اليمن: على الطريق نحو حرب سادسة مع الحوثيين

تاريخ الإضافة الأحد 8 آذار 2009 - 10:35 ص    عدد الزيارات 5524    التعليقات 0    القسم عربية

        


صنعاء ـ صادق عبدو
شهدت ساحة الصراع بين الجيش اليمني وحركة الحوثي تطورات جديدة خلال الأيام القليلة الماضية، تؤشر جميعها إلى اندلاع حرب سادسة، خصوصا بعد مقتل شخص وجرح آخر في مواجهات وقعت أمس في منطقة غمر بمحافظة صعدة بين أنصار الحركة وموالين للدولة ينتمون إلى قبائل ولد عامر في المحافظة، وما سبق ذلك بمقتل جنديين وإصابة ثالث في هجوم للحوثيين على دورية أمنية في منطقة الملاحيظ على الحدود اليمنية ـ السعودية.
وتعد مواجهات الأمس امتدادا للحروب السابقة بين القوات الحكومية والحوثيين والتي انتهت في السابع عشر من تموز (يوليو) من العام الماضي.
ويتحدث مراقبون عن مؤشرات اندلاع حرب سادسة بين الجانبين، خصوصا وأن الاتفاق على وقف الحرب الخامسة العام الماضي كان هشاً بين الطرفين، ما دفع بالمراقبين إلى اعتبار ذلك بمثابة هدنة وفرصة للجانبين لإعادة ترتيب أوضاعهما على ساحة المعركة كل لمواجهة الآخر.
ترافق ذلك مع حملات إعلامية متبادلة بين الطرفين، حيث نفى مصدر أمني مسؤول مزاعم الرجل القوي في الحركة صالح هبرة، الذي قال إن جهاز الأمن القومي في الدولة يحضر لحرب سادسة في البلاد من خلال اتخاذ قرار بنشر مزيد من وحدات الجيش في مواقع كان الجيش قد أخلاها بموجب الاتفاق السابق.
وقال المصدر الأمني إن حديث هبرة عن اجتماع عقد الأربعاء الماضي في مقر جهاز الأمن القومي وضم قيادات أمنية وعسكرية وشخصيات أخرى وقف على مدى الاستعداد والجاهزية لإعلان الحرب السادسة على صعدة ليس موجوداً إلا في عقله ونواياه تجاه أبناء محافظة صعدة.
واعتبر المصدر أن "خيار الدولة هو السلام وضد أي حرب بعكس هبره وأمثاله الذي يعتبر من دعاة الحرب وإشعال الحرائق في محافظة صعدة وعرقلة أية جهود لإعادة إعمار ما خلفته فتنة التمرد والذي كان أحد رموزها".
وجدد المصدر الأمني تأكيده أن "العناصر الخارجة عن القانون والتي نفذت الاعتداء الآثم على جنود الأمن بمديرية الملاحيظ (أول من أمس) لن يفلتوا من العقاب وسيتم ملاحقتهم والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع".
وكان هبرة قد أشار في تصريحات له إن "السلطة عندما يبدأ عدها التنازلي لتوقيت الحرب في صعدة وتتجه الأمور نحو التأزيم تكثف من اجتماعاتها الأمنية والعسكرية واستحداث المواقع وتكرار الخروقات".
وربط هبرة بين التطورات الأخيرة وصفقة الأسلحة التي عقدها الرئيس علي عبدالله صالح أثناء زيارته الأخيرة إلى روسيا خلال شباط (فبراير) الماضي وتحريك بعض الميليشيات المسلحة التي كانت السلطة قد بدأت بتشكيلها بعد الحرب الخامسة في عدة مناطق .
وأشار إلى عقد اجتماع موسع ضم قيادات أمنية وعسكرية وشخصيات أخرى في مقر جهاز الأمن القومي بصنعاء نوقشت فيه قضايا عدة أهمها مدى الاستعداد والجهوزية لإعلان الحرب السادسة على صعدة، وأن المجتمعين خرجوا بالاتفاق على إعلان الحرب وخوض معركة سادسة في وقتها الأقرب.
ويرى مراقبون أن عودة التوتر إلى صعدة يعود إلى أن السلطة والحوثيين أخفقا في ترجمة الاتفاق بينهما إلى واقع عملي. فعلى الرغم من إعلان الرئيس علي عبدالله صالح إنهاء العمليات العسكرية في صنعاء ظلت المناوشات مستمرة بين الطرفين، وإن لم تكن بحدة المواجهات السابقة.
وفي حين سكتت مدافع الجيش في ضرب مواقع الحوثيين استمرت المواجهات المسلحة بين أتباع الحركة ورجال قبائل موالين للنظام في أكثر من منطقة بمحافظة صعدة.
ولم يصل الأمر إلى هذا الحد، بل ان رقعة المواجهات اتسعت لتشمل مناطق جديدة في البلاد، بخاصة بعدما وسع الحوثيون من تواجدهم في محافظة الجوف، شرقي العاصمة صنعاء، وهو ما دفع بالدولة إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى الجوف لمواجهة هذا التمدد، واعتبرته تنصلاً من الاتفاق الموقع بينهما في قطر.
كما استمرت المحاكمات التي كانت تجريها السلطات القضائية ضد أتباع الحركة في العاصمة صنعاء، حيث أصدرت المحاكم بمختلف مستوياتها أحكاماً قضائية عدة ضد المتهمين المحسوبين على حركة الحوثي، وظلت المطالبات مستمرة للإفراج عن من تبقى من المعتقلين في سجون صنعاء، كما نظمت منظمات المجتمع المدني سلسلة من التظاهرات والاعتصامات أمام مجلس النواب (البرلمان) ومجلس الوزراء ودار الرئاسة للإفراج عنهم من دون جدوى.
ويبدو أن اتفاق تأجيل الانتخابات التشريعية لعامين بين حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب المعارضة المنضوية تحت مظلة اللقاء المشترك أعاد الأمور إلى نقطة الصفر بين الجانبين، خصوصا مع مطالب المعارضة بتسوية وحل القضايا الوطنية العالقة في البلاد قبل الدخول في الانتخابات المقبلة، معتبرة أن قضية الحرب في صعدة والحراك السياسي في المناطق الجنوبية من البلاد مهمتان وطنيتان لابد من إنجازهما في الحوارات التي ستبدأ بين السلطة والمعارضة خلال العامين المقبلين.


المصدر: جريدة المستقبل - العدد 3241

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,048,597

عدد الزوار: 6,749,790

المتواجدون الآن: 115