واشنطن - تل ابيب ... افتراق في السياسات وتعريف المصالح المشتركة

تاريخ الإضافة الأحد 28 آذار 2010 - 5:10 ص    عدد الزيارات 3345    التعليقات 0    القسم دولية

        


رام الله – من محمد هواش:
تطور الخلاف الاميركي - الاسرائيلي العلني حيال الموقف من الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة  على نحو يدعو الى التوقف عنده ومراقبة  امكان  البناء عليه، وما اذا كان الرهان على ذلك كافيا في المعركة الفلسطينية – العربية لنزع الشرعية عن الاستيطان.
فالاستيطان  كان ولا يزال معادلا لمواصلة الاحتلال، ولا معنى اليوم لأي مفاوضات فلسطينية - اسرائيلية مباشرة او غير مباشرة من دون وقفه تماماً.
اسرائيل من جهتها لا تريد اطلاق مفاوضات، وتتهرب من طريق وضع شروط متشددة لا تسمح باطلاقها الا اذا كان لا هدف لها وتريد للاحتلال ان يستمر.
الخلاف الاميركي - الاسرائيلي حول الاستيطان وحل الدولتين وجد تعبيره في نتائج زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن ولقاءاته مع المسؤولين الاميركيين وانفتاح هذه اللقاءات على تداعيات وخلافات اوسع مع ملامح افتراق في السياسات وتعريف المصالح المشتركة والمصالح الخاصة لكل من الولايات المتحدة واسرائيل.
ولهذه الخلافات تعبيرات سياسية جديدة مثل قول وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس:  "ان غياب حل للنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي وعدم اطلاق مفاوضات يوجد تحديات سياسية للجيش الاميركي في منطقة الشرق الاوسط"، وقول قائد القيادة المركزية في الجيش الاميركي الجنرال ديفيد بترايوس  ان "غياب حل لهذا النزاع يعرض قواتنا في المنطقة للخطر".
 الرئيس الاميركي باراك اوباما عرض في لقائه مع  نتنياهو خطة بديلة اذا رفضت اسرائيل اجراء مفاوضات لانهاء احتلالها للاراضي الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين. وبحسب صحيفة "يديعوت احرونوت" يتضمن مشروع اوباما خطة احادية هدد بفرضها على الجانبين في وقت متقدم اذا ما تبين له ان الحكومة الاسرائيلية لا تريد مفاوضات مع الفلسطينيين وتتهرب من حل الدولتين من خلال اجراءات احادية تقوم بها في القدس وعموم الاراضي الفلسطينية المحتلة
خطة اوباما لا تختلف عن التصورات التي قدمها سلفه الرئيس جورج بوش، باستثناء ملامح لحظة فريدة بدأت الولايات المتحدة واركان ادارتها تتحدث عن سلوك اسرائيلي يتعارض مع المصالح الوطنية العليا الاميركية.
في اسرائيل الصحافة ووسائل الاعلام المختلفة  تتحدث صراحة عن وضع غير مسبوق: مواقف اميركية جديدة، لغة جديدة، رئيس اميركي مختلف، واسئلة محرجة منه لنتنياهو يريد اجوبة لا لبس فيها على مطلب تجميد تام للبناء في المستوطنات، بما في ذلك القدس الشرقية.
 "يديعوت احرونوت" قالت الجمعة: "يضغط الاميركيون للحصول على تنازلات اسرائيلية ليس بهدف التمهيد لشن هجوم على ايران بل لتسهيل خروجهم من العراق وافغانستان. اوباما يبحث لنفسه اليوم عن سياسة خارجية فيما يقف نتنياهو عائقا في طريقه. ادارة اوباما تخطو اليوم نحو اعادة رسم علاقتها مع اسرائيل. والمعنى السياسي لهذه الخطوة كبير جدا. ويشكل كارثة بالنسبة الى اسرائيل على المستوى الامني".
اوباما عرض على نتنياهو خطة بديلة هي "اقامة دولة فلسطينية مستقلة على اساس حدود 4 حزيران 1967 مع تعديلات حدودية، وتبادل اراض، خلال ولايته، وتكون القدس عاصمة للدولتين مع ادارة دولية للاماكن المقدسة، وفور قيامها يطلب الى الدول العربية الاعتراف باسرائيل واقامة علاقات ديبلوماسية معها".
الفلسطينيون تنفسوا الصعداء لانهم لم يجدوا سلالم ينزلون عليها من مواقفهم التي وصفها الاسرائيليون بأنها عالية وبأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "علق عليها هناك". اكثر من ذلك، هم يديرون معركة متعددة الموقع بهدف نزع الشرعية عن الاستيطان وقد جلبوا معظم دول العالم الى  الجانب الصحيح من هذه المعادلة. عباس دق اسفيناً بين اوباما ونتنياهو. وهو يوسع المسافة بينهما من طريق تعلقه بمفاوضات ذات هدف ومرجعية وجدول زمني وتعلقه اكثر بامكان اطلاق مفاوضات بهذه المواصفات. ومن شأن هذا الموقف ان يحشر نتنياهو بين فكي كماشة اوباما من جهة، وائتلاف نتنياهو اليميني الذي يعارض اي تسوية مع الفلسطينيين من جهة اخرى. كل خطوة في أي من الاتجاهين يخسر نتنياهو من الطرف الثاني وعباس يبقى رابحاً من هذه اللعبة.
اذا لم تطلق مفاوضات بسبب مواقف اسرائيل، يبقى خيار بناء الدولة الفلسطينية على الارض واعلانها في مجلس الامن خيارا فلسطينيا ممكنا  لأن لا احد سيلوم عباس ورئيس حكومته سلام فياض على انهما تسببا بالجمود السياسي في المنطقة، هذا اذا سمحت واشنطن بمواصلة الجمود ولم تقم بخطوات لتحريكه.
الفلسطينيون يراهنون على مسار يربحون منه حتى لو لم يتوقعوا نتائج فورية للخلاف الاسرائيلي- الاميركي. وهم لايحتاجون الى التهديد او التلويح بانتفاضة، فهم فعلوها ولكن ليس على حساب امنهم واقتصادهم هذه المرة. فنيرانها تشتعل في الحلبة الدولية وفي المجال السياسي. وهذه ضرورة لكيّ الوعي الاسرائيلي هذه المرة. 


المصدر: جريدة النهار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,591,910

عدد الزوار: 6,902,930

المتواجدون الآن: 76