صدامات بين الشرطة والمعارضة خلال تشييع منتظري في قم

تاريخ الإضافة الثلاثاء 22 كانون الأول 2009 - 5:42 ص    عدد الزيارات 3677    التعليقات 0    القسم دولية

        


طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – شهد تشييع رجل الدين الإيراني حسين علي منتظري، الخليفة المعزول لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني، في قم أمس، صدامات بين الشرطة وحشود ضخمة من أنصار المعارضة.

ومنعت السلطات الإيرانية وسائل الإعلام الأجنبية من تغطية التشييع، فاستقت تلك معلوماتها من وكالات الأنباء الإيرانية والمواقع الإلكترونية الإصلاحية. وأظهرت لقطات بُثت على مواقع إلكترونية، حشوداً ضخمة تهتف في شوارع قم ويضرب بعضهم خلالها على صدورهم، فيما حُمل جثمان منتظري ليطوف أهم أضرحة المدينة مرات عدة ثم نُقل إلى ضريح «المعصومة» حيث دُفن إلى جوار ابنه الذي توفي في الأيام الأولى للثورة.

ووسط انتشار كثيف لشرطة مكافحة الشغب في قم، حمل المشيعون الذين قدرت مواقع إصلاحية عددهم بعشرات أو مئات الآلاف، صوراً لمنتظري عُلقت عليها شارات سود ويافطات خضراء كما ربطوا حول معاصمهم قطعاً من القماش الأخضر، تعبيراً عن تأييدهم للحركة الخضراء التي أسسها زعيم المعارضة مير حسين موسوي الذي شارك في التشييع إلى جانب المرشح الإصلاحي الخاسر الآخر مهدي كروبي. وكان الزعيمان المعارضان دعيا الى يوم «حداد عام» أمس، والى مشاركة شعبية واسعة في التشييع.

وأفادت مواقع إصلاحية بأن المشيّعين الذين حملوا أيضاً صوراً لرجل الدين المعارض يوسف صانعي المقيم في قم، هتفوا: «منتظري البريء سنسلك طريقك حتى لو أمطر الديكتاتور رؤوسنا بالرصاص» و «اليوم يوم حداد والأمة الإيرانية الخضراء هي صاحبة هذا الحداد» و «منتظري لم يمت، الحكومة هي التي ماتت» و «الموت للديكتاتور». وردد الحشد شعارات مؤيدة لكروبي وموسوي الذي اعتبر وفاة منتظري «خسارة عظيمة»، لكن عناصر من متطوعي «الحرس الثوري» (الباسيج) رددوا: «عار عليكم أيها المنافقون، اتركوا مدينة قم». ورد عليهم مشيعون: «ماذا حدث لأموال النفط؟ ذهبت الى الباسيج». وأفاد موقع إصلاحي بأن مسلحين موالين للحكومة من أنصار «حزب الله» مزودين بمكبرات للصوت، حاولوا الإخلال بمسيرة التشييع عبر «تحوير هتافات» الحشد ورفع يافطات معادية لمنتظري، ما تسبب بـ «صدامات».

وأضاف أن قوات الأمن التي انتشرت في شكل كثيف حول منزل منتظري، اشتبكت أمام البيت مع مشيعين ألقوا عليها الحجارة، مشيراً إلى اعتقال عدد غير محدد منهم.

واكتفت وسائل الإعلام الرسمية بالإشارة الى أن تشييع منتظري جرى بمشاركة «أنصاره»، لكن الموقع الإلكتروني للتلفزيون الرسمي أقر بأن «بعض» المشاركين «سعوا الى إثارة توترات بترديد هتافات متطرفة ومشككة». وجاب آلاف المشيعين أيضاً الشوارع في مدينة نجف آباد مسقط رأس منتظري. وأظهرت لقطات فيديو على الإنترنت حشوداً يقرعون صدورهم مرددين: «منتظري المظلوم، أنت الآن في رحاب الله». وهتفت نسوة: «ديكتاتور، ديكتاتور، منتظري حي».

واعتقلت السلطات أنصاراً للمعارضة حاولوا الوصول الى قم للمشاركة في التشييع، إضافة الى المخرج محمد نوري زاد المُتهم بإهانة مسؤولين كما أوردت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا). وأفاد موقعان إصلاحيان بأن وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي طلبت من صحف طهران عدم نشر صور منتظري أو برقيات العزاء على صفحاتها الأولى، باستثناء برقية المرشد علي خامنئي.

وتحدث رجل الدين حسن الخميني حفيد الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية، في برقية عزاء بعث بها، عن الرجل الذي «قضى سنوات من عمره المشرف على طريق رفعة المبادئ العليا للإسلام والثورة الإسلامية».

ووصفت المحامية الإيرانية شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام، منتظري بأنه «أب لحقوق الإنسان في إيران».

ومنذ الأحد الماضي، كان صعباً الدخول الى شبكة الانترنت كما ظهرت مشاكل في شبكة الهاتف الخليوي، وهذا وضع يسبق كل حدث يمكن أن تتخلله تظاهرات للمعارضة.

الى ذلك، أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن تشويشاً تعرضت لها محطتها التي تبث باللغة الفارسية «بي بي سي بيرشن تي في»، لكنها تواصل بث برامجها الموجهة الى إيران. وأوضحت الهيئة أن الذبذبات الأولى ظهرت الأحد الماضي، اثر إعادة بث حلقات مخصصة لوفاة منتظري.

تزامن تشييع منتظري مع حظر السلطات صحيفة «انديشه نو» (الفكر الجديد) الليبرالية التي يديرها حجة الله حجابي، والقريبة من موسوي. وعزت وكالة الأنباء الطالبية (إيسنا) الحظر الى ارتكاب الصحيفة «مخالفات عدة»، بعد «إنذارات عدة وجهتها لها لجنة مراقبة الصحافة». وأوضحت «ايسنا» أن الصحيفة نشرت مقالات «تتساءل عن سياسة الجمهورية الإسلامية إزاء الدول المضطهدة في العالم»، وانها «حاولت دائماً التسبب في انقسامات وتوترات بعد الانتخابات الرئاسية».


المصدر: جريدة الحياة

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,755,711

عدد الزوار: 6,913,125

المتواجدون الآن: 103