الصحف العربية: لبنان على عتبة اشتباك سياسي-أمني

تاريخ الإضافة الخميس 22 تموز 2010 - 1:26 م    عدد الزيارات 3580    التعليقات 0    القسم عربية

        


وصفت الصحف العربية "الأيام القادمة صعبة" على لبنان مع صدور قرارالمحكمة الدولية وعنوانه: "حزب الله".

أشارت صحيفة الأنباء الكويتية نقلا عن محلل سياسي قريب من 8 آذار الى ان البلاد على عتبة اشتباك سياسي داخلي بسقف مرتفع عناوينه متشعبة وعديدة، لكنه لن يخرج عن ضوابطه، وسيبقى محكوما بموجات باردة وساخنة حتى الخريف المقبل، و نقلا عن محلل  في 14 اذار الى انه لا يجوز للدولة ان تبقى نعامة دافنة رأسها في الرمل، فيما يشتبك الوسط السياسي بمجرد نقاش مرشح لأن يتحول قريبا الى ما يشبه الانقلاب على الحكم والنظام. وفي زاوية لها تحدثت الصحيفة عن اتصالات هادئة لترتيب لقاء وزيارة اللقاء بين رئيس الحكومة سعد الحريري والسيد حسن نصرالله لاحتواء التوتر السياسي والحكومي، وزيارة محتملة لوزير الدفاع الياس المر الى دمشق لإعادة التواصل بينه وبين القيادة السورية.

وفي اطار قريب، نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن اوساط متابعة اشارتها الى ان القطبة المخفية في قضية عملا "الفا" تعود إلى ان "حزب الله" كان كوّن ملفاً عن عمالة شربل قزي منذ مدة ووضعه تحت المعاينة، ولم يشأ الايعاز بتوقيفه في انتظار "توقيت" يلائم الاجندة السياسية للحزب. واشارت هذه الاوساط الى ان "حزب الله" المتوجس من القرار الظني للمحكمة الدولية اراد ترك الكشف عن عمالة قزي، التي من شأنها اثارة الكثير من الشكوك حول قطاع الاتصالات وصلته اللصيقة بالتحقيق الدولي، الى الربع الساعة الاخير قبل صدور القرار الظني. ورأت الاوساط نفسها ان الحزب الذي يتوعد المحكمة الدولية بأكثر من مفاجأة، كان يتعاطى مع ملف "جاسوس الخليوي" كواحدة من تلك المفاجآت التي يعتزم مباغتة المحكمة الوسط السياسي اللبناني و"اولياء الدم" بها عبر اثارة موجة عارمة من التشكيك بمضمون القرار الظني عشية صدوره لـ "اعتماده على الاتصالات وشهود الزور".

ولفتت هذه الاوساط الى ان ما قاله الامين العام لـ "حزب الله" اخيراً عن "اسرائيلية المحكمة الدولية" وسقوط الحجر الزاوية في المؤامرة، اي القرار الظني الذي طار بعد انفضاح عمالة قزي"، كان من شأنه احداث ضجيج مضاعف لو قيل في اللحظة الاكثر ملاءمة لـ "توقيت" الحزب مع صدور القرار الاتهامي او عشيته. ورجحت المصادر المتابعة ان يكون "حزب الله" اضطر الى تسليم ملف قزي الى مخابرات الجيش لتوقيفه بعدما طلب فرع المعلومات (استخبارات قوى الامن) من وزارة الاتصالات قاعدة بيانات الاتصالات لتعقب الجاسوس "المجهول باقي الهوية"، فأدرك الحزب ان معلومات قوى الامن الداخلي باتت على قاب قوسين من اكتشاف قزي وتوقيفه، وقام تالياً بتسليم الملف الى مخابرات الجيش التي بادرت الى توقيفه.

 كما نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن اوساط قريبة من "حزب الله" اشارتها الى انه "بعدما اكتملت دفاعات المقاومة البرية والبحرية والجوية لمجابهة التهديدات الاسرائيلية، وبعدما باتت في جهوزية عالية على مدار الساعة في محاولة منها لابعاد شبح الحرب المقبلة، وبعدما امتلأت عنابرها وجهزت قواتها بقدرات جديدة متقدمة بدأ البحث في الخارج عن طريقة للتخلص من تهديد "حزب الله" وسط اعتقاد بأن اقصر الطرق لذلك هو ضرب وحدة لبنان وتشويه سمعة الحزب في العالمين العربي والاسلامي"، لافتة الى ما وصفته بـ "الاعلان المسبق عن فحوى القرار الاتهامي للمحكمة الدولية بلسان قائد جيش اسرائيل غابي اشكينازي".

وتوقعت "ان ينشط المجتمع الدولي في مرحلة لاحقة بمطاردة المجموعات المؤيدة لحزب الله في الدول الغربية من خلال اعتبار اي مساعدات من الاموال الشرعية بمثابة تهمة ارهابية، في الوقت الذي ستبرز في العالم العربي والاسلامي موجة تقارب اغتيال الحريري من زاوية ان الشيعة قتلوا زعيماً سنياً". واشارت الى ان حزب الله يعتبر ان بعض القوى السياسية في لبنان على علم مسبق بما يتضمنه القرار الظني للمحكمة الدولية، وان ما جرى في الجنوب بين الاهالي و"اليونيفيل" لم يكن احداثاً مدبرة ولا هو رسالة للقوة الدولية لتعتبر نفسها رهينة بيد الحزب، بل على عكس ذلك فهم ضيوف ومهمتهم حفظ السلام وستبقى العلاقة معهم مميزة طالما التعاون قائماً بينهم والاهالي.

ورأت هذه الاوساط ان على اسرائيل ان تعي بأن المشكلة لا ولن تتحول بين الحزب والمجتمع الدولي بل سيبقى الصراع بين صاحب الارض والمحتل، فـ "حزب الله" وضع خطوطاً حمر كالتي افرزتها احداث 7 ايار في بيروت والجبل، وهي حماية المقاومة واتصالاتها والمحافظة على جميع الكوادر والقيادات، خصوصاً اولئك الذين تطالب بهم اسرائيل عن طريق المحكمة الدولية.

وأشارت الاوساط عينها الى مجموعة من الاسئلة تطرح على اكثر من مستوى قيادي من بينها: من المستفيد من مقتل رفيق الحريري وما هي صدقية المحكمة والاهداف الكامنة وراء توجيه الاتهام بطريقة معينة؟ هل المقصود الاعلان في شكل رسمي ان سلاح "حزب الله" هو سلاح غدر؟ وهل المحكمة آلية من آليات الابتزاز السياسي لاتهام "حزب الله" وسوريا؟ وهل استهداف الشيعة سيصبح مباحاً في اي دولة من دول العالم خدمة للغرب؟ وفي الخلاصة رأت هذه الاوساط ان "حزب الله" غير قلق ولكنه مستفز لأنه يعتقد ان المحكمة جزء من المؤامرة الدولية لتشويه سمعة المقاومة وهذا ما يزيده اصراراً وعزيمة على مجابهة اعداء نهج المقاومة كافة.

أما صحيفة "الوطن" السورية فتحدثت عن مؤشرات متعددة رافقت عودة المحكمة الدولية ال الواجهة ويمكن أن تفسّر درجة حماوتها، ولعل أولها الشهادة العلنية التي قدمها مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي في حزيران الماضي التي كان موضوعها "حزب الله" ويمكن اعتبارها من بابها إلى محرابها إعلان حرب مركبة سياسية-أمنية يمكن أن تصل إلى العسكرية- الميدانية على "حزب الله" المهدد للمصالح الأميركية وإسرائيل في آن حسب فيلتمان. وقد ترافق ذلك مع سلسلة تحركات سياسية لم تغب عنها باريس ولا واشنطن، كان هدفها الوصول إلى أفضل سيناريو ممكن من أجل الإيقاع بـ"حزب الله"، وفي جانب من هذه التحركات يمكن رصد تلك الزيارات غير المعلنة التي قام بها مدعي عام المحكمة الدولية دانييل بيلمار لواشنطن، والتي قيل إنها من أجل تأمين الدعم المالي اللازم للمحكمة خوفاً من عدم قيام الحكومة اللبنانية بدفع ما يترتب عليها، على حين أن بيلمار كان يطلّع على الخطوط الكبرى للسيناريو الذي من المفترض أن يكون القرار الظني جزءاً رئيسياً منه.

وبحسب "الوطن"، فذلك كله، كان يمكن أن يظلّ مجرد مؤشرات قيد الدرس لولا أنها وصلت في النهاية إلى صياغة جانب منها على هيئة صفقة جرت محاولة تسويقها لدى "حزب الله"، ولدى أمينه العام السيد حسن نصر الله شخصياً، الذي فضلاً عن رفضه مبدأ الصفقات وخصوصاً في هذه المسألة، فككها وأعادها إلى أصلها لتتبدى كـ"فخ" منصوب لـ"حزب الله" ولبنان.

ورأت الصحيفة أن الكلام الصادر من غير جهة لبنانية، الذي يشير إلى أن "الأيام القادمة صعبة" مصدره تحديداً الموعد الذي ستبدأ المحكمة فيه تلاوة فصلها التالي الذي عنوانه: "حزب الله"، متسائلة: "في ظلّ اعتبار الحزب لها بأنها تشكل جانباً من الحرب الإسرائيلية على لبنان، هل ستتمكن المحكمة فعلاً أو من معها، بالمعنى السياسي، من تلاوة هذا الفصل؟".

في مقابل هذا الحديث انفردت صحيفة "القبس" الكويتية بالحديث عن ان بعض الذين توجهوا الى الديمان للترحيب بالبطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير في مقره الصيفي كانوا يضطرون للانتظار بسبب ضغط الزائرين عند أحد الآباء، ليسمعوا هناك كلاما يثير الهلع حول سيناريو يختلف عن السيناريو الذي نقله رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون.

وبحسب "الأب" الذي يفترض ان يكون مقربا من سيد الصرح، فإن هناك من أعدّ لفتنة مسيحية - مسيحية، باعتبار ان الفتنة السنية - الشيعية لها ضوابطها حاليا أي ان تندلع صدامات دموية مبرمجة في بعض المناطق المسيحية، ثم يتسع الحريق وقد يندفع البعض الى حد مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بإرسال جيشه الى لبنان، كما فعل والده الراحل حافظ الأسد بطلب "مسيحي" عام 1976 لوقف الهجوم الفلسطيني.


المصدر: موقع إيلاف الإلكتروني

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,090,930

عدد الزوار: 6,752,256

المتواجدون الآن: 113