أخبار سوريا... تركيا تواصل الحشد ضد «سوريا الديمقراطية» رغم الاستنفار الروسي ـ الأميركي.. أهالي عين العرب قلقون من التهديدات التركية.. «وساطة روسية» لتخفيف التوتر في شمال شرقي سوريا..

تاريخ الإضافة الأحد 7 تشرين الثاني 2021 - 4:28 ص    عدد الزيارات 2015    التعليقات 0    القسم عربية

        


تركيا تواصل الحشد ضد «سوريا الديمقراطية» رغم الاستنفار الروسي ـ الأميركي..

قالت إن أزمة حكومة لبنان أرجأت خططاً لـ«العودة الطوعية» للاجئين السوريين إلى بلادهم...

الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق... واصلت القوات التركية قصفها لمواقع تابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» شرق الفرات شمال سوريا، فيما دفعت بتعزيزات جديدة إلى ريف حلب وسط تراجع ملحوظ في التصريحات الصادرة عن المسؤولين في أنقرة بشأن عملية عسكرية محتملة ضد «قسد» أدت إلى استنفار روسي - أميركي لثني تركيا عن القيام بها. وفي الوقت ذاته، قالت تركيا إن أزمة الحكومة في لبنان أدت إلى تأجيل خطة إعادة طوعية للاجئين سوريين. ميدانياً، قصفت المدفعية التركية في ساعة مبكرة من صباح أمس (السبت) قريتي الدردارة والمجيبرة في ريف تل تمر الشمالي في محافظة الحسكة (شمال شرقي سوريا)، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيّرة التركية فوق المنطقة. وطال القصف التركي عدداً من المنازل في المنطقة التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية»، التي أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قبل أيام، أن جميع مواقعها في شمال سوريا باتت أهدافاً للقوات التركية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القصف التركي ألحق أضراراً مادية في الممتلكات. وكان القوات التركية قصفت المنطقة ذاتها أول من أمس بالتزامن مع تسيير القوات الأميركية دورية مؤلفة من 7 عربات عسكرية في بلدة تل تمر، وتحليق لمروحيات روسية في أجواء المنطقة وقرب خطوط التماس التي تفصل بين مناطق سيطرة «سوريا الديمقراطية» (قسد) ومناطق سيطرة القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة. في غضون ذلك، واصل الجيش التركي الدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى شمال سوريا، ودخل رتل تركي إلى مدينة الباب ضمن منطقة «درع الفرات» بريف حلب الشمالي الشرقي. وضم الرتل دبابات ومدفعية ثقيلة وناقلات جند مجنزرة وعربات مدرعة، وذلك بالتزامن مع استقدام القوات التركية والفصائل الموالية لها تعزيزات عسكرية إلى مناطق «نبع السلام» في شرق الفرات، وإلى الحدود التركية - السورية مقابل مدينة عين العرب (كوباني). وتشهد نقاط التماس بين الفصائل الموالية لتركيا وقوات «قسد» هدوءاً حذراً منذ يومين، عقب اشتباكات على محور قرية أناب بريف عفرين، شمال غربي حلب، الجمعة الماضي. في سياق آخر، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده اتفقت مع 4 دول مجاورة على ضرورة إعادة اللاجئين السوريين «بشكل طوعي» إلى بلدهم، إلا أن أزمة الحكومة في لبنان أجّلت هذا الاتفاق، مؤكداً: «(أننا) ما زلنا بصدد تنفيذه». وأضاف جاويش أوغلو، أثناء مناقشة الميزانية الجديدة لوزارته بالبرلمان التركي ليل الجمعة – السبت: «نجحنا في وضع قضية العودة الطوعية للسوريين على أجندة الرأي العام الدولي، وناقشنا الملف مع مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أثناء زيارته إلى بلادنا مؤخراً». وتابع: «تستضيف تركيا أكبر عدد من اللاجئين في العالم، لكن لم يعد لديها الإمكانية لتحمّل المزيد من المسؤولية في هذا الشأن». ويواجه اللاجئون السوريون في تركيا، الذين يقدر عددهم بنحو 3.7 مليون شخص، في الفترة الأخيرة حملات تطالب بترحيلهم بسبب بعض الحوادث التي وقعت في عدد من المدن التركية، كان أشدها مقتل شاب تركي وإصابة آخر على يد اثنين من السوريين، ما أدى إلى اشتعال أحداث عنف قام خلالها أتراك غاضبون بإشعال النار في ممتلكات السوريين ومحال عملهم. كما وقعت حوادث أخرى تدل على زيادة السخط ومدى تأثر المجتمع التركي بحملات المعارضة التركية، لا سيما من جانب حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، والأحزاب ذات التوجه القومي مثل حزبي «الجيد» و«النصر»، وآخرها الأزمة التي اندلعت بعد انتشار فيديو لامرأة تركية وزوجها يتناقشان مع مجموعة من السوريين حول عدم قدرة الرجل على شراء الموز، وعدم قدرة زوجته على الذهاب إلى الكوافير، بسبب سوء الأوضاع المعيشية في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة في تركيا، بينما السوريون يشترون الموز بكميات كبيرة وتمتلئ بهم صالونات تصفيف الشعر والماكياج. وبعدها بدأت مجموعة من السوريين في نشر مقاطع فيديو ساخرة تُظهرهم وهم يأكلون الموز ويسخرون من الأتراك، إلى حد استبدال الهلال في العلم التركي بثمرة موز، ما دفع وزارة الداخلية التركية إلى التحرك واعتقال 7 سوريين، ونقلهم إلى مركز ترحيل في غازي عنتاب تمهيداً لترحيلهم إلى سوريا. وأصدرت 16 منظمة حقوقية في تركيا بياناً أعلنت فيه رفضها تصريحات دائرة الهجرة العامة بشأن ترحيل اللاجئين الذين شاركوا مقاطع فيديو عن أكل الموز. وأكد البيان أن مشكلة اللاجئين ليست ناجمة عن أنهم جزء من الأزمة الاقتصادية المتفاقمة لسنوات في تركيا، وإنما مرتبطة بالاستهداف المتزايد من السياسيين ووسائل الإعلام للاجئين.

أهالي عين العرب قلقون من التهديدات التركية

المسيّرات لا تغيب عن أجوائها لكن الحياة تسير فيها بشكل «شبه اعتيادي»

(الشرق الأوسط)... القامشلي – عين العرب: كمال شيخو.... في سماء بلدة عين العرب الواقعة في شمال شرقي مدينة حلب، لا تغيب مشاهدة تحليق طائرات تركية مسّيرة «درون»؛ تنشر بأزيزها الذعر والخوف بين سكانها وتخلق حالة من الترقب والقلق بين الأهالي، بالتزامن مع تصاعد وتيرة التهديدات التركية بضرب مناطق «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، علماً أن هذه البلدة المعروفة بـ «كوباني» والتي يسيطر عليها الأكراد شهدت الشهر الماضي هجمات خاطفة نفذتها طائرات تركية استهدفت سيارة كانت تقل قياديين من القوات الكردية. واستطلعت «الشرق الأوسط» حياة المواطنين في عين العرب وآراء سكانها الذين توافدوا إلى سوقها المركزية حيث كانت المحال في معظمها مفتوحة أمام حركة الزبائن. وعلى الرغم من أن الحياة كانت شبه اعتيادية؛ فإن علامات الترقب والحذر ارتسمت على وجوه الناس هناك. ومن زاوية متجره الكائن بالسوق الرئيسية، كان حسين الشاب البالغ من العمر 30 عاماً، يتابع نشرات الأخبار عبر شاشة هاتفه المحول، فالصفحات الإخبارية تشير إلى أن تركيا عازمة على ضرب المنطقة. ولفت حسين إلى أن المناطق التي خضعت للنفوذ التركي شمالي سوريا تشهد باستمرار «انتهاكات وخروقات يومية»، موضحاً: «تجربة تل أبيض ورأس العين وقبلها عفرين شاهدة على تلك الانتهاكات والتجاوزات التي نسمع عنها يومياً، فتركيا لا تريد مصلحة السوريين وخصوصاً الأكراد». وأشار إلى أن محله الخاص ببيع الإكسسوار والعطورات ومستحضرات التجميل شهد تراجعاً في حركة المبيعات. وتابع بنبرة مرتفعة وقد ارتسمت علامات الاستغراب على وجهه: «منذ دخول تركيا في الحروب السورية وهي تهدد بضرب فصائل كردية، وإذا نفذت تهديدها فستدخل المدينة (عين العرب) والمنطقة برمتها في نزاعات لا متناهية». وباتت حدود عين العرب، أو «كوباني»، الإدارية نقطة تماس ملاصقة لمناطق العمليات التركية التي نفذتها أنقرة شمال سوريا خلال سنوات الحرب السابقة، حيث يحدها من جهتها الشرقية منطقة «نبع السلام» التي أطلقتها تركيا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، فيما يحدها غرباً منطقة «درع الفرات» التي فرضتها أنقرة منتصف 2016، وباتت هذه المدينة محاصرة من جهاتها الثلاث ومهددة بالوقت نفسه. ونقلت هيفيدار (33 سنة) والتي تعمل مدرسة لغة كردية في إحدى مدارس «كوباني» بالمرحلة الثانية، أنّ تركيا تدخلت في حلب وريفها وحالياً في إدلب وريفها وسبق أن تدخلت في مناطق سورية أخرى. وعلّقت قائلة: «ماذا حدث لتلك المناطق؟ تهجير قسري لسكانها واستقدام مستوطنين جدد جلبوهم من مناطق ثانية مهجرة. وتقوم تركيا الآن بتنفيذ سياسات التغيير الديموغرافي للمناطق السورية والكردية مثل عفرين ورأس العين وتل أبيض». ونوهت إلى أن سكان المدينة «اعتادوا على هذه التهديدات والهجمات، قبلها تعرضت لهجوم تنظيم (داعش) الإرهابي، واليوم معرضة لهجوم من فصائل سورية متطرفة لكنها مدعومة من تركيا». وتقع مدينة «كوباني» على بعد نحو 160 كيلومتراً شرق محافظة حلب. وقد استقطبت هذه المدينة الملاصقة للحدود السورية - التركية اهتمام العالم بعد هجوم واسع نفذه تنظيم «داعش» في محاولته للسيطرة عليها في 2 يوليو (تموز) 2014. وباتت محوراً للصراع في سوريا مع مشاركة طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن الذي تشكل لقتال «داعش»، ونفذت أولى ضرباتها على المدينة الكردية، دعماً للمقاتلين الذين دافعوا عنها وألحقوا الهزيمة بالتنظيم المتشدّد بعد معارك عنيفة استمرت 6 أشهر بين يوليو وديسمبر (كانون الأول) 2015. من جانبه؛ كشف نوري محمود الناطق الرسمي لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية والتي تشكل العماد العسكرية لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أمس، عن احتمال حصول مقايضة روسية تركية على حساب مناطق نفوذ «الوحدات» شرق نهر الفرات. وأشار في حديثه إلى أنه «من الممكن أن تحصل مقايضة بين روسيا والاحتلال التركي حول (كوباني)، لكن لم يتم إخطارنا بشكل رسمي بأي معلومات حول هذه المسألة»، مشيراً إلى أن أي هجوم عسكري تركي محتمل قد يركز على هذا الجيب الخاضع لسيطرة القوات الكردية للربط والوصل الجغرافي بين أراضي بلدتي تل أبيض شرق نهر الفرات، بجرابلس غرب النهر المحاذية للحدود الجنوبية لتركيا ومناطق سيطرة الفصائل السورية التابعة لها. من جهتها، قالت روكن التي تمتلك محلاً لبيع الألبسة المستعملة «البالة» إنها وأهالي مدينتها حرموا من نعمة الاستقرار والعيش في أمان على مدار 10 سنوات، مضيفة: «كل يوم نسمع خبراً جديداً يزيد من مخاوفنا، حقيقة حُرمنا من نعمة الاستقرار وسط استمرار هذه الحروب». أما شرفان الذي يعمل ميكانيكياً لتصليح السيارات العاملة على وقود الديزل فلم يخفِ حالة التوتر والقلق التي سادت بين أوساط سكان المدينة منذ تصاعد التهديدات، ليقول: «إذا شنت تركيا هجوماً عسكرياً على كوباني، فستكون شرارة حرب مرتقبة لأن (الوحدات الكردية) ستدافع عن المدينة التي قدموا آلاف الضحايا للدفاع عنها عند هجوم (داعش) قبل 5 سنوات». ويقول مسعود الرجل الخمسيني الذي فر وزوجته من مسقط رأسه قبل 6 سنوات وقصد تركيا آنذاك، وعاشا هناك لاجئين لأكثر من عامين وعادا إلى «كوباني» بعدما شهدت نوعاً من الاستقرار وعمليات إعادة الإعمار، إنه يفكر اليوم جلياً بمصير مدينته مع تسارع التهديدات التركية. وقال: «أين سأذهب بنفسي وأسرتي في حال شنت تركيا هجوماً؟ أمر محيّر للغاية. لكن لن أبقى لحظة واحدة أعيش تحت رحمة فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، لأنها غير منضبطة وفوضوية».

«وساطة روسية» لتخفيف التوتر في شمال شرقي سوريا

موسكو تنشط اتصالاتها وتستقبل وفداً من «مسد» بعد «جبهة السلام والحرية»

الشرق الاوسط.... موسكو: رائد جبر.. نشطت موسكو تحركاتها الدبلوماسية واتصالاتها مع الأطراف المختلفة لتطويق تصعيد عسكري محتمل في مناطق شمال شرقي سوريا. ومع الإعلان عن مشاورات متواصلة يجريها الجانب الروسي مع تركيا، كثفت الخارجية الروسية اتصالاتها مع الأطراف السورية في شمال البلاد. وبعد لقاء وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أول من أمس، مع وفد «جبهة السلام والحرية» السورية المعارضة، برئاسة أحمد الجربا، بات معلوماً أمس أن وفداً من «مجلس سوريا الديمقراطية» (مسد) سيزور موسكو الثلاثاء لإجراء محادثات مع الوزير الروسي تتعلق بتطورات الوضع في الشمال السوري، واحتمالات شن تركيا عملية عسكرية جديدة في المنطقة. وأفاد بيان أصدرته الخارجية الروسية بأن اللقاء مع الجربا ركز على «تبادل وجهات النظر حول تطور الوضع في سوريا ومحيطها، مع التركيز على الحاجة إلى دفع العملية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2554 (...) ودعم الحوار السوري - السوري على المسارات كافة». ووفقاً للبيان، فقد جددت روسيا التأكيد على «دعمها الثابت لسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، مشددة على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتحسين الوضع الإنساني هناك، وإعادة إعمار سوريا». وكان لافتاً أنه بعد اللقاء مع لافروف أجرى الوفد السوري جلسة محادثات مطولة مع نائب الوزير ميخائيل بوغدانوف، تم خلالها التطرق بشكل تفصيلي إلى التطورات الجارية على الأرض السورية. ورأت مصادر روسية تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أن هذا اللقاء، واللقاءات التي يتم ترتيبها خلال الأيام المقبلة، تدخل في إطار جهود روسية مكثفة لتطويق التصعيد العسكري في شمال سوريا، على خلفية التأهب العسكري والتدريبات التي تقوم بها أطراف مختلفة، بالتزامن مع زج تعزيزات كبيرة للقوات الحليفة لتركيا والقوات النظامية في ريفي الحسكة والرقة. وفي المقابل، أشارت تقارير إلى أن الشرطة العسكرية الروسية سعت لتنشيط الاتصالات المباشرة بين الجيش السوري وقيادة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي تمثل ضمن صفوفها المكون الكردي في المنطقة. ونقلت شبكة «سبوتنيك» الحكومية الروسية أن تعزيزات عسكرية تابعة للجيش السوري وصلت إلى مدينة عين عيسى وأطراف مدينة تل أبيض على الطريق الدولي الحسكة - الرقة - حلب، المعروف باسم «إم 4» (M4) بالريف الشمالي لمحافظة الرقة، وذلك مع ازدياد حدة التهديدات التركية وعمليات حشد الفصائل القريبة من تركيا في المنطقة. ووفقاً للمعطيات، فإن التعزيزات الحكومية السورية جاءت بعد عقد عدة اجتماعات لعسكريين روس مع ممثلين عن الجيش السوري وقياديين في «قسد» بمنطقة تل تمر شمال غربي الحسكة، وفي مدينة عين عيسى شمال الرقة، بهدف تقريب وجهات النظر على خلفية احتمال شن عملية عسكرية تركية. وفي غضون ذلك، أجرت القوات الروسية الجوية مناورات بالذخيرة الحية، بالتنسيق مع الجيش السوري، في مناطق خطوط التماس، كما في تل تمر وعين عيسى وتل أبيض وأرياف حلب الشمالية. وتزامنت هذه المناورات، وفقاً للشبكة الروسية، مع إجراء الجيش التركي ومسلحي الفصائل الموالية له تدريبات عسكرية شمال محافظة الحسكة. وسياسياً، بدا أن موسكو سرعت خطواتها لفتح قنوات اتصال دائمة بين دمشق والمكون الكردي في الشمال السوري. وبات معلوماً أن محادثات لافروف المنتظرة الثلاثاء مع وفد «مسد»، برئاسة لإلهام أحمد «ستركز على عنصرين: الأول التطورات الميدانية في الشمال السوري، والثاني مساعي موسكو لفتح قنوات اتصال ثابتة دائمة بين (مسد) والحكومة السورية». وأفاد مصدر لـ«الشرق الأوسط» بأن موسكو «تحاول منذ بداية الأزمة أداء دور الوسيط، وأن هذه الوساطة تبدو ملحة حالياً بسبب التوتر المتفاقم في المنطقة». وأشار المصدر إلى صعوبات تواجهها موسكو في هذا الجانب بسبب تباين المواقف بين الطرفين، لافتاً إلى أن روسيا «تتفهم المطالب المشروعة للمكون الكردي، والمخاوف على كيفية إثبات حقوقهم القومية في الدستور السوري الجديد، في إطار الدولة السورية الموحدة»، مبيناً أن «الحكومة السورية لها رأي آخر (...) ودمشق تشير غالباً إلى انقسامات وتباينات داخلية بين الأطراف الكردية». وأوضح أن «اللقاءات التي يجريها المسؤولون الروس مع (مسد)، ومع المجلس الوطني الكردي، وغيرهم من الشخصيات الكردية، تسعى إلى تجاوز هذه الذريعة، وتعزيز الحوار لوضع آلية مشتركة للتعامل مع الوضع الراهن». وفي هذا الإطار، أشار المصدر إلى أن موسكو «نصحت الحكومة السورية في أكثر من موقف بإبداء قدر كاف من المرونة في التعامل مع المطالب التي يطرحها المكون الكردي، والتي قوبلت برفض من جانب السلطات السورية، وبينها ملف الخدمة العسكرية وغيره من النقاط الخلافية». وفي الشق الثاني من الحوارات المنتظرة مع قيادة «مسد»، لفت المصدر الروسي إلى أن موسكو «على قناعة بضرورة عدم السماح بشن أي عمليات عسكرية جديدة في المنطقة»، ولمح إلى توافر ثقة لدى موسكو بأن التلويح التركي بعملية عسكرية «لن يتحول إلى واقع». وكشف عن «نقاط محددة» تطرحها موسكو حالياً في حواراتها مع الأطراف المختلفة، بينها احتمال انسحاب القوات الكردية من مناطق محددة، في مسعى لتخفيف المخاوف الأمنية لتركيا، على أن تقوم الشرطة العسكرية الروسية بتأمين تثبيت وقف إطلاق النار في هذه المناطق. وأشار المصدر إلى «تطابق مواقف موسكو وواشنطن» في رفض أي عمل عسكري جديد في المنطقة، وقال إن الرئيس رجب طيب إردوغان «سمع كلاماً واضحاً من الإدارة الأميركية في هذا الشأن». وكرر التأكيد على موقف موسكو حيال «المحافظة على وحدة وسيادة الأراضي السورية، وأن تركيا سوف تنسحب من الأراضي السورية مع بداية عملية الانتقال السياسي في هذا البلد استناداً إلى القرار الأممي 2254، وهي العملية التي يجب أن يشارك في صناعتها المكون الكردي». وبدا من تعليقات المصدر الروسي أن موسكو تسعى إلى وقف أي تدهور ميداني محتمل حالياً، في إطار تحضيراتها لاجتماع «محور آستانة» الذي ينعقد أواسط الشهر المقبل في العاصمة الكازاخية نور سلطان. وكانت الخارجية الكازاخية قد أعلنت، قبل يومين، أن الأطراف الضامنة وقف النار في سوريا (روسيا وتركيا وإيران) طلبت عقد جولة جديدة من المفاوضات. وأوضحت أن وزارة الخارجية في كازاخستان تجري حالياً اتصالات مع الأطراف لتحديد موعد نهائي لعقد الجولة، ووضع أجندة الحوارات المنتظرة فيها. وتعول موسكو على أن ينجح اللقاء في إعادة «ضبط الساعات» بين موسكو وأنقرة وطهران، ووضع ترتيبات مشتركة للأولويات الحالية في سوريا، على خلفية تفاقم التناقضات بين الأطراف الثلاثة خلال الفترة الأخيرة. ومع تأكيد مصادر دبلوماسية روسية أن موسكو «لا ترى بديلاً عن مواصلة العمل في إطار ثلاثي آستانة»، فإن الأولوية الروسية تقوم على تقريب وجهات النظر مع الشريكين الإيراني والتركي. ويشكل الوضع في إدلب، والفشل في تنفيذ الاتفاقات السابقة بين موسكو وأنقرة في شأن إخلاء المنطقة العازلة، وفتح الطرق الدولية، والفصل بين القوى السياسية المعتدلة والمنظمات الإرهابية، أبرز عناصر النقاش مع تركيا، يضاف إليها تطورات الوضع الحالي في الشمال السوري، وتلويح أنقرة بشن عملية عسكرية جديدة. وفي الجانب الإيراني، أسفر الإعلان عن تفاهمات روسية - إسرائيلية، بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت إلى روسيا مؤخراً، عن تصاعد الاستياء الإيراني. وكانت تل أبيب قد أعلنت أن التفاهم بين بنيت وبوتين ركز على إعادة تفعيل اتفاقات سابقة تمنح إسرائيل مجالات واسعة لشن هجمات على مواقع في سوريا ترى فيها تهديداً على أمنها. وشنت تل أبيب غارتين قويتين على مواقع قرب دمشق في الأيام التي تلت هذه الزيارة. لكن موسكو التي لم تعلق على المستوى الرسمي على إعلان تل أبيب حول «التفاهم الروسي - الإسرائيلي» فضلت التخفيف من أهمية هذه المعطيات، وسربت مصادر دبلوماسية روسية معطيات تؤكد أن «التسريبات الإسرائيلية صادرة عن جهات أمنية إسرائيلية، وهي تعكس انزعاج إسرائيل من تجاهل موسكو اقتراحاً إسرائيلياً بعقد لقاء أمني رفيع المستوى يجمع رؤساء مجالس الأمن في روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل». وأوضح المصدر أن موسكو فضلت عقد لقاء للمسؤولين الأمنيين في روسيا والولايات المتحدة، من دون ضم إسرائيل إليه، وأنه «جرى هذا اللقاء في موسكو قبل يومين». وزاد أن بوتين أكد خلال لقائه مع بنيت أهمية «دعم سيادة الأراضي السورية، والعمل على دفع الجهود الروسية لتسوية الأزمة، وتخفيف التوتر في سوريا ولبنان، والمنطقة بشكل عام».



السابق

أخبار لبنان... السعودية تكمل سحب ديبلوماسييها من بيروت... لبنان يُقتاد إلى صِدام مع دول الخليج وحكومة ميقاتي إلى «عطل دائم»... فؤاد السنيورة لـ «الجريدة.» : لم نطالب باستقالة ميقاتي لعدم إفراغ الساحة لـ «حزب الله».. الصراع السياسي على تحقيقات مرفأ بيروت ينتقل إلى قصر العدل.. زكي في بيروت غداً... والأمم المتحدة تعلن استعدادها «للمساعدة».. تيمور جنبلاط يدعو للابتعاد عن «المناكفات التعطيلية»..«الوطني الحر» يتحضر للطعن بقانون الانتخابات..

التالي

أخبار العراق... نجاة الكاظمي من محاولة اغتيال وإصابة عدد من أفراد الحماية...فصائل إيران تعتمد «سياسة حافة الهاوية» في العراق... وردّدت «كلا كلا للتزوير» و«نعم نعم للحشد» و«الموت لأميركا»..تجدد التظاهرات في بغداد .. بدء تسوية أزمة احتجاجات الجمعة الدامية في العراق..«الحشد» العراقي يلملم جراح مواجهات «الخضراء»... تقارير عن محاولة "يهود متشددين" العبور من أربيل لإيران..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,700,403

عدد الزوار: 6,909,236

المتواجدون الآن: 115