واشنطن تشدّد التفتيش للوافدين من لبنان و13 دولة وأوباما المستاء من "إخفاقات" يجمع مسؤولي الاستخبارات

تاريخ الإضافة الثلاثاء 5 كانون الثاني 2010 - 4:44 ص    عدد الزيارات 3444    التعليقات 0    القسم دولية

        


واشنطن - من هشام ملحم:
العاصمة الأخرى – الوكالات:

بدأت الولايات المتحدة أمس تطبيق اجراءات تفتيش جديدة مثيرة للجدل على مواطني 14 دولة، بينها لبنان، يريدون السفر جوا الى المطارات الاميركية، وذلك في سياق الاجراءات الامنية المشددة التي اتخذت السلطات الاميركية عقب محاولة تفجير طائرة أميركية قبل هبوطها في ديترويت يوم عيد الميلاد. وتشمل اجراءات التفتيش الجديدة، التي تتم  بالايدي، الجسم بكامله تقريبا، الى التدقيق في كل الحقائب الشخصية التي يحملها الركاب، وهي ستجرى في مطارات الدول المعنية، او أي مطارات يتوقف فيها هؤلاء الركاب في أي مكان في العالم وهم في طريقهم الى الولايات المتحدة، فضلاً عن المطارات داخل الولايات المتحدة.
كذلك ستشمل الاجراءات في بعض المطارات تعريض المسافرين من هذه الدول لتفتيش الكتروني بواسطة اجهزة جديدة تصور ما يحمله المسافر تحت ثيابه. واستخدام هذه الاجهزة الجديدة، وهو لا يزال على مستوى متدنٍ في اميركا، اثار احتجاجات كثيرة من المنظمات المعنية بالحقوق المدنية التي تعتبره انتهاكا  لخصوصية المسافر. وسيخضع لإجراءات التفتيش الجديدة أي مسافر بصرف النظر عن خلفيته الوطنية اذا سافر او توقف في أي من الدول الـ 14 قبل وصوله الى الولايات المتحدة.
وبين الدول المستهدفة، الى لبنان، أربع دول تصنفها الولايات المتحدة راعية للارهاب هي سوريا والسودان وايران وكوبا، واضيفت اليها دول اخرى تحظى باهتمام خاص في هذا المجال وهي افغانستان والجزائر وليبيا والعراق والمملكة العربية السعودية واليمن والصومال ونيجيريا وباكستان. وباستثناء كوبا فان غالبية مواطني هذه الدول من المسلمين، والمفارقة ان هذه اللائحة من الدول تشمل بعض الدول المعادية لاميركا مثل ايران، لكنها تضم ايضا دولاً صديقة لاميركا مثل السعودية، واخرى حليفة لاميركا في حربها ضد تنظيم "القاعدة" مثل العراق وافغانستان واليمن.
ومع ان الحكومة الاميركية لم توضح المعايير التي اعتمدتها لاختيار هذه الدول غير الواردة على لائحة الدول الراعية للارهاب، فان مسؤولين اشاروا الى ان التقويم مبني على أخر المعلومات الاستخبارية عن الاجراءات في مطارات هذه الدول، الى كون الدول المعنية شهدت نشاطات ارهابية ودموية في السنوات الأخيرة لتنظيم "القاعدة" او تنظيمات محلية متحالفة معه او مماثلة له في تطلعاتها وممارساتها، كما هو الحال في افغانستان وباكستان، لكن ايضا الى حد اقل في  السعودية واليمن والصومال والعراق ولبنان (فتح الاسلام وغيره من التنظيمات المماثلة).
وقالت مصادر مطلعة لـ"النهار" إن ادراج اسم لبنان على هذه اللائحة يعود "الى الوضع الأمني لمطار لبنان" وذلك في اشارة الى قلق واشنطن القديم من دور "حزب الله" في مراقبة حركة المسافرين في المطار ونفوذ الحزب في المطار ومحيطه.
واشارت الى ان واشنطن لم تعلم الحكومات المعنية بقرارها قبل اعلانه، خصوصاً ان القرار جاء في سياق الاجراءات الامنية التي اتخذت في الايام الاخيرة وخلال عطلة راس السنة. واضافت ان الحكومة الاميركية تتولى الآن شرح الاسباب التي ادت الى قرارها، بعدما طلبت الدول المعنية تفسيرات في هذا الشأن.
وجاء في بيان صدر الاحد عن وكالة أمن المواصلات التابعة لوزارة الامن الوطني، انه تم التوصل الى هذه الاجراءات الجديدة التي ستطبق بشكل مفتوح بعد التشاور مع المسؤولين الامنيين في البلاد " ومع شركائنا الدوليين... وبما ان الامن الجوي الفعال يجب ان يبدأ من وراء حدودنا، ونتيجة للتعاون غير الاعتيادي من شركائنا الدوليين المعنيين بالسفر الجوي، فإن وكالة أمن المواصلات ستفرض على أي شخص يسافر الى الولايات المتحدة من أي مكان في العالم أو عبر دول راعية للارهاب او دول أخرى تحظى باهتمام خاص، ان يتعرض لتفتيش متشدد".
ومعلوم انه عقب محاولة تفجير الطائرة يوم الميلاد، بدأت السلطات الامنية اتخاذ اجراءات أمنية اضافية في المطارات، الى اجراء تفتيش متشدد لمسافرين قادمين من الخارج يجري اختيارهم احيانا عشوائياً، كتدبير احترازي.
وفيما يجمع الرئيس الاميركي باراك اوباما اليوم مسؤولي اجهزة الاستخبارات بعد اشارته الى اخفاقات "غير مقبولة" سمحت لتنظيم"القاعدة" بمحاولة الاعتداء على الطائرة، راجعت السلطات الاميركية لوائح مراقبة المشتبه فيهم في الارهاب.
وصرح الناطق باسم البيت الابيض بيل بيرتون  إنه أجريت مراجعة واسعة لكل اللوائح التي تحدد ما اذا كان يسمح للشخص بالصعود الى رحلة متجهة من بلد أجنبي الى الولايات المتحدة، و"انه شطبت على الارجح آلاف الاسماء، كما نقلت  عشرات الاسماء الاخرى الى لوائح اخرى".
 

نيجيريا

وفي أبوجا، اعتبرت الحكومة النيجيرية أن ادراجها على اللائحة الاميركية للدول التي يتوجب ان يخضع رعاياها لتفتيش دقيق الزامي، هو أمر جائر. وأبلغت وزيرة الاعلام والناطقة باسم الحكومة دورا اكونييلي الصحافيين انه "من الجائر ادراج نيجيريا على لائحة عمليات المراقبة المشددة لان النيجيريين ليس لديهم اي توجه ارهابي"، معتبرة التدبير "تمييزيا". واضافت: "من الظلم تمييز 150 مليون شخص بسبب سلوك شخص واحد".
 

غانا
 
 في غضون ذلك، يجري موظفون في مكتب التحقيقات الفيديرالي "أف بي أي"  تحقيقا في غانا حيث اقام عمر فاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير الطائرة في ديترويت.
وقال نائب وزير الاعلام الغاني جيمس اجينين بوتنغ ان "التحقيق سيتيح لموظفي آلاف بي آي جمع مزيد من المعلومات عن اقامة المشتبه فيه في غانا" من غير ان يذكر المدة التي سيمضونها في البلاد.
وكانت وزيرة الاعلام النيجيرية دورا اكونيلي اعلنت الاسبوع الماضي ان عمر وصل عشية عيد الميلاد الى لاغوس آتياً من اكرا، قبل ان يسافر فورا الى امستردام ومنها الى ديترويت على الطائرة التي حاول تفجيرها.
واعلنت عائلة عمر انها ستتوجه من شمال نيجيريا الى ديترويت لحضور جلسة تلاوة القرار الاتهامي الجمعة.

(و ص ف، رويترز، أ ب)
 
 


المصدر: جريدة النهار

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,117,490

عدد الزوار: 6,935,532

المتواجدون الآن: 89