أخبار مصر وإفريقيا... الدول الإفريقية ما بين "الشراكات" مع واشنطن و"فخ الديون" مع بكين... الصين تعين مبعوثا خاصاً إلى منطقة القرن الأفريقي... قضية «السد الإثيوبي» تُعاود الظهور.. هل تستعد إثيوبيا لشن حرب على «أرض الصومال»؟.. مجلس السيادة السوداني يطالب بضرورة التوافق السياسي وإنهاء حالة "اللادولة"..تجدد الاشتباكات في طرابلس بين مجموعات تتبع حكومة «الوحدة».. الحكومة التونسية تستهل 2022 بمواجهة موجة من الإضرابات..الجيش الجزائري يتهم جهات بـ«السعي لتقسيم دول المنطقة».. رئيس ألمانيا يدعو ملك المغرب إلى «شراكة جديدة»..

تاريخ الإضافة الجمعة 7 كانون الثاني 2022 - 5:14 ص    عدد الزيارات 1419    التعليقات 0    القسم عربية

        


الدول الإفريقية ما بين "الشراكات" مع واشنطن و"فخ الديون" مع بكين...

فرانس برس... أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس على أهمية "الشراكات" التي تقدمها بلاده للدول الأفريقية "على أساس الفرص المتبادلة والاحترام المتبادل" خلافا، على حد قوله، للمشاريع الصينية. وقال برايس للصحفيين "نحن لا نطلب من شركائنا الاختيار بين الولايات المتحدة ودول أخرى بما في ذلك الصين. لا نريد إجبارهم على الاختيار بل نريد أن نعطيهم خيارات". من جانبه قال وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، الخميس من كينيا، أن بكين لا توقع إفريقيا في فخ الديون، وذلك أثناء جولة إفريقية يزور خلالها عدة مشاريع بنى تحتية تمولها بلاده. وفي مومباسا حيث تمول الصين بناء محطة جديدة في قلب أكبر مرفأ في شرق إفريقيا، أكد وانغ أن القروض المرتبطة بهذه المشاريع تمثل "منفعة متبادلة"، رافضا فكرة أن بلاده تنصب فخا للدول الإفريقية. وقال للصحفيين "إنها قصة اختلقها أولئك الذين لا يريدون رؤية تطور إفريقيا"، وأضاف "إذا كان هناك فخ، فهو فخ الفقر والتخلف". تأتي جولة وانغ بعد وقت قصير من زيارة أجراها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في نوفمبر إلى القارة السمراء وكانت مخصصة للتصدي لنفوذ الصين المتزايد في إفريقيا. وبكين هي أول شريك تجاري للقارة، مع مبادلات مباشرة فاقت قيمتها المئتي مليار دولار عام 2019، بحسب الأرقام الصينية الرسمية. إلا أن الصين لطالما اتهمت باستخدام وضعها كجهة دائنة لانتزاع تنازلات دبلوماسية وتجارية، ما يثير القلق من قدرة دول إفريقية كثيرة على سداد الديون المتفق عليها.

تعميق العلاقات

وأصبحت الصين ثاني جهة دائنة لكينيا بعد البنك الدولي وقد مولت مشاريع بنى تحتية باهظة الثمن في بلد ارتفع فيه مستوى الديون بشكل حاد في السنوات الأخيرة. وفي مومباسا، يمثل بناء محطة جديدة في المرفأ استثمارا بقيمة 353 مليون دولار. ومولت بكين أيضا مشروع البنى التحية الأغلى كلفة منذ استقلال كينيا، وهو خط قطار بلغت تكلفته خمسة مليارات دولار. وأثناء زيارته كينيا في يناير 2020، وصف وانغ هذا الخط بأنه "نموذج" لمبادرة "حزام وطريق" الصينية التي تمول بكين مشاريع بنى تحتية على أساسها. ويوضح المحلل الاقتصادي والجيوسياسي، أليخان ساتشو، لوكالة فرانس برس أن كينيا كانت تواجه مستويات فائدة مرتفعة لتمويل استثمارات "لا تولد أي عائد على الاستثمار في المستقبل القريب". من المقرر أن يلتقي الوزير الرئيس، أوهورو كينياتا، بعد لقاء مع وزراء عديدين مع توقيع اتفاقات في مجالات التجارة والصحة والأمن وحتى نقل التقنيات الخضراء. وصرحت وزيرة الخارجية الكينية، رايتشل أومامو، بعد اللقاء، أن "الزيارة هي شهادة تعميق للعلاقات بين البلدين".

مبعوث خاص

وأعلن وانغ، الخميس، أيضا أن بلاده ستعين مبعوثا خاصا إلى القرن الافريقي، في إشارة إلى استعداد بلاده للانخراط دبلوماسيا في هذه المنطقة التي تعاني من صراعات مختلفة. وقال "سنواصل لعب دورنا بشكل أكبر للسلام ولاستقرار المنطقة". ويتزامن الإعلان مع وصول المبعوث الخاص الأميركي إلى القرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، إلى اثيوبيا التي تعاني منذ أكثر من عام بسبب الحرب بين الجيش الفيدرالي ومتمردي تيغراي. ووفقا لوزارة الخارجية، سيحاول فيلتمان الذي يتوقع أن يستقيل قريبا، مرة أخرى جلب المتحاربين إلى طاولة المفاوضات خلال فترة هدوء في القتال. وعبر وانغ الأربعاء في إريتريا عن معارضة الصين للعقوبات الأميركية المفروضة على الدولة شديدة الانغلاق والتدخل في "الشؤون الداخلية للدول الأخرى بحجة الديمقراطية وحقوق الإنسان". وفرضت واشنطن عقوبات أيضا على إريتريا العام الماضي بسبب مشاركتها في النزاع في إثيوبيا الذي أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص. وطلبت الولايات المتحدة من أسمرة سحب قواتها من تيغراي حيث كانت تقاتل إلى جانب الجيش الفيدرالي وحيث اتهم جنود كلا البلدين بارتكاب مجازر في حق المدنيين وعمليات اغتصاب جماعي.

الصين تعين مبعوثا خاصاً إلى منطقة القرن الأفريقي

مومباسا: «الشرق الأوسط»... كثفت الصين حضورها واستثماراتها في أفريقيا، في استراتيجية تثير مخاوف غربية متعاظمة، وفي الأمس قررت بكين تعيين مبعوث خاص إلى منطقة القرن الأفريقي. ويقوم حاليا وزير الخارجية الصيني وانغ يي بجولة في المنطقة تتضمن أريتريا وكينيا وجزر القمر والمالديف وسريلانكا. وكان قد وصل وزير الخارجية الصيني الثلاثاء إلى إريتريا في مستهل جولته الأفريقية تعقب زيارة للقارة قام بها نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في نوفمبر (تشرين الثاني) وهدفت في جزء منها لمواجهة نفوذ الصين المتنامي فيها. وقالت وزارة الإعلام الإريترية في بيان إن وانغ التقى الأربعاء كلاً من الرئيس آسياس أفورقي ووزير الخارجية عثمان صالح. والصين هي أكبر شريك تجاري للقارة السمراء، وقد بلغت قيمة التجارة المباشرة بين الطرفين في 2019 أكثر من 200 مليار دولار، وفقاً للأرقام الصينية الرسمية. وقال وزير الخارجية الصيني أمس الخميس خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكيني في مومباسا إن بكين ستعين مبعوثا خاصاً لها في القرن الأفريقي لدعم الجهود المبذولة للتغلب على التحديات الأمنية في المنطقة. وأدلى وانغ بتلك التصريحات خلال زيارة لكينيا التي تنشط في الجهود الدبلوماسية لوقف القتال في إثيوبيا بين قوات موالية للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي والقوات الحكومية، والذي بدأ في نوفمبر تشرين الثاني 2020. وأضاف أنه اقترح على بلدان المنطقة عقد محادثات سلام. ومنحت الصين قروضاً وهبات ضخمة للعديد من دول القارة، لكنها متهمة بأنها تستغل وضعها كجهة مانحة لانتزاع امتيازات دبلوماسية وتجارية في هذه الدول. وإريتريا التي فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها لتورطها في النزاع المسلح الدائر في جارتها إثيوبيا، انضمت في نوفمبر (تشرين الثاني) إلى الاستراتيجية الصينية العالمية للاستثمار. وقال وانغ مستعينا بمترجم «لمناقشة... هذا الأمر، ولمشاركة التوافق السياسي وتنسيق التحركات، ستعين الصين مبعوثا خاصاً من وزارة الشؤون الخارجية الصينية إلى القرن الأفريقي». وتشمل مصالح الصين في المنطقة قاعدتها البحرية الكبيرة في جيبوتي، كما منحت قروضاً كبيرة لإثيوبيا التي تعتمد على ميناء جيبوتي في التجارة نظرا لأنها لا تطل على أي بحار. كما تواجه المنطقة تهديدات بسبب الاضطرابات في جنوب السودان حيث للصين استثمارات نفطية ضخمة، إضافة إلى تواجد مجموعات مسلحة متشددة في الصومال تقوم بهجمات تستهدف المدنيين في كينيا المجاورة وتسفر عن سقوط قتلى. وقبل وصوله إلى كينيا توقف وانغ في إريتريا المتاخمة لحدود إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا وتشارك في القتال كحليفة لأديس أبابا في مواجهة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي. وفي مؤتمر صحافي مع نظيره الكيني في ميناء مومباسا، قال وانغ إن بلدان القرن الأفريقي يتعين أن تحمل مصير المنطقة على عاتقها. وأضاف «اقترحنا أن تعقد بلدان هذه المنطقة مؤتمرا للسلام في القرن الأفريقي». يأتي إعلان وانغ مع تأهب المبعوث الأميركي الخاص إلى منطقة القرن الأفريقي جيفري فلتمان لترك منصبه هذا الشهر بعدما ظل به لأكثر من تسعة أشهر بسبب الأزمة في إثيوبيا.

«شباب العالم» يناقش في القاهرة «آثار الجائحة» ومستقبل أفريقيا

القاهرة: «الشرق الأوسط»... أعلنت إدارة «منتدى شباب العالم» الذي تنظمه مصر، في الفترة من 10 إلى 13 يناير (كانون الثاني) الجاري، بمدينة شرم الشيخ (جنوب سيناء)، عن عقد ورش تحضيرية لمدة يومين، قبيل انطلاق المنتدى، لمناقشة آثار جائحة كورونا في ضوء عدة أبعاد مختلفة، تشمل مراجعة الأهداف الأممية للتنمية المستدامة 2030، ومستقبل القارة الأفريقية، ومستقبل التكنولوجيا المالية للأسواق الناشئة، والتحول الرقمي، والتعليم ومنظور شباب الجيل لعالم ما بعد الجائحة. وتسلط الورش التحضيرية أيضاً الضوء على قضايا مهمة تشمل تبني السياسات المائية الرشيدة، ومواجهة التحديات البيئية، وتنامي الدور العالمي للشركات الناشئة، فضلاً عن استعراض مبادرة «حياة كريمة»، باعتبارها التجربة المصرية لتنمية الإنسان وكشفت إدارة المنتدى، في بيان لها أمس، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، عن أجندة النسخة الرابعة، وقالت إن «المنتدى سوف ينطلق في 10 يناير الجاري بالحفل الافتتاحي، تليه جلسة رئيسية عامة حول جائحة كورونا كإنذار للإنسانية وأمل جديد لها، وعلى مدار اليومين التاليين تنعقد عدة جلسات وورش عمل وفعاليات لمناقشة عدد من القضايا الرئيسية التي تشمل سبل مواجهة التغيرات المناخية من (جلاسكو) إلى (شرم الشيخ)، ومستقبل الرعاية الصحية والتداعيات السلوكية والنفسية في عالم ما بعد الجائحة، بالإضافة إلى استعراض التجارب التنموية في مواجهة الفقر». وتتضمن أجندة المنتدى أيضاً جلسات نقاشية حول مستقبل الطاقة، واستدامة الأمن المائي، والسلم والأمن العالمي، وإعادة إعمار مناطق ما بعد الصراع، كما يركز المنتدى على إعلاء القيم الإنسانية من خلال مناقشة صناعة الفن والإبداع، وبناء عالم آمن وشامل للمرأة. وتتضمن أجندة المنتدى أيضاً جلسات نقاشية حول مستقبل الطاقة، واستدامة الأمن المائي، والسلم والأمن العالمي، وإعادة إعمار مناطق ما بعد الصراع، كما يركز المنتدى على إعلاء القيم الإنسانية من خلال مناقشة صناعة الفن والإبداع. وبجانب تنظيم المنتدى نموذج محاكاة الأمم المتحدة لمجلس حقوق الإنسان، في دورته الجديدة، فإنه سوف يواصل تنظيم الفعاليات التي بدأها في دوراته السابقة، على غرار «مسرح شباب العالم»، و«فريدوم»، و«منصة الإبداع»، و«ساحة ريادة الأعمال»، بالإضافة إلى عدة فعاليات مميزة وجديدة، يتم تقديمها للمرة الأولى هذا العام. ووفق سارة بدر، المتحدثة باسم منتدى شباب العالم، فإن المنتدى تلقى أكثر من نصف مليون طلب من كل أنحاء العالم، بواقع 196 دولة، وهو ما اعتبرته الأكبر منذ بدء المنتدى. وأكدت في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس، أنه «تم تخفيض أعداد المشاركين في الدورة الجديدة، بعدما بلغ عدد المشاركين في آخر نسخة 7 آلاف شخص، بسبب جائحة كورونا، مع مراعاة اختلاف الجنسيات والثقافات». وأوضحت بدر أن «ميزانية المنتدى تأتي من خلال الرعاة الشركاء الرسميين سواء من شركات أو وزارات أو مؤسسات دولية»، لافتة إلى أن «المنتدى حقق فائضاً مالياً، قيمته 50 مليون جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 15.7 جنيه مصري)، تم التبرع بها لدعم المبادرات التنموية». في السياق ذاته، أعلنت إدارة المنتدى، إطلاق منصتها التفاعلية للمشاركة عن بعد في فعاليات النسخة الرابعة، ووفق إدارة المنتدى، فإن «المنصة تهدف إلى إتاحة الفرصة لجميع المهتمين بمتابعة جميع فعاليات وأنشطة المنتدى، بالإضافة للمشاركة في ورش العمل الخاصة بالمنتدى بما يساعد في خلق مناخ تفاعلي بين جميع المشاركين، كما تتضمن المنصة معلومات عن المنتدى وأجندة الأحداث والمتحدثين، فضلاً عن إمكانية المشاركة افتراضياً في المنتدى من خلال قائمة (شارك المنتدى online) عبر التسجيل بالإيميل فقط».

السيسي: الوحدة الوطنية ركيزتنا للتنمية والتقدم في رسالة لبابا الأقباط للتهنئة بـ«عيد الميلاد»

القاهرة: «الشرق الأوسط»... شدد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على أن «الوحدة الوطنية» بين مسلمي وأقباط مصر هي «الركيزة الرئيسية للتنمية والتقدم»، وقال إن بلاده «في حاجة إلى تضافر جهود جميع أبنائها، وهو تعبُر مرحلة التطوير والبناء من أجل مستقبل أفضل». وعبَّر السيسي، في رسالة تهنئة وجهها إلى بابا الأقباط الأرثوذوكس، تواضروس الثاني، أمس، بمناسبة الاحتفال بـ«عيد الميلاد»، عن إشادته بـ«قوة التلاحم والترابط بين أبناء مصر؛ مسلمين وأقباط»، وقال: «رسالتنا لأجيالنا الحالية والقادمة، أن وحدتنا الوطنية هي ركيزتنا الرئيسية للتنمية والتقدم، وأن تماسك النسيج الوطني لهذا الشعب العظيم هو درعه الحامي وحصنه المنيع للحفاظ على مقدراته». وخلال اليومين الماضيين، توافد مسؤولون مصريون بارزون على مقر الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، ومنهم رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ورئيسا مجلسي النواب والشيوخ، وشيخ «الأزهر الشريف» الشيخ أحمد الطيب، وغيرهم من الوزراء والمسؤولين، للتهنئة بـ«عيد الميلاد». وشددت قوات الأمن المصرية من إجراءاتها في محيط الكنائس بالمحافظات المصرية كافة، لتأمين الاحتفالات التي بدأت مساء أول من أمس. بدوره، استعرض «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» المصري، في تقرير معلوماتي أمس، التطورات بشأن «المواطنة» خلال السنوات الماضية، في إطار ما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إنها «جمهورية جديدة»، عمل على إرساء ملامحها منذ توليه السلطة. ونشر «المركز الإعلامي للحكومة» بيانات تظهر تأثيرات إصدار «قانون تنظيم بناء وترميم الكنائس» على حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية، وقال إنه منذ مايو (أيار) 2018 وحتى يناير (كانون الثاني) الحالي، صدرت قرارات بشأن بناء وترميم وتقنين 2162 كنيسة ومبنى تابعاً، بواقع 1186 كنيسة، و976 مبنى». وأشار إلى «التوزيع الجغرافي للكنائس والمباني التي تم تقنينها وتوفيق أوضاعها، كان بواقع 203 كنائس ومبنى بالجيزة، و183 كنيسة ومبنى في الإسكندرية، و198 كنيسة ومبنى بسوهاج، و149 كنيسة ومبنى بالقاهرة، و349 كنيسة ومبنى بالمنيا، و150 كنيسة ومبنى بالقليوبية، و217 كنيسة ومبنى بأسيوط»، فضلاً عن محافظات أخرى. وقال التقرير إن هناك «طفرة غير مسبوقة في بناء وترميم الكنائس؛ إذ تم إنشاء 40 كنيسة، بينما يجري إنشاء 34 كنيسة أخرى، وذلك بالمدن الجديدة، كما تم إحلال وتجديد 75 كنيسة بعد تدميرها في (أحداث العنف الإرهابية) عام 2013 (عقب إزاحة حكم «الإخوان»)، فضلاً عن افتتاح أكبر كاتدرائية في منطقة الشرق الأوسط بالعاصمة الإدارية الجديدة (كاتدرائية ميلاد المسيح)، وذلك في مطلع عام 2019». كما تطرق التقرير إلى «إدراج مسار العائلة المقدسة على قائمة التراث غير المادي باليونيسكو»، وأفاد بأن «مصر تقدمت 11 مركزاً بمؤشر المواطنة الصادر عن (يو إس نيوز)»؛ حيث احتلت المركز 54 عام 2021، مقارنة بالمركز 65 عام 2020، وفق التقرير.

«الري» المصرية تدشن تطبيقات تكنولوجية لمياه النيل

القاهرة: «الشرق الأوسط»... دشنت وزارة الموارد المائية والري المصرية عدداً من التطبيقات التكنولوجية، التي تخدم قطاعات الوزارة المختلفة بالصورة التي تمكّن متخذي القرار من الوصول للمعلومات بدقة وسهولة، من بينها إعداد مؤشر يوضح نوعية المياه على طول مجرى نهر النيل وفروعه. وقال وزير الموارد المائية محمد عبد العاطي، أمس، إن هذه التطبيقات تشمل عدة مستويات لتنظيم العمل، ومنها ما يختص بإدارة الخطة الاستثمارية وما تشمله من متابعة للعمليات والتعاقدات لتنفيذ مشروعات الخطة، وكذا المعدات البرية والنهرية المستخدمة في أعمال الصيانة الدورية، وحصر بيانات نوعية المياه بالمواقع المختلفة على امتداد شبكة المجاري المائية، وكذا إعداد مؤشر يوضح نوعية المياه على طول مجرى نهر النيل وفروعه. وأضاف أنه تم إعداد تطبيقات أخرى مثل منظومة لحصر بيانات الترع وأعمال تأهيل الترع. ووجه وزير الري بضرورة الاستمرار في تطوير هذه التطبيقات المهمة وغيرها من التطبيقات مع تحديث البيانات اللازمة بها، بما يسمح بتفعيل هذه المنظومة والاستفادة منها على الوجه الأمثل.

قضية «السد الإثيوبي» تُعاود الظهور باجتماع حكومة آبي أحمد في موقعه

الشرق الاوسط... القاهرة: محمد عبده حسنين... عادت قضية «سد النهضة» الإثيوبي للظهور مجدداً، بعد فترة من الجمود دامت أكثر من 6 أشهر، بسبب التوترات الداخلية التي تشهدها إثيوبيا، والتي أثرت على عملية الإنشاءات فيه وتشغيله. وعقدت الحكومة الإثيوبية برئاسة رئيس الوزراء آبي أحمد، مساء أول من أمس، أول اجتماع لها بموقع السد (على النيل الأزرق في منطقة بني شنقول - قماز شرقاً)، في إطار إجراء تقييم لجميع الوزارات والمؤسسات الحكومية. وقلّل مصريون من أهمية الاجتماع، واعتبروه «رسالة للداخل»، تشير إلى سعي الحكومة الإثيوبية لإثبات اهتمامها بالمشروع كـ«موحد للشعب»، بموازاة حربها ضد «جبهة تحرير تيغراي» المتمردة، دون أن ينعكس ذلك على موقفها من المفاوضات المتوقفة مع كل من القاهرة والخرطوم. وسبق أن أعلنت الحكومة الإثيوبية، عزمها «قريباً» الإعلان عن إنتاج أول طاقة كهربائية من السد، الذي يقام منذ 2011. وبلغت نسبة البناء 82 في المائة. ويتوقع أن ينتج السد الكهرباء بطاقة إنتاجية قدرها 700 ميغاوات من توربينتين تغطي 20 في المائة من احتياجات البلاد من الكهرباء. لكنه يواجه باعتراض مصري - سوداني، بسبب مخاوف دولتي مصب نهر النيل من نقص المياه. ووفق بيان إثيوبي، بحث اجتماع الحكومة تقييم عمل الوزارات والمؤسسات الحكومية الكبرى خلال الـ100 يوم الماضية، فضلاً عن تحديات الاقتصاد في ظل ما تشهده إثيوبيا من حربها ضد جبهة تحرير تيغراي. وأدى اندلاع الحرب الأهلية في إثيوبيا، فضلاً عن التوترات في السودان، إلى جمود الحديث عن نزاع «سد النهضة». وتتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا بشكل متقطع منذ 10 سنوات، دون نتيجة، على أمل الوصول إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد، وكان آخر جلسة للمفاوضات بين الدول الثلاث في أبريل (نيسان) الماضي. وفي منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، اعتمد مجلس الأمن الدولي بياناً رئاسياً يشجع الدول الثلاث على استئناف المفاوضات، برعاية الاتحاد الأفريقي، بهدف الوصول إلى اتفاق مُلزم «خلال فترة زمنية معقولة». ويرى خبير الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، أن الحكومة الإثيوبية تسعى لتشغيل أول توربينتين على مستوى منخفض (565 متراً فوق سطح البحر) في أقرب وقت ممكن، ربما خلال أيام أو أسابيع، بعد أن كان مقرراً نهاية 2014. وأضاف: «هناك ادعاء إثيوبي في مخاطبة الشعب بأن هذه الكمية من الكهرباء سوف تكفى 20 في المائة من سكان إثيوبيا، لكنها وفق الحسابات تكفى أقل من 2 في المائة من السكان، وليس 20 في المائة، وقد يتم توزيعها 8 ساعات فقط يومياً لنحو 7 ملايين مواطن، وبالتالي سوف يكون 6 في المائة فقط من السكان لديهم كهرباء ثلث الوقت، وقبل وبعد كل ذلك لا توجد شبكة قادرة على توزيع الكهرباء داخل إثيوبيا، التي تصل مساحتها إلى مليون كيلومتر مربع». واعتبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تشغيل التوربينتين رغم أنه سوف يمرر 3 مليارات متر مكعب من المخزون الحالي إلى مصر والسودان، فإن هذه الخطوة تعني استمرار فرض سياسة الأمر الواقع بقرار أحادي سوف يعقد الأزمة بعد انفراد إثيوبيا بالتخزين الأول والثاني لخزان السد». وأضاف: «الموقف ما زال متوتراً في السودان لاستئناف المفاوضات»، متوقعاً أن تتضمن زيارة المبعوث الأميركي فيلتمان لمصر خلال أيام بحث تطورات سد النهضة، في ظل التعنت الإثيوبي المستمر. وعدّ شراقي اجتماع الحكومة الإثيوبية في موقع السد «إفلاساً سياسياً». بدورها، قالت الدكتورة أماني الطويل الخبيرة بالشأن الأفريقي، إن عقد اجتماع الحكومة الإثيوبية في موقع السد «رسالة إلى الداخل الإثيوبي في لحظة يحتاج فيها آبي أحمد إلى توافق داخلي»، وأضافت خلال لقاء ببرنامج «المسائية» على «الجزيرة مباشر» أن «سد النهضة كان دائماً جزءاً فاعلاً في التفاعلات الداخلية الإثيوبية، باعتباره مشروعاً قومياً تتّحد عليه كل الأطراف الإثيوبية المتصارعة». وتؤكد أماني أن رسالة الاجتماع مرتبطة برأب الصدع الإثيوبي الداخلي، وليست موجهة إلى الخارج في المقام الأول.

هل تستعد إثيوبيا لشن حرب على «أرض الصومال»؟

روبن: إسقاط واشنطن لها من الدبلوماسية الأميركية ستكون له عواقب حقيقية

بربرة (صوماليلاند): «الشرق الأوسط».... تنعم العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الآن بالهدوء، ولكن قبل شهر، كان الجيش الإثيوبي على شفا الهزيمة، قبل أن يتلقى جسراً جوياً من المساعدات الخارجية التي شملت طائرات مُسيرة وذخيرة، وهو ما قلب الموازين لصالح رئيس الوزراء آبي أحمد. ويرى مايكل روبين، الباحث بمعهد «أميركا إنتربرايز»، والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أن النصر سيكون باهظ التكلفة بالنسبة لآبي أحمد، «الذي يتعرض للانتقادات»، حيث إن الأعمال الانتقامية، وعمليات العقاب الجماعي التي انتشرت على نطاق واسع، أصابت النسيج العرقي في إثيوبيا بضرر واسع يصعب علاجه. ويوضح روبين في تقرير نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» الأميركية الموقف بقوله: ببساطة، نادراً ما يكون أي ديكتاتور ينشئ معسكرات اعتقال لأجل الانتقام العرقي، موضع ثناء. ويقول روبين، إنه إذا أراد آبي أحمد الاحتفاظ بالسلطة، عليه أن يبقي على إثيوبيا في وضع أزمة لا ينتهي. ولكن حرب تيغراي أبرزت موطن ضعف آخر: ألا وهو أن إثيوبيا بحاجة إلى ميناء، فقد حرم استقلال إريتريا، وانتصارها في الحرب ضد إثيوبيا، أديس أبابا من منفذ على البحر الأحمر، ولهذا لجأت إثيوبيا إلى جيبوتي. وقد دعمت الاستثمارات الصينية مشروع إقامة خط حديدي وطريق سريعة، وتستقبل جيبوتي حالياً 95 في المائة من واردات إثيوبيا. ورغم ذلك، عندما اتسع القتال إلى خارج حدود تيغراي، قطعت القوات الخط الحديدي والطريق.ومن أجل إصلاح الموقف، وإلهاء الشعب بأزمة جديدة، يعد آبي أحمد الساحة لانتزاع ميناء «زيلع»، وهو ميناء خامل، شمال جمهورية صوماليالاند (أرض الصومال)، على بعد نحو 17 كيلومتراً من حدود جيبوتي. وبدأ مؤيدو رئيس الوزراء الإثيوبي الترويج لسابقة تعود لقرون مضت، عندما كان الميناء يخدم مدينة هرار الإثيوبية. كما يشكل «زيلع» نقطة رئيسية في النقاش الذي يثار بين الحين والآخر بشأن إنشاء أسطول إثيوبي جديد، وهو أمر ليس له معنى لدولة حبيسة. وإثيوبيا عملاق أفريقي، بعد نيجيريا، وهي أيضاً أكبر دول القارة من حيث عدد السكان، ولكن صوماليلاند أصغر بكثير من حيث الحجم أو السكان. كما أن ميناء زيلع معزول نسبياً، حيث تقع أقرب مدينتين فيه، بروما وبربرة، على بعد نحو 150 ميلاً و170 ميلاً على التوالي. وقد يستغرق الأمر ساعات، وربما أياماً، من صوماليلاند لحشد قواتها وصد غزو إثيوبي للميناء. ورغم أن القوات الإثيوبية، ستواجه أيضاً أراضي وعرة وقاحلة فإنها ستقطع 160 ميلاً فقط بالمركبات للوصول إلى زيلع. ويرى الباحث روبين أن ما يزيد من تعقيد عزلة ميناء زيلع أمر يعود للجغرافيا السياسية. ففي حين أن صوماليلاند من أكثر الدول ديمقراطية في أفريقيا، ما زال انفصالها عن الصومال في عام 1991 لا يحظى باعتراف دولي. وهي تشكل اليوم، مثل تايوان، أكثر دولة فعالة غير معترف بها في العالم، تتمتع بقدرات أكبر ومعدل فساد أقل. ولا تقل التحالفات أهمية عن الجغرافيا السياسية. وقد دفع غضب آبي أحمد من الانتقادات المتواصلة لملف بلاده الحقوقي، رئيس الوزراء إلى أن يعطي ظهره لأميركا والاتحاد الأوروبي، لصالح الصين وتركيا وإيران وإريتريا. ولكن صوماليلاند ذهبت في الاتجاه العكسي، حيث توجد مكاتب تابعة لبريطانيا والدنمارك وكينيا في العاصمة هرجيسا، كما يوجد الاتحاد الأوروبي هناك بشكل متكرر. وبدلاً من أن تقبل رشوة من بكين، كما فعلت دول أفريقية أخرى، اتجهت صوماليلاند إلى تايوان بسبب القيم التي تتشاركها الدولتان. وقد أرسلت بكين وفداً إلى هناك، سعى إلى تقديم رشى من أجل أن تغير هرجيسا سياستها، ولكنه عاد خالي الوفاض. وهناك أسباب تجارية لانزعاج الصين من صوماليلاند، حيث إن التوسعات الجديدة في ميناء بربرة تنافس ميناء جيبوتي بشكل متزايد. ويرى روبين أن آبي أحمد يتوقع أن يحظى بدعم الصين حال تحركه صوب زيلع، إذا لم يكن لمعاقبة تايوان، فليكن لدعم الاستثمارات الصينية في جيبوتي. ويقول الباحث الأميركي كما جاء في تقرير الوكالة الألمانية، إن آبي أحمد، كما هو دأبه، يخلط الواقع بالأمنيات، فالتوترات العرقية بين الصوماليين الذين يحكمون البلاد، وأبناء عرقية العفر المسيحية، ليست بالأمر الغريب على جيبوتي. وأي تحرك في صوماليلاند من شأنه أن يفاقم هذه التوترات، حيث إن صوماليي جيبوتي لهم أقارب هناك، كما أن العفر لهم أهل في إثيوبيا. وبذلك، من شأن أي هجوم إثيوبي على زيلع أن يشعل فتيل التمرد وأن يزعزع استقرار جيبوتي. وبحسب روبين، يرى كثيرون في أميركا أنه لا يجب أن تكون لواشنطن مصلحة في القرن الأفريقي، ولكنهم على خطأ، حيث إن مينائي زيلع وجيبوتي يشرفان على مضيق باب المندب، حيث يتدفق جزء كبير من التجارة البحرية العالمية، والأميركية. ويقول روبين إن زعزعة الاستقرار في صوماليلاند وجيبوتي، أكثر دولتين استقراراً في القرن الأفريقي، من شأنه أن يطلق العنان لموجات هجرة جديدة في الشرق الأوسط وعبر البحر المتوسط، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار الدول وتعزيز الإرهاب. وعلى أي حال، فإنه إذا قررت إدارة الرئيس الأميركي أن تتحرك بشكل استباقي، فقد تساعد الدبلوماسية الحكيمة في تجنب اندلاع أزمة. ويقول روبين إنه منذ تعيين جيفري فيلتمان مبعوثاً خاصاً للخارجية الأميركية للقرن الأفريقي قبل نحو ثمانية أشهر، لم يذهب الرجل إلى صوماليلاند، بدعوى أنه ليس لديه وقت. ويرجح روبين أن السبب هو أن فيلتمان لا يريد أي إشارة قد تفسر على أنها اعتراف أميركي بصوماليلاند، ولكن هذا سبب هش، حيث إن زيارته لن تفعل ذلك، فالدبلوماسيون الأميركيون يزورون تايوان رغم كل شيء. وحتى الآن، أعرب مستشار سابق للأمن القومي في أميركا وثلاثة مساعدين لوزراء خارجية لشؤون أفريقيا علناً عن أسفهم لأنهم لم يعطوا صوماليلاند قدْرها. ويردد آخرون المعنى نفسه، سراً. كما أنه لا يجب تغليب الحساسية الدبلوماسية على فرص تجنب اندلاع حرب، فإسقاط وزير الخارجية بلينكن وفيلتمان صوماليلاند من الدبلوماسية الأميركية ستكون له عواقب حقيقية إذا فسر آبي أحمد والرئيس الصيني شي جينبينغ تجاهل إدارة بايدن على أنه ضوء أخضر لشن عدوان جديد. وفي الختام، يقترح روبين أن يقوم فيلتمان بزيارة زيلع عبر هرجيسا، فذلك من شأنه أن يحول الضوء الأخضر إلى أحمر، وأن يؤكد أن أميركا تقر بثبات حدود صوماليلاند: فلقد آن الأوان لأن تكون «الدبلوماسية أولاً».

مواكب «مليونية 6 يناير» تعم أنحاء السودان

«العنف المفرط» للسلطات أوقع 3 قتلى بالرصاص الحي... وطائرات درون لإلقاء قنابل الغاز

الشرق الاوسط... الخرطوم: أحمد يونس... شهدت مدن وأنحاء السودان المختلفة مواكب احتجاج مليونية حاشدة ضد الانقلاب على الحكومة الانتقالية وخرق الوثيقة الدستورية، وللمطالبة بمدنية كاملة وعودة العسكريين للثكنات، فردّت القوات الأمنية عليهم بعنف مفرط، استخدمت فيه الرصاص والرصاص المطاطي والغازات المسيلة للدموع، والمياه الملونة الآسنة المعروفة بـ«ماء الظربان»، ما أدى إلى استشهاد محتجين في مدينة أم درمان. ونشرت السلطات العسكرية مئات العربات المسلحة وآلاف الجنود، وعربات مكافحة الشغب والشرطة وجهاز المخابرات، منذ مساء أول من أمس، ونصبت الارتكازات (نقاط التفتيش) في معظم التقاطعات الرئيسة في العاصمة الخرطوم ومداخل المدن. وأغلقت قوات الأمن 8 من جملة 10 جسور، تربط مدن العاصمة الثلاث، مستخدمة «الحاويات الفارغة» والأسلاك الشائكة، والمتاريس الإسمنتية، للحيلولة دون وصول المحتجين إلى القصر الرئاسي، هدف الاحتجاجات القادمة من الخرطوم وبحري وأم درمان، فضلاً عن قطع خدمة الإنترنت والاتصالات بشكل كامل منذ منتصف نهار أمس، وهي عادة ما تفعل ذلك كلما أعلن عن موكب احتجاجي أو نُظم، منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وكان من المقرر حسب «لجان المقاومة» أن تتجمع المواكب القادمة من المدن الثلاث في عدد من المناطق، لتتجه جميعها إلى القصر الرئاسي للمطالبة بتنحي السلطات العسكرية، وتسليم السلطة كاملة للمدنيين، والقصاص من قتلة «الشهداء» وتقديمهم للمحاكمات. بيد أن الإغلاق التام الذي نفذته السلطات العسكرية للجسور حال دون تجمعها ووصولها إلى القصر، ولا سيما أولئك القادمين من أم درمان وبحري وشرق النيل، ما حوّل هذه التجمعات إلى مواكب محلية، شارك فيها مئات الآلاف، حاولوا ما استطاعوا إزالة المتاريس وعبور النهرين، وصولاً للخرطوم، وخاضوا في سبيل ذلك معارك كرّ وفرّ طويلة مع القوات العسكرية. وأعلنت «لجنة أطباء السودان المركزية» (تجمع مهني) أن 3 محتجين قُتلوا إثر إصابتهم برصاص حي في الرأس، من قبل قوات السلطة الانقلابية، خلال مشاركتهم في «مليونية 6 يناير» في مواكب محلية أم درمان. وبحسب اللجنة، التي دأبت على إحصاء ضحايا عنف السلطات العسكرية، فإن «عدد الشهداء الذين حصدتهم آلة الانقلاب ارتفع إلى 61 منذ الانقلاب في أكتوبر (كانون الثاني) الماضي». وذكر ناشطون أن محتجين اثنين على الأقل أصيبا بالرصاص الحي في الصدر والرجل في أم درمان. ولم تفلح المتاريس البشرية واستخدام العربات العسكرية كمتاريس، في منع المحتجين القادمين من جنوب الخرطوم حيث لا جسر يمكن إغلاقه، من الوصول إلى محيط القصر الرئاسي، واستطاعت الحشود إجبار القوات على التراجع والدفع بها تجاه شارع القصر، واستطاعت أن تدخل شارع القصر على مبعدة مئات الأمتار من القصر الرئاسي، وخاضوا معركة «كسر عظم»، قبل أن يتفرقوا التزاماً بالمواعيد المحددة من قبل «لجان المقاومة» بالخامسة عصراً. واستخدمت السلطات هذه المرة مسيّرات (طائرات درون) لإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على المحتجين. كما استخدمت بكثافة خراطيم المياه الملونة المعروفة بـ«ماء الظربان» في صدّ المحتجين، لكن صفوفهم صمدت. وشوهدت القوات العسكرية المشكّلة من مختلف الصنوف (جيش، شرطة، دعم سريع، مخابرات، قوات شركاء السلام)، وهي تتراجع أمام إصرار المحتجين على الوصول للقصر. وجرّاء قطع الاتصالات وخدمة الإنترنت، لا يستطيع أحد الجزم بما حدث في أم درمان والخرطوم بحري، لكن أصوات الأسلحة المختلفة وقنابل الغاز والقنابل الصوتية كانت تُسمع من بعيد. وشوهدت سحب كثيفة من دخان الغاز المسيل للدموع تغطي سماء المدينتين، مثلما كان الحال في منطقة شرق النيل؛ حيث احتشد المحتجون القادمين من هناك أمام جسر المنشية المسدود بالحاويات الفارغة والأسلاك الشائكة، ومن هناك أيضاً سُمعت أصوات الأسلحة وشوهدت سحابات الدخان. ومثلما خرج سكان العاصمة وهم يرفعون شعار «لا تفاوض، ولا شراكة، ولا شرعية» للانقلاب، فإن معظم مدن السودان الرئيسية وحواضر الولايات خرجت جميعها في مواكب احتجاجية في أكثر من 18 مدينة حول البلاد، وأبرزها: مدني، كسلا، القضارف، كوستي، بورتسودان، عطبرة، الأبيض، الضعين، زالنجي، الفاشر، دنقلا. وعلى الرغم من تعهد البرهان بعدم استخدام العنف المفرط ضد المحتجين السلميين، فإن قواته واصلت القمع المفرط، بما يشبه «التشفي» من المحتجين، من دون أن يفلح في منع خروج المواكب المعلنة وغير المعلنة، التي بلغ عددها 15 موكباً منذ الانقلاب، وراح ضحيتها 58 قتيلاً، وآلاف المصابين، ومئات المعتقلين من النشطاء ولجان المقاومة الشعبية. وجاءت احتجاجات أمس بعد 4 أيام من استقالة عبد الله حمدوك من رئاسة الوزراء، ما أدخل مستقبل السودان في حالة غموض. وتولى حمدوك رئاسة الوزراء في 2019، وأشرف على إصلاحات اقتصادية كبيرة، قبل أن يخلعه الانقلاب، ثم يعيده، في محاولة فاشلة لإنقاذ اتفاق اقتسام السلطة.

آلاف المتظاهرين في شوارع السودان مجدداً احتجاجاً على الحكم العسكري

الخرطوم: «الشرق الأوسط أونلاين»... خرج آلاف السودانيين إلى الشوارع مجدداً اليوم (الخميس)، للاحتجاج على هيمنة العسكريين على السلطة منذ انقلاب قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، على شركائه المدنيين قبل أكثر من شهرين، حسبما قال شهود. وتوجه المتظاهرون الذين تجمعوا رغم إجراءات أمنية مكثقة، نحو القصر الرئاسي في وسط الخرطوم، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وحذر مجلس السيادة السوداني، في وقت سابق، من فتنة، في البلاد، بعد أحداث العنف التي وقعت خلال مسيرة حاشدة في الخرطوم في 30 ديسمبر (كانون الأول)، أوقعت قتلى وجرحى، إلى جانب تفلتات أمنية في دارفور، وتعديات وحوادث نهب واسعة على مقر البعثة الأممية بمدينة الفاشر، مشيراً إلى وجود جهات «تعمل على زرع الفتنة والخلافات» بين مكونات الشعب السوداني. وأدان المجلس، في جلسة طارئة برئاسة الفريق عبد الفتاح البرهان، الأسبوع الجاري، تلك الانتهاكات، مؤكداً المضي قدماً في بسط الحريات، بما فيها حرية التظاهر والتعبير السلمي، والالتزام بالمعايير الدولية في هذا الخصوص، مع الحفاظ على سلطة القانون وهيبة الدولة، وتوضيح حدود الصلاحيات والأطر بين المواطنين والأجهزة الشرطية والأمنية. وأكدت سلمى عبد الجبار عضو مجلس السيادة الانتقالي في تصريح صحافي أن الاجتماع ناقش الأوضاع الراهنة بالبلاد، وفي مقدمتها التفلتات الأمنية والأحداث التي وقعت أثناء تظاهرات يوم الخميس 30 ديسمبر، إلى جانب التعديات على مقر البعثة الأممية بمدينة الفاشر. وأقر المجلس ضرورة كشف المرتكبين للمخالفات وحالات القتل من كافة الأطراف. وتواجه السلطات العسكرية انتقادات حادة من الداخل والخارج بسبب العنف المفرط واستخدام الأجهزة الأمنية الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين السلميين.

ما بعد استقالة حمدوك... مستقبل مجهول للسودان وخوف من عنف وفوضى

الخرطوم: «الشرق الأوسط أونلاين».... فتحت استقالة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك من منصبه الأحد الماضي باب التكهنات بشأن مصير السودان على مصراعيه، وسط تحذيرات من أن سيناريو انزلاق البلاد نحو العنف والفوضى يبدو الأرجح. ويرى فريق من المراقبين أن خروج حمدوك من المشهد في هذا التوقيت كان بمثابة شهادة وفاة رسمية لأي فرصة للتوصل إلى صيغة تفاهم بين القوى السياسية والمكون العسكري. ويستند هؤلاء في وجهة نظرهم إلى المظاهرات التي باتت تشكل ملمحاً أساسياً في الشارع السوداني والتي أصابت مظاهر الحياة بالشلل مع دعوات لا تنتهي للاحتشاد في الميادين رغم سقوط عشرات القتلى منذ قرارات رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي والتي كان من بينها إقالة حمدوك قبل أن يعود إلى منصبه مجدداً إثر ضغوط دولية. كما ترفض القوى المحركة للشارع والداعية إلى الانتقال إلى حكم مدني كامل الشراكة مع المكون العسكري، وتعتبر أن الاتفاق السياسي بينه وبين حمدوك بات هو والعدم سواء بعد استقالة الأخير. وفي ظل مخاوف من دخول البلاد نفقاً مظلماً، دعت أطراف سودانية إلى عقد حوار بين مكونات الانتقال بغرض التوصل إلى اتفاق. وقال حزب بناء السودان، الذي أسسه مجموعة من المهنيين الشباب في فبراير (شباط) 2018. إن استقالة حمدوك بعد تعذر التوافق السياسي «أدعى إلى استشعار المسؤولية الوطنية من مكونات العملية السياسية»، حسبما نقلت صحيفة «سودان تربيون» عن بيان للحزب. وأشار الحزب إلى أن البلاد انتقلت إلى وضع «ينذر بالسيناريوهات الأكثر قتامة ويحتم علينا العمل على تلافي انزلاق البلاد في أتون الحرب والتمزق». ودعا الحزب شباب الثورة وفرقاء العملية السياسية والمكون العسكري إلى «وضع مصالح البلاد وإنسانها في المقام الأول وتهدئة التوترات المتصاعدة والتوجه نحو حلول سياسية متوافق عليها عبر الحوار وتقديم التنازلات المتبادلة لنزع فتيل الأزمة». وحاول حمدوك منذ توقيعه اتفاقاً سياسياً مع البرهان في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، استقطاب دعم القوى السياسية لهذا الاتفاق، لكن محاولاته باءت بالفشل، بل واتهم من بعض تلك القوى بـ«خيانة دماء الشهداء». وأكدت حركة العدل والمساواة من جانبها، أن «مسؤولية القوى السياسية اليوم وحاجتها إلى الوقوف مع النفس ومراجعة المواقف أكبر من أي وقت مضى». على الجانب الآخر، ترى قوى إعلان الحرية والتغيير في استقالة حمدوك دليلاً على «فشل مناورات تبرير الانقلاب». وتدعم الحرية والتغيير احتجاجات تنظمها لجان المقاومة التي تقول إنها «تعمل على إسقاط الانقلاب بالوسائل السلمية وتأسيس سلطة مدنية». ويرى محللون أن الجيش يصر على عدم الخروج من المشهد رغم تصريحات البرهان وتعهداته بإتمام عملية الانتقال السياسي، وحديثه عن ضرورة استكمال هياكل الفترة الانتقالية والإسراع بتعيين رئيس وزراء جديد خلفاً لحمدوك. وترى الدكتورة تماضر الطيب، أستاذة العلاقات الدولية بمركز الدراسات الدبلوماسية بجامعة الخرطوم، أنه بعد استقالة حمدوك، زاد الشارع إصراراً على ضرورة الحكم المدني الكامل، مشيرة إلى أن الاستقالة جاءت «عندما شعر (حمدوك) بعدم قدرته على تشكيل حكومة نتيجة لعدم التوافق السياسي مع المكون العسكري». وتعتبر تماضر الطيب أن «مسألة اللجوء لانتخابات مبكرة لن تنجح في السودان لأن الشارع لن يهدأ وسيكون هناك شد وجذب بين الشارع والمؤسسة العسكرية».

مجلس السيادة السوداني يطالب بضرورة التوافق السياسي وإنهاء حالة "اللادولة"

العميد الطاهر أبو هاجة: حالة اللادولة التي ورثناها من الفترة الماضية وتعيشها البلاد حاليا ليس من المصلحة استمرارها، ولابد من ملء الفراغ في أقل وقت ممكن

العربية.نت، وكالات... أعلن مجلس السيادة السوداني أن البلاد تحتاج إلى توافق القوى السياسية أكثر من أي وقت مضى، مؤكداً ضرورة الخروج من حالة "اللادولة" التي ورثها المجلس وتعيشها البلاد حاليا. وقال العميد الطاهر أبو هاجة، المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، إن "الوطن يحتاج إلى توافق القوى السياسية أكثر من أي وقت مضى، خاصة على الموضوعات والقضايا الملحة الطارئة بعيدا عن الخلافات". وأكد أن الأهم هو التوصل إلى حل نابع من الإرادة الوطنية. مجلس السيادة السوداني يدعو للإسراع بتشكيل حكومة تكنوقراط وأضاف المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان أن "حالة اللادولة التي ورثناها من الفترة الماضية وتعيشها البلاد حالياً ليس من المصلحة استمرارها، ولابد من ملء الفراغ في أقل وقت ممكن". وأكد المستشار الإعلامي أن "القوات المسلحة والقوات الأمنية متماسكة وتعي ما يحاك ضد الوطن ومؤمنة بحماية الانتقال حتى الوصول إلى دولة ديمقراطية مدنية".

الجيش الليبي: الدبيبة أوقف صرف مرتبات عناصرنا

العربية.نت - منية غانمي... أعلن الجيش الليبي أن حكومة الوحدة الوطنية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة أوقفت صرف رواتب القوات المسلحة للشهر الرابع على التوالي، بحجة عدم وجود رصيد، في مؤشر على وصول العلاقة بين الطرفين إلى قطيعة. وأوضح مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقيادة العامة للجيش الليبي، اللواء خالد المحجوب، في بيان الخميس، أن قطع المرتبات عن القوات المسلحة يعني قطع الحياة عن نصف مليون شخص هم عائلات الجنود.

كما، أضاف أنه "رغم تدخل ومخاطبة البرلمان واللجنة العسكرية 5+5، ولكن للشهر الرابع على التوالي يتلكأ ويتحجج ويمنع الدبيبة صرف مرتبات القوات المسلحة التي أمّنت قوت الليبيين وأعادت ضخه عبر المؤسسة الوطنية للنفط، الجهة المسؤولة عن ذلك ووصل الدخل هذا العام إلى أكثر من 100مليار".

"تلاعب وفساد"

إلى ذلك، اتهم المسؤول بالجيش الليبي، رئيس الحكومة بالتلاعب والفساد، مشيرا إلى أن "آخر تحايلات رئيس الحكومة هو عدم وجود رصيد يغطي الصك الصادر بالخصوص". وقال المحجوب إن "حكومة الدبيبة صرفت ما يزيد عن 90 مليار دينار في عدة أشهر منهم 20 مليارا على تنمية الفساد بدلاً من تنمية الوطن"، مضيفاً أن "ليبيا أصبحت تحكمها عائلة تتمتع بمزايا لم يعرفها التاريخ حتى في عصور الملوك الذين كانت في يدهم كل السلطات". كذلك تابع المتحدث نفسه إنه "بدلاً من أن توجه هذه الحكومة عملها لأداء واجباتها في تحقيق إرادة الليبيين للانتخابات والمصالحة الوطنية وتوحيد المؤسسات، تقوم بإيقاف مرتبات ينتظرها قرابة نصف مليون مواطن ليبي منخرطين بشكل ما في الجيش الليبي لحماية وطنهم وتأمين مصدر رزق الليبيين والنضال من أجل تحقيق السيادة".

"تجويع الليبيين"

واتهم المسؤول بالجيش الليبي، رئيس الحكومة بتجويع الليبيين الذين ينتظرون مرتباتهم لتسديد احتياجات تعليم وعلاج أبنائهم. يشار إلى أنه هذه ليست المرة الأولى التي يشتكي فيها الحيش الليبي، من إيقاف مرتبات منتسبيه، حيث اتهم في شهر أكتوبر الماضي، رئيس الحكومة بعدم الإفراج عن المرتبات لمدة 3 أشهر، قبل أن يتدخل المبعوث الأممي آنذاك يان كوبيتش والسفير الأميركي ريتشارد نورلاند، ويحل هذا الإشكال.

«المفوضية» تبحث تعزيز الإجراءات القانونية المتعلقة بالانتخابات

القاهرة: «الشرق الأوسط»... بحث رئيس مجلس إدارة المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عماد السايح، مع رئيس النقابة العامة للمحامين، عبد الرؤوف قنبيح، أمس، إمكانية توقيع اتفاقية شراكة يتم بمقتضاها تبادل الخبرات، وتعزيز التعاون المشترك بخصوص الإجراءات القانونية والفنية، المتعلقة بالعملية الانتخابية. جاء ذلك خلال اجتماع ضمهما والوفد المرافق لقنبيح أمس، بديوان مجلس المفوضية. ووفقاً لموقع المفوضية الرسمي، فقد جاء الاجتماع في إطار تقديم الدعم والمشورة الفنية من أجل إنجاز الاستحقاقات الانتخابية المقررة. وجدد الوفد دعم النقابة لإجراء الانتخابات خلال المدة القريبة القادمة، بعد تخطي التحديات القانونية والموضوعية، التي قال «إنها حالت دون إنجاز الاستحقاق الانتخابي في حينه». يُذكر أن الانتخابات البرلمانية والرئاسية في ليبيا، التي كان من المقرر إجراء أولى جولاتها الرئاسية نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي قد تأجلت إلى أجل غير مسمى.

سلطات طرابلس تكشف علاقة تجار المخدرات بالإرهاب

القاهرة: «الشرق الأوسط».. كشف النائب العام الليبي، المستشار الصديق الصور، عن وجود علاقة بين متهمين بالاتجار في المخدرات، وبين مجموعات متورطة في «الإرهاب» وتبيض الأموال، في ظل تدفق كميات كبيرة من الممنوعات بشكل ملحوظ على البلاد. واجتمع النائب العام مع عدد من رؤساء الأجهزة المعنية، لمناقشة كيفية حماية ليبيا من خطر استهدافها بعمليات تهريب الحشيش والكوكايين، من بينها: رئيس وأعضاء جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، ووحدة التفتيش على أعمال مأموري الضبط القضائي، وقسم ضبط شؤون المعلوماتية والاتصالات. كما تناول اللقاء استعراض أعمال رجال الضبط القضائي خلال عام 2021، والعوائق التي حدت من فاعلية عملهم. وفي بداية الاجتماع الذي عُقد مساء أول من أمس، أكد النائب العام على ضرورة تعزيز الجهود الرامية للحد من «الخطر الذي يتعرض له المجتمع الليبي، نتيجة تنامي ظاهرة الاتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية، وازدياد حدة الآثار السلبية الناجمة عنها، وانعكاساتها على مناحي الحياة الصحية والاجتماعية». وقال الصور إن التقارير الواردة إلى مكتبه «تؤكد ارتباط المجموعات المتورطة في إدارة الاتجار في المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، بالجماعات القائمة على ارتكاب جرائم غسل الأموال والإرهاب». وتشهد ليبيا من وقت لآخر عمليات إرهابية، تستهدف بعض المدن بجنوب البلاد. وسبق أن كشف تقرير «مؤشر الإرهاب في المنطقة العربية»، الصادر عن مؤسسة «ماعت» في مصر، عن المحاور الرئيسية لاستراتيجية تنظيم «داعش» الإرهابي في ليبيا، والذي أكد أن التنظيم «يبحث عن نقاط ارتكاز بديلة في ليبيا»، بعد أن وضع قدماً في الجنوب، بينما عينه على الهلال النفطي. وأورد التقرير أبرز العمليات الإرهابية التي نفَّذها التنظيم «الداعشي» في ليبيا، وتحركاته خلال تلك الفترة، وأبرز العوامل التي دعمت نشاطه المتنامي مؤخراً. وتكثر في ليبيا عمليات ترويج المخدرات بشكل لافت، كما تضبط الأجهزة الأمنية كميات كبيرة مُهربة من الخارج، وتشرف على إتلافها، بعد استكمال النيابة العامة التحقيقات مع المتورطين. وخلال الأيام الماضية، ضبطت قوات الأمن كميات كبيرة منها، كما عثرت في نهاية الشهر الماضي على مواد ومعدات لتصنيع المخدرات، في منطقة سيلين بمدينة الخمس، غرب ليبيا. وذهب النائب العام إلى أن هذه المجموعات «أفرطت في نشاطها، وأمِنت الملاحقة، فتوسعت في جلب المواد المحظورة عبر منافذ الدولة الليبية، دون أن تسفر إجراءات الاستدلال عن تحديد هوية الضالعين في تلك الأنشطة، المجرَّمة شرعاً وقانوناً». وأمام ازدياد عمليات تهريب الممنوعات، رأى النائب العام أن «الأمر بات يقتضي من أعضاء جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية تكثيف الجهود الرامية إلى مواجهة الجناة، حتى تتم ملاحقتهم محلياً ودولياً». وكان رئيس حكومة «الوحدة الوطنية»، عبد الحميد الدبيبة، قد أصدر قراراً في الحادي والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، يقضي بإلغاء الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، ودشن بدلاً منها «جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية» الذي يتمتع بالشخصية الاعتبارية والذمة المالية المستقلة ويتبع وزارة الداخلية، على أن تؤول إليه جميع الاختصاصات، بما فيها المقار والسيارات والأسلحة والذخائر. ولمواجهة هذه الظاهرة، اتفقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية، مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، على تدريب «الكوادر الوطنية»، المعنية بمكافحة المخدرات، بالتنسيق مع المكتب الأممي. وجاء ذلك الاتفاق خلال لقاء وكيل وزارة الخارجية لشؤون التعاون الدولي، عمر كتي، مع الممثلة الإقليمية بمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، كرستينا ألبرتيني، في العاصمة طرابلس. في شأن آخر، وجه النائب العام، أمس، بضرورة إخلاء 12 موقعاً مملوكاً للدولة الليبية، وإزالة مظاهر التعدي عليها، وتسليمها إلى مصلحة الأملاك العامة في أقرب الآجال، على أن يتم ذلك وفق مخطط عملي تشترك في تنفيذه الجهات ذات الصلة.

تجدد الاشتباكات في طرابلس بين مجموعات تتبع حكومة «الوحدة»

«الجيش الوطني» الليبي يتهم الدبيبة بمنع صرف رواتب قواته

الشرق الاوسط... القاهرة: خالد محمود... تزامناً مع اتهام «الجيش الوطني» الليبي، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» عبد الحميد الدبيبة، بمنع صرف رواتب قواته منذ أربعة أشهر، اندلعت اشتباكات مسلحة مفاجئة مجدداً في العاصمة الليبية طرابلس في ساعة مبكرة من صباح أمس. وأظهرت لقطات مصوَّرة دويَّ إطلاق نار كثيف في مشروع الهضبة جنوب طرابلس، وقال شهود عيان إن اشتباكات اندلعت قرب المشروع بالأسلحة المتوسطة بين مجموعات تابعة للسلطة الانتقالية، التي لم يصدر عنها أي تعليق رسمي. لكن الدبيبة قام، في محاولة لتأكيد سيطرته على الأوضاع في المدينة، بجولة تفقدية في مدينة طرابلس فجر أمس. وقالت وسائل إعلام محلية إن الاشتباكات دارت بين عناصر «جهاز دعم الاستقرار»، التابع للمجلس الرئاسي بقيادة عبد الغني الككلي، وعناصر من ميليشيات «الكتيبة301» بإمرة عبد السلام الزوبي، وذلك على خلفية استياء الطرفين من الميزانية التي خصصتها الحكومة للميليشيات المسلحة التابعة لها. ولم يعلّق الدبيبة مباشرةً على هذه التطورات خلال زيارته لمقر كلية الشرطة بمدينة العزيزية، مكتفياً بتفقد سير التدريب، وتابع رفقة وزير الداخلية خالد مازن، النشاط الصباحي للطلبة، وتفقد أماكن الإقامة والطعام والقاعات الدراسية للطلبة الجدد. واندلعت هذه الاشتباكات بعد ساعات فقط من تجديد وزارة الخارجية البريطانية تحذيرها المستمر منذ عام 2014 لرعاياها بعدم السفر إلى ليبيا، حيث عدّت «الأوضاع الأمنية المحلية هشّة، ويمكن أن تتدهور بسرعة إلى قتال واشتباكات عنيفة دون سابق إنذار». لافتةً إلى أن «الاشتباكات العسكرية والقتال بين الميليشيات يشكّل مخاطر كبيرة على السفر الجوي في ليبيا، وقد تسبب بشكل دوري في الإيقاف المؤقت أو الإغلاق المؤقت للمطارات»، مؤكدةً أن «جميع المطارات عُرضة للهجوم». وقالت الخارجية البريطانية إن «هناك خطراً متزايداً بحدوث اشتباكات محلية بين الميليشيات في جميع أنحاء ليبيا، وسط توترات بشأن الانتخابات الرئاسية المؤجلة منذ الشهر الماضي»، ورجحت «أن يحاول الإرهابيون تنفيذ هجمات في ليبيا». في المقابل، اتهم «الجيش الوطني»، المتمركز في شرق البلاد، الدبيبة بمنع صرف مرتبات قواته المسلحة، التي قال إنها أمّنت «قوت الليبيين»، وأعادت ضخه عبر المؤسسة الوطنية للنفط، ما رفع الدخل هذا العام إلى أكثر من 100 مليار دينار. وقال اللواء خالد المحجوب، مسؤول التوجيه المعنوي بالجيش، إنه «رغم تدخل ومخاطبة مجلس النواب واللجنة العسكرية المشتركة (5+5) فإن الدبيبة، وللشهر الرابع على التوالي، يتلكأ ويتحجج بعدم وجود رصيد كافٍ». وأضاف المحجوب في بيان أمس، أن «الحكومة صرفت في عدة أشهر ما يزيد على 90 مليار دينار، وأصبحت ليبيا تحكمها عائلة تتمتع بمزايا لم يعرفها التاريخ... وعوض أن توجه هذه الحكومة عملها لأداء واجباتها في تحقيق إرادة الليبيين للانتخابات والمصالحة الوطنية، وتوحيد المؤسسات إذ برئيسها يوقف مرتبات قرابة نصف مليون مواطن ليبي، أولياء أمورهم أو أبناؤهم انخرطوا في الجيش الليبي لحماية وطنهم، وتأمين مصدر رزق أبنائه». من جهة أخرى، أكدت ستيفاتي ويليامز، مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة، دعمها الكامل للجنة خريطة الطريق التابعة لمجلس النواب، نحو إعداد خريطة طريق ترتكز على المسار الدستوري لإنهاء المراحل الانتقالية. وأوضحت «اللجنة» التي التقت ويليامز في طرابلس، رفقة رئيس البعثة الأممية رايزدون زينينغا، أن الاجتماع استعرض طبيعة عمل اللجنة ومهامها، مشيرةً إلى أنها أُحيطت علماً بلقاءات الطرفين مع الأطراف الداخلية والدولية المختلفة. وكانت المستشارة الأممية قد شددت لدى اجتماعها، مساء أول من أمس، مع عدد من ممثلي «تنسيقية الأحزاب والتكتلات»، على الحاجة إلى بذل جهود حازمة للمضيّ قدماً في تحقيق المصالحة الوطنية، والعدالة الانتقالية، وتأكيد أن الأمم المتحدة ستقف إلى جانب الشعب الليبي في مطالبته بعملية انتخابية لإنهاء الفترة الانتقالية الطويلة. في غضون ذلك، أعلنت لجنة الشؤون القانونية، التابعة للمجلس الأعلى للدولة، عقب اجتماعها مساء أول من أمس في العاصمة طرابلس، مع لجنة التواصل بالهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور، الوصول إلى رؤية مشتركة حول مستجدات العملية السياسية، وحالة الانسداد التي وصلت إليها البلاد، مبنيةً على ضرورة تفعيل العملية الدستورية لإنجاح الانتخابات القادمة. وأكد مجلس الدولة عقب اجتماع داخلي، أمس، الإسراع في اتخاذ الخطوات العملية لإنجاز العملية الدستورية والانتخابية، من خلال الاستفتاء على الدستور، وإصدار قوانين توافقية، وإنهاء المراحل الانتقالية.

رئيس تونس عن حركة النهضة: كدسوا المليارات ويدعون التقوى

دبي - العربية.نت... أكد الرئيس التونسي، قيس سعيد، الخميس، على محاكمة ومحاسبة كل من أجرم بحق البلاد، وقال "إنهم يحاولون ضرب الدولة من الداخل ويعتقدون أنهم الدولة". وقال خلال إشرافه على اجتماع لمجلس الوزراء اليوم في قصر قرطاج، "كدّسوا المليارات في الداخل والخارج ثم يظهرون الورع والتقوى"، في انتقاد ضمني لحركة النهضة. كما بيّن أن الشعب التونسي يتطلّع إلى تحقيق الكرامة ولا يقبل المساس بسيادته، ويرفض كلّ محاولات الاستقواء بالخارج.

تمويلات مجهولة المصدر

وكانت النيابة العامة في تونس قررت إحالة كل من رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، ورئيس الحكومة الأسبق والأمين العام لحزب "تحيا تونس"، يوسف الشاهد، ورئيس حزب "قلب تونس"، نبيل القروي، ووزير الدفاع الأسبق، عبدالكريم الزبيدي، إلى الدائرة الجنائية، بتهمة ارتكابهم جرائم انتخابية وتلقي تمويلات مجهولة المصدر. وقالت صحيفة "الشروق" التونسية، أمس الأربعاء، إن هؤلاء ستتم محاكمتهم في عدة تهم، من بينها مخالفة قوانين الإشهار السياسي وعدم الإفصاح عن الموارد المالية للحملة الانتخابية وغيرها من الجرائم المنصوص عليها في القانون الانتخابي. ومنذ أشهر، فتح القضاء التونسي تحقيقات موسعة بحق عدّة أحزاب سياسية، على رأسها حركة النهضة وحزب "قلب تونس"، وذلك حول عقود "اللوبيينغ" التي تتعلق بالحصول على تمويل أجنبي للحملة الانتخابية وقبول تمويلات مجهولة المصدر، وذلك اعتماداً على ما كشفه التقرير الختامي لدائرة المحاسبات حول نتائج مراقبة تمويل الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها والانتخابات التشريعية لسنة 2019.

تونس: 19 سياسياً للقضاء بـجرائم انتخابات

الجريدة... قرر القضاء التونسي، إحالة 19 شخصية سياسية، منها رؤساء أحزاب وحكومات ووزراء ونواب، على المجلس الجناحي بالمحكمة الابتدائية بتهم تتعلق بـ"جرائم انتخابات"، دون أن تشمل الرئيس قيس سعيّد، رغم وجود مخالفات انتخابية بحقه. ومن بين الشخصيات التي شملها البلاغ رئيس حزب "قلب تونس" رجل الأعمال الموجود بالخارج نبيل القروي، ورئيس الحكومة السابق رئيس حزب "تحيا تونس" يوسف الشاهد الموجود بدوره خارج البلاد، ووزير الدفاع السابق عبدالكريم زبيدي، وزعيم حزب "النهضة" رئيس البرلمان المعلق راشد الغنوشي، وزعيم حزب "العمال" حمة الهامي.

الحكومة التونسية تستهل 2022 بمواجهة موجة من الإضرابات

تونس: «الشرق الأوسط»... خوت أغلب محطات البنزين في تونس، أمس، من السيارات، بسبب الإضراب الذي ينظمه سائقو نقل المحروقات، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية أمس. ويدخل الإضراب الممتد حتى الثامن من الشهر الجاري، يومه الأول، والذي بدأ بسبب مطالب مهنية ومالية واجتماعية. وبسبب ذلك اضطر آلاف المواطنين إلى الاصطفاف بسياراتهم في طوابير أمام محطات البنزين، قبل دخول الإضراب يومه الأول. وقال «اتحاد عمال تونس»، إنه لن يوقف الإضراب قبل نهاية موعده، وقبل التوصل إلى اتفاق مع الوزارة المعنية. في سياق ذلك، أعلنت الجامعة العامة للبريد، المنضوية تحت لواء «الاتحاد العام التونسي للشغل»، بدورها، أمس، عن دخول موظفيها في إضراب ليومين، 19 و20 يناير (كانون الثاني) الحالي، وذلك تنفيذاً لقرار الهيئة الإدارية القطاعية المنعقدة بتاريخ 16 سبتمبر (أيلول) الماضي؛ مؤكدة أنه سيكون «إضراب الكرامة». واعتبرت الجامعة أن كرامة موظفي البريد «لن تتحقق إلا بتحقيق مطالبهم التي تفننت الوزارة في رفضها». ويطالب أعوان البريد بإصدار نظام أساسي، يضمن الحد الأدنى من الحقوق المادية والاجتماعية والقانونية والترتيبية؛ مشيرين إلى أنها «حقوق تعود إلى أكثر من 20 سنة دون مراجعة، رغم تطور التشريعات، وتغير نمط العيش بالبلاد، وارتفاع مداخيل البريد بشكل كبير». إلى حدود تاريخ الإضراب، والاحتجاج لساعة واحدة، تبدأ من الثامنة إلى التاسعة صباحاً بكافة هياكل البريد، يومي الاثنين والجمعة المقبلين. من ناحية أخرى، نفذ صباح أمس عدد من خريجي المعاهد العليا للتربية البدنية، المعطَّلين عن العمل، وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الشباب والرياضة، للمطالبة بسد الشغورات في سلك التربية البدنية، الخاضع لإشراف وزارة التربية. وندد المحتجون خلال تحركهم بما وصفوه بسياسة التهميش والمماطلة التي يتعرضون لها، نتيجة عدم سد الشغورات في سلك التربية البدنية بالمؤسسات التربوية، وفق ما أكده محمد نجيب النغموشي، الكاتب العام للتنسيقية الوطنية لخريجي المعاهد العليا للرياضة والتربية البدنية والتسيير الرياضي المعطلين عن العمل، المنضوية في اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل؛ مؤكداً أن عدد المعطلين عن العمل في اختصاص التربية البدنية تجاوز عشرة آلاف شخص. ومشيراً إلى أن تجميد الانتداب في الوظيفة العمومية «ساهم في تفاقم البطالة في هذا القطاع». وعبَّر المحتجون عن استنكارهم لما اعتبروه «تحيزاً» من وزارة التربية لشعبة خريجي علوم التربية التي أحدثتها خلال السنوات الأخيرة، وهو ما وصفته التنسيقية الوطنية لخريجي المعاهد العليا للتربية البدنية بالانتهاك المسلط على حق منظوريها. وأكد الكاتب العام للتنسيقية مواصلة التحركات، والضغط من أجل تحقيق مطلبهم في الانتداب؛ موجهاً الدعوة إلى الحكومة للتفاعل الإيجابي مع استحقاقات قطاع التربية البدنية. وعلى صعيد متصل، أفاد الكاتب العام للجامعة العامة للنفط والمواد الكيميائية، محمد البرني خميلة، بأن الإضراب الذي كان مبرمجاً يوم الثلاثاء والأربعاء لموظفي «المجمع الكيميائي التونسي»، تأجل إلى يومي 26 و27 من هذا الشهر، مع عقد جلسة تفاوضية من المنتظر أن تلتئم في 24 من هذا الشهر، للنظر في مطالب الموظفين.

الجيش الجزائري يتهم جهات بـ«السعي لتقسيم دول المنطقة»

الجزائر: «الشرق الأوسط»... أكد رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق السعيد شنقريحة، أمس، أن «هناك جهات تسعى إلى تقسيم دول المنطقة، تحت غطاء منظمات غير حكومية وشركات متعددة الجنسيات»، بحسب ما أوردته وكالة الصحافة الألمانية أمس. وأشار الفريق شنقريحة، خلال أشغال الدورة الـ15 للمجلس التوجيهي للمدرسة العليا الحربية بالجزائر، أمس، إلى حرص القيادة العليا للجيش، والرئيس عبد المجيد تبون على منح الرعاية الكاملة للمنظومة التكوينية على وجه العموم، والمدرسة العليا الحربية على وجه الخصوص، وذلك في ظل السياقات الدولية والإقليمية الخاصة، التي تشهدها المنطقة مؤخراً، و«محاولات أعداء الشعوب خلق بؤر توتر في منطقتنا الإقليمية». وأضاف الفريق شنقريحة أن «محاولات أعداء الشعوب تهدف إلى تقسيم دول المنطقة، ونهب واستغلال ثرواتها الطبيعية بصورة مباشرة، أو تحت غطاء منظمات غير حكومية، وشركات متعددة الجنسيات، تستخدم الابتزاز والضغط على الدول للتدخل في شؤونها الداخلية». وقال بهذا الخصوص: «عليكم رفع التحدي من أجل كسب رهان عالم اليوم، المتمثل في الحفاظ على سيادة بلادنا، وصون أمنها واستقرارها»، مؤكداً أن المدرسة العليا الحربية «تحمل على عاتقها مهمة شديدة الحيوية، تتمثل في تنمية قدرات كبار الضباط، وتطوير قدرات إدراكهم للمعطيات الاستراتيجية والاقتصادية، ذات الصلة بالدفاع والأمن الوطني». كما تطرق الفريق السعيد شنقريحة في كلمته إلى التحولات العميقة في خصائص الحروب الحديثة، التي أصبحت تخاض بالوكالة، أو باستعمال المؤسسات العسكرية الخاصة، والتنظيمات الإرهابية والتخريبية، والجريمة المنظمة وسلاح المخدرات. علاوة على «اللجوء إلى أساليب التأثير على الرأي العام، من خلال الدعاية الهدامة، واستهداف معنويات الشعوب لخلق الانشقاق والفرقة، وتأجيج النعرات بين مكوناتها الإثــنــية والدينية والقبلية، وكل أشكال العمليات العسكرية الهجينة، في التحطيم والإطاحة بالدول وأنظمتها». في سياق ذلك، أسدى الفريق شنقريحة تعليمات للقائمين على هذه المدرسة من أجل بذل المزيد من الجهود «بغرض التكيف مع كل التحولات، ورفع جميع التحديات، وكسب رهان عالم اليوم، المتمثل في الحفاظ على سيادة بلادنا وصون أمنها واستقرارها»، وقال بهذا الخصوص: «يتعين عليكم أنتم القائمين على هذه المدرسة العليا أن تبذلوا المزيد من الجهود من أجل تكييف البرامج التعليمية الملقنة، مع المستجدات السالفة الذكر، ومع التقدم التكنولوجي الكبير الحاصل في مختلف الأسلحة ومنظوماتها، التي أحدثت ثورة حقيقية في الأساليب القتالية، وتكتيكات المعركة الحديثة، حيث تمكنت هذه المنظومات الجديدة من تغيير مجرى حروب بأكملها، وهي تحديات يجب عليكم رفعها من أجل كسب رهان عالم اليوم، المتمثل في الحفاظ على سيادة بلادنا وصون أمنها واستقرارها».

رئيس ألمانيا يدعو ملك المغرب إلى «شراكة جديدة»

الرباط: «الشرق الأوسط»... دعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير العاهل المغربي، الملك محمد السادس، إلى زيارة بلاده بغية «إرساء شراكة جديدة» بين الرباط وبرلين، وفق ما أعلن الديوان الملكي المغربي، في بيان صدر مساء أول من أمس، بعد توتر علاقات البلدين منذ نهاية العام الماضي. وقال البيان إن الرئيس الألماني أشاد في رسالة تهنئة، وجهها إلى الملك محمد السادس بمناسبة العام الجديد بانخراط المغرب «الفعال من أجل مسلسل السلام في ليبيا». وأوضح شتاينماير أن ألمانيا «تعتبر مخطط الحكم الذاتي في الصحراء بمثابة جهود جادة وذات مصداقية من قبل المغرب، وأساسا جيدا للتوصل إلى اتفاق حول قضية الصحراء». وكان انتقاد برلين لقرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء أواخر عام 2020، سبباً رئيسياً في إعلان الرباط تعليق كل أشكال التواصل مع السفارة الألمانية في الرباط في مارس (آذار) الماضي. لكن العلاقات بين البلدين انفرجت في الفترة الأخيرة، إذ أعلنت الخارجية المغربية قبل أسبوعين عزمها استئناف علاقات دبلوماسية «طبيعية» مع ألمانيا، وذلك غداة نشر الخارجية الألمانية تصريحا تؤكد فيه أن موقفها من نزاع الصحراء «لم يتغير منذ عقود». ورحبت المملكة المغربية في 22 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بـ«الإعلان الإيجابي والمواقف البناءة، التي تم التعبير عنها أخيراً من قبل الحكومة الفيدرالية الجديدة لألمانيا». وأفاد بيان وزارة الخارجية المغربية بأن التعبير عن هذه المواقف «يتيح استئناف التعاون الثنائي، وعودة عمل التمثيليات الدبلوماسية للبلدين بالرباط وبرلين إلى شكله الطبيعي». وكانت السلطات المغربية قد استدعت سفيرتها في برلين بعد مرور شهرين على قرار تعليق كل علاقة اتصال، أو تعاون، مع السفارة الألمانية في الرباط، ومع كل المؤسسات الألمانية التابعة لها. وقال بيان لوزارة الخارجية المغربية، حينها، إن ألمانيا راكمت المواقف العدائية، التي تنتهك المصالح العليا للبلاد، مشيراً إلى أن برلين «سجلت موقفاً سلبياً بشأن قضية الصحراء المغربية، وهذا الموقف العدائي جاء في أعقاب الإعلان الرئاسي الأميركي الذي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه، وهو ما يعتبر موقفاً خطيراً لم يجر تفسيره حتى الآن». كما اتهم المغرب السلطات الألمانية بالعمل بتواطؤ مع أحد المدانين السابقين بارتكاب أعمال إرهابية؛ بما في ذلك قيامها بالكشف عن معلومات حساسة، قدمتها أجهزة الأمن المغربية إلى نظيرتها الألمانية، وذلك في إشارة إلى السلفي محمد حاجب، المعتقل السابق الذي قضى سبع سنوات في السجن بقضايا الإرهاب، والموجود حالياً في ألمانيا التي يحمل جنسيتها، والذي عرف بأنه مختص في التهجم على المسؤولين المغاربة، وتوجيه اتهامات لهم عبر أشرطة يبثها عبر موقع «يوتيوب». في سياق ذلك، قال مصدر في الخارجية المغربية إن السفيرة المغربية المعتمدة لدى ألمانيا لم تلتحق بعد بمكتبها في برلين، مشيرا إلى أن عودتها إلى ألمانيا ستتم قريبا.

 



السابق

أخبار دول الخليج العربي.. واليمن.. الجيش اليمني يتقدم غرب وجنوب مأرب...  "القوات المشتركة" تعلن تأمين بلدتين في شبوة والسيطرة على مفترق طرق مع مأرب..الجيش الوطني يتقدم في مأرب والجوف... و«العمالقة» تخنق الميليشيات في بيحان..كيف يرى السعوديون ما يقوم به ولي العهد؟... سفير السعودية لدى لبنان: سلوك «حزب الله» العسكري يُهدد الأمن القومي العربي.. «فلاي دبي» و«العربية للطيران» تلغيان رحلات إلى ألماتي في كازاخستان..

التالي

أخبار وتقارير... (تحليل إخباري): كازاخستان في بداية أزمة مديدة؟...كازاخستان... بلاد السهوب والنفط واليورانيوم.. المظليون الروس... في كازاخستان مقتل العشرات وجرح المئات ..التدخل الروسي السريع في كازاخستان.. هل هو محاولة لاستعادة "الهدية"؟.. لابيد: بحثت مع بلينكن أهمية الضغط على إيران..لابيد يعتذر عن تسريبات كشفت الخلافات الإسرائيلية حول إيران.. الانقسام الأميركي الكبير يعود في ذكرى اقتحام «الكابيتول».. طموحات ماكرون واسعة وفرص السير بها جميعاً محدودة.. إسلام آباد تعلق محادثات السلام مع «طالبان الباكستانية»..


أخبار متعلّقة

مصر وإفريقيا....قمة مصرية ـ موزمبيقية بالقاهرة لدعم الاستقرار في القارة الأفريقية....مصر.. مقتل 5 عمال وإصابة آخرين بهجوم إرهابي قرب مطار العريش....المبعوث الأممي إلى ليبيا يبحث مع حفتر سبل الوصول لحل سياسي للأزمة.....السودان.. "الحرية والتغيير" تعلن قبول المبادرة الإثيوبية...قبائل شرق النيل تعلن تفويضها للمجلس العسكري السوداني.....القضاء الفرنسي يتهم قيادياً تشادياً متمرداً بارتكاب جرائم ضد الإنسانية...محاولة انقلاب في إثيوبيا.. وإصابة رئيس أركان الجيش..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,542,693

عدد الزوار: 6,900,037

المتواجدون الآن: 90