صمت حزب الله يعني الكثير لإسرائيل

مؤشر احتمال اندلاع حرب لبنانية - إسرائيلية يقف الآن بين اللونين الوردي والأحمر

تاريخ الإضافة الأحد 18 نيسان 2010 - 7:40 ص    عدد الزيارات 4124    التعليقات 0    القسم دولية

        


بقلم: روبرت فيسك
لو كان لدى لبنان نظام تحذيري متعدد الألوان بشأن الخوف من الحرب، لجاز لنا القول بعد إذن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس حزب الله حسن نصر الله والمتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض، اننا نقف الآن بين اللون الوردي والأحمر.
لكن هل نقلت سورية فعلاً لحزب الله صواريخ أرض - أرض من طراز «سكود» لإطلاقها على إسرائيل؟ وهل بمقدور الطائرات الإسرائيلية مهاجمة هذه الصواريخ إذا كان لدى حزب الله صواريخ أخرى مضادة للطائرات؟ وهل يستطيع الجيش اللبناني انتزاع الصواريخ المذكورة من أيدي رجال حزب الله قبل فوات الأوان؟
إنها قصة طويلة معروفة بالطبع، فإسرائيل تحاول جاهدة الحصول على تأييد العالم أمام أكثر حركة مسلحة انضباطاً في الشرق الأوسط.
ولاشك أن بمقدورك نسيان «القاعدة» أو مقارنتها مع حزب الله عندما يتعلق الأمر بفعاليته وتأثيره، حيث ظهر هذا واضحاً بعد أداء الجيش الإسرائيلي المتعثر في حرب صيف 2006 عندما رحب بوقف إطلاق النار بعد أن قتل كالعادة 1000 مدني، وكان قد تعهد بتدمير حزب الله وإنهائه للأبد.
بل وتحدى نصر الله خلال الشهور القليلة الماضية الإسرائيليين على الدخول بحرب أخرى، قائلا: إن صواريخ حزب الله ستضرب مطار بن غوريون في تل أبيب إذا شنت اسرائيل ضربة صاروخية على مطار بيروت.
لكن من الواضح الآن أن زعم بيريز بأن حزب الله تلقى صواريخ من طراز سكود من دمشق أو من ايران عن طريق سورية، ورفض حزب الله مناقشة موضوع سلاحه في اطار «حوار وطني» لبناني برئاسة الرئيس اللبناني ميشيل سليمان، نشرا غيوماً سوداء فوق لبنان وإسرائيل.
فقد ذكر روبرت غيتسن المتحدث الصحافي في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة أعربت عن قلقها للحكومتين السورية واللبنانية بسبب هذه الأسلحة المتقدمة التي قيل إنه قد تم نقلها لحزب الله. كما كان بيريز قد تطرق لهذه المسألة قبل ذلك بالقول إن سورية تزعم أنها تريد السلام لكنها تسلم في نفس الوقت صواريخ سكود لحزب الله الذي يتبنى هدفاً واحداً هو تهديد دولة اسرائيل.
الحقيقة أن مثل هذه الأقوال والمزاعم تنطوي دوماً على عنصر واضح جداً من النفاق.
فحتى لو امتلك حزب الله صواريخ من نوع سكود، لن يشكل هذا تهديداً يذكر لإسرائيل، أولاً لأن مثل هذه الصواريخ باتت قديمة، وثانياً لأنها غير دقيقة التصويب. وعلينا العودة هنا الى حرب الخليج عام 1991 لنتذكر كيف ان صواريخ «سكود» التي أطلقها صدام حسين لم تُسفر سوى عن قتل أقل من 100 شخص.
لكن كلما تشدق بيريز بالخطر الذي تمثله هذه الصواريخ، سوف يشعر حلفاء حزب الله الذين يحاولون الآن صنع سلاح نووي، بالفخر أمام الرأي العام بسبب استمرار الاستعمار الإسرائيلي غير الشرعي لأرض فلسطين.
أما بالنسبة لنصر الله فقد كان وعد قبل سنة فقط أن مسألة سلاح حزب الله يمكن أن تناقشها الحكومة اللبنانية من خلال فقط ما وصفه بـ«حوار وطني»، لكن رغم بدء هذا الحوار الآن، أوضح حزب الله أنه غير عازم على مناقشة هذه المسألة مع الأحزاب السياسية اللبنانية الأخرى.
لابد من الاعتراف هنا إذاً أن هذه المشكلة معقدة. فحزب الله نفسه طرف في الحكومة اللبنانية، ويتمتع طبقاً لاتفاق الدوحة، الذي تم التوصل إليه بعد اجتياح ميلشيات الحزب بيروت الغربية في مايو 2008، بحق نقض القرارات التي تتخذها الحكومة اللبنانية. بل وحتى لو أمر خصوم حزب الله في الحكومة - هم في غالبيتهم من المسلمين السنّة والمسيحيين - الجيش اللبناني بانتزاع أسلحة الحزب لن يتم تنفيذ هذا الأمر لسبب بسيط هو أن نصف جنود الجيش اللبناني تقريباً مسلمون شيعة، ولن يقبلوا بذلك.
الواقع أن الجدية التي تنظر من خلالها كافة الأطراف لاحتمال اندلاع حرب ظهرت من خلال ملاحظة أدلى بها متحدث أمريكي طلب عدم الإفصاح عن اسمه عندما حذر قائلاً: إن نقل صواريخ سكود لحزب الله يمثل «مجازفة خطيرة» على لبنان. ولاشك أن هذا القول ما هو إلا إشارة ضمنية للتهديدات الإسرائيلية المتكررة بأن الحكومة اللبنانية سوف تكون مسؤولة عن الدمار الذي سيلحق ببنية لبنان التحتية في حال اندلاع حرب أخرى مع حزب الله.
جدير بالذكر أن الإسرائيليين كانوا قد اعتبروا الحكومة اللبنانية مسؤولة عن وجود حزب الله خلال آخر حرب لهم في لبنان - كانت الخامسة منذ عام 1978 - ودمروا بالتالي طرف الابلاد وجسورها، شبكتها الكهربائية ومصانعها المدنية، وهذا بخلاف قتلهم أكثر من 1000 مدني بينما كانت خسائر الإسرائيليين بالمئات ومعظمهم من الجنود.
لكن ماذا يمكن ان تفعله اسرائيل الآن أمام حزب الله بعد أن تلقى جيشها الذي لا يقل قوة عن مقاتلي حزب الله اتهامات بارتكاب جرائم حرب خلال عدوانها على غزة؟

تعريب: نبيل زلف
 

 


المصدر: جريدة الوطن الكويتية

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,207,711

عدد الزوار: 6,940,480

المتواجدون الآن: 123