الحركة الاسلامية ما بعد حرب غزة في وضع افضل مما كانته قبلها

تاريخ الإضافة السبت 24 كانون الثاني 2009 - 9:47 ص    عدد الزيارات 5394    التعليقات 0    القسم عربية

        


رام الله - محمد يونس 

يرفض رئيس حكومة تسيير الأعمال الدكتور سلام فياض مجرد التفكير بأي صيغة أخرى لملف اعادة اعمار غزة غير صيغة التوافق الوطني. وقال فياض امس في لقاء مع عدد محدود من المراسلين الصحافيين بينهم مراسل «الحياة» ان «صيغة التوافق هي الطريق الاسهل والاقصر». وعندما الحّ الصحافيون في سؤاله عما يسببه التجاذب الحاصل بين السلطة وحركة «حماس» في هذا الشأن من اعاقة لإعادة اعمار بيوت يعاني اهلها التشرد وعدم وجود مأوى لهم، قال: «لهذا اقول تعالوا نتفق، لا خيار آخر غير الاتفاق».
احد الصحافيين سألة عن امكان قبول صيغ عملية لتنفيذ اعادة الاعمار مثل التعاون بين الحكومتين (حكومة السلطة في رام الله وحكومة حماس في غزة)، وهو ما اثار انفعاله قائلا: «المسألة يا اخوان خطيرة واكثر خطورة مما تعتقدون، المسألة ستكرس انفصال غزة عن الضفة، بعدها لن تعود هناك امكانية للوحدة. الآن توجد فرصة كبيرة للاتفاق». وتابع: «انا لا اتحدث عن اتفاق فوري على جميع القضايا المختلف عليها، وانما على مسألة واحدة هي تشكيل حكومة توافق وطني تتولي اعادة الوحدة واعادة الاعمار».
وكان فياض استقبل في الاسبوعين الاخيرين عشرات الضيوف الاجانب والدوليين، بينهم وزراء خارجية كل من المانيا وايطاليا واسبانيا والنروج والبرازيل، والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، والمنسق الخاص للجنة الرباعية توني بلير، وممثلي الدول المانحة وغيرهم. جاء الضيوف لمناقشة اعادة اعمار غزة، وجميعهم وضع السلطة بين خيارين: اما اقامة حكومة توافق وطني تتولى اعادة الاعمار، او تكليف جهات دولية بهذه المهمة.
قال فياض: «عندما يتعامل العالم معنا على هذه النحو، فانه يفتح الطريق امامنا كي نعيد الوحدة للوطن، خصوصا ان في ذلك نصا صريحا في القرار الدولي 1860 يتحدث عن المصالحة. اما في حال عدم التقاطنا هذه الفرصة، فإن العالم لن ينتظر، سيعترف بانقسامنا، وحينها يتحول الانقسام الى امر واقع مقبول ومعترف به دوليا».
ودأبت الدول المؤثرة دوليا واقليميا على التعامل مع حكومة فياض ودعمها في مواجهة حكومة «حماس»، وهو ما تجلى في مؤتمر باريس للمانحين الذي قدمت فيه الدول المانحة 7.7 بليون دولار لتمويل خطتها التنموية الثلاثية. لكن الحرب على غزة جعلت كثيرا من الدول والجهات تتشكك في قدرة هذه الحكومة على النجاح في تنفيذ مهمة اعادة الاعمار في غزة لعدم وجودها هناك، فأخذت تقترح صيغا أخرى من نوع تكليف جهات دولية تولي اعادة الاعمار، ما لم يتحقق اتفاق داخلي.
ولم ترحب حركة «حماس» التي وجدت نفسها بعد الحرب على غزة في وضع افضل، كثيرا بمباردة السلطة، بل شككت في دوافعها. ورغم ان المتحدثين باسم «حماس» يعلنون ان حركتهم مستعدة للوحدة «في حال وفرت السلطة المناخات المناسبة لذلك»، الا ان القرار الداخلي هو الانتظار. وقال مسؤول في الحركة لـ «الحياة» ان «حماس مدركة ان مبادرة السلطة ليست نقية، وانها جاءت لأن الحرب اضعفتها واظهرتها بمظهر الصامت او العاجز او حتى المنتفع من هذه الحرب الدموية التي حصدت الاطفال والنساء». واضاف: «نحن واثقون، ولدينا معلومات ان هناك جهات في فتح كانت متآمرة في هذه الحرب، لذلك لم نسارع الى قبول الدعوة».
ثمة عامل آخر يجعل «حماس» اكثر ميلاً للانتظار في هذه المرحلة هو التغيرات السياسية المرتقبة في مرحلة ما بعد الحرب، ومرحلة ما بعد مغادرة الرئيس جورج بوش وقدوم الرئيس الجديد باراك اوباما.
وكان الناطق باسم الحركة فوزي برهوم قال لـ «الحياة» ان دولا وجهات اوروبية ودولية بدأت تتحدث مع الحركة في ملف اعادة الاعمار، مضيفا: «هناك اطراف اوروبية اتصلت بصورة رسمية مع الحركة، وهناك اطراف اتصلت بصورة غير مباشرة». وتابع: «جهات كثيرة بدأت تتقاطر على حماس بعد الحرب، وهذا اعتراف بشرعيها، والآن المطلوب من السلطة الاعتراف بشرعية حكومة اسماعيل هنية التي جاءت في خيار ديموقراطي».
وتقول مصادر مطلعة في غزة ان مسؤولين في قنصليات وسفارات فرنسا وايطاليا يجرون اتصالات استكشافية مع «حماس»، وان هذه الاتصالات زادت بعد الحرب. وترى «حماس» في الواقع الجديد عنصر قوة اضافيا في صراعها مع «فتح». ويقول مسؤولون في الحركة ان شروطهم للحوار اليوم تختلف عما كانت عليه قبل الحرب، وفي مقدمة هذه الشروط اعتراف «فتح» بشرعية حكومة هنية، وقبول الشراكة في منظمة التحرير والسلطة، والاستعداد العملي لاعادة بناء الجهازين الامني والاداري للسلطة بما يتلاءم ونتائج الانتخابات التي فازت فيها «حماس» بغالبية ساحقة، وهو ما يُستبعد ان تقبله «فتح» المتحكمة بالمنظمة وبهذين الجهازين.


المصدر: جريدة الحياة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,109,538

عدد الزوار: 6,753,239

المتواجدون الآن: 104