مساجد سنية وشيعية تكسر حاجز الفصل المناطقي وتعاود نشاطها قبل إعادة إعمار ما دُمر منها

تاريخ الإضافة الأربعاء 18 شباط 2009 - 10:57 ص    عدد الزيارات 5376    التعليقات 0    القسم عربية

        


بغداد - حسين علي داود

فوجئ اهالي حي ابو دشير (جنوب بغداد) ذات الغالبية الشيعية بصوت الآذان يخرج من «جامع ياسين» السني من وسط الدمار والصمت الذي لفه لمدة عامين. وعلى رغم ان سقف الجامع ما زال مكشوفاً بعدما كانت تغطيه القبة التي دمرت بعد ساعات من تفجير القبتين الذهبيتين في سامراء عام 2006، والتصدعات المنتشرة على حيطان المسجد تنذر بانهياره، لكن اعادة افتتاحه رمزياً كانت اشارة الى ان الحرب الطائفية طوت آخر أوراقها كما يقول الاهالي.
فقد اجتمع  بعض وجهاء منطقة ابو دشير، من اهل السنة، فيما بينهم لإعادة افتتاح المسجد. وقال ابو مصطفى ان «الاوضاع الامنية جيدة جداً، والحواجز الطائفية كسرت. ونحن بحاجة الى مسجد لنقيم الصلاة فيه من جديد».
ويضيف: «لا يوجد اليوم ما يمنع اعادة فتح مساجدنا التي دمرت ايام العنف الطائفي، لكن المشكلة أمام اعادة نشاطها تكمن في الدمار الذي تعانيه، إذ ما زالت الانقاض تلف هذه المساجد التي لم تعد صالحة للصلاة، فلجأنا الى إذاعة قراءة القرآن والآذان في الجامع من خلال آلة تسجيل بانتظار اعادة ترميم المسجد من جديد».
يذكر انه في 22 شباط (فبراير) 2006 فجّر مجهولون مرقد الامامين العسكريين في سامراء، ما أشعل فتيل أعمال عنف طائفية واسعة أسفرت عن مقتل الآلاف، كما طاولت العشرات من مساجد السنة والشيعة في مناطق مختلفة من العاصمة وبعض المدن الأخرى.
وفي حي البياع، الذي كان يعد معقلاً لـ«جيش المهدي»، تم افتتاح «جامع الرحمن» الذي يعود لأهل السنة وسط فرح وابتهاج الاهالي من الطائفتين الذين اعتبروا ذلك اعلانا رسميا بانتهاء تلك الحقبة المريرة من الاقتتال الطائفي الذي لم يستثن الجوامع واماكن العبادة الشيعية والسنية على حد سواء.
ويقول الشيخ احمد المعموري من اهالي المنطقة لـ«الحياة» ان «افتتاح المسجد يمثل حدثاً مهماً. فالفصل الطائفي الكبير الذي شهده الحي كسر بإعادة افتتاح هذه المسجد»، مشيرا الى ان «وجهاء المنطقة يعملون حاليا على اعادة المهجرين السنة الى منازلهم في الحي بعد تحسن الاوضاع الامنية».
يذكر انه بعد الغزو الأميركي للعراق في آذار (مارس) 2003 وقعت حوادث متفرقة تمثلت في مهاجمة مسلحين مساجد سنية، وتم الاستيلاء على أعداد منها وتحويلها الى حسينيات. وبرر هؤلاء المسلحون عملهم بأن هناك مناطق في بغداد تسكنها غالبية شيعية ولا يوجد فيها مسجد شيعي واحد بسبب الحظر الذي يقولون انه كان مفروضاً عليهم من جانب النظام السابق فيما جاء العنف الطائفي ليكرس هذه الظاهرة.
ويقول الشيخ حارث العبيدي، امام وخطيب سني ومقرب من الوقف السني لـ«الحياة» ان «هناك لجاناً شكلت بالتعاون بين الوقفين السني والشيعي اخيرا للقيام بعملية احصاء واعادة تأهيل الجوامع والمساجد التي دمرت في فترات الاحتقان الطائفي» مشيرا الى ان «المشكلة الحالية تبرز في تخصيص الموارد المالية لإعادة تأهيل المساجد المدمرة». ولفت الى اننا «فوجئنا بقيام العديد من المواطنين والاهالي بفتح المساجد المغلقة عبر مبادرات فردية، ثم مراجعة الوقفين السني والشيعي لإبلاغهما برغبتهم في مد هذه المساجد بأئمة وخطباء لخدمة المصلين من جديد»، موضحا ان «العديد من القياديين في التيار الصدري فاتحوا الوقف السني باستعدادهم لإعادة العديد من المساجد السنية التي تقع في مناطق شيعية». ويوضح العبيدي انه «تم اخيرا افتتاح العديد من مساجد اهل السنة في مناطق الشعب والحرية والشعلة كانت مغلقة حتى وقت قريب، ما يعكس انتهاء تلك الحقبة التي شهدت اقتتالا طائفيا كانت المساجد احد ابرز ادواته وضحاياه على حد سواء».
في الجانب الآخر يشير رئيس ديوان الوقف الشيعي صالح الحيدري الى ان «العديد من الحسينيات التي تم هجرها واغلقت بعد تصاعد موجة اعمال العنف عاودت نشاطها في العديد من المناطق السنية، كما في حي الجهاد والغزالية».

 


المصدر: جريدة الحياة

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,757,284

عدد الزوار: 6,913,255

المتواجدون الآن: 114