق الطاقة والغذاء العالمية في ضوء تطورات الأزمة الأوكرانية. وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الأسبوع الماضي إنه اتفق مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على العمل للمساهمة في تحقيق استقرار سوق النفط العالمية بعد أن أدت الحرب الأوكرانية إلى اضطراب السوق، والذي عزز أهمية مصدري الخام الخليجيين لمستوردي الطاقة مثل اليابان... وتستورد اليابان قرابة ثلث حاجاتها النفطية من الإمارات.

*الجزائر في الصورة:

وفي أقصى الغرب العربي، رفضت الجزائر الأسبوع الماضي طلبا قدمته الولايات المتحدة، من أجل إعادة تشغيل خط أنابيب الغاز المتوقف باتجاه إسبانيا، فيما كانت واشنطن تأمل أن تساعد هذه الخطوة في خفض اعتماد الأوروبيين على إمدادات الطاقة الروسية. وبحسب إذاعة فرنسا الدولية، فإن السلطات الجزائرية رفضت مؤخرا إعادة تشغيل هذا الخط الذي يمر عبر المغرب، وجرى الإعلان عن وقفه إثر توتر العلاقات مع الرباط، في نهاية 2021. وذكرت الإذاعة الفرنسية نقلا عن مصادر جزائرية، أن واشنطن طلبت إعادة تشغيل خط أنابيب الغاز خلال الزيارة التي أجرتها نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان مؤخرا، إلى كل من مدريد والرباط والجزائر. لكن الجزائر التي تمد الدول الأوروبية بـ11 في المائة من واردات الغاز، لا تريد زيادة الكمية في الوقت الحالي. وأضافت الإذاعة أن الجزائر تتعامل مع الملف الأوكراني بـ«حذر كبير»، في إطار الحرص على العلاقات القائمة مع موسكو، ورفض الاصطفاف مع الغرب في الأزمة. وتوقف خط أنابيب الغاز الذي يعبر البحر المتوسط في 31 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عندما رفضت الجزائر تجديد العقد الذي كان يربطها بالمغرب، بسبب خلافات سياسية مع البلد الجار. وتوضح الإذاعة الفرنسية، أنه حتى لو وافقت الجزائر على زيادة الإمدادات صوب أوروبا، فإن ذلك لن يكون بمثابة حل على المدى القريب. وأضافت أن رفع الإمدادات على المدى الطويل يستدعي القيام باستثمارات كبرى، وهذه الخطوة تحتاج 5 سنوات على الأقل حتى تؤتي ثمارها، في حين أن أوروبا تسابق الزمن لأجل تقليل اعتمادها على واردات الطاقة الروسية.



السابق

أخبار مصر وإفريقيا..مصر تدعو إلى توفير تمويل دولي لمجابهة التحديات المائية..«الوطني الليبي» يحذر من «انهيار عسكري» و«عودة الانقسام»..تونس تواجه إضراب 4 قطاعات حيوية.. القضاء الجزائري يأمر بمصادرة أملاك وجهاء نظام بوتفليقة..مدريد تتعهد إقامة علاقات «أكثر متانة» مع الرباط..حركة «الشباب» تشن هجوماً على مطار مقديشو..

التالي

أخبار لبنان.. إحباط أكبر عملية تهريب أسلحة ومخدرات من لبنان إلى إسرائيل.. القضاء يدخل المواجهة.. ماذا عن الإنتخابات والمحروقات والدولارات!.. توتير متنقّل وتدمير مُمنهج... فـ"تطيير" الانتخابات!.. الادعاء على جعجع بـ «أحداث الطيونة» يسمّم مسار الانتخابات..اتجاه إلى تسوية لاحتواء التوتر بين القضاء والمصارف.. ماكرون أقنع الفاتيكان... لا واشنطن.. عبد اللهيان في بيروت عارضاً المساهمة ببناء معملين للكهرباء..الرئيس اللبناني يتحدث عن «ضغوط دولية» عرقلت استخراج الغاز..


أخبار متعلّقة

أخبار وتقارير.. الحرب على اوكرانيا.. مسؤول أميركي للحرة: الروس يجندون سوريين.. وجنود يتركون الرتل خارج كييف.. قتل 13.. قصف روسي يطال مخبزا غرب كييف..أمريكا: نقل الأسلحة إلى أوكرانيا قد يصبح أصعب في الأيام المقبلة..رئيس الوزراء الكندي: فرض عقوبات على 10 شخصيات روسية.. الرئيس الأوكراني للأوروبيين: إذا سقطنا ستسقطون أنتم أيضاً.. بلينكن: إذا حدث أي اعتداء على أراضي النيتو فنحن ملتزمون بالدفاع عنها..موسكو: سنسمح للأوكرانيين بالفرار إلينا.. وكييف: خطوة غير أخلاقية..

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..النخبة الروسية فقدت الأمل في قدرة بوتين على الفوز بالحرب..«معارك طاحنة» ترافق انطلاق الهجوم الأوكراني المضاد.. «البنتاغون» يعلن حزمة مساعدات بمليارَي دولار للدفاع الجوي الأوكراني..محكمة تقضي بتسليم أوكرانيا «الذهب السكيثي» من شبه جزيرة القرم..محادثات بين رئيسي الأركان الروسي والصيني..ترمب يواجه 37 تهمة جنائية في قضية الوثائق..رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون يستقيل من البرلمان..أوروبا تسعى لحماية الصحافيين من «دعاوى التكميم»..الصين وكوبا تنفيان إقامة محطة تجسس..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,068,034

عدد الزوار: 6,933,232

المتواجدون الآن: 95