وهاب من الرابية يحمل على سليمان: الاستقالة أفضل ونظرية الرئيس التوافقي سقطت

تاريخ الإضافة الخميس 18 آذار 2010 - 4:35 ص    عدد الزيارات 3339    التعليقات 0    القسم محلية

        


شنّ رئيس "تيار التوحيد" وئام وهاب حملة على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وقال:  "نفتقد الرئاسة القوية والرئيس القوي. ونظرية الرئيس التوافقي سقطت ولم توصل الى مكان".
جاء كلامه اثر لقائه رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون امس في الرابية  يرافقه نائب رئيس "تيار التوحيد" سليمان الصايغ والمستشار السياسي عصمت العريضي.
وصرّح على الاثر: "خرج أحد الأشخاص أمس رئيس "حزب التحرير" أحمد القصص ليتحدث عن عيد البشارة ويستنكر أن يشمل كل اللبنانيين. أريد أن أقول ان لا أحد نصبه لا هو ولا حزبه أن ينطق باسم اللبنانيين، وهذه مخالفة للتعاليم الإسلامية قبل أن تكون لتعاليم الآخرين، فالسيدة مريم مقدسة عند كل الأديان، إذا اعتبرنا أن هؤلاء يلتزمون الدين الإسلامي. وأحببت أن أتحدث عن هذا الموضوع لأنه أثار قرف اللبنانيين بالأمس. وأتمنى على القضاء المعطل والغائب أن يتحرك لملاحقة هؤلاء الناس الذين يسيئون الى العيش المشترك ويحرّضون على الكراهية".
وأضاف: "لا نعرف من هو هذا الحزب، فالرئيس فؤاد السنيورة استعجل في إعطائه رخصة، لأنه استعجل الفتنة في البلد، علما أن الحزب لم يحصل على الترخيص في الثلاثين سنة الماضية، ويجب سحبها منه، لأن هذا  الأمر يثير مشاعر كل اللبنانيين، وهذا العيد يخص الجميع".
ورأى أن "هناك أزمة عدم مبادرة وتعطيلا لكل شيء، وعدم تحريك لأي ملف حقيقي. كلامي هنا لا يلزم المنبر الذي أتحدث منه ولا العماد عون، وهذا رأيي الشخصي، وأقول إن ثمة عطلا أساسيا في رئاسة الجمهورية، وهذا الأمر أساسي في الشلل الحاصل على صعيد كل الدولة. فاليوم نفتقد الرئاسة القوية والرئيس القوي. ونظرية الرئيس التوافقي سقطت ولم توصل الى مكان، ربما حلت مشكلة خلال السنتين الأخيرتين. لكن هذه النظرية من الآن فصاعدا تعطل الامور أكثر مما تسهلها. نحن في حاجة الى رئاسة جمهورية تراقب كل الناس وكل المؤسسات، وتكون مسؤولة عن كل شيء. فالرئيس هو الرئيس الأعلى لكل المؤسسات، يجب أن يراقب كل التعيينات وكل عمليات الإهدار والتقصير. وإذا لم يعد قادرا على القيام بكل ذلك، فالاستقالة تصبح أفضل، لأننا لا نستطيع أن نكون في السنة الثانية للعهد وكأننا في أيامه العشرة الأخيرة".
ولفت الى "أن هذا الأمر ينعكس على الدولة شللا كبيرا، خصوصا أن رئيس الحكومة، مع محبتنا له واحترامنا، غير مجرب في السلطة ولم يستطع بعد الإقلاع في إدارة الدولة، مما يعني أن رئاسة الجمهورية يجب أن تأخذ دورا كبيرا في إدارة الدولة وفي مراقبة كل ما يجري".
واعتبر وهاب ردا على سؤال ان "المسألة في الشخص (رئيس الجمهورية) لا في الصلاحيات.(الرئيس السابق) إميل لحود كان بدون صلاحيات وكان رئيسا شجاعا وقادرا على أن يمنع كثيرا من الأمور. عندما لا يريد رئيس الجمهورية شيئا لنفسه، وأنا لا أقول ان الرئيس سليمان يطلب شيئا لنفسه، ولكن عندما يقول إنني لا أريد شيئا لنفسي لا يتجرأ أحد على طاولة مجلس الوزراء على أن يقول خلاف ذلك".
وأكد "أننا مع تعزيز رئاسة الجمهورية، ومع الرئيس القوي والقادر، ومع إعادة جزء كبير من صلاحيات رئيس الجمهورية التي خطفها اتفاق الطائف، لأن هذا كان خطأ كبيرا. لسنا مع رئيس يسمي نفسه توافقيا أو لا رأي لديه في كل ما يجري، أو يبقى على الحياد. لا يستطيع مسؤول أن يبقى على الحياد في كل ما يجري، يجب أن يكون له موقف واضح من كل القضايا، وإلا نشعر بأننا أصبحنا في آخر أيام العهد".
وعن زيارته للرئيس امين الجميل قال: "زرت الرئيس الجميل للتعزية ولمست منه حرصا على إقامة أفضل العلاقات بين لبنان وسوريا، وهو مدرك لخطورة ما تقوم به اسرائيل وتعد له. ولم نتناول في اللقاء زيارة سوريا". وقال ردا على سؤال عن استعداد السوريين لدعوة الجميل الى سوريا: "أبواب سوريا مفتوحة بحسب ما أعرف من المسؤولين السوريين. أنا لست مخولا أن أدعو أحدا، ولكن أبواب سوريا مشرّعة لكل اللبنانيين بشروط ثلاثة: أن يكون الزائر داعما للمقاومة في لبنان، ومؤمنا بالعلاقات اللبنانية – السورية، ومؤمنا بعروبة لبنان".
أما في ما خص رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع فسأل وهاب: "من دعاه ليزور سوريا؟ انه يرفض شيئا ليس حاصلاً عليه في الاساس". وعن تقليل جعجع من اهمية زيارة النائب وليد جنبلاط لسوريا باعتبار ان قاعدة الحزب الاشتراكي لا تزال في 14 آذار، قال وهاب: "القاعدة الشعبية في الحزب الاشتراكي مع وليد جنبلاط وليست مع جعجع، ونحن نعرف تنظيرات الاخير منذ اربع سنوات، اذ يحصل دائما عكس ما يقول".
 

الرابية تبرّأت من كلام وهّاب ولقاء مصارحة بين أمانة 14 آذار والكتائب


الحملة على سليمان تمهّد لتجمّع جديد من حلفاء دمشق


لبنان يمتنع عن البحث في مشاركته بالقمة قبل تلقّيه الدعوة

مع ان الرابية تبرأت ضمناً من الحملة الحادة التي شنها الوزير السابق وئام وهاب على رئيس الجمهورية ميشال سليمان عقب لقائه امس العماد ميشال عون، فيما نأت القوى الاساسية الأخرى في 8 آذار بنفسها عن هذه الحملة، تعاملت جهات رسمية وسياسية مع كلام وهاب من الرابية باعتباره تطوراً اضافياً في حملة متصاعدة على الرئاسة وبعض المؤسسات ولا يمكن حصرها في اطار فردي ومحلي.
واذ رفضت الاوساط القريبة من رئاسة الجمهورية التعليق على كلام وهاب، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ"النهار" إن دعوة وهاب الى استقالة الرئيس سليمان من الرابية تحديداً، لا تعني بالضرورة ان جميع حلفاء سوريا سيتبنون هذا المطلب ولكن لا يمكن في الوقت عينه القفز فوق وقائع سياسية متعاقبة منذ دعوة الرئيس سليمان الى عقد أولى جلسات الحوار المستعاد في قصر بعبدا وشكلت في مجموعها ملامح توزيع ادوار في حملة هادفة اطلقت عبرها رسائل الاستياء السوري مباشرة واستياء العديد من حلفاء دمشق من توقيت هذا الحوار اولاً عقب القمة السورية – الايرانية وكذلك من بعض الملابسات التي حصلت في جلسة الحوار مع حذف بند من بيانها الختامي كان يتضمن كلمة المقاومة.
واشارت المصادر نفسها الى ان ملامح الحملة بدأت واقعياً عقب زيارة الرئيس سليمان للولايات المتحدة، ثم تصاعدت مع دعوته الى الحوار وتشكيل هيئته الجديدة وعقد الجلسة الاولى، وتزامنت ايضاً مع تصعيد مماثل استهدف رئيس الوزراء سعد الحريري وافتعال ما سمي قضية "الاتفاق الامني" مع الولايات المتحدة. وقالت ان الحملة على الرئاسة وبعض المؤسسات يتولاها عدد من الحلفاء السياسيين والحزبيين لسوريا الذين يزمعون انشاء تكتل أو تجمع "راديكالي" جديد يضم الشخصيات التي لا تنضوي ضمن كتل نيابية، وينقل عن هذه الشخصيات ان ثمة "اعادة صياغة" جديدة للمشهد اللبناني يجري الدفع نحوها من اجل فرض شروط ومعطيات جديدة على اركان الحكم والمؤسسات في ضوء معطيات اقليمية باتت توفر لدمشق هامشاً اكبر في اطلاق يدها في لبنان مجدداً.
وشبهت المصادر ما يجري على هذا الصعيد بالطريقة التي جرى التعامل فيها مع النائب وليد جنبلاط، اذ ترك بعض الاعلام السوري لمهمة شن حملات عليه بعض الوقت قبل ان يعلن "حزب الله" موافقة دمشق على استقباله، مما يعني ان الحملة على رئيس الجمهورية وبعض المؤسسات الاخرى يراد لها تقييد هامش حركتهم وفرض وقائع سياسية جديدة عليهم. اما اختيار وهاب الرابية منبراً لدعوته الى الاستقالة المبكرة للرئيس سليمان، فادرجتها المصادر في خانة محاولة اثارة معركة سياسية مبكرة على المستوى المسيحي يضطر معها العماد عون اما الى التنصل علناً وشخصياً من كل ايحاءات هذه المحاولة واما تمريرها بما يحرجه بتبعة الموافقة الضمنية عليها.
وفي ضوء ذلك بثت محطة تلفزيون "اورانج تي في" ليل امس في مقدمة نشرتها ان العماد عون "فوجئ بتصريح وهاب ولم يكن على علم اطلاقاً بمضمونه اذ انه لم يتم التطرق اليه قط اثناء اللقاء بين الاثنين". لكن المحطة قرنت ذلك بتبرير موقف وهاب وادرجته في اطار "حرية التفكير والتعبير والرأي" و"الاختلاف"، وشنت حملة حادة في المقابل على الامانة العامة لقوى 14 آذار مذكرة بحملتها على الرئيس السابق اميل لحود.
وكانت الامانة العامة لقوى 14 آذار نددت بـ"الاستهداف المشبوه لرئيس الجمهورية وموقع الرئاسة" وحذرت من "مشروع لاستئناف الهجوم على الاستقرار ومرتكزه الاساسي في الدولة".
كما اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان "الحملات على رئيسي الجمهورية والحكومة وقوى الامن الداخلي سببها عدم رغبة البعض في قيام دولة فاعلة وقادرة لأن قيامها سيكون على حساب بعض الاحزاب غير المستعدة لفقدان السلطة التي تتمتع بها حاليا".
وإذ لوحظ ان حملة وهاب على الرئيس سليمان جاءت غداة دفاع رئيس الوزراء سعد الحريري عن رئيس الجمهورية ورفضه اي تعرض لمقام الرئاسة، بدا أن هذه الاجواء لم تغب عن اللقاء الاسبوعي لسليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري في قصر بعبدا أمس.
وحرص بري على شكر رئيسي الجمهورية والحكومة على الموقف الذي اتخذاه في شأن القمة العربية في ليبيا وقضية الامام موسى الصدر، موضحا ان موضوع المشاركة اللبنانية في القمة سيعالج على طاولة مجلس الوزراء. وقلل بري شأن الحملة على سليمان معتبرا أن هذا الموضوع "يعطى أهمية اكثر مما يستحق"، غير انه استدرك قائلا: "يهمني أن أقول أمرا فقط انه على طاولة الحوار ليس فخامة الرئيس من شطب كلمة المقاومة انما هو من كان قد هيأ مسودة للبيان الذي كان يجب ان يصدر (...) فحرام التظلم".
وكشفت مصادر وزارية لـ"النهار" ان موضوع الحملة على رئيس الجمهورية أثير في الجلسة العادية التي عقدها مجلس الوزراء مساء امس في السرايا. وقد طالب الوزير بطرس حرب بأن يتخذ مجلس الوزراء موقفا من هذه الحملة ردا على مطالبة البعض باستقالة الرئيس سليمان. لكن الوزير يوسف سعادة اعترض معتبرا انه لا يجوز لمجلس الوزراء ان يرد على شخص. كما رأى الوزير محمد فنيش ان لا حملة على الرئيس سليمان وهذا موقف شخص واحد واتخاذ موقف يكبر الامور. وأوضح الرئيس الحريري انه تحدث في الموضوع أول من امس وأدلى برأيه.
 
 

عمرو موسى

وسبقت لقاء سليمان وبري الجولة التي قام بها الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة والتي شرح خلالها الرؤساء موقف لبنان من المشاركة في القمة العربية.
وعلمت "النهار" ان موسى لم يحمل أي جديد في شأن المشاركة اللبنانية في القمة او الدعوة اليها، وأن الجانب اللبناني لن يبحث في هذه المشاركة او في مستواها ما دامت أي دعوة لم تسلم الى رئيس الجمهورية.
ومعلوم ان الرئيس سليمان لم يتسلم أي دعوة الى القمة بعدما رفض السفير اللبناني في دمشق تسلم الدعوة الليبية لانه غير مخول ذلك. واستبعدت اوساط معنية ان يقرر مجلس الوزراء أي شيء يتعلق بالمشاركة في القمة ومستواها في جلسته اليوم في قصر بعبدا في انتظار تسلم الدعوة رسميا ووفقا للأصول.
في مجال آخر، علمت "النهار" ان لقاء عقد أمس بين الامانة العامة لقوى 14 آذار ومسؤولين في حزب الكتائب، حرص الجانبان على ابقائه بعيدا عن الاضواء. وفهم ان الاجتماع تناول مناقشة عميقة للمسائل العالقة بين الطرفين، وأن الاجواء اتسمت بالصراحة والايجابية.
 


المصدر: جريدة النهار

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,793,363

عدد الزوار: 7,003,644

المتواجدون الآن: 71