بيرنز يؤكد لسليمان والحريري التزام بلاده دعم لبنان:جهودنا لتحسين العلاقات بسوريا لن تكون على حسابه

استهل وكيل وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية وليام بيرنز زيارته لبيروت امس، بلقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا، ووضعه في أهداف زيارته، مجدداً "دعم بلاده للبنان في شتى المجالات وخصوصاً على مستوى المساعدات العسكرية للجيش اللبناني". وكرر أن "بلاده لن تدعم أي تقدم في المفاوضات في المنطقة على حساب لبنان".
ولفت إلى ان موفد الرئيس الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشل "يواصل العمل لإطلاق المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية"، مؤكداً أن "التواصل بين بيروت وواشنطن سيبقى قائماً".
من جهته، رحب سليمان ببيرنز، شاكراً له "تكرار الموقف الأميركي من التوطين". ولفت إلى "أهمية السرعة في تقديم المساعدات للجيش اللبناني والقوى الامنية". وكرر طرح موضوع الإجراءات بالنسبة إلى المسافرين من لبنان إلى الولايات المتحدة، وكذلك الموضوع الإعلامي المتعلق بمنع بث بعض المحطات على الأقمار الاصطناعية، معتبراً ان ذلك "يتناقض مع مبدأ الحريات العامة عموماً وحرية الإعلام خصوصاً التي يدافع عنها لبنان".
في السرايا
وعند السادسة والربع، التقى بيرنز رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السرايا الحكومية، في حضور الوفد المرافق والسفيرة الأميركية في لبنان ميشال سيسون ونادر الحريري والمستشارين محمد شطح وهاني حمود.
بعد اللقاء قال بيرنز: "إنني مسرور جداً لعودتي إلى لبنان. وكنت في لبنان منذ خمس سنوات عندما مثّلت الولايات المتحدة في جنازة رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري. لقد كنت فخوراً لدعم لبنان وسيادته واستقلاله في تلك اللحظة المأساوية. وأنا فخور اليوم لإبلاغ دعم الرئيس (باراك) أوباما القوي والمستمر للبنان، في الوقت الذي تعمل الحكومة اللبنانية لتعزيز مؤسسات الدولة وبناء السلام والاستقرار في لبنان والمساهمة في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة. وكما شدّد الرئيس اوباما للرئيس سليمان خلال زيارته إلى واشنطن في كانون الأول الماضي، وكما شدّد للرئيس الحريري خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه معه الأسبوع الماضي، فإن لبنان يستطيع الاعتماد على المساعدة الأميركية المستمرة، وقد وصل حجم المساعدات المالية للبنان الى مليار دولار منذ العام 2006 ، مع دعم مهم للقوات المسلحة اللبنانية. ونأمل ونتوقع أن تمارس الحكومة اللبنانية سلطتها الشرعية على كامل لبنان. ونبقى ملتزمين التطبيق الكامل لكل القرارات الدولية ذات الصلة بما فيها القرارات 1559 و1680 و1701".
اضاف: "وكما اكد السيناتور ميتشل مراراً، فإننا سنبقى ملتزمين السعي الى سلام عادل ودائم وشامل بين العرب والإسرائيليين، لإحراز تقدم على جميع مسارات عملية السلام. إن جهودنا على المسار الإسرائيلي-الفلسطيني لن تكون على حساب لبنان. وكما صرّح السيناتور ميتشل، فإن الولايات المتحدة لن تدعم عملية التوطين بالقوة للفلسطينيين في لبنان، كما أن جهودنا المستمرة لإشراك سوريا وتحسين العلاقات معها لن تكون أيضاً على حساب التزامنا العميق بلبنان والشعب اللبناني. كل هذه الجهود تكمل بعضها البعض وغير متناقضة. إنني ممتن جداً للرئيس الحريري والرئيس سليمان والقادة اللبنانيين الآخرين الذين التقيتهم اليوم (امس) على حسن ضيافتهم والمحادثات الممتازة التي أجريناها معهم. وأتطلع قدماً إلى زيارة أخرى قريبة والاستمرار بكل ما يمكننا لدعم الشراكة اللبنانية الأميركية".
بيان السفارة
وافاد بيان صحافي وزعته سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بيروت أنه "في 16 و 17 شباط 2010، زار وكيل وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية وليام بيرنز لبنان في اطار زيارة لبلدان عدة في المنطقة. في لبنان اجتمع وكيل وزيرة الخارجية بيرنز بالمسؤولين اللبنانيين، بما في ذلك الرئيس ميشال سليمان ورئيس الوزراء سعد الحريري. وقد نقل وكيل وزيرة الخارجية بيرنز التزام الرئيس (باراك) أوباما والوزيرة (هيلاري) كلينتون بلبنان سيدا ومستقلا. وأشار الى أن الولايات المتحدة سوف تواصل دعم الجهود الرامية إلى تعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية من أجل بناء لبنان موحد ومستقر ومزدهر. وشدّد وكيل وزيرة الخارجية وليم بيرنز أيضا على التزام الولايات المتحدة التوصل الى سلام شامل في الشرق الأوسط، واكد مجددا ان لبنان سوف يلعب دورا رئيسيا في جهد طويل الأمد لبناء الاستقرار والسلام الدائم والشامل في منطقة الشرق الأوسط، وأنه لن يتم التوصل الى حل دائم على حساب لبنان".
وكان بيرنز وصل أمس الى بيروت آتيا من بلاده عن طريق باريس لاجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين. واستقبلته في المطار السفيرة سيسون. ومن المقرر أن يزور بيرنز اليوم العاصمة السورية.