ماذا يجري على جبهة المحكمة لبنانياً؟

تاريخ الإضافة الإثنين 22 آذار 2010 - 5:30 ص    عدد الزيارات 3430    التعليقات 0    القسم محلية

        


ملامح أزمة و <سيناريو> قيد الإعداد!
ليس أمراً مفهوماً، أو خبراً عادياً، أن يجري تداول معلومات في بيروت، وسط اهتمام منقطع النظير في الاوساط الدبلوماسية والإعلامية الغربية، من أن محققين تابعين للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، المعروفة <بمحكمة الحريري> التقوا مع عناصر من حزب الله، للاستماع اليهم في تلك القضية، التي تشغل اللبنانيين والعرب والعالم·

ما زاد من أن شيئاً ما يجري، على هذا الصعيد، أن نواباً وقياديين وإعلاميين من الحزب، يتكلمون لغة واحدة، إزاء أي سؤال يوجّه إليهم، حول هذا الموضوع: لا تعليق··· مما يعني جواباً متقدماً على أجوبة التجاهل، أو النكران والنفي·

فكلمة <لا تعليق> أو عبارة <لا تعليق>، لا تفيد معنى التجاهل، ولا تفيد معنى الإنكار، ولا تفيد معنى التثبيت، ولا معنى التحقق، إنما تفيد أمراً واحداً: ثمة قرار بعدم الخوض أمام وسائل الإعلام في هذا الشأن·

أما الاعتبارات لمثل هذا القرار فهي، فضلاً، عن انها تنبع من خطورة الموقف وحساسيته، تأخذ في الحسبان خطأ الكلمة، أو الموقف، أو حتى الصوت والإيماء والحركة، لذا لا بدّ من السيطرة أولاً على ردّات الفعل، قبل الإجابة عن أم الأسئلة: هل هناك تحقيقات تجري فعلاً مع <عناصر حزبية> على صلة بالتحقيقات المتعلقة بجريمة اغتيال الرئيس الحريري؟ فاذا امتنعت الإجابة، المبنية على امتناع الحدوث، تترتب أسئلة ثانوية، وتنحصر المشكلة في <الغايات البعيدة> المكشوفة أساساً من دون كبير عناء··· وإذا كانت المسألة على العكس تصير الأسئلة الممكنة التداول: أين حدثت حالات الاستماع، وكيف، ومتى، وباشراف مَن، ومع مَن، وبأي ضمانات، أو بلا ضمانات، وكيف اختيرت الأسماء، وما طبيعة الشبهات، وهل تكررت عمليات الاستماع، وعلى سبيل التحقق أو التهمة أو الشهادة؟·

وبعيداً عن المعالجة البوليسية، أو الأمنية لهذا الموضوع، فالمقاربة الاحتمالية هي التي يمكن أن تكون سيّدة الفهم، فإذا كانت الأسئلة من نوع الاستماع أو الاستفهام أو الشهادة، فالأمر يختلف عمّا إذا كانت الأسئلة من نوع الاتهام أو خلافه، على نحو ما ذكرت صحيفة <دير شبيغل> وتلتها صحف ومجلات اوروبية!·

في ظل التقنيات المتطورة في عالم الاتصالات التلفونية والخليوية، يمكن تحديد أرقام هاتف تحرّكت عند وقوع الجريمة، في إطار المتابعة او الاستفسار، وهذا طبيعي جداً بالنسبة لكل اللبنانيين، وطبيعي جداً بالنسبة لـ?<حزب الله> المعني بكل التطورات ذات الطابع الامني، والجرائمي، لأسباب معروفة للقاصي والداني·

وإذا كان الأمر، على هذا النحو، فالتحقيق يصب في خدمة جلاء الحقيقة، أما إذا كان التحقيق من وجهة أخرى، وبوجهة أخرى، فالأمر يختلف اختلافاً كبيراً بين الرغبة الجامحة بكشف الحقيقة، أو وضع التبعات على جهات أخرى·

في إطار هذا الفهم الاحتمالي لمجريات ما يسمى <تحقيقات مع عناصر حزبية> يكتفي المتابع في ظل نقص المعلومات بالمعنيين الأنطولوجي أو الميتولوجي·

بيد أنه، وخارج السياقات الاخبارية، ماذا عن المعاني السياسية لما يجري؟·

1 - النائب وليد جنبلاط، الذي حذّر من انجرار لبنان لما أسماه <لعبة الأمم> كان من أوائل مَن نبّه إلى الأبعاد الخطيرة المسمومة، لتقرير <دير شبيغل> ودعا إلى مقاربة لبنانية تحمي البلد من العودة إلى <التوترات الداخلية> بعدما انسحب هو وحزبه من تشكيل 14 اذار السياسي والتنظيمي، قبل البحث بزيارة دمشق، أو عدم زيارتها·

2 - قيادة <حزب الله> وعلى أرفع المستويات، تنبهت إلى <الأبعاد الصهيونية> في تقرير دير?شبيغل الذي اكتسب اهتماماً، من المكانة المرموقة للمجلة الالمانية، قبل أن تتخذ منصة لتصويب <نار ما> على المقاومة اللبنانية، وعبر المؤتمر الصحفي الذي عقده الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله غداة نشر التقرير عن إدراك الحزب للمخطط الخطير، الذي يجري الإعداد له، قبل الانتخابات النيابية، وتأليف حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري نجل الرئيس الشهيد رفيق الحريري·

3 - اكتفت عائلة الحريري وتيار المستقبل والكتلة النيابية بعدم الالتفات أو التعليق على تقارير صحفية أو معلومات تتداولها وسائل إعلام مهما كانت جديتها أو صدقيتها، بانتظار قرار المحكمة، والقرار الاتهامي، الذي يصدر علناً بعد انتهاء التحقيقات· 4 - امتنعت المحكمة الدولية، على كل مستوياتها، بما في ذلك المستوى الإعلامي بالتعليق: لا نفياً ولا تأكيداً، وعلى هذا النحو كان موقف الناطقة الإعلامية راضية عاشوري بالنسبة للمعلومات التي تحدثت عن تحقيقات مع 13 عنصراً من <حزب الله>·

5 - شكلت التصريحات الصحفية، والإطلالات الإعلامية للسفير اللبناني السابق في فرنسا (والمقيم حالياً فيها) جوني عبدو عن زلزال سيحدثه تقرير المحكمة الدولية الاتهامي، نقطة اهتمام ومتابعة لدى الأطراف اللبنانية المعنية، ليس انطلاقاً من قدرة الرجل الاستشرافية لما يمكن ان يحدث فعلاً، بل على خلفية المعلومات والمتابعات التي تتاح له، او توفّر له من موقعه المتابع لتطورات الوضع اللبناني، ولو من بعيد·

وإذا كانت تصريحات الرئيس الإيطالي الذي زار دمشق مؤخراً جعلت اللبنانيين المتابعين يتوقفون عند كلامه عن خطرين يتهددان لبنان: الخطر الإسرائيلي والفتنة الداخلية، يصير سيناريو الأحداث اللبنانية، مقلقاً بتكوين بيئة اللااستقرار على أرض لبنان، في ظل ما يجري على أرض المنطقة من تهويلات وتسويات أو مشاريع تسويات·

في المشهد اللبناني <ملامح أزمة> وملامح <استيعاب الأزمة>، مَن يسبق مَن في ترجيح الخيار··· المسألة معلقة على التطورات، ومنها تطورات التحقيقات في المحكمة الدولية·

 


المصدر: جريدة اللواء

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,707,704

عدد الزوار: 6,909,621

المتواجدون الآن: 106