أخبار لبنان.... الفاتيكان على خط الضمانات للمسيحيين: هل تسرّع زيارة البابا؟...باسيل "لا يخشى البلل": "حزب الله" يحمينا!... الفاتيكان قلق على لبنان من «الأزمة الاقتصادية السياسية العميقة».. موجة تهريب معاكسة من سوريا إلى لبنان لنقل المحروقات..إردوغان يعرب عن استعداد الشركات التركية لإعادة إعمار مرفأ بيروت...لقاء رباعي بدعوة من ميقاتي حضره دريان والسنيورة وسلام.. تحسن عكسي لسعر الليرة اللبنانية يربك السحوبات وصرف الرواتب..

تاريخ الإضافة الأربعاء 2 شباط 2022 - 4:13 ص    عدد الزيارات 1469    التعليقات 0    القسم محلية

        


الفاتيكان على خط الضمانات للمسيحيين: هل تسرّع زيارة البابا؟...

قطاع النقل يشلّ البلد اليوم وغداً.. ومذكرة إحضار سلامة تُهدّد بارتفاع الدولار....

اللواء.... بين عواصم صديقة للبنان تحرك الحدث السياسي، على وقع حالة من الترقب لمسار سعر صرف الدولار في سوق القطع، بين هبوط اضطراري أو طبيعي، ولجوء قطاع النقل البري إلى إضراب يصفه «بالنوعي» أي شل البلد، ومن نتائج ذلك شل القطاع التعليمي، إذ أعلن وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي عن اقفال الجامعات والمدارس، التي ارسلت اشعارات إلى أهالي التلامذة بهذا المعنى للبقاء في منازلهم.. في وقت يعود فيه مجلس الوزراء للاجتماع لمتابعة مناقشة الموازنة، التي تتلقى انتقادات متواصلة من زوايا مختلفة، بعضها يتعلق بالرسوم والدولار الجمركي، وبعضها الآخر يتعلق بأنها «رقمية» وليست تنموية أو خطوة في إعادة بناء الاقتصاد. ويعاود مجلس الوزراء اليوم الانعقاد لاستكمال النقاط المتبقية والتي تتصل بالدولار الجمركي. وقالت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن ثمة وزراء يطالبون بأن يكون ١٠٠٠٠ ليرة لبنانية كحد أقصى مع توسيع لائحة السلع المعفاة جمركيا في حين أن رئيس مجلس الوزراء يطالب ب ١٥٠٠٠ ليرة لبنانية، وأشارت إلى أن النقاشات تتركز على هذه النقطة لأن القرار يجب أن يراعي الظروف التي تعيشها البلاد ولا يراد بالتالي القيام بخطوة تزيد النقمة الشعبية. وأفادت أن المجلس يبحث في سلفة الكهرباء وموازنات الوزارات بالتسلسل، ومن هنا فإن هذه النقاط قد تستحوذ وقتا طويلا.

ميقاتي في أنقرة

أما الحدث السياسي المحلي خارجياً فكان امس زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى تركيا على رأس وفد حكومي من 8 وزراء ولقائه رئيسها رجب طيب اردوغان، وزيارة وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور ريتشارد بول غالاغير الى بيروت ولقائه امس، الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، وهو سيحضر اليوم الاجتماع الشهري للمطارنة الموازنة في بكركي ثم يشارك في مؤتمر «البابا يوجنا بولس الثاني ولبنان الرسالة» الذي يعقد في جامعة الروح القدس-الكسليك اليوم وغداً. بينما اكدت اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في بيان لها انها «ماضية بإصرار في تنفيذ التحرك اليوم الاربعاء على جميع الاراضي اللبنانية وعلى ابعد مستوى». واكد البيان «عدم وجود اي اتصالات، لا سيما وان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وثمانية وزراء خارج البلاد». كما اكد ان «الاتحادات والنقابات لم تعلق هذا الاضراب ما لم يقر مجلس الوزراء بنود الاتفاق المعقود مع رئيس الحكومة بتاريخ 26/10/2021».

ميقاتي في تركيا

أجرى الرئيس ميقاتي محادثات مع الرئيس التركي اردوغان في القصر الرئاسي، تناولت تطوير العلاقات الثنائية والتبادل التجاري واوضاع لبنان والمنطقة. تلى الاجتماع الثنائي بين الرئيسين اردوغان وميقاتي اجتماع موسع بمشاركة الوفدين اللبناني والتركي. في غضون ذلك عقد الوزراء اللبنانيون اجتماعات ثنائية مع نظرائهم الوزراء الاتراك في قاعات اجتماع في احد اجنحة القصر الرئاسي. ويضم الوفد اللبناني وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية نجلا رياشي، وزير السياحة وليد نصار، وزير الطاقة والمياه وليد فياض، وزير البيئة ناصر ياسين، وزير الزراعة عباس الحاج حسن، وزير الاشغال العامة والنقل على جمعية، وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، المستشار الديبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر، وسفير لبنان في تركيا غسان المعلّم. اما الوفد التركي فضم وزير الخارجية مولود جاووش اوغلو، وزير الثقافة والسياحة محمد نوري ايرسوي، وزير الزراعة والغابات بيكير باكديمير، وزير الطاقة والموارد الطبيعية فاتح دونمز، وزير البيئة والانظيم المدني وتغيير المناخ مراد كروم، وزير النقل والبنية التحتية عادل كاريسمايل اولو، رئيس مكتب التحويل الرقمي في رئاسة الجمهورية علي كوتش. وقد تحدث الرئيسان اردوغان وميقاتي في مستهل الاجتماع، ثم عرض الوزراء الاتراك واللبنانيون مجالات التعاون الثنائي. وقال اردوغان مخاطباً ميقاتي: نؤكد موقفنا الثابت بأننا الى جانب لبنان، ونريد أن نصل الى كل شرائح المجتمع اللبناني من دون تمييز وفي كل المجالات، لا سيما على صعيد التجارة والصحة والامن والطاقة، ولدينا امكانات كبيرة نريد ان نستخدمها مع لبنان. اضاف: نحن نقدر جهودكم في اجراء الاصلاحات الضرورية، وفي الوقت ذاته سنستمر في التعاون الثنائي في كل المجالات، وقد اتفقنا على عقد اجتماع للجنة الاقتصادية العليا المشتركة بين البلدين في النصف الاول من هذا العام، اضافة الى تشكيل لجنة مشتركة لحل المشكلات العالقة بين البلدين. وتحدث عن أهمية دخول اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين حيز التنفيذ، وعن استمرار التعاون في مجالات الطاقة والصحة والسياحة والنقل والاشغال وعلى التعاون اللبناني مع الشركات التركية. اما ميقاتي فقال: نحن اليوم في أمس الحاجة للتعاون والمساعدة من قبلكم ، وإن محبتكم الشخصية للبنان وعلاقاتنا الشخصية الوطيدة ستفتح الكثير من الابواب للتعاون والمساعدة. اضاف: لبنان يمر بازمة تكاد تكون الاسوأ في العالم على كل الصعد الاقتصادية والمالية والاجتماعية.ونحن بحاجة للدعم والعون في كل المجالات. ولاحقاً عقد الرئيسان مؤتمراً صحافياً استهله اردوغان بالقول: تناولنا في اجتماعنا العلاقات الثنائية وبشكل خاص تطوير التواصل وتعزيز فرص التعاون. كما ناقشنا مع الصديق العزيز سبل المساهمة في دعم لبنان. نحن نواصل الوقوف الى جانب لبنان ومستعدون لدعم جهود الاصلاح التي تبذلها الحكومة اللبنانية، وقد ابديت استعدادنا لتقديم الخبرات على صعيد التعاون الرقمي للخدمات العامة. اضاف: كذلك ناقشنا الخطوات التي يمكننا اتخاذها لرفع نسبة التبادل التجاري الى مستويات اكبر مما تحقق حتى الان، ونولي اهمية لوضع اتفاق التجارة الحرة حيز التنفيذ، واتفقنا على عقد اجتماع للجنة العليا المشتركة في تركيا في اقرب وقت. لقد اعربت عن استعداد شركاتنا لتنفيذ مشاريع مهمة في مجال البنية التحتية بما فيها اعادة اعمار مرفأ بيروت. وقال: إننا مصممون على زيادة مساعداتنا للبنان في الفترة المقبلة ، وتعاوننا السياحي، وفي مجال التعليم، كما سنواصل المساهمة في قوات اليونيفيل. اما ميقاتي فقال: تحدثنا عن العلاقات اللبنانية- التركية وموضوع النازحين وضرورة تضافر كل الجهود لعودتهم الى بلادهم. وثمنت مواقف الرئيس لتوطيد علاقاتنا وهي ستبقى متينة وقوية على الصعد كافة، وفي كل القضايا، وقد اتفقنا خلال اجتماعنا على اجراءات لتفعيل التعاون. بعد ذلك اقام الرئيس التركي مأدبة عشاء تكريما للرئيس ميقاتي والوفد اللبناني.

غالاغير ورسالة البابا

أما المونسنيور غالاغير فقد عرض حسب معلومات «اللواء» موقف الفاتيكان المساند للبنان وشعبه والاتصالات التي يجريها مع الدول الصديقة لدعمه، وسأل ما هي المجالات التي يمكن ان يطلبها لبنان للدعم.مشيراً الى ان الفاتيكان يراهن علة وحدة الشعب اللبناني. واكد غالاغير ان البابا فرانسيس سيزور لبنان لكنه لم يحدد موعداً دقيقاً، وان كانت الترجيحات تشير الى إحتمال ان تكون الزيارة في الربيع المقبل بعد الانتخابات النيابية. وكان غالاغير قد إستهل اللقاء مع الرئيس عون، بنقل تحيات البابا فرنسيس ومن خلاله الى اللبنانيين، مؤكدا «متابعته بدقة لتطورات الأوضاع في هذا البلد»، قائلا: ان لبنان يستحق عناية استثنائية، لأن كل الشرق الأوسط يتطلع اليه كرسالة للمستقبل، من هنا وجوب الحفاظ على الهوية الوطنية لهذا البلد، الذي إذا ما تطورت الأوضاع فيه إيجابيا فإن الامر سينعكس على المنطقة. وأضاف: ان لبنان القوي والمتضامن يمكن ان يشكل مثالا لكل الشرق الأوسط، بمسيحييه ومسلميه وذلك في خدمة الخير العام للجميع، وهذه هي حقيقة دعوة لبنان. ونحن نأمل أن يلعب هذا الدور في المستقبل من جديد. وتابع غالاغير: ان من السهل ان نقول ان لبنان رسالة، ولكن علينا العمل معا من اجل ان تصبح هذه الرسالة حقيقة ملموسة. وان الحبر الأعظم البابا فرنسيس أعرب عن رغبته في زيارة لبنان. وقال: قداسته سيأتي قريبا. ولكن علينا تحديد معنى كلمة قريبا»، متمنيا على الرئيس عون ان يقوم بزيارة الى الكرسي الرسولي. وإنتقل غالاغير والوفد المرافق إلى عين التينة حيث استقبلهم رئيس مجلس النواب نبيه بري. وبعد اللقاء قال غالاغير : اللقاء معه كان إيجابياً وصريحاً، ونقلت له اهتمام البابا وقلقه على لبنان واللبنانيين في هذه الايام. وتابع: لقد كنت مهتما لمعرفة رؤية وآراء الرئيس بري وهي آراء مستنيرة، وأعتقد اننا نستطيع التقدم الى الأمام من خلال حوارنا بين الأطراف السياسية المتعددة في لبنان، وهي أيضا مساعدة لنا لفهم طبيعة التحديات التي يواجهها لبنان واللبنانيون. وعلمت «اللواء» أن زيارة وزير خارجية الفاتيكان إلى لبنان حملت دعما معنويا من حاضرة الفاتيكان للبلد، وقد استفسر عن الوضع الحاصل وضرورة مساعدة اللبنانيين في السبل الممكنة، على ان لا موعد ثابتا لزيارة قداسة البابا إلى بيروت لو ان هناك ترقبا لها بعد الانتخابات النيابية. وفهم أن وزير خارجية الفاتيكان ركز على ثوابت الفاتيكان بشأن السلام والحوار ودور لبنان الرسالة. وكشفت مصادر مطلعة ان موفد البابا يسعى إلى ضمانات دولية حول وضع المسيحيين، لا سيما في ما خص الانتخابات، ووسط عاصفة المتغيّرات الجارية. وتساءلت: هل يزور الرئيس عون روما أولاً، من أجل التمهيد لزيارة البابا كخطوة تسبق زيارة الحبر الأعظم إلى بلد الأرز لبنان.

الاشتراكي والقوات

على الصعيدالسياسي، وفيما البلاد تنتظر الرد الخليجي على الرد اللبناني على ورقة الاجراءات المطلوبة منه «لإستعاد الثقة»، وتنتظر اليوم استئناف جلسات مناقشة مشروع الموازنة العالق عند تسعير الدولار الجمركي، سياسيا، التقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب، عضوي «اللقاء الديموقراطي» النائبين اكرم شهيب ووائل ابو فاعور موفدين من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.  وبعد اللقاء قال شهيب: التلاقي ليس بجديد والتنسيق قائم ومستمر، صحيح أنّ الانتخابات على الأبواب ولكن المصالحة التاريخية جمعتنا و14 آذار قرّبتنا. واضاف: المواجهة هي لحماية البلد وكي لا يبقى منصة أو ساحة أو اقتصاد وحريات من دون سيادة. وكقوى سيادية نرى أنّ الانتخابات فرصة من أجل التغيير الحقيقي والعدالة الاجتماعية وحماية الدستور وصون الحريات. وتابع في دردشة مع الصحافيين: سنتحالف مع «القوات اللبنانية» في الانتخابات النيابية في مختلف المناطق والاسماء قيد الدرس. واعتبر رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في حديث لـ»فرانس 24»، أنّ «رد لبنان على المبادرة الكويتية العربية موضوعي حسب الممكن وهو يدل على جدية لبنانية للتعاطي مع حل وفتح باب الحوار وسلوك طريق الحل الدائم بأزمة أكبر من لبنان، خصوصا أن أبعادها اقليمية ودولية، وبالتالي لا يمكن الا أن يحمل لبنان مسؤولياته ولا يمكن الا أن يتحمل معه العالم، خاصة العالم المسؤول عن افتعال بعض الأزمات في لبنان والمنطقة، على تلك الدول أن تتحمل الحل مع لبنان، خصوصا أننا نحب العيش بسلام ودون سلاح وهي رغبة الشعب اللبناني». وردا على سؤال حول مصلحة لبنان في أن يكون منبرا للمعارضات الخليجية، أكد أن «التيار قال بأن الموضوع يتنافى مع الدولة اللبنانية ومع موقفنا نحن، بالتعاطي بشؤون الدول الأخرى، المبادرة الخليجية تتعاطى هذه النقطة، وهذا جزء أساسي من المشكلة». واشار باسيل إلى أن «لا نية لديه للتخلي عن ورقة التفاهم مع حزب الله انما هناك نية لتطويرها. ولو كانت هناك نية بالتخلي عنها لفعلت ذلك بعد الرسائل الأميركية التي أدت الى فرض عقوبات عليّ». وتعليقا على قرار الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي، قال: لا نقبل أن يكون الوجود السني في خطر، خصوصا أن دوره تكويني وأساسي، والخطر على السنة هو خطر على المسيحيين وعلى كل الطوائف، ونحن معنيون بإزالة الخطر أو حتى الشعور به، وكل اللبنانيين يتضررون إن حصل خلل لدى مكون لبناني. وسئل عن دخول بهاء الحريري الحياة السياسية؟ فقال: انه حق لكل لبناني، ونتمنى من أي دخول أن يحافظ على الوحدة الوطنية وأن يكون مشروعه فقط لبنانياً، وللأسف هناك الكثير من اللبنانيين مرتبطون بالخارج.

احتمال تأجيل الانتخابات!

أشارت مصادر سياسية الى ان تواتر الكلام عن احتمال تأجيل الانتخابات النيابية المقبلة، يستند إلى رغبات ونوايا حقيقية لاكثر من طرف سياسي، يخشى من خسارة محتملة فيها، جراء تراجع التأييد الشعبي لسياساته، وتبدل التحالفات الانتخابية في أكثر من دائرة، ولكن لم يجرؤ أي من هذه الاطراف على البوح علنا بهذه الرغبة، تجنبا لزيادة النقمة الشعبية العارمة ضده، والخشية من المساءلة الدولية او فرض عقوبات عليه. وقالت المصادر ان رغبات ومواقف الاطراف السياسيين الراغبين بتأجيل الانتخابات النيابية الموعودة، ماتزال تفتقد وسائل واليات التأجيل المطلوبة، الا ان وجود ثغرات عديدة في التحضير للانتخابات، من شأنها التاثير سلبا وتفتح الباب واسعا امام التذرع بها لعرقلتها وتاجيلها، واعطت مثالا على عدم قيام مجلس الوزراء، بتجديد مهمه هيئة الاشراف على الانتخابات التي انتهت مهمتها قانونيا، بعد انتهاء الانتخابات السابقة، وغياب اربعة اعضاء منها عن الاجتماعات الدورية باستمرار، لانتدابهم بمهمات اخرى اومغادرتهم للعمل خارج لبنان، في حين كان يفترض ان تعقد الهيئة اولى اجتماعاتها في العاشر من الشهر المنصرم للمباشرة بمهماتها، وابلاغ وسائل الإعلام بضوابط وموجبات قانون الانتخابات، لتلافي المساءلة القانونية وغيرها. وحددت المصادر الطرفين الاساسيين اللذين يسعيان لتاجيل الانتخابات، وهما «التيار الوطني الحر» وحليفه «حزب الله»، لسبب رئيسي وهو الخشية الكبيرة من خسارة التيار للاكثرية النيابية المسيحية، استنادا لاستطلاعات الرأي الاستباقية وتوجهات الناخبين. وقالت المصادر ان سبب تراجع شعبية التيار مكشوفة، بسبب سلوكيات وسوء أداء العهد واستمرار تغاضيه عن سلاح «حزب الله»، وهذا ما ظهر جليا بعد انتفاضة تشرين الاول عام٢٠١٩ واستمر حتى اليوم، في حين ان السبب المهم الاخر، هوالخلاف المستحكم بين رئيس عون ووريثه السياسي النائب جبران باسيل مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وفشل جميع محاولات مصالحتهما من قبل الحزب وغيره، الامر الذي انعكس سلبا، على قيام اي تحالف بين الاطراف الثلاثة، «التيار الوطني الحر»، «حزب الله» و«حركة امل»، على غرارالتحالف بالانتخابات النيابية السابقة، مازاد من ضعف وتراجع حظوظ التيار بالفوز، واعطى انطباعا مسبقا بخسارة حتمية، في حال جرت الانتخابات في ظل هذه الخلافات. وتكشف المصادر انه، مع فشل كل مساعي وجهود، مصالحة بري - باسيل، سعى الاخير لتحضير زيارة دمشق وطلب موعد للقاء الرئيس بشار الاسد، في محاولة لطلب وساطته لترطيب العلاقة مع رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، و«الحزب القومي السوري»، انطلاقا من العلاقة الجيدة التي تربطه بالطريق، تمهيدا لتحقيق التحالف معهما بالانتخابات المقبلة في البترون والكورة. الا ان المصادر كشفت برودة بالاستجابة مع طلب الزيارة حاليا، باعتبار ان رئيس «التيار الوطني الحر»، تجنب طوال السنوات الماضية القيام باي زيارة لدمشق، والان يريد تدخل المسؤولين السوريين لتحقيق مصالحه الانتخابية، وهذا الامر يتطلب مراجعة لعلاقته مع العاصمة السورية التي سادها الالتباس وعدم الوضوح، في حين ان طلب وساطة الرئيس السوري لمصالحته مع فرنجية، دونها الكثير من العوائق والصعوبات، لان فرنجية يرفض قيام اي تحالف مع باسيل بالانتخابات النيابية لان الاخير اختار بنفسه تعميق الخلاف وسد كل الابواب امام التلاقي، ولذلك لن تنفع مثل هذه المحاولات التي لم تعد تنطلي على احد. اما لناحية مايتردد بان احد آليات تعطيل الانتخابات، اعادة النظر بقانون الانتخابات بالمجلس النيابي بطلب من باسيل وبوساطة من حزب الله لدى بري، للعودة عن بند اقتراع المغتربين للنواب 128 وحصر الاقتراع بستة نواب فقط، لتقليص فاعلية التصويت الاغترابي ضد التيار الوطني الحر، استبعدت المصادر تسويق مثل هذا الطرح، لرفض رئيس المجلس النيابي السير فيه، اوحتى تامين الاكثرية النيابية المطلوبة لاقراره. ولذلك يبقى السؤال هو البحث عن البديل المطلوب لتعطيل الانتخابات تفاديا لخسارة محتملة للتيار العوني؟

الدولار ومذكرة إحضار سلامة

ماليا، وفي وقت امتنع عدد كبير من الصيارفة عن شراء الدولار امس لليوم الثالث ما رفع سعره قليلاً، بسبب ما تردّد عن ان القاضية غادة عون أصدرت مذكرة إحضار بحق حاكم مصرف لبنان وعممتها على جهاز أمن الدولة للتنفيذ، وذلك بعد تغيبه للمرة الثالثة عن جلسة استجوابه في دعوى «الشعب يريد إصلاح النظام». وبرغم ذلك، صدر عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بيان قال فيه: يمكن للمصارف التي بحاجة الى سيولة نقدية بالليرة اللبنانية ان تحصل عليها مقابل بيع دولاراتها الورقية على سعر منصة Sayrafa وذلك عبر هذه المنصة.

928522 إصابة

صحياً، أعلنت ​وزارة الصحة العامة​ في تقريرها اليومي، عن تسجيل 7314 إصابة جديدة​بفيروس كورونا​، رفعت العدد التراكمي للحالات​ المثبتة منذ 21 شباط 2020 إلى 928522، مشيرةً إلى أنّه «تمّ تسجيل 15 وفاة جديدة خلال السّاعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيّات إلى 9606».

باسيل "لا يخشى البلل": "حزب الله" يحمينا!.... قلق بابوي على "مستقبل لبنان"... و"الخارجية" تحثّ بعثاتها على "التسوّل"

نداء الوطن.... بمعزل عن الشكوك المدعّمة بمعلومات تشي باتجاه الأكثرية الحاكمة إلى تدبيج الحجج القانونية والذرائع اللوجستية اللازمة لنسف الاستحقاق النيابي المقرر في أيار المقبل من بوابة إثارة "زوبعة" تشريعية لإعادة إحياء الدائرة 16 لاقتراع المغتربين، أضحت صورة المعركة الانتخابية المقبلة واضحة المعالم بين جبهتين متقابلتين تقفان على طرفي نقيض في الطروحات السياسية والسيادية، الأولى يتصدرها "حزب الله" ومن خلفه "التيار الوطني الحر" والحلفاء في محور الممانعة، والثانية يتصدرها حزبا "القوات اللبنانية" و"التقدمي الاشتراكي" وسائر مكونات المعارضة وقوى المجتمع المدني المنتفضة على السلطة وأكثريتها الراهنة. وبالأمس، ارتسمت الخطوط العريضة لخارطة المواجهة الانتخابية بين الجبهتين، من خلال صورتين متزامنتين أعادتا إلى الذاكرة الاصطفافات العمودية بين 14 آذار و8 آذار، فبدت صورة اللقاء القواتي – الاشتراكي في معراب لإعلان التحالف الانتخابي "في مختلف المناطق" إشهاراً صريحاً للنية بخوض الاستحقاق النيابي من منطلقات "مصيرية" باعتبارها "فرصة للقوى السيادية والوطنية من أجل إحداث التغيير الحقيقي وصون السيادة وحماية الدستور لنرى لبنان وطناً لا منصة أو ساحة للآخرين" كما عبّر النائب أكرم شهيب إثر لقاء رئيس "القوات" سمير جعجع... أما على مقلب الصورة المقابلة، فكان رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل حاسماً في تظهير تخندقه الواضح إلى يمين "حزب لله" في المعركة، مؤكداً العزم والنية على تعميق أواصر التحالف مع "الحزب" وترسيخ وحدة الحال معه، وصولا إلى تصوير نفسه كـ"الغريق الذي لم يعد يخشى البلل"، في معرض إعرابه لتلفزيون "فرانس 24" أمس عن أنه لو كان ينوي التخلي عن التفاهم مع "حزب الله" لكان أقدم على ذلك قبل العقوبات الأميركية، ليذهب أبعد في الدفاع عن "الحزب" وتمجيد سلاحه باعتباره يحمي اللبنانيين و"لديه وظيفة الدفاع عن لبنان وسيادته". وأمام التحديات الوجودية التي باتت تتهدد لبنان، استرعت الانتباه المواقف والرسائل التي نقلها أمين سر الكرسي الرسولي في الفاتيكان المونسنيور ريتشارد بول غالاغير إلى بيروت تعبيراً عن القلق البابوي المتعاظم حيال مصير الكيان اللبناني والخشية من أنّ "مستقبل هذا الوطن لم يعد مضموناً"، محذراً من الاستمرار في "إضعاف الحضور المسيحي" لأنّ ذلك من شأنه أن "يدمّر التوازن الداخلي وهوية لبنان" حسبما نبه إثر لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، معيداً التذكير بما قاله البابا فرنسيس في الأول من تموز الفائت حين جمع رؤساء الكنائس في الفاتيكان لناحية التأكيد على "ضرورة أن يتخذ من هم في السلطة القرار الحاسم بالعمل من أجل السلام وليس من أجل مصالحهم الخاصة"، متوجها لهم بالقول: "توقفوا عن استخدام لبنان والشرق الأوسط من أجل المصالح الخارجية، إذ يجب أن يحظى الشعب اللبناني بفرصة لان يكون بأبنائه مهندساً لمستقبل أفضل على أرضه بعيداً من أي تدخل خارجي". وفي لقاءاته المكوكية التي شملت عين التينة، مرّر الموفد البابوي رسائل الفاتيكان في أكثر من اتجاه لا سيما لناحية وجوب تحمل السلطة اللبنانية مسؤولياتها في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة لتلقي دعم المجتمع الدولي، كما شدد على ضرورة تحقيق العدالة في جريمة انفجار مرفأ بيروت. في حين برز على جدول لقاءات غالاغير زيارته اليرزة للقاء قائد الجيش العماد جوزيف عون والوقوف على رأيه حيال الصعوبات التي تواجهها المؤسسة العسكرية في ظل الأزمة القائمة والمخاطر المحدقة بالبلد وهويته، وفي ذلك تأكيد على أنّ رهان الفاتيكان كما المجتمع الدولي "كبير على الجيش في حماية الاستقرار الأمني وصون السلم الأهلي في لبنان". تزامناً، وعلى صعيد تمدد "تسونامي" الانهيار في أكثر من اتجاه لبناني، حثت وزارة الخارجية البعثات الديبلوماسية في الخارج على "تسوّل" الأموال من المغتربين والمانحين لتغطية نفقاتها ورواتب موظفيها بالعملة الصعبة. وكشفت وكالة "رويترز" النقاب عن تعميم أصدرته الخارجية إلى السفارات اللبنانية تطالبهم فيه "بالبحث عن مانحين للمساعدة في تغطية النفقات، في ظل التأخر عن دفع رواتب الدبلوماسيين، والاتجاه إلى إغلاق بعض البعثات في الخارج". الوكالة التي أكدت أنها اطلعت على نصّ التعميم الصادر بتاريخ25 كانون الثاني، لفتت إلى أنّ وزارة الخارجية لم ترد على طلبها للحصول على مزيد من المعلومات بخصوص تعميمها والوضع المالي لبعثاتها الديبلوماسية، ناقلةً في المقابل عن ديبلوماسيين لبنانيين "تأكيدهم أن موظفي البعثات في الخارج لم يتقاضوا رواتب شهر كانون الثاني".

لبنان يطلب من سفاراته البحث عن مانحين لتمويل نفقاتها!

الجريدة... لبنان يشهد أزمة مالية حادة.. كشفت وكالة رويترز أن لبنان طلب من السفارات البحث عن مانحين للمساعدة في تغطية نفقات تشغيلها، مع تأخره عن دفع رواتب الدبلوماسيين، وتفكيره في إغلاق بعثات بالخارج، بسبب الأزمة المالية الحادة التي تشهدها البلاد. ونقلت «رويترز»، عن مصدرين دبلوماسيين لبنانيين أن «موظفي البعثات الأجنبية لم يتقاضوا رواتبهم عن شهر يناير الماضي»، بينما لفت مصدر آخر، إلى أنه تم إبلاغهم بأنهم سيحصلون على الرواتب الأسبوع المقبل. في غضون ذلك، أجرى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، أمس، محادثات رسمية في أنقرة، بدعوة من الرئيس رجب طيب إردوغان، بينما أعلن وزير خارجية الفاتيكان، أمين سر الكرسي الرسولي للعلاقات بين الدول، ريتشارد بول غالاغيرر، أمس، من بيروت أن البابا فرنسيس أعرب عن رغبته في زيارة لبنان. وقال غالاغير، خلال لقائه الرئيس ميشال عون، «لبنان يستحق عناية استثنائية، لأنّ كل الشرق الأوسط يتطلع إليه كرسالة للمستقبل، من هنا وجب الحفاظ على الهوية الوطنية لهذا البلد، الذي إذا ما تطورت الأوضاع فيه إيجابيا، فإن الأمر سينعكس على المنطقة». على صعيد آخر، أصدرت القاضية غادة عون، أمس، مذكرة إحضار بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، بعدما تغيّب عن حضور جلسة استجواب للمرة الثالثة. وكانت القاضية قد أصدرت الشهر الماضي أمرا بمنع سلامة من السفر. ويأتي محافظ البنك المركزي في قلب تحقيقات بفساد مزعوم ومخالفات أخرى مرتبطة بأزمة البلاد المالية. الى ذلك، نفى حزب القوات اللبنانية، في بيان، صحة وجود تسجيل صوتي لرئيسه سمير جعجع يتعهد فيه باستمالة أنصار زعيم تيار المستقبل سعد الحريري. وجاء في بيان "القوات" أن التقرير المنشور في صحيفة الأخبار المقربة من حزب الله والمعنون "تسجيل لجعجع مبتهجا بخروج الحريري: سينسونه بعد أيام، وسآتي بكل جماعته"، لا علاقة له بالواقع ولا الحقيقة ومن نسج المطابخ المعروفة". وشددت على أنه "لا أحد في لبنان يمكن أن يكون بديلاً عن أحد، والقوات اللبنانية ليست في هذا الوارد أصلاً". وبحسب "الأخبار"، فإن الحريري غضب بعدما تسلّم عن طريق جهاز أمني لدولة عربية كبرى شريطاً صوتياً مسرّباً وردت فيه محادثة لجعجع مع مجموعة حزبية لديه ويقول فيه: "نحن نعرف كيف سنأتي بجماعته إلينا، ولدينا وسائلنا. أعدكم بأنني سآتي بكل واحد من جماعته إلى عندي... سينسونه".

نزاع «الرئاسة - الحاكِم» يشتدّ ومذكرة إحضار قضائية بحق سلامة

الفاتيكان قلق على لبنان من «الأزمة الاقتصادية السياسية العميقة»

الراي.... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- غالاغير يذكر بكلام البابا: لبنان يجب أن يبقى مشروع سلام وتوقفوا عن استخدامه والشرق الأوسط من أجل المصالح الخارجية

- ميقاتي زار تركيا على رأس وفد وزاري

- «سي ان ان» في تقرير صادم عن لبنان «الدولة الأكثر روعة في الشرق الأوسط تنضمّ إلى الدول الفاشلة»

لم يكن أدلّ على «عشوائية» المعالجات «التخديرية» للانهيار الشامل وتحوُّله بمثابة «المنشار» الذي يأكل «صعوداً ونزولاً» من «آخِر فلس» بقي في جيوب اللبنانيين، من انهماك بيروت أمس بارباكاتٍ كبيرة في القطاع المصرفي بفعل استمرار انخفاض سعر الدولار في السوق الموازية وبلوغه مستوى أدنى من السعر الذي حدده مصرف لبنان لمنصة «sayrafa» التي يحاول عبرها ضبط إيقاع السوق ومداولاتها والتحكم بالسيولة النقدية بالليرة وامتصاصها. وبعدما كان الهبوط الكبير في سعر صرف الدولار بأكثر من 14 ألف ليرة في غضون نحو 3 أسابيع (لنحو 19500 ليرة أمس) يُفترض أن يشكّل متنفّساً للبنانيين، إذ به يتسبّب بتحركات اعتراضية أمام عدد من المصارف وبقفل بنوكٍ لفروعها وإفراغ ماكينات الصراف الآلي، بفعل اعتراض موظفين ومتقاعدين على إلزامهم بتقاضي رواتبهم (هي بالليرة) بالدولار بعد تحويلها إلى العملة الخضراء، وفق سعر منصة «المركزي» الذي بات يتجاوز سعر السوق السوداء بنحو ألفي ليرة، ما يعني خسارة هؤلاء ما لا يقلّ عن مئتي ألف ليرة في كل 100 دولار سيضطرون لصرفها لدى الصرافين لزوم يوميات عيشهم البائس أصلاً. وبمعزل عن خلفيات هذا الارباك ومدى ارتباطه بآليات تجفيف السوق من الليرة ومدى قدرة «المركزي» والمصارف على تهدئة الفوضى التي سادت أمس بـ «هندسات نقدية» جديدة، فإن هذا التطوّر عَكَس وفق أوساط مطلعة واقع «الفقّاعة» في الوضع المالي، الذي كلما حلّق الدولار اقترب لبنان من الانفجار الاجتماعي، وكلما تراجع انكشفت الطبيعة «الوهمية» لتطوّر لا يحتسبه الخبراء تحسناً في الليرة ولا يلمس المواطنون تداعياته على صعيد مستويات التضخم التي عوض أن تنخفض بنفس مستوى هبوط الدولار إذ بها إما تحافظ في عدد كبير من السلع على أسعارها واما تسجّل انخفاضاتٍ غير متوازية مع السوق الموازية، وسط عدم قدرة السلطات على ضبط هذه الارتكابات التي تؤشر لـ «حِرفية» التجار في الاستفادة من كل الظروف وفي «تحايُلٍ» جاءت آخر «ابتكاراته» على شكل رفع أسعار بعض المنتجات بالدولار. وفي رأي الأوساط أن هذه «الارتجاجات» المالية - الاقتصادية - النقدية، ليست إلا مرآة للأرضية المهترئة التي يقف عليها الواقع اللبناني برمّته والتي تزداد تصدُّعاتها الكبرى على وقع عجز بيروت عن رأب الصدع في علاقاتها مع دول الخليج عربي خصوصاً كما المجتمع الدولي، بفعل «الحمولة الأكبر» على التايتانيك اللبنانية التي تشكّلها وضعية «حزب الله» وأدواره في ساحات المنطقة، في موازاة محاولاتٍ شبه مستحيلة لفصْل المساريْن السياسي والمالي في أزمة «بلاد الأرز»، ولتحقيق إصلاحاتٍ تتطلّب إجراءات مؤلمة على يد الطبقة نفسها التي تغمّست يداها، وإن بنسب متفاوتة، في «نهش» الوطن الصغير وتحويله... أشلاء. وفي حين كانت «السوريالية» اللبنانية تَمْضي في كتابة فصول جديدة عبر النزاع المتجدد بين رئاسة الجمهورية وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، في غمرة بدء التفاوض مع صندوق النقد الدولي، والذي بلغ أمس إصدار القاضية غادة عون، مذكرة إحضار بحق «الحاكم» عمّمتها على القوى الأمنية وكلفت جهاز أمن الدولة بإحضاره قبل 24 ساعة من موعد الجلسة الرابعة التي حددتها له في 15 فبراير الجاري بملف تهريب أموال إلى الخارج وتبييضها والإثراء غير المشروع والتهرب الضريبي، فإنّ الوضع اللبناني كان محور قلق فاتيكاني كبير انطوت التعبيرات عنه على إدانة ضمنية للقادة السياسيين الذين كانوا اتهموا قبل أيام من البنك الدولي بـ «تدبير كساد متعمّد»، في معرض وصف ما يعيشه لبنان بأنه واحد «من أعنف الانهيارات الاقتصادية التي شهدها العالم منذ 1850».

الفاتيكان قلِق وهذه «وصيته»

ولم يكن عادياً أن يطلّ أمين سر الكرسي الرسولي للعلاقات بين الدول وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور ريتشارد بول غالاغير في مستهلّ زيارته لبيروت بمواقف منتقدة للسياسيين استعان في بعضها بما سبق أن أعلنه البابا فرنسيس في يوليو الماضي، من «أن لبنان كان ولا يزال ويجب أن يبقى مشروع سلام. إن دعوته هي أن يكون أرضاً للتسامح والتعددية وواحة للأبدية حيث يلتقي جميع الطوائف والأديان، وتعيش الطوائف معاً»، وتشديده على «ضرورة أن يتخذ من هم في السلطة القرار الحاسم بالعمل من أجل السلام وليس من أجل مصالحهم الخاصة. ولتكن هذه الفرصة بمثابة نهاية للذين يستفيدون من معاناة الجميع. ومن غير المسموح أن تبقى نصف الحقيقة محبطة لآمال الشعب، وتوقفوا عن استخدام لبنان والشرق الأوسط من أجل المصالح الخارجية. يجب أن يحظى الشعب اللبناني بفرصة لأن يكون بأبنائه مهندساً لمستقبل أفضل على أرضه بعيداً من أي تدخل خارجي». واكتسبت هذه الرسالة الفاتيكانية عبر غالاغير الذي تستمر زيارته 3 أيام يشارك خلالها في المؤتمر الوطني - الدولي الذي تستضيفه جامعة الروح القدس في الكسليك تحت عنوان «البابا يوحنا بولس الثاني ولبنان الرسالة»، أهمية خاصة كونها تعبّر عن مقاربة الكرسي الرسولي للملف اللبناني وأزمته بوصْفها ذات طبيعة سياسية كما تقنية، ببُعد داخلي وخارجي، كما تؤشر لاستمرار اهتمام البابا بـ «بلاد الأرز» والذي كان من أبرز تجلياته لقاءه الصيف الماضي مع رؤساء الطوائف المسيحية (في لبنان) تحت عنوان كيفية حماية «الوطن الرسالة». وقال غالاغير بعد لقائه عون إن البابا «أوصاني أن أنقل الى الشعب اللبناني قربه منه وقلقه عليه وعلى لبنان جراء الأزمة الاقتصادية والاجتماعية السياسية العميقة التي يمر بها هذا البلد»، مذكراً بما سبق أن قاله البابا قبل أيام أمام السلك الديبلوماسي عن لبنان من «ان الإصلاحات الضرورية إضافة الى دعم المجتمع الدولي سيساعدانه في الاستمرار بهويته الخاصة، كمثال للتعايش السلمي والاخوة بين مختلف الأديان»، وقبْلها اعتباره «أن المسيحيين بعملهم التربوي والصحي والإنساني، يشكلون جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والتاريخي للبنان. ومن الواجب ضمان إمكان مواصلة المسيحيين لجهودهم من أجل مصلحة البلد الذي كانوا من مؤسسيه. وأي اضعاف للحضور المسيحي من شأنه ان يدمر التوازن الداخلي وهوية لبنان». وإذ عبّر وزير خارجية الفاتيكان رداً على سؤال عن خشيته من زوال لبنان «عندما نلاحظ ما يجري ليس فقط فيه، بل أيضا في المنطقة»، قال «نعم نخشى ألا يكون مستقبل هذا الوطن مضموناً. ونحن ندعو الجميع، وكافة القادة سواء محلياً أو دولياً، للحفاظ على لبنان كرسالة للعيش معاً والاخوة والرجاء بين الأديان». وعن إمكان رعاية الفاتيكان حواراً وطنياً بين اللبنانيين لتثبيت «الهوية الخاصة» لبلدهم، رد «عندما نتحدث عن دور المسهّل او الوسيط بين لاعبين سياسيين، من الممكن ونحن مستعدون أن نلعب هذا الدور اذا توافرت رغبة ودعوة الى الكرسي الرسولي من جميع الأطراف المعنيين للقيام بهذا الدور». وهل سيحضر البابا الى لبنان خلال هذا العام، وهو الذي كرر بالأمس نيته زيارته؟ أجاب: «أكد لي البابا قبل أن استهل هذه الزيارة، أنه يرغب ويريد أن يأتي الى لبنان، قريباً جداً. لكن يبقى أن نحدد معنى كلمة قريباً. هو يريد ان يأتي وسيأتي». من جهته، أبلغ عون الى غالاغير أنه يبذل كل جهوده «كي يبقى لبنان وطن الرسالة للشرق كما للغرب، وفق ما أراده البابا يوحنا بولس الثاني»، مشدداً على «أننا كلبنانيين مؤمنون بأن وطننا رسالة، ونسعى للمحافظة عليه وفق هذه الرؤية رغم الصعوبات العديدة التي يمر بها». وأضاف «الدور الذي يقوم به الكرسي الرسولي هو لمصلحة جميع اللبنانيين، من هنا التقدير الكبير الذي يكنّه الجميع له، متطلعين الى الحبر الأعظم كضامن لأهمية لبنان وحضوره في محيطه والعالم. اننا نتطلع الى مواصلة هذا الدعم بالنظر الى جسامة التحديات التي تواجهنا وهي غير مسبوقة في تاريخ لبنان الحديث، ونأمل اننا، ومن خلال هذا الدعم الى جانب دعم آخرين من أصدقاء لبنان في العالم، ان نتجاوز الانعكاسات السلبية للأزمات والصراعات الإقليمية».

لبنان... الدولة الفاشلة

في موازاة ذلك، وفيما كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يزور تركيا على رأس وفد وزاري، بدأت صورة لبنان «الدولة الفاشلة» تترسّخ عالمياً، و«هو ما عبّر عنه تقرير لشبكة «سي ان ان» تحت عنوان "من بين الأعنف منذ عام 1850... نظرة على الانهيار الاقتصادي في لبنان وحلب النخبة لموارد البلاد»، استُهلّ بـ«عندما نفكّر في الدول الفاشلة، فإنّ الصور التي تتبادر إلى الذهن هي أفغانستان أو اليمن أو جنوب السودان، ولكن لبنان الدولة التي كانت الأكثر روعة في الشرق الأوسط، تنضم إلى تلك الدول»، قبل أن يتطرق إلى معاني إعلان رئيس الوزراء السابق سعد الحريري أنه أوقف عمله السياسي الذي استمر 17 عاماً ووضْعه«الطائفية والنفوذ الإيراني المتصاعد»من بين أسباب قراره«الذي لم يكن ممكناً تصوره لولا الانهيار التام للاقتصاد اللبناني». ثم فنّد التقرير وبالأرقام وقائع الانهيار الاقتصادي وفق التقرير الأخير للبنك الدولي.

نتائج زيارة بوحبيب للكويت أمام سفير الاتحاد الأوروبي

بحث وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى لبنان رالف طرف، في نتائج الزيارة التي قام بها للكويت. وكان بوحبيب حَمَلَ إلى الكويت جوابَ بيروت على ورقة البنود الـ 12 التي سلّمها وزير خارجيتها الشيخ أحمد الناصر للمسؤولين اللبنانيين متضمّنة سلسلة إجراءات لـ «إعادة بناء الثقة» مع «بلاد الأرز» في ضوء الأزمة بينها وبين دول الخليج، وهي المبادرة التي تحظى بدعم خليجي وعربي ودولي. كما تطرق اللقاء الى العلاقات بين لبنان والاتحاد والقضايا المشتركة والأولويات الحالية.

موجة تهريب معاكسة من سوريا إلى لبنان لنقل المحروقات

الشرق الاوسط... بعلبك (شرق لبنان): حسين درويش... أقفلت سوريا معابر التهريب على الحدود مع شمال شرقي لبنان، بتعزيز القبضة الأمنية عليها، في محاولة لتقويض موجة التهريب المعاكسة التي تنطلق من الأراضي السورية إلى اللبنانية، وتمر عبرها المحروقات والخضار والماشية. وفعل المهربون في الشهرين الأخيرين نشاط التهريب من الأراضي السورية إلى لبنان، حيث يتم تهريب المحروقات بشكل خاص، على خلفية التفاوت بسعره بين البلدين. ويبلغ سعر صفيحة المازوت في سوريا نحو 250 ألف ليرة لبنانية، بينما يبلغ سعرها في لبنان نحو 350 ألفاً (17 دولاراً) بسبب ندرتها واللجوء إلى بيعها في السوق السوداء أخيراً. وأحكم الأمن العسكري السوري سيطرته على الجانب السوري من الحدود مع لبنان، عبر إقفال محكم للمسالك غير الشرعية، واتخذ إجراءات أمنية مشددة لمنع عبور السيارات اللبنانية إلى القرى السورية التي يسكنها لبنانيون في ريف القصير (جنوب غربي حمص)، كما تمنع عبور السيارات إلى الداخل اللبناني. وقالت مصادر ميدانية في الهرمل لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الإجراءات «أدت إلى وقف عمليات التهريب تماماً من الجانبين على المعابر غير الشرعية في البقاع الشمالي»، وشمل إقفال الحدود سائر مسالك التهريب في منطقة الهرمل المحاذية للأراضي السورية من منطقة القاع في أقصى شمال شرقه، إلى الغرب بطول 22 كلم. وتسلم «الأمن العسكري السوري» المعابر الحدودية غير الشرعية ونقاط المراقبة الحدودية وأمن الحدود، بعد سحب عناصر الفرقة الرابعة التي كانت مولجة بضبط أمن الحدود وتفتيشها ومراقبة الحدود البرية بين سوريا ولبنان. ويؤكد مصدر ميداني لبناني أن عمليات التهريب «توقفت بالاتجاهين بين لبنان وسوريا تنفيذاً لقرار السلطات السورية بضبط الحدود عملاً بقرار تبديل القوات والفرق العسكرية اعتباراً من يوم الاثنين الماضي». وأشار إلى أن أحد أسباب ضبط الحدود البرية «يعود إلى انتعاش التهريب من سوريا إلى لبنان»، موضحاً أن نشاط التهريب المضاد «تزايد مع انخفاض الأسعار في سوريا وارتفاعها في لبنان». وقال المصدر إن سعر صفيحة المازوت المفقودة في لبنان «بات أقل بنحو 100 ألف ليرة عما هي عليه في سوريا»، وينسحب سعر البنزين الذي يقل سعره في سوريا عما هو عليه في لبنان بحو 30 ألف ليرة، كما يقل سعر قارورة الغاز في سوريا عن سعرها في لبنان بنحو 50 ألف ليرة لبنانية. ويشير المصدر إلى أن الطحين والمواد الغذائية «تراجع نشاط تهريبهما، بسبب تقارب الأسعار في الدولتين، ما يفقد المهرب أي مصلحة بتهريبهما». وأشارت المصادر إلى إجراءات قانونية جديدة تمنع دخول السيارات والآليات اللبنانية إلى القرى التي يسكنها لبنانيون في الجانب السوري، وتربطها بالأراضي اللبنانية من ناحية الهرمل طرقات ترابية غير شرعية. وتوازي الإجراءات السورية إجراءات أمنية لبنانية لمكافحة التهريب، وملاحقة عصابات سرقة السيارات التي تنقلها إلى الداخل السوري. وأكد مصدر عسكري لبناني لـ«الشرق الأوسط» أن فوج الحدود البري الثاني في الجيش اللبناني كثف إجراءاته الأمنية على معابر التهريب عند الحدود اللبنانية السورية، ويعمل على ملاحقة عصابات تهريب ونقل السيارات المسروقة من لبنان إلى الداخل السوري»، لافتاً إلى أن الجيش اللبناني «يعمل على مطاردة وملاحقة العصابات من خلال الكمائن لتوقيف المتورطين من أفرادها»، وقال إن الجيش «تمكن من توقيف 5 عصابات تتكون من عشرات الأفراد متخصصة بسرقة ونقل السيارات المسروقة إلى الداخل السوري على المعابر غير الشرعية في منطقة حوش السيد علي والمشرفة»، مؤكداً أن حاجز حربتا «أصبح ممراً إلزامياً بعد إقفال كل طرقات التهريب على السلسلة الغربية بسبب كثافة الثلوج». وأشار إلى أن الجيش سلم أفراد تلك العصابات إلى السلطات القضائية المختصة. وتحدث مصدر أمني في البقاع عن أن إجراءات الجيش اللبناني بمؤازرة المخابرات وبالتعاون مع فوج الحدود البري «لاقت ارتياح الأهالي بوضع حد لعصابات سرقة السيارات التي كانت تتحرك على جانبي الحدود من البقاع الشمالي في ظل الوضع الاقتصادي الصعب والبطالة في المنطقة».

إردوغان يعرب عن استعداد الشركات التركية لإعادة إعمار مرفأ بيروت خلال لقائه رئيس الحكومة اللبنانية في أنقرة

بيروت: «الشرق الأوسط»... أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن استعداده لتقديم «الخبرات على صعيد التعاون الرقمي للخدمات العامة» في لبنان، معرباً عن استعداد الشركات التركية «لتنفيذ مشاريع مهمة في مجال البنية التحتية بما فيها إعادة إعمار مرفأ بيروت». وجاء إعلان إردوغان خلال لقائه أمس، رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في أنقرة، وقال إردوغان إن الطرفين تناولا العلاقات الثنائية، «وبشكل خاص تطوير التواصل وتعزيز فرص التعاون»، مشيراً إلى «أننا ناقشنا سبل المساهمة في دعم لبنان». وأكد: «إننا نواصل الوقوف إلى جانب لبنان ومستعدون لدعم جهود الإصلاح التي تبذلها الحكومة اللبنانية»، لافتاً إلى أنه أبدى استعداده لتقديم الخبرات على صعيد التعاون الرقمي للخدمات العامة. وقال: «ناقشنا الخطوات التي يمكننا اتخاذها لرفع نسبة التبادل التجاري إلى مستويات أكبر مما تحقق حتى الآن، ونولي أهمية لوضع اتفاق التجارة الحرة حيز التنفيذ»، كما «اتفقنا على عقد اجتماع للجنة العليا المشتركة في تركيا في أقرب وقت». وأشار إلى «أننا مصممون على زيادة مساعداتنا للبنان في الفترة المقبلة، وتعاوننا السياحي، وفي مجال التعليم، كما سنواصل المساهمة في قوات اليونيفيل». بدوره، قال الرئيس ميقاتي إنه بحث مع إردوغان العلاقات بين لبنان وتركيا، وقال إنها «اكتسبت في الفترة الأخيرة دفعاً قوياً وفعالاً في كل المجالات، على أسس التعاون والتفاهم المشترك لقضايا البلدين». وأضاف: «تحدثنا عن موضوع النازحين وضرورة تضافر كل الجهود لعودتهم إلى بلادهم»، مشيراً إلى «أننا اتفقنا خلال اجتماعنا على إجراءات لتفعيل التعاون».

الموقف السنّي من الانتخابات ينتظر عودة الحريري إلى بيروت

لقاء رباعي بدعوة من ميقاتي حضره دريان والسنيورة وسلام

الشرق الاوسط.. بيروت: محمد شقير.... قال مصدر سياسي مواكب للأجواء التي سادت اللقاء الذي عُقد بدعوة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وحضره المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، ورئيسا الحكومة السابقان فؤاد السنيورة وتمّام سلام، إن من المبكر التعامل معه على أنه توصّل إلى رسم الخطوط العريضة التي يراد منها ترتيب الوضع داخل الطائفة السنّية على قاعدة عدم مقاطعة الانتخابات النيابية المقررة في 15 مايو (أيار) المقبل، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنه شكّل الانطلاقة الأولى لملء الفراغ الانتخابي الذي أحدثه قرار زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بعزوفه وتياره السياسي عن خوض الانتخابات النيابية من دون أن يدعو جمهوره ومحازبيه إلى مقاطعة الاقتراع. ولفت المصدر إلى أن عزوف الحريري عن خوض الانتخابات لا يعني أنه قرر إخلاء الساحة الانتخابية لخصومه، وإلا لما ترك الحرية لنوابه من غير المنتمين إلى تيار «المستقبل» بالترشُّح إنما على مسؤوليتهم، وسأل إذا كان عزوف الحريري عن خوض الانتخابات سينسحب على جمهوره ومحازبيه بعدم الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع مع أنه لم يطلب منهم مقاطعتها؟ ... كما سأل إذا كانت دعوته لعدم مقاطعة الانتخابات ستتلازم مع دعوة محازبيه للانخراط اقتراعاً في العملية الانتخابية؟ وهذا ما تصدّر جدول أعمال اللقاء الرباعي الذي عُقد في منزل ميقاتي الذي كرّر أمام الحضور رغبته في عدم الترشح لخوض الانتخابات، وأنه سيختار الوقت المناسب ليعلن موقفه بصورة رسمية. ورأى المصدر المواكب أن القرار النهائي متروك للحريري بدعوة جمهوره ومحازبي التيار الأزرق للإقبال على صناديق الاقتراع، وإن كان هناك من يسأل ومن خارج جدول الأعمال الذي تم تداوله في اللقاء الرباعي: كيف يوفّق بين عزوفه وبين مشاركة «المستقبل» في الانتخابات لانتخاب مجلس نيابي جديد يتولى انتخاب رئيس جمهورية جديد خلفاً للرئيس ميشال عون؟.....ورأى أنه من غير الجائز أن يغيب المكوّن السنّي عن الاستحقاق الرئاسي الذي يضع لبنان أمام مرحلة سياسية جديدة غير المرحلة التي مرّ فيها طوال ولاية عون والتي أعاد فيها البلد إلى المربّع الأول بعد انحيازه لفريق دون الآخر ما أفقده الدور الوفاقي ولم يعد الحَكَم الذي يرعى الحوار بين اللبنانيين، خصوصاً أن التعهدات التي قطعها في خطاب القسم فور انتخابه رئيساً للجمهورية بقيت حبراً على ورق، وكشف أن زيارة عون للمفتي دريان بقيت في حدود رفع العتب ولم تبدّل من الأزمة القائمة بينه وبين الشارع السنّي. وأكد أن اللقاء الرباعي، انطلاقاً من حرصه على الموقع الجامع لدار الفتوى ممثّلاً بالمفتي دريان، تدارس عدة خيارات يراد منها ترتيب الوضع السنّي بدءاً بعدم إخلاء الساحة ترشُّحاً للانتخابات، ومروراً بعدم إقحامه في فراغ قاتل، وانتهاءً ببند أساسي يتعلّق بكيفية التعاطي مع قرار المشاركين فيه بعدم مقاطعة الانتخابات، وقال إن الخيارات التي طُرحت ما زالت موضع تداول وتشاور، وأن بلورتها إلى خطوات ملموسة تبقى عالقة إلى حين عودة الحريري إلى بيروت عشية حلول الذكرى السابعة عشرة لاغتيال والده رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري للوقوف على ما يقوله في رسالته إلى اللبنانيين. وأضاف المصدر السياسي أن أركان اللقاء الرباعي يتواصلون باستمرار مع الحريري وهم يترقّبون ما سيقوله في خطابه، وقال: «يخطئ من يراهن على أن هدف اللقاء تطويق الحريري أو حشره في الزاوية، لأنه ليس في وارد التفريط بتحالفه معه». وتابع أن اللقاء يتطلّع بالتفاهم مع الحريري إلى إنتاج مقاربة سياسية شاملة للتعاطي مع الاستحقاق النيابي، ولاحقاً الرئاسي، اللذين يشكّلان محطة لإعادة تكوين السلطة في لبنان، وأكد أنه ليس في وارد أخذ الطائفة السنّية إلى الإحباط وصولاً إلى تهميش دورها الأساسي في المعادلة السياسية التي تشكّل مظلة رئيسية لإدارة شؤون البلد. وقال إن الطائفة السنّية كانت ولا تزال تشكّل العمود الفقري للوقوف في وجه التطرُّف ترسيخاً لدورها في الحفاظ على الاعتدال وترسيخه كخيار لا بد منه لإنقاذ مشروع الدولة وتعزيزه كبند أساسي على جدول اللقاء الرباعي. وإذ استبعد أن تكون مهمة اللقاء الرباعي الإشراف على تشكيل اللوائح الانتخابية، وعزا السبب إلى حرص أعضائه على رعاية الجهود المبذولة لملء الفراغ المترتّب على عزوف الحريري عن خوض الانتخابات، قال في المقابل إنه لن يُقحم نفسه في لعبة المفاضلة بين هذه اللائحة أو تلك، وبين مرشّح وآخر، لأنه يُفقده دوره الجامع، وهذا ما لا يريده المفتي دريان ورؤساء الحكومات السابقون. وأكد أن اللقاء الرباعي يناقش حالياً عدة خيارات، واضعاً نصب عينيه الاحتمالات سلباً أو إيجاباً للخيار الذي يُفترض أن يستقر عليه بعد التشاور مع الحريري، وشدّد على أن الخيار الذي سيتخذه يأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على الدور المعنوي لدار الإفتاء، خصوصاً أن البلد يمر حالياً بمرحلة سياسية عصيبة غير مسبوقة، وبالتالي فهي تبقى في غنى عن إقحامها في لعبة تركيب اللوائح. لذلك فإن الغموض لا يزال يكتنف تركيب اللوائح الانتخابية حتى داخل الحلف الواحد باستثناء التفاهم القائم بين حزبي «التقدمي الاشتراكي» و«القوات اللبنانية» مع انطلاق الحوار بين سمير جعجع والنائبين أكرم شهيب ووائل أبو فاعور لترجمة إعلان النيات بالتحالف إلى خطوات ملموسة، وإن كان عزوف الحريري عن خوض الانتخابات يقلقهما ويحاولان إيجاد البدائل لتعاونهما بشكل أساسي في دائرة الشوف - عاليه، مع أنهما يفضّلان التريُّث في تركيب اللائحة المشتركة إلى ما بعد تظهير الموقف النهائي للحريري ومعه أركان اللقاء الرباعي للوقوف على ما سيقرّره أنصار «المستقبل» في هذه الدائرة. فالغموض الانتخابي يكتنف أيضاً ما تبقّى من قوى «8 آذار» سابقاً بعد خروج رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وتموضعه في الوسط، رغم أن «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» يبديان رغبة في تمديد تحالفهما الانتخابي، وأنّ تبادل الحملات وتحديداً من فريق الصقور في التيار الذي يرعاه النائب جبران باسيل لا يعدو كونه مناورة لن تأخذ طريقها إلى إعلان الطلاق السياسي بينهما ويراهن باسيل من خلالها على إعادة ترميم وضعه في الشارع المسيحي. وعليه، فإن عامل الوقت يحشر جميع الأطراف المعنية بالانتخابات النيابية التي ستكون مضطرة حتى إشعار آخر إلى التريُّث، وتتعامل مع الموقف الذي سيعلنه الحريري من زاوية أن موقفه يضيء الطريق أمام صوغ التحالفات الانتخابية من جهة، ويُخرج جمهور التيار الأزرق من الإرباك المسيطر عليه بتحديده الموقف النهائي ما إذا كان عدم مقاطعته للانتخابات سيُترجم بدعوته للإقبال على صناديق الاقتراع، لأنه بموقفه سيؤثر سلباً أو إيجاباً على إعادة خلط الأوراق من خلال تشتيت صوت الناخب السنّي، لأن توزيعه بشكل غير مدروس سيؤدي إلى حصول مفاجآت في إيصال نواب إلى البرلمان، خصوصاً إذا انكفأ تيار «المستقبل» عن المشاركة، وهذا يؤدي للإخلال بالتوازن في البرلمان العتيد.

تحسن عكسي لسعر الليرة اللبنانية يربك السحوبات وصرف الرواتب

الشرق الاوسط.... بيروت: علي زين الدين... ساد ارتباك كبير في أسواق التعاملات النقدية، نتج عن تحول كبير في سعر الدولار في الأسواق الموازية، حيث ارتفع سعر صرف الليرة بصورة مفاجئة ومتدرجة بنحو 10 في المائة، وبفارق بلغ ظهرا ألفي ليرة عن المتوسط المعتمد على منصة البنك المركزي، بالتزامن مع استحقاق صرف الرواتب الشهرية لموظفي الإدارات العامة عبر ردهات المصارف. وفيما تعاود الحكومة جلساتها اليوم (الأربعاء) لاستكمال مناقشة بنود مشروع قانون الموازنة العامة وسط توقعات بإقراره في نهاية الأسبوع وإحالته إلى المجلس النيابي، طغى المشهد النقدي المستجد على الاهتمامات العامة بالنظر إلى انقلاب الأدوار بين الأسواق الموازية ومصرف لبنان، مع تسجيل تحول إيجابي جديد تمثل بهبوط قوي لسعر صرف الدولار دون عتبة 20 ألف ليرة ضمن مسار النزول المستمر من مستوى 34 ألف ليرة في الشهر الماضي. وشهدت المبادلات النقدية تطورات لافتة في فحواها ودلالاتها، حيث لوحظ أن سعر الدولار انحدر ظهرا إلى حدود 19.5 ألف ليرة لدى الصرافين وشركات تحويل الأموال، بينما اعتمدت البنوك سعر منصة «صيرفة» البالغ 21.5 ألف ليرة لصرف مستحقات الرواتب للقطاع العام وبدلات الحصص الشهرية للسحوبات الخاصة بالمودعين، والتي يتم تسليمها بالدولار النقدي عوضا عن الليرة التزاما بمندرجات التعميم رقم 161 الصادر عن البنك المركزي منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ووفق اتصالات أجرتها «الشرق الأوسط»، فإن المسؤولين في البنك المركزي والبنوك فوجئوا بمنحى المبادلات في الأسواق الموازية، وظهور طلب كثيف على العملة الوطنية من دون إمكانية ربطه بحدث نقدي أو سياسي مستجد. وفي تحرك فوري أبلغ «مصرف لبنان» أن بإمكان المصارف التي تحتاج إلى سيولة نقدية بالليرة اللبنانية أن تحصل عليها مقابل بيع دولاراتها الورقية على سعر المنصة. وجرت مشاورات عاجلة بين الطرفين سعياً إلى مواكبة تبدلات اتجاهات الأسواق وما رافقها من تحولات مفاجئة في سعر صرف الليرة. وذلك وسط تحسب من مضاربات عكسية يمكن أن تفضي إلى استعادة مشاهد الفوضى النقدية التي أوصلت سعر الدولار إلى مستويات قياسية لا تزال تلقي بتبعاتها على أسواق الاستهلاك، حيث شهد سعر الليرة تحسنا كبيرا تعدت نسبته 35 في المائة خلال الشهر الماضي، بينما لم يطرأ انخفاض مقابل سوى بنسب ضئيلة تراوحت بين 5 و15 في المائة في أسعار السلع والمواد، وبما يشمل المواد المحلية. وبدا مثيرا في سياق هذه المعطيات، تسلم الأسواق الموازية لدفة قيادة تحسن سعر الليرة، بخلاف النمط المعتاد في العمليات اليومية للمبادلات النقدية، حيث إن سعر الدولار على منصة «صيرفة» كان يقل بما بين 5 و10 في المائة عن السعر الرائج في الأسواق الموازية، وهو ما حقق فارقا إيجابيا في بدلات تصريف الرواتب والسحوبات خلال الشهر السابق، حيث كان أصحاب الحقوق يتسلمون مستحقاتهم بالدولار النقدي من البنوك بسعر «صيرفة»، ويكفي أن يتوجهوا إلى أقرب صراف لإعادة تسييلها بالليرة والاستفادة من فارق التسعير بما يتراوح بين 100 و200 ألف ليرة لكل مائة دولار. وشكل اعتكاف الكثير من الموظفين وأصحاب الحصص من المودعين عن صرف مستحقاتهم بسعر دولار المنصة المعتمد لدى البنوك، حافزاً إضافياً لمبادرة مرتقبة من البنك المركزي تفضي إلى التماهي مع منحى وفرة عرض الدولار وزيادة الطلب على الليرة، ولا سيما مع تسجيل تراجع ملموس في حجم التدخل اليومي من مخزون العملات الصعبة، وهو ما يحقق «التهدئة النقدية» سندا إلى التوازن في حركتي العرض والطلب على الدولار من خلال مرجعية التسعير عبر المنصة. ووفق أحدث البيانات التي رصدتها «الشرق الأوسط»، فقد تدنى إجمالي احتياطي العملات لدى مصرف لبنان إلى نحو 12.3 مليار دولار مطلع شهر فبراير (شباط) الحالي، ما يعكس إنفاق نحو 500 مليون دولار خلال الشهر الماضي، يعود جزء أساسي منها لضخ الدولار في الأسواق وكبح المضاربات ضد الليرة من خلال تعزيز دور المنصة كمرجعية رئيسية في تنفيذ المبادلات النقدية اليومية، وبالأخص لصالح المستوردين وشركات النفط.



السابق

أخبار وتقارير... تقرير يكشف كيف يتم تزوير جوازات السفر لتسهيل سفر مقاتلي «داعش»... موسكو تفقد حلفاءها بالمدن الحدودية في أوكرانيا.. الصحافيون الأجانب في الصين تحت ضغوط «غير مسبوقة»..واشنطن تفرض عقوبات على مسؤولين قضائيين في ميانمار..شرطة أوكرانيا: اعتقال مجموعة خططت لأعمال شغب في 5 مدن..«تشرنوبل»... أقصر الطرق للغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا.. روسيا تعتبر تهديد بريطانيا بفرض عقوبات «هجوماً» على شركاتها..بريطانيا تتعهد إلغاء قوانين الاتحاد الأوروبي التي «عفا عليها الزمن»..مقتل شرطيين اثنين بالرصاص جنوب غربي ألمانيا ..

التالي

أخبار سوريا... السوريون والأجور المتدهورة: لا مَخرج من هذه «المطْحنة».. موجة تهريب معاكسة من سوريا إلى لبنان لنقل المحروقات..منظمة حظر الأسلحة الكيميائية: النظام استخدم الكلور في هجوم عام 2016.. البرد يعمِّق معاناة النازحين في ريف إدلب.. الحكومة السورية تُقصي مئات آلاف العائلات من «خيمة الدعم».. «قسد» تبرم اتفاقاً نفطياً مع «تحرير الشام».. إسرائيل قلقة من «تشويش» منظومات روسية في سوريا...

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,834,752

عدد الزوار: 7,005,368

المتواجدون الآن: 80