أخبار سوريا.. تفاقم التوتر في السويداء... درعا: التسويات تتمدّد إلى الريف الغربي.. موسكو تبحث مع «مسد» الوضع في شمال شرقي سوريا...قصف روسي على محيط مخيم للنازحين شمال غربي سوريا...ترتيبات ما بعد الانسحاب الأميركي: موسكو تمشي بقدمَيها إلى «المقايضة - الفخّ»؟..

تاريخ الإضافة الجمعة 17 أيلول 2021 - 6:10 ص    عدد الزيارات 1193    التعليقات 0    القسم عربية

        


موسكو: استمرار تسوية أوضاع المسلحين في درعا السورية...

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»... أفادت قناة محلية روسية اليوم (الخميس)، باستمرار تسوية أوضاع المسلحين الذين قرروا إلقاء السلاح في محافظة درعا السورية، مع استقرار الأوضاع بمساعدة العسكريين الروس. ونقلت القناة عن بيان لوزارة الدفاع الروسية أنه «مع الدور الأساسي لروسيا، يستمر التطبيع السلمي في جنوب غربي محافظة درعا، حيث غادر المسلحون الرافضون للتسوية، وتوجهوا مع عائلاتهم إلى المناطق تحت سيطرة المعارضة. والباقون يسلمون أسلحتهم ويخضعون لتسوية أوضاعهم في مراكز رسمية تم نشرها لهذا الغرض تحديداً»، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وتابع البيان أن المسلحين «بالتالي يستعيدون حقوقهم المدنية في سوريا ويحصلون على فرصة ممارسة العمل السلمي. ويتمتع الجميع بحق العفو الذي مُنح لهم، باستثناء مرتكبي الجرائم الخطيرة». وأشار البيان إلى تسيير دوريات للشرطة العسكرية الروسية والعسكريين السوريين في الشوارع، وتم نصب الحواجز للتفتيش على الطرق، حيث يتخذ العسكريون الروس والسوريون مع المسلحين السابقين الإجراءات اللازمة لوقف أعمال التخريب ومنع الصدامات. كما لفت البيان إلى أن استقرار الأوضاع سمح للسلطات بمباشرة إعادة إعمار البنية التحتية الحيوية في درعا.

تفاقم التوتر في السويداء... وتوسع التسويات بدرعا

دمشق تعرض التدخل لبسط الاستقرار في المدينة ذات الغالبية الدرزية

الشرق الاوسط... درعا: رياض الزين... تشهد محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية حالة من الانفلات الأمني والتوتر المتصاعد، منذ أيام بعد حالات خطف متبادلة بين مجموعات محلية من أبناء السويداء التابعة للأجهزة الأمنية وقوة مكافحة الإرهاب التابعة لحزب اللواء السوري، وعلى أثرها قُتل شخص من بلدة القريا وجُرح آخرون، في وقت يواصل الجيش الروسي «التسويات» في ريف درعا المجاورة. ورغم توصل الأطراف في السويداء إلى اتفاق أول من أمس (الأربعاء)، يقضي بإطلاق سراح المخطوفين، كلٌّ من طرفه، وإنهاء الحالة المتوترة بينهم، إلا أن حركة رجال الكرامة لا تزال تحاصر وتطالب الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري في السويداء بتطبيق شروطها بسحب السلاح من هذه المجموعات المحلية من السويداء، ومحاسبتهم قضائياً، أو ترحيلهم خارج السويداء. وشنت «حركة رجال الكرامة» في مدينة السويداء حملة مداهمة أمس، استهدفت أشخاصاً متهمين بالانتماء لعصابات خطف واعتقال، وسط انتشار كثيف لعناصر الحركة في محيط بلدة «عتيل» شمال مدينة السويداء، ومناطق متفرقة من المحافظة. وقال الناشط ريان معروف، مسؤول تحرير «شبكة السويداء 24» المعارضة، لـ«الشرق الأوسط»: «طوّقت حركةُ رجال الكرامة فرعَ الأمن العسكري في السويداء يوم الأربعاء، بعد اتهامه بالتستر على وتغطية أفعال المنتسبين لهذه الأفرع من أبناء السويداء الذين يمارسون أفعالاً وانتهاكات بحق المدنيين بغطاء من الفرع». وجاء ذلك بعد أن أنذرت الحركة في بيان لها يوم الثلاثاء جميع فروع الأجهزة الأمنية في السويداء، لرفع الغطاء عن جميع من سمّتهم المسلحين وأفراد العصابات المنتسبين إليها داخل المحافظة، وطالبت بمحاسبتهم قضائياً، وسحب بطاقاتهم الأمنية والأسلحة التي تم تزويدهم بها «التي يحملونها للاعتداء على المدنيين وارتكاب الانتهاكات ضدهم»، أو ترحيلهم خارج محافظة السويداء، حسب تعبيرهم. وجاء هذا التصعيد رداً على استمرار انتهاكات واعتداءات جماعة راجي فلحوط التابع لفرع الأمن العسكري على المدنيين والأهالي خصوصاً على الطريق الرئيسي دمشق - السويداء، ورداً على الاعتداء الذي تعرض له أفراد من الحركة في أثناء مرورهم على طريق دمشق - السويداء قبل يومين، حيث سيّرت الحركة دوريات مسلحة في معظم مناطق مدينة السويداء، وأمّنت طريقاً بديلاً إلى دمشق يمر عبر بلدتي «قنوات وسليم»، بعدما قطعت جماعات محلية مسلحة تابعة للأمن العسكري طريق دمشق - السويداء عند بلدة «عتيل»، التي يتخذ منها راجي فلحوط مقر له ولجماعته، حسب معارضين. وأكد الناشط أن تحرك رجال الكرامة يأتي بشكل منفصل وغير متحيز لأي طرف للخلاف بين قوة مكافحة الإرهاب التابعة لحزب اللواء السوري، وبين جماعة راجي فلحوط التابعة للأمن العسكري، وإنما تحركها الأخير جاء نتيجة تمادي وتطاول تصرفات هذه الجماعات على المدنيين والعبث بأمن المحافظة. ورفضت الحركة مساعي في السويداء لإبعادها عن شروطها التي وضعتها بحق هذه المجموعات، في حين لا تزال الحركة متمسكة بشروطها، وتفرض طوقاً أمنياً على منطقة «عتيل»، وسط تأكيد وجهاء عتيل رفضهم لانتهاكات جماعة راجي فلحوط، وضرورة تجنب المدنيين في البلدة الصراعات والنزاعات بين الأطراف. وكشف مصدر خاص أن «رجال الكرامة» ورجال دين من الطائفة الدرزية في السويداء تلقوا اتصالاً من مسؤول عسكري في النظام السوري أبدى استعداد قوات النظام لتدخل بالقضاء والسيطرة على هذه الجماعات، وعدّ هذه المجموعات المنتشرة في السويداء غير تابعة للأفرع الأمنية، في حين أن عناصر هذه المجموعات تحمل بطاقات تدّعي انتسابهم لفرع المخابرات العسكرية التابع للنظام السوري. وأصدرت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية ممثلةً بالشيخ حكمت الهجري، بياناً أمس، حذّرت فيه من الاقتتال الداخلي، ودعت إلى وحدة الصف، وأن «جميع أبناء الجبل كالعنقود الواحد، والجيش الواحد، وأنهم لا يريدون لأحد أن يكون قاتلاً لأهله، وأن الأرض بحاجة إلى وجود الجميع ضد الغرباء المعتدين والمفسدين أياً كانوا». وأكد شيخ العقل يوسف جربوع ضرورة فرض سلطة الدولة السورية في السويداء، وأن تأخذ دورها بالكامل، بعد الأحداث والنزاعات الأخيرة التي شهدتها المدينة، والأجندة الخارجية التي تحاك للمحافظة، حسب تعبيره. وتعد «حركة رجال الكرامة» أكبر الفصائل المسلحة في السويداء، وتحظى بتأييد شعبي، وينضوي ضمن صفوفها معظم أبناء الطائفة، ولا تتبع لأي جهة خارجية، حسب تعبيرها، وتشكلت منذ اندلاع الحرب في سوريا بقيادة الشيخ وحيد البلعوس عام 2013 وتحمل شعارات الدفاع عن «الأرض والعرض، وحماية أبناء الطائفة»، ولم تشارك مع أو ضد قوات النظام السوري في أي عمليات عسكرية في السويداء منذ تأسيسها، ولم يسجل لقواتها الخروج من السويداء، وتتلقى دعماً من الطائفة الدرزية في فلسطين، حسبما قال أحد قياداتها في شريط مصور عبر صفحتها الرسمية. وفي درعا المجاورة دخل وفد عسكري روسي واللجنة الأمنية التابعة للنظام إلى بلدة المزيريب غرب درعا يوم الأربعاء؛ بعد الاتفاق على تنفيذ بنود خريطة الطريق الروسية، وفتحت مركزاً لإجراء التسويات في مركز البلدية في البلدة، للراغبين من المدنيين والعسكريين الفارين، وتسليم عدد من السلاح الخفيف والمتوسط، ورفع العلمين الروسي والسوري على الدوائر الحكومية في البلدة، كما حصل في بلدة اليادودة مؤخراً. وقال ناشطون إن الفرقة الرابعة طالبت المتطوعين لديها من عناصر وقادة التسويات في ريف درعا الغربي، الذين رفضوا المشاركة في الأعمال العسكرية الأخيرة، بضرورة تسليمهم السلاح الذي منحتهم إياه مع البطاقات الأمنية، وإجرائهم التسوية في المراكز التي فُتحت مؤخراً في بلدتي اليادودة والمزيريب، ويكثر وجود هذه العناصر في مناطق حوض اليرموك، ورجح ناشطون أن تنتقل روسيا والنظام السوري في تطبيق خريطة الطريق الروسية بعد بلدة طفس إلى مناطق الجيدور التي تشمل مناطق حوض اليرموك ومدينة جاسم وأنخل بريف درعا الغربي والشمالي الغربي. وقالت وزارة الدفاع الروسية: «مع الدور الأساسي لروسيا الاتحادية، يستمر التطبيع السلمي في جنوب غربي محافظة درعا... حيث غادر المسلحون الرافضون للتسوية، وتوجهوا مع عائلاتهم إلى المناطق تحت سيطرة المعارضة. والباقون يسلمون أسلحتهم ويخضعون لتسوية أوضاعهم في مراكز رسمية تم نشرها لهذا الغرض تحديداً». وتابع البيان أن المسلحين «بالتالي يستعيدون حقوقهم المدنية في الجمهورية العربية السورية ويحصلون على فرصة ممارسة العمل السلمي. ويتمتع الجميع بحق العفو الذي منحته لهم الحكومة السورية، باستثناء مرتكبي الجرائم الخطيرة». وأشار البيان إلى تسيير دوريات للشرطة العسكرية الروسية والعسكريين السوريين في الشوارع، وتم نصب الحواجز للتفتيش على الطرق، حيث يتخذ العسكريون الروس والسوريون مع المسلحين السابقين الإجراءات اللازمة لوقف أعمال التخريب ومنع الصدامات.

درعا: التسويات تتمدّد إلى الريف الغربي

الاخبار.... يسعى الجيش السوري والأجهزة الأمنية الحكومية بخطى حثيثة وسريعة، نحو تطبيق تسويات أمنية في سائر مدن محافظة درعا وبلداتها، وذلك بعد النجاح الذي حقّقه الاتفاق الجزئي في درعا البلد، ما يعني إمكانية تكرار التجربة....

درعا | بدأ الجيش السوري استنساخ مسار «التسوية» التي تَحقّقت الأسبوع الفائت في جزء من درعا البلد، لتطبيقه على بعض بلدات ريف درعا، وتحديداً الريف الغربي، ما يؤسّس لإنهاء وجود المسلّحين هناك، وعودة الدولة السورية بكلّ مؤسّساتها إلى كامل المحافظة الجنوبية. وفي غضون أسبوع واحد، استكمل الجيش عملية التسوية في بلدة اليادودة غربي درعا، ثمّ انتقل إلى بلدة مزيريب المجاورة، لينجز اتفاقية مشابهة لما تمّ في درعا البلد، أفضت إلى رفع العلم السوري فوق المؤسّسات الحكومية، وانتشار الجيش داخل المنطقة. وتعتقد الأجهزة الأمنية الحكومية أنها عبر هذه الاتفاقيات، المتمحورة حول تسليم السلاح ونشر الحواجز الأمنية ودخول الفرق الخدماتية، يمكن انتزاع فتيل التفجير، والحدّ من الاغتيالات والكمائن التي طالت شخصيات رسمية وعسكرية وأودت بحياة العشرات طوال سنوات، وضبط الحالة الأمنية. واختارت الجهات الأمنية بدء التسوية في الريف من بلدة اليادودة، نظراً إلى أهميتها الاستراتيجية، وموقعها المشرف على طرقات حيوية في الاتجاه الشمالي الغربي لمركز درعا البلد، ولكونها شكّلت مركزاً لانطلاق تعزيزات المسلحين في فترة المعارك العنيفة في المنطقة الجنوبية قبل تسوية عام 2018، وبدرجة أقلّ خلال التصعيد الأخير، حيث شهدت البلدة حراكاً عسكرياً داعماً لمسلّحي درعا البلد، عندما بدأ الجيش التصعيد باتجاههم قبل أسابيع. وتمكّنت الدولة من تسوية أوضاع المئات من شبان البلدة، غالبيّتهم من المتخلّفين عن الخدمة العسكرية، بحصيلة اقتربت من 600 شخص، فيما تمّ تسليم أكثر من 80 قطعة سلاح خفيفة ومتوسّطة. ومكّن ذلك من الانتقال إلى بلدية مزيريب لتكون محور اتفاق جديد بعد اليادودة، ما من شأنه أن يفتح الباب على قطاع حوض اليرموك في الريف الغربي بالكامل، بدءاً من بلدتَي تل شهاب ونهج، مروراً بطفس، المفتاح الأهم في سلسلة طويلة من التسويات، قد ينتهي بها المطاف إلى مثلث الحدود السورية الأردنية المتداخلة مع الأراضي المحتلة في الجولان.

تعتبر طفس العقبة الأساس أمام الجيش السوري في طريقه لبسط السيطرة على الريف الغربي

وتُعتبر مدينة طفس في ريف درعا الغربي، العقبة الأساسية أمام الجيش السوري في طريقه إلى بسط السيطرة الكاملة على ريف درعا الغربي. إذ تختلف الأمور فيها من الناحيتين العسكرية والاجتماعية، عن سائر البلدات المحيطة. وكانت طفس قد شهدت دخولاً لقوات الجيش في شهر شباط الماضي، وانتشاراً في عدد من المواقع والأبنية الحكومية، لكن هذه القوات سرعان ما انكفأت تدريجياً قبل أشهر مع بدء التصعيد العسكري حول درعا البلد، وتدهور الأوضاع في الريفَين الشرقي والغربي، وذلك خشية من وقوعها فريسة سهلة بيد مسلّحي المدينة الذين لن يتوانوا عن استهدافها في حال اشتعلت معركة في درعا. وفي المحصلة، أبقى الجيش على قواته الرئيسة في تل السمن الواقع شمال طفس، وعلى طريق «التابلاين» الذي يعدّ المدخل الشرقي إليها. وتسيطر بعض العائلات الكبرى والعشائر على موقف المسلّحين المتمركزين في طفس، والذين يعلنون رفضهم أيّ اتفاق مع الدولة السورية. لذا، فإن الباب الرئيس للدخول إلى المدينة عبر التسوية، لا يكون سوى بالاتفاق مع وجهاء المدينة وشيوخ عشائرها، الذين «لا مشكلة لديهم بدخول الجيش والانتشار داخل أحيائهم، لكن في ظلّ ضمانات جدّية تحمي أولادهم وتمنع توقيفهم وتعريضهم للملاحقة»، بحسب ما قال أحد وجهاء المدينة الذي فضّل عدم كشف اسمه لـ«الأخبار». كذلك، فإن مجموعة من زعماء المسلحين في المنطقة الجنوبية تبرّعوا للقيام بدور الوسيط، مدفوعين بقربهم من أحمد العودة، متزعّم «اللواء الثامن ـــ تسوية» والذي ينشط في ريف درعا الشرقي، وقرب الحدود الإدارية مع السويداء، ويعمل بإمرة الشرطة العسكرية الروسية. وبناءً عليه، تنتظر اللجنة الأمنية والعسكرية الحكومية، والتي تدير عمليات التسوية في المنطقة الجنوبية، إقفال ملفات القرى المحيطة بطفس، لتبدأ بعدها المحادثات بخصوصها، معتمدة بشكل أساسي على الميزة الاجتماعية والعشائرية، وأيضاً على ضعف موقف مسلّحي المدينة، بعد دخول غالبية المنطقة المحيطة ضمن التسويات

موسكو تبحث مع «مسد» الوضع في شمال شرقي سوريا... بوغدانوف وأحمد يناقشان التسوية وفق القرار الدولي 2254

الشرق الاوسط... موسكو: رائد جبر.. بدا خلال الأيام الأخيرة، أن موسكو تعمل على تنشيط اتصالاتها لبحث الوضع في منطقة شمال شرقي سوريا. ومع الاتصالات الروسية الأميركية الجارية، وتعمد الرئيس فلاديمير بوتين قبل يومين التركيز خلال لقائه الرئيس بشار الأسد في الكرملين على أن المشكلة الرئيسية تكمن في الوجود الأجنبي في سوريا، جاء استقبال القيادية في «مجلس سوريا الديمقراطي» إلهام أحمد في الخارجية الروسية أمس، ليوجه رسالة جديدة في هذا الصدد، خصوصا أن موسكو حرصت على تكرار دعوتها إلى تنشيط الحوار بين دمشق و«مسد» بهدف التوصل إلى تسوية مرضية «تستجيب لتطلعات الطرفين». وأجرى المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، جولة محادثات في موسكو مع وفد «مجلس سوريا الديمقراطية» الذي ترأسته إلهام أحمد. وأشارت الخارجية الروسية في بيان أنه «جرى خلال اللقاء تبادل الآراء حول الوضع في سوريا مع التركيز على الوضع في شمال شرقي البلاد». ووفقا للبيان، أكد الجانب الروسي «موقفه المبدئي الداعم لتسوية جميع القضايا التي تعيق استعادة سيادة ووحدة أراضي سوريا بالكامل، بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وبأسرع ما يمكن». وزاد أنه «في هذا السياق جرى التأكيد على أهمية مواصلة الحوار بين «مجلس سوريا الديمقراطية» ودمشق بهدف التوصل إلى اتفاقات تستجيب للتطلعات المشروعة لجميع المواطنين السوريين، وتراعي خصائص المناطق والتعددية الإثنية والثقافية للمجتمع السوري». وتأتي هذه الزيارة بعد مرور أيام قليلة، على مباحثات مماثلة أجراها بوغدانوف مع رئيس «منصة موسكو» للمعارضة السورية، قدري جميل. ورغم الحوار تركز في ذلك اللقاء على تطورات الوضع حول درعا، وآفاق استئناف المفاوضات في إطار اللجنة الدستورية السورية في جنيف. لكن الطرفين تطرقا بشكل «تفصيلي» وفقا لبيان الخارجية الروسية إلى «تطورات الأوضاع في سوريا وحولها». علما بأن جميل الذي يقود حزب «الإرادة الشعبية» كان وقع مذكرة تفاهم مع «مسد» قبل عام، سعت من بين أهداف أخرى إلى «إشراك مسد في العمليات السياسية الجارية» كما أبلغ رئيس منصة موسكو «الشرق الأوسط» في وقت سابق. وكان التوقيع على مذكرة التفاهم في موسكو، أثار في حينه، سجالات عدة حول تأثير الخطوة على التطورات الجارية في مناطق شرق سوريا، على خلفية الاحتكاكات الروسية الأميركية، وانتقادات موسكو المتكررة لواشنطن بدعم «النزعات الانفصالية» في المنطقة. وكان واضحا أن طرفي الاتفاق حصلا على دعم واضح من جانب وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي استقبل وفدا يمثل الطرفين وتسلم منهما نسخة من الاتفاق. وشدد ذلك الاتفاق على أن «الحل السياسي هو المخرج الوحيد من الأزمة السورية (...) وفي هذا الإطار، فإن الطرفين يدعمان ويعملان لتنفيذ القرار (2254) كاملاً، بما في ذلك تنفيذ بيان جنيف، وضم منصات المعارضة الأخرى إلى العملية السياسية السورية، بما فيها (مجلس سوريا الديمقراطية)، بصفة هذا القرار أداة لإنفاذ حق الشعب السوري في استعادة السيادة السورية غير المنقوصة، والعمل على إنهاء كل العقوبات، وأشكال الحصار المفروضة على الشعب السوري وتسييس المساعدات الإنسانية كافة، وإنهاء كل الاحتلالات وكل أشكال التدخل الخارجي وحواملها المختلفة، وصولاً إلى خروج القوات الأجنبية كافة من الأرض السورية». والتزم الطرفان بأن «دولة المواطنة المتساوية المأمولة في سوريا تؤكد على التنوع المجتمعي السوري، والالتزام بإيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية في سوريا، وفق العهود والمواثيق الدولية والإقرار الدستوري بحقوقهم، وبالحقوق القومية للسريان الآشوريين، وجميع المكونات السورية، ضمن وحدة سوريا وسيادتها الإقليمية». وشددت الوثيقة كذلك على أن «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ضرورة موضوعية وحاجة مجتمعية متعلقة بظروف البلد وحاجات المنطقة التي أنتجتها الأزمة الراهنة. ومن المهم الاستفادة من تجربة الإدارة الذاتية، إيجاباً وسلباً، بصفتها شكلاً من أشكال سلطة الشعب في المناطق ينبغي تطويره على المستوى الوطني العام، وفي إطار التوافق بين السوريين، وبما يعزز وحدة الأراضي السورية، وسيادة دولتها ونظامها الإداري العام». وفي مقابل الإشارات التي تحملها زيارة إلهام أحمد الحالية إلى موسكو على خلفية الاتصالات الروسية الأميركية وتشديد موسكو أخيرا أكثر من مرة على رفض سياسات واشنطن القائمة على تشجيع النزعات الانفصالية في سوريا، بدا أن هذه الزيارة تزعج أيضا تركيا التي انتقدت موسكو مرارا لإقامتها علاقات مع أطراف تصفها بأنها تدعم الإرهاب. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن الأوضاع في درعا تميل نحو الاستقرار مع تواصل تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها أخيرا. وأفاد بيان الوزارة بأنه «مع الدور الأساسي لروسيا الاتحادية، يستمر التطبيع السلمي في جنوب غربي محافظة درعا... حيث غادر المسلحون الرافضون للتسوية، وتوجهوا مع عائلاتهم إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة. والباقون يسلمون أسلحتهم ويخضعون لتسوية أوضاعهم في مراكز رسمية تم نشرها لهذا الغرض تحديدا». وتابع البيان أن المسلحين «بالتالي يستعيدون حقوقهم المدنية في الجمهورية العربية السورية ويحصلون على فرصة ممارسة العمل السلمي. ويتمتع الجميع بحق العفو الذي منحته لهم الحكومة السورية، باستثناء مرتكبي الجرائم الخطيرة». وأشار البيان إلى تسيير دوريات للشرطة العسكرية الروسية والعسكريين السوريين في الشوارع، وتم نصب الحواجز للتفتيش على الطرق، حيث يتخذ العسكريون الروس والسوريون مع المسلحين السابقين الإجراءات اللازمة لوقف أعمال التخريب ومنع الصدامات. كما لفت البيان إلى أن استقرار الأوضاع سمح للسلطات السورية بمباشرة أعمال إعادة إعمار البنية التحتية الحيوية في درعا.

قصف روسي على محيط مخيم للنازحين شمال غربي سوريا

(الشرق الأوسط)... إدلب: فراس كرم.. قُتل طفل وأصيب آخرون بجروح خطيرة، بقصف جديد للمقاتلات الروسية، استهدف محيط مخيم للنازحين بالقرب من الحدود التركية، شمال إدلب، في وقت ردت فصائل المعارضة السورية المسلحة بالقصف على مواقع تابعة لقوات النظام والميليشيات الإيرانية جنوب إدلب. وقال حميد قطيني، وهو مسؤول التوثيق في مؤسسة الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء»، إن 4 مقاتلات روسية تناوبت مساء الأربعاء 15 سبتمبر (أيلول)، على قصف محيط قرى زرزور والحمامة بالقرب من مدينة دركوش وجسر الشغور شمال غربي إدلب، واستهدفت المنطقة المذكورة بأكثر من 8 غارات جوية بصواريخ فراغية على إحدى المداجن ومحيطها، بينها غارة استهدفت محيط مخيم (الأرامل)، 10 كلم، عن الحدود السورية التركية، ما أسفر عن استشهاد طفل، متأثراً بإصابته، وأصيب 3 آخرون وامرأة، وعملت فرق الدفاع المدني على إخلائهم ونقلهم إلى المشافي. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الطائرات الحربية الروسية استهدفت منطقة خفض التصعيد شمال غربي سوريا، بأكثر من 129 غارة جوية، بصواريخ فراغية شديدة الانفجار، شمال وجنوب وغرب إدلب، منذ مطلع الشهر الجاري سبتمبر (أيلول). وكان «المرصد» وثق في 7 سبتمبر الجاري غارات جوية شنتها مقاتلات روسية على محيط مخيم (مريم) بالقرب من مدينة معرة مصرين وقرية كفريا شمال إدلب، يؤوي نازحين من منطقة التح ومعرشمارين وكفروما في ريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى إصابة 6 أطفال بجروح خطيرة، وأضرار مادية لحقت بممتلكات النازحين. من جهته، قال الناشط أمجد ريحاوي: «يعاني المدنيون المتبقون في قرى وبلدات جبل الزاوية خلال الآونة، ويقدر عددهم بحوالي 40 ألف شخص، من ازدياد أعداد الجرحى والمصابين والخطر الذي يهدد حياتهم، أمام القصف والغارات الجوية الروسية الشبه يومية، وذلك نظراً لعدم توفر النقاط الطبية في المناطق، بعد استهدافها من قبل الطيران الروسي والقصف البري من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية الذي أدى إلى إخراجها نهائياً عن الخدمة، وكان أخرها (نقطة مرعيان) الطبية، التي جرى استهدافها بقذائف مدفعية موجهة ليزرياً من قبل قوات النظام وإخراجها عن الخدمة». ويضيف أن البديل عن النقاط الطبية هي سيارات الإسعاف وفرقها الطبية المنتشرة في تلك المناطق، والتي تعمل بدورها على إنقاذ المصابين جراء القصف، وغالباً ما تواجه سيارات الإسعاف صعوبة كبيرة في الوصول إلى المكان المستهدف، بسبب رصدها واستهدافها، من خلال طيران الاستطلاع الذي يحلق في الأجواء على مدار الساعة، فضلاً عن أن أقرب مشفى يبعد عن قرى جبل الزاوية حوالي 40 كلم، ما يهدد حياة المصابين لحين وصولهم إلى المشافي في مدينة إدلب. ولفت إلى أن عدد الجرحى المدنيين جراء القصف البري والجوي من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية وروسيا، منذ بداية شهر يونيو (حزيران) 2021 حتى الآن، بلغ نحو 287 إصابة، بينهم عشرات الأطفال. ويرى الناشط بالشأن الإنساني والميداني بكار الحميدي أن التصعيد العسكري المكثف الذي تتبعه قوات النظام والميليشيات الإيرانية برياً، على مناطق جبل الزاوية جنوب إدلب، والغارات الجوية الروسية المتواصلة على ذات المناطق بما فيها محيط النقاط التركية، ربما يكون مقدمة لعملية عسكرية تهدف إلى السيطرة على الجزء الشمالي المتبقي من سهل الغاب شمال غربي حماة، وجبل الزاوية جنوب إدلب. ويضيف أن هناك احتمالات أخرى لهذا التصعيد تتمثل بإرسال رسائل عسكرية للمعارضة السورية وحليفتها تركيا، من أجل تقديم تنازلات غير واضحة حتى الآن، سيتحدث عنها الروس والإيرانيون خلال القمة الثلاثية التي يجري التحضير لها نهاية الشهر الجاري، تضم رؤساء كل من (روسيا وتركيا وإيران)، ضمن مسار أستانة، بالشأن السوري، لا سيما أن هذه المرحلة تشهد تبادلاً بالتصريحات السياسية بين الطرفين (روسيا وتركيا)، يتبادل كل طرف اتهام الآخر بعدم تنفيذ التزامه بالاتفاقيات حول إدلب. من جهته، قال قيادي في «الجبهة الوطنية للتحرير» المعارضة، إن فصائل المعارضة السورية المسلحة مستعدة لأي سيناريو قد يطرأ على الساحة وتحديداً في محافظة إدلب، وإن الفصائل مستعدة لصد أي عملية عسكرية من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية، وتعزيز مواقعها العسكرية المتقدمة على خطوط التماس مع الأخيرة بمقاتلين وآليات عسكرية وتحصين المواقع بسواتر ترابية، ومراقبة ورصد تحركات قوات النظام على مدار الساعة.

واشنطن تطالب موسكو ودمشق بـ«وقف تسييس» المساعدات

واشنطن: علي بردى - أنقرة: سعيد عبد الرازق - دمشق: «الشرق الأوسط»... حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة، مارتن غريفيث، من أن سوريا لا تزال «عالقة في دوامة من التدهور السريع» ما دامت لم تتوقف الحرب التي بدأت هناك منذ أكثر من عشر سنين. في حين طالبت واشنطن كلاً من روسيا ونظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ«وقف تسييس» المساعدات عبر الخطوط ضد السوريين الذين يختلفون مع سياسات حكومتهم، داعية إلى إعادة فتح معبري باب السلام واليعربية أمام المعونات. وكان غريفيث يقدم إحاطة إلى أعضاء مجلس الأمن عقب الزيارة الأولى إلى المنطقة بصفته كبير المسؤولين الدوليين المعنيين بالملفات الإنسانية عبر العالم، والتي قادته الشهر الماضي إلى كل من سوريا ولبنان وتركيا. فأوضح، أن هذه الزيارة أتاحت له الفرصة لإجراء «مناقشات صريحة وبنّاءة» مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ونائبه بشار الجعفري في دمشق، وكذلك مع عدد من المسؤولين الأتراك في أنقرة. وتزامنت زيارته إلى دمشق مع استمرار التوترات في جنوب سوريا، لا سيما حول درعا البلد، حيث نزح 36 ألف شخص أخيراً. وقال، إن «وقف إطلاق النار تطور مهم» في المنطقة، لكنه شدد على ضرورة معرفة ما إذا كان سيصمد أم لا. وأكد، أن «الحاجات الإنسانية في سوريا أكبر مما كانت عليه في أي وقت مضى»، مقدراً أن نحو 13.4 مليون شخص في كل أنحاء سوريا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، بزيادة 21 في المائة مقارنة بالعام السابق. وهذه النسبة هي الأعلى منذ عام 2017، لكنه أضاف أنه حتى مع هذه الإحصاءات، فإن «الواقع المعيش أشد وطأة مما يمكن أن تصفه الأرقام». وأبلغ غريفيث أعضاء مجلس الأمن، أنه تحدث مع نساء ورجال وأطفال عن «الآثار العميقة لأكثر من عشر سنين من النزاع»، لافتاً إلى أن الأطفال طلبوا المساعدة في التعلم والحصول على الرعاية الصحية والوقود للبقاء على قيد الحياة في الشتاء المقبل. أما «الأسر التي تعولها نساء فتحدثت عن التحديات التي تواجهها في تأمين الدخل (...) للبقاء على قيد الحياة». ولاحظ أن خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا البالغة قيمتها 4.2 مليار دولار سنوياً من الأكبر والأغلى عالمياً. بيد أنها لم تموّل إلا بنسبة 27 في المائة فقط. وقال «حتى لو زاد هذا الإجمالي في الأشهر المقبلة (...) فإن التمويل لا يواكب الحاجات المتزايدة للسوريين». وحض الأمم المتحدة وشركاءها على بذل المزيد من أجل وضع الناس في سوريا على طريق التعافي. وإذ أقر بتعقيد المهمة التي يقوم بها، رأى أن أعضاء المجلس والدول التي يمثلونها مدينون لشعب سوريا. وتحدثت في الجلسة أيضاً المديرة الإقليمية لوكالة الإغاثة والتنمية في سوريا، أماني قدور، بصورة خاصة عن استغلال الأطفال، وتجنيدهم وعمالة الأطفال. وأوضحت، أن منظمتها غير الحكومية ترى أحياناً أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم عشر سنين يعملون في التعدين أو البناء. ولفت المستشار الرفيع للشؤون السياسية الخاصة لدى البعثة الأميركية جيفري دولارنتيس، إلى أن الولايات المتحدة «تواصل مراقبة الوضع في درعا عن كثب»، مندداً بالهجوم الذي شنه «نظام الأسد الوحشي الذي أودى بحياة المدنيين وتشريد الآلاف»، ومؤكداً أن «هذا غير مقبول». وشدد المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير على أنه «فقط الحل السياسي المتوافق مع القرار 2254 سيضع حداً للمأساة ويعزز الاستقرار في البلاد بشكل دائم». وحمل المندوب السوري بسام صباغ بصورة خاصة على تركيا، مشيراً في الوقت ذاته إلى تمكّن قافلة برنامج الأغذية العالمي من الوصول إلى سرمدا في شمال غربي البلاد عبر الخطوط من حلب «بعد عرقلة طويلة من قبل قوات الاحتلال التركي وأدواتها من التنظيمات الإرهابية». إلى ذلك، قال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، إن بلاده لم تواجه أي مشكلة أمن واستقرار عام بسبب موجات نزوح السوريين، لافتاً إلى أن عدد السوريين المسجلين تحت بند الحماية المؤقتة بلغ 3 ملايين و710 آلاف سوري، بينما وصل عدد المقيمين بإقامة طالب أو عمل إلى مليون و207 آلاف سوري.وأضاف صويلو، خلال اجتماع لمجلس الهجرة التابع لوزارته، أن 40 في المائة من الشعب السوري لاجئ، بحسب المفوضية العليا للاجئين، و45 في المائة من وفيات اللاجئين التي حصلت في الـ24 سنة الماضية كانت من نصيب السوريين بخاصة خلال السنوات الست الأخيرة. على صعيد آخر، أعلنت دمشق بدء وصول أولى رحلات الخطوط الجوية الباكستانية إلى مطار دمشق الدولي الجمعة.

ترتيبات ما بعد الانسحاب الأميركي: موسكو تمشي بقدمَيها إلى «المقايضة - الفخّ»؟

الاخبار... حمزة الخنسا ... قرّرت موسكو أن تكون على تواصل مع الجميع وأن لا تدخل في مواجهة مع أي طرف ..... بات واضحاً أن المنطقة تمرّ بمرحلة انتقالية تفرضها الأولويات الأميركية المتبدّلة، بما سيخلّف تأثيرات تلقائية على الملفّات كافة. تأثيراتٌ لن تكون سوريا مستثناةً منها، حيث يبدو أن موسكو وواشنطن تنشطان على خطّ ترتيب مشهد ما بعد الانسحاب الأميركي - إذا ما تمّ - من هذا البلد، في حين ينهمك فلاديمير بوتين في رسم هوامش الدور الروسي المحتمل في المرحلة المقبلة، وتحديد عمق العلاقات مع كلٍّ من الأصدقاء والخصوم والحلفاء على الساحة السورية ..... فيما كان الرئيس السوري بشار الأسد، يعقد محادثاته مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، كانت الخطوط الجوّية بين واشنطن وإسطنبول وجنيف، فضلاً عن دمشق وموسكو، تشهد زحمة رحلات لمسؤولين كبار ومبعوثين أمميين على تماس مباشر مع الملفّ السوري، الذي يشهد حراكاً متواصلاً منذ بداية الانسحاب الأميركي من أفغانستان أواخر آب الفائت، تقع موسكو في القلب منه. وبينما يبدو أن خروج الجيش الأميركي من كابول أنعش روسيا، التي باتت تتحضّر للدخول إلى معقل «طالبان» سياسياً واقتصادياً، تُواصل واشنطن التي انسحبت من أفغانستان بشكل فاجأ حلفاءها المحليّين والدوليّين، عقْد جلسات مباحثات مطوّلة مع الروس في جنيف وغيرها، في تواصل مستمرّ بين الطرفين، قد «لا نعلن عنه في كثير من الأحيان لأن الموضوع شائك ومعقد»، بحسب نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف. ولطالما حافظ الأميركيون والروس على قناة دبلوماسية في ما يتعلّق بسوريا، التي يعترف الأميركيون بدور «محدود ولكن مؤثر» لروسيا فيها، لكن التغييرات الآخذة في التبلور اليوم، تفرض على الأميركيين آلية جديدة في التعامل، تأخذ في الاعتبار التحدّيات الكبيرة التي يفرضها الوجود الإيراني «المتشعّب وغير المنضبط» على الأرض، ما يحتّم عليها المزيد من التنسيق والعمل الجماعي مع موسكو ثمّ أنقرة. وفي هذا الإطار، يمكن لإدلب من جديد أن تشكّل مختبراً لذلك التعاون الثلاثي الأميركي - الروسي - التركي.

روسيا وكرة النار

في كلّ البيانات والخطابات الرسمية، وحتى الدراسات الصادرة عن مراكز الأبحاث الأميركية التابعة لإدارات رسمية، تَبرز «إيران ومليشياتها»، خصوصاً التي تعمل في الجغرافيا القريبة من المناطق الواقعة على طول وادي نهر الفرات ومن المناطق القريبة من فلسطين المحتلة، كتهديد - عائق أمام استكمال الرؤية الأميركية في سوريا. هنا، يتحدّث الأميركيون عن ضرورة استغلال «الفجوة» بين روسيا وإيران، بالتوازي مع إغراء/ الضغط على الأولى للمساعدة في إخراج القوات الإيرانية والفصائل الحليفة لها من تلك المناطق، قبل صوغ القرار النهائي لانسحاب القوات الأميركية. «يمكن للولايات المتحدة أن تعرض التنازل لموسكو عن مناطق ليست مهمّة بالنسبة لها، ولكن تعتبرها روسيا حاسمة لأهدافها المتمثلّة في إعادة سيطرة الحكومة السورية على كلّ البلاد، مثل القاعدة الأميركية في التنف». هذا ما اقترحه بحث مشترك لإليزابيث دينت وآريان طباطبائي في «فورين أفيرز» في 14 كانون الأول 2020، وهو يشكّل مسار تفكير جديد تعكسه المقالات والأبحاث الأميركية التي تهتمّ بالشأن السوري انطلاقاً من العلاقة الأميركية - الروسية. على خطّ موازِ، وفي الاتجاه نفسه، تحاول واشنطن ضمان إنشاء آلية تعاون بين موسكو و«قوات سوريا الديمقراطية» عبر تشجيع الأخيرة على التواصل الدائم مع القوات الروسية. إذ إن «قسد»، من وجهة نظر الولايات المتحدة، تعارض الوجود الإيراني في سوريا، وتعمل على مواجهته، وتشهد على ذلك المناوشات التي تندلع من وقت إلى آخر بينها وبين الفصائل المدعومة من طهران على طول نهر الفرات ومدينتَي دير الزور والقامشلي. وروسيا كوسيط، برأي واشنطن، يمكنها من جهة أن تضمن تكريس «قسد» أمراً واقعاً في منطقة الشمال الشرقي، ما يمكّن «الإدارة الذاتية» من الاستمرار حتى بعد رحيل القوات الأميركية. ومن جهة أخرى، يمكن لاتفاق روسي - أميركي من هذا النوع، دفْع أنقرة إلى التفاوض مع الأكراد، إمّا من خلال محادثات غير مباشرة أو كجزء من جهد أوسع لتسوية الصراع مع حزب «العمّال الكردستاني».

الحديث عن الخروج الأميركي من سوريا لا يُستَتبع بالحديث عن رفع العقوبات الاقتصادية والحصار بموجب قانون «قيصر»

في خلفية ذلك، يظهر أن ثمّة مسعًى أميركياً إلى «توريط» الروس، وهو ما تُظهره، مثلاً، دراسة أجراها مدير الأبحاث في «معهد أبحاث السياسة الخارجية»، ​آرون ستين، في تشرين الثاني 2020، حيث يقول إن «استراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة تشير إلى أن واشنطن تفترض أن المنافسة طويلة الأمد مع روسيا والصين ستعزّز التخطيط الدفاعي. والحرب الأهلية السورية ليست المكان الذي تستعد فيه الولايات المتحدة للفوز بالمنافسة (...) تتمتّع استراتيجية مكافحة الإرهاب المحدّدة بدقة بميزة قلْب منحنى التكلفة مع روسيا، وتحويل المزيد من المسؤوليات عن الأمن الداخلي إلى موسكو. من غير المحتمل أن يكون الروس قادرين على أداء هذا الدور مثل الولايات المتحدة، لكن الهدف من هذه الاستراتيجية (...) هو أن تحافظ موسكو على تكاليفها في سوريا، بينما تدفع الولايات المتحدة تكاليفها الخاصة إلى أقلّ من تكلفة الروس (...) وتحرير المزيد من الموارد لتدريب وتجهيز الجيش الأميركي لحرب القوى العظمى. في غضون ذلك، ستكون روسيا مثقلة بحرب مزعجة قد لا تتمكن أبداً من الفوز بها بشكل مباشر، ولكن سيكون مطلوباً منها أن تظلّ منخرطة فيها في المستقبل المنظور (...) ببساطة: للولايات المتحدة مصلحة في الإنفاق الدفاعي الروسي على حرب أهلية ذات مصلحة هامشية لواشنطن لأنها تحرم موسكو من بعض الموارد التي يمكن أن تنفقها بطرق تشكل تهديداً أكبر لمصالح الولايات المتحدة». يدعم هذا الكلام حقيقة أن الحديث عن الخروج الأميركي من سوريا، لا يُستَتبع بالحديث عن رفع العقوبات الاقتصادية والحصار بموجب قانون «قيصر». وبالتالي، إنْ قرّر الأميركيون مغادرة هذا البلد، فإنهم سيفعلون ذلك فيما سيسلّمون البلاد المُنهكة بفعل الحرب والعقوبات، إلى روسيا التي لا تتضمّن أجندتها في سوريا أيّ استثمارات اقتصادية أو مشاريع استراتيجية. فهل ستقع موسكو في شرك الألغام الأميركي، وتتلقّف كرة النار السورية من دون أيّ فعالية موازية، إلى جانب ألغام متعدّدة في الشرق والبادية وإدلب؟

خيارات موسكو البديلة

تعلم روسيا أن أميركا يمكنها التأثير على وجودها في سوريا بأساليب عدّة، منها تحريك تركيا والأكراد والخليج وحتى إسرائيل، التي أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمام نظيره الإسرائيلي، يائير لابيد، عندما التقيا في موسكو أخيراً، عن تمسّك بلاده بـ«ضمان أمنها»، محذراً من تحويل أراضي سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات «بين دول أخرى». اللافت في تصريح لافروف، غضّه الطرف عن حقيقة عشرات الغارات الإسرائيلية على أهداف في سوريا، واللافت أيضاً تحذيره «دولاً أخرى» من تصفية حساباتها مع إسرائيل عبر الأراضي السورية، فمَن هي هذه الدول الأخرى؟ أيّاً يكن، فإن «الأهداف» التي تتعرّض للغارات الإسرائيلية هي بيت القصيد هنا: «المصالح الإيرانية» في سوريا، وكيفية تعامل روسيا معها، خصوصاً وأن إنهاء الوجود الإيراني يمثّل مطلباً - مسعًى أميركياً دائماً. قد يكون الملفّ الاقتصادي «مخرجاً لائقاً» يجنّب موسكو حَرَج المواجهة مع «الأصدقاء» الإيرانيين. وفي هذا الإطار، يبدو بارزاً أن موسكو تعمل منذ فترة على تشجيع دول خليجية على رأسها السعودية والإمارات، على الاستثمار في ملفّ إعادة إعمار سوريا. إذ تعتقد موسكو أن تعاظم الدور الخليجي هناك، مع ما يعنيه من اتفاقيات سياسية وأمنية مع دمشق، سيعني في أحد وجوهه انتفاء الحاجة إلى الدور الإيراني المباشر و«الفجّ» على الأرض. وبالإضافة إلى كونه «مخرجاً لائقاً»، فإن الملفّ الاقتصادي وإشراك الخليجيين فيه، يمكنه أن يعين موسكو على إدارة الملفّ السوري، عبر خلق الموارد اللازمة، من جهة، ووضع هوامش لـ«التطلّعات الصينية» إلى دور اقتصادي استثنائي من جهة أخرى، خصوصاً أن التواجد الروسي في طرطوس وبانياس قد يمثّل مطبّاً أمام مبادرة «الطريق والحزام» الصينية. إزاء كلّ ما تَقدّم، ترتسم في دمشق الكثير من الأسئلة حول المرحلة الحالية التي يتمّ التأسيس فيها لما هو آتٍ. تقول مصادر متابعة لـ«الأخبار»، إن «دمشق شريك طبيعي ومؤكد في تحديد وجه التحوّلات السياسية والميدانية في كلّ المراحل من عمر الأزمة، فضلاً عن المستقبل المرتقب»، ووفقاً لهذا، فإن «سوريا تنظر إلى التطورات من زاوية مصالحها القومية، وبما يحفظ سيادتها على طول الجغرافيا السورية وعرضها، بمعزل عن أيّ اعتبارات أخرى»، بحسب المصادر نفسها، التي تشير إلى أن «الرئيس بشّار الأسد في زيارته الأخيرة إلى موسكو تناول الكثير من الملفات الحسّاسة انطلاقاً من هذه الرؤية». ويلفت مصدر مطّلع على الموقف الروسي في سوريا، من جهته، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن دخول روسيا إلى سوريا «أحدث توازناً استراتيجياً بين الأطراف المتدخّلة واللاعبة على الأرض، إلّا أن موسكو في أساس خطوتها قرّرت أن تكون على تواصل مع الجميع، وأن لا تدخل في مواجهة مع أيّ طرف»، حتى عندما أسقط الأتراك طائرة روسية وتبعهم الإسرائيليون بفعل مماثل، كان الردّ الروسي دبلوماسياً. وبحسب المصدر فإن «روسيا تعمل وفق مبدأ أن يكون الحفاظ على وجودها في الشرق الأوسط غير مكلف»، خصوصاً في سوريا التي تُعتبر «منطقة توافق أميركي - روسي، بمعنى التوافق على التواجد الثنائي المباشر والفاعل»، وبالتالي «ترى روسيا أن من مصلحتها الأكيدة الحفاظ على هذا الوجود في سوريا».

 



السابق

أخبار لبنان.. مسؤولة أميركية: شاحنة النفط الإيرانية «حيلة» من «حزب الله» لتحسين سمعته.. «معاً للإنقاذ»: مفاوضات مع الصندوق وتصحيح الرواتب ومعامل كهرباء.. حزب الله يكسر «المحرّمات»: النفط الإيراني في لبنان عبر سوريا .. المبادرة الفرنسية تخضع لاختبار يتجاوز «التهنئة» بتشكيل الحكومة اللبنانية..

التالي

أخبار العراق.. إنقاذ قبر نبي يهودي في العراق..تقرير دولي يحذر من حرمان مئات آلاف العراقيين من الانتخابات.. صالح يدعو لضمان مشاركة المسيحيين العراقيين في الحياة السياسية.. توقيع أول مدونة للسلوك الانتخابي في العراق..رؤساء الحكومات والجمهورية السابقون يحجمون عن خوض الانتخابات شخصياً..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,058,233

عدد الزوار: 6,750,502

المتواجدون الآن: 110