كاسيزي لـ«الحياة»: لم نواجه حتى الآن أي رد فعل سلبي وأهم تحد أمامنا هو نفاد صبر المجتمع الدولي تجاه عملنا

تاريخ الإضافة السبت 3 نيسان 2010 - 5:55 ص    عدد الزيارات 3159    التعليقات 0    القسم محلية

        


منال ابو عبس

يبدو رئيس المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بلبنان القاضي انطونيو كاسيزي مرتاحاً الى ما أنجزته حتى الآن المحكمة المكلفة النظر في قضية اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري والجرائم ذات الصلة. وبحسب القاضي الإيطالي الذي تولى سابقاً رئاسة المحكمة الجزائية الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة، فإن محكمة لبنان «لم تواجه حتى الآن بأي رد فعل سلبي من طرف دولي».

غير أن كلامه هذا لا يعني أن «الطرق الدولية» مفروشة أمام المحكمة بالورود، إذ يمكن لرفض الدول التصديق على اتفاق التعاون مع المحكمة كمثال واحد، أن يحيي المخاوف مما يمكن أن يواجه عملها في المستقبل. فالمحكمة أعدت اتفاق تعاون شامل وعممته على دول في المنطقة ودول أخرى فيها جاليات لبنانية، ويقول كاسيزي انه «لم تتم المصادقة على هذا الاتفاق حتى الآن من جانب أي دولة، وكان الرد أن تبني الاتفاق يفترض اعتماده على مستوى البنى القانونية الوطنية، الأمر الذي سيتطلب سنوات طويلة». وعلى رغم تأكيد رئيس المحكمة أن «هذا لا يعني أن الدول رفضت، بل أن آليات اعتماد هذا الاتفاق ستتطلب إجراءات معقدة مثل إحالة هذا الاتفاق على المجلس النيابي لتصديقه»، فإنه لا ينفي انتقال المحكمة من «صيغة الاتفاق الملزم الى صيغة التعاون البراغماتي» عبر «تبني وسيلة تبادل الرسائل مع بعض الدول تتعهد خلالها بالتعاون على أساس الاتفاق، وهذا بطبيعة الحال ليس ملزماً».

تحد آخر تخوف كثيرون من أنه سيواجه المحكمة: التمويل. غير أن كاسيزي يؤكد أن التحدي الذي تواجهه محكمة لبنان في هذا الإطار «هو نفسه الذي تواجهه كل المحاكم الدولية، وهو ظاهرة نفاد صبر المجتمع الدولي تجاه هذه المحاكم نظراً لكلفتها». ويحمل كلامه جانباً تطمينياً الى الممولين بـ «أننا نبذل جهداً كبيراً من أجل اقتصار نفقاتها واستخدام الموارد على الشكل الأمثل».

«الحياة» عبر مكتبها في بيروت، أجرت مقابلة مع كاسيزي عبر مكتبه في لاهاي، هذا نصها:

> تناول تقريرك الأخير الذي أصدرته في مناسبة مرور سنة على انطلاقة المحكمة معلومات عن التحقيق، وهو ما قلت سابقا إنه من صلاحية المدعي العام دانيال بلمار التحدث عنه، فإلى ماذا استندت في حديثك؟

- من المهم جداً أن أؤكد هنا مبدأ أساسياً جداً في عمل المحكمة وهو سرية التحقيق، ما يعني أن المعلومات بخصوص التحقيق هي تحت سلطة المدعي العام ولا مجال لأي من الأجهزة الأخرى أن تكون مطلعة عليها، بما فيها أنا باعتباري رئيساً للمحكمة ورئيساً لغرفة الاستئناف أيضاً.

التقرير السنوي الذي أصدرته عن السنة الأولى للمحكمة هو حصيلة عمل الأجهزة الأربعة للمحكمة وهو مراكمة لأعمال هذه الأجهزة من دون أن يعني ذلك أنني شخصياً مطلع عليها. في ما يتعلق بالقسم الخاص بالتحقيق فقد تم إعداده في مكتب المدعي العام ودوري كان أنني أضفت هذا القسم الى التقرير. الجدير بالذكر هنا أن رئيس المحكمة هو المخول إصدار التقرير السنوي باعتباره رأس المحكمة، وهذا لا يعني انه شخصياً يعد كل قسم منه، بل انه المسؤول رسمياً عن تقديمه. المحكمة تتشكل من أربعة أجهزة مستقلة تماماً وما ضمنته في الأقسام الخاصة بقلم المحكمة ومكتب الادعاء ومكتب الدفاع هو ما أعدته هذه الأجهزة عن حصيلة عملها.

قلة صبر

> ألمحت في تقريرك الى تحديات تواجه الموازنة، ما هو سبب بروز هذه التحديات، وماذا تحقق لتأمين موازنة السنة المقبلة، خصوصاً ما ذكر عن تقليص مساهمات عدد من الدول للعام 2010، ومساهمة دولة واحدة بمبلغ زهيد في موازنة العام 2011؟

- إن التحدي الذي تواجهه المحكمة الخاصة بلبنان هو نفسه التحدي الذي تواجهه كل المحاكم الدولية وهو ظاهرة قلة صبر المجتمع الدولي تجاه هذه المحاكم نظراً لكلفتها. أستطيع أن أؤكد أننا لم نواجه حتى الآن أي مشكلة في التمويل وحصلنا على تمويل كاف للسنة الجارية (55.4 مليون دولار تم التزام تأمين 90 في المئة منها). كما أننا لا نشعر بقلق حيال تأمين التمويل اللازم بالنسبة للسنة المقبلة.

صحيح أن نفقات المحاكم الدولية كبيرة، إلا أننا نبذل جهداً كبيراً من اجل اقتصار نفقاتها واستخدام الموارد على الشكل الأمثل. أستطيع أن اقدم مثلاً وهو أن ثلاثة قضاة فقط من اصل 11 يواظبون حالياً على العمل في المحكمة ويتقاضون رواتب نظراً لعدم انطلاق الإجراءات القضائية حتى الآن. كما أن هناك سكرتيرة واحدة لسبعة أشخاص في الغرف. الأمر نفسه ينطبق على الأقسام الأخرى. إذ اخترنا عدم تعيين نائب رئيس للقلم لهذه السنة لعدم وجود حاجة ملحة لذلك، الأمر الذي يستتبع أيضاً خفضاً في النفقات. نحن نحاول أن نقيم موازنة بين ضرورة إنجاز عملنا بجودة وبين مراعاة محدودية الموارد وضرورة استخدامها بما يحقق الإفادة القصوى.

كذلك، أريد أن أوضح أن الإمكانات المتوافرة للمحكمة مخصصة في شكل كبير منها هذه السنة لدعم التحقيق للتمكن من الانتقال الى مرحلة إصدار القرار الظني.

> ذكرت في تقريرك أن المحكمة ستنتقل الى العمل القضائي في شكل فاعل السنة المقبلة، هل هذا يعني أن بلمار سيصدر قراره الاتهامي قبل نهاية 2010؟

- اكرر مجدداً أنني لست على اطلاع على تفاصيل عمل المدعي العام وأنه لا مجال للحديث عن مهل لإصدار القرار الاتهامي.

أود أيضاً أن اشدد على أن كل ما يساق حول اقتراب موعد صدور القرار الاتهامي أو ابتعاد هذا الموعد هو مجرد تكهنات لا علاقة لها بعملنا، لأن الوحيد القادر على البت بالأمر هو المدعي العام الذي سيقول كلمته في نهاية المطاف.

وما جاء في تقريري في الفقرة 240 منه هو انه خلال الأشهر الـ12 المقبلة، تنوي المحكمة الخاصة بلبنان إنجاز أهداف منها: دعم جهود المدعي العام الآيلة إلى اتخاذ كل التدابير المعقولة لرفع وتيرة التحقيقات وعملية جمع الأدلة، ومباشرة الإجراءات التمهيدية فور تقديم المدعي العام لقرار اتهام وتصديقه من قبل قاضي الإجراءات التمهيدية، بهدف تعجيل موعد المحاكمة.

> في الفقرة 66 تذكر أنه «يفصل بين مباشرة ادعاء محكمة دولية وبين بدء إجراءات المحاكمة سنتان الى 3 كقاعدة عامة، هل تتوقع أن تكون المدة بالنسبة الى محكمة لبنان أطول أم اقصر، بنتيجة التحديات التي تواجهها؟ وفي السياق نفسه، لماذا لم تذكر في التقرير المدة التي تحكم بدء عمل المحكمة وصدور القرار الظني، خصوصاً أن صدور القرار الظني في محكمة يوغسلافيا السابقة صدر بعد اشهر عدة من تعيين المدعي العام؟

- لا أستطيع أن اعلق على مدد طويلة أو قصيرة، لكننا ملتزمون اختصار المدد وعدم التأخير. كما أننا اعددنا أساساً كل البنى التحتية القانونية والعملية الأساسية لعملنا والتي من دونها لا يمكن إطلاق العمل القضائي ونحن الآن في حالة جاهزية تامة في انتظار صدور القرار الاتهامي. كل ما أستطيع قوله هو أن المدعي العام يعمل بجد ومكتبه يعمل بكل طاقته. كما اننا اعددنا كل البنى التحتية القانونية الضرورية من اجل إتاحة المجال أمام قاضي الإجراءات التمهيدية لمباشرة عمله فور صدور القرار الاتهامي لدراسة الملف المحال إليه من قبل المدعي العام.

أنا شخصياً غير مطلع على تفاصيل التحقيق، وكما ذكرت سابقاً فإن سرية التحقيق مبدأ أساسي لا يمكن أن نفرط به. إلا أننا ملتزمون ضمان إجراءات قضائية نزيهة تراعي أعلى معايير العدالة الدولية من دون تسويف في الوقت أو إهدار للإمكانات في الوقت نفسه. إن عملية الموازنة تلك صعبة لكننا حريصون جداً على النجاح بهذا التحدي.

> ذكرت في خانة عمل المحكمة وتحدياتها أن عمل المحكمة يحكمه عنصر التجربة والخطأ، هل ما قلته في الفقرة 192 عن «سحب بعض الأدلة والمعلومات غير الموثوق بها» هو نتيجة خطأ ما؟ وهل هذا متعلق بمحمد زهير الصديق مثلاً؟

- ما ورد في تقريري حول التحقيق هو حرفياً ما قدمه مكتب المدعي العام، وأنا لست في موقع التعليق عليه لأنني لست مطلعاً على تفاصيل التحقيق.

طبعاً ليس هناك من «أخطاء»، ولا يمكن أن نتحدث عن «أخطاء». وألفت هنا الى مبادئ عامة في هذا النوع من التحقيق وهي أن المدعي العام يستطيع إعادة توجيه مسار التحقيق أو تعديله أو البقاء عليه وتعزيزه بحسب الأدلة المتوافرة لديه وصلابتها أو ضعفها وذلك تقليد معهود بالنسبة لهذا النوع من التحقيقات.

نية التعاون موجودة

> من هي الدول التي وقعت المحكمة معها اتفاقات في شأن التعاون الأفقي مع الدول الثالثة، ومن هي الدول التي لم توقع؟ خصوصاً أنك أوضحت في الفقرة 104 أنكم تقدمتم بمسودات اتفاق حول التعاون القانوني وتنفيذ الأحكام الى 20 دولة. وما هو عدد الدول التي صادقت على هذه الاتفاقات؟

- لقد أعددت اتفاق تعاون شامل وقمنا بتعميمه على دول في المنطقة ودول أخرى فيها جاليات لبنانية. لم تتم المصادقة على هذا الاتفاق حتى الآن من جانب أي دولة، وكان الرد أن تبني الاتفاق يفترض اعتماده على مستوى البنى القانونية الوطنية. الأمر الذي سيتطلب سنوات طويلة. لا يعني ذلك أن هذه الدول رفضت، بل أن آليات اعتماد هذا الاتفاق ستتطلب إجراءات معقدة مثل إحالة هذا الاتفاق على المجلس النيابي بصدد تصديقه، وذلك لكون الاتفاق شاملاً ويغطي مجالات واسعة جداً.

انتقلنا من مقاربة طموحة للتعاون مع الدول الى مقاربة اكثر براغماتية، إذ اخترنا أخيراً تبني وسيلة تبادل الرسائل مع بعض الدول تتعهد خلالها بالتعاون على أساس الاتفاق، لكن باعتباره مجموعة من المبادئ التوجيهية وليس اتفاقاً ملزماً.

أستطيع أن أؤكد أن نية التعاون موجودة لدى الجميع ولم نحصل على أي رد سلبي حتى الآن. ما جرى هو أننا انتقلنا من مقاربة طموحة جداً الى اعتماد آليات اكثر واقعية الهدف منها ضمان المزيد من الفاعلية لإجراءاتنا.

> هل امتناع بعض الدول عن التوقيع على اتفاقات ينذر بما أشرت إليه في الفقرة 61 بأن «المحكمة قد تصبح عاجزة إذا لم تقدم لها الدول الدعم المطلوب»؟

- المحكمة لم تواجه حتى الآن أي رد فعل سلبي من طرف دولي. إن الدول تفضل أن تتعاون في إطار حالات محددة وليس بناء على اتفاق تعاون ملزم يفترض اعتماده إجراءات طويلة ومعقدة. وجدنا أننا كنا طموحين جداً في تصور اتفاق من هذا النوع، وأن علينا أن نكون اكثر واقعية، إلا أن ذلك لا يعني أننا واجهنا رفضاً أو أن الدول غير راغبة في التعاون. انتقلنا من صيغة الاتفاق الملزم الى صيغة التعاون البراغماتي.

المحكمة ليس لديها سلطة إرغام الدول على التعاون، كما ليس لديها أدواتها الخاصة كالشرطة. وفي هذه الظروف فإن السبيل الوحيد هو الإقناع عبر الطرق الديبلوماسية.

اجراءات مرتبطة بالشهود

> هل هناك تدابير اتخذت حتى الآن في ما يخص (حماية) بعض الشهود؟

- القاعدة العامة هي أن المحاكمات علنية، إلا أن بعض الشهود قد يقدم حجة راجحة لعدم مثوله علناً، فيدلي بشهادته أمام الادعاء والدفاع فقط. في حالات استثنائية جداً، رأت هذه الإجراءات أن يقتصر معرفة هوية شاهد على قاضي الإجراءات التمهيدية من دون الطرفين. إلا أن الإجراءات ارتأت وذلك من باب التأكيد على نزاهة المحاكمة أن لا يصدر اتهام بحق طرف ما بناء على شهادة شاهد لا تكشف هويته.

فالمادة 93 من قواعد الإجراءات والإثبات أجازت لقاضي الإجراءات التمهيدية، بناءً على طلب من المدعي العام أو الدفاع أو الممثل القانوني لمتضرر مشارك في الإجراءات استجواب الشاهد في غياب الفريقين، أو في غياب الممثل القانوني للمتضرر المشارك في الإجراءات، إذا كان هناك، في أية مرحلة من الإجراءات:

خطر جدي قد يهدد حياة شاهد أو شخص مقرّب من الشاهد أو قد يعرضه للإصابة بأضرار بدنية أو عقلية خطيرة جراء الكشف عن هويته. 2) خطر جدي قد يمس بالمصالح الأمنية الوطنية الأساسية في حال الكشف عن: هوية الشاهد أو انتمائه. وبحسب المادة نفسها، يتيح قاضي الإجراءات التمهيدية للمدعي العام والدفاع والممثلين القانونيين للمتضررين المشاركين في الإجراءات فرصة توجيه أسئلة إلى الشاهد من دون الكشف عن هويته. وتنقل الأسئلة نفسها الى الشاهد. يجوز أيضاً لقاضي الإجراءات التمهيدية استجواب الشاهد من تلقاء نفسه. إلا أن المادة 159 من قواعد الإجراءات والإثبات وضعت حدوداً للجوء الى مثل هذه الشهادات، إذ نصت على انه «لا يمكن أن تستند الإدانة، فقط أو في شكل حاسم، إلى إفادة أدلى بها شاهد وفقًا للمادة 93».

> ما ردك على بعض الانتقادات التي طاولت التقرير في لبنان، وأشارت الى أنه استفاض في العموميات وتعريف أنواع الجرائم وغيرها ليبرر تأخر صدور القرار الظني؟

- على عكس ما تقولون، التقرير السنوي الذي أصدرته لم يغص في العموميات، بل تحدث وبالتفصيل عن نشاطات السنة الأولى على مستوى الأجهزة الأربعة مقدماً معلومات عملية وبالتفصيل. ليس لدينا ما نخفيه. لقد شرحت مراراً أن التحقيق في الجرائم الإرهابية مسألة معقدة والمحكمة الخاصة بلبنان هي أول من يتصدى لهذه المهمة على مستوى المحاكم الدولية.

القرار الظني سيصدر عندما يصبح المدعي العام جاهزاً، لكننا أنجزنا عملاً هائلاً خلال سنة خصوصاً لجهة اعتماد البنى القانونية الأساسية لعملنا والتي من دونها لا يمكن أن تنطلق الإجراءات القضائية فضلاً عن إعداد قاعة المحاكمة التي ستتميز بأحدث التقنيات وسيتم إنجازها في غضون أسابيع قليلة.

التسريبات...

> في شأن الاستقالات الخمسة التي حصلت خلال السنة الماضية، ما هو مصير المعلومات التي اطلع عليها كل من المستقيلين؟ وكيف تضمن المحكمة عدم تسريب هذه المعلومات؟

- الضمانة الفعلية لعدم تسريب المعلومات هي النزاهة الكبيرة والمهنية العالية التي يتمتع بها فريق العمل في المحكمة، كما أن استقالة مسؤولين أمر معهود في المحكمة الدولية إذ هناك دوماً حركة ذهاب وإياب مستمرة، خصوصاً أن العاملين في هذه المحاكم ينتمون الى جنسيات مختلفة، وعادة يرغبون في العودة الى بلادهم. أريد أن أقول ان تلك حالة مشتركة لدى كل المحاكم الدولية، وفي كل الحالات يطلع الموظفون على معلومات خاصة. إلا أن ذلك لا يعني انهم سيقومون بتعميم هذه المعلومات لدى انتقالهم الى منصب جديد. تلك طبيعة عمل المحاكم الدولية وما يجرى في المحكمة الخاصة بلبنان ليسن غريباً في عالم القضاء الدولي.

> ماذا عن الاتهامات بالتسريبات التي ساقتها بعض وسائل الإعلام ضد الفريق العامل في المحكمة؟

- أولاً، أريد أن أوضح مسألة في غاية الأهمية، أننا بدءاً مني ووصولاً الى كل فريق العمل بكل أفراده لسنا مطلعين أساساً على أي معلومات عن التحقيق الذي يخضع لسرية مطلقة. كما أن مكتب المدعي العام حريص الى أقصى الحدود على سرية التحقيق وحمايته.

أريد هنا أن أعلق على سوق بعض وسائل الإعلام اتهامات للمتحدثة الرسمية باسم المحكمة السيدة فاطمة العيساوي بتسريب معلومات. وأنا اعتبر هذه الاتهامات أمراً مؤسفاً، وأشدد على تأكيد ثقتي الكاملة بالسيدة العيساوي، كما ثقة كل الأجهزة بها. وهي على درجة كبيرة من المهنية والنزاهة كما أنها لا يمكن أن تكون مصدر تسريب لأي أمر، خصوصاً أنها كما الآخرين في أجهزة المحكمة غير المعنية، ليست على علم بمجريات التحقيق.

لا خيار الا النجاح

> في حال قرر لبنان وحكومته، لأي سبب من الأسباب الخاصة به، انه لم يعد بمقدوره أن يدفع نسبة الـ49 في المئة المتوجبة عليه لسداد مستحقات المحكمة، هل يعني ذلك أن المحكمة ستتوقف؟ وفي حال كان الجواب لا، ما تأثير ذلك في عمل المحكمة، وما هي الإجراءات البديلة؟

- ليس هناك من توجه لوقف الأموال، ولسنا قلقين حيال ذلك. لقد لقينا تجاوباً كبيراً من الحكومة اللبنانية وهذا التجاوب لا يزال قائماً. كما أريد أن ألفت الى أن النظام التأسيسي للمحكمة لحظ أيضاً وسائل تمويل بديلة، إلا أننا لسنا في خوف من مواجهة موقف كهذا. فقد نصت المادة الخامسة من الاتفاق بين لبنان والأمم المتحدة على انه في حال عدم كفاية التبرعات لتنفيذ المحكمة لولايتها، يقوم الأمين العام ومجلس الأمن باستكشاف وسائل بديلة للتمويل.

> يقول البعض أن عمل المحكمة وأجهزتها في الفترة الحالية مقتصر على العلاقات الإعلامية، بمعنى تنظيم لقاءات وحوارات وزيارات، وأن مصاريف هذه العلاقات يكبد المحكمة مصاريف لا لزوم لها، ما هو رأيك؟

- ما تسميه علاقات إعلامية، نسميه نحن برنامج التواصل الخارجي وهو أساسي لتقريب المسافة بيننا وبين اللبنانيين. هذه المحكمة أساساً أنشئت من اجل اللبنانيين ومن دون دعم الرأي العام اللبناني لا يمكن أن ننجح في مهمتنا، خصوصاً أن هناك الكثير من التصورات المغلوطة حول عملنا ومحاولات تسييس لعملنا ووضعنا في هذه الخانة أو تلك.

نحن نعي أن عمل المحكمة معقد، وقد يكون من الصعب على اللبنانيين فهمه من هنا ضرورة التواصل معهم من خلال هذا البرنامج الذي ننوي تعزيزه هذه السنة.

> متى يمكن القول أن محكمة لبنان فشلت في تأدية مهمتها؟

- الفشل ليس احتمالاً مطروحاً للمحكمة. لا خيار أمامنا إلا النجاح والنجاح فقط. إن سمعة القضاء الدولي معلقة على المحكمة وليس فقط سمعة قضاتها وفريقها العامل. نحن نعي أن التحدي كبير، إلا أننا مستعدون لمواجهته


المصدر: جريدة الحياة

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,727,456

عدد الزوار: 6,910,675

المتواجدون الآن: 103