باسيل رأى أن «لا موجبات لاستقالة سليمان» والمر «يا جبل ما يهزّك ريح»

التجرّؤ على الرئيس اللبناني «رسالة سوريّة» محدودة غايتها ضبط حركة الحُكم... ومسارها محكوم بالتراجع

تاريخ الإضافة الجمعة 19 آذار 2010 - 6:01 ص    عدد الزيارات 3410    التعليقات 0    القسم محلية

        


بيروت - «الراي» |
قللت اوساط سياسية لبنانية واسعة الاطلاع، من اثر الحملة التي يشنّها بعض حلفاء سورية في لبنان على الرئيس ميشال سليمان على المستوى الاجرائي والعملي من دون ان تغفل أبعادها على المستوى المعنوي والايحائي.
ورأت هذه الاوساط لـ «الراي»، انه لو كانت دمشق جادة في استهداف رئيس الجمهورية لما كان تولى الهجوم عليه وزير سابق من حلفائها كوئام وهاب، الذي ذهب الى المناداة باستقالة الرئيس، بل لكان هذا الهجوم جاء من احدى القوى السياسية النافذة على الأقل. ومع ذلك لا يمكن اغفال الرسالة المحتملة التي تقف وراء تجرؤ وهاب على الرئيس في حين سبق هجومه مجموعة مؤشرات ترتبط بمجملها بمنحى سوري مباشر يتخذ وتيرة تصعيدية ومتدرجة ويرسم نهجاً ضاغطاً على رئاستي الجمهورية والحكومة اللبنانيتين.
واعتبرت ان هذه الحملة تمثل نقطة التوازن التي يعمد اليها بعض حلفاء سورية في مقابل التحرك الخارجي المتواصل لكل من الرئيسين سليمان وسعد الحريري على نحو يذكر تماماً بما كان يجري مع الرئيس الراحل رفيق الحريري في عهد الرئيس السابق اميل لحود. ومع ان كثيراً من الظروف والملابسات اختلفت اليوم عن تلك الحقبة، فان الحملة تشير الى استعادة الاسلوب نفسه في «اعادة ضبط» حركة السياسة الخارجية وبعض مفاصلها الداخلية ايضاً، اذ غالباً ما تبدو الحملة التي يتولاها سياسيون تارة ووزراء ونواب تارة اخرى من الفريق الحليف لسورية بمثابة تحذيرات ضمنية للحكم والحكومة من توسيع هامش استقلاليتهما في اي تحرك.
وتعتقد هذه الاوساط ان الحملة الراهنة ستكون محدودة زمنياً، ويرجح ان تبدأ بالتراجع قريباً نظراً الى اعتبارين: الاول، ان المضي فيها سيثبت استنادها بقوة الى دمشق ودعمها لأصحاب الحملة، وهو امر لا يناسب العاصمة السورية التي على رغم افادتها الظرفية من الحملة لاعتبارات متعددة الا ان يدها ليست طليقة تماماً ولديها تعهدات والتزامات معروفة حيال لبنان تجاه السعودية وسواها من دول معنية بلبنان وقد تؤثر الحملة على تفاهماتها معها.
والثاني، ان دمشق معنية بانجاح الزيارة الثانية للحريري اليها قريباً، وربما قبل نهاية الشهر الجاري للتدليل على جدية «الصفحة الجديدة» مع الرمز الاساسي لخصومها السياسيين في لبنان، ولان احباط هذه الزيارة لن يشكل مصلحة لسورية خلافاً لكل اعتقاد، ومن شأنه ان يدفع الحريري في نهاية المطاف الى سياسات متصلبة.
وفي ضوء ذلك، ترى المصادر ان الحملة الاخيرة، التي لا تُعزل بطبيعة الحال عن حملات سبقتها على الحريري نفسه ومن ثم على مؤسسة قوى الامن الداخلي في موضوع الاتفاق على الهبة الاميركية والتي تمددت لاحقاً الى حملة على الرئيس فؤاد السنيورة، كل هذا قد شكل محاولة متقدمة لوضع اطار سياسي مختلف عن الحقبة السابقة سعت من خلاله دمشق وحلفاؤها الى افهام من يتعين افهامهم ان معطيات جديدة لمصلحتها يجب ان تؤخذ في اعتبارهم كما ان على رئيس الجمهورية ان يبدل مفهومه للرئيس التوافقي بحيث يغدو اقرب وبوضوح تام الى معسكرها، مع كل موجبات ذلك محلياً وخارجياً.
ولم يعلّق سليمان، امس، مباشرة على الحملة ضدّه، مكتفياً بالقول امام زواره «ان التهديدات التي يطلقها العدو ضد لبنان تستدعي من اللبنانيين تحصين وحدتهم الوطنية لمواجهة الاخطار العدوانية»، مشيراً الى الاهمية الوطنية لاجتماع القادة في هيئة الحوار الوطني وتلاقيهم، ومبدياً أمله في «أن تستمر المؤسسات الدستورية وفي طليعتها مجلسا النواب والوزراء في القيام بدوريهما»، داعيا اللبنانيين الى «المزيد من التكاتف والتضامن والتزام الثوابت الوطنية التي تشكل منعة داخلية وعنصر قوة في مواجهة أي خطر خارجي».
وجدد تأكيد «أن الاستقرار الداخلي على المستويات كافة وفي كل الميادين هو محفز أساسي لجلب الاستثمار واستقطاب السياح والمغتربين بما يخدم التنمية والتطور الاقتصادي والاجتماعي».
الا ان مصدراً قريباً من «القصر» رأى عبر وكالة «اخبار اليوم» ان الهجمة «لا مبرر لها على الاطلاق»، مؤكداً «ان البعض يعتبر انه بهذه الطريقة يمكنه اخافة الرئيس فليجأون الى «تهبيط الحيطان عليه» وتهديده، ولكن يبدو انه قد فاتهم مدى صلابة سليمان، فمَن تعامل مع الارهاب الامني انطلاقا من احداث مخيم نهر البارد وكل ما رافق ذلك من تداعيات وانتصر، فلن يخاف من الارهاب الكلامي او السياسي».
ورأى «ان هناك مصلحة شخصية تحرك مثل هذه الاصوات»، معتبرا «ان العبارات التي تنتقد رئيس الجمهورية لا يمكن ابدا ان تنبع من المصلحة الوطنية»، قائلا: «بعض السياسيين والصحافيين باتت مصالحه الشخصية معروفة امام الجميع».
وعما اذا كان مصدر هذه الهجمة نابعا من دمشق، استبعد المصدر مثل هذه الفرضية، موضحا «ان العلاقة بين لبنان وسورية تسير على الخط السليم، وهناك تواصل بين سليمان ونظيره السوري بشار الاسد، لا سيما بعدما تم تبادل السفارات، ويضاف الى ذلك العلاقة الايجابية التي بدأ رئيس الحكومة بارسائها عبر زيارته الاولى الى دمشق واعداده لزيارة ثانية ستتناول الملفات العالقة».
ولفت الى انه «في القضايا الاستراتيجية لا يوجد تباين يذكر بين لبنان سورية، وبالتالي لا اجد مبررا لان تأتي هذه الحملة من دمشق».
واذ اعترف بوجود شلل في الدول اللبنانية، اشار الى امكان معالجته من خلال رئيس وفاقي اثبت ذلك، ورئيس حكومة منفتح على جميع الفرقاء وحكومة وحدة وطنية تضم القوى السياسية كافة»، وسأل: هل في ظل رئيس ينتمي الى فريق معين وحكومة من لون واحد يمشي البلد؟ وهل يمكن لرئيس غير توافقي ان يحكم بلدا كلبنان متعددا في طوائفه واحزابه واتجاهاته؟».
وختم: «عندما يريد الرئيس ان يكون فعلا رئيسا للجمهورية الله يساعده لان مهمته صعبة وسيتعرض للضغوط، اما اذا اراد ان يكون زعيما، فالامر سهل لان كسب الشارع مربح ولكن يكون ذلك على حساب الناس».
وفي السياق نفسه، اكد نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر، «أن هناك فريقاً ينزعج من الرئيس ميشال سليمان لحيادية موقفه من جميع الفرقاء في لبنان»، مشيرا في حديث لتلفزيون «MTV» الى «ان ثمة مَن يريد ان يرى رئاسة الجمهورية مقسمة وتقف مع فريق ضد آخر، ونحن نقول يا جبل ما يهزّك ريح».
وكان الهجوم على الرئيس، حضر من خارج جدول الأعمال في الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء اول من امس في السرايا الحكومية برئاسة الحريري، اذ طالب الوزير بطرس حرب بأن يتخذ مجلس الوزراء موقفا من هذه الحملة، معتبراً ان من غير المسموح التهجم على رئاسة الجمهورية، ولافتاً الى أن ما يجري يشكل مساسا بالنظام السياسي. وربط بين استهداف قوى الأمن الداخلي ورئاسة الجمهورية، ليخلص الى ان هناك هجوما منظما على المؤسسات.
ورد وزير تيار المردة (يقوده النائب سليمان فرنجية) يوسف سعادة على حرب، قائلا له: «لا علاقة بين الأمرين، فلماذا تربط بينهما؟ نحن نقول صراحة اننا ضد الاتفاقية الامنية لكننا لسنا ضد مؤسسة قوى الامن الداخلي، أما رئيس الجمهورية فنحن لسنا مع استقالته. صحيح ان من دعاه الى الاستقالة هو صديق الا اننا نعارض رأيه، وفي كل الحالات فان مجلس الوزراء ليس هو المعني بالرد على مواقف أشخاص تصدر من هنا او هناك».
كما رأى وزير «حزب الله» محمد فنيش ان «لا حملة على الرئيس سليمان وهذا موقف شخص واحد واتخاذ موقف يكبر الامور».
في موازاة ذلك، وعلى وقع اعلان اوساط زعيم «التيار الوطني الحر»، أن النائب العماد ميشال عون تفاجأ بتصريح وهاب من دارته في الرابية وانه لم يتم التطرق الى الموضوع اثناء اللقاء بين الرجلين، واضعة في الوقت نفسه تصريح وهاب في اطار «حرية التفكير والتعبير والرأي»، اكد وزير الطاقة جبران باسيل ان المواقف التي تصدر من الرابية لا تلزم «صاحب الموقع»، لافتا الى ان رأي «التيار» يعبَّر عنه بصراحة وليس على لسان آخرين، ومعتبراً «ان البعض يعمل على تضخيم الموضوع».
واذ رأى انه «لا يجوز ان يضخَّم اي موقف من مقام رئاسة الجمهورية لانه موقع سياسي»، اشار الى انه «لا يجوز ايضا ان تتم هكذا المطالبة باستقالة الرئاسة العزيزة على قلبنا في شخصها وفي موقعها، ولا نرى ما هو موجب لهذا الأمر».


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,108,461

عدد الزوار: 6,753,182

المتواجدون الآن: 97