الخارجية الإسرائيلية: إهانة السفير التركي أعطت مفعولها

تبجح تقرير أعده مركز الأبحاث السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية بـ «المفعول الذي فعله» الاستقبال المهين من نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني أيالون للسفير التركي في إسرائيل قبل أسبوعين، معتبراً أن إهانة السفير مسّت في شكل كبير بعزّة تركيا «لكنها أوضحت لحكومتها أنها تجاوزت خطوطاً حمراً في تعاطيها مع إسرائيل».

وأضاف التقرير الذي وُزع على أعضاء «المنتدى السباعي الوزاري» وعلى سفراء إسرائيل في أنحاء العالم أن الحادث «حفر عميقاً في الوعي التركي لسنوات كثيرة مقبلة على أنه مساس بكرامتهم»، لكن مع ذلك فإن الطريقة التي أنهى بها أركان الحكومة التركية، وبينهم رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، الأزمة باحتوائها «إنما يؤشر إلى إدراكهم أن تركيا دخلت منطقة خط أحمر ولامست أقصى حدود صبر حكومة إسرائيل، وأن استمرارها قد يؤدي إلى أن تخسر تركيا إسرائيل نهائياً ما سيمس بالشرعية الدولية لتركيا».

وركّز تقرير المركز الذي يعتبر الهيئة المسؤولة عن تقويم المعلومات الاستخباراتية في الوزارة، على اعتبار أردوغان مصدر التوتر المتواصل بين إسرائيل وتركيا. وجاء فيه: «في تقديرنا أنه منذ صعوده إلى الحكم يقوم بعملية متواصلة لتهيئة الرأي العام في تركيا لاتخاذ موقف سلبي من إسرائيل، عبر كلام لا نهاية له عن معاناة الفلسطينيين وتكرار اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب واستخدام مصطلحات معادية للسامية في خطاباته، وهو في شكل غير مباشر يحرض ويشجع على معاداة السامية».

وتابع أن تأثير سياسة أردوغان على الرأي العام التركي برز في مقالات في الصحف التركية «تشكّك في ولاء يهود تركيا الأمر الذي يعرض سلامة اليهود ومؤسساتهم في تركيا للخطر»، كما اتهم التقرير أردوغان بالسعي إلى النيل من إسرائيل «كوسيلة لرفع شأنه في الدول الإسلامية وفي الشرق الأوسط الذي تسعى تركيا إلى لعب دور قيادي فيه، وفي أوساط المعارضة التركية وجمهور حزبه». وخلص إلى تأكيد أن «تركيا الحالية في ظل قيادة حزب العدالة والتنمية تختلف عن تركيا التي أقامت علاقات استراتيجية مع إسرائيل مطلع تسعينات القرن الماضي».