أخبار وتقارير.. الحرب الروسية على اوكرانيا.. روسيا تستبعد حرباً نووية... وكييف على «حافة النجاة»..أوروبا تبدو بلا «خطوط حُمر» في أوكرانيا..قوامها 5000 جندي.. الاتحاد الأوروبي يعتزم تأسيس قوة رد سريع..موسكو: نقلنا 800 طائرة أجنبية مستأجرة للسجلات الروسية..الرئيس الفرنسي يوسع مروحة اتصالاته قبل قمم بروكسل الثلاث..حرب أوكرانيا تتسبب في نقص الغذاء بالدول العربية..البيت الأبيض: الغرب سيعلن حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا..حرائق قرب تشيرنوبل... وذعر في محيط كييف..قصف روسي عنيف يزيد من معاناة خاركيف..تغير المشهد الأمني في أوروبا يستدعي تعديلات في سياسة «الاتحاد»..غوتيريش يطالب روسيا بوقف الحرب: أوكرانيا جحيم حقيقي.. الصين تجد نفسها في مأزق أمام الغزو الروسي..تقارير عسكرية تتوقع فوز أوكرانيا في الحرب..

تاريخ الإضافة الأربعاء 23 آذار 2022 - 4:48 ص    عدد الزيارات 1167    التعليقات 0    القسم دولية

        


روسيا تستبعد حرباً نووية... وكييف على «حافة النجاة»..

زيلينسكي يعد بإجراء استفتاء على أي اتفاق مع موسكو..

بايدن: بوتين محشور في الزاوية..

الجريدة... وسط مخاوف من تحول لا تحمد عقباه في إطار النزاع المتواصل منذ شهر، أكدت روسيا أنها تتعامل مع المسائل المتعلقة بالأسلحة النووية بطريقة مسؤولة، محذرة بأنه لا رابح في حال وقوع حرب بهذا السلاح الفتاك، في وقت اعتبرت الرئاسة الأوكرانية أن مهاجمة العاصمة كييف ستكون عملية انتحار. عشية القمة الاستثنائية لقادة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لمناقشة جهود ردع غزوها لأوكرانيا، استبعدت روسيا، التي يواجه هجومها في أوكرانيا عراقيل أوقفت تقدمه، خطر اندلاع حرب نووية. وشدد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف على أنه لا يمكن أن يكون هناك رابح في أي حرب نووية، ويجب عدم خوض مثل هذه الحرب أبدا، مؤكدا أن بلاده تتبنى "نهجا مسؤولا" تجاه المسائل المتعلقة بالأسلحة النووية، ولا تصعد الأمور على الإطلاق. جاء ذلك تزامنا مع إعلان مصادر أوكرانية اندلاع 7 حرائق بالقرب من محطة تشيرنوبل النووية الخاضعة للسيطرة الروسية منذ بداية الحرب، استنادا إلى صور أقمار اصطناعية لوكالة الفضاء الأوروبية.

إمدادات السلاح

إلى ذلك، دعا ريابكوف واشنطن إلى وقف إمدادات السلاح لأوكرانيا، مضيفا أن تصرفات الولايات المتحدة لا تؤثر على عزم روسيا، ولن تثنيها عن التحرك نحو تحقيق أهداف العملية العسكرية في أوكرانيا. وجاء التحذير الروسي تزامنا مع كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي عن مشاورات نشطة جارية مع دول أخرى من أجل تزويد أوكرانيا "بأنواع القدرات الدفاعية لتشمل الدفاعات الجوية بعيدة المدى المريحة في استخدامها"، مؤكدا أن هناك "بالتأكيد دليلا واضحا على أن القوات الروسية ترتكب جرائم حرب، والبنتاغون تساعد في جمع الأدلة على ذلك".

على حافة النجاة

في المقابل، نبه مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش أمس إلى أن السيطرة على العاصمة كييف من الأولويات الرئيسية لروسيا، لكن محاولتها القيام بذلك في الوقت الحالي تعد "انتحارا"، مؤكدا أن الأعمال العدائية الفعلية بين أوكرانيا وروسيا يمكن أن تنتهي في غضون ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع. وأبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مجددا استعداده لبحث كل الأمور بما يشمل شبه جزيرة القرم وإقليم دونباس مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إذا وافق على التفاوض مباشرة معه، موضحا أن أي "تسوية" لوضع حد للنزاع ستُعرض على استفتاء شعبي، كما جدد القول انه مستعد للتخلي عن عضوية الناتو مقابل ضمانات أمنية غربية. وفي كلمة للبرلمان الإيطالي، اعتبر زيلينسكي أمس أن أوكرانيا أضحت "على حافة النجاة"، معتبرا أن جيشها "يقاتل عن أوروبا برمتها. وقال زيلينسكي، عبر الفيديو، "بالنسبة للقوات الروسية، أوكرانيا هي البوابة لأوروبا إلى ذلك، وطالب البرلمان الإيطالي بفرض عقوبات على موسكو أقوى وأقسى من السابقة". ورد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأن المحادثات مع كييف لوضع حد للأعمال العسكرية "جوهرية" بشكل كاف، لافتا إلى أن روسيا لا تخطط لإنشاء سلطات محلية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها. وتابع بيسكوف: "هناك عملية ما تجري. نريد أن نرى محادثات أكثر نشاطا، وجوهرية بدرجة أكبر"، مشيرا إلى أن روسيا سلمت أوكرانيا مسودة وثائق في إطار عملية التفاوض، وردت على بعضها، موضحا أن نشر تفاصيل المفاوضات "قد يؤدي إلى الإضرار بالعملية التي تسير بشكل أبطأ مما نتمنى".

صحيفة روسية تحذف تقريراً عن مقتل 10 آلاف جندي روسي

نشرت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية الموالية للكرملين لفترة وجيزة حصيلة للجنود الروس الذين يعتقد أنهم قتلوا في أوكرانيا أعلى من الحصيلة الرسمية، إلا أنها حذفت هذه المعلومات لاحقا. وذكر تقرير على موقع الصحيفة الإلكتروني الأحد نقلا عن وزارة الدفاع أن 9861 جنديا روسيا قتلوا منذ بداية الحرب، كما أظهرت نسخة مؤرشفة تم تداولها أمس. وهذه الحصيلة أعلى بكثير من 498 قتيلا أكدتهم موسكو رسمياً في اول اسبوع من الحرب. وبعد بضع ساعات، اختفى هذا التقرير من الصحيفة. وقالت مصادر روسية ان الموقع تعرض للقرصنة. في المقابل، تقول كييف إن عدد قتلى الجيش الروسي في أوكرانيا بلغ أكثر من 15 ألف جندي، بينما قدرت الاستخبارات الأميركية عدد قتلى الجيش الروسي بـ 7 آلاف في الحد الأدنى خلال أول 20 يوما من القتال.

هجوم بيولوجي

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال أمس الأول إن بوتين "محشور في الزاوية"، وقد يلجأ إلى استخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية، متوقعا أن تشن موسكو هجمات سيبرانية على مصالح أميركية.

الهند وكوريا

وفي الوقت الذي خص بايدن الهند بالذكر كونها "مترددة نوعا ما" في اتخاذ إجراء ضد روسيا، أكبر مورد للمعدات العسكرية، وأشاد بالعضوين الآخرين في المجموعة الرباعية أستراليا واليابان، اجتمع نائب وزير الخارجية الروسي إيغور مورغولوف مع سفير كوريا الشمالية، وبحثا تطوير العلاقات الثنائية "في إطار التغيرات على الساحة الدولية". وجاء هذا التواصل في وقت تواجه روسيا عزلة متزايدة بسبب غزوها لأوكرانيا، وفرض عقوبات دولية مشددة عليها، وفي فبراير الماضي، أنحت كوريا الشمالية باللائمة في أزمة أوكرانيا على "سياسة الهيمنة" و"التعصب" التي تمارسها الولايات المتحدة والغرب. وفيما يدرس رئيس الوزراء البريطاني جونسون فكرة السفر لكييف، تلبية لدعوة زيلينسكي، نقلت شبكة "سي إن إن" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يستعد للذهاب إلى العاصمة الأوكرانية للمساعدة في جهود الوساطة، بعد تلقيه دعوة مماثلة. وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، ووزير المالية الهولندي، تجميد أصول تقدر بأكثر من 800 مليون يورو في روما و400 مليون يورو في أمستردام، لرجال أعمال روس مدرجين في قوائم عقوبات الاتحاد الأوروبي.

قصف وذعر

ميدانيا، استمر القصف على عدة مدن، مثل كييف وخاركيف وأوديسا وميكولايف ولفيف وفينيتسا وماريوبول الساحلية الكبرى المحاصرة، التي بقي الوضع فيها مأساويا، حيث تقيم غالبية من الناطقين بالروسية وتقع بين القرم ومنطقة دونيتسك الانفصالية. وفي خيرسون، الواقعة في جنوب أوكرانيا، تم تفريق تظاهرة للمدنيين ضد الاحتلال الروسي باستخدام الأسلحة الرشاشة وقنابل صوتية والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة شخص على الأقل. وفي بوريسبيل، جنوب شرق كييف، حاول المسؤولون تهدئة السكان وسط مخاوف من هجوم وشيك للقوات الروسية.

اليابان تحتج على تعليق روسيا مفاوضات السلام

الجريدة... أعرب رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا اليوم عن احتجاج بلاده على قرار روسيا تعليق المفاوضات لإبرام معاهدة سلام بينهما ردا على العقوبات التي فرضتها طوكيو على موسكو بسبب حرب أوكرانيا. وشدد كيشيدا على أن "الموقف الياباني المبدئي بالسعي إلى حل قضية الأراضي وإبرام معاهدة سلام مع روسيا لم يتغير". ولا يزال النزاع الدائر حول الجزر البركانية الأربع التي تطلق عليها روسيا اسم (الكوريل الجنوبية) وتسميها اليابان (الأقاليم الشمالية) يحول دون توقيع معاهدة سلام لإنهاء الحرب العالمية الثانية رسميا بين البلدين.

عمران خان يقترح «وساطة إسلامية»

الجريدة.. اقترح رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان اليوم أن تبحث الدول الإسلامية كيفية التوسط والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الصراع الروسي - الأوكراني. وقال خان في مؤتمر لمنظمة التعاون الإسلامي في إسلام أباد "اسمحوا لي أن اقترح بأن نفكر خلال مناقشات منظمة التعاون الإسلامي مع وزراء الخارجية في الكيفية... التي نستطيع من خلالها التوسط وكيف يمكننا التوصل إلى وقف لإطلاق النار".

أوروبا تبدو بلا «خطوط حُمر» في أوكرانيا

الجريدة... تساءلت صحيفة لوفيغارو الفرنسية عما إذا كانت هناك خطوط حمر قد يدفع تجاوزها الأوروبيين إلى أتون الحرب في أوكرانيا. وتقول كاتبة التقرير إيزابيل لاسير إن الحزم الغربي في فرض عقوبات ومساعدة أوكرانيا لم يدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الاستسلام، وطرحت جملة تساؤلات بينها: ماذا سيحدث إذا شنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجوما كيماوياً على مدينة أوكرانية؟ وماذا سيكون رد فعل الأوروبيين إذا عانت العاصمة كييف نفس مصير ماريوبول من القصف المكثف؟ وكيف سيردون إذا ارتكبت موسكو حماقة إطلاق سلاح نووي تكتيكي على جيرانها؟ وماذا سيفعل الأوروبيون إذا أرسل بوتين في اختبار لتصميمهم صاروخاً إلى الحدود البولندية أو حدود دول البلطيق؟ مستنتجةً أن المسؤولين الأوروبيين ليست لديهم إجابة عن كل هذه الأسئلة. وتتساءل الكاتبة: ماذا سيكون تأثير الاتحاد الأوروبي في العالم بعد صمت المدافع، إذا فشل في وقف جنون الحرب؟ ورأت الكاتبة أن عنف الهجوم الروسي على أوكرانيا أيقظ الأوروبيين الذين عاشوا 30 عاما تحت تأثير أسطورة نهاية التاريخ، وكانوا في حالة إنكار تجاه روسيا التي حققت، في غضون أيام قليلة، إنجازًا يتمثل في إنهاء الحياد السويدي والسلام الألماني. الى ذلك، اتفق وزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي، أمس ، على استراتيجية أمنية تهدف إلى تعزيز الحضور العسكري للتكتل مع عودة الحرب إلى أوروبا تتضمن إنشاء قوة للرد السريع يصل قوامها إلى 5 آلاف جندي يمكن نشرهم بسرعة في حال الأزمات. وستتكون القوة التي ستحل محل المجموعات القتالية القائمة، التي أسسها التكتل عام 2007، لكنها لم توضع موضع الاستخدام قط، من «مكونات برية وجوية وبحرية» ومجهزة بقدرات نقل لتكون قادرة على «تنفيذ تدخلات لإنقاذ وإجلاء المواطنين الأوروبيين» العالقين في نزاع. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت في بروكسل إن بلادها مستعدة لتوفير النواة الأساسية للقوة بحلول عام 2025، وهو العام الذي من المفترض أن تصبح فيه القوة جاهزة للعمل. وأشار مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في بيان، الى إن «التهديدات تتزايد وتكلفة الجمود واضحة». في الوقت نفسه، أوضح الاتحاد الأوروبي أنه يرى جهوده مكملة لعمليات حلف شمال الأطلسي (ناتو) ولا تهدف إلى التنافس مع التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة باعتباره ركيزة الدفاع الغربي. ومن المتوقع أن يقر زعماء الاتحاد الأوروبي الاستراتيجية الأمنية، التي يشار إليها بالبوصلة الاستراتيجية، في قمة تُعقد يومَي الخميس والجمعة المقبلين في بروكسل.

قوامها 5000 جندي.. الاتحاد الأوروبي يعتزم تأسيس قوة رد سريع

الخليج الجديد.. المصدر | رويترز...اتفق وزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي، الإثنين، على استراتيجية أمنية تهدف إلى تعزيز الحضور العسكري للتكتل مع عودة الحرب إلى أوروبا تتضمن إنشاء قوة للرد السريع يصل قوامها إلى 5 آلاف جندي يمكن نشرهم بسرعة في حالة الأزمات. وقال "جوزيب بوريل" مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في بيان "التهديدات تتزايد وتكلفة الجمود واضحة"، واصفا الوثيقة التي ترسم معالم الطموحات الأوروبية في الدفاع والأمن بحلول عام 2030 بأنها "مبادئ إرشادية للعمل". وكان العمل قد بدأ لوضع الاستراتيجية في عام 2020 قبل تفشي الجائحة والانسحاب الفوضوي من أفغانستان واندلاع حرب أوكرانيا. وبعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط، شدد الاتحاد الأوروبي لهجته تجاه موسكو. وقال في بيان "الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى أن يكون قادرا على حماية مواطنيه والمساهمة في السلم والأمن الدوليين". وأضاف "هذا أمر مهم للغاية في وقت تعود فيه الحرب إلى أوروبا بعد العدوان الروسي غير المبرر على أوكرانيا، بالإضافة إلى التحولات السياسية الكبرى". في الوقت نفسه، أوضح الاتحاد الأوروبي أنه يرى جهوده مكملة لعمليات حلف شمال الأطلسي ولا تهدف إلى التنافس مع التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة باعتباره ركيزة الدفاع الغربي. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية "كريستينه لامبرشت" في بروكسل إن بلادها مستعدة لتوفير النواة الأساسية لقوة الرد السريع الجديدة بحلول عام 2025، وهو العام الذي من المفترض أن تصبح فيه القوة جاهزة للعمل. وستحل القوة محل المجموعات القتالية القائمة والتي أسسها التكتل عام 2007 لكنها لم توضع موضع الاستخدام قط. واكتسبت خطط الإصلاح الدفاعي زخما ملحوظا بعد أن واجهت الدول الأوروبية متاعب جمة في إدارة الانسحاب الفوضوي من كابل في أغسطس/آب. ومن المتوقع أن يقر زعماء الاتحاد الأوروبي الاستراتيجية الأمنية، التي يشار إليها بالبوصلة الاستراتيجية، في قمة تعقد يومي الخميس والجمعة في بروكسل.

موسكو: نقلنا 800 طائرة أجنبية مستأجرة للسجلات الروسية

| الخليج الجديد+ متابعات... أعلن وزير النقل الروسي "فيتالي سافيليف" الثلاثاء، أن موسكو نقلت ما يقرب من 800 طائرة أجنبية مستأجرة إلى السجلات الروسية وتم تسجيلها داخل روسيا. وأضاف وزير النقل خلال اجتماع لجنة السياسة الاقتصادية التابعة لمجلس الاتحاد الروسي (المجلس الأعلى للبرلمان)، أن شركات الطيران المحلية فقدت حتى الآن 78 طائرة تم احتجازها في الخارج. وقال "سافيليف": "كان هناك 1367 طائرة في البلاد، تابعة لـ111 شركة طيران". وأضاف أن روسيا كانت تحاول التفاوض مع شركات تأجير غربية لشراء طائرات مستأجرة لدى شركات روسية، لكنها لم تبد استعداداً للتفاوض، وبالتالي بدأت روسيا في نقل هذا الأسطول إلى السجلات الروسية. وتابع: "نقلنا بالفعل (إلى السجلات الروسية) ما يقرب من 800 طائرة، ونعمل على التأمين عليها لدى شركات إعادة التأمين الروسية، التي تعمل تحت إشراف البنك المركزي. هذه الطائرات ستظل لدينا، ونبحث عن سبل قانونية للتفاوض مع الشركات المؤجرة وحل هذه المشكلة. لكن هذا ليس ممكناً بعد". يُشار إلى أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" وقّع في 14 مارس/آذار الجاري، قانوناً يمنح الإذن للشركات الروسية المستأجِرة للطائرات الأجنبية بتسجيلها كممتلكات لها. كما أن بعض شركات الطيران الروسية والشركات السياحية، أوقفت رحلاتها الدولية بسبب مخاطر الاستيلاء عليها من شركات غربية. وفي 24 فبراير/شباط الماضي، شنّت روسيا هجوماً على أوكرانيا لنزع سلاحها ومنعها من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو"، تبعه عقوبات اقتصادية دولية على موسكو.

الرئيس الفرنسي يوسع مروحة اتصالاته قبل قمم بروكسل الثلاث الخميس والجمعة

مصادر الإليزيه: ماكرون يناقش مع بوتين وزيلينسكي شروط وقف إطلاق النار والمفاوضات

الشرق الاوسط....باريس: ميشال أبو نجم... استبق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القمم الثلاث التي ستُعقد يومي الأربعاء والخميس (القمة الأطلسية، وقمة الاتحاد الأوروبي، وقمة مجموعة السبع) في بروكسل بمروحة اتصالات، تناولت الرئيسين الروسي والأوكراني، والمستشار الألماني، ورئيس الوزراء الإيطالي. ويندرج الاتصالان بـفلاديمير بوتين وفولودومير زيلينسكي في إطار الحوار المتواصل الذي يقيمه ماكرون مع الرئيسين، منذ ما قبل اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي. وقالت مصادر الإليزيه إن ماكرون «واصل حواراته السابقة المطولة» مع بوتين، وزيلينسكي، التي تركزت على «صيغ التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والشروط الأمنية التي تتناول المسائل الرئيسية». وأضافت المصادر الرئاسية أن ما توصل إليه ماكرون هو «عدم وجود اتفاق» بين الطرفين على شروط وقف إطلاق النار، إلا أنه «ما زال مقتنعاً بضرورة مواصلة الجهود، خصوصاً أنه ليس هناك من مخارج سوى وقف إطلاق النار وحصول مفاوضات بنية طيبة بين روسيا وأوكرانيا». وأكد الإليزيه أن ماكرون «يقف إلى جانب أوكرانيا». ويأتي هذا الاتصال الجديد مع طرفي الحرب، فيما أعلن زيلينسكي عن استعداده للتوصل إلى تسوية مع بوتين حول مسألة مطالبة موسكو باعتراف كييف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم التي ضمّتها في العام 2014 والاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الواقعتين في منطقة الدونباس، شرق أوكرانيا. وربط زيلينسكي ذلك بإجراء استفتاء شعبي. وسبق للرئيس الأوكراني أن أعلن عن استعداده للبحث في موضوع حياد بلاده، أي امتناعها عن الانضمام إلى الحلف الأطلسي، وهو مطلب موسكو الرئيسي، كما حال الملفين السابقين. إلا أن الرئيس الأوكراني ربط ملف الحياد بحصول بلاده على «ضمانات أمنية قوية وجدية». وثمة من يعتقد في باريس أن هذه التطورات من شأنها أن تفتح الباب لمفاوضات جادة بين الطرفين. إلا أن وجهة النظر الفرنسية الرسمية أن موسكو لا تفاوض حتى اليوم حقيقة، بل هي «تتظاهر بالتفاوض» وفق تعبير وزير الخارجية جان إيف لو دريان الأسبوع الماضي. وقالت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى إن ما هو حاصل لا يرقى إلى درجة التفاوض، بل هو بالأحرى «مناقشات». وتعتبر باريس أن التفاوض يفترض وقفاً لإطلاق النار. كما يدور الغموض حول طبيعة الضمانات التي تريدها كييف وحول الجهات التي يمكنها أن توفرها، وهي بأي حال لا تريد استنساخ الضمانات التي أعطيت إليها في العام 1994 مقابل تخليها عن أسلحتها النووية، وفق ما يسمى «مذكرة بودابست». أما الاتصالان مع أولاف شولتز وماريو دراغي، فقد تركزا، وفق مصادر الإليزيه، على التحضير للقمم الثلاث المشار إليها سابقاً. وسبق لـماكرون أن تشاور أول من أمس مع رئيس الحكومة الإسبانية بدرو سانشيز، الذي زار باريس الاثنين الماضي، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال. ومع شولتز ودراغي، كان الملف الطاغي الوضع في أوكرانيا والدعم الأمني والاقتصادي والإنساني الذي يعمل الاتحاد على توفيره، إضافة إلى تبعات الحرب في قطاع الطاقة، وكيفية أداء أوروبا لتوفير أمن الطاقة لدولها. وأضافت مصادر الإليزيه أن المشاورات الثلاثية تطرقت إلى التحديات الأمنية التي تواجه الاتحاد الأوروبي، وذلك على ضوء تبني وزراء الخارجية والدفاع ما يسمى «البوصلة الاستراتيجية» التي يفترض أن يقرها القادة الأوروبيون بشكل نهائي خلال قمتهم.

روسيا لن تستخدم السلاح النووي إلا إذا واجهت «خطراً وجودياً»

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»... قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لشبكة «سي إن إن»، اليوم الثلاثاء، إن روسيا لن تستخدم السلاح النووي في سياق الحرب مع أوكرانيا إلا إذا واجهت «تهديدا وجوديا»، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «لدينا مفهوم للأمن الداخلي، وهو علني. يمكنكم قراءة كل الأسباب التي تدفع إلى استخدام الأسلحة النووية. لذلك إذا كان هناك تهديد وجودي لبلادنا، فيمكن استخدامها وفقا لمفهومنا». جدير بالذكر أن الرئيس فلاديمير بوتين أمر الشهر الماضي بوضع القوات النووية الروسية في حالة تأهب قصوى. وذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء أنه تماشيا مع الأمر، قالت وزارة الدفاع الروسية يوم 28 فبراير (شباط) إن قواتها الصاروخية النووية، وأسطوليها في الشمال والمحيط الهادئ، تأهبت إلى وضع المهمة القتالية المتقدمة، وفق وكالة «رويترز» للأنباء. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في 14 مارس (آذار) الجاري إن «نشوب صراع نووي، وهو أمر لم يكن متصورا، بات محتملا من جديد». وتتعلق المخاوف بشكل خاص باحتمال استخدام موسكو لأسلحة نووية صغيرة الحجم. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) جون كيربي الثلاثاء «نحن نراقب هذا يوميا وبأفضل ما نستطيع. لم نر شيئا يقودنا إلى استنتاج أننا بحاجة إلى تغيير وضع الردع الاستراتيجي لدينا».

حرب أوكرانيا تتسبب في نقص الغذاء بالدول العربية

«فاينانشيال تايمز»: لبنان ومصر وتونس أكبر المتضررين من ارتفاع أسعار القمح

الشرق الاوسط.... على الرغم من انخفاض أسعار الحبوب عن المستويات المرتفعة القياسية التي سجلتها بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا مباشرة، فإنّ حالة عدم اليقين المحيطة بالصادرات من كلا البلدين أبقت أسعار القمح أعلى بمقدار الثلثين عمّا كانت عليه قبل عام. تبنت مصر إجراءات صارمة لضمان استمرار برنامج الخبز المدعوم، الذي يطعم 70 مليون شخص، في ظل الحرب بأوكرانيا، فيما جعل الغزو الروسي لأوكرانيا الحياة أكثر صعوبة بالنسبة إلى فادية حمية، وهي محاضرة جامعية لبنانية كانت تكافح بالفعل لتغطية نفقاتها في بلد يعاني اقتصادا فاشلا. وبحسب "فاينانشيال تايمز"، اختفى الدقيق من المحال منذ بداية مارس، وارتفع سعر الخبز بنسبة 70 بالمئة في لبنان. وقالت حمية: "المتاجر الكبرى تخزّن السلع الأساسية، ثم تبيعها بأسعار أعلى". وحتى قبل الأزمة الأوكرانية، كان لبنان في قبضة الانهيار المالي، حيث فقدت عملته أكثر من 90 بالمئة من قيمتها منذ عام 2019. مع وصول أكثر من 70 بالمئة من واردات القمح من أوكرانيا، تعرّض المستهلكون لضربة أخرى. حمية، التي انخفض راتبها الشهري مما يعادل 1500 دولار إلى 200 دولار تافه، تواجه الآن العبء الإضافي المتمثل في ارتفاع أسعار الخبز ونقص المواد الغذائية الأساسية. "في كل مرة أذهب لشراء أشياء للعائلة، أشعر بالاكتئاب، مضيفة: "كان علينا أن نقلل من أشياء كثيرة". قد يكون الوضع في لبنان أكثر خطورة منه بأي مكان آخر في العالم العربي بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة في البلاد. لكن في جميع أنحاء المنطقة، تعتبر الحبوب والزيوت النباتية من أوكرانيا وروسيا ضرورية للوجبات الغذائية الوطنية، وقد أدت الحرب إلى مخاوف بشأن الأمن الغذائي والاستقرار السياسي. وعلى الرغم من انخفاض أسعار الحبوب عن المستويات المرتفعة القياسية التي سجلتها بعد الهجوم الروسي مباشرة، فإنّ حالة عدم اليقين المحيطة بالصادرات من كلا البلدين أبقت أسعار القمح أعلى بمقدار الثلثين عمّا كانت عليه قبل عام. وترتبط الارتفاعات الحادة في أسعار المواد الغذائية ارتباطًا وثيقًا بعدم الاستقرار الاجتماعي. وأدت أزمة الغذاء في 2007 - 2008 الناجمة عن الجفاف في البلدان الرئيسية المنتجة للقمح والأرز وارتفاع أسعار الطاقة إلى أعمال شغب في أكثر من 40 دولة حول العالم. وقال صندوق الأمم المتحدة الدولي للتنمية الزراعية إن تأثير ارتفاع أسعار الغذاء ونقص المحاصيل بدأ بالفعل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في حين قال رئيسة الصندوق جيلبرت هونجبو: "قد يتسبب ذلك في تصعيد الجوع والفقر مع تداعيات وخيمة على الاستقرار العالمي". وباستثناء دول الخليج المصدرة للنفط، فإن معظم الدول العربية لديها اقتصادات ضعيفة وعجز كبير في الميزانية وتعتمد على الغذاء والطاقة المدعومين. بصرف النظر عن لبنان، أوكرانيا هي المورّد الرئيسي للقمح إلى تونس وليبيا وسورية. كما تعتمد مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، على روسيا وأوكرانيا في شراء أكثر من 80 بالمئة من القمح الذي تشتريه من الأسواق الدولية، وفقًا لبيانات "كومتريد" الصادرة عن الأمم المتحدة. وسعت الحكومات في جميع أنحاء المنطقة إلى احتواء التأثير غير المباشر من خلال محاولة شراء المزيد من الإمدادات الغذائية من المنتجين الآخرين في أوروبا، وتقنين وفرض حظر تصدير على المواد الغذائية الأساسية، بما في ذلك الدقيق والمعكرونة والعدس. خصص لبنان جميع إمدادات الدقيق لإنتاج الخبز، كما رفعت الحكومة السعر. ويقول خبراء اقتصاديون إن مستوردي الحبوب والطاقة، مثل مصر وتونس والمغرب، سيجدون ميزانياتهم تحت ضغط أكبر لأنهم ينفقون المزيد على الواردات والدعم. فيما حذرت العضوة المنتدبة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تعتمد على واردات الطاقة والغذاء ستشعر بآثار الحرب "بشدة". وعن تأثير ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة على البلاد، عندما سئلت عن حرب أوكرانيا واستجابة صندوق النقد الدولي، أضافت: "أنا قلقة على مصر". وقالت: "نحن منخرطون بالفعل في مناقشة مع مصر حول كيفية استهداف الفئات السكانية الضعيفة والشركات المعرّضة للخطر". وقد تبنت مصر إجراءات صارمة لضمان استمرار برنامج الخبز المدعوم، الذي يطعم 70 مليون شخص، في مساره على الرغم من الحرب. ويقول المسؤولون إن لديهم ما يكفي من القمح لمدة 4 أشهر في مخازن الحبوب الخاصة بهم، وسيبدأ الحصاد المحلي في منتصف أبريل. وقد حاولت مصر تنويع مصادر إمداداتها، وتخطط هذا العام لشراء 6 ملايين طن من القمح المحلي من المزارعين - أي ما يعادل 60 بالمئة من المحصول المتوقع وزيادة بأكثر من 50 بالمئة عن عام 2021. وكحافز، رفعت الحكومة السعر الذي تدفعه للمزارعين، ووضعت حدًا أدنى من الحبوب التي يتعين على المزارعين بيعها للدولة. سيحتاجون أيضًا إلى إذن لنقل أو بيع أي قمح يزيد عن تلك الحصة. وقد يؤدي عدم الامتثال لعقوبة السجن. كما وضعت الحكومة يوم الاثنين حدا أقصى لسعر الخبز غير المدعوم الذي ارتفع في الأسابيع الأخيرة.

البيت الأبيض: الغرب سيعلن حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا

الراي... أعلن مسؤول أميركي رفيع أنه سيتم الإعلان عن المزيد من العقوبات ضد روسيا وتشديد الإجراءات الحالية الخميس خلال لقاء الرئيس جو بايدن مع حلفائه الأوروبيين في بروكسل. وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان للصحافيين الثلاثاء إن «حزمة أخرى من العقوبات» سيتم «فرضها بالاشتراك مع حلفائنا الخميس»، مضيفا أن الإعلان «سيركز ليس فقط على فرض عقوبات جديدة بل على ضمان وجود جهد مشترك لمنع أي تهرب من تطبيقها».

حرائق قرب تشيرنوبل... وذعر في محيط كييف

موسكو ترى في اقتراح الاستفتاء حول مصير القرم ودونباس عرقلة للمفاوضات

الشرق الاوسط.... موسكو: رائد جبر... أبدت موسكو تحفظات أمس، على فكرة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عرض نتائج المفاوضات مع روسيا على استفتاء شعبي في بلاده. وقال الكرملين إن هذه الخطوة سوف تعرقل المفاوضات «البطيئة أصلاً». وتزامن السجال السياسي بين الطرفين مع احتدام معارك ضارية في محيط كييف وداخل مدينة ماريوبول الاستراتيجية في الجنوب، وسيطرت حالة ذعر في بلدات قرب العاصمة الأوكرانية، فيما دفع نشوب حرائق بمحيط محطة تشيرنوبل النووية إلى تفاقم المخاوف على المنشآت الأوكرانية الحساسة بسبب الحرب. وحمل تعليق الكرملين أمس، تحفظات على حديث زيلينسكي حول ضرورة عرض عناصر أي اتفاق مع روسيا على استفتاء أوكراني عام، خصوصاً فيما يتعلق بمسألة مصير شبه جزيرة القرم وإقليمي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليين. وقال الناطق الرئاسي الروسي ديميتري بيسكوف إن أوكرانيا، كدولة ذات سيادة، يمكن أن تكون لها إجراءاتها الخاصة، لكن من غير المرغوب فيه تأخير المفاوضات. وأعرب عن قناعته بأن الإعلان عن نية إجراء استفتاء، «لن يؤدي في الوقت الحالي، إلا إلى إلحاق الضرر بعملية التفاوض، التي تسير بالفعل أبطأ بكثير وأقل جدوى مما نود»، مشيراً إلى أن هذا الأمر «يرجع إلى مجموعة كاملة من المعايير التي يجب على المفاوضين التوصل إلى تفاهمات بشأنها». ولمح إلى أن فريق التفاوض الأوكراني لا يتمتع بصلاحيات كافية، لافتاً إلى أن «فريق التفاوض لدينا يتمتع بصلاحيات كاملة، ولديه الخبرة اللازمة، ولديه الإرادة السياسية الممنوحة من رئيس الدولة. السؤال هو عن دور نظرائنا الأوكرانيين». وكشف أن الجانب الروسي سلم منذ فترة طويلة مسودات الوثائق إلى الجانب الأوكراني، وردت كييف على بعضها، لكن ليس على كلها. مجدداً تأكيد أن نشر مضمون هذه المسودات ليس ممكناً في الوقت الحالي. وأوضح: «الكرملين لم يكشف عن تفاصيل المفاوضات بين وفدي روسيا وأوكرانيا حتى لا يضر بعملية التفاوض». وقال الناطق الرئاسي إن «مطالب روسيا معروفة للجانب الأوكراني. وتم شرحها وصياغتها شفهياً وخطياً بوضوح شديد. وتم تسليم جميع مسودات الوثائق اللازمة إلى الأوكرانيين قبل أيام قليلة... وكييف ردت على بعضها». إلى ذلك، قال بيسكوف إن روسيا «لا تخطط لإنشاء سلطات محلية في المناطق المحررة من القوميين المتطرفين»، في رد على اتهامات أوكرانية بتنصيب مسؤولين في بعض المناطق التي سيطرت عليها موسكو، والسعي لإجراء «استفتاء على الانفصال» في مدينة خيرسون. وتطرق بيسكوف إلى الوضع الداخلي الروسي، وقال إن «الغالبية العظمى من المواطنين الروس تؤيد العملية العسكرية، وتدعم القرار الرئاسي... وقمنا بشرح كامل ومفصل لأهداف وغايات هذه العملية وأسبابها». وزاد أنه «من المهم جداً أن أولئك الذين لديهم رأي آخر، ولا يزالون يشرعون في التنقل بتيارات الأكاذيب التي تأتي من الغرب حول ما يحدث، أن يفهموا أنه ليس كل ما يتم تقديمه في الأخبار صحيحاً». ميدانياً، شهد عدد من المدن الأوكرانية استمرار المواجهات الضارية التي وقع أعنفها أمس في ماريوبول، حيث تواصل القوات الروسية وقوات الانفصاليين التابعة لها، محاولة التقدم والسيطرة على المدينة الاستراتيجية. وقال دانييل بيزسونوف، المسؤول في دونيتسك، إن القوات المسلحة الروسية مع وحدات الإقليم «حررت نحو نصف منطقة ماريوبول». وأضاف أن الجانب الأوكراني تكبد خسائر فادحة في ماريوبول، لكنه أقر في الوقت ذاته، بأن المهاجمين «تكبدوا خسائر أيضاً». وكان رئيس دونيتسك دينيس بوشلين، قال إن «عدة آلاف من مقاتلي الكتائب القومية ما زالوا في ماريوبول». وتزامنت التطورات في جنوب أوكرانيا، مع تواصل معارك ضارية في محيط العاصمة كييف للأسبوع الثاني على التوالي، وبدا أن حالة ذعر انتشرت في بعض البلدات المحيطة بالعاصمة مع تقدم عمليات القتال نحوها، وهو ما انعكس أمس، في نصيحة رئيس بلدية مدينة بوريسبيل الأوكرانية القريبة من مطار بوريسبيل الدولي، للمدنيين، بمغادرة المدينة حال استطاعتهم بسبب القتال في مناطق مجاورة. وقال رئيس البلدية فولوديمير بوريسينكو، في خطاب مصور، إن القتال دائر في منطقة كييف، حيث تقع بوريسبيل. وتابع: «لا داعي لوجودكم في المدينة، نظراً لأن هناك قتالاً دائراً في المنطقة حولها. أناشد المدنيين أن يتحلوا بالذكاء ويتصلوا بمركز الاتصالات لدينا، وأن يغادروا البلدة فور تمكنهم». ويحاول المسؤولون في مدينة بوريسبيل، جنوب شرقي كييف، توجيه إرشادات إلى السكان وسط مخاوف من هجوم وشيك للقوات الروسية في إطار حملتها العسكرية باتجاه العاصمة الأوكرانية. وبرر بوريسينكو دعوته السكان إلى مغادرة المدينة، بالقول إنه إذا غادرت النساء والأطفال، فسوف يكون من الأسهل على الرجال حماية بوريسبيل. وقال مستشار وزير الداخلية، فاديم دينيسينكو، للتلفزيون الأوكراني في وقت مبكر صباح أمس: «انتشر الذعر عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أن هناك هجوماً سوف يبدأ غداً، وسوف يتم تدمير بوريسبيل غداً». ووفقاً لدينيسينكو، هناك حالة من الذعر الآن، ليس فقط في بوريسبيل - التي يقطنها 60 ألف نسمة، والتي تبعد 30 كيلومتراً فقط جنوب شرقي كييف - بل وفي القرى المحيطة والمنطقة المحيطة بالعاصمة. وفي وسط البلاد، أعلن أمس، عن اندلاع عدة حرائق في محيط محطة تشيرنوبل النووية، وفقاً لبيان أصدره البرلمان الأوكراني، استناداً على صور أقمار صناعية لوكالة الفضاء الأوروبية. وقال البرلمان إن 7 حرائق اندلعت على مساحة أكثر من كيلومترين مربعين قرب المحطة التي تسيطر عليها القوات الروسية حالياً. وأضاف أنه من المرجح أن تكون الحرائق «ناجمة عن قصف أو حرق متعمد». وأعاد هذا الإعلان إلى الواجهة مشكلة تأمين المواقع الأوكرانية الحساسة التي تعرضت لهجمات عدة خلال هذه الحرب. وكانت محطة تشيرنوبل شهدت اندلاع مواجهات وحريق في وقت سابق، وتبادل الطرفان الروسي والأوكراني اتهامات بشأنه. كما أعلنت موسكو قبل يومين عن تسرب مواد من مصنع تستخدم فيه مادة أمونيا السامة. إلى ذلك، أعلنت السلطات الروسية أمس، تنفيذ أول عملية تبادل أسرى مع الجانب الأوكراني منذ بدء العملية العسكرية الروسية. وقالت مفوضة حقوق الإنسان الروسية، تاتيانا موسكالكوفا، إنه تم خلال العملية استعادة 9 أسرى من العسكريين الروس، في مقابل تسليم الجانب الأوكراني عمدة مدينة ميليتوبول الأوكرانية الذي كان محتجزاً لدى القوات الروسية منذ أن سيطرت على المدينة قبل نحو أسبوعين.

قصف روسي عنيف يزيد من معاناة خاركيف

المساعدات الإنسانية ضئيلة وتصل ببطء وأحياناً متأخرة

الشرق الاوسط... خاركيف (أوكرانيا): فداء عيتاني... ليلة جديدة من القصف المكثف شهدتها مدينة خاركيف الأوكرانية. هي الليلة الثانية على التوالي التي تتعرض فيها المدينة لمثل هذا القصف العنيف الذي استخدمت فيه القوات الروسية صواريخ متوسطة المدى وراجمات الصواريخ والمدفعية الأرضية. وكما جرت العادة، ردت القوات الأوكرانية بالمثل على القصف الروسي. ويبدو واضحاً مما يحصل على الأرض أن هذا القصف هدفه تفريغ المناطق من سكانها ودفعهم للمغادرة نحو الجنوب، وتعميق أزمة النزوح واللجوء، ووضع الحكومة الأوكرانية أمام معضلة أكبر من معضلة الحرب ذاتها، بإغراقها والدول الغربية معاً بأمواج من النازحين واللاجئين. وثمة من يرجّح أن يستمر ذلك طويلاً حتى الوصول إلى حل سياسي أو نهاية عسكرية للحرب. في النقاط المدنية الأخيرة قبل الوصول إلى مستديرة شارع سومسكا الذي يصل الأراضي الروسية بمدينة سوما، في أقصى شمال مدينة خاركيف، لا تزال آثار المعارك التي شهدتها الأيام الأولى للحرب ماثلة. فرغم إزالة الدبابات الروسية المحترقة والمدمرة فإن إسفلت الشوارع يشهد على شراسة الاشتباكات. وفي المنطقة نفسها، لا تزال المنازل تتعرض للقصف كل يوم؛ إذ تأتي القذائف من الشمال والشرق؛ حيث تتمركز الآن القوات الروسية على مسافة بضعة كيلومترات فقط. كانت خاركيف تضم حوالي مليونين من السكان، بمن في ذلك الطلاب، واليوم يعيش فيها حوالي نصف مليون إنسان فقط. الأغلبية نزحت، والباقون ينقسمون بين من أراد البقاء للقتال أو تقديم المساعدة، ومن لم يتمكن من الخروج لأسباب مالية. ورغم كل التقديمات التي توفرها الحكومة للسكان، فإن الأوضاع المعيشية لا تزال تمنع كثيرين من المغادرة. كبار السن لم يجدوا طريقة للخروج، أو أن أوضاعهم الصحية لا تساعدهم. الفقراء الذين كانوا يعانون من الأزمة المالية قبل الحرب وجدوا أنفسهم الآن بلا أي معين؛ بقوا في أماكنهم. ومن تدمرت منازلهم لجأوا إلى دور عبادة قريبة، أو حتى إلى مراكز لرجال الإطفاء. المساعدات الإنسانية لا تكفي هنا، فهي أولاً تصل ببطء، وأحياناً متأخرة بفعل تعقيدات الانتقال من مدينة إلى أخرى في ظل التقدم الروسي. وثانياً، هناك إشكالية توزع السكان في المدينة؛ حيث لا يزال عديد من الناس في منازلهم في مناطق خطرة، ولا تفضل السلطات الذهاب إليهم لتوزيع المساعدات عليهم؛ لأن ذلك يتسبب في تجمع المدنيين، ويمكن أن يعرضهم للخطر بعد ضرب القوات الروسية متجراً يوزع الخبز منذ أيام. ثالثاً، هناك عدم قدرة من السلطات على الإحاطة بكل متطلبات المناطق المتضررة من الحرب. ورابعاً، هناك مشكلة الفساد الذي تمكن من الحصول على حصته من المساعدات، مما يعني حرمان جزء من السكان من حصصهم. في مأوى للعجائز، تقول إحدى النساء المسنات ما إن عرفت بقدوم صحافي: «لدينا كل شيء، كل شيء على ما يرام هنا». هذه العبارة تشي بأنها تشير إلى العكس تماماً. فقد جاء الصحافي برفقة فريق تطوعي لإيصال المساعدات للمأوى. وبعد ليلتين متواصلتين من القصف العنيف لا يمكن أن يكون أي شيء على ما يرام. لاريسا أكثر واقعية. هي تسعينية من أصول إيطالية عاشت كل حياتها في أوكرانيا. كانت معلمة في مدرسة ثم في سجن، ومع انهيار الاتحاد السوفياتي تقاعدت عن العمل، وهي الآن في غرفتها في المأوى تتابع الأخبار أحياناً، وأغلب الوقت تتحدث مع من يمر بها في الغرفة: «لن أرحل من خاركيف. لقد عشت كل حياتي هنا وسأموت هنا». لاريسا لا تعلم، على الأرجح، أن لا تحضير لعملية إجلاء للعجائز من المأوى، وأن المأوى يعاني من نقص في المواد التموينية، وإن كان القيمون عليه يحاولون ما بوسعهم الحصول من الهيئات التطوعية على ما يكفي حاجة المقيمين، ويعملون على حمايتهم في الدور السفلي. ولكن الخروج من خاركيف ليس متاحاً لهم الآن. «لن يمروا»، تهتف لاريسا بالإيطالية، ثم تتحدث عن نفسها وعن الفترة التي كانت تمارس فيها التعليم، وترحب بالتقاط صورة لها قبل أن يغادر الفريق التطوعي، وليس دون أن تعيد هتافها الإيطالي الشهير: «لن يمروا». قريباً من ساحة شوفشينكو توقف الشرطة عربة وتفرغها من حمولتها. تضع الحمولة على الرصيف ويقف رجال الشرطة ليتحدثوا مع السائق. كان الرجل يبيع المنتجات الزراعية المسروقة من الحقول. حالياً أغلب الحقول تعتبر مناطق خطرة، ويتولى أفراد الجيش جمع المحاصيل وتوزيعها مجاناً على المتطوعين لإعطائها للسكان، ولكن هناك دائماً من يحاول التكسب في ظروف مشابهة.

أوضاع استثنائية

رجال الشرطة هنا على درجة من التوتر. يقول عدد من المتطوعين إنهم غير مدربين للحروب والتعامل مع أوضاع استثنائية. في الماضي القريب لم يكن للشرطة أو عناصر الجيش أي نفوذ. اليوم بعد اشتداد الحاجة إليهم والضغط الذي يعيشونه وبقائهم في مدينتهم، أصبحوا أقسى في التعامل مع الناس، وصارت مهماتهم أكبر وأوسع. يتوزع الدمار الجزئي على مناطق مثل شارع ماتوشينكو أو منطقة سلافيتسكا. هناك، في المنطقة الأخيرة، وفي إحدى دور العبادة، يتجمع حوالي 50 شخصاً في القبو يصلّون وينامون مفترشين الأرض، ويتدثرون بأغطية أتوا بها من منازلهم المدمرة، أو المواجهة للقوات الروسية، ويأتيهم متطوعون بالقليل من الطحين والمواد الأولية للطهي. في دار العبادة هذه، يستخدم النازحون المطبخ المرتجل، ويعدون طعامهم بأنفسهم. الأغلبية هنا من كبار السن أيضاً، إضافة إلى بعض ذوي الاحتياجات الخاصة. لم يتمكن هؤلاء من مغادرة خاركيف، وبعضهم يقول إن الله سيحميهم من كل شر، وإنهم يفضلون البقاء في المدينة. يتحدث فلاد (30 عاماً) المتطوع ضمن فريق محلي صغير عن الوضع المالي للنازحين: «لقد استنزفتنا الأزمة الاقتصادية، وبعدها أتت كارثة (كورونا)، واليوم مع الحرب وجد عديد من الناس أنفسهم من دون أي مال أو قدرة على الانتقال من مكان لآخر». يضيف أنه يعتقد أن كثيراً من كبار السن كانوا سيغادرون المدينة لو توفر لهم ذلك، وأن عديداً أيضاً من الشبان كانوا سيأتون من أماكن أخرى ليتطوعوا هنا، لو سمحت لهم ظروفهم الاقتصادية. فلاد الذي أنشأ مع 25 من رفاقه مجموعة خاصة تتلقى المساعدات وتوزعها على الأماكن الأكثر سخونة في شرق وشمال خاركيف، كان يعمل في هندسة الصوت والإضاءة للاحتفالات قبل وباء «كورونا»، ثم أنشأ شركة للتعقيم في ظل جائحة «كورونا»، ومع بداية الحرب خسر كل شيء، وبات وعائلته يعيشون في مكتب شركته بعد تعرض الحي السكني حيث كانوا يعيشون للقصف. يعرّف فلاد بيفغيني (32 عاماً) الضابط في الإطفاء الذي يشترط عدم التقاط الصور أو الفيديو أو تحديد مكان اللقاء، قائلاً: «في المكان توجد عائلات مدنية، ونحن أصبحنا هدفاً للجيش الروسي». تحول أحد مراكز الإطفاء المستحدثة إلى مركز للنزوح أيضاً، يضم اليوم 50 طفلاً مع أهاليهم، إضافة إلى كبار السن وبعض ذوي الاحتياجات الخاصة وعناصر الإطفاء. «تحولنا إلى عناصر مساعدة بكل شيء، أحيانا نحاول تأمين أماكن نزول الصواريخ غير المنفجرة، حتى لو كانت مجرد بقايا. مهمتنا اليوم منع أي كان من الاقتراب من هذه البقايا أو الصواريخ، بانتظار أن تأتي قوة مختصة من الجيش لإزالتها»، كما يوضح يفغيني وهو يقف أمام المركز المستحدث. لا يملك يفغيني رقماً دقيقاً للإصابات المدنية: «هذه من مهمات الشرطة، ولكن نعلم أن عدد الضحايا الذين قتلوا هنا منذ أول يوم للمعارك إلى الآن يفوق 300 إنسان. قد يكون الرقم أكبر لأن هناك مناطق طلبت النجدة ولم نتمكن من الوصول إليها، إذ إن القوات الروسية تقطع الطرق علينا». يتحدث الضابط في الإطفاء عن إزالة بعض بقايا الجثث دون معرفة أصحابها، كما يشير إلى أناس لا يزالون تحت الأنقاض في بعض المناطق، ويوضح أن هناك ما لا يقل عن 60 طلباً للمساعدة كل يوم، ما بين إطفاء حرائق أو إزالة ركام من أماكن مدمرة. «لم نعد نعمل في كل دائرة خاركيف، لقد قلّصت القوات الروسية من نطاق عملنا بعد سيطرتها على طرق رئيسية، ولكن في دائرة عملنا فإن عددنا لا يكفي لتلبية كل الاتصالات». تتعمق مشكلة خاركيف يوماً بعد يوم، وبينما يسعى لتركها من يقدر على ذلك، فإن هناك فئات لن تتمكن من الرحيل مهما اشتد القصف الروسي. هؤلاء سيدفعون، على الأرجح، ثمن البقاء غالياً مع الوقت، إذا ما واصل الروس قصفهم العنيف أو حاولوا من جديد اقتحام هذه المدينة الأوكرانية.

تغير المشهد الأمني في أوروبا يستدعي تعديلات في سياسة «الاتحاد»

بوريل أمضى أكثر من عامين في إعداد «البوصلة الاستراتيجية» للتكتل

الشرق الاوسط... بروكسل: شوقي الريس... «الحرائق مشتعلة في جوارنا، من جبل طارق إلى أوكرانيا»، بهذه العبارات وصف المسؤول عن السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل المشهد الأوروبي الراهن خلال عرضه السياسة الأمنية الجديدة للاتحاد مساء الاثنين الماضي في وثيقة تحمل عنوان «البوصلة الاستراتيجية» أمضى أكثر من عامين في إعدادها. لم يذكر بوريل في عرضه أمام وزراء الخارجية مصدر هذه الحرائق، لكن وثيقة الدفاع الأوروبي الجديدة التي ستبحثها، وتعتمدها، قمة هذا الأسبوع التي سيشارك فيها الرئيس الأميركي جو بايدن، تشير بوضوح إلى موسكو بوصفها الجهة التي تقف مباشرة وراء جميع الأزمات المسلحة على أبواب أوروبا، من جورجيا إلى أوكرانيا ومن سوريا إلى مالي وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى، وتعتبر روسيا تهديداً مباشرا وطويل الأمد للأمن الأوروبي. يقول بوريل إن الحرب في أوكرانيا أيقظت الضمائر الأوروبية، لكنه يوضح أن «البوصلة الاستراتيجية» ليست استجابة للغزو الروسي الذي بدأ في 24 الشهر الماضي، بل هي ثمرة الدراسات التي بدأت منذ عامين لوضع سياسة الأمن والدفاع الأوروبية الجديدة التي عرض مسودتها الأولى خريف العام الفائت، ونشرت «الشرق الأوسط» خطوطها العريضة. لكن المشهد الأمني في أوروبا تغير بشكل جذري في الفترة الأخيرة واستدعى تعديلات عميقة في السياسة الأوروبية بعد أن باتت «الاعتداءات الروسية تُشكّل تهديداً مباشراً لأمن المواطنين الأوروبيين»، كما جاء في النص الجديد للوثيقة التي تحدد مهلة زمنية لا تتجاوز نهاية العام الجاري لتشكيل قوة التدخل السريع الأوروبية المشتركة وقوامها 5 آلاف جندي على أن تجري مناوراتها الأولى مطلع العام المقبل. ويقول المسؤول عن السياسة الخارجية الأوروبية إن هذه الخطوة ليست سوى بداية ونواة للسياسة الدفاعية الجديدة «لكن من غير أن يعني ذلك تشكيل جيش أوروبي واحد، بل تعزيز التنسيق بين الجيوش الوطنية وزيادة الموازنات الدفاعية التي لا تتجاوز 1.5 من إجمالي الناتج المحلي والتي أصبحت غير كافية في الظروف الحالية». وتدعو الوثيقة الاستراتيجية الجديدة المفوضية إلى إعداد اقتراح سريع لإعفاء الصناعات والمشتريات الحربية الأوروبية من ضريبة القيمة المضافة بهدف زيادة القدرات العسكرية وتفعيلها، علما بأن موازنات الدفاع الأوروبية حالياً تكاد تضاعف ثلاث مرات الموازنة الروسية وتوازي موازنة الدفاع الصينية. ورغم أن «البوصلة الاستراتيجية» تشدد على أهمية الاستعداد لمواجهة تهديدات الإرهاب والتضليل الإعلامي والاعتداءات السيبرانية والحروب الهجينة، فإنها تعتبر هذه التهديدات أقل خطورة وأبعد مدى من الغزو الروسي لأوكرانيا وما تصفه بالاحتمالات الجدية لتوسيع دائرة المواجهات العسكرية داخل حدود الاتحاد الأوروبي. وإذ تعتبر الوثيقة أن الصين، التي تقف على حياد مشبوه في هذا النزاع وتدافع عن صداقتها الوطيدة مع روسيا، هي «خصم بنيوي يعزز بسرعة قدراته العسكرية وترسانته النووية»، تشير أيضا إلى أن بكين هي «شريك في التعاون ومنافس اقتصادي». وتفرد السياسة الأوروبية الجديدة للأمن والدفاع باباً خاصاً للتعاون مع الولايات المتحدة، وتعتبر أن لا بديل عن واشنطن والحلف الأطلسي لضمان أمن أوروبا والدفاع عنها. لكنها في نفس الوقت تشدد على ضرورة «الاتجاه بشكل ثابت ونهائي نحو تحقيق قدرة عسكرية ذاتية كافية لمواجهة التهديدات والتحديات الأمنية الإقليمية، والمساهمة بشكل فاعل في إدارة الأزمات الدولية». إلى جانب ذلك رفعت المفوضية الأوروبية تقديراتها الأخيرة حول تدفقات اللاجئين من أوكرانيا، متوقعة أن يتجاوز عددهم 6.5 مليون في الأسابيع المقبلة إذا استمرت وتيرة المعارك على كثافتها الراهنة، وأن يصل إلى عشرة ملايين في حال التصعيد الذي ليس مستبعداً في ضوء التطورات الأخيرة. وفيما تستعد المفوضية لإقرار توجيه أوروبي يسمح باستقبال النازحين من الحرب في أوكرانيا بلا حدود، وافق البرلمان البولندي على قانون يتيح للنازحين الذين يحملون الجنسية الأوكرانية بالإقامة ثمانية عشر شهراً قابلة للتجديد إلى ثلاث سنوات، مع الحق في الحصول على فرصة عمل والخدمات الصحية والتعليمية. ومن جهتها اتخذت الحكومة الإسبانية تدبيراً بمنح النازحين الأوكرانيين إقامة شرعية في مهلة لا تتجاوز 24 ساعة، ويشمل هذا التدبير الأجانب المقيمين في أوكرانيا بصورة غير قانونية. وأعلنت وزارة الداخلية الإسبانية أنها استحدثت مراكز في أربع مدن كبرى، هي مدريد وبرشلونة ومالاغا واليكانتي، لاستقبال أكثر من عشرين ألف نازح. وفي إيطاليا التي تعيش فيها أكبر جالية أوكرانية داخل الاتحاد الأوروبي يزيد تعدادها على 240 ألف نسمة، أعلنت الحكومة حالة الطوارئ الإنسانية حتى نهاية العام الجاري، ورصدت 400 مليون يورو لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين وتوفير تجهيزات لاستيعاب 80 ألفا منهم. وأعلنت فرنسا عن تخصيص مبلغ 425 يورو شهرياً لكل نازح أوكراني، ومنحه حق الحصول على الخدمات الصحية والتعليمية، إضافة إلى السفر مجاناً في قطارات شبكة الخطوط الحديدية الوطنية. وفي جولته الافتراضية على برلمانات الدول الغربية التي تدعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي تحدث أمس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام البرلمان الإيطالي، محذراً من «أن الحرب على أوكرانيا هي بوابة بوتين إلى أوروبا»، وطالباً المزيد من الدعم العسكري لمواجهة القوات الروسية. ورد رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي بالقول إن «إيطاليا تريد أوكرانيا في أوروبا». وتجدر الإشارة إلى أن إيطاليا هي أحد الشركاء الرئيسيين لروسيا في أوروبا، وحليف تجاري استراتيجي لفلاديمير بوتين منذ عهد رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلوسكوني الذي ما زال إلى الآن يلزم الصمت حيال الحرب الدائرة في أوكرانيا.

غوتيريش يطالب روسيا بوقف الحرب: أوكرانيا جحيم حقيقي

الشرق الاوسط... نيويورك: علي بردى.... وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش معاناة الشعب الأوكراني بأنها «جحيم حقيقية»، مطالباً روسيا بوقف «الحرب العبثية» التي لا يمكن الانتصار فيها والجلوس على طاولة التفاوض «بجدية» مع أوكرانيا. بينما تستعد الجمعية العامة للمنظمة الدولية للتصويت اليوم الأربعاء على مشروع قرار إنساني، في ظل مشروعي قرارين آخرين في كل من الجمعية ومجلس الأمن. وتعد هذه أقوى تصريحات حتى الآن من كبير الموظفين الدوليين في شأن غزو روسيا لأوكرانيا، إذ حذر من أبعاد دولية «تهدد بأزمة جوع عالمية»، فضلاً عن أخطار توسع رقعة النزاع. وفي كلمة للصحافيين في نيويورك، كرر غوتيريش موقفه أن الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية يشكل «انتهاكاً» لميثاق الأمم المتحدة، مشيراً إلى «المعاناة الإنسانية المروعة» التي نجمت عن ذلك. وتحدث عن «قصف منهجي يرعب المدنيين»، إذ إنه يستهدف «المستشفيات والمدارس والعمارات السكنية والملاجئ». وقال إن «عشرة ملايين أوكراني أجبروا على ترك ديارهم» حتى الآن، معتبراً أن «الحرب لا تسير في أي مكان بسرعة». ولفت إلى الحصار الذي فرضته القوات الروسية على ماريوبول، مضيفاً أنه حتى لو سقطت «لا يمكن احتلال أوكرانيا مدينة تلو الأخرى، من شارع إلى شارع، ومن منزل إلى منزل». ووصف معاناة الشعب الأوكراني بأنها «جحيم حقيقية» ظهرت تداعياتها في كل أنحاء العالم، ولا سيما عبر ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة والأسمدة، مما «يهدد بأزمة جوع عالمية»، منبهاً إلى أن البلدان النامية «تعاني بالفعل اختناقاً تحت عبء فيروس (كورونا) (…) وهي تدفع الآن ثمناً باهظاً نتيجة هذه الحرب». وعلى الرغم من ذلك، شدد كبير الموظفين الدوليين على ضرورة عدم فقدان الأمل، مشيراً إلى «تقدم دبلوماسي في الأفق». وقال إن «هناك ما يكفي على الطاولة لوقف الأعمال العدائية - الآن. وللتفاوض بجدية - الآن»، مضيفاً أن «هذه الحرب لا يمكن الانتصار فيها»، وأنه «عاجلاً أم آجلاً، سيتعين الانتقال من ساحة المعركة إلى طاولة السلام». وتساءل: «كم عدد الأوكرانيين والروس الذين سيقتلون قبل أن يدرك الجميع أن هذه الحرب ليس فيها منتصرون - فقط مهزومون؟»، معتبراً أن استمرار الحرب في أوكرانيا «أمر غير مقبول أخلاقياً ولا يمكن الدفاع عنه سياسيا ولا معنى له عسكرياً». وختم أنه «حان الوقت لإنهاء هذه الحرب العبثية». إلى ذلك، أوضح الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أنه منذ 24 فبراير (شباط)، الماضي «أجبر أكثر من عشرة ملايين شخص على ترك منازلهم بحثا عن الأمن والأمان – ما يقرب من ربع سكان أوكرانيا». ونقل عن المنظمة الدولية للهجرة أن «هذا العدد يشمل ما يُقدر بنحو 6.5 مليون رجل وامرأة وطفل نزحوا داخلياً، بالإضافة إلى «نحو 3.5 مليون شخص عبروا الحدود الدولية خارج أوكرانيا كلاجئين». وأضاف أن الأمم المتحدة «تظل قلقة بشأن تأثير القتال المبلغ عنه على المدنيين المحاصرين في مدن في شرق وشمال شرقي وجنوب أوكرانيا، بما في ذلك في تشيرنيهيف وسومي وخاركيف وإيزيوم ودونيتسك وميكولايف وماريوبول. وقال المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو إن «حجم المعاناة الإنسانية والتهجير القسري بسبب الحرب يتجاوز بكثير أي تخطيط سيناريو لأسوأ حالة». في غضون ذلك، يتوقع أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الأربعاء على مشروع قرار وهو الثاني من نوعه منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية. وأفادت الناطقة باسم رئيس الجمعية العامة بولينا بوبياك بأن الدورة الاستثنائية الطارئة الـ11 للجمعية العامة ستعاود الانعقاد بعدما تلقى رئيس الجمعية عبد الله شهيد رسالة تطلب استئنافها، موضحة أنه «جرى تقديم مشروع قرار برعاية أوكرانيا ودول أعضاء أخرى ويجري العمل على تجهيزه» للتصويت. ويستند مشروع القرار إلى نص وزعته فرنسا والمكسيك أولاً على أعضاء مجلس الأمن، لكنه نقل إلى الجمعية العامة بعنوان «العواقب الإنسانية للعدوان على أوكرانيا». وهو يطالب بـ«وقف فوري للأعمال العدائية التي ترتكبها القوات الروسية في أوكرانيا، لا سيما الهجمات ضد المدنيين والمنشآت المدنية». كما يطالب بإنهاء الحصار الذي تفرضه القوات الروسية على مدينة ماريوبول جنوب أوكرانيا. ويحذر من أن «حصار المدن الأوكرانية يزيد من تفاقم الوضع الإنساني للسكان المدنيين ويعيق جهود الإجلاء الجارية». وبموازاة ذلك، وزعت جنوب أفريقيا على أعضاء الجمعية العامة مشروع قرار آخر يتجنب الإشارة إلى روسيا باعتبارها الدولة المعتدية. ويكتفي بالدعوة إلى «الوقف الفوري للأعمال العدائية» من دون تحديد أي طرف. ويحض «كل الأطراف» على الحوار والتفاوض. وكانت جنوب أفريقيا واحدة من 35 دولة امتنعت عن التصويت على قرار الجمعية العامة الذي صدر بموافقة 141 دولة واعتراض 5 دول، في 2 مارس (آذار) الجاري. وطالب ذلك القرار موسكو بالكف على الفور عن «استخدام القوة والامتناع عن أي تهديد أو استخدام غير قانوني للقوة ضد أي دولة عضو». وكذلك دعا روسيا إلى «السحب الفوري والكامل وغير المشروط» لجميع قواتها العسكرية من أراضي أوكرانيا داخل حدودها المعترف بها دوليا. في المقابل، قال نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي إن موسكو ستطرح مشروع قرارها الإنساني، للتصويت في مجلس الأمن «في القريب العاجل»، مضيفاً أن «مجلس الأمن يمكنه ويجب أن يتخذ قراراً إنسانياً بشأن أوكرانيا حتى يكون بمثابة دعم ضروري للوكالات الإنسانية العاملة هناك». ورأى أن «أي منتج آخر من قبل الجمعية العامة سيكون مسيساً ومناهضاً لروسيا ومشابهاً للقرار الذي تم اعتمد في 2 مارس الجاري».

تقارير عسكرية تتوقع فوز أوكرانيا في الحرب

{البنتاغون}: تشكيلات القوات الروسية «منعزلة» بعضها عن بعض... والأوكرانيون يشنون هجمات مضادة

الشرق الاوسط.... واشنطن: إيلي يوسف.... بعد مرور ما يقرب من شهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، (أو ما تسميه موسكو بـ«العملية الخاصة»)، لا تزال القوات الروسية أبعد ما تكون عن تحقيق أي من أهدافها الرئيسية، أو على الأقل بعض أهدافها الأقرب للتحقق. وبدت المعارك التي يخوضها الجيش الروسي أقرب إلى جبهات منفصلة عن بعضها، أطلق عليها البنتاغون تسمية «الصوامع»، في إشارة إلى فقدان التنسيق بين وحداته البرية والجوية والبحرية على حد سواء. هذا ما أكده المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركي (البنتاغون) جون كيربي، في مؤتمره الصحافي اليومي، ليتطابق هذا التقدير مع تقارير عسكرية، تحث «الغرب» على ضرورة الاعتراف، بأن أوكرانيا في طريقها للفوز في هذا الصراع المدمر، الذي تسبب به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال كيربي: «اليوم من الواضح أن الروس لم يحققوا الكثير أو تقريبا كل الأهداف التي... نعتقد أنهم كانوا يخططون لتحقيقها». «لقد أرادوا مهاجمة المراكز السكانية حتى يتمكنوا من السيطرة على الموانئ والمدن والمؤسسات الحكومية الرئيسية، وتنصيب حكومة موالية لهم، ومن ثم، بمرور الوقت، بشكل أساسي، إنهاء سيادة أوكرانيا». وأكد كيربي أن قادة البنتاغون يقيمون قدرة القوات الروسية على الاحتفاظ حتى بمدينة خيرسون، في ظل الهجمات المضادة التي بدأت القوات الأوكرانية بشنها على المدينة، وكذلك على مدينة بيرديانسك الساحلية على بحر آزوف، خصوصا أن مدينة ماريوبول القريبة منها، والتي تتركز حولها وداخلها المعارك، لم تسقط بعد. ويعتقد البنتاغون أن قتال الأوكرانيين بشجاعة للدفاع عن تلك المدينة، أوقع القوات الروسية بحيرة وإحباط، وأظهر فشلهم في تحقيق الكثير من أهدافهم على الأرض. وقال كيربي إن الرد على هذا الصمود، كان تكثيف القوات الروسية لقصفها بعيد المدى على المدن، في محاولة لإضعافها. وأضاف، «ما زال الروس يقفون معطلين خارج كييف وخارج خاركيف وخارج تشيرنيهيف والعديد من الأماكن الأخرى لدرجة أنهم يكثفون ضرباتهم، وهو ما نسميه هنا في البنتاغون، بالحرائق بعيدة المدى والقصف من بعيد»، «سواء كانت بصواريخ كروز أو صواريخ باليستية، فإنهم يضغطون بقدر هائل من المعدات، على هذه المدن لمحاولة إجبارها على الاستسلام». وأشار إلى أن عمليات القصف قد زادت في الأيام القليلة الماضية وتسببت في خسائر فادحة في صفوف المدنيين والبنية التحتية المدنية.

فشل لوجيستي وقتال «صوامع»

وقال كيربي إن هذا القصف العشوائي «أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، والمزيد من الأضرار التي لحقت بالمناطق السكنية والمستشفيات والمدارس، وضحايا أبرياء بمعدلات وبأعداد أكبر». وأضاف أن أحد أسباب «فشل» الجيش الروسي في تحقيق أهدافه يتعلق بالخدمات اللوجيستية والدعم والوظائف العسكرية الأساسية الأخرى. وقال: «ما زالوا يعانون من مشاكل في توفير الوقود وصعوبة في إطعام بعض قواتهم، ومشاكل في القيادة والسيطرة على الأرض. لذا فقد ارتكبوا خطوات خاطئة بأنفسهم. ويشمل ذلك أيضا ما نسميه نحن في البنتاغون (توحيد القيادة)، ولم نر مستوى من التكامل بين قواتهم الجوية وقواتهم البرية بأي مستوى من الكفاءة». وأضاف، «لم يكن هناك الكثير من الأنشطة البحرية منذ بداية الغزو، رغم أنه في الأيام القليلة الماضية كان هناك نشاط بحري متزايد في البحر الأسود يستهدف أوديسا. ومع ذلك، فإن الافتقار إلى التعاون يمتد إلى البحرية الروسية أيضا». وقال: «يبدو كما لو أن الكثير من هذه العمليات تجري في (صوامع) وليست مندمجة بالضرورة ومنسقة بين جميع الوحدات القتالية». وأضاف كيربي أن سببا آخر لعدم نجاح الروس الذين كانوا يأملون في تحقيقه، هو المقاومة الاستثنائية التي أبداها الأوكرانيون أنفسهم. وقال: «أود أن أقول إن الأوكرانيين كانوا فعالين بشكل غير عادي في منع الروس من تحقيق التفوق الجوي من خلال خفة الحركة والطريقة الذكية التي يحشدون بها مواردهم الدفاعية الجوية، وهذا يشمل كل شيء من الطائرات إلى أنظمة صواريخ أرض - جو، سواء قصيرة المدى أو بعيدة المدى». وقال كيربي إن الولايات المتحدة تواصل تقديم مثل هذه الأنظمة للأوكرانيين وتعمل أيضا مع حلفاء وشركاء للمساعدة في العثور على آخرين يرغبون أيضا في تقديم المساعدة، مؤكدا أن وزارة الدفاع تعمل الآن بنشاط لتسليم حزمة المساعدات التي أقرها الرئيس بايدن الأسبوع الماضي، وأن «الشحنات ستصل قريبا جدا».

أوكرانيا تربح الحرب

وفي تقرير لصحيفة «ذي أتلانتيك»، قال إن الأدلة على أن أوكرانيا تكسب هذه الحرب وفيرة، «إذا نظرنا فقط عن كثب إلى البيانات المتاحة»، و«غياب التقدم الروسي على الخطوط الأمامية هو مجرد نصف الصورة». فقد فشلت جميع الهجمات الجوية الروسية تقريبا، في تدمير سلاح الجو الأوكراني ونظام الدفاع الجوي، ولا تزال قافلة الإمداد العسكرية الروسية الممتدة بطول 60 كيلومترا شمال العاصمة كييف، تقف بحالة شلل مستمر منذ أسابيع، وهي «أمور موحية». فالخسائر الروسية مذهلة، ما بين 7 آلاف و14 ألف جندي قتلوا، مما يعني أن ما لا يقل عن 30 ألف جندي قد تم إخراجهم من ساحة المعركة، إما بسبب القتل، أو الإصابة، أو الأسر، أو الاختفاء. ويمثل هذا المجموع ما لا يقل عن 15 في المائة من القوة الغازية بأكملها، وهو ما يكفي لجعل معظم الوحدات القتالية غير فعالة. ويؤكد التقرير أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن معدل الخسارة آخذ في التراجع، في الوقت الذي تقدم فيه وكالات الاستخبارات الغربية إحاطة بمعدلات الخسائر الروسية غير المستدامة بمعدل ألف إصابة يوميا. ويضيف التقرير، «أضف إلى ذلك التخبط التكتيكي المتكرر المرئي في مقاطع الفيديو حتى للهواة: المركبات متجمعة على الطرق، ولا يوجد مشاة لتغطية الأجنحة، ولا نيران مدفعية منسقة بشكل وثيق، ولا يوجد دعم من طائرات الهليكوبتر، وردود فعل مذعورة على كمائن الأوكرانيين». ويشير إلى أن كل مركبة من المركبات المدمرة أو التي تم أسرها أو تركها، تظهر أن الجيش الروسي غير راغب في القتال. ويضيف التقرير أن «عدم قدرة روسيا على تركيز قواتها على محور أو محورين للهجوم، أو الاستيلاء على مدينة كبيرة، أمر مذهل، وكذلك مشاكلها الهائلة في اللوجيستيات والصيانة، والتي تم تحليلها بعناية من قبل مراقبين مؤهلين تقنيا». وحتى الحرب الإلكترونية التي كان يُظن أن روسيا ستشنها ضد أوكرانيا، لا تبدو واضحة للعيان. فوحدات الحرب الإلكترونية الروسية لم تتمكن من إغلاق الاتصالات الأوكرانية. وقتل أكثر من 6 جنرالات، إما بسبب ضعف الإجراءات الأمنية على أجهزة اتصالاتهم، أو بسبب محاولتهم اليائسة لتغيير الوضع على الخطوط الأمامية. في المقابل لا توجد تنازلات أوكرانية، ولا حالات ذعر ملحوظة أو انهيار لوحدات قتالية، بل على العكس من ذلك، تتحدث تقارير عن هجمات معاكسة أوكرانية وانسحاب روسي.

حرب بين تحالفين

ويقول التقرير إن هذه الحرب، لم تعد بين روسيا وأوكرانيا فقط، بل هي بين تحالفين. لدى روسيا بعض المساعدين الشيشان الذين لم يظهروا بعد فاعلية كبيرة (والذين فقدوا قائدهم في وقت مبكر)، وقد يحصلون على مساعدة بعض السوريين (الذين سيكونون أقل قدرة على الاندماج مع الوحدات الروسية)، ويجدون حليفا فاترا في بيلاروسيا، التي بدأ مواطنوها بتخريب خطوط السكك الحديدية، وقد يتمرد جيشهم إذا طُلب منهم غزو أوكرانيا. في المقابل لدى الأوكرانيين مساعدوهم أيضا، حوالي 15 ألفا أو نحو ذلك من المتطوعين الأجانب، وبعضهم ربما لا قيمة له أو يشكل خطرا، لكن البعض الآخر مهم، كالقناصة، والمسعفين القتاليين، وغيرهم من المتخصصين الذين قاتلوا في الجيوش الغربية. والأهم من ذلك، أن وراءهم صناعات عسكرية لدول، من بينها الولايات المتحدة والسويد وتركيا وجمهورية التشيك. وتتدفق على أوكرانيا يوميا آلاف الأسلحة المتقدمة: أفضل الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات في العالم، والطائرات دون طيار وبنادق القنص وجميع أدوات الحرب. علاوة على ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية رائعة، ليس فقط حول تصرفات روسيا، ولكن حول نياتها وعملياتها الفعلية. وهو ما تبدو نتائجه على الأرض من خلال براعة الدفاعات الجوية الأوكرانية وعمليات الانتشار.

الصين تجد نفسها في مأزق أمام الغزو الروسي

محلل استراتيجي: لا تتوقعوا من بكين أن تسعى إلى تحقيق السلام في أوكرانيا

نيويورك: «الشرق الأوسط».. يرى الدكتور مينكسين بي، الخبير الأميركي من أصل صيني، أنه يتعين استبعاد أي آمال في أن يقنع الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الصيني شي جينبينغ بأن يساعد في وقف الحرب في أوكرانيا. وتريد الصين، في حقيقة الأمر، أن تكون هناك نهاية مبكرة للحرب لكنها لن تستخدم نفوذها لتحقيق ذلك. يقول الدكتور مينكسين بي في مقال نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إنه يبدو أن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ كانا أثناء لقائهما الهاتفي يوم الجمعة الماضية يتحدثان في وقت واحد، ولم يهتم كل منهما بما يقوله الآخر. وأكد البيت الأبيض في بيانه عما دار في اللقاء أن بايدن ركز على أوكرانيا، وحذر من العواقب بالنسبة للصين إذا ما زودت روسيا بـ«دعم مادي». من ناحية أخرى، أشار الصينيون في تعليقهم على اللقاء إشارة عابرة لأوكرانيا، وأكدوا التزام بايدن بسياسة «صين واحدة» وتعهده بعدم خوض حرب باردة جديدة مع الصين. وأضاف «بي»، مدير مركز كيك للدراسات الدولية والاستراتيجية في جامعة كليرمونت الأميركية، أن سبب ذلك ليس لأن الصين، كما يبدو أن بعض المسؤولين في بكين يعتقدون، تحقق مكاسب من وراء الوقوف بمنأى عما يحدث بينما تستنزف الولايات المتحدة وروسيا نفسيهما في صراع أوروبي طويل الأمد. ففي حقيقة الأمر، تخسر الصين كل يوم يستمر فيه القتال. والسؤال الوحيد هو حجم الضرر الذي سيلحق بها ومدى حدوث ذلك. فالصين تجد نفسها في هذا المأزق إلى حد كبير بسبب البيان الصيني الروسي المشترك عن الشراكة الاستراتيجية التي تم توقيعها في الرابع من فبراير (شباط) الماضي. وفي ذلك الوقت، اعتبر الكثيرون في بكين وغيرها الاتفاق «ضربة معلم» جغرافية سياسية. فكسب روسيا كشبه حليف سيكون مكسبا استراتيجيا مهما للصين. وبالإضافة إلى ذلك، من المفترض أن تؤدي التوترات بين روسيا والولايات المتحدة إلى دفع واشنطن لتحويل مواردها واهتمامها بعيدا عن منطقة المحيط الهندي - الهادي، مما يتيح للصين سيطرة أكثر تحررا في المنطقة. ويرى «بي» أن الأداء الضعيف للقوات العسكرية الروسية في أرض المعركة والرد الموحد من جانب الولايات المتحدة وحلفائها إزاء الغزو الروسي، أربكا تلك الحسابات. فبدلا من انتصار خاطف، يتعرض بوتين لخطر مواجهة هزيمة مهينة أو مأزق، حيث إن العقوبات الغربية تصيب الاقتصاد الروسي بالشلل. والاحتمال الأول سيكون أسوأ كابوس بالنسبة للصين. فالعواقب الاستراتيجية لمثل هذه النتيجة لا يمكن تصورها بالنسبة لبكين. ولا شك أن بوتين يدرك هذا، والذي قد يكون أحد أسباب سعيه لجر الصين إلى الحرب بطلب مساعدات عسكرية منها. وقد تكون إطالة أمد الحرب أقل كارثية إلى حد ما بالنسبة للصين. فوقوع روسيا في مأزق قد يتيح للقادة الصينيين بعض الوقت لإعادة التفكير في استراتيجيتهم. ولكن أيضا ستزيد روسيا، وهي منهكة، الضغط على الصين لتقديم المزيد من المساعدة. وقد يؤدي تقديم الدعم صراحة الآن لبوتين إلى تحويل التيار على الأرض لصالح روسيا، مما يكفي على الأقل لإقناعه بقبول وقف لإطلاق النار وتسوية عن طريق التفاوض. ولكن من المؤكد أن مخاطر تقديم مثل هذه المساعدة كبيرة للغاية. ويضيف «بي» أن الحقيقة هي أن الصين تنتهج جدولا زمنيا مختلفا عن روسيا. فعلى خلاف بوتين، يعتقد شي أن النظام الدولي الحالي، مهما كان غير مُرض، ما زال يتيح مساحة كافية للصين لكسب قوة ونفوذ. وإذا أمكن للصين إدارة التوترات مع الولايات المتحدة بشكل جيد بما فيه الكفاية لتجنب صدام سابق لأوانه، سيكون الوقت نظريا في صالحها. إذ إنه من الضروري لزخم نموها الأقوى بالمقارنة بالولايات المتحدة أن يغير ميزان القوة تدريجيا لصالح الصين. ويرى «بي» أن دعم جهود بوتين الحربية يمكن أن يعجل بحدوث مواجهة فورية مع الغرب، الصين ليست مستعدة لها. ومهما كانت علاقات الصين سيئة مع الولايات المتحدة، وأوروبا، واليابان، فإنها ما زالت في حاجة للوصول إلى أسواقهم. كما أن الصين تعتمد اعتمادا كبيرا على التكنولوجيا الغربية المتقدمة، لا سيما الرقائق الإلكترونية، بينما لا تستطيع شركاتها أو بنوكها الكبرى الاستغناء عن التعامل بالدولار حتى الآن. وفي الوقت نفسه، من المؤكد أن شي يشعر أنه لا يمكنه التخلي عن بوتين. وقد تفشل أي محاولة صينية للضغط على الرئيس الروسي للتوصل سريعا لحل وسط، مما سيسبب إحراجا كبيرا بالنسبة لبكين، أو ربما تنجح لكن ستثير عداء بوتين، وستضعفه داخليا كثيرا لدرجة تهدد قبضته على السلطة. ونظرا لعدم توفر خيارات جيدة، فإن الاستراتيجية الوحيدة المناسبة للصين الآن هي عمل ما تستطيع لمساعدة روسيا دون تجاوز الخطوط الحمراء الأميركية. واختتم «بي» مقاله بالقول إن الموقف الذي تتخذه الصين ليس دون تكاليف. فدعم بكين لبوتين شوه للغاية صورتها الدولية. وهو موقف يزيد من تعميق التوترات مع الولايات المتحدة، ويؤجج ما يتردد بأن حدوث مواجهة صينية أميركية أمر حتمي، كما يزيد من مخاطر حدوث مواجهة قبل أن تكون الصين مستعدة لها. وما بدا أنه خطوة رائعة منذ أسابيع قصيرة، يبدو بصورة متزايدة قرارا استراتيجيا مروعا. وبدلا من الاستفادة من التوترات الروسية الأميركية، تجد الصين نفسها تحت رحمة الأحداث. وأيا كان الفائز في أوكرانيا، فإن الصين تعرضت بالفعل لخسائر لا يمكن تعويضها.



السابق

أخبار مصر وإفريقيا.. 5 ملفات تتصدر قمة شرم الشيخ..مصر وإسرائيل والإمارات تبحث تداعيات الأزمة الأوكرانية على المنطقة..القاهرة تنشد تنسيقاً دولياً أكبر للتغلب على التحديات المائية.. نيجيريا: هجوم يودي بحياة 16 قروياً..بوركينا فاسو: مقتل 13 جندياً في كمين نصبه إرهابيون للجيش..«الحياد»... سلاح «الرئاسي» الليبي لمواجهة انقسامات السلطة..البرهان: كسرت طوق «اللاءات الثلاث» لمصلحة بلدي.. المتاريس تشل الحياة في الخرطوم ومدن أخرى..«اتحاد الشغل» في تونس يطالب سعيّد بحماية المؤسسات العمومية.. الجيش الجزائري يتعقب أثر إرهابيين بالحدود مع مالي..

التالي

أخبار لبنان... المعالجات القاصرة تضع الكهرباء في دائرة الخطر!... لائحة السنيورة قيد الإنجاز.. والحاكم بين ملاحقة عون وضمان أمن المشاركة في مجلس الوزراء.. مجلس الوزراء: "ترقيع بترقيع".. "عظة" ساندري تنسف "مواعظ" عون.. «الوزاري الخليجي» يبحث إعادة العلاقات الدبلوماسية مع لبنان.. ميقاتي: الغيمة في علاقات لبنان بدول الخليج إلى زوال قريباً.. أزمة محروقات تلوح في الأفق..البطريرك الراعي لعقد مؤتمر دولي حول لبنان... و{الحياد هو الحلّ»..


أخبار متعلّقة

أخبار وتقارير.. الحرب على اوكرانيا.. مسؤول أميركي للحرة: الروس يجندون سوريين.. وجنود يتركون الرتل خارج كييف.. قتل 13.. قصف روسي يطال مخبزا غرب كييف..أمريكا: نقل الأسلحة إلى أوكرانيا قد يصبح أصعب في الأيام المقبلة..رئيس الوزراء الكندي: فرض عقوبات على 10 شخصيات روسية.. الرئيس الأوكراني للأوروبيين: إذا سقطنا ستسقطون أنتم أيضاً.. بلينكن: إذا حدث أي اعتداء على أراضي النيتو فنحن ملتزمون بالدفاع عنها..موسكو: سنسمح للأوكرانيين بالفرار إلينا.. وكييف: خطوة غير أخلاقية..

أخبار وتقارير... عشية زيارة ماكرون لروسيا.. دعوة فرنسية للحوار..واشنطن تتوقع وجهة "التحرك الروسي".. وأوكرانيا ترجح الحل الدبلوماسي..قرب الحدود الروسية... متظاهرون مستعدون للدفاع عن بلدهم أوكرانيا..الاستخبارات الأميركية: روسيا جاهزة بنسبة 70 % لتنفيذ غزو واسع لأوكرانيا.. واشنطن تتوقع سقوط كييف بـ 72 ساعة إذا غزتها روسيا..ألمانيا تدرس إرسال قوات إضافية إلى ليتوانيا..أميركا: مئات يحتجون على قتل الشرطة رجلاً أسود خلال مداهمة.. إسلام آباد: مقتل 20 إرهابياً في عمليات أمنية ببلوشستان..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,695,794

عدد الزوار: 6,908,948

المتواجدون الآن: 93