لبنان...حزب الله يمهّد لفتح الحدود و إسقاط الـ1701.... عون يتجه لإستدعاء السفيرة الأميركية.. والحريري «يبقّ البحصة» الخميس....مَنْ يدفع لبنان ليكون ساحة مقاومة، أو جبهة الجنوب هي بوابة المواجهة مجدداً؟....نصرالله يدعو محور المقاومة إلى خطة مواجهة....لبنان على محكّ «التعايش الشاقّ» بين... «الماء والنار»...جنبلاط ينبه من عواصف داخلية.....«مجموعة الدعم الدولية» تحيي القرار 1559...صندوق النقد الدولي مستعد لتقديم المساعدة اللازمة للبنان....

تاريخ الإضافة الثلاثاء 12 كانون الأول 2017 - 5:22 ص    عدد الزيارات 3044    التعليقات 0    القسم محلية

        


حزب الله يمهّد لفتح الحدود و إسقاط الـ1701.... عون يتجه لإستدعاء السفيرة الأميركية.. والحريري «يبقّ البحصة» الخميس

مَنْ يدفع لبنان ليكون ساحة مقاومة، أو جبهة الجنوب هي بوابة المواجهة مجدداً؟

اللواء...... بعد الرسالة الأولى التي وجهها السيّد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بعيد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبدء الإجراءات لنقل السفارة الأميركية إليها. وضع في خطابه امام التظاهرة الحاشدة التي نظمها الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية خطة للمواجهة على المستويات كافة، داعياً الفلسطينيين لتوفير الغطاء بإجراءات تبدأ بوقف التفاوض مع الإسرائيليين برعاية أميركية، واشتراط والذهاب إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة على كامل الأراضي الفلسطينية، وقال: هذا هو الرد الكبير والحقيقي، وهذا من مسؤولية الفلسطينيين بالدرجة الأولى وعلى كل العالم العربي والإسلامي ان يقف إلى جانبهم وأن يساندهم. ودعا السيّد نصر الله «السلطة الفلسطينية» ودولاً عربية وإسلامية إلى قطع علاقاتها مع إسرائيل، وإلى وقف عملية التفاوض ما لم يرجع ترامب عن قراره. وذهب السيّد نصر الله أبعد من ذلك، عندما اعتبر في التظاهرة ان «قرار الرئيس الأميركي هو بداية النهاية لإسرائيل». وقال ان ما سماه «محور المقاومة» «يكاد ينهي معاركه في الإقليم، وبالتالي سيعود ليعطي وقته للقدس وفلسطين والشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، بكل فصائلها.. وأن حزب الله سيقوم بمسؤولياته كاملة». وأكد: القدس التي لن نتخلى عنها، القدس التي يقول عنها الشعب الفلسطيني، ويجب ان تردّد كل الشعوب معه «على القدس راحين شهداء بالملايين».. ما قيمة هذه المواقف، في هذه اللحظة البالغة التعقيد في المنطقة، في ظل الإعلان الروسي عن بدء الانسحاب من سوريا، ودعوة الأميركيين لحذو حذوهم بالانسحاب، وتعهد الفصائل المسلحة العراقية بطرد الأميركيين من العراق؟.....

الأوساط السياسية والدبلوماسية تنظر بقلق لمسار التطورات المقبلة، ولا تخفي خشيتها من تحويل الجنوب مرّة جديدة لساحة مواجهة مفتوحة مع إسرائيل.. وما يعزّز هذه المخاوف ما يجري تداوله في «الغرف الحزبية المغلقة» من ان قرار الحزب لا رجوع عنه «قدر الله ان فلسطي سوف تتحرر». وهذا يعني الايذان ببدء المواجهة أو «الحرب المفتوحة» مع إسرائيل، وعلى لبنان، أو حكومة استعادة الثقة «ترتيب الوضع على هذا الأساس». ويحزم مصدر مقرّب من الحزب، ان الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي «موافقان على كل ما يراه السيّد مناسباً لاستعادتها». ويصف المصدر عينه خطاب السيّد نصر الله بأنه «علم وخبر» للدولة اللبنانية بأن الحزب ذاهب «الى مواجهة مفتوحة مع العدو الإسرائيلي». ووفقاً للمصدر عينه فإن «حزب الله» بالتعاون مع كل محور المقاومة سوف يموّل حركات المقاومة في فلسطين مادياً وعسكرياً عبر كل المنافذ الحدودية العربية مع فلسطين المحتلة بما فيها الجنوب اللبناني». وإذا كان الرئيس عون، وفقاً للمصدر القيادي في حزب الله، يستدعي السفيرة الأميركية في بيروت اليزابيث ريتشارد لتسجيل اعتراض لبنان الرسمي على قرار ترامب الاعتراف بالقدس، فإن من تداعيات التوجه إلى «الانخراط بالمواجهة المفتوحة» سقوط القرار 1701 والنأي بالنفس، العودة إلى مفاعيل قرار مجلس الوزراء في 5 ك1 الجاري حول التزام الحزب مع سائر مكونات الحكومة السير بالابتعاد عن الخلافات العربية وأزمات المنطقة.

الحريري يبق البحصة

من المتوقع أن يتناول الرئيس الحريري هذه المواقع في المقابلة التي سيجريها في برنامج «كلام الناس» الخميس المقبل، وتوعد «ببق البحصة» حيث يفترض أن يسمي الأشياء بأسمائها للذين طعنوه بالظهر خلال الأزمة الحكومية الأخيرة، مشيراً إلى أن هناك من أراد ان يستغل علاقاتنا المميزة مع المملكة العربية السعودية للإساءة اليه شخصياً، وأن هناك احزاباً سياسية حاولت أن تجد مكاناً لها في هذه الأزمة من خلال الطعن بالظهر، لكنه قال انه سيتعامل مع هذه الحالات كل حالة على حدة، بما يعني ان هناك اكثر من حالة واحدة، في إشارة ربما يكون المقصود بها حزب «القوات اللبنانية» وجهات أخرى معروفة بالاسم أيضاً. وأضاف، خلال استقباله مساء أمس في «بيت الوسط» حشداً كبيراً من منسقية بيروت في تيّار «المستقبل»: «هؤلاء حين كانوا يرددون مواقف تحد لـ«حزب الله» وسياسة إيران ظاهرياً، فهم كانوا يتهجمون مرّة على الحزب وعشرين مرّة على سعد الحريري، وكانوا يدعون انهم يستكملون مسيرة رفيق الحريري، وكان ذلك بمثابة اكبر عملية احتيال علينا جميعاً». وشدّد الحريري على أن الانتخابات النيابية المقبلة مصيرية بالنسبة إلينا، كما هي بالنسبة الى البلد ككل، ولذلك علينا أن نعمل بجهد كفريق واحد ومتماسك لاستكمال مسيرة رفيق الحريري التي هي مسيرة البناء والنهوض والتطور بالبلد». وبالنسبة لعلاقته بـ«حزب الله»، أشار الحريري إلى انه كان واضحاً في كل مواقفه السياسية، لقد قلت أن هناك ربط نزاع بيننا وبين «حزب الله»، فلا هم سيوافقوننا على سياستنا الإقليمية والدولية، ولا نحن على استعداد لأن نتوافق معهم بمواقفهم الإقليمية والدولية، لذلك، فان كل قرار نتخذه هو لمصلحة البلد والناس، ولكي لا يدفع الشعب اللبناني ثمن التصادم السياسي والذي لا جدوى منه، في ظل ما يجري حولنا من حروب وحرائق.

مجلس الوزراء

وكان الرئيس الحريري الذي عاد لمزاولة نشاطه العادي في السراي الحكومي، أمس، والتي غاب عنها منذ الثالث من الشهر الماضي، قد انكب على تسيير شؤون البلاد والعباد، والتحضير لجدول أعمال جلسة مجلس الوزراء. وعلمت «اللواء» أن جدول أعمال الجلسة الذي سيوزع على الوزراء اليوم تجاوزت بنوده الـ160 بنداً، مع إمكانية إضافة العديد من البنود المتراكمة منذ آخر جلسة انعقدت في 2 تشرين الثاني الماضي. وأشارت مصادر في رئاسة الحكومة، إلى أن الجدول الجاري تحضيره هو جدول دسم بكل بنوده دون استثناء. خصوصاً تلك المتعلقة بمواضيع تتصل بهبات ومساعدات لبعض المدن والقرى والتي تعتبر ضرورية لانمائها، والتي قد يصبح من الصعب الاستفادة منها في العام المقبل، ويحضر النفط على جدول أعمال الجلسة التي لم يحددها موعد إلى بعد .

جولة «العصائب»

ولم تستبعد المصادر الوزارية، ان يثير الرئيس الحريري وعدد من الوزراء خلال الجلسة، والتي يبدو انها ستكون حافلة، ما حدث من خرق على الحدود الجنوبية من خلال جولة الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق» العراقية على الخزعلي، والتي اعتبرها الرئيس الحريري بأنها «خرق فاضح للقوانين اللبنانية من خلال التدخل بشؤون لبنانية داخلية، ولا تخدم لا الدولة اللبنانية ولا البيان الوزاري الذي صدر عن الأخيرة لمجلس الوزراء والمتعلق بموضوع النأي بالنفس. واعتبر الحريري، في دردشة مع الصحافيين، لدى مغادرته مقر المجلس الاقتصادي - الاجتماعي، ان ظهور عناصر مسلحة أمر مسيء للدولة، ويجب على القوى الأمنية ان تتصرف بشكل حازم في هذا الموضوع. وقال: «نحن لسنا في «جمهورية الموز»، نحن دولة، ومن يخرق فيها القانون عليه ان يدفع ثمن ذلك». ومن جهته، أبلغ نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسّان حاصباني «اللواء» ان وزراء «القوات اللبنانية» سيثيرون في الجلسة موضوع زيارة الخزعلي للحدود الجنوبية، باعتبارها سابقة قد تفتح الباب أمام ميليشيات أخرى غير لبنانية للقدوم إلى لبنان بذريعة مواجهة إسرائيل، خاصة بعد قرار الرئيس الأميركي حول القدس، معتبراً ان هذا الأمر يفتح على لبنان مشكلات كبيرة لا يحتملها في هذه الظروف.

الاحتجاج يتواصل.. والدجال ينتهك «النأي بالنفس»

«عكاظ» (بيروت) رويترز( الأراضي المحتلة).... واصل الفلسطينيون أمس(الإثنين) احتجاجاتهم على اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل. وخرج في مدينة رام الله بالضفة الغربية العديد من الفلسطينيين إلى الشوارع وأحرقوا إطارات واشتبكوا مع الشرطة الإسرائيلية. فيما أحرقت مئات عدة من النساء في غزة، بعضهن مُلثمات ويحملن أسلحة، أعلاما أمريكية وإسرائيلية، وسرن في شوارع المدينة. واحتج في القدس الشرقية نحو 12 شخصا خارج القنصلية الأمريكية. وهدأت الاحتجاجات المستمرة منذ أربعة أيام إلى حد كبير على قرار ترمب الذي أصدره يوم الأربعاء الماضي وخالف به سياسة أمريكية استمرت لزمن طويل بشأن القدس. وأثار القرار تحذيرات من العالم العربي بأنه قد يقوض فرص تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وفي انتكاسة جديدة لمبدأ «النأي بالنفس» الذي أعلنت الحكومة اللبنانية بكافة مكوناتها التزامها به، قال الأمين العام لميليشيا «حزب الله» حسن نصر الله أمس، إن الحزب وحلفاءه في المنطقة سيجددون تركيزهم على القضية الفلسطينية بعد «الانتصارات» التي حققوها في مناطق أخرى بالشرق الأوسط، بحسب زعمه -، ودعا حلفاء الميليشيا إلى وضع إستراتيجية موحدة في الميدان لمواجهة إسرائيل.

نصرالله يدعو محور المقاومة إلى خطة مواجهة

بيروت - «الحياة» ...دعا الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله محور المقاومة إلى «وضع استراتيجية موحّدة للمواجهة واضحة ومحدَّدة، ووضع خطة ميدانية وعملانية متكاملة تتوزّع فيها الأدوار وتتكامل فيها الجهود في هذه المواجهة الكبرى». وقال: «نحن في حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان سنقوم بمسؤوليتنا كاملة في هذا المجال». وأضاف: «أتكلم باسم كل محور المقاومة وليس فقط باسم حزب الله، وأعرف مواقفهم وعلى تواصل مع الجميع، دولاً وشعوباً وفصائل وحركات، اليوم محور المقاومة ودول محور المقاومة تخرج من محنة السنوات الماضية، وعلى رغم الجراح تخرج منتصرة وصلبة». ولفت إلى أن «هذا المحور يكاد يُنهي معاركه في الإقليم ويلحق الهزيمة بكل الأدوات التكفيرية التي استخدمتها أميركا وإسرائيل لإسكاته وسحقه». وأكد أن «محور المقاومة، ومن جملته حزب الله، سيعود اليوم لتكون أولوية اهتمامه القدس وفلسطين وشعبها ومقاومتها بكل فصائلها». كلام نصرالله جاء خلال كلمة متلفزة ألقاها في تظاهرة حاشدة وتضامنية مع القدس في ضاحية بيروت الجنوبية. وحمل المتظاهرون أعلاماً لبنانية وفلسطينية وسورية وايرانية الى جانب رايات «حزب الله» و«أمل» ولافتات كتب عليها «القدس لنا». وجرى إحراق العلم الاسرائيلي. وشدد نصرالله على وجوب «تقدير كل المواقف التي صدرت رافضة للعدوان البغيض على القدس وعلى القضية الفلسطينية وكرامة هذه الأمة». وقال: «هذا أمر مهم، لأن ترامب كان يتصور أنه عندما يُعلن اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل سيخضع له كل العالم، وستتسابق إلى تأييده عواصم العالم من أوروبا إلى العالمين العربي والإسلامي، إلى روسيا والصين وكندا وأميركا اللاتينية». ولفت إلى أنه «بدا وإدارته معزولاً وغريباً، ومعه فقط إسرائيل صاحبة المصلحة الأكيدة في القرار». وانتقد «زيارة وفد بحريني إلى فلسطين المحتلة»، قائلاً إنه لا يمثّل الشعب البحريني. وقال: «في لبنان، نفتخر بإجماعنا الوطني حول القدس وفلسطيين، من المواقف التي أعلنها رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة والكتل النيابية ومختلف القوى السياسية والمكوّنات الشعبية، وصولاً إلى الخطاب المميَّز لوزير الخارجية اللبناني في اجتماع الدول العربية في القاهرة، حيث كان هناك خطابان مميزان للبنان والعراق». وتحدث عن نتائج قرار ترامب ومخاطره، «ففي اليوم الثاني اجتمعت حكومة العدو، وأعلنت عزمها على بناء 14 ألف وحدة سكنية في القدس، والبدء بتغيير الأسماء العربية للشوارع فيها». واعتبر أن «القرار الأميركي جاء في سياق ليس معزولاً، له ما قبله وما بعده، وعندما نعود إلى ما قبله سنفهم جيداً ماذا جرى في منطقتنا خلال السنوات الماضية». وقال: «الخطوة لها ما بعدها، سيقول الأميركيون لكل الحكومات العربية والفسلطينيين، القدس «خلص» خارج البحث، فلنكمل التسوية في المشروع الأميركي- الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية». وأكد أن «المسؤولية تقع على الجميع وبالدرجة الأولى على الفلسطينيين، لأنهم الخط الأول وانتفاضتهم هي العامل الأكثر حسماً». وتوجه إليهم بالقول: «إذا رفضتهم كلكم الخضوع للإملاءات الأميركية، وإذا لم توقعوا على أي مشروع من هذا النوع وأصررتم على القدس عاصمة أبدية ورفضتم أبو ديس وأم ديس وكل عائلة أبو ديس، لا يستطيع لا ترامب ولا كل العالم أن ينتزع منكم أرضكم». وطالب بـ «قطع العلاقات العربية والإسلامية مع إسرائيل، وهذا يجب أن يكون هدفاً مركزياً في المرحلة الحالية، الضغط على الحكومات لتقطع العلاقات وتغلق السفارات الإسرائيلية، وتُنهي أي اتصال مع الإسرائيليين، ووقف أي شكل من أشكال التطبيع، وتفعيل عمل المقاطعة. وأقول لأهل القدس: «أي وفد يأتيكم مطبِّعاً إلى فلسطين، اطردوه بالنّعال وارجموه بالحجارة لأنه لا يمثل شعبه». وقال: «الخطوة المطلوبة من السلطة الفلسطينية، حتى لو ما أردتم الخروج من المفاوضات، قولوا لهم جدياً: «انتهينا من عملية التفاوض والتسوية ما لم يرجع ترامب عن قراره ولتعلن الجامعة العربية وقمة التعاون الإسلامي في اسطنبول، وقف عملية السلام، وارجعوا عن القرار نعود إلى الطاولة». ولفت إلى أن «أهم رد على قرار ترامب العدواني هو إعلان انتفاضة فلسطينية ثالثة على كامل الأرض الفلسطينية المحتلة، وعلى كل العالم العربي والإسلامي أن يقف إلى جانبها ويساندها». وأضاف: «لن أعلق على كلام نتانياهو من باريس وتهديدات للبنان والمقاومة واللبنانيين بكذا وكذا، وهو يريد أن يحرف المسار، ويريد أن يجعل المسألة سلاح الحزب وصواريخه وحديثه عن مصانع صواريخ في لبنان. يجب أن يبقى المسار والتمركز: القدس العاصمة الأبدية ولن نتخلى عنها». وكانت جمعية «هذه هي البحرين» أوضحت (أ ف ب) أنها أرسلت وفداً إلى إسرائيل بمبادرة ذاتية، وهو لا يمثل جهة رسمية بحرينية.

لبنان على محكّ «التعايش الشاقّ» بين... «الماء والنار»... نصر الله باسم «محور المقاومة» في المنطقة: إلى القدس دُر

- «الراي».... بدأتْ «قضية القدس»، في ضوء قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بها عاصمةً لاسرائيل ونقْل سفارة بلاده إليها، تُثْقِل على الواقع اللبناني الذي يبدو أمام اختبارِ مدى القدرةِ على توفيرِ تَعايُشٍ بين موجباتِ حفْظ الاستقرار الداخلي على قاعدةِ تَفاهُمِ النأي بالنفس الذي حظي بغطاءٍ دولي، وبين «موجاتِ» التحدّياتِ المتدحْرجة التي تطلّ برأسها من الوقائع الجديدة التي أفرزتْها الخطوةُ الدراماتيكية لترامب وتداعياتها المحتملة على الصراع العربي - الاسرائيلي الذي يَرْتبط به لبنان عبر «جبهته النائمة» في الجنوب. وفيما كان قرار النأي بالنفس عن صراعات المنطقة وأزماتها وعن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية يتخذ بُعداً دولياً مع «مباركته» من مجموعة الدعم الدولية خلال اجتماعها في باريس (الجمعة الفائت) وصولاً الى معاودة طرْح المجتمع الدولي «أصْل» المشكلة على الطاولة والمتمثّلة في سلاح «حزب الله» والدعوة الى معالجته وفق «الأرضية الأممية» التي يوفّرها القرار 1559 ومن ضمن حوار داخلي تحت عنوان «الخطة الوطنية للدفاع»، فإن ارتدادات اندفاعة ترامب في ملف القدس سرعان ما طرحتْ علامات استفهام حول «الوصْفة السحرية» لتأمين مساكنةٍ كأنها «بين الماء والنار»، في ضوء الإشارات المتراكمة البالغة السلبية التي وضعت «النأي بالنفس» أمام امتحان تفسير حدوده وعناوينه. وتبدي أوساطٌ سياسية في هذا السياق خشيةً من استخدام خطوة ترامب ذريعة للالتفاف على «النأي بالنفس» وتكريس وقائع جديدة على صعيد المزيد من إلحاق لبنان بالمشروع الاستراتيجي لإيران، وهو ما عبّرتْ عنه في شكلٍ رئيسي زيارة زعيم ميليشيا «عصائب أهل الحق» العراقية قيس الخزعلي الى الحدود الجنوبية لبيروت وبثّ فيديو في 8 الجاري عن الجولة (جرتْ قبل أيام قليلة)، قبل أن يُعطي الأمين العام لـ «حزب الله»السيد حسن نصر الله إشارة واضحة إلى أن«محور الممانعة»الذي تقوده إيران في ساحات المنطقة سيصطفّ، بعد الانتهاء من ملف«داعش»، تحت عنوان مقاومة إسرائيل، ما يجعل ملف الحزب وسلاحه والكلام عن أدواره في ساحات المنطقة أكثر تعقيداً. فنصر الله الذي خاطب جمهوره عصر أمس بعدما لبّى دعوته الى تظاهرة ضخمة في الضاحية الجنوبية لبيروت نصرةً للقدس، حرص على إعلان و«باسم محور المقاومة، دولاً وشعوباً وفصائل»، ان هذا المحور الذي يكاد«ينهي معاركه في الاقليم ويلحق الهزيمة بكل الأدوات التكفيرية التي استخدمتها أميركا لسحقه، سيعود لتكون أولويته القدس وفلسطين وشعبها»، داعياً«جميع فصائل المقاومة في المنطقة للتواصل والتلاقي لوضع استراتيجية موحدة للمواجهة ووضع خطة ميدانية متكاملة تتوزع فيها الأدوار في هذه المواجهة الكبرى». وفيما برز عدم نأي نصر الله بنفسه عن الهجوم على السعودية (في ملف اليمن) والبحرين، وصف قرار ترامب بأنه«عدوان سافر وبغيض وسيكون بداية النهاية لاسرائيل»التي قابلها مناصروه بهتافات«الموت لاسرائيل»بعد«الموت لأميركا». ويُنتظر أن ترخي مجمل هذه التطورات بظلالها على الجلسة المرتقبة لمجلس الوزراء بعد غد، وهي الأولى منذ إعلان الرئيس سعد الحريري استقالته في 4 نوفمبر الماضي من الرياض ثم عودته عنها رسمياً يوم الثلاثاء الماضي بناء على تفاهُم النأي بالنفس، وسط توقعات بأن يطغى عليها عنوان القدس في ضوء الكلمة التي سيلقيها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون غداً في قمة اسطنبول، كما في ظلّ ما أعلنه وزير الخارجية جبران باسيل أمام مؤتمر القاهرة من انه«سيتقدّم بطلب من مجلس الوزراء باتخاذ كل الإجراءات الثنائية والدولية للاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وبتكريس القدس عاصمة لها». وفي حين يفترض ألا تغيب عن الجلسة أيضاً جولة الخزعلي وتفاعلاتها بعدما طلب الحريري فتْح تحقيق في هذه الزيارة«غير الشرعية»، برزت مواقف متقدّمة لرئيس الحكومة رداً على هذه الجولة معتبراً أن«ظهور عناصر مسلحة على الحدود هو أمر مسيء للدولة ويجب ان تتصرف القوى الامنية بشكل حازم في هذا الموضوع»، مشدداً على أن«أي شخص يرفع سلاحه سيدفع الثمن، نحن لا نجلس في (جمهورية موز) بل نحن دولة، ومَن يخرق القانون فيها يدفع الثمن، وهذا الموضوع حاسم بالنسبة إلينا». وعما رافق التظاهرة قرب مقرّ السفارة الأميركية في عوكر من أعمال شغب أول من أمس، أوضح الحريري ان«مَن يتظاهر بشكل سلمي فهذا حقه ويجب أن تدافع القوى الامنية عن هذا الحق وان يكون التظاهر سلمي»، معتبراً أن«ما حصل لو كان تظاهرة سلمية لكان أوصل صورة للعالم كله أفضل بكثير بأننا نرفض القرار الاميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل بل على العكس هي عاصمة فلسطين ونقطة على السطر».

جنبلاط ينبه من عواصف داخلية

بيروت - «الحياة» .. - رأى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي اللبناني وليد جنبلاط في تغريدة له على «تويتر»، أنه «إذا اجتاز لبنان العاصفة التي مرت عليه بفضل وحدة الموقف الداخلي والدعم الدولي المميز، فمن الضروري الاستعداد للعواصف المقبلة في حال لم يعالج عجز الموازنة وتخفض نفقات الدولة ويعالج الفساد». ونبه إلى أن «كل مؤتمرات العالم لن تنفع إلا في تأجيل الكارثة وحذار من الدخول في المشاريع الكبرى قبل الإصلاح». وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع غرّد بدوره عبر «تويتر» قائلاً: «ليت من هم عندنا في لبنان يقتدون بالسيد مقتدى الصدر الذي أمر بحل «سرايا السلام» فور الانتهاء من الحرب على «داعش».

الحريري: نحن دولة لا جمهورية موز ومؤتمر باريس خريطة طريق لدعم لبنان

بيروت - «الحياة» ... قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إن ظهور عناصر مسلحة على الحدود الجنوبية «أمر مسيء للدولة، ويجب على القوى الأمنية أن تتصرف في شكل حازم في هذا الموضوع»، في إشارة إلى زيارة زعيم ميليشيا «عصائب أهل الحق» العراقية قيس الخزعلي بلباس عسكري مع عناصر من «حزب الله»، بوابة فاطمة على الخط الأزرق عند الحدود مع فلسطين، والتي أعلنت عنها السبت الماضي محطة تابعة للميليشيا المذكورة. وعن الشغب الذي رافق التظاهرات التي قصدت أول من أمس الطريق المؤدية إلى عوكر حيث مقر السفارة الأميركية، قال الحريري: «على أي شخص يرفع سلاحه أن يدفع الثمن، فنحن لسنا في «جمهورية الموز»، نحن دولة ومن يخرق فيها القانون يدفع ثمن ذلك، وهذا موضوع حاسم بالنسبة إلي. ومن يريد أن يتظاهر في شكل سلمي من حقه أن يفعل ذلك، ويجب أن تدافع القوى الأمنية عن هذا الحق وعن التظاهر السلمي». وكان الحريري شارك أمس، في انتخاب رئيس وهيئة مكتب «المجلس الاقتصادي والاجتماعي» في مقر المجلس، واعتبر «أن انتخاب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد وهيئة المكتب بعد طول انتظار، إنجاز إضافي يسجل لحكومة استعادة الثقة. الثقة التي نعمل على استعادتها بالفعل وليس بالأقوال». وقال: «وضعت حكومتنا في سلم أولوياتها إعادة تفعيل عمل الدولة بكل مؤسساتها، فمبروك للجميع وللبنان الانطلاقة الجديدة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي»، مشيراً إلى أن «اتفاق الطائف لحظ في بنوده الإصلاحية إنشاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وذلك لم يكن صدفة ولم يأت من العدم. بل انطلق من وعي جدي لأهمية أن يواكب مجلس يتمثل فيه المجتمع المنتج من جمعيات ونقابات ومهن حرة ومغتربين ومجتمع مدني عمل وإصلاحات الحكومات المتعاقبة». وشدد الحريري على أن «المجلس الاقتصادي والاجتماعي ركن من أركان الدولة الحديثة والعصرية». وقال: «الحوار الاقتــصادي والاجتماعي البنّاء بين الدولة وكل أعضاء المجتمع المنتج من سمــات المجتمعات الديموقراطية المصممة على النهوض والتقدم والازدهار. وأمامنا ورشة عمل كبيرة ومهمة. إنها مرحلة تتطلب تعاون الجميع للنهوض بالاقتصاد اللبناني وتحقيق التنمية الاقتصادية. وأتمنى أن تواكبونا في المرحلة المقبلة، ونحن بحاجة إلى خبراتكم جميعاً، ونتطلع إلى الحوار والتشاور معكم في الخطوات المستقبلية». وتوقف الحريري عند مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي عقد في باريس، وقال: «ما حصل في باريس هو الدعم السياسي، والدعم الأمني سيكون من خلال السعي إلى عقد مؤتمر روما-2 لدعم الجيش اللبناني وكل القوى العسكرية، كما سيعقد مؤتمر اقتصادي لدعم الاقتصاد اللبناني. ولذلك، أمامنا عمل كبير، ومؤتمر باريس كان بمثابة خريطة طريق ليكون هناك دعم سياسي وأمني واقتصادي. أمامنا وأمامكم عمل كبير جداً، وستكون الحكومة متعاونة جداً، أكان رئيسها أو جميع الوزراء». وشكر الحريري رئيس الجمهورية ميشال عون «الذي كان المحرك الأساس لإطلاق المجلس الاقتصادي والاجتماعي». كما شكر رئيس المجلس النيابي نبيه بري «على كونه داعماً أساسياً لتحقيق هذا الإنجاز». وخاطب الحضور قائلاً: «نحن في بلد يواجه مشكلات اقتصادية كبيرة، ويجب أن نتعاون جميعاً لنجد الحلول المطلوبة». وقال: «في بعض الأحيان سيكون الوضع صعباً لاتخاذ القرارات المناسبة، لكن أمامنا مستقبل أفضل». ولدى مغادرته مقر المجلس، سُئل الحريري عما إذا كان مجلس الوزراء سيعقد جلسة الخميس المقبل، فاكتفى بالقول: «إن شاء الله». وعن العلاقة مع «القوات اللبنانية»، قال إن «العلاقة جيدة، ونريد أن نجمع اللبنانيين، وهمّنا الأساسي أن تنظر كل القوى السياسية إلى مصلحة لبنان أولاً، وهذا شعاري، ونحن نمر اليوم في مرحلة تحتم على كل القوى الموجودة في الحكومة أن تنأى بنفسها في ما يخص الاقتصاد أو مصالح لبنان مع كل محيطه والدول العريية والخليج. يجب أن نعمل في شكل إيجابي، وإذا كانت هناك بعض الأمور التي يوجد حولها خلافات نضعُها جانباً، لأنه في النهاية خلافاتنا هي التي تؤثر في الاقتصاد والسياسة وأمور عدة. الأساس أن نبني على الايجابيات، والأمور التي بحاجة إلى حلحلة نعمل على حلحلتها سوياً». وعما حصل في منطقة عوكر، قال الحريري: «ما حصل بالأمس لو أنه كان تظاهرة سلمية مئة في المئة لاستطاع المتظاهرون إيصال رسالتهم إلى العالم أجمع بطريقة أفضل بكثير، وهي الرسالة التي نريد إيصالها نحن، وهي أننا نرفض القرار الأميركي بأن القدس هي عاصمة لإسرائيل، بل العكس فالقدس هي عاصمة فلسطين، ونقطة على السطر». وضمت هيئة مكتب المجلس كلاً من: بشارة الأسمر، محمد شقير، أنيس أبو ذياب، صلاح الدين عسيران، يوسف بسام، غريتا صعب وجورج نصراوي. وانتخبت الهيئة سعدالدين حميدي صقر نائباً للرئيس. وحضر انتخاب هيئة المجلس، إضافة إلى الحريري، وزراء الخارجية جبران باسيل، المال علي حسن خليل، العدل سليم جريصاتي، الزراعة غازي زعيتر، الاقتصاد والتجارة رائد خوري، الشباب والرياضة محمد فنيش، الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسابيان، التربية والتعليم العالي مروان حمادة، والسياحة أواديس كيدانيان، إضافة إلى الرئيس السابق للمجلس روجيه نسناس. وقال عربيد: «نشهد اليوم نمطاً جديداً للسلوك السياسي عالي المسؤولية، أنتج توافقاً، ووحّد اللبنانيين حول الدولة وضرورة تطويرها وقدسية الدفاع عن مصالحها العليا. ونحن في هيئتنا الجديدة نوثق عهدنا مع العهد ونؤازر جهود الحكومة. نحن الجسر الصلب وصلة الوصل بين الدولة والمجتمع. من هنا، نحن عاقدو العزم على إحقاق ركيزتين تثبتان مجلسنا وتذللان تشكيك المشككين، ركيزة تنمية القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والمهنية ومشاركتها الرأي والمشورة في صوغ السياسة الاقتصادية والاجتماعية، وركيزة تنمية الحوار والتعاون والتنسيق بين مختلف القطاعات المجتمعية. وليكن «مجلس الغد» شعار مجلسنا». ولفت إلى أن «اقتصادنا الوطني بحاجة ضاغطة إلى سياسة اقتصادية إنقاذية، لا تكتفي بلقاح موقت، إنما إلى إصلاحات بنيوية وإلى جبه تحديات ومتغيرات في حدها الحد بين الازدهار والتقدم، والانكماش والتراجع». وقال: «إذا كانت السياسة الاقتصادية تحدد أهدافاً وصيغة وتنفيذاً، فإن تطبيقها يتطلب إجماعاً وطنياً حول مكوناتها، بأبعادها كافة. ودور المجلس الطبيعي المساهمة في تحقيق هذا الإجماع». وترأس الحريري لاحقاً في السراي الكبيرة اجتماعاً للجنة الوزارية لدرس كيفية دفع سلسلة الرتب والرواتب للمستخدمين والمتعاقدين والأجراء في المؤسسات العامة غير الخاضعة لقانون العمل. وحضر الاجتماع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني، ووزراء المال علي حسن خليل، التربية والتعليم العالي مروان حمادة، الاتصالات جمال الجراح، الثقافة غطاس خوري، الطاقة سيزار أبي خليل والأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل.

ملاحقة كاتب مقرب من «حزب الله» طالب بنزع سلاح الجيش

بيروت: «الشرق الأوسط».. طلب وزير العدل اللبناني سليم جريصاتي من النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود، إجراء التعقبات اللازمة في حق الكاتب أسعد أبو خليل، لارتكابه جرم «التعرّض للمؤسسة العسكرية والمسّ بسمعتها، وفق ما ينص على ذلك قانون أصول المحاكمات الجزائية وقانون القضاء العسكري، في حال توافر العناصر الجرمية». وعلمت «الشرق الأوسط» أن القاضي حمود أحال طلب وزير العدل إلى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، لإجراء التحقيقات اللازمة، واتخاذ القرار المناسب في شأن الملاحقة، باعتبار أن هذا الجرم يقع ضمن اختصاص القضاء العسكري. وجاء قرار الملاحقة على خلفية تغريدة نشرها أبو خليل على صفحته على موقع «تويتر» في الثامن من الشهر الحالي، اتهم فيها قيادة الجيش اللبناني بـ«الخيانة»، وطالب بـ«نزع سلاح الجيش والإبقاء فقط على سلاح حزب الله». وتضمنت التغريدة ما حرفيته: «العار، العار، قادة الجيش اللبناني يجتمعون مع ضباط العدو الإسرائيلي، فيما الشوارع العربية تغلي بالغضب حول القدس، نطالب بنزع سلاح الجيش اللبناني، والإبقاء على سلاح (المقاومة) فقط». ومعلوم أن أبو خليل يكتب مقالات دورية وثابتة في صحيفة «الأخبار» القريبة من «حزب الله»، وهو مقيم بشكل دائم في الولايات المتحدة الأميركية.

«مجموعة الدعم الدولية» تحيي القرار 1559

الشرق الاوسط....بيروت: يوسف دياب... حمَل البيان الصادر عن مجموعة الدعم الدولية للبنان، لا سيما الفقرة التي تؤكد على «ضرورة تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بما فيها القرار 1559 الذي ينصّ على تفكيك الميليشيات ونزع سلاحها» تفسيرات عدّة، لكن كل التفسيرات أجمعت على الربط بينه وبين التغيّرات التي تحصل على مستوى المنطقة، والمرتبطة بانتهاء الحرب على «داعش»، والحديث عن حل الميليشيات الإيرانية في العراق وسوريا وصولاً إلى لبنان. ورغم تباين القراءات حول هذا البيان، إلا أن الخبراء أجمعوا على أن صدوره بهذا التوقيت يدلّ على تبدّل بالموقف الدولي، حيال تعزيز سيادة الدولة اللبنانية، حيث ذكر أستاذ القانون الدولي في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور شفيق المصري، أن «القرار 1559 نفذ بكامل بنوده، خصوصاً المتعلق منها بانسحاب القوات الأجنبية، عبر انسحاب الجيش السوري وانتخاب رئيس للجمهورية، والتأكيد على سيادة لبنان التي تتكرر في كل قرار مجلس الأمن». وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن هذا القرار «لم يتبقِ منه سوى البند الذي ينص على تفكيك الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع أسلحتها، وهذا مكمن القصد من بيان باريس»، مؤكداً أن هذا البيان «يشكل إحراجاً كبيراً للبنان، لأنه يلقى تحفظاً من جهات لبنانية، لا تستطيع أن تسمي حزب الله ميليشيات، لأن ذلك يتماشى مع توصيف الأميركيين له كمنظمة إرهابية، وهذا يتعارض مع وجود الحزب في كل مؤسسات الدولة، أي في البرلمان والحكومة والإدارات الرسمية»، لافتاً إلى أن «هذا البند سيبقى موضع نقاش». وكانت مجموعة الدعم الدولية للبنان التي اجتمعت في العاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة الماضي، شددت في بيانها على «ضرورة تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتقيد بها على نحو تام، بما فيها القراران 1559 (2004) و1701 (2006)». ويذهب البعض إلى حد ربط هذا البيان بـ«تحرير القرار اللبناني من هيمنة حزب الله»، وفق تقدير النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون، الذي رأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «كل دول القرار تدرك أن سعد الحريري (رئيس الحكومة اللبنانية)، لا يمكن أن ينجح في الحكم في ظل ازدواجية السلاح»، معتبراً أن «لا قيمة للقرار 1701 ما لم ينزع سلاح حزب الله»، مشيراً إلى أن «الأمم المتحدة أنفقت خلال السنوات الـ11 الماضية 8.5 مليار دولار على القوات الدولية (اليونيفيل)، من أجل تعزيز سيادة الدولة اللبنانية في جنوب لبنان، في وقت نجد الآن أن السيادة في الجنوب اللبناني هي لإيران، بدليل جولات قيس الخزعلي وكوادر من الميليشيات العراقية والأفغانية». وأكد بيضون أن «الموقف الأميركي هو الأساس في ترجمة تطبيق بيان باريس، ولكن لا أحد يعرف كيف ستطبقه الإدارة الأميركية»، مشدداً على أن «كل المعطيات تفيد بأن واشنطن قررت إنهاء الأذرع العسكرية الإيرانية في المنطقة، وأن تعود القوة العسكرية الإيرانية إلى داخل إيران، ولن تسمح لها بالانفلاش في المنطقة». ونبّه إلى أن هذا البيان «قد يكون الجزء الظاهر من جبل الجليد». ولا يخفي الدكتور سامي نادر رئيس مركز «المشرق» للشؤون الاستراتيجية، وجود «بصمة أميركية واضحة في بيان مجموعة الدعم الدولية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «إعادة إحياء هذا القرار من قبل دول القرار، تهدف إلى حماية التسوية السياسية في لبنان وإعادة التوازن إليها، بعدما جنحت هذه التسوية لمصلحة حزب الله وإيران»، مضيفاً: «صحيح أن البيان لم يسمّ حزب الله مباشرة، لكن التذكير بالقرار 1559، يعني التلويح بعامل القوة المتمثلة بقرار دولي، ويشدد على أن حسم مسألة سلاح الحزب لا بد منها». ولا شكّ أن محتوى البيان يذهب إلى حد الإحاطة بكل القرارات الدولية المرتبطة بلبنان، ويلاحظ الدكتور شفيق المصري أن «القرار 1559 متحرّك، لأن مجلس الأمن كلّف المبعوث الأممي تيري رود لارسن بإعداد تقرير كل ستة أشهر حول المرحلة التي وصل إليها تطبيق هذا القرار، كما أن القرار 1701 عطف إليه القرارين 1559 و1680 (الذي يذكر بمقتضيات الـ1559، ويحذّر من عمليات نقل أسلحة إلى ميليشيات داخل الأراضي اللبنانية)، وبالتالي هناك مراعاة للترابط بين القرارات الثلاثة». وربط الدكتور سامي نادر بين هذا البيان والمتغيرات الحاصلة على مستوى المنطقة، أهمها إعلان انتهاء الحرب على «داعش». وقال: «ليس صدفة أن يأتي الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) إلى قاعدة حميميم ويعلن عن سحب قواته، وهي رسالة باتجاه الأميركي الذي يربط وجوده العسكري في سوريا بالمرحلة الانتقالية، ورسالة صامتة باتجاه إيران الموجودة عسكرياً بقوة على الأرض السورية». وأشار إلى أن «الشأن اللبناني هو الأسهل، لأن سلاح حزب الله مرتبط بالقرارات الصادرة عن مجلس الأمن واتفاق الطائف». ورأى أن «كل هذه المتغيرات تفسّر هرولة حزب الله إلى الانتخابات النيابية، علّه يأتي بأكثرية تشرّع سلاحه، ولكن للأسف هذا يدخل لبنان في متاهات كبيرة جداً».

صندوق النقد الدولي مستعد لتقديم المساعدة اللازمة للبنان

بيروت: «الشرق الأوسط»... أعلن رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى لبنان كريستوفر جارفيس عن «استعداد الصندوق لتقديم المساعدة اللازمة للحكومة اللبنانية في المسائل التي تدخل ضمن اختصاصه»، فيما أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن «العمل مستمر لتحقيق الإصلاح في الإدارات والمؤسسات العامة وأن التعيينات هي جزء من هذا التوجه». واستقبل عون جارفيس على رأس وفد من صندوق النقد الدولي، حيث هنأ جارفيس عون على «إدارته للأزمة السياسية التي شهدها لبنان مؤخرا»، لافتا إلى أن «لبنان الآن في وضع أفضل مما كان عليه قبل شهر». وأكد «استعداد الصندوق لتقديم المساعدة اللازمة للحكومة اللبنانية في المسائل التي تدخل ضمن اختصاصه». وشرح عون للوفد «الإجراءات التي تعتمدها الدولة لمعالجة الشأنين المالي والاقتصادي في البلاد، لا سيما لجهة إعداد مشروع موازنة 2018. والخطة الاقتصادية والخيارات التي سيتم اعتمادها لتفعيل قطاعات الإنتاج»، لافتا إلى «إطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز والإجراءات التي اعتمدت للحد من الإنفاق وتفعيل عمل الهيئات الرقابية والاستمرار في مكافحة الفساد وتبديل آلية التلزيمات للمشاريع الكبرى التي يتولاها مجلس الإنماء والإعمار، والقيود التي وضعت للحصول على قروض خارجية وعلى طريقة صرفها». وأكد عون لبعثة صندوق أن «العمل مستمر لتحقيق الإصلاح في الإدارات والمؤسسات العامة وأن التعيينات هي جزء من هذا التوجه». إلى ذلك، أعلن عون أنه سيطالب رؤساء الدول الإسلامية الذين سيلتقون على مستوى القمة في إسطنبول الأربعاء المقبل، «بضرورة اتخاذ القرارات اللازمة للحفاظ على عروبة القدس مدينة الأديان السماوية كافة». كما أن على الأمم المتحدة «أن تقوم بواجبها لجهة احترام قراراتها، وإلا فإنها ستلغي دورها في العالم». وقال: «من غير الجائز أن يطرد شعب من وطنه وأرضه لحل مشكلة شعب آخر». وأبلغ عون موفد رئيس جمهورية كوريا الجنوبية جونغ سوك ايم أن «القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترمب باعتبار القدس عاصمة إسرائيل، خطأ كبير يجب تصحيحه بالعدول عنه، لا سيما أنه يخالف كل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة». وكان عون تسلم من الموفد الرئاسي الكوري الجنوبي، رسالة من رئيس جمهورية كوريا الجنوبية مون جاي إن، عبر فيها عن «تقدير بلاده للقيادة الحكيمة للرئيس عون ومساهمته في تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط»، منوها بـ«التطور الذي شهدته العلاقات اللبنانية - الكورية في المجالات كافة، منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في العام 1981»، معربا عن أمله في «أن تتعزز هذه العلاقات أكثر فأكثر». وشدد الرئيس الكوري على «التزام بلاده المساهمة في أحلال السلام في لبنان والشرق الأوسط، من خلال مشاركة وحدة (دونغ ميونغ) العسكرية مع القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) منذ عشرة أعوام»، متمنيا أن «تلقى هذه القوة الكورية التعاون الدائم من الدولة اللبنانية، كي تكمل مهماتها بنجاح في جنوب لبنان». وإذ شكر عون «الدور الذي تلعبه القوة الكورية ضمن (اليونيفيل)»، أعرب عن تقديره لـ«المساعدات التي تقدمها بلاده للبنان في المجالات كافة»، مؤكدا «الرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها، لا سيما لجهة زيادة التبادل التجاري».

 

 



السابق

مصر وإفريقيا...بوتين في مصر لاستخدام المطارات العسكرية وإعادة السياحة ويبحث مع السيسي قضايا الشرق الأوسط..مصر وروسيا توقعان اتفاق بدء إنشاء البرنامج النووي...السيسي يبحث مع عباس كيفية مواجهة القرار الأميركي....بعثة الاتحاد الأوروبي تكشف عن اتصالات سرية مع حفتر..تواصل القتال بين الجيش ومتشددين رغم إعلان حفتر «النصر» في بنغازي....35 بين قتيل وجريح من القوات السودانية في مواجهات مع متمردين...مقتل جندي تونسي وجرح 6 في اشتباك مع مسلحين قرب حدود الجزائر..«العدالة والتنمية» المغربي ينهي مؤتمره على وقع استقطابات حادة...المغرب: توقيف والٍ و6 محافظين وإحالتهم على المجلس التأديبي....

التالي

أخبار وتقارير....ما لا تقوله موسكو.. آلاف الروس يقاتلون في سوريا كمرتزقة.......المتحدث باسم القيادة المركزية لـ«الشرق الأوسط»: لدينا 5200 جندي في العراق..بوتين وأردوغان يحذران من تصاعد التوتر عقب قرار ترمب....3 نساء اتهمن ترامب بالتحرش يطالبن الكونغرس بتحقيق... نيويورك تنجو من محاولة «هجوم إرهابي» فاشلة...أنقرة تستضيف الخميس اجتماعا عسكريا يضم أميركا والعراق...قلق في آسيا الوسطى من عودة مواطنيها من سوريا..وسائل إيضاح «داعشية» تعلم تلاميذ مدرسة بريطانية الأبجدية.. روسيا تخشى «مرحلة ساخنة» في أزمة كوريا الشمالية...

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,536,602

عدد الزوار: 7,032,424

المتواجدون الآن: 64