أخبار سوريا... أقلّية تغتني من آثاره المدمّرة: التضخّم ينهش دخول السوريين...قتيلان في قصف إسرائيلي قرب دمشق..هجوم إسرائيلي على سوريا وإحباط محاولة نقل أسلحة إلى غزة... غانتس: سنواصل تدفيع إيران ثمناً مؤلماً... السيول والنيران تنال من النازحين في مخيمات الشمال السوري..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 8 آذار 2022 - 4:58 ص    عدد الزيارات 1450    التعليقات 0    القسم عربية

        


واشنطن تعلن تصنيف كتائب «التوحيد والجهاد» كياناً إرهابياً عالمياً..

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين».. قالت وزارة الخارجية الأميركية اليوم (الاثنين) إنها صنفت جماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» تنشط بشكل أساسي في إدلب بسوريا على أنها «كيان إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص». وبالإضافة إلى التصنيف، قالت الوزارة في بيان إنه تمت إضافة جماعة «كتيبة التوحيد والجهاد» إلى قائمة عقوبات، مما يلزم جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بتنفيذ تجميد أصول وحظر سفر وحظر أسلحة ضد الجماعة، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

قتيلان في قصف إسرائيلي قرب دمشق..

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»... استهدف قصف إسرائيلي، فجر اليوم (الاثنين)، مواقع في محيط العاصمة السورية دمشق ما أودى، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، بحياة مدنيين اثنين، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل مقاتلين اثنين مواليين لإيران، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. ونقلت سانا عن مصدر عسكري قوله إنه قرابة الساعة الخامسة (03. 00 ت غ) من فجر الاثنين «نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه جنوب بيروت مستهدفاً بعض النقاط في محيط مدينة دمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها». وأسفرت الضربات، وفق المصدر العسكري، عن «استشهاد مدنيين اثنين ووقوع بعض الخسائر المادية»، بدون الكشف عن تفاصيل إضافية، وعما إذا كان المدنيان قتلا في الضربة الجوية مباشرة أو جراء شظايا طالت مكان وجودهما. واتهمت وزارة الخارجية السورية في بيان «العدو الإسرائيلي بشن عدوان جديد (...) على مناطق سكنية بريف دمشق». من جهته، أفاد المرصد السوري بأن القصف، الذي طال «مستودعاً على الأقل للأسلحة والذخائر تابعا لمقاتلين إيرانيين» في محيط مطار دمشق الدولي، أودى بـ«مقاتلين اثنين مواليين لإيران، أحدهما سوري الجنسية والثاني لم تعرف هويته، وإصابة ستة آخرين بجروح». وخلال الأعوام الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا طالت مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ«حزب الله» اللبناني. وخلال فبراير (شباط) وحده، سجلت أربع هجمات جوية إسرائيلية داخل سوريا، بينها ضربات أدت في 24 فبراير، وفق المرصد، إلى مقتل جنديين وأربعة مقاتلين موالين لإيران في محيط دمشق، فيما أفادت سانا عن مقتل ثلاثة جنود. ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفها بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا. وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011 تسبب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية وأدى إلى تهجير ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

هجوم إسرائيلي على سوريا وإحباط محاولة نقل أسلحة إلى غزة... غانتس: سنواصل تدفيع إيران ثمناً مؤلماً...

الشرق الاوسط... رام الله: كفاح زبون... قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، إن إسرائيل ستواصل العمل «بكافة الوسائل بما فيها العسكرية ضد إيران»، مؤكداً أن توقيع الاتفاق النووي من عدمه لا يُغير شيئاً بالنسبة لإسرائيل التي لن تسمح بأن تتحول طهران إلى تهديد وجوديـ جاء التصريح بعد هجوم إسرائيلي على سوريا والإعلان عن إحباط محاولة نقل أسلحة إلى غزة. وكتب غانتس في صفحته في «فيسبوك»: «من المهم تكرار التحذير من أن العدوان الإيراني، سواء عبر إيران أو عبر الأذرع الإيرانية في المنطقة والعالم، في العراق واليمن ولبنان وأماكن أخرى، يشكل خطراً على السلام العالمي وخطراً على المنطقة وتحدياً لإسرائيل». وسرد غانتس سلسلة من الأسماء الإيرانية التي تقف خلف أكثر من هجوم أو قواعد تدريب في المنطقة، وكتب عن محاولات إيران تصدير وسائل قتالية متقدمة لأذرعها في المنطقة وأيضاً لدول أخرى، بما في ذلك محاولة إرسال مواد متفجرة من نوع «TNT» عبر سوريا إلى منظمات مختلفة ودول، بينها فنزويلا. وأضاف: «هذا التوجه قد توسع وتوسع» إلى الضفة وغزة. وتحدث غانتس عن إحباط إسرائيل محاولة نقل أسلحة إلى غزة عبر طائرات من دون طيار. وقال: «ستواصل إسرائيل، العمل ضد محاولات إيران زرع الإرهاب في المنطقة والعالم»، متعهداً بردع كل محاولة، وتدفيع إيران ثمناً قاسياً مقابل ذلك. ولفت إلى أن على العالم أن يدرك وهو يتفاوض من أجل اتفاق نووي، أن العدوان الإيراني يتم بدون مظلة نووية، وإذا وصلت إيران إلى تصنيع نووي ستصبح أكثر خطراً على السلام العالمي. وتابع وزير الدفاع الإسرائيلي: «نحن في إسرائيل، سنفعل كل قدراتنا والوسائل التي لدينا لمنع إيران من أن تصبح تهديداً وجودياً». وأردف: «سواء تم التوقيع على اتفاق أم لا - فلن تكون النهاية بالنسبة لنا، ولا لدول العالم الإقليمية التي يجب أن تستمر في مكافحة العدوان الإيراني. سنعمل بكل الوسائل المتاحة لنا السياسية والاقتصادية، وإذا لزم الأمر، العسكرية، لضمان سيادتنا وأمننا». تصريح غانتس جاء بعد ساعات من هجوم إسرائيلي على سوريا، وفيما توجه وزير الخارجية يائير لابيد، إلى ريغا، عاصمة لاتفيا، للاجتماع مع نظيره الأميركي بلينكن، من أجل بحث الاتفاق المتبلور بين إيران والدول الكبرى، وهو اتفاق ترفضه إسرائيل. وذكرت وكالة «سانا» الرسمية للأنباء، أن الجنوب السوري تعرض لقصف صاروخي إسرائيلي، ما أسفر عن مقتل شخصين، وأضافت أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت معظم الصواريخ، وسمع دوي انفجارات في محيط دمشق. ونشرت «سانا» عبر قناتها الرسمية على «تلغرام»، صوراً تظهر صواريخ دفاع جوي في سماء دمشق. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري، قوله، إنه «حوالي الساعة الخامسة من صباح الاثنين، نفذت إسرائيل هجوماً جوياً من اتجاه جنوب بيروت مستهدفاً بعض النقاط في محيط مدينة دمشق، وقد تصدت الأنظمة الدفاعية لغالبية الصواريخ وأسقطت معظمها»، مؤكداً أن «الهجوم أدى إلى مصرع مدنيين اثنين ووقوع بعض الخسائر المادية». ولم يحدد المصدر ماهية تلك النقاط، وما إذا كانت مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري، دون الكشف عن تفاصيل إضافية، وعما إذا كان المدنيان قتلا في الضربة الجوية مباشرة أو جراء شظايا طالت مكان وجودهما. واستهدف القصف، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، «مستودعاً على الأقل للأسلحة والذخائر تابعاً لمقاتلين إيرانيين»، في محيط مطار دمشق الدولي. وخلال الأعوام الماضية، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا طالت مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ«حزب الله» اللبناني. في الأثناء، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن سلاح الجو الإسرائيلي اعترض طائرتين جويتين بدون طيار، تم إطلاقهما من إيران باتجاه قطاع غزة وعلى متنهما عتاد عسكري. وأضاف أن «عمليات اعتراض الطائرات بدون طيار نفذت في سماء المنطقة، بالتنسيق مع دول الجوار، وبالتالي منع التسلل إلى إسرائيل. وأن الطائرات بدون طيار، كانت تراقب أنظمة التحكم والكشف أثناء تحليقها»، وهدفت إلى تمهيد طريق جديد وغير متوقع. ويبدو أن الرحلة كانت للاختبار، وأن عدد المسدسات التي تحملها كان ضئيلاً، وتم إطلاقها من إيران وحلقت على ارتفاع منخفض لفترة طويلة، بهدف الوصول إلى قطاع غزة وإلقاء المعدات التي كانت تحملها هناك، ومن ثم كان من المفترض أن تعود إلى إيران. هذا قبل أن تعترضها الطائرات الإسرائيلية، لتوقفها بشكل نهائي. يلفت الانتباه إلى أن الحادثة وقعت قبل نحو العام، ولم تُنشر إلى الآن، ليست مصادفة، إذا ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنه ربما يكون الدافع، التوقيع الوشيك على تجديد الاتفاق النووي بين القوى الغربية وإيران.

السيول والنيران تنال من النازحين في مخيمات الشمال السوري

الشرق الاوسط.. إدلب: فراس كرم... تسببت أمطار غزيرة شهدتها المناطق الشمالية في سوريا خلال الساعات الماضية، بغرق عشرات الخيام وتضرر فرشها والأدوات المنزلية البسيطة الخاصة بالنازحين، وتشكلت السيول التي غمرت أجزاءً واسعة من المخيمات وحولتها إلى مستنقعات، في وقت تعرضت فيه خيام أخرى للحرق، نتيجة استخدام النازحين لوسائل تدفئة غير آمنة وتسببت بحرق امرأة و3 أطفال. وقال نشطاء، إن عاصفة مطرية غزيرة، ضربت مناطق شمال غربي سوريا، ليلة الأحد - الاثنين، ونال القسط الأكبر منها النازحين في المخيمات العشوائية التي تنتشر بالقرب من الحدود السورية التركية، وتسببت السيول الناجمة عن الأمطار، بغرق نحو 40 خيمة بشكل كلي ضمن تجمع أطمة الحدودي، وأكثر من 140 خيمة تعرضت لغرق جزئي في مخيمات قريبة من مدينة سرمدا، ما تسبب بنزوح أصحابها إلى مخيمات مجاورة، آمنة نسبياً من مياه الأمطار المتدفقة من الجبال المحيطة بالمخيمات. أم أحمد (45 عاماً)، أرملة نازحة من ريف حلب الجنوبي في مخيم الكرامة في منطقة أطمة، بالقرب من الحدود السورية التركية، فرت وأفراد أسرتها (4 أطفال)، خلال الساعات الأولى من بدء تساقط الأمطار الغزيرة ليلاً، وتدفق المياه إلى داخل خيمتها. ولجأت إلى خيمة أحد أقربائها في مخيم مجاور موقعه مرتفع لا تصله السيول، لحين توقف هطول الأمطار، لتعود صباحاً إلى خيمتها وتجد كل شيء فيها غارقاً بالمياه، فعملت وأبناؤها على إخراج الأغطية والوسائد ونشرها إلى جانب الخيمة وإنقاذ ما تبقى من مواد غذائية بسيطة كانت داخل الخيمة. تقول أم أحمد: «إنها مأساة وظروف إنسانية غير عادية نعاني منها مع كل منخفض جوي وعاصفة مطرية، وخلال موسم الشتاء لهذا العام تعرضت خيمتنا وخيام أخرى في المخيم ذاته 3 مرات للغرق». تضيف: «ناشدنا الجهات والمنظمات مراراً، بمساعدتنا بتوفير حلول ووسائل لحمايتنا (إحاطة المخيم بسواتر ترابية، أو إنشاء صرف صحي يسهل مرور مياه الأمطار إلى خارج المخيم)، إلا أن مطالبنا لم تلق آذاناً مصغية، وتكتفي المنظمات بتوزيع بعض الحاجيات كالأغطية عقب كل عاصفة». من جهته، قال الناشط أحمد الحسن، إن عدد الأفراد المتضررين من العواصف المطرية والرياح الأخيرة، بلغ أكثر من 7.811 نسمة، كما سجل أكثر من 2.883 نسمة، أسماءهم، أنهم أصبحوا بدون مأوى نتيجة تمزق الخيم الخاصة بهم بسبب الرياح الشديدة والأمطار. وتابع أن الخسارة تشمل أكثر من 58 مخيماً للنازحين، في مناطق الشيخ بحر وكفر يحمول وزردنا وحربنوش وأطمة ودركوش، وباريشا وعدوان وأطمة وقاح وصلوة شمال إدلب، ومخيمات ريف حلب الشمالي. وقالت منظمة الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء»، إن «فرقها عملت على إنقاذ وإجلاء عشرات العائلات من مخيمات (يازيباغ ودابق وقباسين) شمال حلب، تعرضت خيامهم للغرق، في ساعة متأخرة من ليلة الأحد - الاثنين. وتابعت الفرق عملها في سحب ونضح المياه التي شكلت مستنقعاً أحاط بالخيام من كل مكان، في الوقت الذي غمرت فيه مياه الأمطار نحو 15 منزلاً في منطقة قباسين، وقامت فرق الدفاع المدني وطواقم الاستجابة الطارئة بفتح قنوات لتصريف وتسليك المياه، فيما أمضت نحو 50 عائلة نازحة ليلتها لدى أقاربهم. في سياق متصل، قال ناشطون إن 8 أشخاص بينهم نساء وأطفال، أصيبوا خلال الساعات الأخيرة، بحروق متفاوتة، نتيجة اشتعال النيران بعدد من الخيام في مخيمات شمال إدلب وشمال حلب للنازحين بعد استخدام وسائل تدفئة غير آمنة. وقال سامر الشهابي، إن رجلا وامرأة و3 أطفال في مخيم المقاومة بمدينة إعزاز شمال حلب، تعرضوا لإصابات بحروق متفاوتة (شديدة وخفيفة)، نتيجة اشتعال المدفأة التي تعمل على مادة الفيول (بقايا نفط مكرر)، وقامت الفرق الطبية والدفاع المدني السوري بإسعاف العائلة إلى المشفى لتلقي العلاج. كما جرى توثيق نشوب حريق آخر في إحدى الخيام للنازحين ضمن مخيمات دير حسان شمال إدلب، وتسبب بإصابة 3 أطفال بحروق شديدة، تزامن مع نشوب حرائق في مخيمات أطمة وقاح الحدوديتين، واقتصرت الأضرار على الماديات دون تسجيل أضرار بشرية، وذلك نتيجة استخدام النازحين لوسائل تدفئة غير صحية وغير آمنة، كالبلاستيك والفحم والفيول، لرخص أسعارها مقارنة بأسعار الحطب والديزل.

أقلّية تغتني من آثاره المدمّرة: التضخّم ينهش دخول السوريين...

الاخبار... زياد غصن .. لم يتوقف معدل التضخم، طيلة سنوات الحرب الماضية، عن الارتفاع، إلا أنه في السنتين الأخيرتَين سجل مستويات قياسية ...

فيما السواد الأعظم من السوريين يعانون التبعات العميقة لارتفاع معدّل التضخّم، والذي يكاد لا يتوقّف منذ بداية عام 2020، تحصد فئة أخرى من أصحاب الأملاك والثروات والمستثمرين في بعض القطاعات مكاسب كبيرة جرّاء تلك الظاهرة، الأمر الذي يزيد من حدّة الخلل الحاصل في توزيع الدخل القومي، ويتسبّب بتوسّع رقعة انتشار الفقر في البلاد ... لم يتوقّف معدّل التضخّم، طيلة سنوات الحرب الماضية، عن الارتفاع، إلّا أنه في السنتَين الأخيرتَين سجّل مستويات قياسية، إلى درجة أن الأعوام التسعة الأولى من عمر الحرب باتت في كفّة، والسنتين المذكورتين في كفّة أخرى، تكاد تكون هي الراجحة أيضاً. فمثلاً، تُقدّر البيانات الرسمية معدّل التضخّم السنوي المسجّل خلال عام 2020 بحوالي 163%، وهو ما أدّى إلى معاودة الفقر انتشاره بين السوريين بعد فترة تراجع بسيط شهدها في عام 2019، كما أن نسبة الأسر غير الآمنة غذائياً ارتفعت هي الأخرى لتشكّل أكثر من نصف إجمالي الأسر. وعلى رغم أن بعض الفئات الاجتماعية استطاعت التأقلم سريعاً مع زيادات التضخّم الحاصلة، وذلك من خلال الارتفاع المستمرّ للأجور والتعويضات التي تتقاضاها، إلّا أن موجات التضخّم كانت دوماً أكبر من قدرتها على المواجهة. لكن، هل هذا يعني أن الجميع في سوريا كان خاسراً بفعل معدّل التضخّم المتزايد؟ أم أن هناك فئات ساعدها التضخّم على ترسيخ نفوذها الاقتصادي، والمحافظة على القوة الشرائية لثرواتها ومواردها؟ للتضخّم عموماً، وبغضّ النظر عن أسبابه، تأثيراته السلبية المباشرة على نواحٍ اقتصادية عدّة، بدءاً من توزيع الدخل والثروة بين الأفراد وصولاً إلى الاستثمار، إلّا أن هذه التأثيرات تصبح أكثر وضوحاً وخطورة في الاقتصادات الضعيفة، التي تعاني من خلل عميق في توزيع الدخل والثروة، وفي النمو والإنتاجية. فكيف الحال مع اقتصاد تعرّضت منشآته وموارده أيضاً للتخريب والتدمير والهدر على مدار عقد ونيّف، وعمّت الأنشطة المرتبطة بالحرب أو غير المشروعة مناطقه، كما هو واقع الاقتصاد السوري؟

متضرّرون كثر

يأتي العاملون بأجر وأصحاب الدخول المحدودة والمهمّشون والمحرومون، في صدارة الفئات الاجتماعية المتضرّرة من ارتفاع معدّلات التضخّم. وتبعاً للبيانات الحكومية الرسمية، فإن هؤلاء يشكلون نسبة كبيرة؛ إذ يمثّل العاملون بأجر حوالي 64.9% من إجمالي عدد المشتغلين في البلاد عام 2019، منهم 64.8% يعملون في القطاع الحكومي بأجور ثابتة وضعيفة. وهذا ينطبق إلى حدّ كبير أيضاً على العاملين بأجر في القطاع الخاص، والذين تبلغ نسبتهم حوالي 34.6% من إجمالي عدد العاملين بأجر، وإن كانت الأجور التي يتقاضونها أعلى نسبياً ممّا هي في العام، إلّا أنها تبقى مع تسارع معدّلات التضخم غير كافية لتلبية احتياجات الإنفاق الشهري للأسرة. والحال نفسه ينسحب على شريحة معيّنة من المشتغلين لحسابهم، بالغة نسبتهم حوالي 30% من إجمالي عدد المشتغلين على مستوى البلاد، كما على أصحاب الودائع الموضوعة في المصارف المحلية أو المدّخرات الصغيرة بالعملة المحلية الموجودة في المنازل. وبحسب الدكتور حسن حزوري، الأستاذ في كلية الاقتصاد في جامعة حلب، فإن للتضخّم «آثاراً سلبية على المستويَين الجزئي والكلّي. فعلى المستوى الجزئي، یؤثّر بشكل مباشر على القوّة الشرائية للمواطنين، دخلهم الحقيقي، ویُضعف من قدرتهم المادّیة على تلبية احتیاجاتهم المعیشیة. أمّا على المستوى الكلّي، فإن معدّلات التضخّم تؤثر على مستویات الاستهلاك، الاستثمار، الصادرات، وعلى القوّة الشرائیة للعملة المحلیة، ومن ثمّ على النشاط الاقتصادي بشكل عام». وتُظهر مسوح الأمن الغذائي الأربعة، التي أجرتها الحكومة السورية بالتعاون مع «برنامج الغذاء العالمي» خلال الفترة الممتدّة من عام 2015 وحتى نهاية عام 2021، كيف أسهمت المتغيرّات التي طرأت على واقع التضخّم في تحسين أو تراجع حالة الأمن الغذائي للأسر السورية. فمثلاً، أشارت نتائج مسح عام 2015 إلى أن نسبة الأسر السورية الفاقدة لأمنها الغذائي بلغت حوالي 33.4%. ومع تحسّن الأوضاع الأمنية وتراجع أو استقرار معدّل التضخّم في عام 2017، انخفضت النسبة لتصبح عند عتبة 31%، ثمّ عاودت الارتفاع مع نهاية عام 2020 لتصل إلى أكثر من 55% تحت ضغط ارتفاع معدّلات التضخّم، في مستوى لم تشهده البلاد من قبل، وذلك بدءاً من الربع الأخير من عام 2019.

المستفيدون في كل زمان

تحوُّل التضخّم إلى كابوس مرعب يهدّد لقمة عيش الكثيرين، لا يعني أنه كذلك بالنسبة إلى فئات أخرى، كانت دخولها الحقيقية تزداد مع كلّ موجة تضخّم تضرب البلاد، أو على الأقلّ كانت دخول بعضها تتماشى لحظياً مع مؤشّر التضخّم. وهذه الفئة تضمّ، وفقاً لدراسة أعدّها أخيراً الباحث الاقتصادي شامل بدران، «المنظمين، أصحاب المزارع، المقاولين، الصناعيين، الوسطاء، ذوي المهن الحرة، وأصحاب الشركات التجارية». ويبرّر بدران هذا التصنيف بأن «دخول معظم تلك الفئات تتّسم بالمرونة، والاستجابة السريعة لتغيّرات المستوى العام للأسعار». من جهته، يضيف حزوري إلى مَن تقدّم ذكرهم «أصحاب الثروات الكبيرة (غير المسيّلة نقدياً بالعملة المحلية)، وكبار المدينين للبنوك، الذين حصلوا على قروض كبيرة من البنوك المحلية قبل أن يتراجع سعر صرف الليرة بشكل كبير، وبذلك فهم عندما يسدّدون ما يترتّب عليهم من أقساط مصرفية، فإنهم فعلياً لا يسدّدون سوى جزء قليل من المال الذي اقترضوه. وكلّ هذا ترافق مع اضمحلال أو زوال الطبقة الوسطى، واتّجاهها للانضمام إلى طبقة الفقراء وذوي الدخل المنخفض جداً». ويخلص حزوري إلى أن «التضخّم أفاد القطاعات غير الإنتاجية الحقيقية، كالعقارات، الاستيراد والتصدير، قطاع البنوك والمصارف، والتي تعكس نتائجها السنوية الأرباح الكبيرة المحقّقة، وأحياناً تكون أكبر من رأسمالها الأسمي، وهناك أيضاً الاقتصاد الباطني المتضمّن عمليات التهريب والتجارة غير المشروعة». وهكذا، أكمل التضخّم - ولا يزال -، بمعدّلاته الجامحة، ما بدأته السياسات الاقتصادية، التي غضّت الطرف عن التشوّهات البنيوية العميقة، وأسهمت أكثر فأكثر في تعزيز الخلل الحاصل في توزيع الدخل القومي، بحيث باتت الحرب السورية مرافقة في بُعدها الاقتصادي للعبارة الشهيرة: «غنى أكثر فقر أكثر»، إذ إن التضخّم، كما يذكر بدران، «يعمل على إعادة التوزيع، بحيث يحصل أصحاب المشروعات على نصيب أكبر من التوزيع، وتتعاظم أرباح المنظّمين بصورة واضحة نتيجة الفرق بين تكاليف الإنتاج وبين أسعار المنتجات التي ترتفع بمعدّلات أعلى، وفي الوقت نفسه يصادر التضخّم مدّخرات ودخولاً حقيقية من فئات بقيت دخولها ثابتة، أو ارتفعت بنسبة أقلّ من ارتفاع تكاليف المعيشة لمصلحة أولئك الذين ازدادت دخولهم بنسبة أكبر من نسبة ارتفاع تكاليف المعيشة».

 



السابق

أخبار لبنان.. «الميغاسنتر» تكشف المستور: مَن يتجرّع كأس التأجيل!...مَنْ يريد الانتخابات النيابية، ومَنْ لا يريدها؟ .. حرب أوكرانيا قد تفرض تأجيلاً تقنياً للانتخابات.. بري يخترق الترشيحات «الذكورية» للثنائي الشيعي ويتعاون مع باسيل «على القطعة».. عون: الانتخابات النيابية ستجري وسيكون هناك «ميغاسنتر»..لجنة بعبدا لترسيم الحدود... «مشكل جديد».. انتخابات أيار بلا قضيّة: الأسهل لحزب الله.. 117 مرشحاً للانتخابات اللبنانية قبل أسبوع على إغلاق باب الترشح...

التالي

أخبار العراق.. جهود الكاظمي في مكافحة الفساد تصطدم بجدار «الاتحادية» العراقية... غياب الإرادة السياسية لاستئصال الآفة عقبة أخرى... مخاوف في العراق من ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية تنذر بتفجير موجة احتجاجات شعبية جديدة..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,157,483

عدد الزوار: 6,757,793

المتواجدون الآن: 132