«حزب الله» السلفي

داود الشريان

 اعلن في الاراضي الفلسطينية عن تأسيس احدث تنظيم جهادي تحت اسم «كتائب حزب الله في فلسطين»، بهدف «مقاومة الاحتلال في الاراضي الفلسطينية والعمل لوجه الله عز وجل لنصرة الاسلام والمسلمين». واشار البيان الاول للحزب الوليد الى ان سبب تأسيس «حزب الله» الفلسطيني هو «انجراف المقاومين الى الصراع على الحكم». تسمية الحزب الجديد اسـتأثرت بالحديث عنه. فما هي دلالاتها؟
لعل المؤسسين تأثروا باعتراض الداعية السعودي سلمان العودة الذي طالب بتغيير مسمى «حزب الله» الى اسم آخر، باعتبار ان الاسم الراهن لا يمثل فصيلاً معيناً، وان شئت طائفة معينة، فهدفوا الى ضرب عصفورين بحجر واحد، استثمار الاسم الذي أصبح عنواناً للمقاومة، وخلق بلبلة حول التسمية، فـ «حزب الله» لم يعد بعد اليوم حزبا يخص مذهباً اسلامياً بعينه، فالاسم صار بوجهين شيعي وسلفي، لكن أياً كانت التفسيرات، فالتسمية لها أهداف سياسية فلسطينية ستعكسها تصرفات الحزب الجديد.
لا شك في ان تأسيس الحزب الجديد له علاقة وثيقة بالخلاف الراهن بين الفصائل الفلسطينية، والمحاولات المتعثرة للمصالحة، ويمكن القول إن تأسيس هذا الحزب هو متراس جديد في الأزمة الفلسطينية، فمثلما قامت حركة «حماس» في الماضي لتغيير موازين المقاومة الفلسطينية على الارض، فإن «حزب الله» السلفي، أسس لذات الغرض، فهو أسس إما لكسر الثنائية بين «فتح» و «حماس»، او مساندة احداهما ضد الاخرى، فاذا كانت «حماس» هي التي تلعب ورقة الحزب الجديد، فكل ما جاء في وثيقة أهداف التنظيم من حرص على السير على درب «حزب الله» اللبناني، مقصود بالفعل، واذا كانت «فتح» هي صاحبة الفكرة، او سمحت بها، فهي أرادت تسويق «حزب الله» الفلسطيني بطريقة اسلامية «فاقعة» في محاولة لسحب البساط من حركة «حماس»، ومواجهتها بخطاب يشبه خطابها، فإن صح ذلك فالسحر سينقلب على الساحر.
بصرف النظر عمّن يقف وراء التنظيم، هل هي جهات فتحاوية مستقلة، ام تتبع السلطة، ام تتبع التيار الاسلامي، وهل هي فلسطينية، ام عربية ام غير ذلك، فإن تأسيس تنظيم جديد في هذا الوقت يعني ان الحوار بين الفصائل الفلسطينية كذبة كبيرة، فهذا التوالد للجماعات، وحركات المقاومة يشيران بوضوح الى ان الساحة الفلسطينية ليس فيها كبير، وان الفلسطينيين استعذبوا استخدام الدين لتحقيق مكاسب سياسية، وأدمنوا الصراع على السلطة، وضيعوا الهدف.