لبنان...الحريري يردّ غداً بقسوة على نصر الله... ولن يعتذر..التشريع اليوم ينجو من تصعيد الحزب .. وجنبلاط ينسحب من السجال ويعترض على سلفة الكهرباء..

تاريخ الإضافة الإثنين 12 تشرين الثاني 2018 - 5:14 ص    عدد الزيارات 2945    التعليقات 0    القسم محلية

        


الحريري يردّ غداً بقسوة على نصر الله... ولن يعتذر..

التشريع اليوم ينجو من تصعيد الحزب .. وجنبلاط ينسحب من السجال ويعترض على سلفة الكهرباء..

اللواء..

ينتقل الترقب من اسبوع إلى آخر.. ولكن الأسبوع الطالع، يبدو انه حافل بمتغيرات من شأنها ان تزيد المشهد السياسي غموضاً وتشاؤماً، في ضوء عناصر اربعة:

1- المسار التشريعي، الذي ستسلكه الجلسات التشريعية اليوم، والمسبوقة «بتحالفات نيابية» موضوعية تتعلق بجدول الأعمال، والتمييز بين ما هو ضروري وما هو غير ضروري، إلى جانب التنسيق بين الكتل المتوافقة على صيغة الحكومة، التي تستبعد توزير نائب من سنة 8 آذار..

وإعلان كتلة «اللقاء الديمقراطي» التي اجتمعت برئاسة وليد جنبلاط انها ترفض التصويت لصالح إعطاء مؤسسة كهرباء لبنان سلفة بـ64 مليار ليرة.. في حين ان كتلة المستقبل، التي اجتمعت برئاسة النائب بهية الحريري، امتنعت عن إصدار بيان، وتحدثت المعلومات عن دعم فقط «مشاريع الضرورة» وليس كل جدول الأعمال ببنوده الـ38..

2- ما سيعلن الرئيس المكلف سعد الحريري الذي عاد ليل أمس من باريس، في مؤتمره الصحفي الذي سيعقده عند الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر غدٍ الثلاثاء مؤتمراً صحفياً في بيت الوسط، يعرض خلاله للتطورات السياسية ومستجدات تشكيل الحكومة..

وسيراً بالتفصيل على المفاصل التي وردت في خطاب السيّد نصر الله، واضعاً النقاط على الحروف في ما يتعلق بتوزير نائب سني من 8 آذار، ومهلة الـ4 أشهر أو 5 أشهر، والخلفيات والخفايا المحيطة بعملية تشكيل الحكومة..

3- التداعيات التي وصفتها أوساط الرئيس المكلف «بالسلبية»، الناجمة عن سلسلة المواقف التي أطلقها، وكشف عنها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، والتي أرخت بظلال قاتمة على المشهد السياسي في «تصعيد غير مسبوق» أعادت البلاد إلى أجواء شبيهة بـ7 أيّار 2008، وبما سبقها من توترات بعد زلزال 2005، الذي تمثل باغتيال الرئيس رفيق الحريري..

4- النقزة لدى تيّار «المستقبل» مما وصفته اوساطه «بانعطافة غير منطقية» لبعض نواب التيار الوطني الحر، والتي تتناقض مع الموقف الذي أعلنه الرئيس ميشال عون، في قضية توزير سنة حزب الله..

مع العلم، ان مصادر معنية تحدثت عن وصول الموقف في ضوء ما عبّر عنه السيّد نصر الله، إلى الدرك الأسفل مع بعبدا والتيار الوطني الحر.. وعليه، وفيما يسعى الرئيس نبيه برّي إلى الحؤول دون تكرار سيناريو خروج نواب المستقبل و«القوات» من الجلسة، ويمضي الرئيس عون في تكليف الوزير باسيل القيام بدور الاطفائي والاتصال بين حزب الله وتيار المستقبل لضبط الايقاع، وتهدئة الموقف، لم تشأ مصادر قصر بعبدا التعليق على ما قاله الأمين العام لحزب الله، مشيرة إلى انه من الصعوبة بمكان الحديث عن انفراج ما لم تحصل مفاجأة، أو شيء ليس بالحسبان.. وكشفت مصادر دبلوماسية لـ«اللواء» في باريس ان كلاً من الرئيسين الفرنسي عماونيل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين استمعا باهتمام إلى الشروحات التي سمعاها كل بمفرده من الرئيس الحريري، الذي أكّد عزمه على تذليل الصعاب، على الرغم من اللهجة التصعيدية غير المقبولة، التي صدرت عن السيّد نصر الله، والتي لاقت ردود فعل غاضبة ورافضة لها في بيروت. ولاحظت المصادر ان الأجواء بعد خطاب الأمين العام لحزب الله ليست مريحة، وان تأليف الحكومة، دخل في مرحلة جديدة من عضّ الأصابع قد تطول. ما لم يتم احتواء التصعيد، واعتماد التهدئة بانتظار إيجاد الحلول المناسبة. واستبعدت المصادر ان يلوّح الرئيس الحريري بالاعتذار عن تأليف الحكومة، أو يكون في هذا الوارد.. وفيما وصفت أوساط قيادية في حزب الله ان اللقاء بين السيّد نصر الله والوزير باسيل كان ايجابياً، كشفت مصادر اطلعت على بعض ما دار في اللقاء مساء الجمعة الماضي بين السيّد نصر الله والوزير باسيل، وقالت ان السيّد نصر الله غمز من قناة الكلام الذي صدر عن الرئيس عون في ما يتعلق بالتكتيك والاستراتيجية وان موضوع إثارة ان توزير نائب سني هو عبارة عن عقدة سنية - شيعية، هو في غير محله، لأنه يصب في توتير الأجواء بين السنة والشيعة.. وتحدثت المصادر عن ان طلب الوزير باسيل، ان يسمي شخصية بقاعية لحل العقدة، قوبل بالرفض، لجهة ان حصة بعبدا والتيار الوطني الحر، تتجاوز العشرة وزراء إلى أحد عشر أو اثني عشر وزيراً، وهذا من شأنه ان يحدث خللاً في التوازن داخل الحكومة..

الجلسة قائمة

وفيما كان متوقعاً، ان تكون الجلسة التشريعية المقررة اليوم وغداً، أولى ضحايا المواقف غير المسبوقة والتي أعلنها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله يوم السبت، والتي ذهبت بموضوع تشكيل الحكومة إلى «حتى قيام الساعة»، أكدت مصادر نيابية في كتلة «المستقبل» ان نواب الكتلة سيشاركون اليوم في الجلسة، من دون ان يتناولوا في الأوراق الواردة، المواقف التي أطلقها السيّد نصر الله، تاركين هذا الأمر لما سيقوله الرئيس سعد الحريري في مؤتمره الصحفي غداً الثلاثاء، لكنه «اذا شاء الآخرون إثارة الموضوع الحكومي فسنرد». وأوضحت المصادر أن الاجتماع الاستثنائي الذي عقدته الكتلة مساء أمس، في «بيت الوسط» خصص للبحث في مواضيع جدول أعمال الجلسة، والذي يتضمن بنوداً تناهز الـ39 بنداً، وانه تقرر في نهاية النقاش ان تسير الكتلة في المشاريع ذات العلاقة بتشريع الضرورة فقط، وبمعنى آخر فإن المشاريع أو اقتراحات القوانين غير المرتبطة بالضرورة، فلن تمشي فيها الكتلة خاصة وان معظم جدول الأعمال، بحسب ما ترى مصادر الكتلة لا يشملها تشريع الضرورة، الأمر الذي يجعل تطيير نصاب الجلسة النيابية غداً الثلاثاء.، رهن بمسار طرح المشاريع أو اقتراحات القوانين، من قبل الرئيس نبيه برّي، علماً ان موعد هذه الجلسة يتزامن مع المؤتمر الصحفي الذي سيعقده الرئيس الحريري في «بيت الوسط» غداً، حيث يرتقب ان يحضره جميع نواب الكتلة، وبالتالي فإنه يفترض بالرئيس برّي إما أن يرفع الجلسة، أو ان يترك مصيرها رهن بتطيير النصاب، خاصة وان نواب كتلة «القوات اللبنانية» سبق ان تحفظوا على التشريع في ظل حكومة مستقيلة، وان معظم البنود المطروحة في جدول الأعمال لا يضعونها في خانة الضرورة، وهم لن يصوتوا عليها، بحسب ما أعلن وزير الشؤون الاجتماعية النائب بيار بو عاصي مساء أمس.

ماذا سيقول الحريري؟

ووفق ما قالته المصادر النيابية في «المستقبل»، فإنه جرت في الاجتماع الذي انعقد برئاسة النائب السيدة بهية الحريري، قراءة في مواقف نصر الله، إلا انه تقرر ان يترك الرد للرئيس الحريري، بحسب التوجه الذي سيرتئي إعلانه غداً، وللمشاورات التي سيجريها اليوم مع نواب الكتلة، على هامش الجلسة النيابية. وكان الرئيس الحريري شارك، بعد ظهر أمس، في افتتاح أعمال منتدى باريس للسلام الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة أكثر من 80 شخصية عالمية من بينهم رؤساء دول وحكومات ومنظمات دولية. وعقب انتهاء الجلسة الافتتاحية، التقى الحريري مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد في حضور وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال غطاس خوري وسفير لبنان في فرنسا رامي عدوان، وكانت للحريري أيضاً على هامش مأدبة الغداء التي أقامها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه على شرف الوفود لقاءات جانبية مع عدد من رؤساء الدول، ابرزهم الرئيس الفرنسي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل والسويسري آلان بيريست وقبرص نيكوس اناستا سياديس، فضلاً عن رؤساء وزراء اسبانيا وبلجيكا وكندا، كما حضر حفل العشاء الذي أقامه الرئيس ماكرون أمس الأوّل في «الموزي دورسيه». وفي تقدير مصادر تيّار «المستقبل» ان يقول الرئيس الحريري في مؤتمره الصحفي غداً، كلمة الفصل ويضع النقاط على الحروف، في كل ما أثاره كلام السيّد نصر الله أمس الأوّل من تداعيات سلبية، كما انه سيشرح حقائق الأمور المتعلقة بعملية تشكيل الحكومة، في ضوء المغالطات العديدة التي وقع فيها الأمين العام للحزب في سياق سرده لوقائع مفاوضات تشكيل الحكومة. وقال تلفزيون «المستقبل» في مقدمة نشرته الإخبارية مساء أمس، ان «نصر الله حاول مصادرة قرار اللبنانيين بكل طوائفهم، متحدثاً بعنجهية غير مسبوقة عن قدرته على تعطيل مسار تشكيل الحكومة في أي لحظة يُبدي فيها اعتراضه، واضعاً مصير الحكومة في قبضة نواب سنّة 8 آذار»، وان حزب الله ظهر على لسان أمينه العام متمسكاً برهن البلاد لمصالح محور الممانعة الذي يدور في فلكه تحت عنوان: «الوفاء للنواب الستة».

انعطافة التيار؟

لكن اللافت للانتباه، هي الملاحظة التي توقفت عندها مقدمة نشرة «المستقبل» والتي نقلت عن مصادر متابعة عليمة ما اسمته الانعطافة غير المنطقية لبعض نواب «التيار الوطني الحر»، والتي تتناقض مع الموقف الذي أعلنه رئيس الجمهورية ميشال عون في قضية توزير «سنّة حزب الله». ويعتقد ان هذه الملاحظة تشمل النائب آلان عون الذي اعتبر ان خطاب نصر الله لم يكن موجهاً للتيار العوني، مشيراً إلى انه «موقف لكتلة أساسية لا يمكن تجاهلها بالتأليف ولديها سقف مطالب عال، مبدياً تخوفه من انهيار التسوية السياسية بين الحريري ونصر الله والتي تشكّل جزءاً من التسوية الرئاسية». يُشار إلى ان مصادر مقربة من القصر الجمهوري، لم تشأ عبر «اللواء» التعليق على ما قاله نصر الله، في حين لفتت مصادر سياسية مطلعة ان هناك ترقبا لما قد تحمله الايام المقبلة في المشهد الحكومي بعد المواقف السياسية من جميع الافرقاء حيال العقدة الحكومية لتمثيل السنة المستقلين في الحكومة. ورأت انه من الصعوبة بمكان الحديث عن انفراج الا اذا حصلت مفاجأة خصوصا انه حتى ما يحكى عن كلام وسطي بتوزير شخصية مقربة من سنة الثامن من اذار لا يبدو انه يلقى تأييد اللقاء التشاوري للسنة المستقلين كما ان الطرح لم يكن في صلب كلمة السيد نصرالله. واكدت المصادر ذاتها ان الموقف المرتقب لرئيس الحكومة المكلف من شأنه رسم الصورة، والى حين ذلك اوضحت المصادر ان التهدئة هي الامر المنشود.

برّي التآلف قبل التأليف

اما الرئيس برّي فقد تجنّب التطرق إلى موضوع تمثيل النواب السنة المستقلين، لكنه أكّد ان «لا عودة لفتنة إسلامية - مسيحية، أو فتنة اسلامية اسلامية»، مشدداً على ان هذا الأمر «غير وارد». وجدد القول في الكلمة التي ألقاها في المؤتمر السادس عشر لكشافة الرسالة الإسلامية الذي انعقد أمس تحت شعار «إنبعاث الرسالة» ان امتحان أي تشكيلة حكومية ليست في التأليف بل في التآلف وليس فقط بعرض بيانها الوزاري... وان الإمتحان الحقيقي للحكومة سيكون ماذا ستقرر في المئة يوم الأولى من عمرها ومدى استجابتها لتطبيق القوانين الإصلاحية والصادرة. واعلن أن الخطر الوحيد على لبنان اليوم هو الوضع الإقتصادي وإذا بقي الوضع على هذه الحال فإنه أخطر من خطير. وسأل عن التأخير الحاصل في موضوع الحكومة منذ خمسة شهور حتى اليوم، معتبراً ان هناك محاولات حتى لردع التشريع على الرغم من أنه يوجد دورة عادية للمجلس وهناك المادة 69 من الدستور وهي صريحة. وقال:لماذا المجلس النيابي؟ هل لكي يقال يا بيك أو يا سعادة فلان؟.... وراى انه إذا لم يكن المجلس قادراً على التشريع فماذا يعمل. هو غير قادر على المحاسبة لأن الضرب بالميت حرام باعتبار أن الحكومة مستقيلة.

جنبلاط: لمنع الانهيار الاقتصادي

وحضر التخوف من الوضع الاقتصادي في ردّ رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط على نصر الله، بعد ان تناوله في خطابه في «يوم الشهيد» متهماً اياه بتأخير تشكيل الحكومة 4 أشهر، وتوجه إليه «كمواطن عادي» من أجل التأكيد على الحوار على نقطة واحدة فقط في منع الانهيار الاقتصادي والجوع بعيداً من الصواريخ وإيران وسوريا». لكن جنبلاط أوضح في تغريدة ثانية له أمس، ان هدفه من الرد على نصر الله تسليط الضوء على خطورة الوضع الاقتصادي، من دون الدخول في سجال سياسي جانبي، داعياً الحزبين والمناصرين إلى عدم الانجرار إلى السجالات العقيمة مع أي طرف، لأن البطالة والجوع لن يوفرا أحداً، فليكن الهدوء سيّد الموقف مع التأكيد على الحوار.. وشارك جنبلاط مساءً في اجتماع استثنائي لكتلة «اللقاء الديمقراطي» ناقش الأوضاع المالية والاقتصادية، في ضوء المؤشرات الخطيرة التي صدرت عن وزارة المال، واستعرض اقتراحات ومشاريع القوانين الواردة على جدول أعمال الجلسة التشريعية واتخذ القرارات اللازمة بشأنها، واهمها عدم الموافقة على صرف أي مبلغ إضافي لمؤسسة كهرباء لبنان، الا بضمانة والتزام واضح بتطبيق القانون 181/2011، لافتاً إلى ان رفضه لسلفة الـ640 مليار ليرة يأتي في سياق رفضه لاستمرار سياسة الاستنزاف في قطاع الكهرباء.

رفض اللقاء الديمقراطي الدخول في سجالات سياسية.

وقال النائب هادي أبو الحسن الذي تلا البيان رداً على سؤال حول هجوم نصر الله على جنبلاط: «اعتقد اننا ناقشنا ما هو أهم، ونحن ملتزمون بجو التهدئة».

خطاب نصر الله

وكان خطاب السيد نصر الله في «يوم الشهيد» الذي احتفل به الحزب السبت، قد تميز بأنه كان مباشراً في تعاطيه مع الأزمة الحكومية، وحدد موقف الحزب بالنسبة لموضوع تشكيل الحكومة، ككل وخاصة مسألة تمثيل النواب السنة المستقلين، ماحضاً اياهم دعماً غير مسبوق، عندما أعلن وقوفه إلى جانبهم سنة أو اثنين وإلى قيام الساعة»، واضعاً مصير تشكيل الحكومة رهن هؤلاء النواب الستة، لكن نصر الله، تجاهل الإشارة أو التطرق إلى موقف الرئيس عون بأن النواب الستة مجموعة افراد لا تجمعهم كتلة، وانهم سبق ان شاركوا في الاستشارات النيابية من ضمن كتلهم النيابية، أو منفردين. وذكرت مصادر قيادية متابعة عن قرب للموضوع في الحزب، ان السيد نصر الله قدم في خطابه المخرج الذي يرتأيه لمعالجة مسألة تمثيل النواب السنة المستقلين، وهو التفاوض معهم مباشرة، تأكيدا لموقفه بأن الحزب ليس في موقع المفاوض بل في موقع الداعم فقط لموقف هؤلاء النواب، بعدما كان في موقع المسهّل لعملية تشكيل الحكومة منذ بداية مفاوضات التشكيل. واكدت المصادر القيادية في الحزب «ان موقف الحزب النهائي رهن بما يقرره النواب السنة المستقلين، سواء تمسكوا بتوزير احدهم او وافقوا على تسمية شخصية وسطية او تراجعوا عن مطلبهم لسبب ما، موضحة ان «حزب الله» لا يحل محل هؤلاء في ما يقررون ولا حول اي صيغة يتفاوضون، ولا يحل محل الرئيس المكلف، وان الحزب يعطي للقضية طابعها الوطني وليس المذهبي او الطائفي خلافا لمحاولات بعض القوى الداخلية النفخ في بوق التحريض المذهبي السني- الشيعي والباس القضية لباسا غير وطني».

"الجمهورية"- ريفي: إنقلاب ميليشياوي يتهدد لبنان

إعتبر اللواء اشرف ريفي ان ما قاله الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله "أبعد من مجرد تفاوض لتحسين الشروط في تشكيل الحكومة، بل هو فرض وصاية على المؤسسات الدستورية، وتعطيل للدستور بقوة السلاح والترهيب، والمعني الاول بهذا الكلام الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري والمجلس النيابي رئيساً واعضاء، فضلاً عن ان في كلامه الكثير من الفوقية والغطرسة والاستكبار، اذ لم يسبق ان خاطب اي شخص في لبنان المرجعيات الدينية والسياسية لا بل اللبنانيين بهذه اللغة التي لا تنتمي الى اي سلوك حسن". واضاف: " قلت سابقاً أن "حزب الله" يحضّر لـ7 ايار حكومي، وها هو اليوم ينفذ 7 ايار سياسي ووطني، فيعطل ما تبقى من مؤسسات ويصادر ما تبقى من استقلالية قرار للبنان، لصالح وصاية ايران واستراتيجيتها المخربة في العالم العربي، فإيران تدمر كل دولة تسيطر عليها". واعتبر ريفي ان "قرار نصرالله توزير سنّة 8 آذار هو استكمال مشروع الانقلاب على نهج رفيق الحريري، فالسنّة بأغلبيتهم قالوا نعم للبنان اولاً ولمشروع رفيق الحريري الذي يؤمن بلبنان وطناً عربياً ونموذجاً للعيش المشترك وواحة للاعتدال، ومنارة اقتصادية في المنطقة"، و"حزب الله" يريد اليوم من إشراك بعض الواجهات السياسية في الحكم التي تختبئ خلفها الممانعة، والمشروع الفارسي، تزوير ارادة الطائفة السنية وتوجهها اللبناني والعربي. وحزب الله يعتبر انه آن الأوان لممارسة وصايته الواضحة على الجميع، وهذا ينذر بخطر دخول لبنان في عصر ظلامي وندعو كل القوى الى الوقوف بوجه هذه الوصاية التي ستغير وجه لبنان ان نجحت في فرض هيمنتها". ودعا ريفي الرئيس عون الى "عدم تحويل موقع الرئاسة الاولى الى مجرد وسيط بين الدويلة والاطراف السياسية الاخرى، فرئيس الجمهورية هو الساهر على الدستور ولا يجوز وضع الرأس في الرمال أمام خطر انقلاب ميليشياوي يتهدد لبنان الدولة والمؤسسات".

لبنان تحت تأثير الإطلالة «الصِدامية» لنصر الله..

بيروت - «الراي» .. بدا الجميع في لبنان أمس و«كأنّ على رؤوسهم الطيْر» غداة «الصواريخ الدقيقة» في السياسة التي أَطْلقها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله وأصابتْ الحلفاء والخصوم على حدّ سواء، في إطلالةٍ مدوّيةٍ و«صادِمة» أعلن من خلالها «الأمر لي» في ملف تشكيل الحكومة الجديدة مستعيداً نبرةً «صِدامية» من مرحلة الانقسام الحاد أيام معسكريْ 8 و14 مارس ومُسْتحضراً ضمنياً لغةَ «إنتو مين» في مخاطبته كل القوى السياسية وغير السياسية. ولم يكن جفّ حبرُ ما يشبه «7 مايو السياسي» الذي شكّلتْه مواقف نصرالله باحتجازه تأليف الحكومة وتكريس وَضْعه «مفتاح» الإفراج عنها في جيْبه، حتى سادَ حبْس الأنفاس بإزاء تداعيات إطلاقه مرحلة «التعاطي الخشن» في ما خص عقدة توزير أحد النواب السنّة الستة الموالين له، وردّ الفعل المرتقب خصوصاً من الرئيس المكلف سعد الحريري الذي كان رسَم خطاً أحمر حيال أي تمثيل لهؤلاء في الحكومة وسانَده في ذلك الرئيس ميشال عون. ويكتسب المؤتمر الصحافي الذي أُعلن أن الحريري سيعقده في بيروت غداً، لعرْض التطورات السياسية ومستجدّات تشكيل الحكومة، أهميةً استثنائية باعتبار أنه سيحدّد اتجاهات الواقع اللبناني في ضوء «الخيارات المحدودة» أمام الرئيس المكلف والتي تُراوح بين إما اعتذارٍ دراماتيكي في ارتداداته، وإما إعلانه «الصمود» في موقعه وموقفه بوجه «الانقلاب السياسي»، أو إفساح المجال لوساطةٍ يضطلع بها فريق عون لإيجاد تسويةٍ ما. وفيما كان الحريري يشارك أمس في فاعليات «منتدى باريس للسلام» حيث حَضَر الى جانب قادة العالم «مشهدية الشانزيليزيه» قبل غداء الاليزيه الذي كانت له خلاله دردشات أبرزها مع الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين، سادَ «الصمت» فريقه في بيروت حيال كلام نصرالله، باستثناء مقدّمة أخبار تلفزيون «المستقبل» التي اعتبرتْ ان نصرالله أعلن انه «لن تكون هناك حكومة إلا بما يريده ليس في ما يخص الطائفة الشيعية وحقائبها وهو أمر محسوم، ولكن في ما يخص الطوائف الأخرى أيضاً وحصة الحزب في الطائفة السنية تحديداً»، مؤكدة أن الحريري «لن يكون معنياً تحت أي ظرف بتأليف الحكومة وفق دستور حزب الله (...)». وبمعزل عن المآل الغامض للمشهد في ضوء «فائض القوة» السياسية الذي رمى به نصرالله، فإن هذا التطور خضع لمعاينة دقيقة نظراً لأبعاده التي يتقاطع فيها الداخلي والخارجي، وسط استخلاص أوساط مطلعة المفارقات الآتية من الإطلالة التي «لن يكون بعدها كما قبلها».

* أن نصرالله الذي لم يتوانَ عن التوجّه في معرض تأكيد تمسكه «القديم - الجديد» بتوزير سنّة 8 مارس إلى «السادة الكبار، رؤساء ووزراء وبطاركة ومشايخ ومفتين ومطارنة» قائلاً «الكلّ يسمع»، فرَضَ نفسه شريكاً معلَناً لعون والحريري بتشكيل الحكومة وذَهَب أبعد حين «جيّر» مفتاح التأليف من جيْبه الى «مجموعة الستّة» فـ «حين يقولون لنا سلَّموا أسماء وزرائكم نسلّمها».

* أن نصرالله بدا وكأنه يقول للجميع «ها نحن عدْنا» إلى «الداخل» بعدما قام بما عليه في الساحات الأخرى وضاعَف من حجمه ودوره الإقليمي، وتحدّث بلغة «المنْتصر» مُنْهِياً فترة المهادَنة التي كان يحتاج اليها للتفرغ الى أدواره العسكرية في الخارج ومعلناً بالفم الملآن «انتهى زمن التواضع» وزمن «أنا آدمي زيادة عن اللزوم».

* أن اللهجة غير المسبوقة منذ أعوام التي استخدمها نصرالله تطرح علامات استفهام حول مصير التسوية الرئاسية التي تقوم على «سيبة ثلاثية» يشكّلها عون والحريري و«حزب الله»، وصولاً الى إثارة البعض السؤال الكبير: هل يعمل الحزب على إحراج الحريري لإخراجه وإرساء وقائع جديدة في البلاد تلاقي اللحظة الاقليمية - الدولية؟.

* أن تَجاوُز نصرالله كل السقوف بتصعيده الذي لم يوفّر دار الفتوى والكنيسة المارونية والزعيم الدرزي وليد جنبلاط و«القوات اللبنانية»، جَعَل الوساطة التي بدأها فريق عون لإيجاد حلّ لعقدة سنّة 8 مارس محكومةً بشكوك كبيرة نظراً للاعتقاد بأن المناخ التفجيري الجديد أطاح بها، وسط ملاحظةِ الأوساط السياسية أن «أوّل كلامٍ» لمجموعة الستّة غداة مواقف نصرالله حَمَلَتْ مضياً في التمسك بتوزير أحدهم وفي الوقت نفسه «إطلاق النار» السياسي على الوزير جبران باسيل واتهامه من النائب جهاد الصمد بالسعي للحصول على «الثلث المعطّل» لفريقه.

أسبوع آخر لحسم مصير التأليف.. وجلسة اليوم تختبر النيات...

الجمهورية..إنشغلت الأوساط السياسية في عطلة نهاية الأسبوع في استكشاف وتحليل الأبعاد والخلفيات التي انطوَت عليها المواقف التي أعلنها الامين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله لمناسبة "يوم الشهيد" حول الاستحقاق الحكومي، والتي وضعت هذا الاستحقاق أمام احتمالين: إمّا تأليف الحكومة متضمّنة وزيراً يمثّل "سنّة 8 آذار"، وإمّا بقاء الواقع الحكومي على حاله من المراوحة والتعقيد الى أمد غير معلوم. وفي وقت رجّح البعض أن تتفجّر أزمة التأليف أكثر فأكثر، رجّح آخرون أن يؤدي اشتداد الأزمة الى انفراجها، خصوصاً انّ نصرالله لم يقفل الباب أمام الحلول، إلّا أنّ المؤشّر الى ذلك سلباً أو إيجاباً سيعكسه ما سيعلنه الرئيس المكلف سعد الحريري في مؤتمره الصحافي غداً، وقبله ما سيرشح من لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري على هامش الجلسة التشريعية اليوم مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، الذي كلّفه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون البحث مع المعنيين في حل لعقدة تمثيل "سنّة 8 آذار"، وقد كان له لقاء لهذه الغاية مع السيّد نصرالله ليل الجمعة ـ السبت الماضيين. دَلّت المواقف في عطلة نهاية الاسبوع الى أنّ هذا الاسبوع، بما سيشهده من تطورات ومشاروات على جبهة الاستحقاق الحكومي، سيكون حاسماً بالنسبة الى مصير الحكومة العتيدة سلباً أو إيجاباً. وفي هذه الاجواء سينعقد المجلس النيابي اليوم في جلسة تشريعية، وسط حديث عن إمكان إقدام بعض الكتل على تطيير النصاب. وعلمت "الجمهورية" انّ الرئيس نبيه بري مُتحسّب لهذا الأمر، مُدرجاً هذه المحاولة، فيما لو صَحّت، في خانة الخطأ الكبير الذي لا يمكن السكوت عنه أو تجاوزه. وهو قال أمام زواره أمس، انّ الجلسة في موعدها، ولا أعتقد أنّ تعطيل المجلس في مصلحة أحد، فضلاً عن أنّ التعطيل مرفوض، فإذا كان المجلس قد سبق له أن انعقد في دورة استثنائية لإقرار مجموعة القوانين المتعلقة بمؤتمر "سيدر"، وسمّيناها تشريع الضرورة، فكيف لا ينعقد في دورة عادية التي هو فيها اليوم، والتي يلزمنا عقدها ضرورة التشريع؟". وردّاً على سؤال عمّا إذا تمّ الاصرار على تعطيل الجلسة وتطيير نصابها؟ قال بري: "لا أحد يلعب معي هذه اللعبة، وليجربوني، لن أسمح بتعطيل المجلس. وسأدعو، ان اضطررت، الى جلسة تشريع كل يوم".

التأليف الحكومي

وفي ظل الأجواء الملبّدة على جبهة التأليف الحكومي، بَدا بري غير متشائم، إذ لمّح أمام زواره أمس الى أنّ الأمل ليس مفقوداً في إمكان الوصول إلى حل يمهّد الطريق أمام تأليف الحكومة. وقيل لبري إنّ عملية التأليف تبدو وكأنها وصلت إلى طريق مسدود، فقال: "بالتأكيد انّ الأزمة إذا تفاقمت وبلغت هذا الحد يصبح احتواؤها صعباً، لكنني لا أرى أنّ الفرَص قد انتهت، وربّ أزمات قد وجدت الحلول لها على الساخن وفي وقت قصير. ثم دعوني أقول هذه الكلمة، ربما هناك أمر ما قد تعتقد أنه بعيد جداً، فإذا به يكون قريباً منك أكثر ممّا تتصوّر". ورداً على سؤال حول حركة المشاورات المنتظرة في شأن الحكومة العتيدة، قال بري: "يجب أن تحكي الناس مع بعضها".

إنطلاق البحث

وفي هذا السياق، ربطت مصادر وزارية اللقاء المنتظر اليوم بين بري وباسيل بما طَرأ على الخط الحكومي، واعتبرته نقطة انطلاق البحث عن حلّ للأزمة الحكومية. وقالت مصادر "حزب الله" لـ"الجمهورية": "إنّ السيّد نصرالله أكد في خطابه أن لا تراجع نهائياً عن دعم مطلب تمثيل "سنّة 8 آذار" في الحكومة، ونحن نعتبر أنّ الكرة أصبحت في يد الرئيس المكلف الذي نعتقد بضرورة أن يتلقّاها إيجاباً ويَتلقّف هذه الفرصة لإنقاذ حكومته. وقالت مصادر 14 آذار لـ"الجمهورية": "لقد أثبت "حزب الله"، من خلال الكلام الاخير للسيد حسن نصرالله، انه لا يريد حكومة لكي يبقى مُتحكّماً بقرار البلد". واعتبرت المصادر "أنّ البدعة التي خلقها لتمثيل نواب، هم أصلاً أعضاء في كتل نيابية أُخرى، هي نوع من الاحتيال السياسي الذي لا يمكن القبول به، وقَفز فوق الدستور، ومحاولة ابتزاز واضحة ينبغي ان يتصدى لها رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، الذي يسعى الحزب إلى الضغط عليه وإضعافه سياسياً ومعنوياً".

"المستقبل"

وفي انتظار ما سيعلنه الحريري في مؤتمره الصحافي عند الاولى والنصف بعد ظهر غد في "بيت الوسط" حول التطورات المتعلقة بتأليف الحكومة، كان لافتاً ما احتوَته مقدمة نشرة الاخبار المسائية لتلفزيون "المستقبل" من هجوم على السيّد نصرالله، فقالت انّ "التداعيات السلبية" لكلامه "لا تزال تحكم المناخ السياسي في البلاد". مشيرة الى انّه "بعد محاولته مصادرة قرار اللبنانيين بكل طوائفهم مُتحدثاً بعنجهية غير مسبوقة عن قدرته على تعطيل مسار تشكيل الحكومة في أي لحظة يُبدي فيها اعتراضه، واضعاً مصير الحكومة في قبضة نواب "سنّة الثامن من آذار"، ظهرَ "حزب الله"، على لسان أمينه العام، متمسّكاً بِرَهن البلاد لمصالح محور الممانعة الذي يدور في فلكه، تحت عنوان: الوفاء للنواب الستة". وقالت انّ نصرالله "عندما تحدث عن 4 أشهر من التعطيل الناتجة عن العقدة الدرزية، و5 أشهر من التعطيل بفِعل عقدة "القوات اللبنانية"، ظهر محاولاً إيجاد تبرير للوقت الضائع، وللخسائر التي يلحقها بلبنان وأهله بعد رَميه كرة تعطيل التشكيل من بوّابة النواب الستّة، واضعاً مهلة لتوزير هؤلاء 1000 سنة والى أن تقوم القيامة". ولفتت الى "إصرار "حزب الله" على تحويل لبنان رهينة على رقعة المصالح الايرانية"، وقالت انّ الحريري سيقول غداً "كلمته الفصل ويضع النقاط على الحروف"، وسيشرح "حقائق الامور المتعلقة بعملية تشكيل الحكومة". وتحدثت عمّا سَمّته "الانعطافة غير المنطقية لبعض نواب "التيار الوطني الحر"، والتي تتناقض مع الموقف الذي أعلنه رئيس الجمهورية ميشال عون، في قضية توزير "سنّة حزب الله".

"التيار الحر"

على انه بعد المواقف "النوعية" شكلاً ومضموناً للأمين العام لـ"حزب الله" حيال توزير "سنّة 8 آذار"، بَدا "التيار الوطني الحر" في اليومين الماضيين "مُتمترساً" عند نقطتين: الإصرار على أنّ أصل الأزمة يعود لكون العقدة سنية - شيعية وليس سنية - سنية كما شدّد نصرلله في خطابه، وتبنّي موقف رئيس الجمهورية ميشال عون في اعتبار أنّ النواب السنّة الستّة منضوون ضمن تكتلات سياسية ممثلَة في الحكومة ومن غير الجائز تمثيلهم في الحكومة، إضافة الى اعتبار أنّ خطوة كهذه تُدخِل الرئيس المكلّف سعد الحريري "ضعيفاً" الى الحكومة. لكنّ نائب تكتل "لبنان القوي" آدي معلوف قال لـ "الجمهورية": "نحن متفائلون أنّ هذه العقدة والتطورات الأخيرة ليست آخر الطريق ولن تؤدي الى الحائط المسدود، وستحلّ تماماً كما حلّت العقد الباقية، أولاً برفع السقوف عالياً من قبل "القوات اللبنانية" والنائب السابق وليد جنبلاط، ثم بالتهدئة، فالحوار، فالإنفراج"، لافتاً الى أنّ "هناك حاجة لجميع الاطراف السياسية في ولادة الحكومة سريعاً". وحمّلت مصادر في "التيار الوطني الحر" الرئيس المكلّف جزءاً من المسؤولية عن الوصول الى هذا المأزق، بسبب عدم استجابته لمطالبات "التيار" المتكررة بتحديد معيار موحّد للتمثيل في الحكومة، وبعدم أخذ "تنبيه" "حزب الله" بجدّية قبل نحو شهر من حلّ العقدتين "القواتية" والدرزية من أن لا حكومة بلا وزير سنّي من 8 آذار". وقالت المصادر: "سيحاول "التيار" لعب دور توفيقي، ولن نبقى متفرّجين منعاً لمزيد من أشهر الاستنزاف"، وأشارت الى أنّ "السيد نصرالله ترك باباً للحَل من خلال رَمي الكرة في ملعب نواب "سنّة 8 آذار"، ولا أحد يستطيع إقفال الأبواب". وأضافت: "في بدايات التأليف كنّا نتعرّض لاستهدافات متكرّرة بأننا نتدخل في عملية تشكيل الحكومة، بينما كنّا نطالب بحصتنا فقط. اليوم نحن حريصون على أن تؤلّف الحكومة وسندخل على خط إرساء الحوار في شأن عقدة تتعلق بطرفين كبيرين، مع علمنا أنّ هناك دوماً من يريد أن يصطاد في الماء العكر". وفي المقابل، كررت المصادر موقف رئيس الجمهورية من "أنّ النواب السنّة "تكتّلوا" بعد الانتخابات، وهم ممثلون ضمن كتل أخرى ويريدون دخول الحكومة من خارج حصة الثنائي الشيعي، فيما كتلة "ضمانة الجبل" أُعلِنت من دارة النائب طلال أرسلان قبل الانتخابات، وإرسلان سيتمثل عبر وزير يسمّيه من ضمن حصتنا في الحكومة وليس خارجها". وردّاً على من اعتبر أنّ السيد نصرالله قد تَقصّد من خلال خطابه الردّ على رئيس الجمهورية في شأن موقفه الأخير من "سنّة 8 آذار" ورفض توزيرهم، قالت المصادر: "في الخطاب نفسه أكّد السيد نصرالله أيضاً متانة العلاقة مع الرئيس عون، ولا نعتبره موجّه ضدنا".

جنبلاط والتهدئة

وكان اللافت انّ رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، الذي انتقد نصرالله مواقفه، أوضح أمس عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلفيّات ردّه عليه أمس الاول، فقال: "بالأمس، كان هدفي في الرد تسليط الضوء على خطورة الوضع الاقتصادي ولن أدخل في سجال سياسي جانبي، لذلك أدعو الحزبيين والمناصرين الى ألّا ينجَرّوا الى السجالات العقيمة مع أي طرف، البطالة والجوع لن توفّرا أحداً، فليكن الهدوء سيد الموقف مع التأكيد على الحوار".

الحريري ورؤساء

من جهة ثانية، أعلن المكتب الاعلامي للحريري أنه شارك أمس في مأدبة الغداء التي أقامها الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون في قصر الاليزيه، على شرف رؤساء الدول والوفود المشاركة في مؤتمر باريس للسلام. وكان للحريري، على هامش المأدبة، لقاءات جانبية مع عدد منهم، وأبرزهم الرئيس الفرنسي، ورؤساء: روسيا فلاديمير بوتين، تركيا رجب طيب اردوغان، سويسرا الان بيريست، قبرص نيكوس اناستاسياديس، المستشارة الألمانية انجيلا ميركيل وجزر السيشيل داني فور، رؤساء وزراء: أسبانيا بيدرو سانشيز، بلجيكا شارل ميشال وكندا جاستين ترودو.

مؤشّر كلام سلامة

إقتصادياً ومالياً، حمل كلام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمس، خلال مشاركته في المنتدى الإقتصادي الإجتماعي الأول لبكركي برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مؤشرات إضافية لدقة الوضع، رغم تطميناته بالنسبة الى ثبات سعر صرف الليرة. وبَدت مواقف حاكم المركزي مختلفة عن السياق الاعتيادي الذي درج عليه، وكأنه أراد وضع الإصبع على الجرح، وتسمية الامور بأسمائها. وفي قراءة لأبرز مواقف سلامة، يمكن تسجيل ملاحظات لافتة منها:

ـ أولاً، المطالبة بخفض حجم القطاع العام الذي بات عبئاً على الاقتصاد.

ـ ثانياً، وجود حملات خارجية في الاعلام يواجهها الوضع اللبناني ترتبط بالقانون الاميركي لمكافحة تمويل "حزب الله".

ـ ثالثاً، العجز المعلن في الموازنة بات أكبر من إمكانات لبنان، والسبب المباشر سلسلة الرتب والرواتب.

ـ رابعاً، خطورة استمرار نهج الاستيراد المفرط الذي يؤدي الى استنزاف الدولارات.

ـ خامساً، انّ اسعار الفوائد ستبقى مرتفعة في المرحلة المقبلة، وعلى الدولة والاقتصاد أن يتأقلما مع هذا الواقع.

ـ سادساً، انّ المصارف ستواصل الامتثال وتطبيق القوانين الدولية لحماية القطاع والبلد.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,156,890

عدد الزوار: 6,757,759

المتواجدون الآن: 114