فضل الله بديل أميركي لحزب الله؟

تاريخ الإضافة السبت 17 تموز 2010 - 11:13 ص    عدد الزيارات 3480    التعليقات 0    القسم دولية

        


جاد ابو جودة- المرجع الديني الراحل السيد محمد حسين فضل الله كان البديل الأميركي لحزب الله. هذه الفكرة هي آخر ما تسوق له بعض مراكز الأبحاث الأميركية، ومنها مثلاً "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، الذي بدأ منذ وفاة فضل الله بنشر سلسلة مقالات خاصة، أو أخرى مستقاة من منشورات أخرى، ترويجاً لهذه الفكرة.

علام يرتكز هذا "التسويق"، وما هي أهدافه؟ وهل يعبّر عن تحليلات شخصية لبعض الباحثين والمفكرين، أم أنه تجسيد لتفكير أميركي عام؟ وهل بات ممكناً الاستنتاج- وفق المنطق الأميركي- أن حزب الله صار القوة الوحيدة على الساحة الشيعية اللبنانية، ليس فقط سياسياً، بل دينياً أيضاً؟

"التسويق" للفكرة الأميركية ينطلق- في معظم المقالات المنشورة- من الإقرار، وفق المنطق الأميركي طبعاً، من "الواقع" التالي: الراحل السيد محمد حسين فضل الله كان من أشد مؤيدي العمليات الانتحارية، بعدما بارك منفذي الهجمات القاتلة على السفارة الأميركية وعلى "المارينز" الأميركيين في بيروت في الثمانينيات. كذلك، تنقل المقالات عن فضل الله قوله مراراً إن أمنيته قبل الموت كانت تدمير إسرائيل.

وتتابع المقالات في خلاصتها بأن على رغم خطب الجمعة النارية التي كان يلقيها، والتي استهدفت إسرائيل والولايات المتحدة في صورة مستمرة، فإن فضل الله الذي كانت له مواقف منفتحة ومفاجئة في موضوعات دينية كثيرة، استحوذ على اهتمام الغرب بوصفه رجلاً معتدلاً، على رغم نعت واشنطن له بالإرهابي، واتهامه لها بمحاولة اغتياله عام 1985 في انفجار ضخم وقع في محلة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وتشير المقالات المذكورة إلى أن موت فضل الله بات راهناً يمهد الطريق لتنامي أيديولوجية إسلامية أكثر تشدداً وتأثراً بإيران، لأن الراحل كان يمثل في حياته البديل الأكثر مصداقية من الناحية الأخلاقية والسياسية والدينية لحزب الله، مشكلاً سداً منيعاً في وجه الإطباق الإيراني على الساحة الشيعية.

وتتابع المقالات مؤكدة أن وفاة فضل الله باتت تمثل فرصة نادرة بالنسبة إلى حزب الله، فتقول إن رحيل فضل الله يمثل رحيل فضل الله فرصة لاستمالة الشيعة اللبنانيين إلى الإيديولوجية الأكثر تشدداً، والتي يعتنقها ويدعو إليها المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله العظمى على خامنئي.

وترى المقالات بأن وفقاً للتقاليد والمعتقدات، يتبنى الشيعة مرجعاً أو مرشداً دينياً، يهتدى بتفسيراته وأحكامه في السلوك الخاص والعام. ولفترة طويلة، كان السيدان محمد حسين فضل الله اللبناني وعلي السيستاني العراقي، أكثر الشخصيات الدينية تأثيراً في أوساط الشيعة اللبنانيين، وتلقى كلاهما تعليمه في مدينة النجف في العراق. ومع رحيل فضل الله، وبلوغ السيستاني ما يقارب الحادية والثمانين، تأمل إيران ومعها حزب الله في دفع شيعة لبنان نحو طهران وخامنئي، والكلام طبعاً وفق المنطق الأميركي.

ويستنتج من خلاصة المقالات أن باعتراف الجميع، لم تكن عادة صناع السياسة في الولايات المتحدة أن يكونوا فاعلين في العالم الغامض الخاص بسياسات رجال الدين الشيعة. ومع ذلك، فيا لها من مفارقة بأن يكون فضل الله- الرجل الذي وصفته واشنطن بالإرهاب- والذي كان طوال حياته بمثابة "الأب الروحي" للمقاومة اللبنانية، بمثابة الحصن الأخير الذي وقف ضد "الهيمنة الإيرانية شبه الكاملة على لبنان"، والأمل الأخير في الحد من "نفوذ" حزب الله بين الشيعة!


المصدر: موقع التيار الوطني الحر

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,791,854

عدد الزوار: 6,915,201

المتواجدون الآن: 111