أخبار سوريا.. نزاع بين «قسد» والنظام يعلق الامتحانات في جامعة الحسكة.. الغوطة الشرقية تعاني من مخلفات الحرب و«القبضة الأمنية».. مقتل 5 عناصر من النظام وإصابة ضابط في البادية السورية.. اشتداد الصراع الفصائلي في ريف حلب: الجولاني يستعدّ للقضم... بغطاء من أنقرة..مكتبات دمشق تشتاق لروادها في ظل التدهور الاقتصادي..«أوميكرون» يغزو ريف إدلب..

تاريخ الإضافة الإثنين 21 شباط 2022 - 4:02 ص    عدد الزيارات 1432    التعليقات 0    القسم عربية

        


نزاع بين «قسد» والنظام يعلق الامتحانات في جامعة الحسكة..

بعد سيطرة الأولى على مبانٍ ملاصقة لسجن الصناعة...

الشرق الاوسط... الحسكة: كمال شيخو... تستمر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي السورية، بتعليق الامتحانات الفصلية في كليات ومعاهد (جامعة الفرات) فرع محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد، بعد سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، على كتلة المباني الواقعة في حي غويران جنوب المدينة الذي شهد نهاية الشهر الماضي، هجوماً واسعاً، من «داعش»، في وقت كشفت فيه مسؤولة بارزة في «الإدارة الذاتية»، عن اتصالات ومخاطبة لرئاسة الجامعة، لتسليمها أرشيف الكليات ومبنى كلية الزراعة ومدرسة ثانية، لتمكين الطلبة من تقديم امتحاناتهم الفصلية. ولدى حديثها إلى جريدة «الشرق الأوسط» وتعقيباً على قرار وزارة التعليم العالي، الخاص بتعليق الامتحانات نصف السنوية للطلبة الجامعيين في مدينة الحسكة، قالت روهات خليل رئيسة «هيئة التربية والتعليم» بالإدارة الذاتية، إنه تمت مخاطبة رئاسة جامعة الفرات: «من أجل تسليم أرشيف ومستلزمات وأجهزة تخص الكليات، وإمكانية تسليم مبنى كلية الزراعة ومدرسة أخرى، لرئاسة الجامعة بهدف تمكين الطلبة من تقديم امتحاناتهم». لكن مدير فرع الجامعة الدكتور جمال عبد الله، أوضح في إفادة صحافية لوكالة الأنباء السورية (سانا)، بأن العملية الامتحانية في الكليات الجامعية والمعاهد التابعة لفرع الجامعة بالحسكة: «لا تزال معلقة من جراء استمرار ميليشيا (قسد) بالاستيلاء على المباني الجامعية، وتحويلها إلى مقرات عسكرية، الأمر الذي باتت له تداعيات تعليمية كبيرة تمس جميع الطلاب»، مشيراً إلى الانتهاكات بحق مباني الكليات الجامعية والاستيلاء عليها، وتحويلها إلى مقرات عسكرية «تهدد نحو 25 ألف طالب وطالبة يدرسون في 8 كليات و4 معاهد في محافظة الحسكة». غير أن روهات خليل المسؤولة الكردية لدى الإدارة، شددت على أن رئاسة إدارة الجامعة التي علقت الامتحانات «لم تستلم حتى الآن الأرشيف والأجهزة ومفاتيح الكلية، في خطوة منها للتهرب من مسؤولياتها أمام الطلبة، بهدف نقل الكليات إلى مناطق أخرى». واتهمت رئاسة الجامعة بتشويه الحقائق بهدف نقل الكليات إلى مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، تحت حجج واهية، بغية تشويه الحقائق والتهرب من مسؤولياتها». وتقع كتلة مباني كليات ومعاهد جامعة الفرات بالحسكة، بالقرب من سجن الصناعة جنوب مدينة الحسكة في حي غويران، وهذه المنشأة كانت تضم أكثر من 3500 عنصر من «داعش» لكنها شهدت اضطرابات عسكرية عنيفة نهاية الشهر الماضي، بعد مهاجمة خلايا نائمة موالية للتنظيم المتطرف على السجن في 20 من شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، تزامنت مع إعلان حالة تمرد مسلح نفذه محتجزو التنظيم. واستمرت العمليات العسكرية نحو أسبوع وأسفرت عن سقوط 125 من حراس ومقاتلي قوات «قسد»، ووفاة 6 مدنيين بنيرانها ومقتل أكثر من 370 عنصراً ومسلحاً ينتمون للتنظيم. وكشف مصدر حكومي، طلب عدم الكشف عن اسمه أو صفته الرسمية لأسباب أمنية، أن رئاسة جامعة الفرات بدير الزور وإدارة فرع الحسكة واتحاد الطلبة، قد رفعوا مقترحاً إلى وزارة التعليم العالي طالبوا فيه بنقل الكليات والمعاهد إلى مدينة دير الزور. وعن تعليق الامتحانات أكد ذات المصدر: «قبل هجوم السجن بيوم واحد، كانت رئاسة الجامعة قد علقت الامتحانات بسبب العاصفة الثلجية التي شهدتها المحافظة ومدنها، أما طلبة التعليم المفتوح فيبدأون امتحاناتهم الفصلية منتصف شهر مارس (آذار) القادم». أما عميد جامعة الفرات الحكومية طه الخليفة، فتحدث في إفادة صحافية، بأن بعض مباني فرع الجامعة في الحسكة سويت بالأرض، لافتة إلى أن «الهجمات طالت مبنى المعهد التقاني الهندسي، ومبنى إدارة فرع الجامعة القريب من سجن الثانوية الصناعية، وهو عبارة عن كتلتين تم تدميرهما بالكامل مع الكتلة البنائية لكلية الاقتصاد». وقدر قيمة التجهيزات العلمية والمخبرية التي كانت موجودة في مبنى كلية الهندسة المدنية، بعشرات مليارات الليرات، ولفت الخليفة إلى أنه أرسل مؤخراً فريقاً إلى الكليات المدمرة، لاسترجاع أضابير وسجلات الطلبة الورقية، لكن (قسد) حالت دون ذلك، فتم اعتماد بيانات الطلبة «المؤتمتة» التي كانت الجامعة قد أعدتها سابقاً لاستكمال الامتحانات في فروع الحسكة. وحملت المسؤولة التربوية روهات خليل، خلايا تنظيم «داعش» وتمركزها وتنفيذ هجومها على سجن الصناعة انطلاقاً من حي غويران وحي الزهور المحيطان بالسجن ومباني الجامعة، المسؤولية عن الأمر: «جعلوا من كتلة الأبنية والمراكز الخدمية نقاط تمركز وهجوم وانتشار لقناصتهم، الأمر الذي أدى إلى تضرر كتلة الأبنية الجامعية». وطالبت رئاسة جامعة الفرات وإدارة فرع الحسكة، بالتعاون وتحمل المسؤولية «لخدمة أبنائنا الطلبة في استكمال دراستهم وتوفير البيئة الآمنة والسليمة لهم». الجدير ذكره، أن جامعة الفرات تأسست عام 2006 في مدينة دير الزور شرق سوريا، وهي خامس جامعة حكومية بعد دمشق وحلب وتشرين في اللاذقية والبعث بحمص، وافتتحت 4 كليات في مدينة الحسكة والمعهد التقني المتوسط ومعهد الميكنة الزراعية، ويبلغ عدد طلبتها نحو 25 ألفاً يدرسون المنهاج الحكومي التابع لوزارة التعليم العالي السورية.

الغوطة الشرقية تعاني من مخلفات الحرب و«القبضة الأمنية»... بعد أربع سنوات من عودتها إلى سيطرة النظام...

دمشق: «الشرق الأوسط»... رغم مرور أربع سنوات على استعادة النظام لسيطرته الكاملة على الغوطة الشرقية في ريف دمشق، لا يزال من تبقى من الأهالي يعاني من مخلفات المعارك الضارية التي شهدتها المنطقة خلال سنوات الحصار والحرب، إضافة للقبضة الأمنية التي من بينها سوق الشباب إلى التجنيد في الجيش. وأفادت مصادر محلية في الغوطة الشرقية، بمقتل رجل وطفل وإصابة طفل آخر في بلدة حمورية، جراء انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات الحرب. وحسب المصادر، قتل الطفل يوم السبت، أثناء لعبه في منطقة فارغة، قريباً من جامع الياسين، وذلك بعد يومين من مقتل طفل وإصابة طفلين آخرين في مدينة حرستا، في انفجار عبوة من مخلفات الحرب في أثناء لعبهم، وفق ما قاله مجلس المدينة، يوم الجمعة 18 من فبراير (شباط). وتفيد تقارير سابقة لمنظمة الصحة العالمية، بأن ما يزيد على ثمانية ملايين سوري معرضون لأخطار بسبب الألغام ومخلفات الحرب، بينهم ثلاثة ملايين طفل سوري معرضون للموت أو التشوهات. وتشير تقارير مماثلة للجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى أن عدد ضحايا الألغام ومخلفات الحرب في سوريا، بلغ أكثر من 12 ألف شخص، 35 في المائة منهم لقوا مصرعهم، و65 في المائة تعرضوا لجروح، في حين بلغت نسبة الأطفال قرابة 25 في المائة، وتعرض 50 في المائة من الناجين إلى بترٍ في الأطراف. ولا يبدي النظام جدية في إزالة مخلفات الحرب من المناطق التي استعاد سيطرته عليها، في الوقت الذي يعزز قبضتها الأمنية في ملاحقة المعارضين وسوق المطلوبين للخدمة العسكرية الإلزامية. وقالت مصادر إعلامية، إن دوريات تابعة للحرس الجمهوري، شنت قبل يومين حملة دهم للمنازل، في بلدة جسرين، لسوق المطلوبين إلى الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية. وقال موقع «صوت العاصمة» الإخباري المعارض، إن الدوريات نصبت أربعة حواجز مؤقتة في البلدة، وأغلقت مداخلها ومخارجها بشكل كامل، حيث يجري التدقيق في هويات الشبان ووثائق تأجيل الخدمة العسكرية من خلال الفيش الأمني. وحسب الموقع، تم اعتقال ثمانية شبان من بلدات جسرين ودير العصافير ودوما، خلال الحملة، «من المتخلفين عن الالتحاق بجيش النظام لأداء خدمتهم العسكرية»، بينهم شاب اعتُقل رغم إبراز وثيقة تأجيل «دراسي» وبطاقته الجامعية. وكانت دوريات مشتركة من الأمن العسكري والشرطة العسكرية، قد قامت بحملة مماثلة الأسبوع الماضي على بلدات عربين وزملكا وعين ترما وحمورية بالغوطة الشرقية، بعد نصب حواجز مؤقتة على مداخلها ومخارجها، حيث تم سوق أكثر من 50 شاباً للتجنيد الإجباري. ويؤكد «صوت العاصمة»، أنه وثق اقتياد ما لا يقل عن 260 شاباً من أبناء ريف دمشق المتخلفين عن أداء الخدمة العسكرية والإلزامية، لتجنيدهم إجبارياً خلال عام 2021 ضمن عدة حملات للأجهزة الأمنية أو الشرطة العسكرية. يأتي ذلك في الذكرى الرابعة لأعنف حملة عسكرية شنها النظام في فبراير 2018، بدعم حليفيه الروسي والإيراني، على الغوطة الشرقية، التي انتهت إلى تهجير المعارضة المسلحة وعائلاتهم إلى الشمال السوري، وعودة الغوطة الشرقية مع الغوطة الشرقية بريف دمشق، إلى سيطرة النظام. ولا تزال بلدات الغوطة الشرقية تعاني من تردي الواقع الخدمي والمعيشي، وسط دمار هائل خلفه القصف العنيف، ليضاف ذلك إلى تشديد القبضة الأمنية، ونشر حواجز أمن الدولة والحرس الجمهوري والمخابرات الجوية على الطرق الواصلة بين تلك البلدات والعاصمة دمشق. كما تفرض بعض الحواجز الإتاوات على إدخال وإخراج البضائع والسلع الاستهلاكية. وهي مبالغ باتت معلومة، ومتعارف عليها، حسب نوع وحجم الحمولة.

مقتل 5 عناصر من النظام وإصابة ضابط في البادية السورية

لندن: «الشرق الأوسط»... وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل عنصرين من قوات النظام يتحدران من بلدة حمورية في الغوطة الشرقية، بهجوم جديد لخلايا تنظيم «داعش» استهدف نقطة عسكرية تابعة للنظام في بادية دير الزور. كما أصيب ضابط بقوات النظام وقتل 3 من مرافقيه، جراء انفجار لغم بسيارته في منطقة جبل العمر بريف حمص الشرقي، حيث تنشط خلايا التنظيم. وبحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الضابط يتحدر من قرية كفر عقيد بمنطقة مصياف بريف حمص. وبذلك، تكون الحصيلة الأخيرة للخسائر البشرية خلال الفترة الممتدة من 24 مارس (آذار) 2019 وحتى الآن، وفقاً لإحصائيات وتوثيقات المرصد: 1649 قتيلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، من بينهم 3 من الروس على الأقل، بالإضافة لـ165 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، قتلوا جميعاً خلال هجمات وتفجيرات وكمائن لتنظيم «داعش»، في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء وحماة وحلب. كما وثّق المرصد مقتل 4 مدنيين عاملين في حقول الغاز، والعشرات من الرعاة والمدنيين الآخرين، بينهم أطفال ونساء في هجمات التنظيم. فيما وثق المرصد كذلك مقتل 1172 من تنظيم «داعش»، في الفترة ذاتها خلال الهجمات والقصف والاستهدافات. في شأن متصل، شهدت البادية السورية طلعات جوية متجددة للمقاتلات الروسية، حيث تتناوب طائرات حربية روسية على استهداف مناطق يرجح أن التنظيم يتوارى ضمنها، في منطقة مثلث حلب - حماة - الرقة ومنطقة جبل البشري وبادية الرصافة، وسط معلومات عن مزيد من الخسائر البشرية، إذ يتم استهداف كهف ومغر في المناطق آنفة الذكر، بحسب المرصد. يذكر أن المقاتلات الروسية شنت نحو 540 ضربة جوية على مناطق متفرقة في البادية السورية منذ مطلع الشهر الحالي. وقد دفع «الفيلق الخامس» المدعوم من روسيا و«الدفاع الوطني»، بتعزيزات عسكرية جديدة انطلقت من منطقة سلمية بريف حماة نحو بادية أثريا، ضمن ناحية السعن شرقي حماة، حيث تنشط خلايا التنظيم. وبحسب المرصد، فإن التعزيزات ضمت مئات العناصر بالإضافة لمجموعات من الفرقة الهندسية لإزالة الألغام.

اشتداد الصراع الفصائلي في ريف حلب: الجولاني يستعدّ للقضم... بغطاء من أنقرة

الاخبار..علاء حلبي.. ترتبط التطوّرات الميدانية الأخيرة بتحرّكات سياسية موازية بدأها «الائتلاف المعارض» و»الحكومة المؤقتة» ...

يواصل أبو محمد الجولاني، بغطاء تركي، اشتغاله على اجتذاب جماعات من بين الفصائل التابعة لأنقرة، إلى صفّه، وآخرها جماعة «أبي عمشة» التي تُظهر انفتاحاً متزايداً على «هيئة تحرير الشام». وعلى رغم محاولة الفصائل من جهة، و»الائتلاف المعارض» من جهة أخرى، وقف مسار تغوّل الجولاني ضدّ مناطقها، إلّا أن هذا المسار يبدو أنه متواصل ومتسارع، بدفْع من تركيا التي تريد إخضاع مناطق نفوذها لقيادة موحّدة وقوية وموثوقة....

دمشق | على مدار الشهرَين الماضيَين، تصاعدت الخلافات بين الفصائل التابعة لتركيا في ريف حلب الشمالي، على خلفيات عدّة، بعضها يتعلّق بالسيطرة على معابر التهريب وبعضها الآخر لأسباب وجودية. أزاح ذلك الستار عن ملفّات فساد مالي وأخلاقي، تمّ تصويب معظمها نحو جماعة «العمشات» التي تسيطر على مناطق عدّة في عفرين، أبرزها منطقة الشيخ حديد الحدودية، والتي أظهر زعيمها، «أبو عمشة» (محمد الجاسم، قائد «فرقة السلطان سليمان شاه»)، انفتاحاً متزايداً على «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة)، التي يتزعّمها أبو محمد الجولاني، الأمر الذي ضاعف مخاوف الفصائل المنتشرة في ريف حلب الشمالي من توسّع الجولاني. آخر تطوّرات الصراع الفصائلي جاءت هذه المرّة عبر بوّابة حاولت الفصائل إضفاء طابع «شرعي» عليها، عن طريق تشكيل لجنة للتحقيق في انتهاكات «فرقة السلطان سليمان شاه»، أصدرت بدورها قرارات بـ»عزل أبو عمشة وخمسة قياديين آخرين من مناصبهم، بالإضافة إلى عدم تسليمه أيّ منصب قيادي من مناصب الثورة لاحقاً»، وهو قرارٌ قوبل بدعم كبير من تشكيلات عدّة، أبرزها «غرفة القيادة الموحّدة – عزم» التي تضمّ جماعات مختلفة، من بينها «هيئة ثائرون» التي تُعتبر «سليمان شاه» إحدى مكوّناتها. وعلى رغم هذا التهليل الكبير، شكّكت مصادر معارضة في قدرة الفصائل على تطبيق قرارات «اللجنة»، في ظلّ القوّة الكبيرة التي يتمتّع بها «أبو عمشة» وفصيله مقارنة ببقيّة الفصائل من جهة، والعلاقة القوية التي تربطه بتركيا من جهة أخرى. وتجلّت تلك العقبات سريعاً في لقاء جمع بين قياديين من الفصائل وضبّاط أتراك، حذّروا من مغبّة الاقتراب من «أبي عمشة»، مع الأخذ في الاعتبار القرارات المتعلّقة بالقياديين الخمسة الآخرين، والذين سيتمّ إعفاؤهم ونقلهم إلى تركيا، الأمر الذي يفسّر تراجع «الحكومة المؤقّتة» عن تأييدها للقرار، بعد أقل من 10 ساعات فقط على إصدارها بياناً أكدت من خلاله دعمها له. وبعيداً عن التفاصيل المتداخلة والمتشابكة للهيكلية الفصائلية، وتوزّع القوى في مناطق السيطرة التركية شماليّ سوريا، والتي تشهد تقلّبات وتغيّرات مستمرّة، تفتح التطورات الأخيرة الباب على مصراعَيه أمام اشتداد الصراع الفصائلي القائم بالأساس، الأمر الذي ينتظره الجولاني لقضم ريف حلب الشمالي. ويُعتبر «أبو عمشة»، الذي ينحدر من ريف حماة وكان يعمل سابقاً سائقاً لجرّار زراعي، أحد القياديين المقرّبين من أنقرة لِما قدّمه من خدمات عدّة أبرزها عمليات التهجير القسرية التي مارسها فصيله ضدّ الأكراد في ريف عفرين. كما يُعدّ من أبرز الشخصيات التي عملت على تجنيد وتدريب وإرسال مقاتلين إلى ليبيا وأذربيجان تنفيذاً لأوامر أنقرة، الأمر الذي يوضح سبب حرص الأخيرة على استمراره. وإلى جانب «أبي عمشة»، يملك الجولاني، بدوره، حظوة كبيرة في تركيا، يضاف إليها الانفتاح الأميركي المتواصل على جماعته، التي ترى فيها واشنطن فرصة لضمان حالة عدم الاستقرار في الشمال السوري.

بدأ «الائتلاف» و«حكومته» عمليات مراجعة داخلية، كما فتحا الباب أمام إجراء تحقيقات وتشكيل محاكم

وفي وقت عبّرت فيه تركيا، بشكل علني، عن غضبها من «حالة الفوضى» التي تشهدها المناطق التي تسيطر عليها، وطلبات الفصائل المتزايدة من السلاح والأموال، يشكّل تمدّد الجولاني أو تحالفه العلني مع «العمشات»، فرصة بالنسبة إلى أنقرة للتخلّص من هذه الأعباء المالية المتزايدة، بالإضافة إلى فرض حالة من الاستقرار في مناطقها من قِبَل شخصيات تَعتبرها «قوية وموثوقة»، وتتمتّع بقدرة عالية على «التمويل الذاتي». ويدور في كواليس الفصائل الحديث عن سيناريوات عدّة قد تشهدها مناطق ريف حلب الشمالي، أبرزها استعانة «أبي عمشة» بصديقه الجولاني، الذي سيجد في هذا الطلب فرصة لا تُعوَّض للتمدّد إلى ريف حلب، المنطقة التي توفّر له، بالإضافة إلى توسيع مساحة سيطرته، السيطرة على معابر تهريب لا تُقدَّر بثمن. وبينما تزداد حالة الاضطراب في ريف حلب الشمالي، بدأ الجولاني عمليات «تنظيف» واسعة لمحافظة إدلب ممّا تبقّى من مقاتلين أجانب، إذ أكدت مصادر «جهادية» أن تعميماً جديداً أصدره الجولاني، يطلب من جميع «الجهاديين» غير السوريين مغادرة المحافظة مع عائلاتهم إلى مناطق محدّدة في ريف حلب، بعيدة عن الحدود التركية، وعن مناطق إقامة المشاريع السكنية، وفق توصيات أنقرة، خشية تسرّب هؤلاء المقاتلين إلى تركيا، أو التشويش على عمليات إعادة توطين السوريين التي تعمل عليها تركيا، لضمان تجذير حزام موالٍ لها قرب حدودها. كذلك، يواصل الجولاني عمليات تجنيد وتدريب مقاتلين، بمشاركة ضبّاط أتراك، حيث تمّ أخيراً تخريج دورتَين لمقاتلين جرى تدريبهم على عمليات القنص والاقتحام واستخدام مضادّات الدروع، وتوزيعهم على تشكيلات عسكرية ضمن خطّة إعادة تنظيم واسعة للقوّات المقاتلة، نفّذتها «تحرير الشام» بإشراف تركي مباشر. وترتبط التطوّرات الميدانية الأخيرة بتحرّكات سياسية موازية بدأها «الائتلاف المعارض» و «الحكومة المؤقتة»، خوفاً من تمدّد الجولاني إلى مناطق يُفترض أنها تخضع لسيطرة قوّات تابعة لهما، بعد زيادة الدعم التركي لـ»هيئة تحرير الشام»، وعدم قدرة «المؤقّتة» على ضبط الفصائل المتصارعة على الأرض. وفي هذا السياق، بدأ «الائتلاف» و»حكومته» عمليات مراجعة داخلية، كما فتحا الباب أمام إجراء تحقيقات وتشكيل محاكم لمحاسبة بعض القياديين، الأمر الذي انتهزته الفصائل لمحاولة إنهاء وجود «أبي عمشة»، الذي يمثل بالنسبة إليها خطراً وجودياً، وباباً لتسرّب الجولاني وجماعته إلى مناطق سيطرتها. لكنّ هذا التسرّب يبدو أنه بات أقرب من أيّ وقت مضى، في ظلّ الرغبة التركية المتزايدة في توحيد المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية قرب حدودها، تحت قيادة موحّدة وقوية وموثوقة، وتحظى بقبول أميركي.

مكتبات دمشق تشتاق لروادها في ظل التدهور الاقتصادي.. في بلد أفرز أشهر الكتاب والشعراء المعاصرين

دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»... في أحد متاجر الكتب الذي لا يزال مفتوحاً في العاصمة السورية دمشق، لا توجد إلا حفنة من الزبائن الذين يتجولون عبر الأرفف ويقلبون في الكتب المعروضة للبيع، بينما وضع المالك لافتة مهمة توضح أن الكتب المبيعة لا ترد ولا تستبدل. وفي بلد أفرز بعض أشهر الكتاب والشعراء المعاصرين في الوطن العربي، أصبح شراء الكتب أمراً هامشياً بالنسبة لكثير من السوريين، بعد أن قلصت الأزمة الاقتصادية بشدة من القوة الشرائية لدخولهم. عمر النوري؛ صاحب مكتبة تحمل اسم عائلته، يحكي عن هذا الأثر الواضح لتدهور الأوضاع الاقتصادية على شراء الكتب، ويقول لـ«رويترز»: «كان إذا الزبون بدو يشتري أي كتاب، يسألك عندك الكتاب الفلاني؟ يدفع حقه ويمشي. هلأ بيسأل عن سعره قبل ما يشتريه، بدو يشوف معه ولا ما معه». وأدى ما يربو على عقد من الحرب في سوريا لإغلاق كثير من متاجر الكتب التي كانت في العادة تجتذب عشرات الرواد والشغوفين بالقراءة. أما اليوم، فعدد المكتبات التي تبيع الكتب والتي ظلت صامدة يعد على أصابع اليد، كما يختار أغلب السوريين الشراء من أكشاك الكتب في الشارع بسبب انخفاض أسعارها، خصوصاً المستعمل منها. لكن محمود حسن، وهو صاحب بسطة كتب، لا يرى أن مصدر رزقه يغني عن المكتبات، ويقول إن البسطات والأكشاك ليست منافسة؛ لأن كمية الكتب التي عندنا لا تساوي عدد المكتبات بدمشق، «ورغم إنه كتير مكتبات أغلقت، لكن ما زال فيه مكتبات كتير بدمشق». ويتابع: «الطباعة ما زالت مستمرة، لكن هناك هواة كتب قديمة يقصدوننا وهم قلة، خصوصاً في هذه الظروف. من يبحث عن كتاب رخيص يأتِ إلينا. (لكن في ناس ما بحبوا يشتروا إلا الكتب الجديدة، ما بيحبوا يحطوا بمكتبتهم كتاب قديم». ألان خلف، طبيب، يوضح سبب تفضيله الشراء من أكشاك الكتب، ويقول: «أنا بحب أبحث. يعني بحب شوف كل شي وأقرا. زائد إنه في وقت أكتر إنه الواحد يبحث، وهو أمر يزعج أمين المكتبة. هون الناس متعاونين أكتر من أمناء المكتبات. والجانب الاقتصادي بيفرق، لأنه المكتبات كسعر كتب بيختلف من مكتبة للبسطة بصراحة». أما عن سبب انخفاض سعر تلك الكتب عن أسعار أخرى في المكتبات، فيقول أبو أسامة، وهو صاحب بسطة كتب في أحد شوارع دمشق: «كتب مشقشقة، منرقعها (نصلحها). في ناس حالتهم المادية تعبانة وفي ناس بتحب الكتب القديمة، وبيضل سعرن أقل من الجديد». الندرة أيضاً وسحر الإصدارات الأولى سبب يدفع ميادة ستار، وهي محامية، للبحث عن الكتب خارج المتاجر، وتقول: «مرات بيكون في كتب ما بلاقيها بالمكتبات. وأنا بفضل الإصدارات القديمة. إذا كان الكتاب قديم... الطبعات القديمة الأولى، مرات في نسخ ما بتلاقيها بالمكتبات، خصوصاً هلأ في كتب كتير ما بتوصل لهون للبلد». بعد أن كان الاقتصاد السوري منتجاً، هوى منذ 2019 بتأثير من الانهيار المالي في لبنان، مما أدى لانخفاض حاد في قيمة العملة السورية. علماً بأن قيمة الليرة السورية، حالياً، لا تتعدى اثنين في المائة من قيمتها في 2011. وتقول الأمم المتحدة إن عدد المحتاجين في البلاد وصل إلى 14.6 مليون في 2021، بزيادة قدرها 1.2 مليون على 2020.

«أوميكرون» يغزو ريف إدلب

المستشفيات عاجزة... ووفاة في القامشلي وإصابات جديدة بدمشق

القامشلي: كمال شيخو دمشق – إدلب: «الشرق الأوسط»... أعلنت مديرية الصحة في مدينة إدلب شمال غربي سوريا تسجيل حالات إصابة بمتحور «أوميكرون» في مناطق المعارضة، وكشفت نتائج التنميط الجيني التي أجرتها طواقم المديرية عن وجود المتحور الجديد في العينات التي سحبت من مناطق نفوذها شمال غربي البلاد، وأظهرت النتائج الأولية بأن 65 في المائة من مجموع العينات التي بلغت نحو 186 إصابة جديدة كانت مصابة بالمتحور. وقالت المديرية في بيان نشر على صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك»: «إن هذه النسبة تمثل مدى انتشار المتحور في المنطقة، وهو ما يفسر سبب الارتفاع المتزايد في أعداد الإصابات خلال الأسبوعين الماضيين، لأن المتحور يتميز بسرعة انتشاره». وذكرت المديرية أن المراكز الطبية تجري عدداً هائلاً وكبيراً من المسحات اليومية وكشفت عن تسجيل 120 حالة إيجابية من بين كل 200 مسحة، وكشفت في جداول إحصائية أنه لم تتجاوز نسبة متلقي جرعة واحدة من اللقاح 7 في المائة حتى الآن، ونبهت إلى: «من المتوقع أن تشهد المنطقة زيادة جديدة في أعداد الإصابات نتيجة الاستهتار بالإجراءات الوقائية اللازمة لمنع انتشار فيروس كورونا وعجز المستشفيات وضعف عمليات الاستجابة الإنسانية في المنطقة». وارتفع العدد الكلي للإصابات في مناطق سيطرة المعارضة إلى 93778 إصابة، منها 2380 حالة وفاة، و91540 حالة تماثلت للشفاء، بدورها أكدت منظمة «الدفاع المدني السوري» بأن الجهات الصحية في شمال غربي سوريا سجلت إصابات مؤكدة بمتحور «أوميكرون» شديد العدوى، وحذرت من وجود أكثر من 4 ملايين مدني يعيشون بالمنطقة بينهم أكثر من مليون ونصف يقطنون المخيمات، «هؤلاء أمام خطر جديد مع وصول متحور (أوميكرون)، في وقت يعاني فيه القطاع الطبي من الاستنزاف وتراجع الدعم»، وناشدت المنظمة عبر بيانها «أهلنا المدنيين بضرورة تلقي اللقاح مع التأكيد على الالتزام بإجراءات الوقاية من كورونا قدر المستطاع»، وارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وتعقيم اليدين باستمرار، وتجنب المخالطة في الأماكن المزدحمة للحفاظ على السلامة الصحية للحد من انتشار الوباء. وفي مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، تواجه مناطق الإدارة الذاتية «هجمة جديدة» من فيروس كورونا، بحسب وصف رئيس هيئة الصحة الدكتور جوان مصطفى، بعد تسجيل حالة وفاة و20 إصابة جديدة، «حالة الوفاة هي لسيدة من مدينة المالكية (ديرك)، فيما سجلت الطواقم الطبية ست حالات شفاء»، وحذر من زيادة الإصابات وتعرض المنطقة لهجمة جديدة من الموجة الخامسة، وعن توزع الإصابات أضاف مصطفى: «الإصابات الجديدة هي لـ10 ذكور و10 إناث، نستطيع القول إن الموجة الخامسة أخف من الموجات السابقة لأن عدد الوفيات وعدد المرضى الذين بحاجة إلى مستشفى أقل بكثير». وبلغ عدد الإصابات الكلي بفيروس كورونا في مناطق الإدارة الذاتية شرقي الفرات حتى الآن 38609 ألف إصابة إيجابية، بينها 1546 وفاة و2553 حالة شفاء، وعن انتشار متحور «أوميكرون» في مناطق الإدارة، أكد المسؤول الطبي: «لا نستطيع تحديد ما إذا كان متحور (أوميكرون) منتشراً بالفعل وهناك إصابات؛ أم لا؛ لأنه لا توجد مختبرات خاصة لتحليل الفيروسات ومختبرات تحليلية دقيقة لتأكيد الإصابة». وفي العاصمة دمشق؛ ذكر مدير الهيئة العامة لمشفى المجتهد الدكتور أحمد عباس أن نسبة إشغال العناية المشددة بلغت نحو 70 في المائة، وقال في إفادة صحافية نقلتها مواقع حكومية، «يوجد حالياً 22 مريض كورونا في المشفى بينهم 6 في العناية المشددة»، مشيراً إلى أنه لا يمكن تصنيفهم ضمن متحور «أوميكرون» كونه لا توجد إمكانية للكشف عنه حتى الآن، وأشار إلى أن الطاقة الاستيعابية المخصصة لصالح مرضى «كورونا» في المشفى تصل إلى 8 أسرة عناية مشددة و28 سرير عزل مع إمكانية التوسع بها في حال الحاجة، وشدد عباس إلى تراجع عدد حالات الفطر الأسود بالمشفى، ليقول: «حيث يبلغ عدد المرضى الذين يتلقون العلاج حالياً نحو 4 أشخاص لأن مدة الاستشفاء طويلة يمكن أن تتجاوز الأسبوعين أحياناً». وسجلت وزارة الصحة الحكومية حتى الآن 53527 إصابة مؤكدة، منها 3047 حالة وفاة، و45133 حالة شفاء إضاقة إلى 5347 حالة نشطة، وذكرت في جدول إحصائي أن نحو مليون شخص فقط في مناطق سيطرة الحكومة تلقوا اللقاح المضاد لفيروس كورونا، ما يعادل 6 في المائة فقط من السوريين، وطالبت المواطنين بضرورة تلقي اللقاحات: «كثير من المواطنين يعزفون عن تلقي اللقاح، بسبب تأثرهم ببعض وسائل التواصل الاجتماعي، التي تروج بشكل غير أكاديمي وغير علمي عن مشكلات باللقاح».



السابق

أخبار لبنان.. إسرائيل تخترق مخازن «حزب الله» وتترك رسائل في داخلها..علاقة فرنسا - «حزب الله» تحطّ على رصيف حاويات مرفأ بيروت... القضاء المنقسم ينتظر قانون استقلاليته.. وغضب أهالي شهداء المرفأ مرشّح للتصعيد... برّي يترقب نهاية "جائحة" العهد..إيران تدعو إلى دعم دولي لاستقرار لبنان دون تدخل في سياساته...صفي الدين: سنبني «لبنان الجديد»... ونكنِس الأميركيين وأزلامهم...مصارف لبنان تقفل عشرات الفروع..زعامات المناطق اللبنانية يلتحقون بقوائم الأحزاب.. «الكتائب اللبنانية» يطلق ماكينته الانتخابية... جعجع: نخوض معركة إنقاذ لبنان..مصير الانتخابات بين السنّة!.. مرضى السرطان في لبنان يموتون في منازلهم..اسرائيل ترغب: يخسر أصدقاء حزب الله المسيحيون ويربح أصدقاؤنا..

التالي

أخبار العراق.. تواصل الجدل العراقي بشأن الخلاف بين الصدر ووزير المالية...منصب رئيس جمهورية العراق... بين التصلب الكردي والخصام الشيعي.. تركيا: توافق مع العراق بشأن مكافحة حزب العمال الكردستاني...العراق يعلن إنتاج سيارات صينية بـ"مواصفات حديثة" و"سعر مناسب".. "تغيير قيمة الدينار".. المركزي العراقي يصدر بيانا حاسما....

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,271,812

عدد الزوار: 6,943,053

المتواجدون الآن: 71