الاحتلال يدهم مناطق في نابلس ورفح ويعتقل صيادين في غزة

شنت قوات الاحتلال والمستوطنين سلسلة مداهمات في الضفة الغربية تركزت في منظفة نابلس، وكذلك توغلت قوات الاحتلال في منطقة رفح في قطاع غزة واعتقلت صيادين في القطاع.
فقد اقتحم مستوطنون أمس قرية بورين جنوب نابلس، وقذفوا الحجارة باتجاه منازل المواطنين وعلى الطرقات، ما ألحق أضرارا بمنزل احد المواطنين.
وأشار مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس أن مواجهات اندلعت بين المستوطنين وسكان القرية، اثر اعتداء عشرات المستوطنين على ممتلكات المواطنين في قرية اللبن الشرقية المجاورة جنوب نابلس، ما أسفر عن إصابة مواطن بجروح نتيجة الاعتداء عليه بالحجارة.
وطالب دغلس الدول الراعية لعملية السلام باتخاذ اجراءات حقيقية لردع المستوطنين ومنعهم من الاعتداء اليومي على المواطنين الفلسطينيين. وفي ذات السياق، داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، خربة جبارة جنوب طولكرم الواقعة خلف جدار الضم والتوسع العنصري، وأجرت عملية تفتيش واسعة في عدد من منازل المواطنين، بعد إجبار أصحابها على الخروج منها.
وأفاد شهود بأن قوة عسكرية كبيرة داهمت الخربة فجر امس، وفتشت عددا من المنازل، وعبثت بمحتوياتها، واحتجاز اصحابها، والتنكيل بهم.
في القدس المحتلة اجتمعت بعد ظهر أمس شخصيات أسلامية ومسيحية ويهودية في خيمة الاعتصام التي أقيمت في مقر الصليب الأحمر في القدس تضامنا مع النواب المقدسيين المهددين بالأبعاد من المدينة المقدسة.
وشارك في اللقاء التضامني شخصيات يهودية يسارية مناصرة للقضية الفلسطينية، إضافة إلى عدد من اليهود المتدينين المنتمين لجمعية ناطوري كارتا المعادية للصهيونية.
وألقيت عدة كلمات في هذا اللقاء التضامني أكدت على الرفض المطلق لسياسة الابعاد والتضامن الكامل مع النواب المعتصمين المهددين بالطرد من المدينة المقدسة.
وأكد الجميع على أن الديانات التوحيدية الثلاث ترفض الظلم والعنصرية وانتهاكات حقوق الإنسان وبالتالي فإن إجراءات سلطات الاحتلال مرفوضة من قبلها جملة وتفصيلا لأنها تحمل في طياتها انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان ومساسا خطيرا في حق الفلسطينيين في الإقامة في مدينتهم المقدسة.
وفي قطاع غزة، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ، في محيط معبر كرم أبو سالم في منطقة الشوكة شرق في محافظة رفح جنوب قطاع غزة.
وذكر شهود أن عدة دبابات ترافقها جرافتان توغلت لمسافة محدودة في منطقة الشوكة شرق مدينة رفح، وفتحت نيران أسلحتها الرشاشة تجاه منازل وممتلكات المواطنين في المنطقة.
وأضاف الشهود، أن جرافات الاحتلال قامت بعمليات تمشيط وتجريف واسعة في أراضي المواطنين في المنطقة وسط إطلاق نار كثيف.
وتشن قوات الاحتلال توغلات شبه يومية على طول الحدود مع قطاع غزة، كما تفرض منطقة أمنية عازلة بعمق 300 800 متر وتطلق النار تجاه أي جسم متحرك في تلك المناطق، الأمر الذي أدى إلى حرمان العديد من المزارعين من الوصول إلى أراضيهم وزراعتها.
الى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي امس ، صيادين اثنين قبالة شواطئ بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة خلال ممارستهما مهنة الصيد في تلك المنطقة.
يذكر أن قوات لا زالت تواصل استهدافها للصيادين بشكل يومي ، فالأمس فتحت قوات الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة وقذائفها صوب مراكب الصيادين قبالة شواطئ رفح جنوب القطاع قبل أن تقوم بملاحقتهم.
في سياق اخر، اكدت مصادر اعلامية فلسطينية ان شرطة حكومة حركة حماس المقالة في غزة، منعت امس ولليوم الثاني على التوالي دخول الصحف الفلسطينية الصادرة في الضفة الغربية وهي: الايام والقدس والحياة الجديدة الى قطاع غزة.
وكان مكتب منسق اعمال الحكومة الإسرائيلية قد وافق على ادخال هذه الصحف اعتبارا من يوم امس. بعد حظر دخولها القطاع منذ تشرين الثاني نوفمبر.
وقد استنكرت نقابة الصحافيين، قرار حماس في قطاع غزة منع الصحف الفلسطينية اليومية الثلاث من دخول القطاع، بعد ساعات من قرار الاحتلال السماح للصحف بالدخول اليه.
وقالت النقابة في بيان صحافي، إن قرارا من هذا القبيل يضيف أبعادا انقسامية جديدة ويمنع تواصل أبناء شعبنا ويكرس واقعا مؤلما في النسيج الاجتماعي الفلسطيني.
ودعت المسؤولين في حماس إلى العدول عن القرار وعدم اشتراط الحصول على إذن من أي جهة كانت لدخول الصحف وحركة موزعيها ووصولها الى أبناء شعبنا في القطاع المحاصر.
واستهجنت النقابة أن يأتي قرار المنع من جهة فلسطينية، رغم موافقة سلطات الاحتلال، مشيرة إلى أن دخول الصحف يكسر إحدى جزئيات الحصار المضروب على غزة.
وطالبت النقابة كافة جهات المسؤولية في الضفة وغزة بتجنيب الصحف ووسائل الإعلام والصحفيين تبعات الانقسام وتداعياته التي شوهت حياة شعبنا وصورته أمام نفسه وأمام العالم.
وأكدت رفضها وضع قيود أو شروط على انتشار الصحف الفلسطينية في الضفة وغزة.
وأكدت الحكومة المقالة أنها لم تبلغ من أي جهة بقرار الاحتلال فك حظر دخول الصحف الفلسطينية المحلية التي كانت ممنوعة من دخول قطاع غزة منذ عامين تقريبا.
وحذرت الحكومة المقالة في تصريح صحافي من حيل الاحتلال الذي يصدر قرارات شكلية لخداع العالم بأنه رفع الحصار عن غزة".
وأشارت إلى أنها تدعم دخول صحف الضفة لغزة وصحف غزة للضفة، وذلك تأكيدا على حرية الإعلام ووحدة الوطن. وأضافت "لتكن حرية الطباعة وتوزيع كل الصحف الفلسطينية في الضفة وغزة فاتحة خير لخلق أجواء للمصالحة.
وقالت مصادر فلسطينية أن السلطات في غزة تشترط على أصحاب الصحف اليومية الصادرة في الضفة الغربية، التوقيع على تعهد بعدم التعرض لحكومة "حماس" بالنقد اللاذع، والسماح لصحيفتي فلسطين والرسالة التابعتين للحركة بالطباعة والتوزيع في الضفة الغربية، حيث منعتا من ذلك منذ منتصف حزيران 2007 اثر انقلاب حركة "حماس" على السلطة الفلسطينية وسيطرتها على قطاع غزة.
الى ذلك، استنكر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) "قيام الحكومة المقالة في قطاع غزة بمنع إدخال الصحف اليومية الثلاث إلى القطاع " معتبرة " ذلك انتهاكا صارخا لحرية الرأي والتعبير".
وقال رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة، حافظ البرغوثي أن الصحيفة لم ترسل أي نسخة إلى قطاع غزة اليوم "امس"، نظراً لمنع حماس دخولها اول أمس، وأضاف "ما زلنا ننتظر الرد من حماس وإذا كان إيجابياً سنرسل النسخ المخصصة للقطاع غداً".
وذكر موزّع صحيفة القدس في قطاع غزة شكري شبلاق أن أفراد جهاز الأمن الداخلي التابع للحكومة في غزة لم يسمحوا للموزعين باستلام الصحف اول أمس، حيث أنهم يحتاجون لقرار رسمي من وزارة الإعلام بغزة يسمح للصحف بالدخول إلى القطاع. وأضاف شبلاق أنهم ينتظرون الموافقة من وزارة الإعلام.