ما الذي يريد اوباما تحقيقه من قمة الامن الدولي في واشنطن؟

تاريخ الإضافة الثلاثاء 13 نيسان 2010 - 7:30 ص    عدد الزيارات 3383    التعليقات 0    القسم دولية

        


صوفيا- محمد خلف:

مع انعقاد قمة الامن النووي في واشنطن يكون الرئيس الاميركي نفذ وعدا آخر من وعوده الانتخابية واستعاد حلما راود الرئيس الراحل رونالد ريغان بالتخلص من السلاح النووي،على الرغم من ان الجميع يعي ان مثل هذا الهدف سيبقى ضربا من الخيال وحلما اكثر مماهو مشروعا واقعيا.
وكان الرئيس اوباما دعا في سبتمبرالماضي الى عقد قمة استثنائية لمنع الانتشار النووي ونزع السلاح النووي ،واعلن الاسبوع الماضي الستراتيجية الجديدة للسياسة النووية الاميركية التي تتخلى عن اللجوء الى الهجمات بالسلاح النووي الا في الضرورات القصوى ،وعدم استخدام السلاح النووي ضد خصم لا يملكه ،ومن ثم توقيعه مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف معاهدة " ستارت2 " لتقليص الاسلحة النووية.
وكان الرئيس الاميركي الاسبق دوايت ايزنهاور سبق اوباما في محاولته التخلص من هذا السلاح حيث اكد في خطاب القاه امام الامم المتحدة العام 1953 " تصميم اميركا على المساعدة في حل المعضلة النووية المخيفة ،وتكريس قلبها وعقلها لايجاد الطريقة التي تمنع استخدام الانسان الابتكار المعجزة لقتله ،وانما تخصيصه لحياته".
وفي السياق نفسه قال الرئيس الراحل كيندي" ان العالم ليس موجودا ليكون سجنا ينتظر فيه الانسان الاعدام".

حلم لا مكان فيه للسذاجة

يعي الرئيس اوباما الساعي الى عالم خال من الاسلحة النووية صعوبة تحويل هذا الحلم ، الامنية الى واقع في ظل العلاقات الدولية المتشابكة وصراع المصالح و الستراتيجيات ،وهو بقوله " انا لست ساذجا" يدرك تماما انه لن يحقق هذا الهدف سريعا" و" ربما ليس في حياتي " ولهذا فهو يعمل الان من اجل هدف اسهل وهو توحيد الجهود الدولية ضد اي احتمال بوصول هذا السلاح الى الجماعات الارهابية".
وكان البيت الابيض حذر من ان تنظيم القاعدة يسعى بصمت لامتلاك سلاح نووي ،ما يضفي أهمية فائقة على هذه القمة التي تشارك فيها 47 دولة لتكون وفقا لما قالته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون" أكبر تجمع لقادة عالميين يستضيفه رئيس اميركي منذ مؤتمر سان فرانسيسكو العام 1945 الذي اسس الامم المتحدة".
يريد الرئيس اوباما الذي يطارده هاجس الخطر النووي اكثر مما اندلاع حرب نووية تحقيق اجماع في القمة على ستراتيجية مشتركة لابقاء المواد المشعة و المركبات النووية بعيدا عن ايدي الارهابيين وتشديد الاجراءات على المواد النووية الحساسة حول العالم في غضون اربع سنوات.
ومع ان الخبراء و المحللين الغربيين وغيرهم يشككون في امكانية " القاعدة " وغيرها من الجماعات المتشددة في الحصول على مواد انشطارية وانتاج قنبلة نووية او استخدام مثل هذا السلاح ، الان واشنطن تواصل التحذير من هذا الخطر وتعتبره محدقا ،ولهذا فأنها " ستدعو خلال القمة الى اقرار ملاحقات اشد صرامة في حق المهربين ووضع لوائح اكثر دقة للمواد التي يمكن استخدامها لصنع اسلحة" وفق ما ذكرته جريدة" وول ستريت جنرال".
وقال المسؤول بوزارة الدفاع الاميركية جيمس ميلر" ان اوباما ينتظر من الدول المشاركة تقديم التزامات محددة تتعلق بشكل خاص ب" منع سرقة مواد نووية او وضع اليد عليها او نقلها و الاتجار بها على اراضيها".
وبرأي الخبير في " راند كوربوريشن" بريان جنكينز" ان تنظيم القاعدة نجح في وضع التهديد النووي فوق رؤوس الحكومات و الرأي العام ".
وتشير الارقام الى ان هناك 1600 طن من اليورانيوم العالي التخصيب و500 طن من البلوتونيوم في العالم ،وهو ما يكفي لانتاج 120 الف قنبلة نووية.
ووفقا لتقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية فأن هناك نحو 15 عملية للاتجار باليورانيوم المخصب او البلوتونيوم بين 1993 و2008 ،وتحديدا في دول المعسكر السوفياتي السابق.
ان طلب ادارة اوباما من الكونغرس تخصيص مبلغ3,1 مليار دولار في هذه السنة المالية ل" برامج الامن الدولي لاسلحة الدمار الشامل" يعكس حجم القلق الذي ينتابها من مخاطر وصول السلاح النووي الى جماعات ارهابية او من تسميهم دولا مارقة ،وقال الامين العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي" لا يمكن الانتظار الى ان نرى انفجارا نوويا وسط مانهاتن او بومباي كي نتحرك".

 


المصدر: جريدة الوطن الكويتية

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,353,917

عدد الزوار: 6,888,167

المتواجدون الآن: 88