نتائج الانتخابات ترسخ الانقسام الطائفي والمالكي يصطدم بتأييد السنّة لعلاوي

تاريخ الإضافة الثلاثاء 16 آذار 2010 - 6:06 ص    عدد الزيارات 3747    التعليقات 0    القسم عربية

        


بدا من النتائج الجزئية للانتخابات العراقية ان امام رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي فرصة لتأليف حكومة جديدة لكنه قد يصطدم بالاقلية السنية اذا استبعد منافسه العلماني إياد علاوي الرجل الذي صوتت غالبيتها له.
وأعادت انتخابات السابع من آذار لاختيار 325 نائبا تشكيل المشهد السياسي العراقي الذي تسوده الانقسامات والذي يرجح ان يشهد مزيدا من التغييرات في المساومات الصعبة التي ستظهر في المستقبل لتشكيل ائتلاف. ويتصدر "ائتلاف دولة القانون" الذي يتزعمه المالكي النتائج في سبع محافظات من اصل 18 محافظة عراقية، بينما تتقدم قائمة "العراقية" بزعامة علاوي في خمس محافظات. ويتقدم كل من "الائتلاف الوطني" الذي تهيمن عليه فصائل شيعية و"التحالف الكردستاني" في ثلاث محافظات.
واحتل "التحالف الكردستاني" مركزا متأخرا بفارق ضئيل عن قائمة "العراقية" في مدينة كركوك المتنازع عليها، في حين تمكنت حركة "غوران " الكردية الاصلاحية من اضعاف هيمنة الحزبين الكرديين الرئيسيين على إقليم كردستان في شمال العراق.
ولم تكتمل الصورة الشاملة للمشهد السياسي لان النتائج التي أعلنت حتى الآن لا تمثل سوى أقل من نصف الأصوات التي أدلى بها والبالغ عددها 12 مليون صوت.
 

بغداد

 وفي جديد النتائج الجزئية، قالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ان نتائج فرز 60 في المئة من اوراق الاقتراع في محافظة بغداد أظهرت ان ائتلاف المالكي حل في المرتبة الاولى تليه قائمة علاوي. وقالت ان ائتلاف المالكي حصل على اكثر من 518 الف صوت، فيما جمعت "العراقية" 453 الف صوت، وحصل الائتلاف الشيعي على اقل من 324 الفا.
ويبلغ فارق الاصوات بين القائمتين الاولى والثانية 65 الفا، بينما تجاوز هذا الفارق 130 الفا بين الثانية والثالثة. ومعلوم ان لمحافظة بغداد
70 مقعدا من اصل 325 في مجلس النواب.
وقالت المسؤولة في المفوضية العليا حمدية الحسيني ان "نسبة الفرز والعد في عموم العراق بلغت 66 في المئة"، موضحة ان النسب راوحت بين 59 و82 في المئة. وأكدت "الغاء محطات اقتراع في محافظة كركوك لمخالفتها النظم الواجب اتباعها في التصويت".
وصرح الناطق باسم المفوضية العليا القاضي قاسم العبودي: "ستصدر غدا (اليوم) 85 في المئة من نتائج التصويت العام، وفي غضون ايام سوف نعلن نسبة كبيرة من النتائج".
 

نتائج

وتؤشر هذه الارقام لتقدم ائتلاف المالكي في اتجاه الفوز ليكون الكتلة الكبرى في مجلس النواب المقبل، لكن الاتصالات التي بدأتها مختلف القوائم قبل يومين وخصوصا مع الاكراد تؤكد ضبابية التحالفات في ظل الشروط والتنازلات ومداها.
وفي كركوك، واصل علاوي أمس تقدمه الطفيف على "التحالف الكردستاني" مع فرز 68 في المئة من الاوراق، ولكن بفارق  لا يتجاوز 150 صوتا.
وفي الجنوب، احتفظ المالكي بالطليعة في ست محافظات حيث بلغت نسبة الفرز 63 في المئة في النجف، و60 في المئة في بابل، و75 في المئة في المثنى، و88 في المئة في واسط، و84 في المئة في البصرة، و60 في المئة  في كربلاء.
وحافظ علاوي على تقدمه في محافظة الانبار حيث بلغت نسبة الفرز 78 في المئة، يليه "التوافق" و"وحدة ائتلاف العراق" بفارق شاسع جدا، وكذلك الامر في نينوى مع فرز 63 في المئة، وديالى وصلاح الدين مع فرز 62 في المئة.
كما بقي "الائتلاف الوطني" في الطليعة في ثلاث محافظات جنوبية مع فرز 72 في المئة في ذي قار، و59 في المئة في كل من ميسان والقادسية. 
 

تحالفات

لكن السياسيين الذين يأملون في حكم العراق فيما تستعد القوات الاميركية للرحيل يتصارعون بالفعل على الشركاء المحتملين. وبين حلفاء المالكي المحتملين الائتلاف الشيعي وكذلك الأحزاب الكردية فضلا عن قائمة "العراقية". لكن هذه الجماعات قد توحد صفوفها كي تحبط عودته للحكم. وربما حلت الكتل المتنافسة وأعيد تشكيلها.
وقال سفير الولايات المتحدة سابقا لدى العراق ديفيد نيوتن: "هذا على الأرجح يعني ان المالكي ستتاح له فرصة تأليف حكومة. لم يتضح بعد في أي اتجاه سيسير. اذا اتجه نحو المجلس الأعلى الاسلامي فسيستقبل السنة هذا استقبالا سيئا للغاية". وعزا ذلك الى ان الكثير من السنة ينظرون الى "المجلس الاعلى الاسلامي" على انه وكيل لإيران ويفضلون علاوي وهو شيعي علماني قاد حكومة انتقالية عامي 2004 و2005 ويبدو في طريقه الى أن يكون لاعبا مهما من جديد.
وأكد الباحث في "المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية" يحيى الكبيسي ان الحكومة التي تستبعد قائمة "العراقية" تجازف بإذكاء الاستياء الذي تشعر به الأقلية السنية. وقال: "اذا كنا امام حكومة بهذا الشكل فانا اعتقد ان العراق مقبل على تحولات كبرى قد يكون العامل الرئيسي فيها هو عودة العنف بشكل كبير".
 وبنى المالكي حملة انتخابه لولاية ثانية جزئيا على تحسن الأوضاع الأمنية مما مس وترا حساسا عند الكثير من الناخبين في بغداد على رغم سلسلة من التفجيرات المميتة التي ضربت أهدافا حكومية في العاصمة منذ آب 2009.
وقال خبير الشؤون العراقية ريدار فيسر: "يبلي المالكي بلاء حسنا للغاية في بغداد ومعظم المناطق الواقعة الى الجنوب منها لكن أداءه سيىء الى الشمال من العاصمة العراقية"، مشيرا الى انه قد ينتهي المطاف بوضع لا يحصل فيه حزب رئيس الوزراء الا على بين واحد واثنين في المئة من الأصوات في المحافظات السنية. واعتبر ان "أداء علاوي في المناطق الشيعية افضل من أداء المالكي بالمناطق السنية لكن المشكلة هي أنه قد يحصل على عدد إجمالي أقل من النواب وتاليا سيحتاج الى المزيد من الشركاء لتشكيل حكومة ائتلافية".
وتكهن خبير الشؤون العراقية في "جامعة كوين ماري" في لندن توبي دودج بان يعول المالكي على دعم الشيعة. وقال: "نظرا الى سلوكه اثناء الحملة أستطيع المراهنة على النزعة الطائفية وشكل من أشكال التحالف مع الائتلاف الوطني او عناصر منه" مشيرا الى حلفاء المالكي الشيعة السابقين.
 

معتقل التاجي

 امنيا، سلمت القوات الاميركية معتقل معسكر التاجي شمال بغداد الى السطات العراقية قبل ستة اشهر من انسحاب الوحدات القتالية في آب المقبل.
وبلغت كلفة تشييد المعتقل الواقع ضمن المعسكر الضخم، على 25 كيلومترا شمال بغداد، نحو 107 ملايين دولار، ويمكنه استقبال 5600 سجين وموقوف ومعتقل.
وقال الجنرال الاميركي المسؤول عن المعتقلات ديفيد كوانتوك ان معتقل "كروبر" في قاعدة "فيكتوري"، قرب مطار بغداد، الوحيد الباقي في عهدة القوات الاميركية حتى الان وسيسلم الى العراقيين منتصف تموز المقبل.
 وأعلنت مصادر امنية واخرى طبية مقتل ثمانية اشخاص وجرح  28 آخرين في تفجير مزدوج بواسطة انتحاري يرتدي حزاما ناسفا وسيارة مفخخة استهدفا تجمعا للعمال وسط مدينة الفلوجة على 60 كيلومترا غرب بغداد. 

 (و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ)

المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,135,824

عدد الزوار: 6,755,968

المتواجدون الآن: 108