تحالف المصالح بين إيران وسوريا وحزب الله يقلق أمريكا

تاريخ الإضافة السبت 26 كانون الأول 2009 - 6:46 ص    عدد الزيارات 3712    التعليقات 0    القسم دولية

        


جاءت ولادة حزب الله اللبناني بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 بمبادرة إيرانية وتولى تدريبه منذ البدايات الحرس الثوري الإيراني بمباركة وتسهيلات سورية كبيرة. وسيطر حزب الله على الجنوب اللبناني حيث حمل راية المقاومة ضد إسرائيل، كما كان له نفوذ واسع في العاصمة اللبنانية بيروت. وكان للمقاومة العنيفة وعشرات العمليات الانتحارية التي نفذها حزب الله ضد القوات الإسرائيلية أثر كبير على قرار الحكومة الإسرائيلية بالانسحاب من جنوب لبنان عام 2000، لكن عمليات حزب الله لم تتوقف بعد الانسحاب الإسرائيلي لبقاء أراض لبنانية تحت الاحتلال الإسرائيلي وعدم حل قضية الأسرى اللبنانيين. وبين عام 2000 والحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في 2006، قام حزب الله بتنفيذ 21 عملية عسكرية ضد إسرائيل. لكن فشل الجيش الإسرائيلي في القضاء على حزب الله في حرب تموز (يوليو) 2006، بحسب دراسة نشرها معهد (أمريكان انتربرايز) للأبحاث في ديسمبر 2009، جعل الكثير من المراقبين والمحللين يعتبرون الحزب الطرف المنتصر لأنه تمكن من الصمود في وجه إسرائيل وأصبح أول جهة عربية تضرب حيفا في الداخل الإسرائيلي منذ تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948.
وقالت الدراسة إن سوريا سهلت تصاعد قوة حزب الله من خلال تسهيل مرور الأسلحة والمساعدات الإيرانية إليه، كما أنها وفَّرت ملاذاً آمناً لقيادات وضباط حزب الله وبعض التنظيمات الفلسطينية المتشددة وبعض التنظيمات المسلحة التي تنشط في العراق منذ احتلاله عام 2003. لكن الدعم الإيراني كان أساسياً في كل هذا. ففي عام 1996، قال وزير الخارجية الأمريكي حينها، وارن كريستوفر، في خطاب ألقاه في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن إيران تقدم دعماً مالياً هاماً لعدد من التنظيمات الإرهابية التي لها مكاتب في لبنان، بما في ذلك 100 مليون دولار سنوياً لحزب الله وحده. كما تقدم إيران لهذه التنظيمات أسلحة وتوفر لها التدريب اللازم وتزودها ببعض الإرشادات العملياتية في بعض الأحيان. ويقدر بعض الدبلوماسيين الغربيين في لبنان أن المساعدات المالية الإيرانية لحزب الله ارتفعت لتصل إلى 200 مليون دولار سنوياً.
وتضيف الدراسة أن إيران استمرت في إرسال الأسلحة إلى حزب الله بعد حرب تموز (يوليو) 2006 عبر الأراضي السورية. فقد نقلت مجلة (فوكاس) الألمانية في 9 أكتوبر 2006 عن الاستخبارات الألمانية أن إيران أعادت تسليح حزب الله مباشرة بعد الحرب وزودته بترسانة كبيرة من الصواريخ عبر سوريا. ويتم نقل الأسلحة الإيرانية إلى سوريا بطرق متعددة. ففي 29 مايو2007 مثلاً، اصطدم قطار تركي يحمل مواد بناء من إيران إلى سوريا بلغم وضعته جماعة إرهابية كردية مما أدى إلى خروجه عن مساره. واكتشفت الشرطة التركية وجود شحنة غير مصرح بها من الأسلحة الإيرانية، بما في ذلك قاذفات صواريخ وبنادق. وفي جميع الأحوال فإن طائرات الشحن الإيرانية تهبط كثيراً في مطار دمشق الدولي، وقد جعلت الشكوك حول دورها في نقل أسلحة الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على شركة الشحن الجوي الإيرانية.
وتضيف الدراسة أن الرغبة في إحراز تقدم في العملية السلمية في الشرق الأوسط، تفكيك المحور الإيراني- السوري، وإنهاء الدعم السوري للإرهاب تشكِّل حوافز لإدارة الرئيس أوباما لتحويل دور سوريا دبلوماسياً من دولة رافضة إلى دولة أكثر اعتدالاً توقف دعمها للإرهاب ولا تخضع للنفوذ الإيراني. لكن الأدلة المتوافرة حتى الآن لا تظهر نجاح جهود الدبلوماسية الأمريكية في هذا الإطار، وأن التنازلات السورية – مثل إعادة فتح المركز الثقافي الأمريكي في دمشق- تبقى محدودة وقاصرة. كما أن العلاقات السورية الإيرانية لا تزال قوية كما في السابق، وقد التقى الرئيسان الإيراني والسوري عدة مرات كان آخرها في نوفمبر الماضي في تركيا. وأكد الرئيس أحمدي نجاد لدى استقباله وزير الخارجية السوري في طهران في 5 نوفمبر الماضي أن "العلاقات الشاملة بين دمشق وطهران تزداد عمقاً، وحكمة، وقوة بمرور كل يوم، ومثل هذه العلاقات لا تخضع للتطورات الأخرى بسهولة".
وفي ذات الوقت، جعل نجاح الاعتراضات الإسرائيلية والأمريكية المتكررة لشحنات أسلحة إيرانية في أعالي البحار الدور السوري كمعبر للأسلحة أكثر أهمية. وقد شهد العقد الماضي عدة اعتراضات كبيرة للأسلحة ذكرت الدراسة بعضاً منها:
• في يناير 2001، ضبطت البحرية الإسرائيلية حاويتين مليئتين بالأسلحة على متن السفينة اللبنانية كاليبسو.
• في 7 مايو 2001، ضبطت البحرية الإسرائيلية السفينة سانتوريني وهي تقوم بمهمتها الرابعة لتهريب الأسلحة.
• في 3 يناير 2003، اعترضت البحرية الإسرائيلية السفينة كارين-آ وهي في طريقها إلى غزة وكانت تحمل أسلحة إيرانية متطورة.
• في 19-20 يناير 2009، اعترضت البحرية الأمريكية سفينة الشحن الإيرانية مونشيجورسك وهي تحمل عتاداً عسكرياً إلى سوريا.
• في 4 نوفمبر 2009، اعترضت البحرية الإسرائيلية سفينة الشحن فرانكوب وعلى متنها كميات كبيرة من الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله.
وتزداد أهمية سوريا مع تأكيد قادة إيران التزامهم بدعم حزب الله والجماعات الفلسطينية المتشددة التي تعتبرها الولايات المتحدة جماعات إرهابية. فعلى سبيل المثال، صرح رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، لقناة بريس تي في أن إيران "فخورة بالدفاع عن حماس وحزب الله ... هم مجاهدون في سبيل الله".
وخلصت الدراسة إلى أن استمرار الدعم السوري للإرهاب يقوِّض أي مكاسب سياسية تحققها الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، فإن الحرس الثوري الإيراني يتمتع بنفوذ سياسي أكثر من أي وقت مضى، ولذلك فإن تصريحات بعض قادته بأن القريب العاجل سيشهد "تدمير إسرائيل، المعتدية، هذه الجرثومة السرطانية، على الأيدي القادرة لمقاتلي حزب الله"، تثير القلق في واشنطن والعواصم الأوروبية من احتمال اندلاع صراع كبير في المنطقة.
 


المصدر: جريدة الوطن السعودية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,107,657

عدد الزوار: 6,753,137

المتواجدون الآن: 89